
مقدمة:
1.
ينطلق المقال من انطباع مفاده أن المسلمين "الممارسين/المحترفين" للعقيدة الدينية(السنة والشيعة على حد سواء) وكأنها وظيفة في إحدى الدوائر الحكومية، هو ثقتهم العالية والمطلقة بصحة ما يقولون ومصداقية ما يؤمنون.
إنهم ينظرون إليك نظرات خالية من المعنى وكأنهم ينظرون من خلالك وفي نظرتهم ترى الكراهية فقط.
وكما يقول المثل: لا يمكن أن تهزهم المدافع!
وهم يكتسبون بذلك شخصية تشبه حيوان الكركدن الذي يعتقد بأنه قادر على دحر الجميع لا لسبب إلا لأنه يملك قرناً واحداً!
2.
وفي زحمة هذا الهوس الإيماني يتبادر إلى الذهن السؤال التالي:
لماذا لا يشكَّ المسلمُ (ولَوْ لـ"نانو" من الثانية!) بصحة ما يقول ومصداقية ما يؤمن؟
ما هي مقومات الشك وكيف تبدأ الشكوك؟
3.
غير أن غياب الشك - أو الادعاء بعدم الشك هي قضية بحد ذاتها مثيرة للشكوك!
ومن هنا تتضح مشروعية السؤال التالي:
هل حقاً لا يشكُّ المسلمُ بصحة ما يقول ومصداقية ما يؤمن؟!
إن التاريخ الواقعي لتفصيلات الحياة المعاصرة تقول لنا بما لا يقبل "الشك" إن الشك هو الزاد اليومي للكثير من المسلمين الصامتين.
ولا يعبر صمتهم عن غياب الرأي، بل أنه الصمت عن التصويت لواقع الأوهام اليومية.
4.
الشَّكُّوك في الواقع القائم تقود إلى الأسئلة، والتي بدورها، تقود إلى واقع آخر: إنه واقع لا علاقة له بواقع مملكة الظلام؛
أنه واقع شخصي، يحمل في طياته رؤية مختلفة وتصورات مختلفة عن الماضي والحاضر والمستقبل.
وعندما يصطدم المرء برفض الآخرين لأسئلته أو بالعكس: الحصول على أجوبة سخيفة خالية من المنطق ويعجز عن قبولها فإنَّ الجسور تأخذ بالتصدع والانهيار تدريجياً.
وحين يبدأ التصدع فإنَّ العد التنازلي قد بدأ!
5.
ليس ثمة خاتمة احتفالية بمناسبة انهيار الجسور غير خبر موت فكرة الله!
فعندما صرخ نيتشه بأنَّ الله قد مات فإنه في حقيقة الأمر قد أعلن خبراً عن حدث قديم جداً. غير أنَّ قدم الأحداث لا تلغي صحتها – بَلْهَ قيمتها. وإنَّ تكرار هذا الخبر القديم يعني أنَّ تجربة اكتشاف هذه الحقيقة تتكرر باستمرار.
وقد تحول إعلان هذا الموت القديم جداً إلى تقليد ثقافي وفكري عند خاتمة كل تاريخ شخصي مع الإسلام.
ليس هذا الإعلان مجرد إعلان رمزي عن حدث سابق، بل هو إعلان عن موقف معاصر لحياة الأشخاص وهو مضاد للعقيدة الإسلامية ورؤية مستقبلية للحياة.
"موت الله" هو المعادل الموضوعي لانهيار الأوهام.
المواضيع:
الشَّرْخُ [1-4]: لماذا لا يَشُكُّ المسلمُ بما يقول ومصداقية ما يؤمن؟
الشَّرْخُ [2-4]: هل حقاً لا يشكَّ المسلمُ بصحة ما يقول ومصداقية ما يؤمن؟!
الشَّرْخُ [3-4]: انهيار الجسور!
الشَّرْخُ [4-4]: الخاتمة – موت الله وبداية الطريق!
الشَّرْخُ [1-4]: لماذا لا يَشُكُّ المسلمُ بما يقول ومصداقية ما يؤمن؟
الشَّرْخُ [2-4]: هل حقاً لا يشكَّ المسلمُ بصحة ما يقول ومصداقية ما يؤمن؟!
الشَّرْخُ [3-4]: انهيار الجسور!
الشَّرْخُ [4-4]: الخاتمة – موت الله وبداية الطريق!