منع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات دكتاتوريات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دكتاتوريات. إظهار كافة الرسائل

كيم جونغ أون: " I Want to Break Free"

 

1.
الرفيق يغني!
ليشير لي القراء الذين لا يقدرون حق القائد الملهم كيم جونغ أون الخفيف الظل دكتاتوراً عربياً واحدا بكل هذه البهجة وتمجيد الحرية كما هو الرفيق كيم جونغ أون!
ليقدموا لي مثلاً واحداً يمكن أن يكون في مصاف الروح المنطلقة والفرح الغامر الذي يتصف به القائد الملهم كيم جونغ أون!
لا يوجد!
وهذا ما يعرفه الجميع.
2.

" I Want to Break Free"
- أريد أن أتحرر!
هذا ما يتغنى به الجيش والشرطة وقوات الاحتياط وهيئة أركان الجيش وقوات المدفعية والقوات الجوية وحرس السواحل وفرق المظليين والأمن والمخابرات و"الفتيات الحسناوات" - الفرقة الموسيقية الخاصة للرفيق القائد وفي مقدمة الجميع: القائد الملهم كيم جونغ أون الخفيف الظل!
3.
تعالوا إلى بلاد الحرية!
بلاد القائد الملهم كيم جونغ أون الخفيف الظل!















الإنجازات التاريخية لجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية في عهد الرفيق القائد البارز كيم جونغ أون

رأس السلطة كيم جونغ أون
1.
إنَّ قلمي ليعجز عن التعبير، والكلمات قاصرة عن وصف منجزات الرفيق والقائد الملهم والعبقري كيم جونغ أون.
الذي أخذ بيد الشعب الكوري إلى قمة المجد وحقق انتصارات ساحقة لم يسبق لها مثيل ما استطاع أحد غيره تحقيقها.
2.
ليس الشعب الكوري الشمالي، كما يعتقد البعض، شعباً متبطراً كباقي الشعوب؛ وليس شعباً أنانياً لا يرى غير مصالحه الذاتية الضيقة؛
الشعب الكوري الشمالي شعبٌ أصيلٌ وفخور بأصالته وهو يناضل من أجل السلطة الشاملة القوية الجميلة ولكن ليس لنفسه، كما تفعل الشعوب الأخرى المدللة، وإنما لرأس السلطة للقائد الملهم والابن الحنون للشعب الكوري الشمالي كيم جونغ أون الجميل والخفيف.
فلكي يستطيع الشعب أن يتمتع بالخيرات الوفيرة والحرية الواسعة الآسرة والبهجة الغامرة فإنه لابد من وجود عدالة. ولا يمكن للعدالة أن تقوم بدون قائد عادل حكيم مُلهم وجميل لا يسعى إلى السلطة من أجل السلطة، ولا يريد السلطة لنفسه وإنما لكي يذود بها عن حمى جمهوريتنا الديموقراطية الشعبية المظفرة ضد مؤامرات الإمبريالين والرأسمالين المقيتة.
جماهير كورية فرحة بالقائد
إنَّ هدف القائد الشاب المُلهم كيم جونغ أون هي سعادة الشعب – وسعادة الشعب وبهجته فقط من جميع الفئات، لا لهذا أو ذاك فقط، كما يسعى الرأسماليين المقيتين.
3.
لقد قطعت جمهورية كوريا الشمالية أشواطاً مهمة في إرساء البناء الاشتراكي الحكيم وإقامة المشاريع التنموية العملاقة والخلاقة استلهاماً للبرنامج البعيد المدى الذي صممته عبقرية المؤسس الملهم كيم إل سونغ والقائد العزيز كيم جونغ إل وأخيراً أصبحت الثورة والتطور الاشتراكي الناجح في يد كيم جونغ أون الشاب الخفيف والجميل والعبقري.
4.
لا يمكن أنْ يكف القلم عن الكتابة والقلب عن التعبير بالجميل للقادة العظام الذين استطاعوا أنْ يعيدوا ثروات البلاد إلى يد الشعب ومن أجل خير وازدهار الأمة الكورية الشمالية العظيمة بقيادة حزب العمال الكوري وبرئاسة القائد الملهم كيم جونغ أون الشاب الخفيف والجميل والعبقري.
كيم جونغ أون وسط الجماهير
4.
إنه قائدنا المحبوب الخفيف والجميل كيم جونغ أون الذي يتفانى الشعب في حبه واحترامه وتبجيله وبذل كل غال ونفيس من أجله ومن أجل الاقتراب منه.
5.
ولهذا فإن الإمبرياليين والرأسماليين المقيتين مغتاظون من ذلك. فهم لا يفهمون بأنَّ من مصلحة وأهداف الشعب هي الحياة وتوفر البضائع "!" وغياب البطالة "!" وانعدام الفقر "!"في كوريا الشمالية الديموقراطية الشعبية لا أوهام الحرية والديموقراطية أو ممارسة السلطة أو العمل على تفرقة الصفوف وإحداث القلاقل. فكل مواطن في مكانه الملائم والصحيح لا أنْ يلتهي بأمور لا يفهمها ولا يعرف إدارتها.
6.
ولهذا فإنَّ الجيش والشرطة الشعبيتين جداً في قبضة قائد الشعب القوية والحازمة وليس في يد أعدائه من الرأسماليين واللامباليين المقيتين.
كيم جونغ أون وسط قوات الجيش وجندية باكية تحضنهفالجيش والشرطة وجميع الأجهزة الدفاعية عن الثورة والشعب تقف معه وإلى جانبه صفاً واحداً وتتمنى لمسه ولو قليلاً والاقتراب من جسده الخفيف والجميل.
وكما تشاهدون الجندية المقدامة الجميلة آن يونغ مي التي تركت طفليها وزوجها المريض وجاءت تسعى إلى معانقة القائد الملهم كيم جونغ أون الشاب الجميل والعبقري حتى تستلهم منه القوة والدروس والحكمة ومثال القدوة والفخر المتعالي.
7.
في كوريا الشمالية الديموقراطية الشعبية من حق المواطن أن يحب القائد، ومن حقه أن يمدحه كثيراً وأن يمنحه التقديس والتبجيل، ومن حقه أن يسمع كلامه؛ ومن حق الشعب أن يدافع عن القائد حتى الموت، ومن حق المواطن أن يطيع القائد الملهم ويمشى على خطاه.
فهذه هي الحرية اللامحدودة التي تحلم بها البشرية استناداً إلى التراث الديموقراطي للشعب الكوري الأبي.
وقد منح الدستور الكوري جميع المواطنين حق السير في الشوارع جنباً إلى جنب القائد الملهم.
كيم جونغ أون وحده في شوارع أحد الأحياء الفارغة من الناس
فها هي الشوارع مكتظة بالناس والحياة والسعادة. فالمواطن الكوري الشمالي يولد حراً ويموت حراً في جمهورية كوريا الشمالية الديموقراطية ولا يغادرها ولن يغادرها إلا تنفيذاً لرغبة القائد الملهم المحترم جداً من قبل جميع المواطنين.
كيم جونغ أون وحده في شوارع أحد الأحياء الفارغة من الناس
فنحن نولد على أرض كوريا الشمالية الديموقراطية الشعبية بفضل قيادة الحزب والقائد لا من أجل أهداف عشوائية لا معنى لها، وأغراض شخصية ضيقة، ورغائب ذاتية مقيتة من أجل عوائلنا وأطفالنا وإنما فقط وفقط من أجل قائد الدولة الملهم كيم جونغ أون الشاب الخفيف والجميل والعبقري الذي بفضله وبحكمته نعيش ونحصل على غذائنا وشربنا ومساكننا ونمتلك القوة والتحدي الكبير.
ماذا كنا قد فعلنا لولا القائد الملهم كيم جونغ أون الشاب الجميل والعبقري؟!
وكيف كان بإمكاننا أن نواجه تحديات الحياة بدون القائد الملهم كيم جونغ أون الشاب الخفيف والجميل والعبقري؟!
8.
نحن نؤمن من الأعماق بأنَّ وجود القائد الملهم كيم جونغ أون الشاب الجميل والعبقري هو ضرورة تاريخية لوجود الشعب الكوري الشمالي البطل، وحتمية تاريخية لمواصلة الدرب الذي بدأه الأب القائد المؤسس كيم إل سونغ ومن ثم القائد العزيز كيم جونغ إل.
سوف نواصل الطريق مضحين بمصالحنا وحياتنا ورفاهيتنا من أجل شيء واحد واضح ومحدد: وهو قوة وحياة قادة الشعب الأبطال ومن أجلهم فقط.
تحيا كوريا الشمالية الديموقراطية الشعبية!
المجد والخلود لقادتنا العظام الأب القائد المؤسس كيم إل سونغ ومن ثم القائد العزيز كيم جونغ إل!
الحب الكبير والتثمين العالي والطاعة المختارة التي لا حدود لها لابن الشعب البار والغالي القائد الملهم كيم جونغ أون الشاب الخفيف و الجميل والعبقري!
وثورة حتى النصر!


انظر واستمع:
مارشات كورية بهيجة ومسيرات عسكرية متفائلة بمناسبة الذكرى الـ 70 لتأسيس جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية حيث يتحول الجنس البشري إلى "أشياء" متحركة مدهشة خلابة:

تنبيهات هامة:
1. إنَّ أيَّ تشابه في ألقاب قادة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية الجميلة مع ألقاب الحكام العرب الجميلين التي سبق وأن أشرت إليها في مواضيعي مثل [ "القائد" و"الرئيس القائد" و"الأب الحنون" و"حامي الحرمين" [طبعاً سوف أغض النظر عن التحوير السياسي الحقود "حرامي الحرمين"] و"الزعيم المقدام " و"قائد الإنسانية" و"صاحب القلب الكبير" و"الحامي" و"الراعي" و"القائد الحاني" و"المعلم" و"قائد العمل الإنساني"] مثلما يتعلق الأمر بالأحداث والمنجزات الكبيرة للأنظمة العربية هي محض صدفة.
2. ربما سوف يتساءل أحد القراء الظرفاء [الذي يعرف ما يجري في دولته من خلال محطات الإذاعة والتلفزيون الرسمية] لماذا أتحدث عن الإنجازات التاريخية لجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية الجميلة ولم أتحدث عن إنجازات الحكام العرب؟
فجوابي بسيط جداً. فقادة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية الجميلة مجرد مثال ملهم، قد يكون فيه بعض الاختلاف عن الحكام العرب الذين لا يقلون جمالاً لكنهم مصنوعون من نفس الطينة. فـ"رب العالمين" رب الأكوان والأرضين والصوماليين "يخلق من الشبه أربعين".
فلا تحزن أيها القارئ!

وأخيراً:
هل أدركت أيها القارئ مغزى هذا الموضوع السريالي؟




سؤال من "رب العالمين" عن إسرائيل وفلسطين: لماذا تخالفون كلامي أيها المسلمون؟

[رب العالمين غاضباً: من أنتم حتى تأوِّلون كلامي أيها ...... - توصيف جارح]


1.
استناداً إلى "سيد المرسلين" [وهذا ما يعرفه الكثير  الملحدين والمسلمين] بأنَّ ربَّ العالمين" قد قال بلسان موسى [الشخصية المحورية في كتاب المسلمين]:
"يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين"!
فــ" قالوا يا موسى إنَّ فيها قوماً جبارين وإنَّا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنَّا داخلون" - ولهم الحق في ذلك فهم خائفون. فالناس لا يريدون المجازفة بحياتهم وهناك " قوم جبارون".
فغضبَ "رب العالمين" فأزبد وأرعد وتَعَصَّبَ وقال نقلاً عن موسى طبعاً:
"فإنَّها محرمة عليهم أربعين سنةً، يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين".
2.
وهذا كلام غريب عجيب من "ربٍ" كـ"رب العالمين".
فما هو وجه "الفسق" في خشية الناس من "القوم الجبارين"؟ ولماذا يعاقبهم لأنَّهم خائفون؟!
أليس من المنطقي [والله يعرف ما في السماء والأرض] أن "يبيد" "القوم الجبارين" على عادته المعروفة مرسلاً لهم طيراً أبابيل أو"طوفاناً" من هنا وبضع "صواعق" من هناك ويمهد الطريق لبني إسرائيل الذين "اختارهم" هو شخصياً وعلى علم من لدنه وفضلهم على العالمين أجمعين؟!

ولماذا يأخذ بيده اليمنى ما أعطى باليد اليسرى [أو بالعكس]؟

3.

ومع ذلك فلننس هذه المَخْرَقَة.
وهكذا وبعد أنْ انقضت الأربعون سنةً، وبعد أنْ قضى منهم من قضى نحبه، وحسب الكهنوت التفسيري، وبقيادة يوشع بن نون [وقد اختلفوا هنا أيضاً إن كان هو أم موسى] عاد من تبقى من بني إسرائيل إلى "الأرض المقدسة" التي وعدهم بها "رب العالمين" ولا أحد يعرف "العبرة" و"الحكمة" من هذا غير أنَّ له "علم".
4.
ولأنني أعرف "ملاعيب" و"شقاليب" المسلمين فقد "بحثتُ" وبقدر ما تسمح لي "سنين عمري" في كتب التفسير لعلني أجد ثمة "تخريج" كالعادة و"تأويل" فيه مزيج من الفرادة والتخييل للرقم "40 عاماً" يقلب الأمور ويحبط السرور على بني إسرائيل.
ولكن، لا أعرف هل هو "لسوء الحظ" أم " لحسن الحظ"، لم أجد غير شيء واحد لا غير:
الـ 40 سنة الواردة في "كلام رب العالمين" هي 40 سنةً بالكمال والتمام لا تأويل فيها ولا ألعاب حسابية وأرقام انقلابية – 40 سنة كاملات من غير تورية ولا مجاز. فـ" ربُّ العالمين" يعرف علم الحساب والمعادلات.
5.
وهكذا واستناداً إلى كتاب المسلمين بالذات وهو " قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ!"، ولم أضف منى ولا كلمة واحدة، يظهرُ بأنَّ "رب العالمين" قد وهب بني إسرائيل أرض فلسطين هبة لا رجعة فيها لهم ولأحفادهم وأحفادِ أحفادِ أحفادِ أحفادِهم إلى يوم الدين . . .
6.
وهذا هو عين السخف الديني، أيها القارئ الذي لم يودع عقله!
بل إنه مصيدة وقد عجز الكهنوت الإسلامي عن الخروج منها من غير ذَنَبٍ مقطوع:
فـ"رب العالمين" وحسب كلام "سيد المرسلين" قد فضَّل بني إسرائيل على العالمين ووهبهم فلسطين حتى يوم الدين وانتهى الموضوع!
فهل يساوي هذا "الكلام" شروى نقير؟
 
تنبيه [وغالباً ما لا ينفع التنبيه]
الكل يعرف بأنني لا أشتري "كلام الله" بفلس واحد [أو شيكل واحد – حسب وجهة نظر المدعي وليس المدعي عليه]؛
ولا أشتري كلام "أنبياءه" و"أئمته" بذات الثمن. فهو [أيْ الكلام] وهُمْ على حد سواء خرافةٌ من أكثر الخرافات قدماً في التاريخ وأبعد ما يكون عن العقل والمنطق السوي؛
ولا أشتري كلام الكهنوت الإسلامي ولا مريدي العقائد الدينية جميعها وأياً كانت حتى بأقل من فلس واحد فهو تخريف ومَخْرَقَةٌ.
فليست "الأرض" ملكاً لخرافة "قرروا" أنَّها "قررت" أنْ تهب لهذا أو ذاك وما شاءت أنْ تهب.
فالأرضُ في فجر التاريخ البشري ما كانت لأحد وسكنها البشر من غير أنْ يأخذوا موافقة أحد. ولأن الحضارات تقوم وتنهار وتحل إحداها محل الأخرى، والبشر يهاجرون من مكان إلى مكان طلباً للماء ووفرة الغذاء ومناطق صالحة للرعي والعيش؛ وحدثت آلاف الكوارث الطبيعية، مثلما اندلعت آلاف الحروب والحرائق فبدلت الكثير من بقاع الأرض سكانها، مثلما بدل الكثير من البشر سُكْنَاهم ومواقع استقرارهم، حتى لم يعد يُعرف من كان هنا، وأين هاجر، ومتى جاءت هذه الأقوام إلى هذا أو ذاك المكان حتى ظهور الدول والحُكَّام وأصحاب المقاطعات فقاموا بترسيم الحدود واقتطاع الأرضي والسيطرة عليها إما استناداً إلى مبدأ الأسبقية أو بالقوة والاستحواذ.
و"فلسطين" التي يموت من أجل السكن فيها الآلاف من الأبرياء سكنتها أقوام كثيرة واحتلتها أقوام كثيرة بالسلم مرة وبالغزو وحدِّ السيف ومبدأ الاستحواذ مرات كثيرة من الآراميين واليهود والروم، وسبقتهم أقوام أكثر قدماً، حتى وصل أعراب الصحراء ، ثم سكنها يهود ومسيحيون ومسلمون؛ فتخالطوا واختلطوا فاختلطت الأصول مثلما اختلطت الفصول وها نحن أمام كوارث التاريخ ومآسيها وحسب الأصول!
هل اتضح الأمر؟
واستناداً إلى حكم التاريخ [وأحكام التاريخ ليست عادلة دائماً] ووقائع السياسة و"موازين القوى" وافق الفلسطينيون أنفسهم والغالبية العظمى من البشرية دولاً وحكومات ومؤسسات ومنظمات [والحكومات العربية من بينهم] على أنْ تقوم دولتان: إسرائيلية وفلسطينية كاملتا الحقوق والشرعية لكي يتنفس الشعب الفلسطيني الصعداء والعيش بسلام.
هل اتضح الأمر؟
 
إشارة أخيرة:
هذا النص، الذي يسميه المسلمون "سورة المائدة"، هو واحد من أكثر الأدلة قوة وعمقاً على الأصول التوراتية لكتاب المسلمين – بل يكشف عن الميل العاطفي العميق لمؤلف [أو مؤلفي] القريان إزاء بني إسرائيل وشغفهم بهم. فهذا الكتاب "القريان" كتاب يروي قصة موسى [يرد اسمه 136 مرة بينما اسم محمد قد تم حشره لاحقاً 4 مرات] وبني إسرائيل [40 مرة] أكثر من أي شيء آخر. ولكن لا ترد ولا مرة واحدة كلمة "عرب، وإنما وردت كلمة "الأعراب".
و"الأعراب" هم البدو الرحل. أما صفة "عربي" التي وردت 5 مرات فهي تتعلق بـ"اللغة" فقط. ولا علاقة ما بين "اللغة العربية" و"العرب والأعراب". وهذا موضوع آخر آمل أنْ أصل إليه.
 
 


لماذا بوتين على حق عندما يخشى على حياته؟ [2]: ملحق/ تاريخ اغتيالات الحكام العرب/ عرض تاريخي مختصر



1.
تكمن أهمية هذا الملحق المختصر حول مصير الحكام المسلمين في الماضي الحاضر [والمستقبل!] هي تقديم مثال تطبيقي على أنَّ الحكام المستبدين عاجزون عن التخلي عن السلطة إلا بثلاث طرق [والاستثناءات نادرة جداً]:
- إما بالاغتيال؛
- وإما بالموت الطبيعي؛
- وإما بانقلاب.
2.
وفي جميع الحالات ترك الحكام العرب وراءهم حمامات من دم المخالفين والمختلفين معهم والمعارضين لسلطتهم والكارهين لحكمهم حتى لو لم يشكلوا أية مخاطر على هذا الحكم [وهذه حكاية سوداء تحتاج إلى موضوع مستقل].
فالحاكم المسلم في الماضي والحاضر لديه تصورات خرافية عن نفسه وعن "حقه" في امتلاك الحكم ورغائب غريبة عجيبة في تأبيد سلطته حتى مماته [أو تصفيته جسدياً] أو توفير الشروط السياسية لتنصيب أبناءه. وفي التاريخ المعاصر لحكام مملكة الظلام أمثلة كثيرة يراها الجميع وهي مساعي حافظ الأسد وصدام حسين والقذافي وحسني مبارك في الاعداد لتنصيب أبنائهم. إذ لم ينجح إلا حافظ الأسد في تنصيب ابنه فإنَّ فشل الآخرين هو أمر خارج عن إرادتهم والكل يعرف مصيرهم.
أما ما يتعلق بمساعي "الملوك!" بـ"تهيئة الأوضاع" لحكم أبنائهم من بعدهم فهي لا تستحق حتى التعليق.
3.
وكما أشرت في موضوع [جذور الثقافة القمعية للدولة العربية[1]] فإنه ما خلت سلطة عربية/ إسلامية من القمع الرسمي للمعارضين سياسياً وللمختلفين دينياً. وأن ثقافة القمع التي يمارسها "أصحاب السلطة والخاضعين لهذه السلطة أرست "تقاليد" الاغتيالات المضادة وهذا ما تكشف عنه قائمة الاغتيالات الطويلة لرؤوس السلطة:
- يسرد الكتَّاب المسلمون عدة محاولات اغتيال لمحمد.
بل أن موته مسموماً من الاحتمالات الشائعة في كتب المسلمين.
- وهذا ما يتعلق أيضاً بموت أبي بكر. فموته مسموماً هو من الأخبار التي تناقلتها الكتب الإسلامية.
ومن أجل إبعاد الشبهات عن مسؤولية المسلمين في تسميم محمد وأبي بكر فقد قرر "الرواة" " تلفيق "حدوتات" عن مسؤولية اليهود في هذه الاغتيالات .
ومن "الطريف" - إذا كان في الأمر متسعاً من الطرافة، هو أن طريقة اغتيال أبي بكر تكرار ممل لطريقة اغتيال محمد!
- وإذا كانت أخبار هذين الاغتيالين من الأخبار التي لم تحظ بــ"الإجماع! " فإن اغتيال عمر وعثمان وعلي قد "أجمع " هواة الإجماع عليها!
إذ قُتل عمر بن الخطاب بخنجر أَبي لُؤْلُؤَةَ؛
وعثمان بن عفان قُتل بهمجية بسيوف "المسلمين" الغاضبين؛
ولم يخرج علي بن أبي طالب بموته عن التقاليد الإسلامية. فقد قتل بسيف عبد الرحمن بن ملجم في أثناء الصلاة أمام مئات الناس من أنصاره.
[هذا ما تقوله السير الأدبية الإسلامية]
 
4.
وبعد تصفية "الخلفاء الراشدين!!!" الذين كانوا أبعد ما يكون عن الرشد فإن خَلَفَهم من "الخلفاء" لم ينجُ منهم الكثير:
فقد قتل عبد الله وطلحة بن الزبير في حروبهما مع يزيد بن معاوية ومن ثمن عبد الملك بن مروان؛
فقد قتل عبد الله وطلحة بن الزبير في حروبهما مع يزيد بن معاوية ومن ثمن عبد الملك بن مروان؛
- وهذا أيضاً مصير مروان بن الحكم : يقال أن امرأته خنقته بمخدة؛
- عمر بن عبد العزيز : يُعتقد أنه مات مسموماً؛
- الوليد بن يزيد - قطّع بالسيوف؛
- إبراهيم بن الوليد: مات غرقاً؛
- مروان بن محمد - قتل بالسيف؛
- السفاح :قيل سمَّ ولم يصح، وقيل مات بالجدري؛
- محمد المهدي بن جعفر المنصور: مات مسموماً؛
- الهادي [بن محمد المهدي وأخو هارون الرشيد] مات مسموماً (وثمة من يعتقد بأنه مات خنقاً) من قبل أمه الخيزران لأنه قرر جعل ولاية العهد لولده جعفر وخلع هارون الرشيد من ولاية العهد؛
- هارون الرشيد: يقال أنه مات بسبب علاج خاطئ من طبيبه؛
الأمين: قتل بالسيف؛
المتوكل قطّع بالسيوف ؛
المنتصر: يعتقد أنه مات مسموماً؛
المستعين: قُتل بالسيف؛
المعتز: أدخل في الحمام وأغلق [عليه] حتى مات؛
المهتدي : قتل بخنجر؛
المعتمد: يعتقد بأنه مات مسموماً، وقيل وقع في حفرة ملئت بالريش فاغتّم ، فمات؛
المقتدر: قطع بالسيوف؛
المنذر : قيل سمّه أخوه في مبضع؛
هشام المؤيد : قتل خنقاً؛
المهدي: قطع بالسيف؛
سليمان بن الحكم: قطع بالسيوف ؛
المستظهر: قتل بالسيف؛
المستكفي: مات مسموماً؛
القاسم بن حمود: مات خنقاً [ثامن خلفاء الأندلس، وثاني حكام بني حمود]؛
علي بن حمود: قتل بالخناجر.[ الناصر لدين الله أبو الحسن علي بن حمود -سادس خلفاء الأندلس، وأول حكام بني حمود،]؛
يحيى بن علي بن حمود: قتل بالسيف؛ حسن بن يحيى بن علي بن حمود: مات مسموماً . ..
هذا عرض مختصر حقاً وإنَّ العرض الكامل يكاد يكون تكراراً مملاً لمصير الحكام المسلمين الآخرين.
5.
أما الحكام العرب المستبدون "المعاصرون" والمعارضون لهم على حد سواء فإنهم لم يتخلوا عن تقاليد السلف. إذ أصر الحكام العرب على السلطة و تشبثوا بها "حتى آخر رمق" ورفضوا مغادرة الحكم حتى في فيما يسمى "الجمهوريات العربية] من غير انقلاب أو تصفيتهم جسدياً أو الموت الطبيعي في أثناء سلطتهم. ولهذا فإنه لم يبق أمام المعارضين لهم غير ثقافة التصفيات الجسدية. فأضحت الانقلابات [والانقلابات المضادة العلنية والمستترة] الدموية والتصفيات الجسدية [المرئية أو المستترة] هي الطريقة الوحيدة لتبادل السلطة!
6.
وهكذا:
ففي القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين تعود عجلة القتل التي صنعتها الخلافة الإسلامية من جديد وتم تصفية الكثير من الحكام العرب وعلى أيدي عرب مسلمين:
- من بين 9 ملوك ورؤساء في العراق لم ينج منهم غير واحد فقط!
 - الملك فيصل بن حسين بن علي الحسين الهاشمي، أو فيصل الأول (1883 ـ 1933) مات مسموماً.
-  أما صاحب النهاية المأساوية الثاني فهو غازي بن فيصل بن الشريف حسين الهاشمي أو غازي الأول (1912 – 1939) وهو ثاني ملوك العراق، حكم من 1933 حتى 1939؛


-  أما صاحب النهاية المأساوية الثاني فهو غازي بن فيصل بن الشريف حسين الهاشمي أو غازي الأول (1912 – 1939) وهو ثاني ملوك العراق، حكم من 1933 حتى 1939؛
 - الثالث ذو النهاية المأساوية فهو الوصي عبد الإله بن علي (1939 ـ 1958). وقد قتل عبد الإله في 14 يوليوز 1958مع العائلة المالكة؛
- ورابع حاكم عراقي انتهى حكمه نهاية مأساوية هو الملك فيصل الثاني بن غازي 1939 ـ 1958. تولى الملك فيصل الثاني سلطاته الدستورية يوم 2 ماي 1953 وبقي ملكا على العراق حتى صباح يوم 14 يوليوز 1958 حيث انتهى العهد الملكي وقيام الجمهورية؛
- وخامس زعيم عراقي لاقى نهاية درامية هو الزعيم عبد الكريم قاسم (1914 ـ 1963)، الذي كان رئيسا للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع في العراق من 14 يوليوز 1958 وحتى 1963؛
- عبد السلام عارف تم اغتياله عن طريق وضع متفجرات في الطائرة التي كان من المفروض أن تنقله من مدينة البصرة إلى بغداد في يوم 13 أبريل 1966. وقد احتل منصبه أخوه عبد الرحمن عارف – وهو الوحيد الذي لم يُقتل لأن حفاظه على حياته كان أكبر من ولعه بالسلطة فاستقال!
- استأنفت عجلة الموت والقتل في العراق باغتيال أحمد حسن البكر [الذي نَصب نفسه رئيسا لجمهورية العراق من 1968 إلى 1979 ] مسموماً من قبل نائبه صدام حسين وحل محله. وقد قام الأخير بسلسلة طويلة جداً من عمليات الاغتيالات لعدد كبير من قادة حزب البعث المنافسين له والسياسيين المعارضين له من الـأحزاب الأخرى. فهو لم يقتل أعضاء الحزب المنافسين له بل قام بتصفية حتى أقرب الأقرباء ومن ضمنهم زووج ابنته.
- بعد احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية وبعد محاكمة هزيلة وهزلية تم شنق صدام حسين - واحد من أكثر الحكام العرب سفالةً في التاريخ المعاصر. ولن يوازيه في سفالته غير معمر القذافي.
غير أن القائمة لم تنته:
- ومن الملوك العرب الذين تم اغتيالهم الملك عبد الله الأول مؤسس مملكة الأردن والملك فيصل، العاهل السعودي الثالث. كما وقتل وصفي التل- رئيس وزراء أردني.
- وقد قُتل الرؤساء اليمينيون إبراهيم بن محمد الحمدي أحمد حسين الغشمي، الرئيس الرابع لجمهورية اليمن وعلي عبد الله صالح
- كما وقتل الرئيس الجزائري محمد بوضياف.
- وفي لبنان تم اغتيال رياض الصلح - رئيس وزراء لبناني ورشيد كرامي- رئيس وزراء لبناني ومن ثم تم اغتيال الرئيسين اللبنانيين بشير الجميل ورينيه معوض. كما وتم اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري.
- وفي مصر تم اغتيال محمود فهمي النقراشي - رئيس وزراء ؛ ؛ بطرس غالي - رئيس وزراء؛ أحمد ماهر باشا - رئيس وزراء. وإذا تغيب الأدلة على فرضية موت جمال عبد الناصر مسموماً فإن الوقائع التي سردها الكثير من الكتاب تشير إلى أن موته لم يكن خارج الصراعات السياسية.
- ولم يتخل الحبيب أبو رقيبة [الذي حكم من عام 1957 حتى انقلاب زين العابدين عليه عام 1987] عن السلطة رغم أنه قد أخذ يخرف في آخر حياته. ولكنه ربما كان من أكثر الرؤوساء العرب وقاحة حيث قام عام 1974بتغيير الدستور لكي يسمح له أن يحكم حتى آخر حياته!
- وما كان خلفه أقل سوءاً منه. فقد أرسى زين العابدين بن علي أسس الحكم العائلي والشللي الاستبدادي ولم يتخل عن السلطة إلا بالأحداث السياسية العاصفة التي حصلت عام 2011.
[لحظة اغتيال السادات]



- أما اغتيال السادات فقد خُطط له أن يكون عرضاً عسكرياً [داخل العرض العسكري] لا يليق إلا به أمام كاميرات التلفزيون وأنظار الملايين من المشاهدين. وقد تمت تصفيته رشاشات الكلاشنكوف في نفس الوقت الذي لم يصب بشيء حسني مبارك الذي كان يجلس بجواره تماماً – يا لها من معجزة لا تليق إلا بمعجزات الإسلام!
- ولم يكن القذافي خارج تقاليد العرب والإسلام. فقد تشبث بالسلطة من عام 1969 حتى عام 2011.
وقد كان تاريخ استحواذه على السلطة مع أبناءه والمقربين منه هو تاريخ الاستبداد السياسي والاقتصادي وقام تصفية جميع معارضيه أو قضوا حياتهم في السجون. وما كان له لكي يتخلى عن السلطة إلا بانتفاضة الجميع ضد وقتله بصورة همجية لا تليق إلا بهمجيته.
- كما لم ينجُ من القتل علي صويلح - رئيس جزر القمر.
7.
هذا عرض مختصر سريع من ثقافة الاغتيالات العربية الإسلامية. فهناك العشرات من التصفيات لوزراء  وسياسيين ومثقفين معارضين والعشرات ولأعضاء الأحزاب المنافسين لقادتهم (كما حدث في حزب البعث العراقي والسوري)، والكثير من حالات الموت الغامضة والاختفاء المفاجئ للكثير من المعارضين والكثير من الخلافات العائلية في السلطة الحاكمة [في الجمهوريات والملكيات] التي تنتهي عادة بتصفية المنافسين.


ملاحظة: 
لم أتحدث عن "الحكام الملوك!" العرب فإنَّ تأبيد سلطتهم يدعمها "الدستور"، إنْ وجد، و"قوانين الطوارئ" غير المعلنة ضد أي نوع من الاحتجاج على وجودهم الثقيل! 
أما دور مراكز السلطة الدينية والجيش والشرطة ودوائر المخابرات العائلية في دعم سلطتهم فهو فولكلور معروف للقريب والبعيد.

الحلقة السابقة:
لماذا يخشى بوتين على حياته حقاً؟ [1] قوانين حكم الطغاة


لماذا يخشى بوتين على حياته حقاً؟ [1] قوانين حكم الطغاة

مقدمتان:
[1]
[يذكر التاريخُ الإمبراطورَ الروماني دوميتيان بسبب نكتة واحدة لا غير. فقد قال:
"إنه لأمر مرعب أن تكون إمبراطورًا. فالجميع يعتقدون بأنَّ البارانويا [جنون الارتياب] التي تدفعك إلى الاعتقاد بأنك سوف تكون مقتولاً لا أساس واقعي لها حتى يتم قتلك بالفعل"!
ولم يمض غير وقت قصير حين تم فعلاً اغتيال دوميتيان.
إن اليقظة الاستثنائية هي الحالة المزاجية الأساسية لسلطة الاستبداد، التي تضطر للعيش في إطارها. وهذا لا يعود أولاً إلى أن هذه السلطة معرضة حقاً لخطر الانقلاب ومحاطة بالأعداء فقط، بل ولأنها ثانياً تفرض على الناس أن يكونوا خائفين ومعزولين ، وبالتالي تقوم بدفعهم عنوة إلى الحلول المتطرفة!
والرئيس فلاديمير بوتين هو دليل حي على هذا اللغز]
[من مقال: "لماذا بوتين على حق عندما يخشى علىحياته"]
[2] إنَّ فكرة "قوانين الاستبداد" هي تصور شخصي وتعبر عن خلاصة لقراءتي للمقال.
1.
في مقاله الأخير "لماذا بوتين على حق عندما يخشى على حياته" قدم المؤرخ البريطاني سيمون سيباغ مونتيفيور وصفاً يكاد يكون نموذجياً لمخاوف الطغاة في التاريخ على حياتهم. ولم يكن بوتين إلا مثالاً تطبيقياً.
فالمستبدون جميعاً عبر التاريخ، ولا يعنيني الآن إلا العرب والمسلمون منهم [وهل ثمة حاكم عربي غير مسلم؟] كان هوسهم الوحيد هو السلطة. وقد وصل التشبث بالسلطة حدوداً دفعت الكثير من الخلفاء والسلاطين والأمراء ومن لمَّ لمَّهم إلى سلسلة من الاغتيالات والتصفيات الجسدية العلنية وشن الحروب ضد أقرب الأقرباء حتى من أفراد العائلة نفسها. فصنعوا بذلك أعداء لا طريق أمامهم غير المواجهة الدموية العلنية والحروب والمعارك أو الاغتيالات والمؤامرات التي تم تدبيرها في بعض الأحيان من قبل أفراد العائلة ذاتها [إنهم يحبون اغتيال القريب بالسم].
2.
قوانين سلطة الاستبداد:
يرى مونتيفيور واصفاً لنا بدقة سلوكيات سلطة الاستبداد بأن جميع الأنظمة المطلقة في العالم، تستند إلى الإكراه لسحق المعارضة والحفاظ على السلطة. وهذا ما صنع أعداء داخليين لا يمكنهم الإطاحة بالحاكم بدون استخدام العنف.
وهذا في اعتقادي تلخيصاً دقيقاً للقانون الأول: الاستبداد والإكراه صنوان لا يتفرقان.
أما القانون الثاني وهذا ما أجد تعبيراً عنه في تأكيد مونتيفيور بأن جميع أنظمة الاستبداد تنشر الحرب وكراهية الأجانب لإلهام شعوبها والسيطرة عليها مما يخلق فيلقًا آخر من الأعداء:
فأنظمة الاستبداد بحاجة دائمة إلى عدو خارجي – بل أن "العدو الخارجي" أكثر أهمية في بعض الأحيان من "العدو الداخلي" لتدعيم سلطتها.
3.
القانون الثالث: الفوضى
من القضايا الهامة التي تجد صدى لها في تشريح سيمون سيباغ مونتيفيور لنظام بوتين هي أن السلطة المطلقة للحاكم المطلق - أي: نظام "بلا حدود"، كما هو في حالة نظام بوتين، يعني بأن الحاكم موجود في إطار حالة دائمة من الفوضى من غير أي أمن دائم أو حقيقي.
وهذا ما نراه في حالة جميع سلطات الاستبداد: غياب القوانين والخضوع لإرادة الحاكم المطلق. فيقوم الحاكم المطلق بنفسه بخلق الفوضى التي لابد وأن تبتلعه في يوم ما.
4.
القانون الرابع: الحاكم المطلق غالباً ما تنتهي قصته الرثة مقتولا!
في ملاحظة هامة لمونتيفيور عن روسيا بوتين [ولا أعرف إن كان يعرف بأنها تتعلق 100% بأنظمة الحكم العربية والإسلامية] تقول بأن الأنظمة التي لا تحتوي على قواعد واضحة لتداول الحكم تمنح الحاكم سلطة هائلة ولكنها تعني أيضًا في نفس الوقت بأنَّ الحاكم المستبد ليس لديه وسيلة للتقاعد!
ومن يعرف جيدا تاريخ أنظمة الحكم العربية في القرنين العشرين والحادي والعشرين [مثلاً] يعرف جيداً أيضاً بأنَّ أكثر من99% من الحكام العرب لم يتخلوا عن الحكم إلا بالاغتيال العلني أو المستتر أو الانقلاب ومغادرة البلاد[لا يوجد تقاعد إلا نادراً!]


[الاغتيالات تقليد إسلامي عريق]

5.
القانون الخامس: أكبر الأعداء هم أقرب الأصدقاء!
ثمة "صلاة" شهيرة، لكنها لم تتحقق مطلقاً [فالصلوات لا تتحقق] تقول:
يا إلهي احمني من أصدقائي – أما أعدائي فأنا كفيل بهم!
وهذا هو القانون الثابت دائما وأبداً:
"عندما يسقط القادة الروس، يقول مونتيفيور، فإن الانتقام يأتي عادة من أولئك الأكثر قربا منهم"!
6.
القانون السادس: المستبد لا أصدقاء له!
وهذا صحيح تماماً!
فالمستبدون لا أصدقاء لهم، وإنَّ ما يسمى "أصدقاء" الدكتاتور والطاغية والمستبد هم في حقيقة الأمر مجموعة من الخائفين الجبناء أو المنتفعين وهم لا يعرفون الولاء وإنما الخضوع. والتاريخ العربي/الإسلامي يقدم لنا الكثير من الأمثلة على ذلك. لأن المستبد وبسبب سياسة الإرهاب قد ضيع الفرصة في أن يكون له أصدقاء أو أنْ يعرف الأعداء. فطالما كان الولاء للمستبد ممزوجاً بالخوف من التصفية فإن "صداقة" المستبد مع الآخرين هي مجرد "عمولة". وحين يكف المستبد بسقوطه عن دفع هذه "العمولة" فإن هذا "الصديق" لم يكن في يوم ما غير منتفع من الصمت أو عدو مستتر.
وهذا هو القانون السادس: الصديق الوحيد للمستبد هو السلطة. وبسقوط سلطة المستبد يسقط الصديق الوحيد معه!

خاتمة:
في ختام مقاله ينتهي مونتيفيور إلى من حيث بدأ:
"إنَّ بوتين لا يعاني من جنون الارتياب - إنَّ لديه دائماً سبباً ليكون يقظًا"!
وسبب يقظة بوتين هو آلاف الأعداء الذين قام بنفسه بصنع الشروط الملائمة لتكاثرهم وفقاً لمتتالية هندسية أولاً؛ مثلما قام بنفسه بصنع الشروط الملائمة لظهور الكثير من "الأصدقاء" الذين ينتظرون اللحظة الملائمة للانقضاض عليه ثانياً.
ولحد الآن لم يقدم لنا التاريخ غير إمكانية واحدة لكي "يتقاعد" الحاكم ويقضي أيامه الأخيرة في صيد السمك:
وهي الديموقراطية!
أنا أعرف أنَّ هذا الكلام لن يعجب المواليين لبوتين وللطغاة وللحكام العرب و"إولئك" المعادين للاستعمار والإمبريالية والصهيونية. . . غير أنَّ عليهم قبول الأمر الواقع:
الطغاة لا يصيدون السمك في نهاية حياتهم. إذ أنَّ هذه النهاية غالباً ما تكون ملطخة بالدم أو أنْ تكون معفرة بالذل!

الحلقة القادمة: 

الزكاة [1]: صكوكُ غفرانٍ إسلامية ولا علاقة لها بالعمل الخيري!


[صك غفران كاثوليكي روماني مؤرخ بـ 19 ديسمبر 1521]


1.
إذا ادعى مسلمٌ شيئاً واستند إلى “إحصائيات علمية!!!" لكي يبرهن على ادعاءه فإن على القارئ أن يأخذ بنظر الاعتبار الاحتمالات التالية:
- إنَّ "إحصاءاته" مزيفة؛
- أو إنَّه يقوم بتزييف الإحصائيات، أو الانتقاء منها ما يعجبه ويحلو له وتَجَاهُل ما يضره ويفضحه؛
- أو إنَّه لم يفهم هدف الإحصائيات ولا خلاصاتها وفلسفتها؛
- أو إنَّه يتجاهل نتائج إحصائيات أخرى تتعارض تمام التعارض تماماً مع نتائج "الاحصائيات!" التي استند إليها [أو لفقها].
فالإحصائيات العلمية التي لا شك فيها ولا غبار عليها لا يمكن أن تلبي حاجة الدعويين المسلمين.
2.
ولكن إذا ادعى مسلم المنتديات [وخصوصاً أصحاب "الجُمَيْلات/مُصَّغَر جُمَل" المسروقة] بأنَّ المسلمين "يتبرعون" في أوربا مثلاً لغير المسلمين وهم في أعلى قائمة المتبرعين فهنا لا يوجد غير احتمال واحدٍ أوحدَ وحيدٍ لا شريكَ له:
إنه يكذب على رؤوس الأشهاد وإنَّ "أدلته" التي يستند إليها لا تساوي قرشاً واحداً.
فثمة حقيقة "فقهية" صريحة:
"المسلم" "الحقيقي" "الملتزم" "إيماناً وعملاً بالإسلام" لا يتبرع للكفار!
وإنْ ادعى هذا المسلم أمام مركز أو معهد للإحصاء بأنه يتبرع فإنه يكذب وينافق ويدلس بوعي ومع سبق الإصرار والترصد – وهذا يعني أنه قد زود معهد الإحصاء بمعلومات مزيفة – أي أنه أدلى بشهادة كاذبة.
فـ"التبرع" في الإسلام لغير المسلمين كفر. وهذا أمر لا غبار عليه ولا جدل [وسوف نتطرق إليه بالتفصيل]
بل أنَّ المسلم [ولا أزال أتحدث عن المسلم الحقيقي الملتزم إيماناً وعملاً بالإسلام لا يتبرع مطلقاً!
ففي الإسلام لا يوجد "تبرع"، بل "صدقات". وهذان شيئان مختلفان تماماً.
3.
الزكاة صكوك غفران محمدية
التَّبَرُّع بمعايير المجتمعات المعاصرة هو أنْ يمنح الإنسان مبلغاً من المال [ أو ما يعادل المال من الحاجات العينية كالغذاء والملابس مثلاً] لأشخاص محتاجين [وخصوصاً للمنكوبين والمتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية] باعتباره عملاً خيرياً تطوعياً تضامنياً إنسانياً وبغض النظر عن الانتماء الديني والعرقي حيث تتم عملية التبرع بإرادة الإنسان ومن غير ضغوط أو مسوغات أو اعتبارات خارجية وخالية من الأهداف المنفعية القريبة أو البعيدة المدى.
أي أنَّ التبرع فعلاً إنسانياً لا دينياً – تطوعياً لا تكليفاً – ولا يخضع لأية معايير غير معايير التكافل الإنساني الواسع- أكرر: معايير التكافل الإنساني الواسع.
4.
وهذا ما يتعارض في الطول والعرض والعمق والزمن [الأبعاد الأربعة جميعها] مع "الفلسفة" الإسلامية في مجال "الصدقات".
فالتعاليم والعقائد الإسلامية المتضمنة في كتاب محمد وأحاديث البخاري وغيره والتعليمات الفقهية المعاصرة تفند الدعاوي بأنَّ الزكاة عمل خيري. فهو أبعد ما يكون عن الإعمال الخيرية وأقرب ما يكون إلى صكوك الغفران التي كانت تبيعها الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى.
[للمعلومات: صكوك الغفران هي مستندات ورقية كانت تبيعها الكنيسة الكاثوليكية لمن يستطيع "الدفع". وشراء هذه الصكوك، حسب تعاليم الكنيسة، تضمن لمن يحملها "الغفران" من خطاياه!]
فالرب "وهو أبانا الذي في السماوات!" يبيع الغفران بأسعار السوق.
وإذ تم إلغاء بيع الصكوك [فقد كان الكهنة والبابا على رأسهم يستحوذون على نسبة كبيرة من الأموال] فإن المبدأ الذي يستند إليه "صك الغفران" لا يزال قائماً: أنْ تشتري الغفران للخطايا بالمال بعد أن يتم الاعتراف بها.
5.
وإنَّ الأسباب الواجبة التي تختفي وراء "صكوك الغفران" هي نفسها في حالة الصدقات والزكاة وغيرها:
جمع الأموال!
فالدين لا يمكن أن يستقيم بقوة السلاح فقط. فبدون الأموال الكافية لا يمكن فرض السلطة الدينية. بل حتى "قوة السلاح" تحتاج بالدرجة الرئيسية إلى الأموال لشراء السلاح والمعدات الحربية وشراء ذمم المحاربين المأجورين على حد سواء.
وهذا هو السبب، استناداً إلى مرويات الإسلام الأدبية، الذي جعل مَن يُسمَّى بأبي بكر أن يشن حرباً دموية ضد الآلاف ممن رفضوا دفع الزكاة له وقام بتصفيتهم جسدياً بحد السيف - حتى يكونوا عبرة للقبائل الأخرى.
إنَّ حرب أبي بكر هذا [أسطورة كان أم حقيقة] واستناداً إلى السيرة الأدبية الإسلامية تثبت الطابع السياسي/المالي لما يسمى "زكاة". أما التفسيرات الأخلاقية لهدف "الزكاة" فقد جاءت لاحقاً للتغطية على الأهداف الأولية الأصيلة باعتباره ضرورة حربية.
6.
وإذ لا يمكن فرض الدين بقوة السلاح فقط فإن الأمر يتطلب شراء الذمم.
والذين يمكن شراء إيمانهم بالمال هم صنفان:
الصنف الأول: المعدمون [الفقراء والمساكين ولن أدخل بالموضوع السخيف المتعلق بتعريف " الفقراء" و"المساكين" على طريقة تخريفات الكهنوت]؛
فبعد أن أضطر المعدمون وبحد السيف [الدخول في دين الله أفواجاً!] فإنَّ الأمر يتطلب إعاشتهم وشراء إيمانهم – أو مواصلة إيمانهم [للمعلومات: لا تحل الصدقات على الأعراب لأنهم "أسلموا ولم يدخل الإيمان في قلوبهم"].
أما الصنف الثاني: فهم الأقوياء الذين يجب شراء إيمانهم وذممهم بصريح القول والعبارة ومن غير أي تأويل أو شقلبة:
- "المؤلفة قلوبهم":
واستناداً إلى تفسير ابن كثير [وليس هو فقط] فإنَّ المؤلفة قلوبهم أقسام :
- "منهم من يُعطى ليسلم"!؛
- "ومنهم من يُعطى ليحسن إسلامه ، ويثبت قلبه"!؛
- "ومنهم من يُعطى لما يرجى من إسلام نظرائه"!؛
-"ومنهم من يعطى ليجبي الصدقات ممن يليه، أو ليدفع عن حوزة المسلمين الضرر من أطراف البلاد"!!
أو كما يقول الطبري في تفسيره إن "المؤلفة قلوبهم" هُم "قوم كانوا يُتَألَّفون على الإسلام، ممن لم تصحّ نصرته، استصلاحًا به نفسَه وعشيرتَه, كأبي سفيان بن حرب، وعيينة بن بدر، والأقرع بن حابس, ونظرائهم من رؤساء القبائل" .
7.
ومحمد [أو أياً كان] كان يعرف بأن إيمان العرب بربه الجديد [الله!] لا يمكن أن يتعدى إيمانهم بأربابهم الحجرية أو تلك المصنوعة من التمر حتى يتم أكلها في فترات الشدة.
فمن غير المنفعة الشخصية [وهذا هو هدف جميع الغزوات الإسلامية] فإن الكثير من الناس "آنذاك" و"الآن" لا يجدون سبباً وجيهاً لدخول الإسلام!
8.


ولكي يتم شراء فقراء هذا العصر في آسيا وإفريقيا فقد وسَّع الكهنوت الإسلامي تطبيق قاعدة "يُعطى ليسلم" لكي يشمل عصرنا هذا.
وهذا ما حدث فعلاً ويحدث الآن في الكثير من المناطق الفقيرة في آسيا وإفريقيا: فقد قامت الحركات الدعوية [الممولة جيداً من نفط وأغنياء الخليج] بجذبهم إلى الإسلام عن طريق الدعم المالي والغذاء وبلغة الأمم المتحدة: الغذاء مقابل الإيمان!


الحلقة القادمة:
الزكاة [2]: فَرْضٌ وليس تطوعاً!






ملفات بندورا والفساد وجلالة الملك!

عبد الله الثاني


1.
لم تكن تعنيني يوماً حياة الملوك المزيفين العرب.
فلم يعد يمكن معرفة شيئ جديد عنهم غير أعمارهم المتغيرة أو أخبار من مات منهم على ما اقترفه من جرائم الفساد وقمع المعارضين له لكي يحل محله آخرُ لا يقلُّ عنه سوءاً ووقاحة.
ولهذا لم يكن يعنيني ملكاً مزيفاً يعيش على المساعدات الأجنبية مثل "الملك" الأردني.
2.
لكن المصيبة (وهي مصيبة جميع السياسيين المتسلطين الذين منحوا أنفسهم سلطة ربانية) هي أنَّ ضررهم الخفي على شعوبهم أكثر عمقاً مما يتصور الشعب ذاته.
فدولة تعتاش على المساعدات الدولية والتي يجب صرفها على تحسين حياة الناس نجد أن "الملك!" الأردني يقوم بصرف هذه الأموال على مصالحه الشخصية ومراكمة احتياطات مالية من خزينة الدولة لليوم الأسود الذي يتوقعه جميع الحكام العرب. فحساباته في البنوك السرية التي تم الكشف عنها لا تقول غير شيء واحد:
إنه لا يصلح لكي يكون رئيساً لدولة (للمعلومات رئيس الوزراء في الأردن وفي المغرب مثلاً منصب شكلي - أي: فزاعة خضرة)!
فإذا كان الفساد يبدأ من "الملك!" فما هو أمل الناس في تحسين أوضاعهم ومكافحة الفساد؟
ومن هذا الذي سوف يسمع مطالبهم التي عبروا عنها في مظاهرات العام الماضي وتم اعتقال المناوئين للسلطة؟
3.
فقائمة أموال الفساد التي قام بتهريبها الكثير من السياسيين (وأغلبهم من المستبدين) لا تعني غير أموال مسروقة من ميزانية الشعوب التي يحكمونها أو هم جزء من "شلة الأنس" الحاكمة [وبالتعبير الأدبي المصري: القطط السمان].
هذا ما كشفت عنه (وهو ليس مفاجأة) ملفات باندورا "Pandora papers" التي ساهم بها حوالي 600 صحفياً من مختلف دول العالم الذين قاموا بدراسة أكثر من مليوني وثيقة تتعلق بأموال السياسيين من مختلف بقاع العالم المخفية في شركات الأوفشور offshore .
وقد كان "الملك" عبد الله واحد مهم.
[من أملاك "جلالة الملك!" في ماليبو -كاليفورنيا وهي من أموال المساعدات الأجنبية]
ففي الوقت الذي صرح فيه العام الماضي رئيس الوزراء الأردني بأنه سوف يلاحق جميع الأموال التي تهرب إلى خارج البلاد والتي تقدر بـ 800 مليون دولار سنوياً فإن سيده بالذات هو واحد من "هؤلاء المهربين".
فكما ظهر فإن "الملك" قد قام بتهريب ما قيمته 100 مليون دولار أمريكي ويمتلك 14 منزلاً (قام بشرائها ما بين عامي 2003 و2014) في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة تقدر قيمتها بأكثر من 100 مليون دولار أمريكي وغيرها الكثير!
4.
ولأنَّ موضوعنا "الإيمان" والتقوى" والأخلاق" الإسلامية فإنَّ صاحبنا "جلالة الملك!" تعبير "ناصع" عن قيم الإيمان والتقوى وهو القدوة الحسنة والخلف الصالح لذاك السلف.
عبد اله الثاني أثناء الحج!
[هذا هو الملك التقي.أمَّا الأموال المهربة فهي مدفوعة الزكاة!]

إن الظروف القاسية التي يعاني منها الأردنيون، وخصوصاً في ظروف الكوفيد- 19، تفترض من "القادة" الأتقياء مزيداً من التقوى، ومن القادة الذي يحثون شعوبهم على الأخلاق أن يمتلكوا المزيد من الأخلاق.
لكن سرقة أموال الدولة وتهريبها خارج البلاد والتمتع بملذات الدنيا (التي يحتقرها المسلمون) لا علاقة لها بالادعاءات والهراء والسخف الذي يملأ الصحف المحلية عن الأمانة والصدق وحماية مصالح الشعب.
5.
إنه مجرد وجه واحد من وجوه الفساد في مملكة الظلام - أي بالعربي الفصيح: حاكم عربي.
فعندما يغيب القانون (أو أنْ يصنع الحاكم نفسه قوانين الدولة)، وتغيب المراقبة المالية الفعلية، وعندما تتحول الحكومة إلى وظيفة للدفاع عن الحاكم فإن على الشعب أن يفقد الأمل في هذه النوع من الحكم.
وكل دولة فاسدة لابد أن تكون دولة قمعية.
وهذه هي العلاقة الجدلية ما بين الاثنين: الفساد والقمع.
وفي ظل هذا الخراب نجد مداحي ووعاظ السلاطين من الفقهاء والمثقفين المزيفين يدافعون عن "أولي الأمر" ليل نهار صانعين صورة مزيفة عن الواقع المرير وخداع الناس.
سوق أ{دني والبائع يقرأ صحيفة الرأي!

[في عنوان المقال الافتتاحي خطأ مطبعي - الصحيح هو: لا أحد فوق الملك]
6.
في موضوعي المنشور: [الإصلاح والتحديث والخروج من الإسلام] كتبت ما يلي:
إن الأمر يتعلق برأس للدولة فوق الجميع وفوق القانون. تَسَلَّح بالجيش والشرطة وأجهزة القمع السرية والعلنية والمؤسسة الدينية. فهو بحاجة إلى أيديولوجيا للأوهام – ومن غير الدين يمكن أن يلعب هذا الدور؟
فالقوة الغاشمة مهما كانت صالحة لفرض الإرادة فإنها بمفردها ستكون عاجزة عن تحقيق أهدافها.
والدين يوفر للَمَلِك القديم والمَلِك الجديد "السلطة الروحية" ولهذا فإن عليه شراء المؤسسة الدينية المستعدة للشراء، أو كما يسميهم محمد أركون "العلماء الموظفين المعَّينين رسمياً لتسيير شؤون التقديس في المجتمع".
إذن، بإسقاط "الخليفة والسلطان والإمام" من جميع الأنواع والموديلات الذين حولوا أنفسهم إلى ظل الله على الأرض وعندما يتم إسقاط ما تبقى منهم في شخص الملك العلني والمستتر، فإن الله سيبقى من غير ظل!
فظل الله هذا - هو الذي كان النقطة الواصلة ما بين السماء والأرض. وعندما يسقط هذا الظل فإن الأرض ستبقى من غير سماء.
ولكن كيف يمكن خلع الملك العلني والمستتر (رئيس الجمهورية) وإعادة السلطة الأرضية للمجتمع؟
إن الحل هو الديموقراطية!


تعقيب [مضاف في ساعة متأخرة من ذات اليوم]:
1.
اليوم بعد الظهر عرضت الكثير من محطات الأخبار جزءاً من تسجيل لخطاب "صاحبنا الملك!" أمام مجموعة مجهولة من البشر في قاعة ما، في مكان ما وفي ساعة ما.
وفي هذا الفيديو القصير يدعي "صاحبنا الملك" بأنَّ ما نُشر بصدد الأموال المهربة والعقارات الكثيرة في أمريكا وبريطانية هي "حملة" موجهة للتفرقة "بيننا"!!!
2.
والحق أنني لم أفهم شيئين:
أولاً، من هُمْ هؤلاء الـ "بيننا"؟
وبينه وبين مَنْ تسعى الحملة إلى التفرقة؟
ثانياً، من "هذا" الذي يقود الحملة ضده؟!
- الإمبريالية والاستعمار؟
هو يعيش من مساعداتها.
- إسرائيل (كعادة العرب)؟
هي من أقرب الأقرباء له ومنذ حياة أبيه!
إذن لم يبق أحد آخر!
3.
وما رأيه بالوثائق المنشورة حول الموضوع؟
وما رأيه بمحاولاته الفاشلة (من خلال أجهزة أمنه) لأعاقة انتشار الخبر في الأردن والإعلام العربي؟
هذا مثال فقط على مهزلة الحكام العرب من المحيط إلى الجحيم!



كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر