منع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات العرب وإسرائيل. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات العرب وإسرائيل. إظهار كافة الرسائل

مهزلة "تبادل الرهائن": اللعبة الخاسرة

 ملاحظة:
مهما ربح اللاعبون فإن الكازينوهات لا تخسر – قد تربح أقل لكنها تربح دائماً.
وإسرائيل هي صاحبة الكازينو!
أما الخاسر الوحيد - وهي خسارة عظمى ومأساوية فهم الفلسطينيون العزل.
فهل ثمة عبقري يصحح هذه الوقائع؟!
1.
بعد أنْ اتضح وَهْمُ "الانتصار الساحق" لعملية "طوفان الأقصى" الإرهابية التي لم تحقق غير إرهاب إسرائيلي معاكس راح ضحيته الآلاف من الأبرياء الفلسطينيين من بينهم الآلاف من الأطفال والنساء والآلاف من الجرحى والآلاف ممن لا يزالون تحت الأنقاض [لن أحسب حساب إرهابيي المنظمات الإرهابية]؛ وبعد أنْ رأى العالم كيف شنت "حماس" حرباً من غير أن تفكر بالمدنيين ولا بتوفير ملجأ لهم مثلما وفرت ملاجئ لقواتها؛ وبعد أن اتضح بأنَّ "الطوفان" لم يكن إلا "مستنقع آسن" وقد أعاد "القضية الفلسطينية" 70 عاماً إلى الوراء؛ وبعد أن ظهر بأن "حماس" عاجزة عن "تقديم" شيء للفلسطينيين غير خيام لا تقيهم حرارة الصيف ولا برد الشتاء بدل "التحرير"؛ وبعد أنْ لم يتبق أمام "حماس" و"حركة الجهاد" مكاناً فوق الأرض؛
بعد كل هذا – وهذا كارثة فلسطينية تاريخية، قررت "حماس" أنْ تلعب "لعبة" تبادل الرهائن، فلعلها تربح شيئاً من ورائهم!
أما من مظاهر انتصارها هو زيارة نتنياهو لمواقع القوات الإسرائيلية في وسط غزة!
وأما ما يتعلق بـ"الخيام" والطعام فهي من المساعدات الدولية!
2.
والسخافة العربية/الإسلامية الكبرى الآن [فكل موسم ثمة سخافة كبرى] هو الافتخار بأن تبادل الرهائن انتصار وكأن الآلاف الذين قتلوا وجرحوا وهجروا [حوالي مليون و200 ألف مواطن!]و الآلاف الذين ما يزالون تحت الأنقاض مجرد "أرقام" لا قيمة لها في حساب أبطال القومية وصمود "المقاومة" الإسلامية!
لقد كان "الصمود الفلسطيني" الذي يتحدث عنه المهوسين بالصمود هو تدمير 70% من غزة وتهجير حوالي 80% من سكان الشمال إلى غد مجهول بالمعنى الحرفي للكلمة.
إن الخاسر الوحيد[وسيكون لعقود عديدة] هم الفلسطينيون!
هذه هي الحقيقة الملموسة الوحيدة الني "الجماهير الهادرة " إدراكها.
3.
قتلت "حماس" و"حركة الجهاد الإسلامي" 1200 شخصاً في إسرائيل بدءاً من المشاركين في المهرجان الموسيقي وأغلبهم من الأطفال والشباب وينتمون إلى دول مختلفة. ولا يشكل العسكريون الإسرائيليون غير جزء من هذا العدد [لحد الآن لا توجد أية إحصائيات عن عدد العسكرين الإسرائيليين القتلى نتيجة هجوم 7 أكتوبر].
وقامت باختطاف حوالي 240 شخصاً – من بينهم [33] طفلاُ ورضيعاً والكثير من الشباب المشاركين في المهرجان الموسيقي وعمال تايلنديين وجنود إسرائيليين لم يتم التصريح بعددهم حتى الآن [من بين المخطوفين يوجد عدد كبير من الأشخاص من جنسيات مختلفة كثيرة].
فهل كان هذا انتصاراً للقضية الفلسطينية وتخفيفاً لآلام الشعب الفلسطيني وحلاً لمآسيه؟
فهل تم تحرير متراً واحداً من الأرض المحتلة؟
وهل ساهم هذا الهجوم بتأمين الأمن والاستقرار لمواطني غزة والضفة الغربية وهذا هو المطلب المصيري لكل شعب؟
وهل تم تحرير الآلاف من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية؟
4.
ولأن المسلمين ميالون إلى "تلقف" الأوهام كما تتلقف الأسماك "الطُعْم" فسوف تلعب "حماس" لعبة "محرر الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية" حيث سيعم الفرح والابتهاد في أرجاء فلسطين!
ولأنني لم أكتب يوماً حرفاً واحداً لمن "ودَّع عقله"، فإنَّ الذين لم يودعوا عقولهم لابد وأنهم سوف يعقلون الحقائق المُرَّة التالية:
استناداً إلى إحصائيات صادرة عن "جمعية نادي الأسير الفلسطيني" الرسمية "يبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية كانون الثاني 2023 نحو [4780] من بينهم [29] أسيرة و[160] طفلاً و[915] معتقلاً إدارياً".
وخلال شهر أكتوبر الحالي [2023] فقط وبعد "طوفان السخف" تم تسجيل 2070 حالة اعتقال في الضفة والقدس من بينهم [55] امرأة و[145] طفلاً [لأسباب عملية وبسبب الوضع الحربي وانقطاع الاتصالات وصعوبة العمل الميداني فإنه من الصعب إقرار دقة هذه الإحصائيات. وهذا لا يعني بأنها كاذبة وإنما غير محدثة ومحققة 100%].
5.
فماذا حررت حماس من آلاف المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية؟
وما هو ثمن تحرير 100 أو 200 شخص أو لنقل 300؟
هل الثمن هو الكارثة التاريخية التي حلت بأكثر من مليوني فلسطيني وآلاف القتلى وآلاف الجرحى وآلاف الضحايا الأبرياء الذين ما يزالون تحت الأنقاض ومليوني فلسطيني مشرد؟
هل فقد العرب عقولهم وضمائرهم إلى هذه الدرجة ولم يعودوا يفرقون ما بين الأسود والأبيض، وما بين الليل والنهار، وما بين الاندحار والانهيار الشامل والخراب الواسع والانتصار؟


بروتوكول "هانيبال" [12/حول أحداث 10/7]

1.
"برتوكول هانيبال" هو إجراء تم اقتراحه وقبوله من قبل الجيش الإسرائيلي عام 1986.
ويتضمن الإجراء عدم السماح بوقوع جنود أسرى إسرائيليين لدى العدو أو مواطنين إسرائيليين يتعرضون للاختطاف. غير أن هذا التعبير "عدم السماح بوقوع جنود أسرى أو مخطوفين لدى العدو" يثير الجدل الحاد الذي يتراوح ما بين رفضه بصورة قاطعة من جهة، واعتباره إجراء يمنع العدو من المساومة أو استخدام الأسرى من قبل العدو كأوراق ضغط على السياسة الإسرائيلية الرسمية من جهة أخرى.
2.
إن المعنى الصريح لـ"برتوكول هانيبال" هو منع وجود جنود أسرى حتى لو تطلب الأمر بقصف مواقع العدو والجنود الأسرى والرهائن في آن  واحد!
وبالتالي فإن ما يسعى إليه البرتوكول، من وجهة نظر الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، هو إبطال الجدوى أن يقوم العدو باختطاف أو احتجاز الرهائن الإسرائيليين.
3.
والآن يُطرح "برتوكول هانيبال" على ساحة النقاش أكثر من أي وقت مضى لسببين اثنين:
أولاً: عدد المخطوفين الكبير [لحد الآن لا يوجد رقم ثابت. ولكن الرقم المتداول يتراوح حوالي الرقم 220] من قبل "حماس" في أثناء هجوم السابع من أكتوبر الماضي.
ثانياً: إنَّ من بين المخطوفين يوجد عدد كبير من الأجانب الذين ينتمون إلى جنسيات أخرى غير الإسرائيلية [من المعروف حتى الآن مواطنون أمريكان وفرنسيون وألمان].
4.
وقد تصاعد الحديث عن موضوع الرهائن الآن مع خطط الجيش الإسرائيلي المتعلقة بالهجوم البري على غزة – خصوصاً بالتزامن مع "المعلومات" الصادرة من "حماس" بأن ما لا يقل عن 50 شخصاً من الرهائن قد قتلوا بسبب الغارات الإسرائيلية المكثفة على مناطق مختلفة من غزة.
5.
غير أنَّ مشكلة نتنياهو تكمن في كون واحدة من أدواته الإعلامية لتبرير القرارات العسكرية التي اتخذها ومن ضمنها إمكانيات الاجتياح البري ودخول غزة خارج إسرائيل [وحتى داخلها] هو تحرير الرهائن. ألا أن القصف المكثف منذ اليوم الثامن من أكتوبر على مناطق واسعة من مدن وضواحي غزة وإمكانية الشروع بالحرب البرية قبل نجاح أية عمليات إطلاق سراح الرهائن تعرض حياة الرهائن عملياً إلى مخاطر جسيمة – إذا ما لم تكن هذه المخاطر قد حدثت فعلاً حسب ادعاءات "حماس" المشار إليها أعلاه؟
6.
إن توسيع العمليات الحربية [القصف الجوي المستمر ومشاريع الاجتياح البري] تثير قلق الكثير من عوائل الرهائن التي لا ترى أمل في إطلاق سراح اقاربهم إذا ما تواصلت العمليات الحربية وتصاعدت حدتها. ولهذا فإن موقف عوائل الرهائن تحولت إلى وسائل الضغط على نتنياهو إلى تأجيل أو إعادة النظر في طبيعة ومكونات ما يسمى بـ"الاجتياح البري" داخل قطاع غزو.
وقد استندت عوائل الرهائن في مطالبها التي وجهتها إلى نتنياهو إلى مطلبين:
- التفكير بالرهائن في أي مسعى عسكري يقوم به الجيش؛
- وعبر عوائل الرهائن عن قبولها لأي مقترح يتعلق بأطلاق سراح جميع الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية مقابل تحرير الرهائن والأجانب الموجودين لدى "حماس".
وقد حملت عوائل المختطفين والرهائن نتنياهو مسؤولية أي خطر يتعرض له المخطوفين بسبب توسع العمليات الحربية وتصاعد وتيرة الغارات الجوية وقطع الاتصالات اللاسلكية وخدمات الإنترنت في غزة التي جعلت من الصعب معرفة ما يحدث هناك.
7.
فهل سيقوم الجيش الإسرائيلي حقاً بتنفيذ قرار تدمير "حماس" بأي ثمن كان حتى لو كان بتطبيق "برتوكول هانيبال" مُطْلقاً العنان لعمليات القصف المدمرة وإعطاء الضوء الأخطر لاجتياح بري داخل حدود غزة معرضاً حياة الرهائن للموت – فيكون قد عرض نفسه هو أيضاً للموت السياسي النهائي؟
وهل سوف يرضخ لمطالب عوائل المخطوفين والرهائن ويفشل في تنفيذ هدف تدمير "حماس" نهائياً، تعويضاً عما حدث في السابع من أكتوبر، فيكتب بنفسه أيضاً حكم نهايته السياسية؟
لا أعتقد أن الأيديولوجيا اليمينية تعرف الحيرة والتردد أمام تنفيذ مشاريعها السياسية حتى ولو كان الثمن باهظ وعلى حساب ضحاياها أو الضحايا الفلسطينيين مادام الذي سيدفع الثمن هم الآخرون!
لكنَّ عدد الرهائن الكبير وانتمائهم إلى دول مختلفة لها تأثير على إسرائيل من جهة، ويتطلب من هذه الدول إنقاذ مواطنيها من جهة ثانية، تجعل نتنياهو  وعن طريق عمليات عسكرية من نوع مختلف تضمن له نوعاُ من النصر على "حماس" الابتعاد بقدر الإمكان عن مخاطر "برتوكول هانيبال".



أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر