منع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصائد ليست للنشر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصائد ليست للنشر. إظهار كافة الرسائل

ابتهالات للفيل الطائر جلَّ جلاله!

1.
سبحانك إنْ طرتَ في السحابْ؛
وسبحانك إنْ تمرَّغت في الطين والترابْ.
فأنتَ - أنتَ العَليُّ،
وأنت الحاضرُ في الغيابْ!
2.
سُبحانَك اللَّهُمَّ!
سُبحان علاك
سُبحانَك لا إله غيرك،
ولا ربَّ سواكْ
فإنْ خسرنا الدنيا - ربحنا هواكْ،
وإنْ ربحناها خسرناك
3.
أنت الفيلُ - وأنت الخليل،
وأنت الماء عند العطش - وأنت الظليل،
أنت النورُ في لجة الظلام
وأنت الشمس حين يضيع الدليل


أنظر أيضاً:







غربة المكان


يَبْدُو لِيَ المَكَانُ ألِيفَاً:
الأزِّقَةُ الطَوِيلَةُ الضَّيِّقَةْ،
وَالسَّاحَةُ المُسْتَطِيلَةُ المُحَاطَةُ بِالأشْجَارْ،
وَأسْوَاُر المَدْرَسَةُ القَرِيبِةْ،
وَدَائِرَةُ البَرِيدْ،
وَمَوْقِفُ البَاصِ بِقُرْبِ الشَّجَرَةِ وَافِرَةِ الأغْصَانْ،
كُلُّ شَيءٍ فِيهِ ألِيفْ،
إلَّا حُضُورِي ـ لَمْ يَتَعَرَّفُ عَلَيهِ المَكَانْ!



كلنا له فيلْ

صورة فيل مظللة


1.
كلنا له فيلْ:
أنت وأنا والصبيُّ النحيل.
له خرطوم طويل وجناحان
يسير مرةً ومرةَ يستحيل؛
أو يصيرُ فجأة طائراً جميل . .
2.
هو فيل ليس أيَّ فيلْ،
يدرك قوانين السماء ويشرب الزنجبيلْ.
يدرك الحقائق لا الأقاويلْ
3.
كان يوماً فكرة،
طائرة،
محلقة في الأرجاء
 من غير دليل:
وها هو الآن يحط: أليفٌ خليلْ 
لا يكذبُ - لا يدلس
لا يعرف المستحيلْ!
4.
كلنا له فيلْ،
قد يكون أزرقُ، أو أحمرُ، ليس له مثيلْ،
هو قائم لا ريب فيه لا يعرف الأباطيل.
فيلنا فيلٌ ليس أيَّ فيل!

أنظر أيضاً:


أصنام

"إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ • قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ •قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ •أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ •قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ " [سورة الأصنام70 ـ 74]
1.
أنْتُمْ، بِبَسَاطَةْ، عَبَدُةُ أَصْنَامْ كَمَا كَانَ آبَاؤكُمْ يَفْعَلُونَ
إذْ لا فَرْقَ بِيْنَكُمْ
فَأنْتُمْ لَهَا حَافِظُونْ
والأَمْرُ سِيَّانْ:
إنْ قَبِلْتُمْ أوْ رَفَضْتُم هَذَا الكَلَامْ!
2.
أَصْنَامُكُمْ هِيَ الآنَ مِنْ وَرَقٍ مَصْقُولْ،
أَصْنَامُكُمُ هِيَ النُّصُوصْ
أَصْنَامُكُمْ أَوْهَامُ الحُرُوفْ
أَصْنَامُكُمْ كَلامٌ مَصْفُوفْ،
واخْتِلاقَاتٌ صَنَعْتُمُوهَا بِأنْفُسِكُمْ
تَسْجِدُونَ أمَامَهَا بِصُفُوفْ
وَكَأنَّكُمْ ـ أقُولُ: "وكَأنَّكُمْ" "بُنْيَانٌ مَرْصُوصْ"
غَيْرَ أنَّهُ، لا مَحَالَةَ، سَينْهَارُ عَلَيْكُمْ
فِي يَوْمٍ، جَمِيلٍ، مُشْرِقٍ، مَخْصُوصْ!
3.
تَبْحَثُونَ بَينَ أطْنَانٍ مِنَ الرُّكَامْ
تَبْحَثُونَ فِيمِا لا وُجُودَ لَهُ مِنَ الْكَلِمَاتْ
تَبْحَثُونَ فِيهَا عَنِ مَعَانٍ مُعْجِزْةْ
تَبْحَثُونَ فِيهَا عَنِ مَعَانٍ جِسَامْ
بَلْ تَطُوفُونَ فِي البَوَادِي والْقِفَارْ،
تَحْفُرُونَ فِي قَاِع البِحَارْ،
تَبْحَثُونَ فِي كُلِّ مَكَانْ،
تَبْحَثُونَ عَنْ أثَرٍ هَزِيلٍ لِلْبَيَانْ
تَبْحَثُونَ باللَّفِ وَالدَّوَرَانْ
عَنْ افْتِرَاضاتٍ هَشَّةٍ،
وَفِتَاتِ مَعْنَىً تَنْقِذُ الرَبَّ مِنْ سُخِفِ الكَلامْ!
4.
تَقْلِّبُونَ "كِتَابَكُمْ" رَأْسَاً عَلَى عَقِبْ،
تَقْرَؤُونَهَ مَنَ الْخَلْفِ إلَى الأمْامْ
اخْتَلَقْتُمْ لَهُ أُصُولاً مَزَيَّفَةً للَنْحوِ
وَقَواعِدَ مُضْحِكَةً للإمْلَاءْ
تُرَتِّلُونَهُ أمَامَ العَاهِرَاتِ وَالحُكَّامْ
تَخُطَّوُنُهُ عَلَى الرِّقَاعْ
تَحْفُرُونَهُ عَلَى الْحَجَرْ
تَحَفُظُونَهُ كَالْبَبَغَاءْ
تَنْبُشُونَ فِي ثَنَاَيَا العُسْبِ وَقِطَعِ الأحْجَارِ وَالعِظَامْ
تُفَتُّشُونَ في مُكَوِّنَاتِ الْحِبْرِ،
فِي شَكْلِ كِتَابَةِ الحُرُوفْ
تَخْتَلِقُونَ الإعْجَامْ
لَعَلَّكُمْ تَجِدُونَ مَعْنَىً مَنْطَقَيَّاً
يَصْلُحُ لِخِدَاعِ "المُكَلَّفٍينْ"،
يَصْلُحُ أنْ يَكُونَ مَعْنَى أمَامَ المُؤْمِنينْ
غَيْرَ إنَّهُ مَا كَانَ يَوْمَاً ـ وَلَنْ يَكُوْنْ
غَيْرَ كَلامٍ كَأيِّ كَلامْ
أوْ وَاحِدٍ مِنَ الأصْنَامْ!


هو [الله] يغني!

1.
أفقتُ فزعاً:
كَانَ "اللهُ" يُغَنِّي أُغْنِيَةً عَاطِفِيَّةْ
لَمْ أتَبَيَّنْ، فِي البَدْءِ، كَلِمَاتِهَا،
كان يَرْطُنُ بِلُغَةٍ أجْنَبِيَّةْ

يُبَرْبُر، (إذَا صَحَّ التَّعْبِيرْ!)
ثمَّ يُصَفِّرُ بِفَمِهِ
كَانَ جَذِلاً
بَلْ يَتَهَدَّجُ صَوْتُه مِنَ الفَرَحِ
وكَأنَّهُ قد أنْهَى لِتَوِّهِ مُعْجِزَةً إلَهِيَّةْ
2.
كُنْتُ أظَنُّ أنَّهَا عَرَبِيَّةْ!
أوْ لِنَقُلْ: بِلَهْجَةٍ عَرَبِيَّةْ!
(وإنَّ بَعْضَ الظَّنِ إثْمٌ)
ألَمْ تَكُنْ هِيَ لُغَةَ "الكِتّابِ"؟
لُغَةَ الإعْجَازِ وَرُحَ الْكَلامْ؟
لُغَةَ الجنِّ والأعرابْ؟
لُغَلةَ "اللهِ" عَلَى الأرْضِ؟
وَ"الْلَّوْحِ الْمَحْفُوظِ" فِي مَدَارِجِ الأبَدِيَّةْ؟
ألَمْ تَكُنْ لُغَةَ آدَمَ "عَلَيْهِ السَّلامْ"؟
غَيْرَ أنَّنِي حَالَمَا تَنَبَّهْتُ،
أدْرَكْتُ الحَقِيقَةْ الإلَهِيَّةْ:
أنَّها أْغِنَيةٌ هِنْدِيَّةْ!
الْحَقُّ أقُولَهَا ــ مَنْ غَيْرِ شَكٍّ وَالْتِبَاسْ:
هِيَ أْغِنَيةٌ بِلُغَةٍ هِنْدِيَّةْ!
3.
غَرِيبٌ أمْرُهُ هَذَا الإلَهْ!
بَلْ هِيَ أُعْجُوبَةٌ لا يُصَدِّقُهَا حَتَى "الأشْعَرِيَّةْ":
"اللهُ" يُغَنِّي أُغْنِيَةً هِنْدِيَّةْ!
هَلْ هِيَ مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةْ؟
أمْ هِيَ لُعَبَةٌ مُوسِيقِيَّةْ؟
"اللهُ" لا يَعْرِفُ الْعَرَبِيَّةْ ــ
هَذَا، بِاخْتِصَارٍ: لُبُّ مَوْضُوعِ القَضِيَّةْ!!!
4.
مَنْ أنْزَلَ، يَا تُرَى، تِلْكَ المَصَاحِفِ "العُثْمَانِيَّةْ"؟
مَنْ بَتَّ فِي لُغَتِهَا،
وَمَنْ قَرَّرَ أنَّهَا
مَصْدَرُ الْحَقِّ وَالعَدَالَةِ الإلَهِيَّةْ؟
"اللهُ" لا يَعْرِفُ العَرَبِيَّةْ،
"اللهُ" لا يَعْرِفُ حَتَّى الأبْجَدِيَّةْ!
"اللهُ" فِكْرَةٌ دِينِيَّةْ:
هِيَ، بِاخْتِصَارٍ، أسْطُورَةٌ عَرَبِيَّةْ!


فكر لحظة!

ملصق بالأسود والأبيض: سجن العقل

1.
فَكِّرْ لَحْظَةً!
فَالأمْرُ جِدٌ بَسِيطْ:
لَا يَحْتَاجُ إلَى مُؤَهِّلَاتٍ أكَادِيمِيِّةْ
بلْ لَا يَقْتَضِي حَتَّى رُسُومَاً مَالِيَّةْ!
فَكِّرْ لَحْظَةً!
فَالتَّفْكِيرُ لا يُسَبِّبُ أي َّأذِيَّةْ
التَّفْكِيرُ، يَا سَيِّدِي، خَصْلَةٌ بَشَرِيَّةْ
2.
فَكِرْ لَحْظَةً!
مِنْ غَيْرِ لَفٍّ أوْ دَوَرَانْ
مِنْ غَيْرِ أنْ تُفَكِّرَ بِالجِيرَانْ
فَالأمْرُ فِي غَايَةِ الأهَمِيَّةْ
انْسَ كلام النَّاسْ!
انْسَ الكُتُبَ المَدْرَسِيَّةْ
وَاسْألْ نَفْسَكَ مَرَّةً:
هَلْ رَأيْتَ اللهَ فِي يَوْمٍ مَا؟
هَلْ سَمِعْتَ صَوْتَهَ؟
هَلْ وَقَفَ يوماً في صَفَّكّ
هَلْ شعرت بآثاره العلوية؟!
3.
لا تَخْجَلْ مِنْ عَدَالَةِ الجَوَابْ!
لا تَرْتَعِبْ!
فَأنْتَ وَحْدَكَ الآنْ ـ
وَلا تَنْسَ أبَدَاً:
أنْتَ جَوْهَرُ القَضِيَّةْ!
لا تُفّكِّرْ بالآخَرِينْ!
الأمْرُ جِدً بَسِيطْ
فَهُوَ لَيْسَ قَضِيَّةً دِينِيَّةْ،
4.
فَكِّرْ بِمَا حَوْلَكَ!
فَكِّرْ بالحقائقِ اليَوْمِيَّةْ:
هَلْ حَفَظَتْكَ الصَّلاةُ مِنَ الحِرْمَانْ؟
هَلْ حصَّنَ الحجُّ أطفالكَ من آفَاتِ الزَّمانْ؟
وهَلْ أنْقَذَكَ من بَلايَا السَّرطانْ؟
أوْ حَوادِثَ المُرُورِ وَظُلْمِ السُّلْطَانْ؟
5.
فَكِرْ لَحْظَةً!
لا تَنْظُر إلى السَّمَاءْ!
فالسَّمَاءُ قَضِيَّةٌ نِسْبِيَّةْ
أنْظُرْ إلى نَفْسَكَ!
فَكِّرْ بِمَا حَوْلَكَ!
فَكِّرْ بِمَا تَرَاهُ عَبَرَ النَّافِذَةْ،
فَكِّرْ بِتَارِيخِ العَائِلَةْ:
هَلْ رأيتَ اللهَ في مِكِانْ؟
وَهَلْ سَمِعْتَ في يومٍ مَا،
إنَّهُ أعْلَى مِنَ الإرَادَةِ المَلَكِيَّةْ؟
6.
أنْتَ حُرٌ يا أخِي، قَرِّرْ مَا تَشَاءْ!
فَالأمْرُ فِي غَايَةِ الأهَمِيَّةْ
غَيرَ أنَّكَ لا تَنْسَ:
لا غَيْرُكَ سَيَكُونُ الضَحِيَّةْ!



ملكوت الممنوعات


نَحْنُ الآنَ فِي مَلَكُوتِ النَّظَريَّاتْ!
نَحْنُ الآنَ فِي مَلَكُوتِ الإلَهِيَّاتْ!
نَجْتَزِءُ منها ما نَشْتَهي ونُحَدِّدُ المَسَارَاتْ:
هَذَا حَرَامٌ،
وَهَذَا مُسْتَحَبْ!
هَذَا تَمَامٌ،
وَهَذَا إثْمٌ مُرْتَكَبْ!
مَرْحَبَاً يَا مَلَكُوتَ الممنوعاتْ!



لاءات







1.
لَا تَطْلُبْ مِنَ اللهِ السِّتْرَ!
فَهُوَ لَيْسَ سِتّارْ.
لَا تَطْلُبْ مِنَ اللهِ أنْ يَحْمُلَ أعْبَاءَكْ!
فَهُوَ لَيْسَ قِطَارْ.
لَا تَطْلُبْ مِنْهُ الرُّزْقَ!
فَهُوَ لَيْسَ مِصْرفَ ادْخَارْ.
2.
لَا تَسْألْ اللهَ المَغْفِرَةْ!
فَهُوَ لَيْسَ غَفَّارْ.
لَا تَطْلُبْ مِنَ اللهِ المَعْرِفَةْ!
فَهُوَ لَا يَعْرِفُ حَتَّى عَدَدَ البِحَارْ،
بلْ لا يعرفُ أصْحَابَ الكَهْفِ،
ولا يعرفُ إنْ كانَ الكلبُ:
رابعَهُمْ أوْ خَامِسَهُمْ (فَهَذَا سِرُّ الأسْرَارْ!) 
3.
لا تُكَّلِفْ نَفْسَكَ زِيَارَةَ "بَيْتِهِ"!
فَهُوَ يَسْكُنُ بِالإيجَارْ.
لا تُصَلِّ لَهُ أبَدَاً!
فَمَلَايينَ النَّاسِ فِي قَاعَةِ الانْتِطَارْ.
4.
لا تَبْعَثْ لَهُ رَسَائِلَ!
فَهُوَ يَكْرَهُ الأخْبَارْ.
لا تَحْيَا مِنْ أجْلِهِ!
فَهُوَ فِي لَحَظَاتِ الاحْتِضَارْ.
ـ هَلْ تَفْهَمُ ما أقُولُ يَا حِمَارْ؟!



نَحْنُ بِصَرَاحَة . . .

دّنَاصِيرْ


1.
نَحْنُ بِصَرَاحَةْ: مُخَلَّفَاتْ!
نَحْنُ بَقَايَا أسَاطِيرْ
نَحْنُ مُتَحَجَّرَاتْ
نَحْنُ دّنَاصِيرْ
ومَعْلُومَاتٌ مُزَيَّفَةْ فِي الأَضَابِيرْ
نَحْنُ مُعَلَّبَاتْ:
خَلِيطٌ مِنْ ضَفَادِعَ فَاسِدْةٍ ولُحُومِ الخَنَازِيرْ
نَحْنُ تُرَّهَاتْ
نَحْنُ خَوَابِيرْ[1]
نَحْنُ "ظَاهِرُةٌ صَوْتِيَّةْ"
نَحْنُ مُجَرَّدُ تَسْجِيلاتْ
تبَثُنُّاَ الإذَاعَاتْ
وَمَحَطَاتُ الأقْمَارِ الصِّنَاعِيَّةْ
نَحْنُ، مَا يُسَمَّى "جَمَاهِيرٌ عَرَبِيَّةْ"
مُجَرَّدُ كَائِنَاتْ:
نَقِفُ فِي الطَوَابِيرْ ــ أيَّاً كَانْتْ هَذِي الطَوَابِيرْ!
طَوَابِيرُ الخُبْزِ
طَوَابِيرُ الانْتِخَابَاتْ
طَوَابِيرُ الهُرُوبِ مِنَ الذَّاتْ
والبّحْثِ عِنْ ملاجئ فِي الغَرْبِ للصَّدَقَاتْ!
2.
"نَحْنُ أمَّةٌ أمُيَّةٌ
لا تقْرَأُ ولا تَعْرِفُ الحِسَابْ"[2]
لا تَزُورُ المَتَاحِفَ
لا ترَتَادُ المَكْتَبَاتْ
لا تَطْرُح الأسْئِلَةْ ـ لا تَبْحَثُ عَنْ إجَاَباتْ!
تَبْدَأُ اليَوْمَ بِالتَّعُوذِ مِنْ الشَّيْطَانْ
وَتَنَامُ عَلَى فِتَاتِ الحُكُومَاتْ
3.
نَحْنُ ضَحَايَا الإجْمَاعِ والقِيَاسَاتْ
نَحْنُ ضَحَايَا أوْهَامِنَا:
الآنَ وَعَلَى مَرِّ العُصًورْ
لا صَوْتَ لَنَا ــ
نحن "إمًعَاتْ"،
نُرَدِّدُ الأسَاطِيرْ
بَلْ ـ نَحْنُ مِنْ غَيْرِ وُجُوهْ
نَحْنُ فُقَاعَاتْ
نَحْنُ، بِصَرَاحَةْ:
مُجَرَّدُ طَرَاطِيــرْ! [3]
________________________________________________

[1] "الخابور" مجرد قطعة من الخشب أو البلاستك يُسَدّ بها ثَقْبٌ في الحائط ليسهل تثبيت البرغي (المسمار اللولبي).
[2] "إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نَكْتُبُ وَلا نَحْسِبُ"! [حديث نبوي]
[3] الطُّرْطُورُ: شخص ضعيف لا يملك اتّخاذ القرارات والجمع : طراطيرُ

مُجَرَّدُ كَلِمَات

كانَ واقعاً مصنوعاً من العاداتِ والكلماتْ
كفقاعاتِ الصابونِ: بِضْعُ لحظاتْ،
ثمَّ تنهارُ، فتفقدُ صُورَتَها
وكأنَّها لَمْ تَكُنْ يوماً،
لَمْ تَكُنْ إلَّا بقايا ذكرياتْ
أوْ بقايا أصواتٍ قلقةْ:
بيتٌ
أخوةٌ
واصدقاءْ
ودٌّ وأواصرُ وعلاقاتْ،
واهتماماتْ،
وعلاقات الدمِّ،
وذكرياتُ الطفولةِ، ولقاءاتُ المناسباتْ
تبخرتْ معانيها، وَلَمْ يبقَ إلَّا:
كلماتْ،
مُجَرَّدُ كلماتْ
لا مَعْنَى لَهَا،
مُجَرَّدُ كلماتْ . . .

فَكِّرْ لَحْظَةً!


1.

فَكِّرْ لَحْظَةً!
فَالأمْرُ جِدٌّ بَسِيطْ:
لَا يَحْتَاجُ إلَى مُؤَهِّلَاتٍ أكَادِيمِيِّةْ
بلْ لَا يَقْتَضِي حَتَّى رُسُومَاً مَالِيَّةْ!
فَكِّرْ لَحْظَةً!
فَالتَّفْكِيرُ لا يُسَبِّبُ أيَّ َّأذِيَّةْ
التَّفْكِيرُ، يَا سَيِّدِي، خَصْلَةٌ بَشَرِيَّةْ!
2.
فَكِّرْ لَحْظَةً!
مِنْ غَيْرِ لَفٍّ أوْ دَوَرَانْ
مِنْ غَيْرِ أنْ تُفَكِّرَ بِالجِيرَانْ
فَالأمْرُ فِي غَايَةِ الأهَمِيَّةْ
انْسَ كَلامَ النَّاسْ!
انْسَ الكُتُبَ المَدْرَسِيَّةْ
وَاسْألْ نَفْسَكَ مَرَّةً:
هَلْ رَأيْتَ اللهَ فِي يَوْمٍ مَا؟ 
هَلْ سَمِعْتَ صَوْتَهَ؟
هَلْ وَقَفَ يوماً في صَفِّكّ
هَلْ شعرت بآثَارِه العلوية؟!
3.
لا تَخْجَلْ مِنْ عَدَالَةِ الجَوَابْ!
لا تَرْتَعِبْ!
فَأنْتَ وَحْدَكَ الآنْ ـ
وَلا تَنْسَ أبَدَاً:
أنْتَ جَوْهَرُ القَضِيَّةْ!
لا تُفّكِّرْ بالآخَرِينْ!
الأمْرُ جِدٌّ بَسِيطْ
فَهُوَ لَيْسَ قَضِيَّةً دِينِيَّةْ!
4.
فَكِّرْ بِمَا حَوْلَكَ!
فَكِّرْ بالحقائقِ اليَوْمِيَّةْ:
هَلْ حَفَظَتْكَ الصَّلاةُ مِنَ الحِرْمَانْ؟
هَلْ حصَّنَ الحَجُّ أطفالكَ من آفَاتِ الزَّمانْ؟
وهَلْ أنْقَذَكَ من بَلايَا السَّرطانْ؟
أوْ حَوادِثَ المُرُورِ وَظُلْمِ السُّلْطَانْ؟
5.
فَكِّرْ لَحْظَةً!
لا تَنْظُر إلى السَّمَاءْ!
فالسَّمَاءُ قَضِيَّةٌ نِسْبِيَّةْ
أنْظُرْ إلى نَفْسِكَ!
فَكِّرْ بِمَا حَوْلَكَ!
فَكِّرْ بِمَا تَرَاهُ عَبَرَ النَّافِذَةْ،
فَكِّرْ بِتَارِيخِ العَائِلَةْ:
هَلْ رأيتَ اللهَ في مِكِانْ؟
وَهَلْ سَمِعْتَ في يومٍ مَا،
إنَّهُ أعْلَى مِنَ الإرَادَةِ المَلَكِيَّةْ (أو رئيس الجمهورية، فالأمر سواء)؟
6.
أنْتَ حُرٌ يا أخِي، قَرِّرْ مَا تَشَاءْ!
فَالأمْرُ فِي غَايَةِ الأهَمِيَّةْ
غَيرَ أنَّكَ لا تَنْسَ:
لا غَيْرُكَ سَيَكُونُ الضَحِيَّةْ!



مهرجون

مهرجون


أنْتُمْ مُهَرِّجُونْ
حّتَّى كأنَّكَمْ تَخَرَّجْتُمْ مِنْ أكَادِيمِيَّةٍ للفُنُونْ!
تَطْلُونَ وُجُوهَكُمْ بِالمَسَاحِيقِ
وَتَرْتَدُونَ أسْمَالَ المَيْمُونْ
وَتَتَظَاهَرُونَ مَرَّةً بالبَلَهِ ـ ومَرَّةً بِالجُنُونْ
تَصْنَعُونَ مِنَ الأوْهَامِ كَائِنَات ٍلَا وُجُودَ لَهَا
وحين تَصْحُونَ مِنْ غَفْلَتِكُمْ ـ تسْجُدُونَ لَهَا
وَتَكَبِّرُونَ بِاسْمِها!
تَدَّعُونَ كُلَّ مَا لَا يَكُونُ أوْ مَا لَنْ يَكُونْ
فَتُصَدِّقُونَ، يَا لِلْعَجَبِ، مَا أنْتُمْ مُدَّعُونْ!
لا تَقْبُلُونَ البَرَاهِينَ
وتَحْتَقِرُون الوَقَائِعَ
وَحِينَ تُجَابَهُون بالحَقَائِقْ:
تَلْتَفُّونَ حَوْلَ أنْفُسِكُمْ كَالحَلَزُونْ
هَذَا هُوُ تَأرِيخُ "تَأرِيخِنَا" المَصْنُوعُ مِنْ الظُنُونْ،
وَمِنْ رُكَامٍ كُتُبٍ "تتناسخُ" فِيمَا بَيْنَهَا
وَافْتَرَاضَاتٍ مِنْ غَيْرِ بَرَاهِينْ
تَتَعَاطُونَ كُلَّ "المُوبِقَاتِ" باسْمِ الدِّينْ
تَكْذِبُونَ،
تُدَلِّسُونْ،
وَتُزَوِّرُونَ الأحَدَاثَ وَتَخْرِقُونَ كُلَّ القَوَانِينْ
هَذِي هِيَ سَرَادِيبُكُمْ،
هِيَ مِلْكٌ لَكُمْ!
وسَتَبْقُونَ فِيهَا أبَدَاً قَابِعُونْ!




نَكُونُ أوْ لا نَكُونْ!

هاملت

1.

كانُ السؤالُ يتردَّدُ كَتَعْوِيذةٍ سِحْرِيَّةْ:
 " نَكُونُ أوْ لا نكونْ"!
وَلْمْ نكنْ نَعي، أنَّ هَامْلِتَ مُغَفَّلٌ بَلِيدْ
لا يفقهُ مِنَ التاريخِ شيئاً
لا يُدْرِكَ جغرافيا المَسَافاتْ
كانَ مثَالَنَا السَّخِيفْ
فَدَفَعْنَا، غَالياً، ثمنَ الحماقاتْ!
2.
كُنَّا لا نُبْصِرُ الاحتمالاتْ،
 ولا الفَرْقَ بين النظرياتْ
كنا لا نُمَيَّزُ حَتَّى الفَرْقَ ما بين أصُولِ التَّفكيرِ ومَعْنَى الكلماتْ
كنا لا نُمَيَّزُ حَتَّى الفَرْقَ ما بين بَنَاتِ الجَامِعَةِ والعَاهِرَاتْ
تَسُوقُنَا الأيديولوجياتْ،
كأنَّنَا (ولنْ أخجَلَ) منْ صِغَار الحَمِيرْ
والآنَ لا نَرَى إلا الاخْتيارَ الأخيرْ:
نهايةَ الطريقِ وطعمَ الهزائمِ والخياناتْ
3.
ألَمْ نَكُنْ نَقْرَأ وَنَبْحَثُ فِي المَكْتَباتْ!
ألَمْ نَكُنْ نَدَّعِي العِلمَ،
ونَفُكَّ ألغاز المتاهات؟
فلماذا لَمْ نبصر النَّهَايَات؟
ولّمْ نكتشفِ الأوهامَ خَلَفَ الكَلِمَاتْ؟
ولماذا لَمْ نرَ الفَرْقَ ما بين الحَقَائِقِ والخُرَاَفاتْ؟
كنا نُفَكِّرُ ،
ونبحثُ،
ونتأملُ صُوَرَ الناسِ والحيواناتْ
كنا نتعاطى الخمرَ والتدخينَ ونرتاد المتَاحِفَ والحَاَناتْ
فلماذا لم نكتشفْ حقيقةَ الأوهامِ والخيالاتْ؟!
4.
بحثنا عنِ المدنِ الفاضلةِ ببوصلاتٍ "ُصنِعَتْ في الصَّينْ"
فكانتْ تشيرُ لنا إلى بضعِ متاهاتْ:
موسكو، صوفيا، برلينْ ..
كنا نسألُ عَنْ موعدِ الطَّائراتِ والقِطَاراتْ
وعَنْ تأشِيراتِ السَّفرِ
وعَنْ أسْعارِ العملاتْ
كنا نسألُ الكثيرَ ولَمْ نسألْ يوماً السؤالَ الوحيدْ:
هَلْ هَذِي هيَ الطَّريقْ؟!
هَذِي هِيَ نِهَايَةِ الأخطاءِ والحماقاتْ:
حَفْنَةٌ من الأيَّامِ لا غيرَ وبقايا ذكرياتْ!



قضية منطقية!

هِيَ قَضِيَّةٌ مَنْطَقِيَّةْ:
لا تَحْتَاجُ إلَى بُرْهَانٍ أو بحوثٍ أكادِيمِيَّةْ!
كلُّ حاكمٍ، ومنذ أن شَرَعْنا بِفَبْرَكًةِ التأريخِ، طاغِيَة!
هذي هِيَ القَاعِدَةُ الذَّهَبِيَّة!
وكلُّ خِلَافٍ ـ إنْ كانَ ثّمَّةَ خِلَافْ،
وكلُّ شذوذٍ عَنِ الْقاعِدِةْ،
هُوَ افتراضٌ،
هُوَ محضُ ادِّعَاءْ،
هُوَ، بالأحْرَى، أُسْطُورَةٌ عَرَبِيَّةْ!

هُوَ (الّلهُ) يُغَنِّي!

1.
أفِقْتُ الفَجْرَ فَزِعَاً!
كَانَ "اللهُ" يُغَنِّي أُغْنِيَةً عَاطِفِيَّةْ
لَمْ أتَبَيَّنْ ، فِي البَدْءِ،كَلِمَاتِهَا،
كان يَرْطُنُ بِلُغَةٍ أجْنَبِيَّةْ،
يُبَرْبُر، (إذَا صَحَّ التَّعْبِيرْ!)
ثمَّ يُصَفِّرُ بِفَمِهِ.
كَانَ جَذِلاً،
بَلْ يَتَهَدَّجُ صَوْتُه مِنَ الفَرَحِ
وكَأنَّهُ أنْهَى لِتَوِّهِ مُعْجِزَةً إلَهِيَّةْ
2.
كُنْتُ أظَنُّ أنَّهَا عَرَبِيَّةْ!
أوْ لِنَقُلْ: أنَّهَا بِلَهْجَةٍ عَرَبِيَّةْ!
 (وإنَّ بَعْضَ الظَّنِ إثْمٌ)
ألَمْ تَكُنْ هِيَ لُغَةَ "الكِتّابِ"؟
لُغَةَ الإعْجَازِ وَرُحَ الْكَلامْ؟
لُغَةَ الجنِّ والأعرابْ؟
لُغَةَ "اللهِ" عَلَى الأرْضِ؟
وَ"الْلَّوْحِ الْمَحْفُوظِ" فِي مَدَارِجِ الأبَدِيَّةْ؟
ألَمْ تَكُنْ لُغَةَ آدَمَ "عَلَيْهِ السَّلامْ"؟
غَيْرَ أنَّنِي حَالَمَا تَنَبَّهْتُ قليلاً،
أدْرَكْتُ الحَقِيقَةْ الإلَهِيَّةْ:
أنَّها أْغِنَيةٌ هِنْدِيَّةْ!
الْحَقُّ أقُولَهَا ـ  مَنْ غَيْرِ شَكٍّ وَالْتِبَاسْ:
هِيَ أْغِنَيةٌ بِلُغَةٍ هِنْدِيَّةْ!
3.
غَرِيبٌ أمْرُهُ هَذَا الإلَهْ!
بَلْ هِيَ أُعْجُوبَةٌ لا يُصَدِّقُهَا حَتَى "الأشْعَرِيَّةْ":
"اللهُ" يُغَنِّي أُغْنِيَةً هِنْدِيَّةْ!
هَلْ هِيَ مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةْ؟
أمْ هِيَ لُعَبَةٌ مُوسِيقِيَّةْ؟
"اللهُ"،إذَنْ، لا يَعْرِفُ الْعَرَبِيَّةْ،
هَذَا، بِاخْتِصَارٍ: لُبُّ مَوْضُوعِ القَضِيَّةْ!!!
4.
مَنْ أنْزَلَ، يَا تُرَى، تِلْكَ المَصَاحِفِ "العُثْمَانِيَّةْ"؟
مَنْ بَتَّ فِي لُغَتِهَا،
وَمَنْ قَرَّرَ أنَّهَا
مَصْدَرُ الْحَقِّ وَالعَدَالَةِ الإلَهِيَّةْ؟
"اللهُ" لا يَعْرِفُ العَرَبِيَّةْ،
"اللهُ" لا يَعْرِفُ حَتَّى الأبْجَدِيَّةْ!
"اللهُ" فِكْرَةٌ دِينِيَّةْ:
هِيَ، بِاخْتِصَارٍ، أسْطُورَةٌ عَرَبِيَّةْ!

أهذا وحي أم هواك؟!


 (مَا لِي أَرَى رَبَّكَ إلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاك[*]؟)

1.
هُوَ رَبُّكَ يُنْبِئُكَ بِمَا تَرَى،
وَتَتَجَلَى فِي آيَاتَهِ كَلِمَاتُكْ
يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ،
حِينَ تَشَاءْ،
وَحِينَ يَقْتَضِي المَقَامُ ويَسْتَدْعِي القَضَاءْ
وَكَأنّهُ سَادِنٌ يُنَفِّذُ أوَامِرَكْ
وَيَسْهَرُ، حِينَ تَجْهَدُ، عَلَى السَّمَاءْ
2.
أهَذَا وَحْيٌ أمْ هَوَاكْ؟
أأنْتَ الشَّاعِرُ وَلا أحَدَ سِوَاكْ؟
فَلِمَاذَا كُلُّ هَذَا العَنَاءْ؟
وَلِمَاذَا تُعَقِّدُ الأمُورْ؟
لِمَاذَا لا تُعْلِنُ المَنْشُورْ،
قُلْ الحَقَّ مِنْ غَيرِ ارْتِبَاكْ:
فَأنْتَ السَّاحِرُ وَأنْتَ المَسْحُورْ
وأنْتَ سَيِّدُ "الوَحِيِّ" وَرَبُّ السَّمَاءْ
تَكْتُبُ مَا تَشَاءُ و"تَنْسُخُ" مَا تَشَاءْ
فلَمَاذَا تَتَوارَى خَلْفَ هَذَا المَلَاكَ وذَاكْ؟
هَذَا الكِتَابُ كِتَابُكَ ـ وَكُلُّ المُسْلِمِينَ فِدَاكْ!
3.
لَكَ المُلْكُ
ولكَ نِسَاءُ الأرْضِ وَالسَّمَاءْ
فأنْتَ "الحَبِيبْ
وَهُوَ صُورَتُكَ الخَفِيَّةُ عَنِ الْرَّقِيبْ
أنْتَ صَوْتُهُ،
وَهُوَ صَوْتُكَ حِينَ تَنْهَكُكَ الأهْوَاءْ
فأيُّهُمَا الرَّبُّ؟
وأيُّهُمَا آخَرُ الأنْبِيَاءْ؟



[*]  من قولٍ لعائشةَ لمحمدٍ وقد وَرَدَ فِي كُتُبِ الترُّاثِ بأشْكالٍ مُخْتَلِفَة.

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر