منع

محمد [6]: ماذا لو كانَ محمد - نبي الإسلام نبيَّة

1.
من سمات العلم والخيال العلمي على حد سواء القدرة على الافتراض والتحليق وإعادة النظر فيما حدثَ وفيما لم يَحْدُث وما يمكن أن يحدث ومحاولة تصوره والكشف عن مسوغات مصداقيته. وإذا كان إعادة النظر أقرب إلى الأول، و"الافتراض" أقرب إلى الثاني و"التحليق" أقرب إلى الثالث، فإنَّ (إعادة النظر والافتراض والتحليق) ليست غريبة عن: العلم والخيال.
ولهذا فإنَّ العقل السليم قادر على أن يفترضَ ويُخَمِّنَ ويُحِلِّقَ في خياله بحثاً عما يدعم افتراضاته:
فماذا لو كان محمدٌ من إيران وكانت الفارسية (مصطفاة مِنَ الـ"خُدا") لغة القريان؟
فهل كان لها أن تكون لغة الإعجاز والبرهان والإيمان؟
وهل كان لمحمد (أو أي كان) أن يقول: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا فَارِسِيَّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"؟
بل ماذا لو كان محمدٌ من أذربيجان أو باكستان أو من أي مكان لم يعد رؤيته بالإمكان؟
ماذا لو كان اسمه أبا بكر أو عثمان، أو جنكيز خان؟
ماذا لو كان من هذا الزمان – لنقل من الصومال أو السودان؟
[ملاحظة: أقدم ما يشبه الاعتذار لأنني لا أستطيع أن أتصور أن يكون "محمد" من باريس أو لندن أو نيويورك مثلاً. فهذا أمر منافٍ لطبيعة الأشياء]
ماذا لو حدث كل هذا - وقد كان من الممكن- ولم يكن ظهور محمد في تلك البقعة القاحلة إلا صدفة وليس ظاهرة طبيعية وحتمية لابد لها أن تحدث هناك وليس في أي مكان آخر؟
2.
والآن تصوروا بقدر ما أوتيتم من قوة وقدرة على التصور وامنحوا خيالكم أجنحة من حرير ترفرف في فضاء التاريخ:
تصورا – وفي التصور غنى:
أنَّ للإسلام نَبِيَّةً اسمها مُحَمَّدَةً (لقد رُفِعَ الحَرَجُ وانزاحتِ الغَمَّةُ: فَلَمْ تعدْ أسماءُ العَلَمِ المؤنثة ممنوعةً من الصَّرف)!
تصورا بعد أنْ قضيتم حياتكم مكتفين بـ"النقل" و"الأخبار" والثرثرة؛
تصوروا أنَّ نبيكم كان امرأة!
تصورا فأنتم لن تخسروا شيئاً!
.................................................. ..............
.................................................. ..............
.................................................. .............
[فترة استراحة لمن تَصَوَّر]
أمَّا من كان عاجزاً عن التصور فليواصلْ معنا!
3.
فهل يستقيم لنا أنْ ننظر إلى التاريخ من زاوية "ماذا لو ..."؟
إن الإجابة واضحة:
- لا.
إذن لماذا نطرح احتمال ماذا لو كان النبيُّ نَبِيَّةً؟
رغم أنَّ التاريخَ تاريخٌ لأنه قد وَقَعَ "فَوَقَعَ الفاسُ فوق الراس" فإنَّ في الكثير من الأحيان لا يشكل وقوعه "ضرورة تاريخية" واجبة الوقع لا ريب فيها.
ففي الجزيرة العربية "آنذاااااااااااك" كان ثمة أنبياء مثل مسلمة والأسود العنسي وطليحة بن خوليد وونبيات مثل سجاح. ولم يكن محمد "محمداً" [هل هذا اسمه؟ وهل كان هناك حقاً كما يقولون؟] إلا لأن أنصاره قد انتصروا على الأنبياء الآخرين.
فـ"لو" انتصر مسلمة اليماني وزوجته سجاح الجميلة؛ و"لو" مات مسلمة وبقت النبية سجاح تقود المسلمين، فإن تاريخنا الأسود هذا الذي نعيش فيه كان من الممكن ألا يكون أسود على أقل تقدير، ولكان المسلمون يسبحون بـ"حمدها" وليس بـ"حمده".
أيْ: كان بالإمكان أن يكون أحسن ما كان – وعلى أقل تقدير – كان بالإمكان شيء آخر غير ما كان.
كان بالإمكان أن تكون لدينا "نبيةً" جميلة ولكانت قد غيرت وجه التاريخ!
4.
فإن كان الأمر هكذا – وقد كان من الممكن أن يكون:
فهل ستكونُ "الخليفاتُ" الراشداتُ أمُّ بكر [التي زَوَّجَتِ ابنها عائشاً ابن ست أو تسع سنوات لمُحَمَّدةٍ] وعَمْرةٌ وعُثمانةٌ وعلياءٌ رضي الله عنهن من المبشرات بالجنة؟
وهل ستكون "الإماماتُ" المعصوماتُ نساء بهياتِ الطلعةِ حسناواتٍ قدَّس الله سرهن من بينهن ستكون المهدية عجل الله فَرجَهَا [اقرأوا حَرَكَة الرَّاء كما شئتم!]؟
وهل سيقول هذا "الخُدا!" [ماذا سيكونُ في حالتنا هذه: مذكراً أم مؤنثاً أم خنثى– هذا ما لا إجابةَ عندي عليه]:
"وَإِنْ خِفْتن أَلَّا تُقْسِطْن فِي اليتامى فَانكِحن مَا طَابَ لَكُنَّ مِّنَ الرِّجَال مثنى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فإِنْ خِفْتُن أَلَّا تَعْدِلن فَوَاحِدَاً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكن ذلك أدنى أَلَّا تَعُولُن"؟؛
وهل سيتمادى وقاحة ويقول:
و" يَا أَيُّتهَا النَّبِيَّةُ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكِ أَزْوَاجَكن الذين آتَيْتِ أُجُورَهُم وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكِ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكِ وأبناء عَمِّكِ وأبناء عَمَّاتِكِ وأبناء خَالِكِ وأبناء خَالَاتِكِ الذين هَاجَرْوا مَعَكِ ورجلاً مُؤْمِنَاً إِنْ وَهَبَ نَفْسَهَ لِلنَّبِيِّة إِنْ أَرَادَت النَّبِيَّةُ أَنْ تسْتَنْكِحَهُ خَالِصَاً لَكِ مِنْ دُونِ المُؤْمِنَات قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِن فِي أَزْوَاجِهِن وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُن لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكِ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا"؟
5.
بل يستطع المرء صاحب الخيال أن يمضي قُدماً:
وهل ستكون لِمُحَمَّدةٍ لا عدَّ لَهُ ولا حَصْرَ من الرجال تنكحهم ابتغاء مرضات لله؟
خَدِيجُ [سَتَقَعُ النَّازِلُة وسَيِحِلُّ الحَرَجُ وستُصْبِحُ أسماء الرجال ممنوعة من الصرف] بن خويلد - رضي الله عنه؛
وأسودُ بن زمعة - رضي الله عنه؛
وعائشُ بن أبي بكر- رضي الله عنهما الاثنان طبعاً- وقد كان عمره 9 سنوات؛
[للمعلومات: ish و isha في العبرية تعني رجل وامرأة/ زوجة]
وحفصُ بن عمرة بن الخطاب- رضي الله عنه؛
والزينبُ بن خزيم- رضي الله عنه؛
وأبو سليم- رضي الله عنه؛
وجويرُ بن الحارث- رضي الله عنه؛
وصفيُّ بن حيي بن أخطب- رضي الله عنه؛
وأبو حبيب - رضي الله عنه؛
وميمونُ بن حيي بن أخطب- رضي الله عنه؛
وماريانُ القبطي - رضي الله عنه؛
وريحانُ بن زيد النضري؛
وعشرات العبيد وملك اليمين.
أما مَنْ عقدت عليهم ولم تدخلهم (والله أعلم) فهم:
عمرُ الكلابي؛
قُتيل الكندي؛
سَنَا السُلمي؛
شَرَافُ الكلبي؛
العالي الكلابي؛
ليلُ الأوسي؛
أسما بن النعمان؛
6.
لكن الافتراضاتِ افتراضاتٌ ولها قواعدها وأصولها. إذ سنصطدم بصعوبات علينا تذليلها وحلَّ إشكالاتها:
ماذا عن الحيض؟
فقد "ضيع" الإسلامُ عمره في الحديث عن الحيض والنجاسة أيام زمان عندما كان "النبي" رجلاً. فما الذي سيحدث و"النبي" أضحى امرأة وزوجه رجل؟
فهل ستتحدث محمدةٌ في أحاديثها عن حيض الرجال والنجاسة ومواقعتها لعائش من وراء إزار؟
وهل سَتَلِّفُ الليلَ وتدورُ على بيوت رجالها؛ وهل سيقول العُبَطَاءُ [جمع عَبِيط] عنها بأن لها شَبَقَ أربعين امرأة؟
وهل ستسرق زيداً [ابن خالتها!] من زينبَ بِنْتَّها بالتبني؟
7.
إنَّ هذا التَّحَوُّل المقدس لابد وأنْ يَجُرَّ وراءه نتائج وخيمة على الرجال. فهل سنقرأ أفكاراً نيرة من نوع:
-لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلبٌ وصورة ورجل؟
- إذا كان الشؤم في شيء، فهو في الفرس والرجل والمسكن؟
- والنساء قَوَّامَاتٌ على الرجال؟
- الرَّجُلُ عورة فإن خرج استشرفه الشيطان؟
- والرجال ناقصون عقل ودين؟
- رِجَالُكُم حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتنَّ حَرْثَكُنَّ أَنَّىٰ شِئْتُنَّ؟
- مَثَلُ الرجل الصالح بين الرجال مَثَلُ الغراب الأعصم بين مئة غراب؟
- الرَّجِلُ يأتي على صورة شيطان فإذا رأت أحدكنَّ رجلاً فأعجبها، فلتأت أهله، فإنَّ معه مثل الذي معه؟
- للرَّجل عشر عورات : فإذا تزوّج ستر الزواج عورة وإذا مات ستر القبر التسع الباقيات؟
- يقطعُ الصلاة الرجل والحمار والكلب؟
- إذا دعت المرأةُ زوجَها إلى فراشِهِا فأَبَى، فباتت غضبانة عليه، لعنته الملائكةُ حتى يُصبحَ؟
.................................................. ..............
.................................................. ..............
.................................................. .............
وغيرها الكثير من اللآلئ النبوية التي تقبع في العقل الباطني للمسلمين حتى استحالت إلى حقائق طبيعية (وهناك من يقول علمية!).
8.
وماذا عن إمامة الشيعة الأولى عَلِيَّةٍ؟
هل ستقول:
- الرَّجِلُ عقرب حلوى اللَّسْبة؟
- إيَّاكِ ومشاورة الرجال، فإنَّ رأيهم إلى أفنٍ وعزمهم إلى وَهنٍ واكفُفِي عليهم بأبصارهم بحجابك إيّاهم، فإن شدة الحجاب أبقى عليهم؟
- لا تهيجنَّ رجلاً بأذى وإن شتم أعراضكن وسب أمراءكن، فهم ضعاف القوى والأنفس والعقول؟
- اتقِنَّ شرار الرجال وكنَّ من خيارهم على حذر ولا تطيعن في المعروف حتى لا يطمعوا في المنكر؟
.................................................. ..............
.................................................. ..............
.................................................. .............
9.
هذا ما تفرضه حرية العقل والخيال العلمي.
ليس ثمة خرق لقواعد التفكير ولا حقائق التاريخ. فـ"محمد" هذا صدفة تاريخية لا حتمية لوجوده في المكان والزمان والجنس. فهو نتيجة للحروب. والحروب لا يكسِبُها مَنْ كان على حَقِّ أو بَاطِلٍ بل مَنْ كان الأقوى. فَكُلُّ معركة في التاريخ كان من الممكن أنْ تكونَ لصالح لكلا الطرفين.
وقد انتصر أصحاب محمد [كائناً من كان] بقوة السيف وهمجية النوازع والقساوة والفظاظة والتمثيل بالجثث [وهذا موضوع قادم].
10.
إذن:
كانَ بالإمكانِ أنْ يكونَ غيرُ ما كان؛
وكانَ بالإمكانِ أنْ نكونَ الآن في زمانٍ غير هذا الزمان – بل وفي مكان غير هذا المكان؛
بل كانَ بالإمكانِ أنْ نعبد الحصان – أو الباذنجان وأثمار الرُّمَان!
لكننا الآن حائرون بالخلاص من الرعيان وكوابيس الإيمان بعقائد لا تميز ما بين الجماد والإنسان...



ليس لهذا الموضوع بقية ...
أما موضوعُ محمد فله بقايا لا تُعد ولا تُحصر ...

محمد: الوجود المتعددة [جميع الحلقات]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر