منع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات نقد الفكر والثقافة الإسلاميتين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نقد الفكر والثقافة الإسلاميتين. إظهار كافة الرسائل

من الأسئلة المسكوت عنها حول أزمة الوجود الإسلامي المستترة [3]

مسلم مهوس يصرخ


1. لماذا تقتلون الكلاب وهي من الحيوانات التي بجلها ربكم حيث كانت مع "الفتية الصالحين" في سورة الكهف؟
2. تقول الآية 22 من سورة الكهف:" سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي "أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا": فهل يعرف الله عددهم أم لا؟
3. وإذا كان يعرف عددهم حقاً فلماذا لا يذكره و"يخلصنا" ويخلص عباده من حيرتهم؟
4.وهل عدد أهل الكهف سر إلهي؟
5. لماذا تكرهون أنفسكم محتقرين نعمة الحرية ومحاربين الحقوق المدنية للناس؟
6. هل يجوز لمسُ وضمُ وتفخيذُ الرضيعة؟
7.لماذا ينبغي قتل من لم يعد يؤمن بخرفاتكم ومحاربته والتضييق عليه؟
8.هل هذا تعبير عن عدم الثقة بربكم أم أن هذه عينة من أحكامه؟
9.لماذا ينبغي رجم المرأة التي تمارس الجنس مع آخر وأنتم تمارسون الجنس مثنى وثلاث ورباع وما ملكت أيمانكم – هل فكرتم في هذا السخف؟
10. هل يجوز أن تحلموا بالإماء والجواري حتى تاريخ اليوم؟
11. هل محاربة المخالفين والمختلفين معكم يمكن اعتبارهاً أخلاقاً حسنة؟
12. هل يجوز قتل المعارضين والملحدين والحلاقين والمثليين؟
13. وهل يجوز أن تفرضوا الدين على الآخرين ولا أحد يفرض عليكم دينه؟
14. وهل يجوز أن تستحوذوا على مقدرات الدولة؟
15. وهل يجوز أن تحرضوا الأجهزة الأمنية على ملاحقة من لا يعترف بكم ولا يؤمن بما تؤمنون؟
16. وهل يجوز لكم نشر الخرافات والترهات والخزعبلات الربانية وتحرمون الناس جنة المعرفة والحقائق والعلم؟
17. لماذا تخلفتم وتقدم الآخرون؟
18. لماذا تنظرون إلى الماضي وتتجاهلون الحاضر وتحتقرون المستقبل ؟
19. لماذا قررتم بأنَّ ربكم أحسن الأرباب وعقيدتكم أكثر العقائد مصداقية وخرافاتكم أكثر "علمية" من جميع خرافات الآخرين؟
20. لماذا تعادي كل طائفة من طوائفكم الطوائف الأخرى ويكره بعضكم البعض الآخر رغم أنكم تقولون بأن "ربكم" واحد و"نبيكم" واحد و"كتابكم" واحد؟!
21. تختلفون فيما بينكم بالطقوس والكثير من العقائد وتختلفون في تفسير كتاب محمد حتى يصل الاختلاف إلى حد التكفير وإخراج بعضكم للبعض الآخر من "حظيرة" الإسلام؟
22. كيف يمكن، بل وكيف تقبلون أن يقول نبيكم بأنكم 73 فرقة ضالة – وما هي الفرق "الناجية" يا ترى؟
23. لماذا لا تعلمون أبناءكم على التسامح والانفتاح إلى الآخرين واحترام عقائدهم وثقافتهم؟
24. لماذا تدعمون وتبجلون وتدافعون عن دولكم المستبدة [من المحيط إلى الجحيم]؟



ملاحظة:
سوف أرحب بأي أسئلة إضافية.


الله: محنة المسلمين . . . [ملاحظات إضافية 3]

مفترق طرق

 1.
لكن هذه "المحنة" قد تحولت عن الكثير من المسلمين [والكثير هنا ملايين] إلى هوس مرضي يُطبق على حياتهم اليومية 24 ساعة.

2.
لقد تحول دينهم إلى "حياة". ولم يعد يجدون الفرق ما بين الطقوس الدينية والحياة نفسها - إنْ كان من الممكن أن نسمي "حياتـ"ـهم حياةً.
3.
فهل يجدون متعة في هذا الهوس؟
لا أعتقد.
إنهم مغلوبون على أمرهم . . وجدوا أنفسهم، رغماً عن أنوفهم، خاضعين لعقيدة لا تكتفي بالإيمان بالخرافات فقط وإنما تحويل الخرافات إلى طقوس يومية أيضاً.
هكذا وجدوا آباءهم وهم على طريقهم سائرون.
- إلى أين؟
- لا أحد يعرف!

الله: محنة المسلمين . . . [ملاحظات إضافية 2]

مفترق طرق:
1.بالإضافة إلى الوجهين السابقين ثمة وجه ثالث لا يقل أهمية:
المسلم عاجز أو "غير مستعد" للتمييز ما بين "إيمانه" بالخرافات والأساطير [من قبيل "الله" والأنبياء و"الوحي" وغيرها الكثير] و"مصداقية" ما يؤمن به.
2.
وكلما تدنت ثقافته وتعليمه كلما تدنت عملية التمييز وانحطت حتى يصل في لحظة ما إلى وضع تحتل فيه الأوهام محل الوقائع ويصبح نقد الآخرين للأوهام التي يؤمن بها وكأنها إهانة له. بل يتحول إيمانه التسليمي بالخرافات إلى كراهية للعلم والحقائق - بل وحتى الوقائع المرئية التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
3.
ومن الأمثلة النموذجية التي أصبحت واضحة حتى للأطفال هو أن العمليات العسكرية المغامرة والغبية للمنظمات الإسلامية الإرهابية مثل "حماس" في السابع من أكتوبر الماضي العام الماضي تقدم درساً للجميع كيف قامت بتقديم التبريرات السياسية لإسرائيل لتدمير غزة كاملة مثلما أدت إلى تدمير غزة وسكان غزة بالمعنى الحرفي للكلمة وأدت إلى وقوع آلاف الضحايا والجرحى والمفقودين مثلما أدت إلى خسائر مادية هائلة بالبنية التحتية والمنشآت والممتلكات الشخصية لا يمكن تعويضها إلا بعد جيل من الآن!
وكل هذا من أجل "إنتصار" مزيف تماماً.
4.
إنها ثقافة رواد المقاهي.
إنَّ مشكلة "رواد المقاهي"، وهم عادة ليس لديهم آراء تستند إلى معارف، بغض النظر عن مستواهم التأهيلي والتعليمي المنخفض [لكنهم يستطيعون بصورة ركيكة قراءة الصحف فأغلب "معارفهم" من الجوامع] هي كونهم ينطلقون من خطب إمام الجامع عديم المواهب الذي يشحن سامعيه بنوع من الإيمان المَرَضي السخيف بصحة معارفهم. لكن هذه الصحة لا تستند ولا حتى للحظة واحدة إلى معارف واقعية لا للذات ولا للعالم ولهذا فإنهم يكتفون بجمل مفككة من النادر أن يدركوا عدم صحتها أولاً، وعدم قدرتهم على فهم آراء المقابل - بل هم لا يحتاجون حتى قراءتها ثانياً:
فإذا كان صاحب الرأي ليس منهم فآراءه لابد وأن تكون "سيئة"، أما إذا كانوا يعتقدون بأن صحب الرأي معهم، فلابد أن تكون آراءه صحيحة.
وهذه "صبينة" لا تستحق الرد.
5.
فأغلب أفراد هذه الشرائح الإسلامية ينطبق عليها ما يسمى تأثير Dunning-Kruger:
يشير "تأثير Dunning-Kruger" باختصار إلى "تحيز معرفي" حيث يبالغ الأشخاص ذوو المعرفة أو الكفاءة المحدودة بشكل كبير في تقدير معرفتهم الشخصية أو كفاءتهم الذاتية في المجالات المختلفة بالنسبة للمعايير الموضوعية.
فوفقًا للباحثين وعالِمَي النفس اللذين سميت باسمهم David Dunning و Justin Kruger ، فإن هؤلاء الأشخاص ونظرًا لأنهم لا يدركون أوجه القصور المعرفي لديهم ، فإنهم يفترضون عمومًا بأنهم ليسوا ناقصين ، تمشيا مع ميل معظم الناس إلى "اختيار ما يعتقدون أنه الخيار الأكثر منطقية والأمثل.
وهذا ما دعى تشارلز داروين إلى القول:
"الجهل كثيرًا ما يولد الثقة بالنفس أكثر من المعرفة".
6.
وهذه هي المصيبة [لانها لم تعد مشكلة فقط].


الله: محنة المسلمين . . . [ملاحظات إضافية 1 ]

مفترق طرق

1.

ماذا تعني "المحنة" في حالة المسلم؟
للقضية ثلاثة وجوه:
الوجه الأول يكمن في إيمانه في شيء لم يؤد، ويبدو له جيداً بإنه لن يؤدي إلى شيء ملموس.
وهذه محنة بدلاً من أنْ تدفعه للتخلي، تؤدي به إلى الاستغراق بالإيمان إلى حدود تدفع به إلى اليأس. وهذا ما يسموه "لعب في عبه الشيطان".
والحق أن لا علاقة للشيطان بالموضوع. لا لأنَّ لا وجود له فقط بل ولأن الشكوك والحيرة نابعة من داخل المسلم بالذات.
2.
ولكي "يثبت" المسلم إيمانه فإن شكوكه تتحول إلى رد فعل ضد الآخرين - وسيكون طبيعة رد الفعل حسب طبيعة الشخص: من الكراهية إلى القتل!
3.
الوجه الآخر هو الشعورى بالتعاسة [أنظر: "ثلاثية: عندما يتحول الإيمان الديني إلى تعاسة"].
ويتميز عند المسلم الشاب بأبعاده النفسية المؤلمة.
فهو حائر ما بين شيئين: بين ما يراه ويدركه من عدم جدوى الإيمان من جهة، وتغلغل الشعور الديني المكتسب منذ الطفولة في عقله الذي غالباً ما يكون مشوباً بالخوف من خرافة "الله" من جهة أخرى.
4.
هنا تبدأ مرحلة القلق واليأس والحيرة. وليس ثمة مخرج منها غير مغادرة الإسلام.
لكن مغادرة الإسلام هو قرار واحد فقط من بين القرارات المصيرية ذات الطابع السيكولوجي أكثر مما هو أمر يتعلق بالحياة. فالحياة، كحياة، لا قيمة فيها للدين.
ولكن حالما يقرر المسلم مغادرة الدين فإن الحياة سوف تتغير تماماً.
5.
ليس اللادينية جنة تجري من تحتها الإنهار وإنما هي حياة طبيعية تماماً - ولن أبالغ القول إن قلت بأن المسلم السابق سوف يشعر لأول مرة بالحرية في عالم طبيعي.
فقد ولد مع الدين وفي الدين ومن ثم عاش في الدين. وحتى يعرف حقيقة الحياة الطبيعية كما هي فإن عليه الخروج من هذا الدين - وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بدين شمولي سلطوي مثل الإسلام.
وهذه هديتي للمسلم الذي لم يودع عقله:




إنَّا أمَّة أميَّة [إن صمت أمتي رحمة]

إن صمت أمتي لرحمة!


1.
أخرج البخاري ومسلم [عليهما أفضل الصلاة والسلام] عن فلان، عن فلتان، عن علَّان، أنَّ نبيهم قال:
 -  إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا. يعني مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين!
2.
وقد حار المفسرون والمحدثون وفقهاء الأمه، كما احتاروا دائماً، في معنى هذا "الكلام" النبوي.
قال ابن الملقن: أي: لم نكلف في تعريف مواقيت صومنا ولا عبادتنا ما نحتاج فيه إلى معرفة حساب ولا كتاب، إنما ربطت عبادتنا بأعلام واضحة وأمور ظاهرة، يستوي في معرفة ذلك الحُسَّاب وغيرهم .
وقال ابن تيمية: كما في الصحيح عن ابن عمر ـ رضي الله تعالى عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب الشهر هكذا وهكذا ـ فلم يقل إنا لا نقرأ كتابا ولا نحفظ، بل قال: لا نكتب ولا نحسب ـ فديننا لا يحتاج أن يكتب ويحسب كما عليه أهل الكتاب من أنهم يعلمون مواقيت صومهم وفطرهم بكتاب وحساب، ودينهم معلق بالكتب لو عدمت لم يعرفوا دينهم] عن إسلام ويب.
وقال آخرون الكثير الكثير لكن "زبدة الكلام" لا قيمة لها أكثر من قيمة الأثير!
3.
آخذين بنظر الاعتبار هذا الكلام "الكثير الكثير" فإنَّه ليس أمام العاقل غير هذا السؤال الخطابي:
أليس هذا الكلام جديراً بِقْردٍ تَعَلَّم لتوه قدرة التفكير والكلام؟!
4.
"ربما" قد رَوى أبو هريرة [كما اختلق كل ما قاله] عن محمد [ويا ليته قد روى]، إنه قال: 
- إن صمت أمتي رحمة!
5.
لكنه لسوء الحظ لم يقل!

القضاء الإسلامي مناقض لفلسفة القانون العادل

القضاء الإسلامي مناقض لفلسفة القانون العادل
1.
من بين المبادئ الأساسية الشهيرة في القوانين الدولية منذ اليونان – وقد تم بلورتها في القانون الروماني – وقبلت بها جميع المجتمعات (ومن ضمنها الإسلامية رغم أطنان الخروقات) هي: 
- الدليل على من ادعى؛
- لا مجرم من غير جريمة؛
أما مفهوم الجريمة فإنه لا يمكن أن يعني تصوراً ذاتياً واعتباطياً للمشرِّع. فالتفكير مثلاً ليس جريمة ولا يمكن أن يكون جريمة. ولهذا فإن التفكير بصوت عال هو الآخر حق وليس جريمة[أمام المحاكم النزيهة]؛
- المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محكمة نزيهة؛
- ليس الاعتراف بالجريمة دليل على ارتكاب الجريمة من غير دليل يثبت مصداقية هذا الاعتراف أو أن هذا الاعتراف قد تم الحصول عليه عن طريق الإجبار [في المحاكم النزيهة]؛
- لا يمكن الحكم على مرتكب جريمة مرتين على ذات الجريمة [أمام المحاكم النزيهة]؛
- للمتهم حق الدفاع عن نفسه بنفسه أو عن طريق محام [أمام المحاكم النزيهة]؛
- المحاكم النزيهة ترفض خضوع المتهمين لعمليات تعذيب جسدية أو نفسية. فالتعذيب مهما كانت أشكاله ووسائله جريمة وعلى المحكمة أن تعاقب مرتكب الجريمة ومهما كان.
2.
هل المحاكم الإسلامية نزيهة؟
غير أنَّ ثمة مبدأ غائب لا يقلُّ أهمية وخطورة عن المبادئ المشار إليها في النقطة السابقة – بل هو الأساسٌ والقاعدة التي تستند إليها مبادئ العدل والإنصاف: 
- بطلان الأحكام القضائية جملة وتفصيلاً إذا كانت مصلحة القاضي تتطابق مع مصلحة المدعي [وخصوصاً عندما يكون المدعي هو الدولة]!
إذ لا يمكن في هذه الحالة أن يقوم [القاضي] بمقاضاة [المدعي عليه] أو البت في قضية هو طرف فيها.
وهذا هو ما يحدث في "القضاء" الإسلامي: 
فالقاضي الإسلامي استناداً إلى أحكام الشريعة متحيز وله مصلحة تتطابق مع مصلحة الدولة الإسلامية -وإلا فهو خارج الإسلام!
3.
تتكون كل قضية من ثلاثة أطراف: 
[القاضي] و[المدعي] و[المدعي عليه].
أما ممثل الادعاء العام في المحاكم الحديثة فهو عادة ممثل للدفاع عن مصالح المجتمع (الدولة) في حالة القضايا العامة [القضايا التي يكون فيها المجتمع/الدولة طرفاً والتي تتضمن جرائم يتم فيها خرق قانون العقوبات الساري] ولهذا فهو يلعب دور "المدعي" الممثل للدولة.
وإنَّ عدالة الأحكام التي يصدرها القاضي تستند إلى قاعدتين هامتين:
القاعدة الأولى: 
الاستناد إلى مبادئ قانونية ثابتة قامت بتشريعها هيئة تشريعية مستقلة لا تعبر عن مصالح القاضي [ولا المدعي العام] ومهمة القاضي هو التطبيق العقلاني وبضمير مستقل لبنود وفقرات هذه المبادئ.
والقاعدة الثانية: 
هي استقلالية المحكمة فيما يتعلق بقضية الخلاف سواء ما بين مدع ومدع عليه أو ما بين ممثل الادعاء العام ومدع عليه – بل وحتى ما بين الفرد والدولة.
بل أنَّ في المجتمعات الديموقراطية حقاً [وليس جمهورية صوماليا الديموقراطية] توجد محاكم إدارية تنظر في القضايا المتعلقة بالخلافات ما بين المواطن والدولة – وحتى لو كانت ضد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وأي شخص آخر في الدولة.
4.
ومثل هذه المبادئ لا يمكن توفرها في حالة التشريعات التي تستند إلى الدين "الشريعة".
فالشريعة منظومة من الأحكام الدينية/ اللاهوتية [الاعتباطية]حتى لو تعلق الأمر بقضايا مدنية. إنها تنطلق من "كتاب محمد" و"أحاديثه" وتستند إلى المواضعات القانونية المتضمنة في العقيدة الإسلامية التي تم فبركتها من قبل فيما يسمى "الفقهاء".
والقاضي في هذه الحالة سيكون طرفاً.
5.
ولكي تتضح الصورة بصورة أكثر:
القاضي في إطار المحاكم التي تستند إلى القوانين المدنية لا يمثل هذه القوانين ولا يشكل طرفاً فيها ولا تعبر عن رأيه – بل يمكن أن تكون حتى مخالفة لآرائه القانونية والدينية. فهي صادرة من السلطة الأولى: البرلمان - السلطة التشريعية الوحيدة في البلاد.
والقاضي في هذه الحالة يقوم بتطبيق مقتضيات هذه القوانين سواء قبل بها أم لم يقبل.
وهذا هو مبدأ استقلال السلطات الذي لا يمكن توفرها "موضوعياً" في المحاكم التي تستند إلى "الشريعة" – أي القوانين والمواضعات والقواعد الدينية.
6.
ولنخضع هذا النوع من المحاكم والقضاة لمقتضيات العدل والأنصاف: 


ما هو قرار هذه المحكمة لرفض الزوجة أن تمارس الجنس مع زوجها؟
وما هو قرارها لمطالب الزوجة بالطلاق من زوجها؟
وما هو قرار هذا القاضي المتعلق بالتهمة الموجهة ضد مواطن  قرر ألا يؤمن بالعقيدة الإسلامية؟
وما هو قرار هذا القاضي المتعلق بالتهمة الموجهة ضد مواطن  قرر أن يترك الإسلام؟
وما هو قرار هذا القاضي في القضايا المتعلقة بالميراث: 
هل سيحكم كما تتطلب العدالة والأنصاف أم سيحكم استناداً إلى ترهات "آيات" المواريث من "سورة" النساء؟
وما هو قرار القاضي بتجاوزات السلطات الدينية على الأفراد؟
وما هو موقف القاضي من التفسيرات الفقهية المتضادة للمذاهب الفقهية المتضادة؟
وغيرها الكثير جداً من الأسئلة والشكوك في مصداقية عدالة المحاكم الإسلامية.
7.
سيقول المسلم السلفي العلني والمستتر [والملحد المزيف]: بأنَّ القاضي سوف يقرر استناداً إلى أحكام القانون – متناسياً أنَّ هذا "القانون" هو  "الشريعة"!!!
ومن الممكن أن يضيف: "وهذا ما يضمن استقلالية قرارات القاضي"!!!
وهذا هو عين السخف:
أولاً، لأن "القانون" لا يمكن أن يكون تعبيراً عن الأيدولوجيا الدينية؛
ثانياً، منظومات القواعد الدينية منافية للقانون الدولي والمعاهدات الدولية؛
ثالثاً، ولأنَّ القاضي في هذه الحالة سوف يحكم استناداً إلى كون "المتهم" "مكلفاً" دينياً رغماً عن أنفه [أنف المتهم والقاضي على حد سواء]. 
ولهذا فإن هذا "المتهم" يتحمل تبعات إيمان القاضي بالدين رغماً عن أنفه – آمن أم لم يؤمن!
ولكن ماذا لو رفض "المتهم" فكرة "التكليف" والإيمان بالدين الإسلامي فهل سوف يحق للقاضي أن يخضعه لمواضعات العقيدة الإسلامية؟!

بل هل سيعترف القاضي بحق المواطن أن يفكر بحرية؟
كاريكاتير: لا حياة للإنسان بدون الإسلام!


وهل سيضمن حريته بالتعبير عن رأيه؟
إنَّ تاريخ الوقائع منذ العشرينات من القرن الماضي لا تقول غير شيء واحد:
تحيز "القاضي!" المسلم ضد المواطن وضد حقه بالعدالة والإنصاف. وإذا صدر "حكماً" مخففاً أو نوعاً من التبرئة من قبل هذا القاضي أو ذاك في مثل هذه القضايا فإن الشرط الوحيد كان وسيكون هو تدخل الدولة لدرء الفضيحة الدولية!
8.
إنَّ من يعتقد بأنَّ "الإسلام" يصلح لكي يكون ديناً للدولة وإن تكون منظومات القوانين الحاكمة في البلاد تعبيراً عن هذا الدين فإنه عليه التصريح بأنَّه يؤمن بأنَّ "كتاب محمد" صالح لكل زمان ومكان؛ وإنَّ مصادر التشريع القانوني يجب أن تستند إلى سخافات أبي هريرة وابن عباس و"الصحابة" ومن لمَّ لمَّهم!
بل وعليه التصريح بأنْ يكون شعار الدولة القادمة:
"فإما يأتينكم مني هُدى فمن اتبع هُداي فلا يضلُّ ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإنَّ له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى"!!!
آمين!


الوجه الآخر للإسلام

1.
للحقيقة وُجُوهٌ لا عَدَّ لها ولا حَصْرَ!
غير أنها غالباً ما تتبدى وتتظاهر بوجوه مزيفة مصنوعة من نسيج اللغة!
إنَّ اللغة في حدِّ ذاتها ليست كاذبة أو صادقة. هي وسيلة محايدة، لكنها حين تكون في يد سُلطة الزمان وحُرَّاس المكان ـ السلطات المدنية والدينية، فإنها تستحيل إلى آلة للقمع الشامل ليس للحاضر القائم فقط، بل وآلة قمع للتاريخ وتزييفه إلى حدود لا نتبين منه "الخيط الأبيض من الأسود"!
حينئذ تصبح اللغة كاذبة: لا معنى لها ولا تشير إلى أية وقائع ـ تستحيل إلى "خَلْطَة" لغوية وفقهية تمتزج فيها الأكاذيب الكبيرة بـ"الحقائق الصغيرة" فيبدأ وَهْمُ التاريخ بالتشكل ونشرع بالدخول إلى ملكوت الأساطير والخرافات.
الحقيقة، إذن، هناك ـ حيث لا نراها إلا حين نمزِّق الغلاف الخارجي للظواهر اليومية التي تبدو وكأنها مُحَايدَةٌ، بريئة، وخالية من الأوساخ!
2.
إنَّ عَالَم الإسلام وتاريخَه مصنوعان من الأوهام والأكاذيب: في السياسة والدين والاقتصاد والقوانين وكل ما يتعلق بوجودنا الأرضي: لا شَيءَ آخر غير " أَسَاطِيرِ الْأَوَّلِينَ "!
فقد صنعنا "تاريخاً" لا يستند إلى أيِّ تاريخ، "حقائق" لا تستند إلى أيِّة حقائق ثابتة أو حركة واقعية للحياة ـ ثقافة تاريخية مزيفة لا علاقة لها بالوجود الحقيقي!
3.
هناك سنجدُ أصناماً تُعْبَدُ أكثر عبادةً من الوثنيين لأصنامهم!
هناك سنجدُ أساطير وخرافات سيسخر مِنَّا بسببها حتى مَنْ سميناهم "جاهليين"!
هناك سنجدُ أنفسنا نعيش وسط عالم متخلف، ملتحف بالدين والأمية إلى حدِّ الاختناق!
هناك سنجدُ الملايين من البشر سعيدة في هذا الحضيض، وحين تسوء الأحوال بسبب الحروب والكوارث والفساد الاقتصادي والإداري ـ وهي عندهم لا تسوء إلا لأن "الله" قد قرر امتحانهم، وحينذٍ فقط، تراهم "يتحركون" ويوجهون أنظارهم ليس إلى "الله" الذي دفعوا حياتهم ثمناً لوجوده، بل صوب الغَرْبِ "المُسْتَعْمِر" و"الكافر" و"الظالم"، كما يقولون، بحثاً عن المأوى والحياة الكريمة!
4.
إنه هَوَسٌ مَرَضيٌّ بالدِّين في أسوء "نسخة" له!
هَوَسٌ بما يفارق العقل واكتشافات العلم وثقافة العصر!
إنَّه عصرنا الجاهلي القارِّ حيث شرعت دول بأكملها برفض العقل والتاريخ الواقعي رفضاً قاطعاً وأخذت تعبد أصنامها ـ التي سمُّوها كما يحلو لهم!
لقد نسوا واقعهم الفعلي القبيح ووجهوا أبصارهم إلى السماء، فنسوا الأرض ومن عليها!
5.
أصنام في كل مكان:
من المدرسة إلى الجامعة!
ومن الشارع إلى سرير النوم!
ومن المهد إلى اللحد!
إنهم أسوء من عَبَدَةِ الأصنام! لأن عَبَدَةِ الأصنام يعترفون بذلك، أما هم فيعيشون في وَهْمٍ شامل، مغلق، مديد، عميق، لا خلاص منه!
إنَّهُ وَهْمُ الإيمان!


هنيئاً لكم!

الدين والكذب: ليس حبل الكذب قصيراً

1.
ليس حبل الكذب قصيراً كما يُقال!
هذه هي الحقيقة المؤسفة:
الحق أنَّ حبل الكذب طويلٌ – وطويلٌ جداً حتى ليبدو وكأنَّ لا نهاية له!
فعندما يتحول الكذب إلى "موقف ديني" أو ينطلق من قاعدة الإيمان الديني فإنه – كما يبدو – لم يعد "كذباً" – بل يتحول إلى "دفاع" مقدس عن هذا الإيمان!
فتاريخ الكذب الإسلامي الذي طال أكثر من 14 قرناً وعلى جميع المسويات لم ينته ولا يبدو أنه سينتهي قريباً. فالمسلمون مستمرون على الكذب - إنْ تطلب الأمرُ، طالما استحال الدفاع عن "العقيدة" إلى قضية حياة أو موت في ظل غياب الحقائق.
2.
الدين والكذب:
أُجريت في جامعة رجينا (University of Regina) على 400 طالب من السنوات التمهيدية في الاقتصاد دراسة حول الكذب. وقد تبين أنَّ من بين المجموعات الأكثر عرضة للكذب هم الطلاب الذين يشكل الدين بالنسبة لحياتهم أهمية كبيرة.
الحق أنَّ هذا الأمر لا يدهشني!
لكن الشيء المثير للاهتمام هو التفسير السيكولوجي الذي تقدمه الدراسة لهذا الميل:
إن وجود المتدينين في جامعة علمانية وانفصالهم عن الوسط المحيط بهم يجعلهم أقلَّ اضطراراً في أن يكونوا صادقين مع الآخرين.
بكلمات أخرى لا يجد "المؤمن" ضرورة لقول الصدق في وسط علماني!
والآن على القراء أنْ يفكروا جيداً في سلوك مسلمي المنتديات:
هل اعترف أحدهم يوماً بحقيقة "مُرَّة" تتعلق بتاريخ الإسلام، بتناقضات وأخطاء كتاب محمد العلمية واللغوية والتاريخية وسخافة موضوع الإعجاز؛ بآلاف الأحاديث السنية والشيعية المختلقة والمضحكة والمثيرة للفضائح والسخرية؛ وهل اعترفوا بما قام به المسلمون ولا يزالون يقومون به من استبداد ونفي ورفض وإقصاء وتكفير للآخرين المخالفين لهم؛ وهل اعترفوا بعدائهم للأديان الأخرى؛ بقوانينهم المجحفة بحق المواطن الذي يرفض عقيدتهم؛ بمواقفهم الإرهابية إزاء الملحدين؛ بجرائم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا؛ بالعمليات الإرهابية الموجهة ضد الأبرياء في المدن الأوربية والعربية؛ وأخيراً وليس آخراً بأطنان الشتائم الموجهة ضد المخالفين والرافضين لهم والملحدين وأعراضهم والتشكيك بشرفهم وأخلاقهم؟
الجواب: لا.
بل هل اعترفوا اعترافاً صادقاً وحاسماً بأنَّ الأرض كروية تدور حول الشمس التي تقف في مكانها ثابتة منذ أنْ ظهرت ولا تتنزه أو تسافر أو تغرب في "عين حمئة"؟!
3.
إذن:
ليس المؤمن مضطراً لكي يكون صادقاً مع الآخرين!
هذه حقيقة طبيعية!
وتكتسب هذه الخلاصة أهمية خاصة في حالة المسلمين/مجاهدي الانترنت وقد سبق لي أن توصلت إليه أنا شخصياً سواء على مستوى تاريخ الدفاع اللاهوتي الإسلامي العام أمْ على المستوى الضيق في إطار منتدى الملحدين (يمكن ملاحظة هذه الظاهرة في المنتديات الأخرى أيضاً) وقد عبرت عن هذه الخلاصة في عشرات المقالات.
فثمة الكثير جداً من الحالات التي يكذب فيها المسلمون أكاذيب صريحة فاضحة لا ريب فيها، وكما يقول المثل الشعبي، من غير أنْ يرفَّ لهم جفنٌ!
لماذا؟
لأن وظيفة "الجدال" عندهم ليس الدفاع عن الحقيقة بل عن عقيدتهم، أو طائفتهم، أو الفرقة التي ينتمون إليها، أو الحزب الإسلامي الذي هم في صفوفه، أو من أجل "أكل العيش" وَهُمْ كُثَر!
هنا يتحول المسلم إلى منافق – ومنافق من الطراز التعس: يطالب الآخرين ما يرفض القيام به هو نفسه؛
ويتحول المسلم المنافق إلى شيخ للمنافقين: لأنه يتخصص في نشر الأكاذيب والادعاءات وتشويه سمعة الملحدين بصورة علنية ومبطنة.
4.
غير أن ثمة نوع آخر من الكذب - وهو أسوء أنواع الكذب:
التدليس!
الصمت أمام الوقائع الكاذبة، أو عدم الاعتراف العلني بحقائق الطرف المخالف؛ التغاضي عما يقوله المخالف (بغض النظر عن مضمونه) خدمة لأغراض عقائدية، "استهجان" ما يقوله الرافضون للدين عن الدين لكنه يصفق ويهلل (وفي أحسن الأحوال يلوذ بالصمت السافل والحقير) لما يقوله المسلمون أنفسهم من بذاءات موجهة إلى الملحدين واللادينيين والمعارضين للدين.
وكل هذا من باب الكذب.
في سلوك الكذَّاب نوع من "الشجاعة" الوقحة!
ولكن في سلوك المدلس الصامت نوعاً من الجبن المهين.
5.
إنَّ المسلم يواجه الآخرين بقناعين:
- قناع الفضيلة المزيفة والأدب الكذاب والتقوى المُضَلِّلة؛
- وقناع الكراهية والمقت والاحتقار لكل مخالف لهم. هذا هو القناع "الخَفَر" الجاهز في كل لحظة وعلى مدار الليل والنهار.
هذه هي الوقائع اليومية والسيرة الذاتية لجميع مسلمي المنتديات.
فهل ثمة استثناء؟
ليقدمه لي من يعتقد بوجود هذا الاستثناء!
6.
ولن انتهي قبل أنْ أمرَّ على كتاب محمد.
فالمسلمون لا يكفون عن ترديد أسطورة إن كتاب محمد قد طالب بالصدق وحرَّم الكذب ويقتبسون ما تيسر لهم من "الآيات" عن "مكانة" الصدق في كتاب محمد. والسؤال الهام الذي على المرء طرحه:
هل ثمة نصوص واضحة جلية قاطعة تطالب المسلمين بالصدق فيما بينهم أو مع الآخرين أمْ الصدق مع "الله" ؟
وما هو نوع الصدق الذي يطالب به محمد أصحابه؟
ألا يكذبوا عليه!
ألا يضمروا ما يفكرون به ضده!
هذا هو "الصدق" الوحيد المُطَالَبُ به المسلمون وما عدا هذا فإنهم يلبسون عشرات الأقنعة حسب الطلب والحاجة وأحكام التقية.



نصف التفاحة تفاحٌ ونصف المتعلم جاهلٌ بامتياز!

1.
إنَّ للسرنديبية (Serendipity) فضل في أن يكتشف نيوتن قانون الجاذبية وهو يراقب سقوط التفاحة من الشجرة. وسواء كانت هذه الحادثة حقيقة أم أسطورة فأن القانون واقع لا ريب فيه.
ولو تابع نيوتن ملاحظاته حول التفاحة لاكتشف قانوناً خفياً عن التفاحة وفي التفاحة نفسها ولوفر علينا مشقة البرهنة.
ولأنني أعرف التفاح جيداً (فهي فاكهتي اليومية المفضلة) وأعرف أنصاف المتعلمين المسلمين الذين يملؤون المنتديات فقد كان عليَّ أن اكتشف القانون بنفسي "!" والذي انشغل نيوتن عن الانتباه إليه في "أمور جانبية!" وهو:
نِصْفُ التفاحةِ تفاحٌ ولكن نصف المتعلم جاهلٌ!
2.
ولا يتوقف جوهر هذا القانون عند هذا الحد.
فالوقائع اللعينة تقول لنا أن نصف المتعلم ليس جاهلاً فقط، بل هو جاهلاً من النوع الذي يشكل خطراً حقيقياً على الحياة.
فالجاهل الحقيقي الذي لم تتوفر له ظروف الدراسة يعرف حدوده ولا يتورط فيما لا يعرفه. لكن صاحبنا الذي قرر أن يتعلم على الكتب الرخيصة من نوع "تعلم اللغة السنسكريتية في أسبوع" والذي لم يتعلم من دراسته للسنسكريتية غير معرفة العنوان فقط سوف تُعَيِّنُه الدولة الجاهلية معلماً في مدرسة حكومية لتعليم مادة السنسكريتية!
3.
فهناك الكثير من مسلمي الانترنت، ولا أحد يعرف لماذا، لهم تصورات سخيفة وسطحية عن الثقافة والفكر الإلحادي والمركسية (هكذا يكتبون كلمة "الماركسية" ولا أعرف كيف يلفوظنها) ولأنهم "يناضلون" من أجل الجنة فلا بأس عليهم الدخول في مثل هذه المواضيع وهم لا يعرف عن الثقافة والفكر الإلحادي و"المركسية" أكثر من معرفتهم بالسنسكريتية!
وهذا سوء فهم فظ لحرية التعبير.
فحرية التعبير تعني أنَّ تعبر عن آرائك وتصوراتك عن العالم لا أن تنقل معلومات مزيفة وتكذب وتدعي ما لا تعرفه. إذ أن مثل هذا السلوك يسمى في جميع اللغات:
قلة أدب.
4.
فهل ثمة علاقة ما بين الفكر الإلحادي والماركسية؟
الجواب من غير شك: نعم.
إلا أنَّ الإجابة هذه، وكما هو واضح، لا تعني أنَّ الألحاد مرادف للماركسية - مثلما لا يجعل إيمان المسلمين والمسيحيين بكيان خرافي واحد متشابهين بالخرافات.
فالماركسي الحقُّ ملحد. وأقول "الحقَّ"، لأن هناك من الماركسيين العرب وقد يأسوا من الاقتراب من ملذات الدولة العربية قرروا أن ينقحوا نسختهم "الماركسية" والادعاء أن الدين ليس سيئاً كما كانوا يعتقدون سابقاً، مع إن الوقائع اللعينة تقول بأن الدين الآن أسوء بعشرات المرات من السابق.
5.
فإذا كان كلُّ ماركسيٍّ حقٍّ ملحداً فليس كلُّ ملحدٍ ماركسيِّ (حق أو مزيف).
وهذا ما يثبته تاريخ الفكر الإلحادي ونقد الدين الذي بدأ قبل ماركس بأكثر من عشرين قرناً في الثقافة الأوربية ومنذ أولى بوادر الفكر الفلسفي في اليونان القديمة. فنحن نعرف محاججات ديموقريطس وأبيقور وسقراط وغيرهم الكثير.
بل أنَّ الشكوك في وجود الآلهة يعود إلى عشرات الأضعاف من هذه السنين من هذا التاريخ في الثقافة الهندية القديمة.
أما تاريخ الإلحاد ونقد الدين في الثقافة الأوربية ومنذ عصر النهضة حتى الآن فإنه يمكن الاطلاع عليه مجاناً في كتب تاريخ الفلسفة وهي متاحة أمام مَنْ تعلم القراءة والكتابة.
أيُّ من الفلاسفة الأوربيين الذين نقدوا الدين كان ماركسياً؟
لابد وأنه نيتشة[!!!!]
ومع ذلك فإن الناقد الحقيقي للدين والذي عبد الطريق لماركس في نقد الدين هو الفيلسوف الألماني لودفيغ فويرباخ في كتابه "نقد الدين".
6
.
وماذا عن الملحدين العرب ومَنْ نقد الدين الإسلامي بالذات؟
مَنْ منهم كان ماركسياً؟
عبد الله القصيمي مثلاً، ذو الأصول السلفية؟
وماذا عن د. إسماعيل أدهم المصري مؤلف كتاب "لماذا أنا ملحد" 1937؟
ومَنْ مِنَ الملحدين الأتراك في القرن العشرين كان ماركسياً؟
وماذا عن رجال الأعمال والفنانين المشهورين عالميا من هوليود وخارجها – هل هم ماركسيين؟
7.
وأخيراً وليس آخراً:
لماذا يحمل المسلمون كل هذا الحقد إزاء ابن عمهم ماركس؟
كما أشرت لم يكن ماركس هو المفكر  الذي بدأ في نقد الدين. ولكن كن يبدو أن فكرة "الدين أفيون الشعوب" هي الجملة الوحيدة التي يعرفها المسلم من تاريخ الإلحاد. ولهذا فقد تحول ماركس العدو الأول!
إنها ثقافة"الفرفشة"!
8.
إن "فنَّ العباطة" لم يكن يوماً ولن يكن فناً، بل عباطة يمارسها أنصاف المتعلمين من خريجي كتاتيب الجوامع القروية!


الفرضيات الزائفة [2]: الإسلام دين الرحمة والسلام!

1.

"مِين ابْنُ الكلب الِّلي يِقُول غَيْر ذلك؟"

إنهُ سؤالٌ وجيهٌ!
"قَدْ" يكون فيه بعض "الخشونة!" لكنَّ نِيَّات السَّائِل حسنة – فكما يقول نَبِيَّه:
" إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ"!
فَنِيَّة السَّائل (وإنْ كان عصبياً ومنفعلاً بعض الشيء!) تميل إلى الرحمة والسلام!
أما ما معنى هاتين الكلمتين فهذا أمر غير جدير بالأهمية.. .؟!
2.
"الإسلام دين الرحمة والسلام" جملة خبرية. والجمل الخبرية تحتمل الصدق والكذب.
فكم نسبة الصدق فيها؟
السؤال ليس صعباً – بل هو سؤال بلاغي يحمل الإجابة في ذاته.
لكنَّ مسلماً محترفاً (للمحترفين تدفع مكافآت دائماً) لن يجيب على سؤال من هذا النوع. وعندما تقول له إن نسبة الكذب هي 100% بدليل الوجه الآخر للصورة.
فستراه يشهر مَا بحوزته من أسلحة باردة أو نارية (ولهذا كن بعيداً عن المسلمين مسافة كافية!) صارخاً بوجهك:
"مِين ابْنُ الكلب الِّلي يِقُول ذلك؟!"
(آمل إلا يفهمني القارئ بصورة خاطئة. أنا لا أعني بـ"الوجه الآخر للصورة" الوجه الآخر للصورة المنشورة في بداية هذا الموضوع، بل الواقع الحقيقي للإسلام: ما فعلته الدولة الإسلامية فقي العراق وسوريا وما فعله “العلويون" في سوريا والشيعة في العراق وإيران ...)
3.
طبعاً لا ضرورة لذكر "ابن الكلب" لأنَّ ابن الكلب، من الناحية الفقهية، هو من المحتمل أن يكون كلباً!
فالرجل (وعلينا أن نقول ما له وما عليه) يعترف بأنَّ الهِجْرَة كانت لأسباب مختلفة. ولكن هذا لا يغير من اللوحة شيئاً.
فماذا عن الإيمان؟
هل هو لوجه الله "تعالى" ولا شيء آخر؟!
4.
ثمة ثلاثة أنواع من الإيمان:
الأول، خوفاً من آلاف التهديدات التي يقف شعر الرأس من هولها التي تبدأ بــ:
فَأَمَّا مَن طَغَى* وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيَا* فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى* وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى!
وتنتهي بـ:
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ!
والخوفُ منشأه الجهل لا محالة.
كالخوف من الظلام؛
والخوف من الأماكن المرتفعة؛
والخوف من المجهول.
والخوف من الحقيقة.
وغيرها الكثير . . .
5.
والثاني، هو الطمع بعالم أفضل لا وجود له إلا هنا على الأرض. وهنا يكتسب الجهل صورته النموذجية:
وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ!
المعادلة في غاية البساطة:
إيمان مقابل تذكرة إلى الآخرة!
6.
وثمة نوع ثالث وهو القسم الأعظم من الناس وهم يتوزعون ما بين " قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كذلك يَفْعَلُونَ" و "الحشر من الناس عيد"!
إذن هم بين المطرقة والسندان بانتظار الفرج (اقرأ كلمة فرج كما شئت!). فتراهم يتقلبون ما بين إدراك قيمة الحياة الدنيا هنا على الأرض والشكِّ في أن يوجد عالم هناك ما وراء السحب.
وعندما ظهر أنَّ لا شيء وراء السحب وقد اختبر الكثير من الناس هذه الحقيقة وليس رواد الفضاء فقط (الجزء الأكبر من رحلات الطائرات المدنية يتم التحليق على مسافات عالية فوق السحب) تناسوا "الله" وخرافاته وقرروا العيش والنضال هنا وليكن ما يكون!
أما القسم المتبقي من هذه المجموعة فإنها باقية في مكانها وكأنها تمتثل للمثل الداغستاني:
إذا كنت لا تعرف إلى أين ستذهب، فابق في مكانك!
وليكن بقاء ميموناً!
7.
وماذا عن فرضية دين الرحمة والسلام؟

للمقال بقية . . .



الفرضيات الزائفة [1]: ثقافة "التواتر" الإسلامية!

 [أوهام بصرية]

1.
أنا أعرف مثلما يعرف الكثير من الملحدين بأن مناقشة مسلم حول عقائده الغيبية مهمة فاشلة لا جدوى من وراءها.
فالعقل الغيبي والإيمان التسليمي بما قاله “آلاف الإخباريين والمحدثين والفقهاء والقراء المتفرقين في الآفاق" كما يقول أحد مسلمي المنتديات لا يمكن أن يخضع للمحاججة. فالمحاججة العقلية تفترض نوعاً من الشك وتأمل الآراء المخالفة وإعادة المرء النظر بما يقوله هو نفسه وبمعلوماته.
أما التكرار الملل والساذج لفكرة "التواتر" هو نوع من الإيمان الذي لا يمكن أن يخضع لأي نوع من النقاش.
ومع ذلك فهذه واحدة من المحاولات لقول ما ينبغي التفكير به وفيه في آن واحد.
2.
إن قضية "التواتر" لهي قضية مضحكة لا يؤمن بها أحد آخر غير المسلمين.
فهي عن حق صناعة إسلامية. فهذه هي "البضاعة" المتوفرة بسبب غياب الأدلة النصية والتاريخية. فالتواتر الشفهي لا يختلف عن تواتر "حكايات آلف ليلة وليلة" مع الفارق هو أن "الحكايات" نص مكتوب رغم اختلاف الصيغ. بل أن خرافة "التواتر" دليل على غياب الأدلة. أما ما يتعلق بالقراءات (العشرة والاثنتي عشر و ...) فهي عملياً تنسف خرافة التواتر من الداخل المتعلق بكتاب محمد.
3.
إن أية فرضية علمية (وليست زائفة) تفترض قابلية التكذيب (كار بوبر). وقد كتبتُ بهذا الصدد أكثر من مرة وأنا مضطر لتكراره.
إذ لا يكفي أن تتوفر إمكانية وجود ما يمكن أن يصلح للبرهنة على صحة "فرضية" ما من وجهة نظر صاحب الفرضية (والذي يعتقد بأنه الوحيد الموجود الذي على الأرض!) وإنما ضرورة توفر إمكانية لدحض هذه الفرضية من قبل أشخاص آخرين – من قبل مراقبين حياديين. وإذا غابت هذه الإمكانية فإن الفرضية ليست علمية. فلعبة أن “آلاف الإخباريين والمحدثين والفقهاء والقراء المتفرقين في الآفاق" هي لعبة كلامية لا يمكن البرهنة لا على صحتها ولا على زيفها - ولهذا فهي مزيفة!
وإنَّ لهذا الاشتراط قيمة هائلة في مجال البحوث الإنسانية. ومطلب القابلية للتكذيب من أهم المبادئ التي تقوض الدراسات الدينية من حيث الأساس لأنها تستند في عملية الاستدلال إلى اقتباس وحيد الجانب على ما "يبرهن" و"يدعم" و"يؤكد" الفرضية المطروحة (عبر التداول الشفهي) وتجاهل رهيب لكل الاعتراضات الممكنة والأدلة المناقضة والحقائق التاريخية للفرضية المعنية.
إذن، القضية التي لا تتوفر فيها القابلية للتكذيب هي قضية ليست علمية – هي قضية زائفة.
و"التواتر" قضية زائفة.
4.
لماذا؟
لأن "التواتر" هو تكرار لما قاله السابقون بصورة تسليمية وهو يستند إلى الإيمان – والأيمان العقائدي التسليمي لا يقبل أي شيء يعارض العقيدة. وهذا هو منطق "آلاف الإخباريين والمحدثين والفقهاء والقراء المتفرقين في الآفاق" الذين يفخر بهم المسلم:
"الإيمان" بصحة ما قاله السابقون (وخصوصاً من القرون الثلاثة الأولى) والتسليم به على علاته وبمرور الوقت يتحول إلى عقيدة والعقيدة تتمظهر أمام المؤمن وكأنها حقيقة تاريخية.
فذات "التواتر" هذا، وعلى سيب المثال من مئات الأمثلة، يقبل بأن اللغة "توقيف" من الله وليس مواضعات يتفق عليها البشر. وإن عمليات تشكل اللغة كانت تجري أمام أعينهم لكنهم عجزوا عن رؤيتها أو قبولها لا لسبب إلا لأن فلان أو علتان قد قال بأن اللغة "توقيف" من الله!
فهل ثمة أسخف من اعتقاد "التوقيف
الجواب: لا، لكنه متواتر!
5.
ولو صحت خرافة التواتر فإن المئات من الأخطاء اللغوية (الإملائية والنحوية والأسلوبية ولن أتحدث عن العلمية والتاريخية) في نص "قرآن محمد" تثبت أن الأمر يتعلق بتواتر قوم لم يكونوا يدركوا قواعد اللغة التي يستخدمونها في عملية النقل الشفاهي. وإن مضمون "مادة التواتر" هو تراكم دام أكثر من قرن ومن مصادر مختلفة يهودية ومسيحية وزرادشتية وغيرها. وهذا ما تعكسه مئات الكلمات الأجنبية المعترف بوجودها والتي لا علاقة لها باللغة العربية.
بل أن القبول التسليمي بما قاله الأولون أدى إلى قبول ما لا يقبله العقل والمنطق والمعارف التي في حوزة " آلاف الإخباريين والمحدثين والفقهاء والقراء المتفرقين في الآفاق " أنفسهم: وأعني الأخطاء الإملائية والنحوية في "قرآن" محمد!
ومن بين عشرات الأخطاء الإملائية والنحوية ثمة مثالان صارخان فاقعان ويفقآن عيني القارئ وهما:
كلمة "لَأَأْذْبَحَنَّهُ" في سورة النمل/آية 21 وكلمة "بِأييْدٍ" في سورة الذاريات: الآية 47 (ترد هذه الأخطاء في جميع نسخ القرآن التي بحوزتي ومن ضمنها: أحدى طبعات "مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد") .
واعترف صادقاً بأن أخطاءً من هذا النوع طبيعية الحدوث تماماً في زمن لم يتم إتقان الكتابة والخط بعدُ (ولن أناقش الآن قضية صحة مصادر القرآن). ومن أكثر الأمور طبيعية أن يتم تصحيح مثل هذه الأخطاء. لكن "عقيدة التواتر" الغيبية تُحَجِّر العقل واليدين على حد سواء!
ويمكن المضي إلى أبعد من ذلك. فالقبول التسليمي بما قاله الأولون (وهو أساس "التواتر" و"الإجماع") أدى إلى قبول عشرات "الأحاديث" من نوع " إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكًا، وإذا سمعتم نهيق الحمر فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطانًا "! وهو كلام سخيف ساذج مسيء للعقل الإنساني. ولكن وبسبب التواتر تحول عند المسلمين إلى عقيدة صادقة لا تقبل النقاش!
6.
لكن مهزلة "التواتر" لها وجه آخر:
على أي نوع من المصادر يستند "التواتر" الذي تحول إلى عقيدة؟
الجواب كارثي حقاً:
إنه يستند إلى "شهادة" واحدة من أكثر الشخصيات الإسلامية ابتذالاً من أمثال: أبي هريرة!
وأبو هريرة هذا (أعني شيخ المضيرة) الذي تقول عنه السيرة المتواترة ذاتها (وليس سيرة أخرى) بأن عمر بن الخطاب ضرب أبا هريرة بالدرة ومنعه من "قول الحديث والكذب على الرسول" وطرده من المدينة ولم يعد إليها إلا بعد موت عمر. (وهناك من يشير إلى أن ذات الشيء حدث في فترة عثمان).
إذن هذا واحد من أصول "التواتر"!
أبو هريرة!
7.
غير أن أبا هريرة تفصيل واحد من تفاصيل أصول "التواتر".
الكارثة الإسلامية هي البخاري و"صحيحه"!
لقد صدرت كتب كثيرة لكتَّاب مسلمين تتحدث عن كارثة البخاري وأبي هريرة من بينها:
جناية قبيلة حَدَّثنا لجمال البنا
جناية البخاري – إنقاذ الدين من إمام المحدثين لزكريا أوزون
أبو هريرة وأحاديثه في الميزان لنور الدين أبو لحية
أكْثَرَ أبو هريرة لمصطفى أبو هندي
أبو هريرة شيخ المضيرة لمحمود أبو رية
لكن الكتاب الذي حظي "باهتمام" السلطة اللاهوتية الإسلامية في المغرب أكثر من غيره وأدى هذا "الاهتمام" إلى منعه هناك بقرار من المحكمة هو كتاب: "صحيح البخاري - نهاية أسطورة" للكاتب المسلم رشيد أيلال.
يقول الكاتب في مقدمته (أما الكتاب فعلى المسلمين قراءته):
"ومن الكتب التراثية التي لقيت انتقاداً كبيراً منذ تأليفها كتاب "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله (ص) وسننه وأيامه الشهير بالجامع الصحيح أو صحيح البخاري، حيث أنجزت العديد من الدراسات والبحوث والتحقيقات التي تناولته بالانتقاد، لإبراز الأحاديث الواردة فيه، سيما الأحاديث المناقضة للعقل والعلم والقرآن، والأحاديث المنحولة والمأخوذة من الإسرائيليات".
إذن هذا الكتاب المناقض للعقل والعلم (ولا يهمني مناقضته لقرآن محمد) تحول إلى "قرآن ثانٍ". فَقَدْ آمنَ المسلمون (والسُّنة بشكل خاص) بالبخاري وقد اعتبروه "أمير المؤمنين في الحديث" وإن الإساءة إليه بمثابة الإساءة للدين. بل أن كتبه وهذه واحدة من معجزات "صحيحه" اكتسبت قدرات لا يحملها غير القرآن:
"إن صحيح البخاري ما قرئ في شدة إلا فُرجت، ولا رُكِب به مَرْكَبٌ فغرقت"
"وقد جرى على العمل بذلك كثير من رؤساء العلم، ومقدمي الأعيان، إذا ألم بالبلد نازلة مهمة، فيوزعون أجزاء الصحيح على العلماء والطلبة . . .إلخ"
[قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث، محمد جمال الدين القاسمي، 2004 بيروت، ص 455]
هذا هو الأساس الذي يستند إليه "التواتر" الإسلامي – الفرضية الزائفة.
أنظر للمزيد:
8.
فهل هذا كل شيء؟
الشيعة (وهم الطائفة الثانية بعد السنة – من حيث الأهمية والحجم رغم أن هذا سوف يزعج الشيعة!) ترفض رفضاً قاطعاً جزءاً كبيراً من هذا "التواتر" السني، بل هي ترفض الكثير من أصول التواتر وعلى سبيل المثال كل ما قاله أبو هريرة. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الشيعة اختلقت "تواترها!" الخاص بها الذي يتناقض جملة وتفصيلاً مع "تواتر!" السنة في الكثير من القضايا كالإمامة والخلافة وهي تعتبر كامل "تواتر!" التاريخ السني بما يتعلق بالخلافة اغتصاباً للسلطة.
9.
ولنتحدث عن "قرآن" محمد “المصون من التحريف والتلف".
إذا كان "تواترهم" بكل هذه المصداقية والعظمة لماذا يوجد:
مصحف فاطمة ومصحف علي بن أبي طالب ومصحف أم سلمة ومصحف أبي بن كعب ومصحف ابن عباس ومصحف عائشة ومصحف عبد الله بن مسعود و.. و .. و .. و
هل يمزح هؤلاء البشر؟
أين هو التواتر والأمر يتعلق بقدس أقداسهم؟
وكيف حدث أن قام "داجن" بأكل آيات من هذا "القرآن" في غرفة عائشة؟
وكيف يحتاج هذا الكتاب المكتوب في اللوح المحفوظ إلى شهادة اثنين لكي يتم قبول أية آية من الآيات كما تقول الحكاية الإسلامية حول جمعه من قبل عثمان؟
وهل شهادة اثنين كافية لمصداقية الآية المعنية - طالما يتعلق الأمر بشهود؟
وماذا عن الآيات التي لم يدع بها غير شاهد واحد؟ والآيات التي أكلها الداجن؟
10.
وأخير وليس آخر:
هذا هو تواتر المسلمين المقدس الذي يستند إلى الرغائب وغياب الحقائق والأدلة.
فلماذا لا يبحث المسلمون عن وسيلة دفاعية أخرى عن عقيدتهم بسبب فشلهم في إثبات صحة تاريخهم – إن كانت له صحة؟!



أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر