لا يمكن الحديث عن شخصية "محمد" إلا باعتباره حديثاً عن الكثير من "المُحَمَّدِين" - الذين لا عدَّ لهم ولا حصر والذين قاموا بتشكيل شخصية "محمد" التقليدية "آخر الأنبياء" التي وصلت إلينا عن طريق السيرة الأدبية الرسمية الإسلامية وساهموا في كتابة القرآن الذي بين أيدينا.
إنه مجموعة من الصور المضافة من هنا وهناك - شخصية تراكمية ذات أبْعاد مختلفة (ووجوه مختلفة) وهذا ما يتضح من تعدد الشخصيات التي تتراوح ما بين "شخص مجهول" لا أحد يعرف عنه شيئاً "حقيقياً"- يعمل تاجراً عند زوجته؛ سرعان ما يتحول إلى عابد تقلق مضجعه تجارب دينية عنيفة؛ ثم يُصور باعتباره شخصاً متردداً خائفاً يختفي في أحضان زوجته العجوز (حيث كاد قبل ذلك أن يلقي بنفسه من الجبل) ؛ ثم فجأة يُصبح صاحب دعوة وذا إرادة قوية وتماسك شديد؛ حتى يظهر أخيراً وكأنه مقاتل شاهراً سلاحه ضد ما قرر أنهم كفار وقام بغزو قريش – أبناء عمومته!
لهذا فهو صورة استثنائية صنعتها السيرة الأدبية الرسمية الإسلامية و "الكِتَاب" الذي ادعوا إنه "وحي" من "الله"!
إنها شخصية أقرب إلى الأدب الأسطوري وأبعد ما يكون عن التاريخ.
فالأدلة التاريخية الخارجية التي وصلت إلينا من القرن السابع والثامن الميلادي، على سبيل المثال، لا تغطي غير جزء ضئيل جداً من "شخصية محمد" الأسطورة التي تتحدث عنها السيرة الأدبية الرسمية الإسلامية.
وبالتالي فإنَّ الحديث عن محمد وتصورات محمد عن "الله" [سواء في الكتاب أم في الحديث] يعني الحديث عن مجمل التصورات والمواقف والأقوال المنسوبة إليه والتي يؤمن بها المسلمون بغض النظر عما إذا كان شخصية "تاريخية" أم "أسطورية" من جهة، وبغض النظر فيما إذا كانت حقيقة أم لا.
مواضيع لها علاقة بمحمد:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق