"على مواقع القَدَر"!
المفروض:
من المفروض أنَّ "رب العالمين" و"الرحمن الرحيم" هو الذي "لا يبالي" لمصير "خلقه" والأمر بالنسبة له سواء: من يطير إلى "الجنة" ومن يسقط في "الجحيم".
فهل كان الأمر هكذا حقاً؟
1.
لا أعتقد أنَّ بإمكان القارئ المعاصر أنْ يتصور بأنَّ هذا الكلام الركيك والمنطق الفج يعود إلى "رب" ووصفوه لنا بأنه "رب العالمين" و"الرحمن الرحيم" القادر المهيمن الجبار بشهادة "آخر المصطفين" والذي يصفه المسلمون بكل ما لذ وطاب من مدائح اللغة العربية؟!
فـ"الله لا يبالي" بنتائج "قراراته" – فهو كالملوك العرب، مصون وغير مسؤول.
وبلغة التسعير التجاري:
فإن مصير البشر لا يساوي فلساً واحداً بالنسبة لـ"رب العالمين"!
ومن لا يعجبه "كلام" رب العالمين هذا فما عليه إلا أن" يبلط البحر" أو يقول "آمين"!
2.
لمن يتأمل هذا النوع من التصريحات الفجة [طبعاً مَنْ فقد نعمة التأمل والتفكير خارج حساباتي] وبغض النظر عن طبيعة إيمانه أو لا إيمانه فإنه سوف يصطدم بالحقيقة التالية:
إنَّ خرافة "الله" التي اختلقها محمد هي نموذج للصانع المبتذل الذي لا يكترث بما صنعه حتى لو تحول إلى وقود في موقد النار.
3.
وهذا أمر مناف لأبسط قيم "الخَلْق!" سواء كان الخالق بشراً أم حيوانات.
فالإنسان يتفانى من أجل أطفاله ويقلق دائماً على مصيرهم ويدافع باستماتة عن داره الذي بناها بيديه؛ والطيور تدافع عن فراخها بتفان وشجاعة مضحية بحياتها من أجلهم. بل أنَّ الطيور تدافع باستماتة عن أعشاشها التي بنتها بجهد وتعب.
إلا هذا الـ"الله" فإنَّ مصير البشر - الذين يفترض أنهم من "خلقه"، لا يساوى شروى نقير:
فإن ذهبوا إلى "الجنة" وإنْ صاروا حطباً في "جهنم [أو كما يقول هو شخصياً بصورة "عذبة!" و"كريمة!" و"مهذبة!": وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ] " فإنَّ الأمر سواء!
4.
وهكذا وبعد أنْ يقوم "الخالق!" بتلطيخ يديه وملابسه بالطين اللازب ويصنع دميته الغبية "آدم" يعلن تمرده على "الخلق" وكراهيته لهم مقرراً بسماح وهيبة وعدالة:
هذا يذهب إلى "الجنة" وذاك إلى "جهنم" ويعتزل في صومعته سائراً على طريق القردة الثلاثة:
لا يسمع نداء أحد!
لا يرى عذابات أحد!
إنه يسقط في حالة سبات عميقة معتزلاً عن مسؤولياته "الجسام" إزاء "خلقه" – فطالما "خلقهم" فإنه في حلِّ من أمرهم "وإلى حيث ألقت رحل أم قشعم"!
توضيح لمن لم يتضح له الأمر:
"أم قشعم" هي الموت. والمثل أعلاه هو جزء من بيت شعر لزهير بن أبي سلمى ويستخدم عادة بالدعاء على ما يسوء المرء ليذهب من غير رجعة – أو كما يقول "صاحبنا": إلى جهنم وبئس المصير!
5.
والآن "لنضع النقاط على الحروف!":
بعد أن اتضح لدى العقلاء [الذين لا يؤمنون بخرافات الأنبياء والرسل والأئمة والملائكة والجن والعفاريت] ومنذ مئات السنين ومن بينهم من غير شك أبو العلاء المعري الذي ما عليَّ إلا أن أردد ما قال:
قلتم لنـا خالـــــقٌ حكيـــمٌ . . . قلنــا: صدقتــم كــذا نقـــولُ
زعمتمـــوه بــــلا مـــكانٍ . . . ولا زمــــــانٍ ألا فقـــولــــوا
هــذا كــلامٌ له خَـــــ،،ـبِيٌّ . . . معنـاهُ ليست لنا عُقـــــولُ
ولأننا أصحاب عقول فإنَّ لا وجود للأرباب غير أن تكون خرافة فجة خرَّبت حياة البشر. ولهذا فإنْ يكون له "كلام" فإنَّ علينا أن نقبل أيضاً أنَّ للأحجار كلاماً وحكمة.
فإنْ لم يكن الكلام من نوع "لا أبالي" لرب ما – وهذا أمر ثابت إذ لا وجود له – فلمن هو يا ترى؟
إنَّه كلام قثم.