منع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات العرب وإيران. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات العرب وإيران. إظهار كافة الرسائل

مهزلة [تعقيب] [14/حول أحداث 10/7]

[الاعتصام على الحدود العراقية والأردنية]

1.
كما هو متوقع وبعد أن عجزت الدولة العراقية بجيشها وشرطتها من السيطرة على "الموقف!" الداخلي الذي تحدثنا عنها في الموضوع، وبعد أن قام قادة "قوات الحشد الشعبي" [التي تأتمر مباشرة لأوامر الحرس الثوري الإيراني] ومقتدى الصدر بتحريض أنصارهم للتوجه إلى الحدود العراقية الأردنية ومحاولة اجتياز الحدود وتنظيم "اعتصامات سلمية!" عند منفذ «طريبيل» مع الأردن لتسهيل وصولهم إلى الحدود الأردنية – الإسرائيلية!
وبعد أن قامت "الجماهير الهادرة "الشيعية المحرض من الفصائل التي تنتمي إليها و"دفاعاً عن الأشقاء العرب الفلسطينيين!" بمنع صهاريج محملة بالنفط المتوجهة إلى "الأشقاء العرب الأردنيين “من العبور إلى الأردن مما اضطر هذه الصهاريج إلى العودة؛
وكما سبق ذلك قبل أسبوعين دعوة  الفصائل الشيعية "العراقية "و مقتضى الصدر لأنصارهم إلى الخروج في مظاهرات مناهضة لإسرائيل والتجمع في ساحة التحرير في مركز العاصمة بغداد تحت "نصب الحرية"!
بعد كل هذه المهازل فقد اضطر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أخيراً "التوجه" صوب إيران "الشقيقة" في زيارة خاطفة وقد التقى بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
2.
ولم تنقل لنا الأخبار المصورة في أثناء التصريحات الصحفية للسوداني ورئيسي غير الكلمات الطقوس الدبلوماسية بـ"الأسلوب الإيراني" والمتضمن إدانة إسرائيل والصهيونية وشتيمة من هنا وشتيمة من هناك وانتهى الموضوع!
3.
غير أن الناس تعرف – وتعرف جيداً، أن هدف زيارة رئيس الوزراء العراقي ليس إدانة إسرائيل [فهذا ما يمكن القيام به من العراق من غير أن يحمل نفسه أهباء السفر ] وإنما تقديم "عريضة" وشكوى أخوية شيعية إلى الحكومة الإيرانية بالتدخل فيما يحدث في العراق. وإنَّ مثل هذه "الطلبات" الأخوية لا تعني غير شيء واحد:
عجز العراق عن أن تكون "دولة"!
 
ملاحظات:
- إن ما تقوم به الفصائل المسلحة الشيعية الموالية لإيران وبشكل خاص "حزب الله" العراقي و"الحشد الشعبي" الأداة المباشرة للحرس الثوري الإيراني ومقتضى الصدر بؤرة التطرف الشعبي في العراق هو جرائم جنائية وخرق للدستور والقوانين العراقية.
- إن محاولة اجتياز الحدود العراقية الأردنية من غير موافقة الأجهزة المعنية في العراق والأردن جرائم جنائية ؛
- إجبار الصهاريج المحملة بالبترول إلى الأردن جريمة جنائية. وبالإضافة إلى ذلك فهي جريمة أخلاقية لأنها تحرم المواطن الأردني من الوقود.
وكل هذه الجرائم تخضع للمحاسبة القانونية إلى جانب الجرائم السياسية المتعلقة بالعمل السياسي المضاد للدولة العراقية
الهدف:
كل ما تقوم به وأكررها من جديد الفصائل المسلحة الشيعية الموالية لإيران وبشكل خاص "حزب الله" العراقي و"الحشد الشعبي" الأداة المباشرة للحرس الثوري الإيراني ومقتضى الصدر بؤرة التطرف الشعبي في العراق هو جزء من المخطط الإيراني لـ"إدارة الفوضى في العراق"!

مهزلة [13/حول أحداث 10/7]


مظاهرات احتجاج  تحت نصب الحرية

1
.
يثير نصب الحرية في مركز بغداد بالنسبة للعراقيين مشاعر مزدوجة:
التاريخ العريق والروح التي لم تهدأ، رغم التاريخ الدموي للحكام منذ المتوكل، نحو الحرية. غير أنَّ الواقع السياسي، الذي يتعالى فيه نصب الحرية الآن لا يمكن تسميته بغير المهزلة.
الحق أنني بحثت عن عنوان مناسب وجربت عنوانين أخرى مختلفة. ولكن كان علي إلغاءها وفي كل مرة كانت تبقى كلمة "مهزلة" فقط.
ولهذا فالعنوان "مهزلة" فقط.
2.
ليس ثمة مفاجآت.
فـ"القانون" الذي طالما سعيت إلى قوله يصح بكامل القوة على العراق:
لا يمكن إدارة الحياة بالتفكير الديني – علناً كان أو تستر بكل ما لذ وطاب من واجهات الحياة المعاصرة.
الحكومات العراقية الشيعية منذ الإطاحة بنظام البعث شاءت أم أبت كانت وستبقى رهينة لمنطق المنظمات الدينية ومراجع اللاهوت الموتى والأحياء/الموتى.
3.
لا يمكن إقامة "دولة حديثة" قبل إقامة "الدولة" أولاً.
ولا يمكن إقامة "دولة" ثانياً باستشارة "مرجع!" كهنوتي إيراني لا يعرف حتى العربية – أما أصله وتاريخه الشخصي فهو أكثر غموضاً من لغته العربية المفككة.
فقد اخترع الشيعة بعد عام 2003 قاعدة جديدة في الحكم لم تكن قائمة حتى في العهد الصفوي:
إنْ تحظى الحكومة الجديدة المشكلة برضى ومصادقة " آية الله/مرجع" لا أحد يعرف من أين جاء إلى العراق وهو مضطجع على مخدة يقرأ في كتاب أصفر باللغة الفارسية في دار في النجف ومحاط بالحماية والمستشارين والمصفقين والمكبرين وأنواع مختلفة من النماذج البشرية التي تعتقد بأنها تمتلك حقاً سماوياً بأن تحكم وتقرر مصير البلاد.
4.
والآن ثمة خبران أحدهما سار [لا علاقة له ببشارة يشوع] والآخر [لا تتوقعوا مني كلمة سيئ] مهزلة:
الخبر السار [ولا أحد يعرف بالضبط درجة السرور] هو أن في العراق جيشاً يُحتفل بتأسيسه؛
لكن الخبر المهزلة – ومن لا تعجبه الكلمة فلنعود إلى كلمة: السيء، هو أنَّ بالتوازي مع هذا الجيش يوجد جيش من الفصائل المسلحة التي لا تأتمر لأي سلطة عراقية في البلاد – وبشكل خاص رئيس الوزراء الحالي.
فغرفة العمليات التي تأتمر لها هذه الفصائل "المسلحة" هي في بناية "الحرس الثوري الإيراني" في طهران!
5.
والمهزلة [هذه المرة لا أستطيع تغيير الكلمة] أن تقوم هذه الفصائل الشيعية المسلحة [أنظر للمعلومات: أذرع الأخطبوط: الوكلاء الرسميون لإيران لـ"إدرارة الفوضى"]بقصف مواقع أمريكية في العراق وسوريا مستخدمة مختلف الأسلحة والصواريخ والمسيرات من داخل الأراضي العراقية تظاهراً بدعمها لـ"فلسطين" ومع "حماس" وتنفيذاً لتعليمات من "الحرس الثوري الإيراني" مباشرة.
لكن المهزلة هذه هي من نوع "أضعف المهازل". إذ توجد "مهزلة" مختلفة وأكثر هزلاً.
فرداً على هذه الأحداث صرح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني [طبعاً هو عراقي وليس سوداني] بأن الحكومة العراقية سوف تقوم بالتحري والكشف عن هوية الفصائل المنفذة لهذه العمليات!!!
6.
ولكن "المهزلة" لم تنته عند هذا الحد.
فما تقوم به الفصائل الشيعية [العراقية اسماً والإيرانية انتماء] مخالف للدستور والقوانين المكتوبة والمصادقة عليها من قبل برلمانات ما بعد عام 2003.
لكن "المهزلة" [الني لم تنته عند هذا الحد]، تبدأً من جديد وتواصل عملها:
فحسب الأخبار الواردة من العراق تسود الآن حالة من التوتر إلى حد [كما يقول المراسلون الصحفيون] أن الدولة العراقية تقوم بتغيير مواقع مراكز تواجد الأسلحة الهامة والطائرات خوفاً من تستحوذ عليها "الفصائل المسلحة" فيما إذا تم تصعيد في العمليات! 
كما أن الجيش العراقي يقوم بحماية وحراسة المنشآت العسكرية العراقية. بل أن الأسوأ من هذا تم تغيير مقرات قادة الجيش وطبيعة الاتصالات حتى لا يتم التدخل فيه من قبل الفصائل.
ولحد الآن يسمون العراق: دولة!
7.
ولكي يستطيع القارئ أن يدخل بصرياً ومعلوماتياً في إطار اللوحة العراقية وإن يدرك حجم "المهزلة" التي طالما كررتها كما هي من غير مبالغة فعليه أن يعرف بأنَّ أي مواطن عراقي يلتقيه عند الحدود [أي نقطة حدود]  يستطيع أن يخبره باسم الفصائل التي قامت بتنفيذ العمليات المشار إليها ومواقعها الرسمية الإدارية العلنية في بغداد والمعسكرات التي يتواجدون فيها في أماكن مختلفة من العراق وأسماء قادة هذه الفصائل وأرقام السيارات التي تقلهم وأرقام التلفونات .. و .. و ....و ....و .....و ...
8.
لكن الحكومة العراقية والمؤسسات الأمنية ووزارة الداخلية ومديريات الشرطة ودائرة الضرائب ودائرة النفوس ومصلحة السكك الحديدية وشركة التنظيف ومراكز التدوير ومحطات الإذاعة والفضائيات العراقية والفريق الوطني لكرة القدم ومنظمة الرفق بالحيوان [هل توجد منظمة للرفق بالحيوان في العراق؟] ومصنع الغزل والنسيج وشركة تبليط الشوارع لا تزال [وحتى كتابة هذه السطور] مستمرة في البحث الجاد عن منفذي العمليات العسكرية ضد المواقع العسكرية [العراق رسمياً يسميها استشارية] الأمريكية وبصواريخ ومسيرات إيرانية، ومن الأراضي العراقية حيث يرفع العلم العراقي وليس الإيراني!
وإذا كانت القوات الأمريكية قد اكتفت مرحلياً بقصف مواقع في سوريا رداً على تنفيذ عمليات مشابهة من قبل "فصائل مسلحة سورية" وامتنعت عن الرد على العمليات المنفذة من الأراض العراقية، فإن مثل هذا التكتيك قد يتغير والسياسة الأمريكية إزاء العراق قد تنحى منحى آخر يؤدي إلى اضرار اقتصادية جدية في إطار وضع اقتصادي سيء من حيث المبدأ.
ولكن الأضرار القائمة الآن: هو أن العالم سياسياً واقتصادياً سيفقد الثقة بالحكومة العراقية والدولة العراقية على حد سواء. فالدولة التي لا تستطيع السيطرة على فصائل مسلحة التي تتحرك وتنشط بحرية، ليست دولة.
9.
 والآن بعد كل هذه المهازل يبدو "نصب الحرية" ،الذي يتراءى من بعيد في مركز بغداد وهو يروي تاريخ العراق الدامي من أجل الحرية، مفارقة محزنة. فالحرية هذه والتي دفع العراقيون من أجلها ثمناً باهضاً تبدو أقرب إلى الوهم في ظل النفوذ الإيراني في العراق الذي يتعدى مرات كثيرة نفوذها في لبنان عن طريق حزب الله.
إن الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران والتي تقوم بتنفيذ مشاريع إيرانية في العراق هي جزء من القوى السياسية الشيعية المؤثرة في إدارة الدولة من حيث المبدأ وهي مدعومة ومسنودة من قبل ما يسمى "المراجع الدينية".
ألم أقل لكم:
مهزلة!
حَمَامٌ تحت نصب الحرية




 








أذرع الأخطبوط: الوكلاء الرسميون لإيران [8/حول أحداث 10/7]




1.
ليس ثمة شك في دور إيران [مالياً وتدريباً وتسليحاً] في عمليات "حماس" وحركة "الجهاد" [بشكل خاص]. وإنَّ هجوم "حماس" وحركة "الجهاد" في السابع من أكتوبر الحالي يصبُّ مباشرة في الخطط الإيرانية لـ"إدارة الفوضى" على الطريقة ملالي إيران [وهم لا يختلفون من حيث الأدوات عن سلفيي السنة] في الشرق الأوسط عن طريق الفصائل الشيعية أو السنية التي تلتقي في برامجها مع إيران.
2.
إنَّ أهداف إيران الأساسية في الشرق الأوسط هو الحصول على أكبر قدر ممكن من أدوات المساومة مع أمريكا وأروبا للتخلص من العقوبات الدولية الاقتصادية والتجارية والعلمية والتقنية المفروضة عليها. ولم تأت هذه العقوبات الدولية إلا تعبيراً عن موقف الرفض الدولي لسياسة الملالي القمعية في الداخل، وعمليات الاغتيال والإرهاب في الخارج عن طريق أذرعها وتعاونها ودعمها للجماعات الإرهابية [الشيعية والسنية على حد سواء]المحظورة في أمريكا وأوربا وغيرها الكثير.
مثلما يسعى نظام الملالي إلى ترحيل الأزمات السياسية الداخلية إلى الخارج. ولهذا فهي بأمس الحاجة إلى نقاط توتر في الشرق الأوسط كأوراق ضغط مثلما هي بحاجة إلى أدوات وأجندات تقوم بتنفيذ مشاريعها المشار إليها.
وهذه الأدوات "أذرع الاخطبوط" هي الفصائل الدينية/السياسية المرتبطة بها عقائدياً كـ"حزب الله" في لبنان و"منظمة  بدر" في العراق مثلاً، أو سياسياً كالحوثيين الزيدية و"حماس".
3.
أما تنسيق إيران السياسي مع روسيا ودعمها لها سياسياً وعسكرياً في حربها الغاشمة ضد أوكرانيا ودعمها لنظام الأسد اقتصادياً وعسكرياً وعملياتياً فهي أمثلة فقط على سياسة نظام ولاية الفقيه التي تشكل مخاطر جدية على الأمن في الشرق الأوسط.
4.
إذا كانت حماس مجرد عامل سياسي إيراني فإن الفصائل العقائدية الشيعية الموالية لها إلى حد الاندماج بالدولة الإيرانية منفذة مخططات الحرس الثوري الإيراني كـ"حزب الله" اللبناني و"كتائب سيد الشهداء" و"قوات الحشد" وكتائب "حزب الله" العراقي و"عصائب أهل الحق" و"سرايا الخرساني" و"منظمة بدر" العراقية هي اذرع إيرانية بالمعنى الحرفي للكلمة.
وينبغي إضافة أذرع إيرانية إضافية:
الحوثيين في اليمن [رغم الاختلاف العقائدي] ونظام الاسد والتجمعات الشيعية في مصر وتونس والمغرب والسعودية ودول الخليج والكثير من التجمعات الشيعية في أوربا التي لا تخفي ولاءها العقائدي والسياسي المباشر لإيران بالذات.
5.
وهذا ما يفسر سلوك الكثير من المنظمات والفصائل المسلحة الشيعية إلى الشروع ليس بالتضامن مع حماس وإنما التلويح بالاشتراك بالحرب [دفاعاً عن القدس والأقصى!!!].
ولهذا  قامت فصائل عراقية شيعية موالية لإيران بمهاجمة قواعد أمريكية في بلدة "عين الأسد" وفكتوريا" و"حرير".
كما قامت" الجماعات المسلحة" السورية التي هاجمت بالمسيرات القاعدتين الأمريكيتين "كونيكو" و"التنف" قرب الحدود العراقية في سوريا.
وقام الحوثيون [وهم زيديون متحالفون سياسياً مع إيران] بإطلاق صواريخ ومسيرات أسقطتها إحدى المدمرات الأمريكية المتواجدة في البحر الأحمر.
[لكن مخاطر الحوثيون الحقيقية في حالة اتساع رقعة الحرب الجارية الآن ما بين إسرائيل من جهة و"حماس" وحركة "الجهاد" من جهة أخرى تأتي من جانب آخر تماماً: وهي السيطرة على باب المندب].
6.
بعد انهيار الدولة الإسلامية [أو تشتت فصائلها] فقد حلت محلها نشاطات إيران ولهذا فإنه يجب حساب الدور الخطر للسياسة الإيرانية دائماً.
إن هزيمة "حماس" والفصائل المرتبطة بها عسكرياً سوف يمهد الطريق إلى تحرير القضية الفلسطينية من التأثير المباشر لإيران من جهة، وفتح الطريق أمام الحلول السلمية من جهة أخرى.




لابدّ من إنشاء محکمة دولية إسلامية لمواجهة الإساءة للقرآن!!!

فحوى القضية باختصار:

[قال رئیس منظمة تعبئة القانونیین في ایران "سهراب أنباركي" إن الإساءة للقرآن الکریم تعني الإساءة إلی أرقی وثیقة حقوق الإنسان في العالم مطالباً بإنشاء محکمة دولیة إسلامیة لمواجهة الاسلاموفوبیا]
1.
لابدّ من إنشاء محکمة دولية إسلامية لمواجهة الإساءة للقرآن:
وأخيراً يضع اللاهوت الإسلامي الأمور في نصابها!
فقد انتظرت طويلاً – وطويلاً جداً – أنْ يتم التصريح عن تصورات وأيدولوجيا محاكم التفتيش المضمرة ولم يخب ظني بهم [مثلما لم يخب ظني بهم قطُّ].
[ملاحظة هامة جداً:
لقد سبق لي أن قررت بأنني لن أستخدم صفة "المتطرف" مع كلمات مثل اللاهوت والإسلام والمسلمين. فالمسلم الحقيقي متطرف سواء كان رجل لاهوت أو من جهلة الجوامع والحسينيات الشيعية]
2.
إنَّ اللاهوت الإسلامي [سنةً وشيعةً] كانوا ولا يزالون أمينين على أهدافهم الدينية – ولأكون دقيقاً بما يكفي من الدقة على هدفهم الأوحد: "قطع دابر" أي نوع من المعارضة، وأي نوع من الاختلاف، وتصفية أصوات النقد بأي طريقة وليس أقلها أهمية: تشكيل محكمة دولية شاملة تصدر قرار القتل والملاحقة ضد أي نوع من النقد المضاد لعقائدهم مهما كان وفي أي مكان.
وهذا يعني تأسيس قوات أمنية [عسكرية أو مدنية] تقوم بتنفيذ قرارات المحكمة الإسلامية الدولية!
فما جدوى من محاكم التفتيش إذا لم تتوفر على قوات مراقبة ودوريات دولية وشرطة وعساكر التدخل السريع عبر الحدود؟!
3.
فهل هذا يكفي؟
أشك.
فكما كانت الدول الإسلامية النفطية [وتركيا] تسعى في الماضي لاستصدار قرارات جنائية من قبل الدول الأوربية ضد محاولات نقد الإسلام بحجة الاعتداء على "المقدسات" الدينية فإنها سوف تواصل هذه المساعي. وإذا ما فشلت هذه المساعي حتى الآن – فموقف دول الاتحاد الأوربي الحالي يتضمن التصور التالي: إن القوانين الأوربية الحالية تتضمن بما يكفي للدفاع عن العقائد الدينية [والعقائد اللادينية على حد سواء] من جهة، وإن السلطة القضائية للدول الأوربية هي التي تحدد فيما إذا كان النقد الموجه ضد الأديان في إطار مبدأ حرية الرأي أم لا، فإنها سوف تواصل هذه المساعي.
وقد مارست تركيا، ولا تزال تمارس، الضغوط القذرة ضد السويد والدنمارك بسبب رغبتهما في الانضمام إلى حلف الناتو للدفاع عن استقلال بلديهما من الخطر الروسي. إذ لا يمكن قبول عضوية أية دولة في الناتو إذا ما استخدمت إحدى الدول الأعضاء حق "الفيتو". فتركيا التي تخرق يومياً جميع قوانين الأرض المتعلقة بالحقوق المدنية تطالب السويد والدنمارك بإصدار قوانين مضادة لحرية الرأي على الطريقة التركية.
4.
وها هي إيران تحقق أمنية كبيرة على قلوب جميع المسلمين:
محاكم تفتيش إسلامية ضد "الإساءة" إلى القرآن.
حسنا:
فما هو مفهوم "الإساءة" بالنسبة للاهوت الإسلامي؟
سوف لن أقدم أية إجابة جديدة لمن يعرف الإسلام: إنه أي نقد وتحليل ودراسة وتنقيب للإسلام والتاريخ الإسلامي ونبيهم وكتبهم التي قرروا بأنها مقدسة.
ولكي يكون القارئ على صورة واضحة من الأمر: الإساءة هي كل ما قام به الباحثون في مجال الأديان والمؤرخون الأوربيون في أثناء دراسة وتحليل ونقد العهدين القديم والجديد - مع فارق أن لا أحد شكل محاكم تفتيش ضدهم.
وهذا يعني بالعربي الفصيح: "الإساءة" هي كل نقد أو بحث أو تحليل لا يتضمن مديحاً للإسلام ومحمد والقرآن. فالمسلمون مولعون بالحديث عن "النقد البناء" الذي يعني بالنسبة لهم الاعتراف الفاسد بـ"عظمة!" الإسلام و"عظمة محمد!" و"عظمة القرآن!" وبعد هذا الاعتراف ليقوم الناقد بنقد المسلمين الذين أساؤوا إلى هذه "العظمة"!
هذا هو النقد "المحترم" "البناء" – وما عدا ذلك فهو إساءة إلى الإسلام.
5.
وكما يقول رئیس منظمة "تعبئة القانونیین!" في ایران:
"إن القرآن الکریم یحمل في طیاته تعالیم حقوقیة وأخلاقیة وإقتصادیة وإجتماعیة وثقافیة راقیة ومتعالیة رغم نزوله قبل ۱4۰۰ عام من العصر الحدیث مما یجعلنا نجزم بأنه أفضل وأعلی وثیقة لحقوق الإنسان وأن الإساءة له تعني الإساءة إلی أرقی وثیقة حقوق الإنسان في العالم"!!!!!ّّ
والدليل على ذلك يقول رئیس منظمة "تعبئة القانونیین!" أيضاً:
"أن منشور حقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة له 40 بنداً أولها یؤکد حق الحیاة ولکن القرآن الکریم یعطي حق الحیاة لکل شیء حق الحیاة حتی النبات"!!!
ولهذا فإن أي نقد للتعاليم " الحقوقية والأخلاقية والاقتصادية والاجتماعية والثقافة" لكتابهم "المقدس" هو إساءة "لأفضل وأعلى" وثيقة لحقوق الإنسان في العالم!
فطالما يعطي كتاب محمد "الحق" حتى للنبات لكي يعيش فماذا تريد البشرية أكثر من ذلك؟!
6.
أما قضية الحقوق المدنية وحرية الرأي والتعبير ومبادئ المساواة والعيش الحر واختيار العقيدة الشخصية فهي كلام فارغ ومعادية للإسلام وتهدد وجوده وهي أيضاً مؤامرة على الإسلام والمسلمين تنفيذاً لمشاريع الاستعمار والإمبريالية والصهيونية والأتحاد السوفياتي وكوريا الشمالية!!!!

ملاحظتان أخيرتان:
[1] أنا شخصياً لا أستسيغ ولا أحرض على حرق القرآن لسببين اثنين لا تفريط بهما:
أولاً: إنني أكره حرق الكتب [جميع الكتب سواء كان كتاب "كفاحي" الذي أكرهه كراهية لا حدود لها أم مجلات "ميكي ماوس" التي لم أقرأها مرة في حياتي]. فثقافة حرق الكتب هي ثقافة محاكم التفتيش التي اتقنتها النازية جيدا – مثلما قامت بها الستالينية من قبله.
ثانياً: إنَّ حرق الكتب أو منعها [أو تدميرها وهو عمل تقوم به جميع الدول الإسلامية إذا ما توفر لها الوقت والمزاج الكافيين] تصرف يكشف عن تهافت وإفلاس فكري وثقافي وعجز عن الرد على الآراء المعارضة. كما أنه عودة إلى عصور محاكم التفتيش وهي كارثة ثقافية وسياسية على الجميع.
[2] أكره أيضاً حرق أعلام الدول. فهو لا يختلف عن حرق الكتب: تصرف رخيص ومبتذل.



أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر