منع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات نقد الثقافة الإسلامية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نقد الثقافة الإسلامية. إظهار كافة الرسائل

نواقص المسلمين في التلفزيون واليوتيوب ومنتديات الملحدين واللادينيين والآيفون !


[آجلاً أم عاجلاً سوف ينهار البناء بسبب النواقص الداخلية]


هذه "رسالة قصيرة" في نواقص المجاهدين الشبكيين سنة وشيعة:
إن للإسلام نواقصَ بنيويةً قارةً لا يمكن تداركها أو حلها، ولا تَجَاوِزَ لها إلَّا بتجاوز الإسلام عقيدةَ وثقافةَ. فقد اكتسب المسلم، الذي لم تعنه فكرة الله المزيفة، رغماً عن أنفه وأنف أجداده؛ على تذليل هذه النواقص سواء أدرك وجودها العِيِّ أم لا – فالأمر سواء. بل وحتى وإن أدرك المسلمون وجود هذه النواقص فإنه لا مناص منها ولا مهرب. فهي ممزوجة بنسيج ثقافتهم الخرافية سنة وشيعة وفي تصوراتهم الموهومة عن أنفسهم والعالم والآخرين.
فإنْ عرف القارئ هذه النواقص فإنه قد عرف ما يقوله المسلمون وما يدافعون عنه وبه.
فقد قرروا في لحظة غُفْل من الزمن أنهم يمتلكون الحقيقة – والحقيقة المطلقة عينها وامتلكوا سلاحاً ودولة فشرَّعوا من القوانين ما أرادوا وقرروا ما اعتقدوا لا حقيقةً وإنما دفاعاً عن وَهْمٍ سموه حقيقة ، ثم قرروا أخيراً:
ليس في الإمكان أحسن مما كان!
غير أنَّ العاقل قد أدرك بالتجربة - والأمر يتعلق بتجربة البشرية بأن:
بقاء الحال من المحال!
وها هي بعض من نواقصهم سيصطدم بها لا محالة كل من قرر أن يطلع على المنتديات وقنوات اليوتيوب  الإسلامية.
1.
ثرثرة المسلمين رحمة للقراء والمشاهدين :
إنَّه لما يشبه القانون الطبيعي هو أنَّ المسلم كلما ثرثر وقرر أنْ يلعب دور "العالِم" فإنَّه لا محالة سوف يرتكب واحداً من الأمور التالية أو بعضها أو جميعها:
الكذب والتدليس والتزييف والادعاء من غير أدلة والتقرير الإيماني وفي أحسن الحالات الجهل بموضوع ما يكتبه أو يقوله.
وما على القارئ أو السامع إلا أنْ يتحلى بالصَّبر والتأني في قراءته وأنْ يتأملَ ما يقوله أو ما يكتبه المسلم (إذا كانت خربشته في المنتديات تسمى كتابة) ليكتشف "الهوايل".
وإذا لم يكتشف القارئ أو المشاهد الكذبَ في كلامه ولم يجد ما يبرهن على زيفه بوضوح، فيلكن على ثقة بأنَّ المسلم إما يقتبس من "قريانه" وإما "يستعير" من الآخرين أقوالاً لا تضر ولا تنفع وإما يعيد تكرار "وقائع" لا صحة لها من أئمته الذين عصمهم برغائبه وأوهامه، فاعلم، أيها القارئ، بأن الكذب والزيف قائم فيما اقتبسه.
فالأيمان التسليمي يتطلب الدفاع؛
والدفاع هو دفاع بكل الوسائل حتى لو كان الكذب هو الوسيلة.
ولا تغرنَّ القارئ خزعبلات الباطنيين والادعاء بالروحانية: فهي تعبير عن غياب الحق وهروباً إلى جحيم الخرافة والتقية. فإن تأمل جملهم، سترى كأنها الكلمات المتقاطعة. إذ أنه لا يقول شيئاً مفيداً، بل هو لا يقول غير أنَّ له أوهاماً يقدسها ويحلم أنْ تكون حقيقة.
2.
إما الإيمان وإما العقل:
مهما اتصف المسلم (كإنسان خارج حدود العقيدة) بالمنطق العقلاني (وهذا الانفصام صفة للمؤمن) فإنه سيودع هذا المنطق حالما يفكر كمسلم.
ثمة قوة "غريبة" أو ربما "شيطانية" تمتص من المسلم في لحظة وعيه الديني عقله وتجعله عاطلاً عن التفكير – وإذا ما استعرنا مصطلحات النحو فإنه يستحيل إلى "ممنوع من الصرف"!
فينصرف عقله إلى منطقة مجهولة ويستحيل إلى صنم لا يقبل التنبيه ولا الإشارة.
وحالما يفقد عقله يشرع بالإيمان وقبول الملائكة والشياطين والجن والسعالي والطناطل ويقوم بزيارة مقابر أئمة نكرة لا وجود لهم حيث تتصاعد من مقابرهم رائحة كريهة من الأرجل والتعرق في حر الصيف.
إنه لغز محير حقاً!
كيف يحدث هذا؟
ما هي هذه القوة التي تمسخ الفرد وتحوله إلى zombie ؟
لا أعرف!
3.
لا يوجد أحد (حتى لو كان أعتى الملحدين) أفضل من المسلم نفسه قدرةً واتقاناً لفضح الإسلام !
هذه واحدة من الخصال التي يجب توقعها وترقب حدوثها.
فهو حين يتعدى الجملة العاشرة [من خربشاته]على القارئ أو السامع أن يتأمل بتمعن وانتباه لما سيقوله أو يخربشه المسلم [ سنة وشيعة على حد سواء) . فهو ميال إلى القيام بنوع من الانتحار " Harakiri " ولكن ببعده المعنوي:
وهو سرد أحداث وحكايات وأقوال عن ذاك  .. عن أبيه .. عن جده .. عن أبيه .. عن خاله وأبيه حتى يصل الأمر إلى شيخ المضيرة أو الشيخ القمي (لا فرق) من عصور الظلام. 
فتأملها جيداً وسترى أنه يفضح عقيدته بنفسه ويوفر لك الأدلة على تناقضاته وخرافته وابتذال عقيدته. ولهذا، يا أيها القارئ، تحلَى بالصبر واحتمل عفونة الهراء التاريخي الذي يكتبه المسلم حتى يقوم بإطلاق طلقة الخلاص على نفسه!
فسترى كيف تتحقق "المعجزة":
من فمه أدينه!
4.
التقية:
طالما كان المسلم بعيداً عن قبيلته [أو أجهزة الشرطة الريفية التي تدعمه وتدافع عنه] التي يحتمي بها ويتقوى بها على الآخرين فإنه يلتزم بمنطق "التقية" في نقاشه مع الملحد والآخرين؛ ولكن حالما "اعتقد" بأنه يمتلك "أدلة" فإنه يؤجل تكشير أنيابه إلى أجل غير مسمى. ولكن حالما يكتشف بأنه قد "حُوصِرَ" و"حُشر"في زاوية منطقه الغيبي وافتضح أمره وأمر دفاعه اللاهوتي فإنه يمد يده إمَّا إلى السلاح "إن استطاع إلى ذلك سبيلا" وإما إلى السب والشتائم.
والمسلمون شتامون على هدي "نبيهم" يشتمون كبائعي السمك في الأسواق الشعبية أو أصحاب الحناطير السكارى.
ولهذا كن، يا أيها القارئ، على مسافة جغرافية أو رقمية " digital" كافية حتى تكفي شره وبلاويه.
5.
المسلم لا يقبل إلا أدلته:
من يعتقد بأنَّ بإمكانه، أو كان بإمكانه، أو سيكون بإمكانه أنْ يقنع مسلماً بفكرة منطقية عقلانية مناقضة لعقيدته الدينية وهو يدرك هذا الواقع، فإنَّ عليه أنْ يقدم لي البرهان!
فهذا أمر مستحيل لا يقل استحالة عن تحول الماء إلى نبيذ [لا تصدقوا خرافات يشوع!] أو أن تقوم سمكة "مسكينة" واحدة متوحدة بخياشيمها أن تشبع قوماً!
6.
المسلم لا يناقش ما يقرأ بل هو يناقش نوايا الكاتب:
من حيث المبدأ والميول والأهداف والثقافة فإن المسلم لا يناقش ما يكتبه المختلف معه أو اللاديني من حيث الجوهر: أي هو لا يناقش الحقائق التي يقدمها المختلف معه أو اللاديني ولا الأدلة التي يعرضها بل هو يناقش "نواياه" المناقضة للعقيدة الإسلامية. وإنْ ناقش المسلم ما يكتبه المختلفون والرافضون للإيمان الديني من حيث الجوهر فإنه ينطلق في تفسير أدلتهم استناداً إلى نواياه الشخصية وبغض النظر فيما إذا كان الكاتب المختلف صائباً فيما يكتبه أم لا.
فلا تتفاجأ حين يرفض المسلم أدلتك [وحتى تلك التي اقتبستها أنت من كتبه]. وهذا ما يوفر لك متعة الفرجة عليه كيف يرفض تاريخه الرسمي (والحق أنها سيرة أدبية) لا لسبب إلا لأنه عاجز عن الاتفاق مع حق الآخرين.
وهذا، يا أيها القارئ، أمر طيب جداً. لأنك أجبرته على تكذيب "مصادره" و"أصوله" أمام الجميع وحشرته في زاويته المفضلة.
7.
المسلم في المنتديات مكلف وهو يعتاش من تكليفه هذا:
لا يدافع المسلم عن عقيدته في المنتديات بدافع الإيمان والتقوى فقط بل وبدافع المنفعة الشخصية أيضاً. ولهذا فإن على القارئ ألا يعتقد بأن المسلم قادراً على التخلي عن هذه المنافع لصالح الحقيقة.
وقد قال حبيب المسلمين وقرة عيونهم وهواجس أرواحهم ودرة عقائدهم الشيخ الجليل كارل بن ماركس (ع) بما معناه إن الكنيسة مستعدة للتخلي عن 80% من تعاليمها، لكنها لن تتخلى عن شيء من مصالحها. والمسلمون إبراهيميون أقحاح ليسوا أسوء من الآخرين وليسوا أفضل منهم.
8.
المسلم يحتقر الآخرين المخالفين له:
اعلم يا أيها القارئ ساندك العقل وأيد خطاك بروح منه، أن المسلم الحركي الحامل للثقافة الداعشية (ومسلمو المنتديات من هذا النوع طُرَّاً) لم يحترم يوماً ولا يحترم ولن يحترم خصومه لأنهم كفار زنادقة ملاحدة ولا يستحقون غير القتل: نقطة!
ومن يعتقد بأنَّ له صديقاً بينهم فهو واحد منهم أو أنه يستغبي بجدارة!
إن مهمة المسلم في المنتديات (عدا الرزق) هو أن يسجل أكبر قدر من الشتائم ضد المختلفين معه والمخالفين لعقيدته وأن يهتف بأعلى صوته بشعارات عقيدة طائفته ولا شيء آخر.
هو لا يبحث عن الصداقة، ولا يهمه التضامن الإنساني، ولا تؤرقه مشاكل الآخرين وآلامهم.
هو مكتف بخرافته و"متمترسٌ" في خندقه.
9.
مسلم المنتديات لا يعرف الثقافة المتكاملة، لأنه لا يقرأ- بل هو لا يعرف حتى معنى فعل القراءة.
إنه يبحث (إنْ بحثَ) في الإنترنت عما يعتقد بأنه يخدمه – مع ما يتفق معه من غير حتى أن يفهمه. ولأنه لا يتحقق من المكتوب ولا يقارن فإنَّ نسبة كبيرة مما ينقله كمادة للدفاع اللاهوتي من الممكن أن يتحول إلى ضده.
ولهذا انتبه أيها القارئ  ولا تثق بالمعلومات التي يقدمها مجاهدو المنتديات!
تحقق من أقوالهم كلمة كلمة؛ واستقصي عن مصادر المسلم وعن مصداقيتها. فالكذب دفاعاً عن العقيدة والطائفة حلال يُطلق بالمسلم كالصاروخ إلى أرض الجنة الموعودة!
ولهذا لا تثق بالمعلومات التي يقدمها مجاهدو المنتديات.
فعليك التحقق من صحتها فإنها قد تكون مزورة؛ أو مجتزأة من السياق، بل وحتى يمكن أن تكون كاذبة.
10.
عقيدة المسلم أهم من كرامته الشخصية:
لا تستند يا أيها القارئ ، إلى الوهم الذي يجعلك تثق بأن للمسلم كرامة يحترمها وشخصية لا يخونها. فمجاهدو المنتديات لا يدافعون عن كرامتهم الشخصية كمحاورين – ولهذا فهم مستعدون للفضائح باسم الدفاع عن الدين والاستهتار بالحقائق.
ولهذا أيضاً لا تنتظر منهم اعتذاراً على كذبهم – فهم ما عرفوا يوماً معنى الاعتذار.
إنهم يدافعون عن كرامة أشخاص قيل لهم أنهم عاشوا قبل مئات السنين حتى لو كان ذلك على حساب كرامتهم!
بل أن إذلال أنفسهم وتسفيه شخصياتهم كرامة لهذا أو ذلك من رموز دينهم يعتبر كسباً واقتراباً من الجنة الموعوة!
11.
المسلمون يشكُّون بعقيدتهم:
اعرف يا أيها القارئ أن المسلم في شك دائمٍ بمصداقية عقيدته ويبحث دوماً عن الأدلة على مصداقيتها. غير أنه لا يعترف بهذه الشكوك حتى مع نفسه، فإنه ميال لسماع آراء الآخرين. ولهذا لا يغرنَّك "اعتداده" بما يقول.
ومن أجل أن يثبت لنفسه بأنه على يقين فإنه يسعى إلى إقناع الآخرين بعقيدته حتى لا يبقى وحيداً مع شكه.
وإن وِلَعَ المسلم المَرَضِي بإقناع الآخرين بقضية محمد و"قريانه" لهو دليل على حاجته إلى دليل لكي يقنع نفسه بقضية خاسرة تاريخياً وأخلاقياً وعقلياً حتى تعود إلى نفس الطمأنينة التي لا يعرفها.
فالوسواس الخناس يوسوس في صدور أعتى الناس من المسلمين وهم لا ينامون الليل شكاً في نجاستهم ووضوئهم وفيما إذا صلوا ركعة أو ركعتين. وهو موضوع إن شاء الحق سوف أتطرق إليه بالتفصيل.
12.
اعلم أيها القارئ اللاديني أن للكذب عند المسلم أسباباً لا عدَّ لها ولا حصر وقد أشرنا إلى بعض منها.
ولكن ثمة سبب من السهل الوصول إليه مقارنة بغيره من الأسباب، وأبين للعين والعقل مهما سعى إلى التستر عليه وإخفاءه.
فمن أسباب الوقوع في مصيدة الكذب هو هوس الدفاع عن شيء لا يعرفه:
فدفاع المسلمين عن تاريخ محمد و"القريان" وتاريخ الإسلام ونصوص الكُتَّاب المسلمين التي يجهلونها سوف يدفعهم لا محالة إلى الكذب.
فالمسلم يؤمن وهذا لا يعني بأنه يعرف.
هو "يعرف" ما هو قادر على رؤيته. إلا أن ما يعرفه هو نصف الحقيقة التي قالوها له: وهذا النصف هو ما يعتقده المسلمون عن أنفسهم.
لكن المسلم لا يعرف ما يراه الآخرون عنهم وعن الإسلام!
ولهذا فإنه في دفاعه ضد ما يعرفه الآخرون عن الإسلام (وهو ما لا يعرفه) سيدفعه إلى الكذب لا محالة.
وجل النقد الموجه ضد الإسلام هو ما لا يعرفه المسلم عن نفسه.
وعندما ينتهي الكذب يفقد المسلم الحركي أعصابه ويبدأ بالشتائم والتلفيق وتشويه سمعة الآخر.
13.
ملاحظة عابرة:
وماذا عن اليوشوعيين؟
اعلم يا أيها القارئ اللاديني: لا فرق فيما بينهم وبين المحمدين إلا بالاسم. فهم كرقم [6]>[9] شيء واحد تماماً له وجهان أما الفرق العددي فهو فرق عددهم لا فرق المنطق!




نهاية الإسلام [1]: كلُّ منظومة قابلة للعطل - ولهذا فإنها ستعطل!

انهيار الحضارات

مقدمة هامة:
لكيلا يشوش مَنْ اعتاد ألا يفهم ما يكتبه الآخرون المخالفون لعقائدهم على قراءة الآخرين وجدت أن أشرح دلالة "النهاية" في هذا الموضوع.
لقد أثبت الفكر الحداثي عدم مصداقية جميع المنظومات الشمولية وأسقطها من الحساب. أما الحياة فقد أسقطت الأنظمة الشمولية والدكتاتورية من سلطة الثلاثين الفردية في اليونان القديمة حتى انهيار منظومة الدول الاشتراكية من الداخل - وهذا ما له أهمية كبيرة.
وقد انهارت أيضاً جميع الأيديولوجيات الشمولية النازية والفاشية وقد تحولت إلى جريمة في دساتير وقوانين الكثير من الدول الديموقراطية المعاصرة وإن وجد استثناء فأنا لا أعرفه!
وفي هذا الانهيار التاريخي وجدت نفسها الكثير من الأديان كالبوذية والهندوسية والزرادشتية وغيرها الكثير – ومن بينها الأديان الإبراهيمية: اليهودية والمسيحية.
فإذا كانت اليهودية قد انحسرت في إطار إسرائيل؛ 
وإن انتشار مفهوم "اليهودي اللايهودي" في أمريكا وأروبا وكندا يعني أن النسبة الغالبة من اليهود خارج إسرائيل لم تعد لها أي ارتباط ديني باليهودية وتقتصر يهوديتهم على نوع من الارتباط العائلي وربما النفسي؛ 
وإذا ما أدى فصل الدين عن الدولة في الدول ذات الثقافة المسيحية في أمريكا وأروبا وكندا وأستراليا إلى عزل الكنيسة وسحب منها أي نوع من السلطة على الأفراد وحررت المجتمعات المسيحية من الاشتراطات الدينية المفروضة والقوانين اللاهوتية؛ 
وإذا تمت إزاحة المسيحية من الشارع والدولة والمؤسسات إلى حدود الكنيسة وحسب؛
فإنَّ هذا لا يعني إلا نهاية لمرحلة تاريخية طويلة كان الفكر الديني والشمولي والسلطة الفردية هو الحاكمُ والحُكْمُ والحَكَمُ واستحال هذا الفكر الشمولي إلى مجرد "فكر" لا يتعدى حدود الأشخاص وإن فرضه على الآخرين يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.
هذه هي النهاية التي أسعى إلى الكشف عنها في مصير الإسلام. 
1.
لابدَّ أن القارئ مطلع على قوانين مرفي " Murphy's law"، وهي "قوانين" تتعامل مع منطق المفارقة والمنطق اللاشكلي من أجل رؤية ما يختفي وراء الأشياء والكلمات. ورغم أنها ليست "قوانين" علمية بالمعنى الحرفي للكلمة فإنها قابلة إلى حد ما للمقاربات الإحصائية.
فاستناداً إلى قانون مرفي الأساسي هو أن ما بين حدثين متساويين من حيث احتمالية الحدوث نظرياً فإنه من المرجح أن يحدث الأسوأ!
ولهذا فإن: 
" كلُّ مَا مِنْ شأنه أن يعطل فإنه سوف يعطل!".
2.
إن مثل هذه الفرضية تدعمها الإحصائيات وتجارب الحياة اليومية. ومن الأدلة التي تتبدى أمام أي عاقل هو أنَّ واحدة من أهم العمليات المُكْلِفَة والتي ترافق عمليات الإنتاج الصناعي (كالطائرات والسيارات وأجهزة الكومبيوتر وإطلاق الأقمار وغيرها) هي التيقن من فعالية كل نظام من الأنظمة على حدة وضمان تجنب عطله ومحاولة اختراع نظام مرافق للتنبؤ بإمكانيات العطل.
ولكن مع ذلك فإن كل نظام قابل للعطل فإنه، عاجلاً أم آجلاً، سوف يعطل!
3.
من مبادئ التفكير والتجربة العلميتين هو المبدأ التالي: إن الخطأ في العلم ذو طابع ذاتي (شخصي).
فالمصدر البشري للخطأ حقيقة يمكن البرهنة عليها تجريبياً. وهي تدعيم للحقيقة الشاملة التي ترفض خرافة "المعصومية" عن البشر وتتضمن اعترافاً صريحاً بعدم كمال العقل والتفكير الإنسانيين.
إن كمال العقل البشري له طبيعة تاريخية نسبية تتجسد بفكرة التطور الحثيث والدائم. لكن هذا الكمال يظل قضية نظرية تسبغ التفاؤل بآفاق تطور المعرفة البشرية.
ولهذا فإن الخطأ المتوقع في الأنظمة المختلفة هو نتيجة لتدخل البشر، والبشر يخطؤون.
وإن خطأهم سوف يفسد المنظومة التي هم فيها.
4.
والآن علينا أن نجمع خلاصات المنطق:
كل "منظومة" تقنية أو فكرية أو تنظيمية واجتماعية يصنعها البشر قابلة للعطل والخراب آجلاً أمْ عاجلاً وإن النسبة الكبرى من أسباب الحوادث في مجال صناعة السيارات والأجهزة الإلكترونية والطيران والتكنولوجيا المعقدة (كمفاعل الطاقة النوية) تكشف عن دور الخطأ البشري. والخطأ البشري ذو وجهين:
- خطأ بشري في عملية التخطيط والهندسة.
- وخطأ بشري في عملية الاستخدام والتطبيق.
- وأخطاء بسبب تقادم المنظومات.
فالخطأ البشري مكون عضوي من آليات التجربة البشرية وحتى في أرقى مستوياتها التقنية والهندسية.
وعندما نتحدث عن "منظومات" يصنعها أو يبتكرها البشر فإن الأمر يتعلق بالمستويين: الهندسي (التقني) وعلى مستوى الأفكار (الإيديولوجيا).
فإذا كانت المنظومات الهندسية والتقنية ومهما وصلت إلى درجات المهارة والإتقان العالية معرضة للخطأ والتلف والعطل، أو في أحسن الأحوال هو وجود مدة صلاحية معينة تبدأ الأخطاء بالظهور في هذه المنظومات والتي يمكن أن تؤدي بدورها إلى مشاكل تقنية وحوادث مأساوية، فإن المنظومات الإيديولوجية والاقتصادية والاجتماعية لهي أكثر تعرضاً لأخطاء "التكوين" والأداء على حد سواء.
5.
والدين من بين أكثر المنظومات التي صنعها البشر بشريةً وهي لذلك من أكثر المنظومات المعرضة للانهيار في آن واحد. غير أن انهيار المنظومات الدينية ذو طابع بنيوي داخلي. فالخطأ الذي يبني الدين عليه عقائده هو: الوَهْم!
إلا أن انهيار الأديان يختلف بعض الشيء عن انهيار الحضارات والدول والمدن.
فانهيار الدين لا يتسم دائماً بعناصر مرئية تكشف عن هذا الانهيار كما يحصل في الحضارات والدول التي تختفي تقريباً، أو تختفي تماماً عن الأنظار. ولكن خلافاً للعلماء والمفكرين العقلانيين فإن المتدينين لا يعترفون بانهيار ما صنعوه بأنفسهم: دينهم - لأنهم لا يروه!
ومن جهة أخرى فإن الدين تصور مزيف عن العالم؛ أي أنه تصور. ولهذا فإن انهياره لا يمكن أن يُرى بالعين.
6.
ولكن مع ذلك يمكن تمييز انهيار الدين في عدد من الأمور:
- انحساره في إطار المكان وتوقف تمدده وانتشاره.
- فقدان سلطته السياسية تدريجياً وتحوله إلى عقيدة شخصية/عائلية، وفي أحسن الأحوال نشاط محصور في المعابد الدينية.
- الفقدان التدريجي للسلطة الدينية على أنصار الدين.
- انحساره في إطار دولة أو شعب أو منطقة ما.
- انحسار تأثيره المعنوي والأخلاقي – لم يعد قيمه ومثلاً للاحتذاء به.
- تنامي التناقضات اللاهوتية داخله وتحوله إلى طوائف مختلفة متعادية. وهو يفقد بذلك هيبته ومصداقيته.
- تناقضه مع متطلبات العصر والتطور.
- ظهور التمرد الداخلي بين أعضاءه والمناديين بالإصلاحات وتقديم التنازلات لصالح ضرورات العصر (أنظروا ماذا يحدث في أعتى الدول السلفية – السعودية!).
- تنامي الإصرار من قبل مراكز السلطة الدينية المدعومة من قبل الدولة على أهمية الدين والسعي إلى العودة إلى أوضاع الماضي التي لم يعد لها مبرر تاريخي. وهذا بدوره يخلق مقاومة مقابلة من قبل الدولة وممثليها – لأن الأمر يتعدى الحدود المقررة للدين من جهة، وإن هذه العودة إلى الماضي تهدد مصالحها المعاصرة!
- تنامي عدد الخارجين من الدين وتصاعد أصوات الرفض والاستهجان ضد الصيغة المتخلفة التي يحافظ عليها الدين.
- انتشار الإلحاد بصورة متزايدة ومقلقة بالنسبة لمراكز السلطة الدينية.
- تزايد الفضائح الدينية العقائدية وانتشارها خارج الطائفة الدينية وداخلها.
7.
والآن ولأنني أعرف كيف يعمل "مخ" المسلم فهو سينطُّ حالاً ويطرح السؤال التالي:
ولماذا، عجباً، لم يصبْ الانهيارُ الإسلامَ ما دمت قد قررت بأن كل نظام لابد أن يعاني من خلل يمكن النفاذ من خلاله؟
لو فكر المسلم بجدية لوجد الإجابة بنفسه:
لأنَّ العمليات التحتية الحقيقية لتدمير أركان الإسلام لم تحدث إلَّا منذ بضعة عقود قليلة. إذ كانت المجتمعات الإسلامية "مُعَلَّبة" وقد كان شرورها مختفية فيها.
فقد ساهم خروج الإرهاب من أعماق الفكر الإسلامي مساهمة فعالة في بداية العمليات التحتية لانهيار الإسلام. إذ أن البشاعات والجرائم التي قامت بها الحركات الإسلامية المتطرفة دفعت الكثير من الناس إلى التفكير وطرح الأسئلة:
أهذا هو الدين الذي كنا قد آمنا به؟!
أهذا هو "الرحمن" الذي يدعي الرحمة والعفو والعطف والحب؟!
أهذا ما ينبغي القيام به: أن نفجر محطات المترو والمقاهي والمحلات التجارية التي توجد فيها عشرات الأطفال والنساء والناس الأبرياء؟!
لا!
وقد كانت كلمة "لا" مؤلمة ومريرة بالنسبة للمسلمين أصحاب العقل اليقظ مما دفعت الكثير منهم إلى مغادرة الإسلام وأصبح الإلحاد هو البديل.
8.
لقد انهارت حضارات وأنظمة ودول وأحزاب وهيئات وتكتلات وأديان.
ويعود هذا الانهيار إلى سببين أساسيين مرتبطين ببعضهما بعلاقات داخلية:
السبب الأول هو انهيار الأسس التكوينية الداخلية التي تستند إليها كل هذه التشكيلات والكيانات السياسية والدينية والاجتماعية. فهي مبنية على افتراضات ورغائب ومصالح داخلية وعقائد غيبية لم تعد بإمكانها أن تكفي لقيام هذه الكيانات.
أما السبب الثاني فهو أن التعارض ما بين وجود هذه الكيانات ومتطلبات التطور الثقافي والاقتصادي والاجتماعي للشعوب قد وصل حداً لم يعد بالإمكان تذليله.
والآن عليَّ أنْ أمُرَّ من خلال أصعب الأدلة:
وماذا عن المسيحية واليهودية؟
9.
كما أشرت في المقدمة إنَّ كلا الديانتين قد فقدتا صيغتهما "الإسلامية" – وهي نزوع الاستحواذ على السلطة كاملة.
فبفضل عصر التنوير وما لحقه من أحداث وتطورات درامية في أوربا ومن ثم عصر الحداثة لم تعد المسيحية ديناً "حكومياً" يوازي سلطات الدولة، بل استحال إلى "دين" فقط لا سلطة له خارج الكنيسة إلا السلطة الإيمانية على مَنْ يؤمن؛ وسقطت سلطة الدين من أغلب الدساتير الأوربية – ولم يتبق للدين إلا وجوداً أدبياً ومعنوياً في دساتير بعض الدول.
إن تخلي المسيحية عن مطالبتها بالسلطة السياسية قد ضمن لها البقاء وإن وضع المسيحية في أيامنا هذا دليل على ذلك.
أما اليهودية فهي منذ عصور بعيدة قد انغلقت على نفسها، كما أنها لم تكن في يوم ما ديانة تبشيرية – انتشارية. فاليهودية هي ديانة "شعب مختار" ولهذا لا تسعى إلى توسيع حدودها. بل إن شرط الانتماء إلى الأم قد حد من أية ميول تبشيرية.
10.
ولم يبق إلا الإسلام حاملاً لواء الحق السماوي بالتبشير والانتشار والمطالبة بالسلطة الكاملة وهذا هو واحد من مصادر انهياره المستقبلي!

للموضوع بقية . . .

وجه الاستدلال في أن الله قد سمع أغنية الأطلال!



1.
الكل قد "سمع"، شاء أم أبى (فصوتها يلعلع في كل بقعة من المدن العربية: في المقاهي والبارات وسيارات الأجرة والمؤسسات الحكومية والمحلات التجارية وكأن صاحب الزمان قد ظهر) أغنية "الأطلال" للمغنية العجوز
وربما الكل قد "رأى"، شاء أم أبي (فصورتها تتراءى حتى في الثلاجات والمبردات وفي كل جهاز يشبه التلفزيون العربي) كيف تتلوى وتعصر منديلها وتذوب عجوزتنا من أَلَمِ الفراق على الحبيب ساعات طوال [أغنية واحدة للعجوز تعادل أوبرا كاملة من حيث الزمن!] أمام الحشاشين ببدلات سوداء وأربطة عنق وهم يتلوون معها رغم أنهم يشتمون الحب والغرام ليل نهار:
يا فؤادي لا تسل أين الهوى
كان صرحاً من خيالٍ فهوى
اسقني واشرب على أطلاله
واروِ عني طالما الدمع روى
2.
إن السؤال الكبير الذي يعجز عن إدراكه الناس البسطاء هو التالي:
هل سمع "الله" أغنية الأطلال؟!
إنني لا أسأل فيما إذا كانت قد عجبته أمْ لا – ولهذا لم اسأل فيما إذا "استمع"، فهذا أمر لا يمكن البت به وطريق الاستدلال عليه مسدود. فربُّ المسلمين ليس من النوع الذي يكشف عما يدور في خلده في ساعات الخلوة والاسترخاء.
ولكن عندما يتعلق الأمر بالسماع والرؤية مثلاً فإن الأمور تختلف بعض الشيء.
3.
فكيف نستطيع أن نقرر بأن الله قد سمع العجوز؟ 
الحق أنني لا أعرف مَنْ هو أطول عمراً: الله أم العجوز! فهو يستوي على عرشه في حيز من الفضاء الفاصل ما بين السماوات السبع والأرض – لا أحد يعرف في أي سماء يوجد العرش؟
فمشاغل الله تبدأ ولا تنتهي: فهو من صلاة الفجر حتى صلاة العشاء يستمع لأنصاره وهم يرفعون كفوفهم متوسلين إليه أن ينفذ طلباتهم وكأنه أحد البرامج الإذاعية العربية من نوع "طلبات المستمعين"!
فسجل الطلبات طويل ووقت الله قصير:
سيارة جديدة؛
زوجة جميلة؛
النجاح في الامتحانات؛
مبلغ من النقود لشراء بيت جديد؛
طول العمر كآدم؛
أو أن يقصف حياة العدو – العدو أيضاً مسلم وأيضاً يتوسل إلى الله لكي يقصف عمر الأول؛
وفي مباريات كرة القدم للفوز بكأس الجمهورية أو المملكة كل فريق يطالب بحقه بالفوز من الله ضد الفريق الآخر؛
والسياسيون جميعهم يطلبون الفوز في الانتخابات – كل واحد منهم على الآخر؛
والكنة تدعو على زوجة ابنها؛
والجار يدعو على جاره الظالم ويطلب من الله نهاية حياته وإبادة نسله إلى يوم الدين؛
ونائب رئيس الإدارة يدعو من الله أن يغص رئيس الإدارة بعظم من السمك حتى يحل مكانه؛
هل أستمر؟
فمن أين لله الوقت الفائض حتى "يستمع" لـأغنية العجوز "الأطلال"؟
وفوق كل هذا فهي تطلب بلسانها تعاطي الخمر " اسقني واشرب على أطلاله" والله لا يحب الخمر - ولكن لا أحد يعرف فيما إذا حرمه أم لا فعلاً!
4.
وعندما أعياني البحث قررت العودة إلى كتاب المسلمين. ففيه جواب على كل سؤال يخطر ببال بشر من بدء الخليقة إلى يوم الحشر!
وحالما تصفحت هذا السِّفر الحكيم حتى وجدت 15 مرة يكرر الله بأنه:
"السميع العليم"!
إذن هو "يسمع" غناء العجوز – هذا أمر لا ريب فيه [أما أنه "يستمع" فهذا ما لا يعرفه غير الراسخين في العلم]
وهذا برهان – بل هو أبو البراهين بأن الله لم يسمع العجوز وهي تغني فقط، بل قد سمع طلبات البشرية جمعاء.
وإذا لم نزل نجهل رأيه بغناء العجوز فإننا على ثقة كاملة ولدينا ما يكفي من الأدلة (المادية والعقلية) بأنه قد أرسل جميع الطلبات إلى الجحيم!


العصبية القبلية في القرن الحادي والعشرين

صحراء وقلفلة جمال صغيرة

1.
بين مدّة وأخرى يتم الإعلان [أو التصريح، أو الاعتراف، أو أي شيء آخر من هذا القبيل] من قبل ملحد أو لا ديني أو من غادر الإسلام بأنه قد تاب من إلحاده وهو عائد إلى حظيرة الإسلام سواء كان الخبر صادقاً أم كاذباً [هناك أسماء محددة ولكن هذا الأمر لا يعنيني بقدر ما تعنيني القضية المبدأية التي بصَدَدِ الحديث عنها].
2.
وفي كل مرة كنت أتوقع أن تقوم القبائل الإسلامية "الإنترنيتية" بالتزمير والتطبيل والتهليل بمناسبة "عودة الابن الضال إلى حظيرة الإسلام بعد أن هداه الله إلى الإسلام مرة أخرى وانتصار قضية الإيمان"!
ولم يخطأ ظني بهم [لم يخطأ ظني بهم يوماً أبداً]!
فقد حدث ما توقعته وسيحدث دائماً. 
لكنني، والحق يقال، لم يكن يخطر على بالي بأن القبائل الإسلامية الإنترنيتية سوف تقيم الدنيا ولا تقعدها بهذه "المناسبة السعيدة" التي عدها واحدٌ من المنتمين إلى إحدى القبائل الإسلامية في أحد الفيديوهات بأنه “أسعدُ خَبَرٍ لعام 2020"!
3.
ولنبدأ من البداية:
هل يعني إلحاد هذا أو إسلام ذاك شيئاً خاصاً بالنسبة للإلحاد والملحدين ؟
بل هل علينا إن نفرح ونهلل حين يترك المسلم قبيلته وأن نحزن ونوزع القهوة المُرَّة إن عاد إليها؟!
إن كلا الاستجابتين لمدعاة للسخف.
وإذا حدثت مثل هاتين الاستجابتين بين الملحدين فإن الأمر من غير شك يتعلق بتحول الإلحاد إلى عقيدة – وهذا أمر مضاد للإلحاد ذاته ولا يقل سخفاً.
4.
إنه مضاد لقضية الإلحاد الأساسية: وهي الدفاع عن حرية التفكير والاختيار والرأي.
إن قضية الإلحاد ليست النضال ضد إيمان الآخرين، بل النضال ضد فرض الإيمان على الآخرين. فإن تلحد، لا يعني غير أنك اكتسبت القدرة على التفكير المستقل وامتلكت ناصية اختيارك الوجودي. وهذا أمر يفتح لك نوافذ التفكير  العقلاني الطبيعي.
وإذا ما "قررت" أن ترجع خطوة إلى الخلف – تعود إلى حظيرة الإيمان الغيبي، فهذا قضيتك وحدك واختيارك وحدك، لا أحد يلومك عليه، أو أن يكون مدعاة لا للفرح ولا الحزن!
5.
أما ما يتعلق بردود أفعال القبائل الإسلامية [ومن يدعي الإلحاد] فإن الأمر طبيعي ومنسجم مع آليات تفكير القبائل الإسلامية: فالإيمان بالنسبة لها جزء من مكونات العصبية القبلية وهو يعني الموالاة التامة للقبيلة "على الخير والشر" و"الصح والخطأ" و"ظالمة أو مظلومة". 
إنها ثقافة القطيع: 
الفرد لا يعني شيئاً إلا بالتماهي في القبيلة ومع القبيلة، والانفصال عنها انحطاط وخيانة لها، من وجهة نظر القطيع ذاته!
فإذا كان هذا النوع من الاستجابات "مبررة" في عصور "القرون الثلاثة الأولى"، ولهذا قام أبو بكر بعمليات التقتيل الجماعية التي سموها "حروب الردة"، فإنَّ تحول "الإيمان الديني" أو "اللاإيمان" إلى قضية "حكومية"، "جماهيرية" وتُرفع من جديد "بيارق القبائل" وفي عصرنا الحالي بالذات فإنَّ كوفيد-19 سيكون من غير شك أقل كارثية وأرحم على مواطني الدول العربية.
6.
كيف من الممكن أن تتحول اختيارات المرء اليومية إلى مناسبة وطنية يرجمون فيها بالحجارة أو يُكللون بالورود؟
هذا هو قانون التخلف بعينه: 
تحول القضية الدينية للأفراد إلى قضية تخص الدولة والقبائل المكونة منها ولها!
وهذا لا يمكن أن يحدث إلا في ممالك القمع والمنع والحظر التي يُراقِبُ فيها الجميعُ الجميعَ!


عقيدة خير القرون!


بالات من الورق المهترئ

[مصادر عقيدة خير القرون]

"خَيْرُ القُرُونِ القِرْنُ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ"!
"خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ"!
"خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ"!
1.
هذا "حديث نبوي"، "حسن"، "صحيح"،"إسناده جيد ورجاله ثقات"، "حسن غريب" ... الخ من الصفات التي تُطلقها كتب الحديث والفقه الإسلامية على هذا الكلام الذي يرد بصيغ لا تعد ولا تحصى!
2.
غير أنه لا يعنينا هنا:
1. لا الحقائق المتعلقة بـ "تاريخية" الأحاديث.
2. وسواء صدر هذا الكلام عن محمد أو لم يصدر.
3. أو إنه قد "ورد" بهذه الصيغة أو بصيغة أخرى.
4. والأمر سواء أيضاً إن كان هذا "الخبر" حقيقة أم خيال!
فهذه أمور لا قيمة لها من الناحية العقلية. فهي ذات طابع شكلي لا تمس صميم المشكلة:
إنَّ الأمر المهم والخطير في هذا النوع من الكلام هو أنه تحوَّل إلى عقيدة دينية وفكرية عند المسلمين في "عصرنا الحالي" ـ عصر التفكير العلمي والاكتشافات الثورية في مجالات العلوم الطبيعة والاجتماعية المختلفة وعصر التطور العاصف في آليات التفكير وتراكم الخبرة والمعلومات عن الوجود البشري!
لمحمد شأنه إن قال هذا الكلام أو لم يقله!
وللمسلمين شأنهم إن صدَّقوا هذا الكلام وأخذوه على محمل الجد أم لا!
ولكن حين يسعون إلى تطبيقه عملياً من خلال العودة بالناس إلى تلك العصور التي هي "خَيرُ!" العصور فإن الأمر يتعلق بعمليات انتحار جماعية شاملة لكامل وجودنا البشري المادي والروحي.
إنهم يقومون، عملياً، بسدِّ نوافذ الحياة الاجتماعية ويسمِّرونها بالحديد والنار!
إنهم يعتقلون بسجون العصور المظلمة حضارتنا المعاصرة وينفون حركة التاريخ بعيداً في "ربعهم الخالي"!
ولهذا فإن الأمر يهمنا!
3.
ملخص الفكرة بسيط جداً:
لا قيمة للتطور ولا مناص من العودة إلى الوراء ـ. إلى عصور السلف. فالنكوص "العودة إلى الوراء" هو "الخَيْرُ" والتقدم إلى الأمام هو "الشَّرُ"!
عجوز شمطاء pang
 حاملة ثقافة "خير القرون"!
هذه هي المعادلة!
وأكرر من جديد، وأعيد آلاف المرات، أنَّ المشكلة لا تكمن في حقيقة هذا الحديث، بل إنَّ شيوخ الفقه يؤمنون به وينشرونه بنجاح بين أوساط المسلمين "المعاصرين" جسداً والمتخلفين روحاً ويشيعون هذا المنطق في المدارس والجامعات ويبثونه في محطات الإذاعة والتلفزيون ويسدُّون به نوافذ شبكة الإنترنت ويمكن العثور عليه في الثلاجات والغسالات ومكيفات الهواء!!!
هذا هو مصدر الخطر، وهذا هو الأمر الذي يجب محاربته.
4.
إنها ليست مجرد فكرة رجعية، بل هي نظام شامل رجعي للحياة يطبقونه على مرأى البشرية في "دولتهم الإسلامية" أو في دولهم "العلنية" المُقَنَّعَةُ بمنتجات التكنولوجيا والمُسْتَخْدَمَة لتطبيق روح هذا النظام السلفي الذي يتحدثون عنه ليلَ نهار!
ولا قيمة ذات أهمية تذكر حتى لهذا التناقض: يلعنون التطور وينامون في أحضانه كالعاهرات! فالتناقض العقلي والأخلاقي هو طبيعة متجذرة في جميع العقائد الدينية. 
المشكلة تتعدى كل هذه التناقضات لأنهم "يستهلكون" منتجات التطور ثم يشتمونها، وكما كانوا يفعلون دائماً، هو جزء من إنتهازيتهم المبتذلة.
المشكلة هي إن العقيدة السلفية العلنية والمستترة ذات أهداف سياسية محضة:
منع وتقييد أية محاولة للمساس بسلطتهم التي لا تستحوذ على الموارد المالية والثروات الطبيعية لبلدانهم وحسب، وإنما تقوم بفرض القيود حتى على جوانب الحياة الشخصية للأفراد وتفتيت الحياة المدنية إلى طوائف ومذاهب لا علاقة لها بالحياة الفعلية للبشر.
5.
هذه هي عقيدة "خير القرون"! وهكذا رآها توما الأكويني (مثيلهم المسيحي بالعقيدة الدينية الغيبية) حين كتب:
" إنَّ نور الإيمان يجعلنا نرى ما نعتقد فيه"!
هذه هي الحقيقة:
إنهم لا يرون إلا ما يعتقدون به، ولا تعني لهم شيئاً ذات قيمة جميع الدلائل التي تكشف لهم شخصياً عن لامعقولية عقائدهم وتناقضها مع أبسط الحقائق اليومية. فالإيمان "أعمى" لا يميز "ما بين الخيط الأسود من الأبيض"؛ وهو في الحالة التي نتحدث عنها يرفض بصورة مطلقة كُلَّ ما يقوله المبصرون!


أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر