منع

مرثاة لزبائن أسواق الأوهام والأساطير الرخيصة

سوق عربي


1.

إنَّه لأمر محزن أنْ يتبضع المحمدون طوال حياتهم القصيرة على الأرض [وهي الحياة الوحيدة للبشر والسعالي والأنبياء المزيفون والطناطل الحقيقية] من أسواق الوهم المبتذلة والأساطير  الشعبية الرخيصة.

ورغم أنَّ الأسعار الباهظة ليس معياراً قاراً وثابتاً للكفاءة والجودة إلا أنَّ عرض "البضائع" في الأسواق الشعبية مجاناً لا تقول لنا غير أنَّ هذه "البضائع" من قبيل الأوهام.

2.

فـ"الجنة" التي يعرضها البائعون [وهم عادة عاجزون حتى عن قراءة الاتيكيت sticker] في أسواق الأوهام والأساطير، التي لا تساوي غير ثمن زهيد للغاية، "مرضاة" رب العالمين هي "جنة" مشكوك في أمرها!

فلكل شيء ثمن يساويه ويعبر عن قيمته المادية والإنتاجية والمعنوية - والإستهلاكية إن شئت.

وأنْ يكون ثمن "الجنة" الموعودة "مرضاة" لكيان له الأسماء الحسنى الـ 99، فإنَّ الأمر واحد من اثنين:

إما أن يكون صاحب الـ 99 اسماً كياناً كسيفاً لا يستحق حتى ذكر اسم واحد من أسماءه المزيفة، وإما أنْ تكون البضاعة فاسدة.

لكنني أرجح بقوة وبكل ثقة احتمالاً ثالثاً:

كلا الاحتمالين السابقين!

والآن أتذكر المثل الإنجليزي:

أنا لست غنياً حتى أشتري أشياء رخيصة!

ولكن هذا ما يفعله المسلم بالذات:

يشتري بضائع رخيصة للغاية سوف تكلفه فيما بعد ثمناً باهضاً جداً: حياته على الأرض!

3.

نحن أمام قبر [وهو حفرة في الأرض] يؤمن المحمدون إلى حد التضحية بأنفسهم من أجل هذا الإيمان بأنَّ له "باباً يؤدي إلى الجنة".

ولكن هناك من يعتقد اعتقاداً راسخاً أنَّ على الميت أولاً أن يُعَذَّب عذاباً متقناً من قبل متخصصين في "فن التعذيب"  سموه "عذاب القبر" قبل أنْ يُفتح له الباب إلى "الجنة الموعودة".

وهذا ما يُثبت [ونقضه لا يستحق الإثبات] بأنَّ ثمن دخول "الجنة" باهظاً – وباهظاً جداً.

4.

هنا تًصِلُ الأسطورة إلى حدود العبث:

ففي أسواق الخردة يتم عرض بضاعة "الجنة" مجاناً لوجه "الله – أو لقاء مرضاة "الله" – والأمر سواء.

وعندما يغلق المسلم عينيه للمرة الأخيرة ويواروه التراب [بالمعنى الحرفي للكلمة في حالة المسلمين] يستلمه أخصائيو التعذيب الرباني في حفرته ويعرضونه لأبشع أنواع التعذيب!

5.

وهذا هو مكمن العبث:

يتعرض المسلم إلى التعذيب على أيدي أخصائيين في التعذيب منذ أنْ تطأ قدماه القبر وقبل التحقيق والمحاكمة العادلة - بل ومن غير حتى الاطلاع على السجلات الربانية!

أليس من المفروض أن يأتي التعذيب يوم الحساب؟!

وأليس من المنطقي أن يتم أولاً التحقق من ذنوب المسلم الساذج الذي قضى عمره بالأوهام قبل التعذيب ومن ثم يقرر الجلادون مصيره؟!

وماذا إذا ظهر بأن المسلم التعس بريئاً ولم يرتكب ذنباً يستحق التعذيب؟!

هل سيتم الأمر على طريقة شرطة المطارات العربية بعد أن ْيخضعون المسافر لأسباب سخيفة لمعاملة سيئة وتفتيش فج ثم يقولون له :

- سامحنا خَيُّو؟!

[هذا ما حدث لي فعلاً في أحد المطارات العربية]

6.

هذا هو الوضع الذي يستوجب فيه الرثاء على حال الملايين:

إنهم مهانون مذلون منذ الولادة؛ مخدوعون ومضللون منذ المدرسة الابتدائية [إنْ توفرت لهم فرصة الذهاب إلى المدرسة]؛ وعبيد أذلاء منذ أن تحولوا إلى "مكلفين".

إنَّ تاريخ حياة المسلم هو تاريخ للسذاجة التي تأخذ بيده بكل ثقة وجدارة إلى المسلخ.


مسالخ عربية










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر