منع

الوجه الآخر للإسلام

1.
للحقيقة وُجُوهٌ لا عَدَّ لها ولا حَصْرَ!
غير أنها غالباً ما تتبدى وتتظاهر بوجوه مزيفة مصنوعة من نسيج اللغة!
إنَّ اللغة في حدِّ ذاتها ليست كاذبة أو صادقة. هي وسيلة محايدة، لكنها حين تكون في يد سُلطة الزمان وحُرَّاس المكان ـ السلطات المدنية والدينية، فإنها تستحيل إلى آلة للقمع الشامل ليس للحاضر القائم فقط، بل وآلة قمع للتاريخ وتزييفه إلى حدود لا نتبين منه "الخيط الأبيض من الأسود"!
حينئذ تصبح اللغة كاذبة: لا معنى لها ولا تشير إلى أية وقائع ـ تستحيل إلى "خَلْطَة" لغوية وفقهية تمتزج فيها الأكاذيب الكبيرة بـ"الحقائق الصغيرة" فيبدأ وَهْمُ التاريخ بالتشكل ونشرع بالدخول إلى ملكوت الأساطير والخرافات.
الحقيقة، إذن، هناك ـ حيث لا نراها إلا حين نمزِّق الغلاف الخارجي للظواهر اليومية التي تبدو وكأنها مُحَايدَةٌ، بريئة، وخالية من الأوساخ!
2.
إنَّ عَالَم الإسلام وتاريخَه مصنوعان من الأوهام والأكاذيب: في السياسة والدين والاقتصاد والقوانين وكل ما يتعلق بوجودنا الأرضي: لا شَيءَ آخر غير " أَسَاطِيرِ الْأَوَّلِينَ "!
فقد صنعنا "تاريخاً" لا يستند إلى أيِّ تاريخ، "حقائق" لا تستند إلى أيِّة حقائق ثابتة أو حركة واقعية للحياة ـ ثقافة تاريخية مزيفة لا علاقة لها بالوجود الحقيقي!
3.
هناك سنجدُ أصناماً تُعْبَدُ أكثر عبادةً من الوثنيين لأصنامهم!
هناك سنجدُ أساطير وخرافات سيسخر مِنَّا بسببها حتى مَنْ سميناهم "جاهليين"!
هناك سنجدُ أنفسنا نعيش وسط عالم متخلف، ملتحف بالدين والأمية إلى حدِّ الاختناق!
هناك سنجدُ الملايين من البشر سعيدة في هذا الحضيض، وحين تسوء الأحوال بسبب الحروب والكوارث والفساد الاقتصادي والإداري ـ وهي عندهم لا تسوء إلا لأن "الله" قد قرر امتحانهم، وحينذٍ فقط، تراهم "يتحركون" ويوجهون أنظارهم ليس إلى "الله" الذي دفعوا حياتهم ثمناً لوجوده، بل صوب الغَرْبِ "المُسْتَعْمِر" و"الكافر" و"الظالم"، كما يقولون، بحثاً عن المأوى والحياة الكريمة!
4.
إنه هَوَسٌ مَرَضيٌّ بالدِّين في أسوء "نسخة" له!
هَوَسٌ بما يفارق العقل واكتشافات العلم وثقافة العصر!
إنَّه عصرنا الجاهلي القارِّ حيث شرعت دول بأكملها برفض العقل والتاريخ الواقعي رفضاً قاطعاً وأخذت تعبد أصنامها ـ التي سمُّوها كما يحلو لهم!
لقد نسوا واقعهم الفعلي القبيح ووجهوا أبصارهم إلى السماء، فنسوا الأرض ومن عليها!
5.
أصنام في كل مكان:
من المدرسة إلى الجامعة!
ومن الشارع إلى سرير النوم!
ومن المهد إلى اللحد!
إنهم أسوء من عَبَدَةِ الأصنام! لأن عَبَدَةِ الأصنام يعترفون بذلك، أما هم فيعيشون في وَهْمٍ شامل، مغلق، مديد، عميق، لا خلاص منه!
إنَّهُ وَهْمُ الإيمان!


هنيئاً لكم!

ألم تر...؟

نماذج من [ألم تر؟]:
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ
أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ
أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا
[ وإلى آخره ... وهكذا ودواليك ......]
لجواب على هذه التساؤلات والعشرات غيرها:
لا لم أرَ ولم ير أحدٌ غيري قطُّ. ومن يدعي بأنه قد "رأى" فهو كذَّاب منافق لعين!
هنا سيقفز من قرأ ولم يفهم ومن آمن ولم يدرك:
- أنت لا تفهم إعجاز "الوحي"، فليست الرؤية بالعين بل بالعقل (أو بالفؤاد وبالقلب أو بالطحال أو بالـ ..) !
- وهل هذا يعني أنه ليس ثمة "فيل" حقيقي له أربع قوائم وكاد يخسف بيت "الله!" في القصة إياها وإنما مجرد "فيل عقلي"؟
- أنت لا تفهم الكلام المعجز!
- وهل تفهمه أنت إطلاقاً؟
- ......!
1.
في كتابه المغلق لغةً ومعنى وتاريخاً يقوم محمد بن عبد الله بقصف القارئ (طبعاً نيابة عن شيء سماه "الله - فصاحبنا لا يعرف الكلام) بأسئلة "خطابية" لا إجابة لها تبدأ بـ" ألَمْ ترَ؟"
إن هذا النوع من الأسئلة فاسد من وجهة النظر المنطقية والوثائقية (الوقائعية) على حد سواء. ويكمن فساده في كون محمد يفترض شيئين لا وجود لهما:
أولاَ، أن ثمة أحداث ووقائع قد حدثت في الماضي؛
ثانياً، أن القارئ قد شهد هذه الاحداث ورأى تلك الوقائع وبالتالي فإن له رأياً فيها!
غير أن الفساد هذا يتخذ قيمة خطيرة عندما يتحول إلى أدلة على مصداقية القول!
أي: أنه من الممكن أن أقول لأحدهم ألم تر كيف حولتُ الماء إلى نبيذ؟
إذن: أنا حولت الماء إلى نبيذ!
[هذه من نوع القضايا المزيفة التي تفترض بأن القارئ يعرف المقدمة الثانية المهملة).
2.
طبعاً أنصاف المتعلمين يؤمنون بـ"عمق!" و"خشوع!" بأنَّ هذا سحر وبيان؛ هو أمر "معجز" لا يقوى على الإتيان بها لا الإنس ولا الجان – بل حتى لو كان سوبرمان!
بل أنهم يعتبرونه من الأدلة "المُسْكِتَة" على صدق "الوحي". فطالما بدأ محمد في كتابه بشيء من قبيل "ألم تر..؟"، فإنه ينقل حقيقة تصلح لتأمل القارئ.
وهذا استخفاف بالقُراء والعقل والمنطق والتاريخ مرة واحدة وعلى حد سواء.
فكيف مثلاً يستطيع القارئ أن يجيب على هذا السؤال:
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ"؟
والجواب المنطقي والوثائقي الصادق هو:
لا ، لم أرَ هذا ولم يره أحد غيري أيضاً – بل وحتى أنتم لم تروه!
3.
وهذه هي محنة الكهنوت الإسلامي. هنا تأتي خرافة "الاعجاز" والتأويل المعطوب لكي تنقذ الموقف:
"قوله تعالى: ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء
قوله تعالى: ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض هذه رؤية القلب؛ أي ألم تر بقلبك وعقلك"!
كما يُرَقِّع القرطبي.
أمَّا ابن كثير مثلاً فيزيد في الترقيع ترقيعاً تربيعياً وتكعيبياً:
وفي الصحيحين عن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدري أين تذهب هذه الشمس؟ " . قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها تذهب فتسجد تحت العرش، ثم تستأمر فيوشك أن يقال لها: ارجعي من حيث جئت "!!!!.
4.
إذن: كلما يسألنا محمد في كتابه (أو من الهوامش: الأحاديث!" فيما إذا رأينا شيئاً، لكننا لم نره، فهو “رؤية قلب"!
حسناً وماذا سيقول كتاب محمد أو أنصار هذا الكتاب أذ كان الجواب:
-لا، لم نره لا بالعين ولا "بالقلب!" ولن نره ابداً!
هنا وكعادة محمد وأنصاره سيطلقون الشتائم علينا مدراراً، وسيشرعون بسلسلة من أفعال الوعيد والتهديد والتخويف:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ"
"فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا الْحَدِيثِ ۖ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ"
"سَأُصْلِيهِ سَقَرَ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ"
"فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ"
"وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ"
"أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ"
"كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ"
"وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ".
"وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ".
وغيرها من الشتائم من قاموس محمد التي يعرفها القريب والبعيد.
5.
ها نحن نصطدم بجدران العقيدة الإسلامية بالإسمنت المسلح:
إما أن تكون قد رأيت ما قرر محمد أن ترى رغماً عن أنفك؛
وإما أنت كافر زنديق مرتد وسوف تصلى بنار سقر وأنت مجرم عنيد!
6.
هل هذا كلام يا أيها المسلمون؟!

ليس للموضوع بقية. أما لـ"ألم تر" فمثلها يوجد العشرات ...


ما أصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإذْنِ الله!

[هذه واحدة من مصائب الله]

1.
إذن: كل المصائب من الله؟
الكوارث الطبيعية،
الفيضانات،
أجهزة الأمن العربية والإسلامية التي تطوق حريات الناس وتمنعهم حتى من الهواء؟
والحروب،
وجرائم القتل،
وموت الأطفال،
والنهب والسرقة والاختلاس،
اغتصاب الأطفال والنساء،
الغش والخداع والاختلاس،
الزلازل الأرضية،
والأنظمة الفاسدة،
وسلطة اللاهوت المرتشية،
والأعاصير المدمرة،
الكراهية،
والبراكين،
سجون ودهاليز أنظمة القمع الإسلامية،
الأمراض والأوبئة الفتاكة – وكوفيد – 19،
انتشار التدرن الرئوي في القرى والأرياف العربية،
ظلم الأقليات،
الفقر،
العنصرية،
غياب العدالة والمساواة الاجتماعية،
الانتحار واليأس من الحياة،
كوارث المجاعات والجفاف والتصحر،
العواصف الثلجية في الشمال،
والعواصف الرملية في الجنوب،
وأنصاف المتعلمين المسلمون الذين يستحوذون على كل شيء،
وانهيارات الأرض،
والحقد
الطلاق، وغياب الأحبة،
خراب البلاد،
الأزمات الاقتصادية،
وانهيار القدرة الشرائية للناس،
البطالة والتضخم،
انتشار المخدرات،
العمليات الإرهابية،
تفجير محطات المترو والمدارس والمطاعم والمحلات التجارية باسم الله،
العنف الموجه ضد المرأة واغتصابها الإسلامي جسدياً ومعنوياً،
تسلط رجال الدين وانتشار الأمية،
انتهاك حقوق الإنسان،
انعدام الرعاية الصحية في دول الإسلام المتخلفة،
التعذيب في السجون والمعتقلات العربية،
و ...
و ...
و...
2.
كل هذه المصائب بإذن الله!!!
لماذا؟
حسناً:
ماذا تبقى أمام المسلمين وهم يحمدولون ويحوقلون ليل نهار باسم ربِّ المصائب هذا؟!
إنني أسألهم – وأنا جادٌ بتوجيه أسئلتي إليهم:
إمَّا أنْ يكون كتاب محمد كتاباً جمع فيه ما شاء من الخرافات والقيم البدوية العدائية للبشر؛
وإمَّا هذا الكلام يصدر من "ربٍ" لا شكَّ في وجوده!
3.
فإذا كان كتاب خرافات لا تقدم ولا تؤخر فما هذا الإيمان الأعمى بها؟
وكيف سمحتم لأنفسكم بأنْ تحولوا حياتكم إلى جحيم أرضي [وهي الحياة الوحيدة والأخيرة لكم] باسم خرافة تلقفها راعي أغنام قتله العطش وأودت بعقله الشمس الحارقة على ضفاف الربع الخالي؟
وإذا كان هذا الكلام يصدر من "ربٍ" لا شكَّ في وجوده – أليس من العقل البحث عن إله آخر: عاقل ورحيم؟
كيف تصدقون أن ثمة "ربٍ" خالق لا شغل له ولا عمل غير افتعال المصائب للبشر؟
4.
وما العمل الآن؟
أنْ ينتظر المسلمون المصيبة القادمة؟
أنْ يختبؤوا في جحور في الصحراء بحثاً عن ملاذ للمصائب التي سيرسلها "الله" لهم تباعاً؟
لقد بدأ هذا "اللغو" في زمن مظلم خيم الجهل فيه على الناس – فكيف يصدقون هذا الكلام في زمن العلم والمعرفة التي في متناول الجميع؟
ألا يشاهدون محطات التلفزيون الفضائية ويرون كيف تعيش الشعوب الأخرى؟
ألا ينتظرون في طوابير اللجوء من أجل الوصول إلى الأرض الموعودة – أرض "الكفار"؟
5.
إنَّ على المسلمين أن يستيقظوا من غفلتهم!
وليشكرَ المنافقون منهم ربهم على هذه المصائب ما شاء أن يشكر!
أمَّا مًنْ تَبَقَّى له من العقل بقيةً فليفكرَ إذا لم ينسَ بعدُ عادة التفكير!



أشياء عن الله: مقدمة

مقدمة:
منذ أنْ صنع محمد رباً [وهي صناعة يدوية بدوية في غاية الخشونة والتناقض] واختار له اسماً هوائياً "الله" احتار الناس به [وفي حالتنا هم المسلمون] وسعوا بكل ما امتلكوا من "قوة ورباط الخيل" إلى إشغال البشرية به. 
وهم لم يكتفوا بهذه "الصناعة" اليدوية إذ صنعوا له بدورهم "أشياء" لا عد لها ولا حصر وشرعوا يدونونها في آلاف الكتب. وفي زحمة التدوين هذا أخذوا ينسون ما كتبوه في وقت ما ليسردوا "شيئاً" متناقضاً تماماً عنه أو يرفضون ما قالوه آنذاك وأحلوا محله "شيئاً" آخر من غير أن يحذفوا ذلك "الشيء".
ولهذا فإن "أشياء" الله متناقضة متضاربة غريبة عجيبة تبدأ ولا تنتهي . . .
وهذه السلسلة هي عن "أشياء الله" الغريبة العجيبة .

الصلاة الإسلامية [3]: خرافة "الصلاة رياضة بدنية وروحية”!

[خنزير يزن 258 كيلوغراماً – أنظر الصورة التالية!]

1.
بعد أن تم القبض على مفتي "الدولة الإسلامية" في العراق – أبي عبد الله الباري! – في بداية 2020 كان على السلطات العراقية من أجل نقله إلى المعتقل استخدام شاحنة حمولة!
[سؤال: هل كانت الشاحنة مخصصة لنقل الخنازير من النوع أعلاه؟]
فهل ضيع "مفتي الدولة الإسلامية" الطريق إلى الجنة وتفرغ كما تتفرغ الخنازير لممارسة طقوس التهام كميات كبيرة من الطعام، أم أنه يحقق واحدة من "نبوءات" نبيه؟
ولكن ومهما كانت الإجابة فإن شيخ المفتين كان يرفل في واحدة الخطايا السبع المميتة (أو ما تسمى بـ"الذنوب الكاردينالية") حقاً وفعلاً:
الشراهة والجشع والنهم – والمعنى واحد!
2.
فبعد أن اتضح للقراء وظيفة العبودية والخضوع والذل للصلاة الإسلامية [أنظر: [إمَّا صلاة العبودية وإمَّا الموت!] فإنَّ على المرء أنْ يوجه وجهه صوب وجه آخر للصلاة الإسلامية أو بكلمة أدق "صوب آخر للخرافة"- كما يسعى المسلمون إلى إقناع أنفسهم: وهو الرياضة "الروحية" و"البدنية"!!!
وهنا وكالعادة يعجز القارئ المحايد الذي يقف خارج مستنقع الأوهام عن فهم حقيقة الدلالة التي يقحمها المسلمون في قضية "ما هو روحي".
فالمسلمون، وبدءاً من محمد، أبعد ما تعنيهم عن دلالة كلمة "روحي" عما هو "روحي"!
فقد شهر صاحبهم (وهو صاحبهم وحدهم من غير منافسة) السيف – وبالسيف فقط قرر أن يبشر بعقيدته الجديدة معلناً بأعلا صوته:
"بُعِثْتُ بين يَدَيِ السَّاعة بالسَّيف، حتى يُعبَدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وجُعِلَ رِزْقي تحت ظلِّ رُمْحي، وجُعِلَ الذَّلُّ والصَّغار على مَنْ خالَف أمري"!
إنَّ المرء ليقع في دوامة الحيرة والتردد:
هل يضحك بمليء فمه حتى "تظهر نواجذه!" أمْ يتملكه الفزع من عنف وشراسة هذا النوع من التفكير وخلوه من أي نوع من "القيم الروحية" التي يتحدث عنها البشر؟
[مفتي الدولة الإسلامية – داعش المكنى بأبي عبد الباري والذي تبدو عليه علامات الرياضة الروحية بعد الصلاة!]

3.
لكن تراث "الروحية!" المحمدية والتي يسير على سنتها مفتي الدولة الإسلامية وأمثاله الكثير والتي تحمل "قبساً" منها الصلاة الإسلامية خمس مرات يومياً له وجه آخر وهو:
النكاح المنفلت من عقال العقل وأخلاق التعفف والزهد التي يدعي المسلمون بأن نبيهم يتصف بها.
فإذا ما عر فنا بأن غاندي وفي لحظة من تطوره الروحي قد امتنع عن ممارسة الجنس نهائياً فإنَّ محمداً وهذا ما يعرفه الجميع قد أطلق العنان للجنس في الثلث الأخير من حياتهم وكان يقبل على الجنس بنهم وشره حتى كان يدور على نسائه في ليلة واحدة!
4.
فمن أين لجزار بشري مثل مفتي الدولة الإسلامية لا يفرق ما بين الدم وعصير الشمندر الأحمر قيم "روحية" يتباهى بها؟
هل هذا هو المثل الأعلى لأصحاب ثقافة التوحش لكي يكون حاكماً وحكماً على الوجود البشري؟
فلماذا لم تمنحه الصلاة قيماً "روحية"؛ بل لماذا لم تمنحه الصلاة وجهاً بشرياً يستحق الوجود؟
5.
غير أنَّ هذا "الخنزير" البشري الذي حلل القتل والاغتصاب والتعذيب والتهجير وتدمير الكرامة الإنسانية هو وجه آخر للعُمْلَة "الروحية" الإسلامية.
فالكراهية الشاملة للمخالف – أي مخالف شملت العالم بأكمله وحولته إلى "دار حرب". فـ"الروحية" الإسلامية ترفض أي نوع من الاختلاف والوجود المتميز، مثلما ترفض العالم المعاصر بأكمله طالما لا ينسجم مع رغائب السلطة الإسلامية [أنظر: مَنْ هُمْ أعداء السَّنْجاب والله والمسلمين؟]
إنَّ خرافة "الصلاة رياضة بدنية وروحية" قد تحولت إلى وسيلة (وهي وسيلة ناجعة) لا للإخضاع والفرض فقط بل ووسيلة لصناعة عالم من الأوهام لا يرى فيه المسلم حقيقة ما يقوم به المسلمون أنفسهم:
معاداة كل ما هو روحي وفرض نظام ديني أبعد ما يكون عن الروحية.

مَنْ هُمْ أعداء السَّنْجاب والله والمسلمين؟

دعاء السنجاب:

اللهم نجنا من شرور الآخرين،
ومن الكفار والملحدين،
والإمبريالية والرأسمالية والاستعمار والصهيونية والعلمانية والبهائية والخوارج والشيعة والمعتزلة والمستشرقين”!”... إلخ،
والناس أجمعين - إنْ أمكن.
آمين!]
1.
في أحد مواضيعي [هذا هو الدليل على وجود الخالق: جولة صباحية!] خطرت لي فكرة عابرة تماماً مفادها أنَّ ثمة شبه ما بين السنجاب وبعض المسلمين وهو "شعورهم" بأنَّ جميع مَنْ على الأرض أعداء لهم.
لكنني الآن، وبعد أنْ تأملت الفكرة بشيء من التروي اكتشفت أنها فكرة قارة تكاد تصف الكثير من المسلمين أيضاً وإن قضية "الأعداء" من الموضوعات التي يتعامل معها المسلمون (وخصوصاً مسلمو الانترنت العلنيين والمستترين) بجدية تامة.
فهل ثمة وجود للإسلام من غير "وجود" أعداء"؟!
.2
فتداعت في ذاكرتي الكثير من الكتابات الإسلامية التي تسرد لنا أعداء الله ومحمد بن عبد الله والصحابة والأئمة المعصومين وغيرها من الأصنام الإسلامية. بل ويمكن أن يلاحظ القارئ لهذا النوع من الخزعبلات بأن هؤلاء "الكتاب" يحشرون هؤلاء "الأعداء" كلما كانوا بحاجة إلى عدو /"شماعة" لكي يعلقوا عليها غسيلهم الثقافي الوسخ.
إن وجود "أعداء" ما هو إلا واحد من العوامل الضرورية لبقاء المسلمين في حالة تيقظ وانتباه وإلا استغرقوا في نومهم الطويل.
3.
إلا أن مشكلة "الأعداء" وبسبب الابتذال الذي تتسم به قد تحولت إلى نوع من الهزل اللغوي السمج.
فمشاكل المسلمين وأزماتهم وتخلفهم هي حصيلة لعقائدهم وتشبثهم بالماضي الكئيب وعدم رغبتهم في أن يكونوا جزءاً من العالم المعاصر – العالم الطبيعي.
فجميع تصوراتهم لا تعدو أن تكون غير استمرار لتعصبهم وكراهيتهم للآخر. والآخر هنا هو الجميع تماماً.
فهم بأمس الحاجة إلى شماعة لتعليق أزماتهم عليها ولا شيء آخر.
ويمكن تعريف أعداء الإسلام ببساطة:
إنهم جميع من لا يتفق معهم؛
وجميع من لا يجد سبباً لمدح الإسلام والمسلمين؛
مثلما هم أولئك الذي يختلفون معهم طائفياً وعقائدياً وطقوسياً – بل حتى من ذات الطائفة و الحركة والشلة والملة!
4.
وها هي بعض الأمثلة:
ولنبدأ الآن بالاطلاع على "الأعداء" وكيف ينظر إليهم "الكُتَّابُ!" المسلمون.
يبدأ أحدهم كتابه هكذا:
"وهنا بدأت أفكر في كتابة هذا الكتاب الذي يتناول التاريخ الإسلامي والمفتريات التي شاعت عنه عن طريق الإسرائيليين والمستشرقين والعملاء وغيرهم إلى درجة أن بعض المتخصصين في التاريخ الإسلامي لا يعرفون الحقائق كاملة – إلى جانب أن المدارس والجامعات في البلاد الإسلامية لا تدرس التاريخ الإسلامي دراسة وافية تلقي الضوء على كل جوانبه – وهذا من تحديات العصر الحديث لأن بعض المسلمين تربوا على الثقافة الغربية فكانوا جنوداً لها يقولون مثل ما يقولو الغربيون" [أضواء على افتراءات أعداء الإسلام على التاريخ الإسلامي، علي القاضي، 2003، ص 4].
5.
أعداء محمد في يثرب:
المنافقون واليهود والنصارى والأعداء الخارجيون: ويتمثلون في الفرس والروم ومن تابعهم من قبائل العرب.
فأعداء الإسلام متعددون، وإن كان هدفهم واحداً كما ذكرت آنفاً [أعداء الإسلام ووسائل التضليل، د. جابر قميحة، القاهرة 2002 الصفحات4-6]
ثم يتحدث في الفصل الثاني من الكتاب عن الأعداء "الوارثين على درب التدمير والتضليل" وهم:
الاستشراق والاستعمار والتبشير"!"، وهي "حلقات ثلاث في سلسلة واحدة "ممسك بعضها – من الكفر – بعضاً، فالارتباط التاريخي والعقدي بين هذه "الثلاثية الضارية" شديد .. شديد جداً" [على القاضي: ص 8.].
ومن ثم: العلمانية والوجودية "!" والشيوعية والماسونية وقد "كان للصهيونية الفضل الكبير عليها نشأة ووجوداً وامتداداً والتي تعيش الآن – بعد أن افتضح أمرها وساءت سمعتها – باسم جديد – أو أكثر من اسم -وأظهرها وأشيعها "الروتارية" التي اصبح لها مئات الأندية في العالم [على القاضي].
6.
نجيب الكيلاني يبدأ كتابة بما آل إليه وضع المسلمين بسبب "العدوان" ويقرر خلافاً للكثير غيره بأنَّ "الأعداء" قد استطاعوا "أن يوقعونا في بحر من الحيرة واضطراب وقلق، بما سلطوه علينا من أفكار متناقضة، وفنون مدمرة، وسياسات خبيثة، وهكذا غرقنا في طوفان من البلبلة والشك والتشويه العقائدي ... " إلخ من الآلام والمعاناة [أعداء الإسلامية، نجيب الكيلاني، بيروت 1981]
وكل هذا قد حدث بسبب أن "إمكانيات الأعداء قوية ومبهرة، لأنهم قطعوا شوطاً كبيراً في مجال التقدم والسيطرة والنفوذ"!!!!
ولكن لماذا حدثت كل هذه المآسي للمسلمين فقط؟
فيجيب الكاتب:
لأن "المسلم يفكر كما يفكر الأعداء [...] ويسلك في الحياة اليومية سلوكاً يكاد يكون صورة طبق الأصل من سلوك الأعداء، ولهذا تميعت شخصيه المسلم واندثرت أو كادت، فهو من الناحية الجغرافية والتاريخية مسلم، وهو في فكره وسلوكه غير مسلم"! [ص: 21]
إذن فقد جنت على نفسها براقش.
ومع ذلك فإن الكاتب لا يستطيع إلا أن يجد "السبب الخارجي" هو السبب الرئيسي لكي "تتميع شخصية المسلم ويفكر كالأعداء" ويستحيل المسلمون في حالة "دفاع"!
ولكن من هم هؤلاء الأعداء الذين يجد المسلمون أنفسهم في "حالة دفاع عن النفس ضد عوامل الإبادة والفناء"، كما يقول الكاتب؟
إنهم نفس "الأسطوانة" المشروخة:
الصليبيون والاستعماريون الذين وضعوا "أيديهم في أيدي اليهود" أعداء المسلمين التقليديين الذين يلعنونهم في كل صلاة!
هل هؤلاء هم فقط أعداء الإسلام؟
ألا ينقصهم عدو آخر؟
طبعاً:
إنه يخصص فصلاً كاملاً عن "الماركسية .. في مواجهة الإسلامية.. “؟!
لماذا؟
"لأن كتابات "ماركس"، وزعماء الحركة الشيوعية وكذلك كل من شارك في صنع النظرية الماركسية أو تغييرها، كل هؤلاء زعموا أن الأديان من صنع البشر، وأنها حيلة ماكرة لاستغلال الضعفاء والفقراء لمصلحة الأغنياء، وأنها أفيون الشعوب ..."
وها هم الصليبيون والاستعمار والماركسيون قد ولوا.
فهل تغير وضع المسلمين وتخلفهم؟
وهل تغيرت ظروف "الحيرة والاضطراب والقلق" الذي يعاني منه المسلمون أم أنَّ الآن هم أسوء حالاً من أي حال في أي زمان؟
7
أما في كتاب "كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها" فإن الكاتب يوجه "سهام هجومه" ضد "أعداء السنة النبوية"!
فَمَنْ هم هؤلاء الأعداء وهل ثمة ما يربط بينهم؟
إنَّ هؤلاء الأعداء (وقد خصص لكل عدو فصلاً مستقلاً) هم:
أهل الأهواء والبدع قديمً (الخوارج والشيعة والمعتزلة"!
أعداء السنة النبوية من المستشرقين!
أهل الأهواء والبدع حديثاً (العلمانية والبهائية والقاديانية)!
ولكنه بطبيعة الحال لا ينسى "الاستعمار الغربي".
أما السبب الذي دعا الكاتب من أجله إلى دراسة الفِرق في التاريخ هو "لأن هذه الفرق وإن كانت قديمة فليست العبرة بأشخاص مؤسسي تلك الفرق ولا بزمنهم، ولكن العبرة بوجود أفكار تلك الفرق في وقتنا الحاضر. فإذا نظرنا إلى بعض الفرق الماضية كالخوارج (القرآنيون) "!" نجد أن لها امتداد يسري في حاضر الأمة سريان الوباء، وكذلك المعتزلة "!" لا زالت أفكارهم حية قوية يتشدق بها بعض المغرضين من الذين استهوتهم الحضارة الغربية والشرقية، فراحوا يمجدون العقل ويحكمونه في نصوص الشرع قرآناً وسنة، فما وافق عقولهم قبلوه وإلا ردوه، أو تأولوه تأويلاً يضر بعقيدة المسلم" ...إلخ.
ولهذا وكما يقول الكاتب فإن " العبرة بوجود أفكار تلك الفرق في وقتنا الحاضر " وإن أفكار المعتزلة لا تزال "حية قوية". أي أن مرور 14 قرناً لا تزال غير كافية لكي تلغي الأفكار المناهضة "للسنة النبوية"!
لكن الطريف في حالة هذا الكاتب هو أنه قد نسي إسرائيل والصهيونية. وهذا ما يترك في الكتاب نقصاً كبيراً!!!
[كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها، عماد السيد محمد إسماعيل الشربيني، 2002]
8.
أما أعداء الإسلام في [معجم افتراءات الغرب على الإسلام، أنور محمود زناتي، بدون تاريخ ومكان الإصدار] فهم "علماء ومفكرو الغرب".
لماذا؟
"وقد وجدنا بعض الأقلام الحاقدة، من ذوي الأفكار المشوهة، وقد اهتمت بإثارة الشبهات وتدوين التشكيكات، ضمن حالة الاستنفار العام للهجوم على الإسلام وأهله"!
أما كيف ربط صاحبنا ما بين "الغرب" و"بعض الأقلام الحاقدة" فهذا أمر لا قيمة له عندما يتعلق بمنطق المسلم المقلوب رأساً على عقب.
9.
الخلاصة:
هذه بعض الأمثلة عن هوس المسلمين وأعراض الفوبيا من الآخرين – طبعاً هذه مشكلة السنجاب أيضاً. وإن تطلب الأمر سأشير ضمن التعليقات إلى كتابات أخرى [خصوصاً لمن يؤمن بخرافة "التواتر"!].
لكن عدد الأمثلة في هذه الحالة لا يغير من الأمر شيئاً لأنَّ التكرار والنموذج المسبق الذي يقتبسه هذا الكاتب من ذاك، وابن اليوم من ابن الأمس وعلى طريقة التكرار اللاهوتية المملة، هو السمة الملازمة لكل هذا النوع من الهراء.
فالعالم بأكمله عدو للمسلمين والله والسنجاب؛
والأحكام الفقهية إزاء العدو واضحة للجميع:
الحرب والقتال.
غير أنَّ كلام المسلمين بصدد الأعداء "الداخليين" و"الخارجيين" لا يجب أن يأخذ مأخذ الجد. فرغم أنه عملياً يحرِّض السذج والمغفلين وأنصاف المتعلمين من المسلمين في المنتديات ضد الآخرين، فإنَّه نوع من النباح الذي لا غرض من وراءه غير إبعاد الشبهات عن حقيقة التخلف الذي تعاني منه المجتمعات الإسلامية والغالبية العظمى من المسلمين أنفسهم. أما الصلات الوثيقة "السرية!" و"العلنية!" ما بين ممالك الظلام العربية مع ذات "الاستعمار والصهيونية والامبريالية فإنها معروفة للقريب والبعيد!
فإصرار المسلمين على وجود "الأعداء الخارجيين" والاستمرار في نفس في تخلفهم يجعل منهم مادة لاستهزاء والتهكم ليس من قبل "الاستعمار والصهيونية والإمبريالية والشيوعية والمستشرقين" فقط، بل ومن قبل "الجزء الآخر من العالم!".
إنَّ هذه الشكوى المتواصلة والنحيب الذي يمزق نياط القلم من قبل المسلمين لا جدوى من وراءه غير استمرار التخلف. فالماضي من وراءهم لا عودة له، والمستقبل أمامهم ولن يرحم تخلفهم.



صورة أبعد نقطة من الكون




قامت وكالة NACA اليوم بنشر أول صورة بالأشعة الحمراء من تلسكوبها الجديد James Webb حيث يمكن رؤية أبعد زوايا الكون التي لم يتم استكشافها حتى الآن. وقد ظهرت في الصورة المجرات الأولى التي تشكلت بعد فترة وجيزة من الإنفجار الكبير قبل حوال 13.8 مليارد سنة.


محمدٌ: [12]: هو الذي حلل زواج المحارم!

  مقدمة:

لقد حاولت في حلقة سابقة [محمد [9]: لماذا حَرَّم محمدٌ الوأدَ؟] البرهنة على أنَّ "الوأد" ظاهرة تتعارض شخصياً مع "تعاليم" و"رغائب" و"فلسفة" محمد الجنسية جملة وتفصيلاً وأنَّ ثمة انسجام وظيفي براغماتي مدهش قلما نجده في كتاب محمد ما بين هدفي تحريم الوأد والحض على نكاح النساء الشامل (والأطفال الإناث ليس استثناء ومحمد مثال ساطع) ومعياري من جهة أخرى.
1.
إذن كان تحريم ظاهرة "الوأد" يستند في جوهره وبصورة عضوية إلى، وتنسجم مع، عملية التحليل الواسع لممارسة الجنس مع أكبر قدر من النساء يستطيع المسلم الوصول إليه!
ولهذا فإنَّه لا يمكن فهم أهداف القرار رقم 1[" وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ س أديان وثقافاتُئِلَتْ . بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ".] بدون القرار رقم 2 ["فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا"].

فما بين هدفي هذين القرارين علاقة منطقية براغماتية داخلية وثيقة. إذ لا يمكن أن يكون تنفيذ الحُكُم المنصوص في آيات الحض الشامل والمتعدد (والمفتوح على مصراعيه) على النكاح ممكناً بغياب النساء أو قلة عددهن. ولهذا فإن تحريم وأد البنات "يوفر " عدداً واقعياً كافياً لتحقيق تطبيق قرارات إطلاق حرية النكاح الشاملة.
ولهذا فإن أحد الهدفين لا يكون بدون الآخر.
[طفلة يمنية مع زوجها – لا أشك بأن تكون بنت عمه أو عمته، أو بنت خاله أو خالته!]
2.
ولكن هل هذه هي حدود فلسفة تحليل "النكاح" اللامحدود؟
بل هل سيكفي "عدد النساء" الناتج رغم قرار تحريم "الوأد" لتوفير الشروط الموضوعية لتحقق النشاط الواسع لما يسموه "النكاح" على الطريقة الإسلامية؟
الجواب: لا.
لأنَّ رفع القيود عن عدد النساء الخاضعات لقرار النكاح وحض الرجال (في حالتنا: مؤمنين أتقياء لا عمل لهم ولا شاغل غير النكاح!) على امتلاك أكبر عدد من النساء يحتاج إلى توظيف جميع "الخزين النسائي" المتوفر.
بكلمات أخرى: استخدام وتوظيف جميع الطاقات:
تحويل أية امرأة ممكنة إلى موضوع وهدف ممكنين للنكاح المحمدي!
3.
وهكذا كان على محمد أن يخطو خطوة جديدة لم يحرِّم العرب – وبشكل خاص قريش – خطوها فقط، بل حرَّمتها الكثير من الأديان والمجتمعات الأخرى، وهي الزواج من بنات العم والعمة وبنات الخال والخالة!
4.
خرق المحرمات:
لم تكن لرغائب محمد الجنسية حدود.
ولهذا كان عليه اختراق جميع الحدود وفي هذا المسعى كان "ربه" وساعي بريده "جبرائيل" على أهبة الاستعداد: ففجأة عربدت البحار وزبدت واهتزت الجبال وانطلقت الصواعق في السماء الصافية الخالية من أية غيوم وتحت حريق الشمس الصحراوية أخذ صوت جبرائيل يدوي:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [الأحزاب: 50]
5.
وهكذا حلل محمد ما حرمه الجميع:
بنات العم والعمة وبنات الخال والخالة وهنَّ من أقرب الأقرباء عاطفياً وجينياً، بل هنً بمثابة أخوات.
ومن أجل ذات السبب: تحقيق رغائبه الجنسية فإن محمداً قد خرق ما حرمه بنفسه: "النكاح من غير ولي" والذي ينطبق حرفياً على أولئك النساء التعسات " المؤمنات!" اللواتي تم تشجيعهن على أنْ"يَهِبْنَ" أنفسهنَّ لمحمد "إنْ أراد"!
[طفلة باكستانية مع زوجها!]

6.
تشير تحقيقات المؤرخ المسلم هشام جعيط [السيرة النبوية -2- تاريخ الدعوة المحمدية في مكة، بيروت 2007] إلى أن "بنات العم والعمة والخال والخالة" كنَّ تاريخياً من المحارم وقد كانت العرب وقريش بشكل خاص تحرم هذا النوع من الزواج:
"وهكذا يمكن أن نقرر بأن المجتمع القرشي في الجاهلية كغيره مجتمع مقام على الزواج الخارجي ومقام على محارم بالتالي. والمفترض أن قاعدة مثل هذه لا تعرف استثناء، فهي تزن على الفرد والجماعة بكل ثقلها، وبقدر ما تقرب القرابة تقوى الموانع فلا تُجتاز أبداً [...] أما الزواج من خارج القبيلة وهو موجود بكثرة، أو الزواج من خارج العشيرة وهو أكثر تواتراً، أو من خارج السلالة وهو القاعدة التي لا استثناء فيها" [ص 64].
وهذا يعني، كما يقول جعيط، أن الهاشمي زمن محمد لا ينكح هاشمية (سلالة) والأموي لا ينكح أموية (سلالة). بل يمكن الذهاب إلى أبعد من هذا فلا ينكح عدوي عدوية ولا مخزومي مخزومية وهكذا [أنظر المصدر السابق].
7.
فكيف تم خرق هذه المحرمات؟
يقول هشام جعيط:
"إن الزواج من بنت العم إنما أشاعته الفترة الإسلامية، فَرَاجَ شيئاً فشيئاً مع الزمان حتى صار ينعت بالزواج "العربي" من طرف الأنتروبولوجيين الآن، بينما كان من المحارم في الجاهلية في قريش، ونفس الشيء يتعلق ببنات الأخوال والخالات والعمات. الإسلام هو الذي محا هذا العرف القديم، بينما حافظت عليه الكنيسة".[السيرة النبوية -2- تاريخ الدعوة المحمدية في مكة: ص 66]
إذن محمد هو الذي حلَّل ما حرَّمه الآخرون وهو أمر يتعلق بعدم خرق "علاقات الدم".
8.
وكما أشرت في الكثير من المرات أنَّ النص الإسلامي (أيَّ نص) يخفي دائماً أكثر ما يعلن. بل أنَّ الذي يتستر عليه هو "جوهر الكلام" وهدفه. وكتاب محمد من النصوص النموذجية في هذا المجال.
ولكي يدرك القارئ المسوغات التي حلل محمد على أساسها ما حرمه الآخرون (بنات العم والعمة وبنات الخال والخالة). فإنَّ عليه أن يسأل عن توقيت مثل هذا التحليل (أو القرار).
9.
لقد كان هذا القرار تمهيداً لقرار آخر:
نكاح زينب بنت عمته!
هذا هو مربط الفرس!
إنَّ تقاليد العرب – وبشكل خاص قريش – كانت تمنع محمد من تحقيق رغائبه العاطفية (ولا اعتراض لي عليها). إذ أن تحريم بنات العم والعمة وبنات الخال والخالة كان يقف حجر عثرة أمام محمد للوصول إلى زينب بنت جحش وهي بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب.
فكانت القرار الرباني: [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ] بمثابة مفتاح حل للمشكلة.
فقد سقط التحريم ومنذ الآن أصبح الطريق سالكاً لقرار رباني جديد:
وبينما كان محمد جالساً مع عائشة "أخذته غشية" فتراءى له جبريل ناقلاً له حكم "الله":
"وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُول"!!!
وهكذا فإن الطريق إلى زينب ما كان ممكناً من غير خرق التحريم المشار إليه.
10.
لكم كانت نظرة عائشة ثاقبة ومصيبة في حكمها عندما هَتَفَت:
ما أرى ربك إلا يسارع في هواك!

محمدٌ [11]: الجنة مغلقة إلى إشعار آخر!


[الجنة مغلقة إلى إشْعَار آخر!]
1.
تبدو "الجنة" في بعض الأحيان وكأنها نادٍ محدود العضوية!
فثمة عدد محدد من الأعضاء يقبل النادي الانتماءَ إليه ثم يُغلق بعدها باب الطلبات.
ولهذا لم يعد يعرف أحد شروط القبول في هذا النادي "السِّري" غير رئيس مجلس الإدارة صاحب الفخامة "جبريل" ونائبه محمد الذي يدعي بأنه "رجلٌ منهم".

وهذا أمر مناف لفكرة الدخول إلى "الجنة" التي طالما بَشَّرَ بها محمد شخصياً وكررها عشرات المرات في تعاويذه وتهديداته للبشرية ومحاولات شرائهم وإغرائهم بها في كتابه.
2.
فـ"حق" الدخول إلى "الوَهْمِ/الجنة" يتضمن، كما يقول محمد في كتابه، تَوَفُّرَ عددٍ من "الشروط" التي لابد مراعاتها عند تقديم الطلب ومن أهمها: السمع والطاعة والخضوع للأوامر ولِمَا جاء به من تعاليم هو شخصياً.
ولكن رغم ذلك فإن محمداً نفسه لم يكف عن صنع الاستثناءات ومنح الامتيازات الفردوسية لهذا أو ذاك – لهذه أو تلك خارقاً بنفسه القواعد التي أعلنها والشروط التي نادى بها فأفرغ وعوده من معناها (التي لا معنى لها غير أنها وُعُود).
بل هو غالباً ما يصل إلى حدود اللامعقول الديني (رغم أنَّ الدين نفسه أمرٌ لا معقول) عندما يتم تحديد عدد محدود ومحدد لمن سيدخل إلى هذه "الجنة" اللعينة.
3.
وهذا لا يعني إلا شيئاً واحداً:
أنَّ أحلام المسلمين الوحيدة والتي يعيشون من أجلها وتخلوا عن حياتهم الأرضية بسببها - دخول الجنة [أنظر موضوع: بم يحلم المسلمون] تُصْبِحُ موضوعاً لـ"يانصيب" رباني يقوم "جبريل" شخصياً، بمساعدة محمد طبعاً، بسحب القرعة!
غير أنَّ ما هو مثير للجدل في هذا "اليانصيب" الاعتباطي هو أنَّ سحب أسماء الفائزين لا يتم بصورة عشوائية بل عن طريق التعيين: عن طريق الغش!
4.
ينقل لنا ابن عباس (الذي لم يتجاوز السنة التاسعة أو العاشرة عندما مات محمد وقد قام مرة أو مرتين بصب الماء على يديه) حديثاً لابن عمه يتلخص بالتالي:
يقول محمد: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الأُمَّةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ النَّفَرُ ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ العَشَرَةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الخَمْسَةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ وَحْدَهُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِير، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، هَؤُلاَءِ أُمَّتي؟ قال: لا، ولكن انْظُرْ إِلَى الأُفُق، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ، قَالَ: هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ، وَهَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا قُدَّامَهُمْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلا عذابَ، قُلْتُ : وَلِمَ ؟ قال: كَانُوا لاَ يَكْتَوُونَ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. فَقَامَ إِلَيْهِ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَن، فَقَالَ: ادْعُ اللَّه أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُم. ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ فقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ] [فتح الباري بشرح صحيح البخاري - ج /المكتبة السلفية11، ص: 406]
5.
ولأنني غير مهتم بقضية "الوهم/الجنة" فلن أناقش الموضوع من وجهة النظر الذاتية (فهذه مشكلة المسلمين وكارثتهم) وإنما اسعى إلى النظر إلى الموضوع بصورة متجردة عن المصالح الشخصية، ناظراً إلى القضية نظرة حيادية نقدية كمراقب للخرافات: إلى أي مدى يلتزم محمد بالقواعد التي اصطنعها في خرافته/الجنة؟
وهل "الجنة" هي "جائزة" للمؤمنين والخاضعين لعقيدته الذين فضلوا العبودية على الحرية أم هي امتياز يمنحه محمد لمن يشاء – أو لمن يكون الأول في تقديم طلب "الانتماء" إلى نادي "الجنة"؟
6.
فكما هو واضح من شهادة ابن عباس هذا ألَّا أحد من الحاضرين غير عُكَّاشَةُ سيكون واحداً من " السَّبْعِين أَلْفًا" المقترحين من قبل جبريل، حتى أنَّ طلب "الرَّجُل الآخر" المسكين قد تم رفضه حالاً بدون عرضه على جبريل مثلاً (أليس أمرهم شو رى بينهم؟) مثلما رفض محمد حتى أن "يدعو الله أنْ يجعله معهم"!
ماذا يعني هذا بالعربي الفصيح – وهي لغة القريان؟
7.
المعنى الجَلِّي والمنقوع بـ"البيان والتبيين" هو أنَّ أحلام المسلمين بدخول الجنة هي محض: أحلام!
والحلم "بالعربي الفصيح" (واذا ما استثنيا معناه بما يراه النائم في نومه) هو "الرغائب" التي يأمل الإنسان تحققها بالمستقبل ولا يملك أية وسيلة أو دليل على إمكانية تحققها الأكيد. بل أنَّ أغلب الأحلام تظل إلى الأبد "رغائب" غير متحققة تموت مع موت الإنسان "الراغب" كما قرر محمد شخصياً.
8.
إننا أمام صفاقة دينية من الطراز الرفيع يميز شروط الدخول إلى “الجنة وعدد الداخلين فيها":
فعدد الداخلين محدد مسبقاً؛
وهو امتياز محدد لرقم محدد من الناس وبدون حساب؛
ومحمد شخصياً يُحدد من يدخل في هذا الرقم؛
عكاشة آخر المنضمين؛
نقطة. سطر جديد:
لا أمل لكم أيها المسلمون في دخول جنة محمد فقد جئتم متأخرين!

[سوف تظل الجنة مغلقة إلى الأبد]

ليس للموضوع بقية. لكن لحلقات محمد بقايا ...

محمد [9]: لماذا حَرَّم محمدٌ الوأدَ؟

1.
لا توجد لدينا أدلة على قضية "وأد البنات" غير السِّيَر الأدبية الإسلامية.
مثلما لا توجد لدينا أية معلومات تاريخية قيمة يُعْتَدُّ بها عن وجود ومدى انتشار ظاهر "الوأد" والقبائل التي كانت تطبق مثل هذه التقاليد العربية "الأصيلة!" وغيرها الكثير من المعلومات المتعلقة بحقيقة الظاهرة.
فما لدينا لا يتعدى ما يقوله محمد في كتابه و"مئات التعليقات والشروحات" المشكوك في أغلبها من قبل مؤلفي "التعليقات والشروح" المشكوك في صدق أغلبهم وصدق وتاريخية كتاباتهم الأدبية .
2.
وكالعادة، وحتى لا نحرف مجرى الموضوع بقضية لا قيمة بها الآن من نوع (هل كان محمد صادقاً أم كاذباً؟) والقارئ يعرف ردي، سوف نأخذ كلام محمد مأخذ الجد.
لكننا لن نأخذه مأخذ الجد باعتباره حقيقة شاملة (وإلا ما ظهر محمد على قيد الحياة!) وإنما باعتباره خبراً يتعلق بأحداث وقعت هنا وهناك في الصحراء العربية الواسعة القاحلة ومن قبل قبائل من قريش (بشكل خاص) ولأسباب مختلفة واستناداً إلى تقاليد أخلاقية واجتماعية تتعلق بالمرأة وَاصَلَ الإسلامُ والمسلمون اتباعها حتى اللحظة الراهنة.
3.
كما أنني لا أريد أن أناقش هنا موضوع الدلالة اللغوية لكلمة "الوأد" في كتاب محمد والتفسير الممكن الذي يقول بأن مصدر "الوأد" يتعلق بفعل "وأد" الذي يعني "قتل النفس" بصورة عامة ولا تتعلق بالإناث فقط. إذ لا يوجد للأسف ما يكفي من الأدلة اللغوية عليه وليس الآن وقت مناقشته.
4.
ولا أريد أيضاً أن أناقش ركاكة كلام من نوع "وإذا الموءودة سألت بأي ذنب قتلت" لأنه من الأولى أن نسأل القاتل على جرائمه وليس المقتول – ومع ذلك وحتى لا أفتح باب السخف البلاغي لنفترض أن في هذه الجملة أعجازاً بلاغياً ما بعده ولا قبله أعجاز!
وهكذا سيرتاح الجميع من وجع الرأس البلاغي التعجيزي!
5.
إنَّ هدفي هنا هو أن أطرح زاوية نظر أخرى لم يتعرض لها أحد قبل الآن – على حد علمي تتعلق بالسبب الحقيقي الذي حرَّم محمد من أجله فكرة الوأد (وبغض النظر عن صحتها وطبيعته وحجم انتشارها كما أشرت أعلاه) من حيث المبدأ.
كما أسعى إلى القول بأنَّ "الوأد" ظاهرة تتعارض مع "تعاليم" و"رغائب" محمد الجنسية جملة وتفصيلاً.
ولهذا – وأقولها صريحة ومن غير أي نوع من التهكم - بأنني لا أشك ولا لثانية واحدة بـ"مصداقية" موقف محمد (أياً كان هذا الرجل) الرافض من "الوأد" وتحريمه له – وإلا ما كان محمدٌ محمداً!
غير أن قبولنا بـ"مصداقية" تحريم محمد لظاهرة "الوأد" لا تتعلق بأي حال من الأحوال بمواقف "إنسانية" أو" لاهوتية" من نوع ما وإنما لأسباب عملية برغماتية محضة – وليس أقل أهمية: سياسية أيضاً!
7.
ثمة انسجام مدهش قلما نجده في كتاب محمد ما بين هدف الآيتين 8 و9 من "سورة التكوير" مثلاً على رفض وأد البنات من جهة:
"وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ . بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ".
والآية 3 من " سورة النساء" التي تحض على نكاح البنات الشامل (وخصوصاً الأطفال ومحمد مثال ساطع) والمكثف من جهة أخرى:
" فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا"!
8.
فما بين هدفي الآيات الثلاث علاقة منطقة داخلية وثيقة لا يمكن أحدهما بدون الآخر.
إذ لا يمكن أن يكون الحكم في آيات الحض الشامل والمتعدد (والمفتوح على مصراعيه) على النكاح ممكناً بغياب النساء أو قلة عددهن. ولهذا فإن تحريم وأد البنات يوفر "عدداً" واقعياً كافياً لتحقيق تطبيق أحكام إطلاق حرية النكاح الشاملة.
ولهذا فإن أحد الهدفين لا يكون بدون الآخر.
8.
لم يحضَ الحضُّ على النكاح بأهمية تذكر من قبل الديانات التي سبقت ظهور الإسلام في الجزيرة العربية. فلا الوثنية ولا اليهودية المنتشرة بين القبائل العربية، ولا المسيحية المتواجدة في جنوب الجزيرة العربية، قد أولت كل هذه الأهمية للشبق الجنسي وتغذيته والتشجيع على ممارسته ليل نهار مثلما أولت تعاليم محمد (اللاهوت المسيحي أكثر ميلاً إلى تحريم الزواج).
بل يمكن القول من غير تردد إنَّ فتح باب "النكاح" على مصارعيه من غير تحديد العدد مع كل امرأة "ممكنة" [أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ] لم يسبق له مثيل – ولم يأت بعده مثيل في العقائد الدينية.
9.
إننا أمام نوع غريب من إطلاق العنان للشبق الجنسي وتمجيده حتى حوَّل المسلمون نبيهم إلى قدوة يحتذى بها فهو الذي "أوتي قوة 40 رجلاً – أم 30 رجلاً؟" في كثرة الجماع. فتحولت "كثرة الجماع" إلى عقيدة دينية وكأنها الركن الغائب من أركان الدين الإسلامي (وحتى لا يغضب السلفيون: إلى جانب الجهاد]!
فـ"صاحبهم"، كما يذكرون في كتبهم، أنه قد تزوج اثنتي عشرة امرأة وخطب ثلاثين وعقد على ثلاث وعشرين منهن ودخل باثنتي عشرة امرأة وتوفي عن تسع زوجات...
وما كان هذا من الممكن أن يحصل في إطار تقاليد تقرر دفن البنات منذ الصغر – فمن أين له بكل هذا العدد؟
ولهذا فإن تحريم "الوأد" خطوة منطقية لإطلاق العنان للنشاط النُّكاحي المحمدي بشكل خاص والإسلام بشكل عام.
فماذا كان يمكن أن يحصل للعقيدة الإسلامية بدون "عائشة" ودورها الهام في منح الإسلام نوعاً من "النكهة"؟!
بل ماذا كان يمكن أن يحدث للفقه الشيعي على طريق تعاليم الخميني الذي أباح "التفخيذ" [وضع عضو الرجل البالغ بين فخذي الطفلة الصغيرة]؟!
10.
هذه هي الخطوة الثورية التي خطاها محمد عندما حرم "الوأد":
إنها قرار سياسي "حكيم" استطاع محمد من خلاله تشجيع أنصاره وحثهم على الغزو، وفيما بعد على الفتوحات. فقد كانت الغنائم والاستحواذ على نساء "الكفار" من الأهداف الرئيسية الحاسمة لانخراط الأعراب المعدمين في حروب محمد وحروب خلفاءه وفتوحاتهم. أمَّا قضية "الجنة" فقد كانت ولا تزال زاد السذج والبلهاء. فالأعراب كانوا عمليين وكانوا ينظرون إلى الأرض أكثر ما كانوا ينظرون إلى السماء وقد قدروا إمكانيات الإسلام هذه (الغنائم واغتصاب نساء الكفار) حق قدرها.
11.
هل يمكن القول:
لا شيء جديد تحت شمس حقائق التاريخ الإسلامي؟
من الممكن تماماً.
فكما كررت كثيراً وسوف أكرر بأنَّ السيرة الأدبية الإسلامية تخفي أكثر مما تصرح، ولكي نقرأ ما تم التستر عليه علينا إعادة قراءة هذه السيرة حتى نرى ما تم إخفاءه.

للموضوع بقية . .


أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر