منع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثقافة إسلامية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثقافة إسلامية. إظهار كافة الرسائل

هل كان آينشتاين مؤمناً؟




مقدمة:
"يروق" للكثير من مسلمي المنتديات إن "يطقطقوا" أحناكهم بـ"تصريحات" مستلة من سياقها عثروا عليها بالصدفة من هنا أو هناك تقول أن آينشتاين كان "مؤمناً" أو "متديناً" أو لا "ينكر الله" وغيره من الهراء الذي لا صحة له. فالجمل التي عثروا عليها صدفة هي في حقيقة الأمر قد تم "تسويقها" من قبل المؤمنين الذين يتصيدون بالماء العكر بحثاً عن الأدلة على مصداقية إيمانهم التي عجزوا عن تقديمها من خلال تشويه ما يقوله العلماء البارزين.
هذا الموضوع المقتبس من كتاب [حوارات سيدني] الذي نُشرت فيها مقابلات ولقاءات مختلفة مع ريتشارد دوكينز يكشف فيها بجلاء سخف تلك الادعاءات المتعلقة بـ"آينشتاين المتدين!" وتهافتها الإسلامي - التقليدي.
المقال المنشور في الكتاب المشار إليه هو تحت عنوان [عن اقتباسات آينشتاين].


الخلاصة:
كما هو واضح من الأمثلة الكثيرة التي يوردها دوكينز فإن آينشتاين وعندما يتحدث عن"الإله" فإنه يستخدم أولاً اللغة السائدة، وهو ثانياً يتحدث عن شيء آخر تماماً لا علاقة له بـ"إله" الأديان الإبراهيمية.
فهو إذ يرفض "الإله الشخصاني" الإبراهيمي يقول بوضوح ما بعده وضوح:
"كل الأشياء التي قرأتموها عن معتقداتي الدينية هي كذب بالطبع، لكنها كذبة تم ترديدها بشكل منهجي. أنا لا أومن بإله شخصاني أبداً، ولم أنكر عدم الإيمان هذا أبداً، ولو كان هناك شيء فيَّ يمكن وصفه بأنه (ديني)، فسيكون الاحترام والتقدير اللامحدود لبنية الكون، بحسب ما أظهره الكون لنا لحد الآن".
إذن "الروح الدينية" التي يتحدث عنها المسيحيون والمسلمون بالنسبة لآينشتاين هي:
"الاحترام اللامحدود لبنية الكون".
يا له من متدين!

ملحق: "آينشتاين والدين" مقتبس من كتاب "وهم الإله" [الصفحات 18-23]



























ما أصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإذْنِ الله!

[هذه واحدة من مصائب الله]

1.
إذن: كل المصائب من الله؟
الكوارث الطبيعية،
الفيضانات،
أجهزة الأمن العربية والإسلامية التي تطوق حريات الناس وتمنعهم حتى من الهواء؟
والحروب،
وجرائم القتل،
وموت الأطفال،
والنهب والسرقة والاختلاس،
اغتصاب الأطفال والنساء،
الغش والخداع والاختلاس،
الزلازل الأرضية،
والأنظمة الفاسدة،
وسلطة اللاهوت المرتشية،
والأعاصير المدمرة،
الكراهية،
والبراكين،
سجون ودهاليز أنظمة القمع الإسلامية،
الأمراض والأوبئة الفتاكة – وكوفيد – 19،
انتشار التدرن الرئوي في القرى والأرياف العربية،
ظلم الأقليات،
الفقر،
العنصرية،
غياب العدالة والمساواة الاجتماعية،
الانتحار واليأس من الحياة،
كوارث المجاعات والجفاف والتصحر،
العواصف الثلجية في الشمال،
والعواصف الرملية في الجنوب،
وأنصاف المتعلمين المسلمون الذين يستحوذون على كل شيء،
وانهيارات الأرض،
والحقد
الطلاق، وغياب الأحبة،
خراب البلاد،
الأزمات الاقتصادية،
وانهيار القدرة الشرائية للناس،
البطالة والتضخم،
انتشار المخدرات،
العمليات الإرهابية،
تفجير محطات المترو والمدارس والمطاعم والمحلات التجارية باسم الله،
العنف الموجه ضد المرأة واغتصابها الإسلامي جسدياً ومعنوياً،
تسلط رجال الدين وانتشار الأمية،
انتهاك حقوق الإنسان،
انعدام الرعاية الصحية في دول الإسلام المتخلفة،
التعذيب في السجون والمعتقلات العربية،
و ...
و ...
و...
2.
كل هذه المصائب بإذن الله!!!
لماذا؟
حسناً:
ماذا تبقى أمام المسلمين وهم يحمدولون ويحوقلون ليل نهار باسم ربِّ المصائب هذا؟!
إنني أسألهم – وأنا جادٌ بتوجيه أسئلتي إليهم:
إمَّا أنْ يكون كتاب محمد كتاباً جمع فيه ما شاء من الخرافات والقيم البدوية العدائية للبشر؛
وإمَّا هذا الكلام يصدر من "ربٍ" لا شكَّ في وجوده!
3.
فإذا كان كتاب خرافات لا تقدم ولا تؤخر فما هذا الإيمان الأعمى بها؟
وكيف سمحتم لأنفسكم بأنْ تحولوا حياتكم إلى جحيم أرضي [وهي الحياة الوحيدة والأخيرة لكم] باسم خرافة تلقفها راعي أغنام قتله العطش وأودت بعقله الشمس الحارقة على ضفاف الربع الخالي؟
وإذا كان هذا الكلام يصدر من "ربٍ" لا شكَّ في وجوده – أليس من العقل البحث عن إله آخر: عاقل ورحيم؟
كيف تصدقون أن ثمة "ربٍ" خالق لا شغل له ولا عمل غير افتعال المصائب للبشر؟
4.
وما العمل الآن؟
أنْ ينتظر المسلمون المصيبة القادمة؟
أنْ يختبؤوا في جحور في الصحراء بحثاً عن ملاذ للمصائب التي سيرسلها "الله" لهم تباعاً؟
لقد بدأ هذا "اللغو" في زمن مظلم خيم الجهل فيه على الناس – فكيف يصدقون هذا الكلام في زمن العلم والمعرفة التي في متناول الجميع؟
ألا يشاهدون محطات التلفزيون الفضائية ويرون كيف تعيش الشعوب الأخرى؟
ألا ينتظرون في طوابير اللجوء من أجل الوصول إلى الأرض الموعودة – أرض "الكفار"؟
5.
إنَّ على المسلمين أن يستيقظوا من غفلتهم!
وليشكرَ المنافقون منهم ربهم على هذه المصائب ما شاء أن يشكر!
أمَّا مًنْ تَبَقَّى له من العقل بقيةً فليفكرَ إذا لم ينسَ بعدُ عادة التفكير!



مَنْ هُمْ أعداء السَّنْجاب والله والمسلمين؟

دعاء السنجاب:

اللهم نجنا من شرور الآخرين،
ومن الكفار والملحدين،
والإمبريالية والرأسمالية والاستعمار والصهيونية والعلمانية والبهائية والخوارج والشيعة والمعتزلة والمستشرقين”!”... إلخ،
والناس أجمعين - إنْ أمكن.
آمين!]
1.
في أحد مواضيعي [هذا هو الدليل على وجود الخالق: جولة صباحية!] خطرت لي فكرة عابرة تماماً مفادها أنَّ ثمة شبه ما بين السنجاب وبعض المسلمين وهو "شعورهم" بأنَّ جميع مَنْ على الأرض أعداء لهم.
لكنني الآن، وبعد أنْ تأملت الفكرة بشيء من التروي اكتشفت أنها فكرة قارة تكاد تصف الكثير من المسلمين أيضاً وإن قضية "الأعداء" من الموضوعات التي يتعامل معها المسلمون (وخصوصاً مسلمو الانترنت العلنيين والمستترين) بجدية تامة.
فهل ثمة وجود للإسلام من غير "وجود" أعداء"؟!
.2
فتداعت في ذاكرتي الكثير من الكتابات الإسلامية التي تسرد لنا أعداء الله ومحمد بن عبد الله والصحابة والأئمة المعصومين وغيرها من الأصنام الإسلامية. بل ويمكن أن يلاحظ القارئ لهذا النوع من الخزعبلات بأن هؤلاء "الكتاب" يحشرون هؤلاء "الأعداء" كلما كانوا بحاجة إلى عدو /"شماعة" لكي يعلقوا عليها غسيلهم الثقافي الوسخ.
إن وجود "أعداء" ما هو إلا واحد من العوامل الضرورية لبقاء المسلمين في حالة تيقظ وانتباه وإلا استغرقوا في نومهم الطويل.
3.
إلا أن مشكلة "الأعداء" وبسبب الابتذال الذي تتسم به قد تحولت إلى نوع من الهزل اللغوي السمج.
فمشاكل المسلمين وأزماتهم وتخلفهم هي حصيلة لعقائدهم وتشبثهم بالماضي الكئيب وعدم رغبتهم في أن يكونوا جزءاً من العالم المعاصر – العالم الطبيعي.
فجميع تصوراتهم لا تعدو أن تكون غير استمرار لتعصبهم وكراهيتهم للآخر. والآخر هنا هو الجميع تماماً.
فهم بأمس الحاجة إلى شماعة لتعليق أزماتهم عليها ولا شيء آخر.
ويمكن تعريف أعداء الإسلام ببساطة:
إنهم جميع من لا يتفق معهم؛
وجميع من لا يجد سبباً لمدح الإسلام والمسلمين؛
مثلما هم أولئك الذي يختلفون معهم طائفياً وعقائدياً وطقوسياً – بل حتى من ذات الطائفة و الحركة والشلة والملة!
4.
وها هي بعض الأمثلة:
ولنبدأ الآن بالاطلاع على "الأعداء" وكيف ينظر إليهم "الكُتَّابُ!" المسلمون.
يبدأ أحدهم كتابه هكذا:
"وهنا بدأت أفكر في كتابة هذا الكتاب الذي يتناول التاريخ الإسلامي والمفتريات التي شاعت عنه عن طريق الإسرائيليين والمستشرقين والعملاء وغيرهم إلى درجة أن بعض المتخصصين في التاريخ الإسلامي لا يعرفون الحقائق كاملة – إلى جانب أن المدارس والجامعات في البلاد الإسلامية لا تدرس التاريخ الإسلامي دراسة وافية تلقي الضوء على كل جوانبه – وهذا من تحديات العصر الحديث لأن بعض المسلمين تربوا على الثقافة الغربية فكانوا جنوداً لها يقولون مثل ما يقولو الغربيون" [أضواء على افتراءات أعداء الإسلام على التاريخ الإسلامي، علي القاضي، 2003، ص 4].
5.
أعداء محمد في يثرب:
المنافقون واليهود والنصارى والأعداء الخارجيون: ويتمثلون في الفرس والروم ومن تابعهم من قبائل العرب.
فأعداء الإسلام متعددون، وإن كان هدفهم واحداً كما ذكرت آنفاً [أعداء الإسلام ووسائل التضليل، د. جابر قميحة، القاهرة 2002 الصفحات4-6]
ثم يتحدث في الفصل الثاني من الكتاب عن الأعداء "الوارثين على درب التدمير والتضليل" وهم:
الاستشراق والاستعمار والتبشير"!"، وهي "حلقات ثلاث في سلسلة واحدة "ممسك بعضها – من الكفر – بعضاً، فالارتباط التاريخي والعقدي بين هذه "الثلاثية الضارية" شديد .. شديد جداً" [على القاضي: ص 8.].
ومن ثم: العلمانية والوجودية "!" والشيوعية والماسونية وقد "كان للصهيونية الفضل الكبير عليها نشأة ووجوداً وامتداداً والتي تعيش الآن – بعد أن افتضح أمرها وساءت سمعتها – باسم جديد – أو أكثر من اسم -وأظهرها وأشيعها "الروتارية" التي اصبح لها مئات الأندية في العالم [على القاضي].
6.
نجيب الكيلاني يبدأ كتابة بما آل إليه وضع المسلمين بسبب "العدوان" ويقرر خلافاً للكثير غيره بأنَّ "الأعداء" قد استطاعوا "أن يوقعونا في بحر من الحيرة واضطراب وقلق، بما سلطوه علينا من أفكار متناقضة، وفنون مدمرة، وسياسات خبيثة، وهكذا غرقنا في طوفان من البلبلة والشك والتشويه العقائدي ... " إلخ من الآلام والمعاناة [أعداء الإسلامية، نجيب الكيلاني، بيروت 1981]
وكل هذا قد حدث بسبب أن "إمكانيات الأعداء قوية ومبهرة، لأنهم قطعوا شوطاً كبيراً في مجال التقدم والسيطرة والنفوذ"!!!!
ولكن لماذا حدثت كل هذه المآسي للمسلمين فقط؟
فيجيب الكاتب:
لأن "المسلم يفكر كما يفكر الأعداء [...] ويسلك في الحياة اليومية سلوكاً يكاد يكون صورة طبق الأصل من سلوك الأعداء، ولهذا تميعت شخصيه المسلم واندثرت أو كادت، فهو من الناحية الجغرافية والتاريخية مسلم، وهو في فكره وسلوكه غير مسلم"! [ص: 21]
إذن فقد جنت على نفسها براقش.
ومع ذلك فإن الكاتب لا يستطيع إلا أن يجد "السبب الخارجي" هو السبب الرئيسي لكي "تتميع شخصية المسلم ويفكر كالأعداء" ويستحيل المسلمون في حالة "دفاع"!
ولكن من هم هؤلاء الأعداء الذين يجد المسلمون أنفسهم في "حالة دفاع عن النفس ضد عوامل الإبادة والفناء"، كما يقول الكاتب؟
إنهم نفس "الأسطوانة" المشروخة:
الصليبيون والاستعماريون الذين وضعوا "أيديهم في أيدي اليهود" أعداء المسلمين التقليديين الذين يلعنونهم في كل صلاة!
هل هؤلاء هم فقط أعداء الإسلام؟
ألا ينقصهم عدو آخر؟
طبعاً:
إنه يخصص فصلاً كاملاً عن "الماركسية .. في مواجهة الإسلامية.. “؟!
لماذا؟
"لأن كتابات "ماركس"، وزعماء الحركة الشيوعية وكذلك كل من شارك في صنع النظرية الماركسية أو تغييرها، كل هؤلاء زعموا أن الأديان من صنع البشر، وأنها حيلة ماكرة لاستغلال الضعفاء والفقراء لمصلحة الأغنياء، وأنها أفيون الشعوب ..."
وها هم الصليبيون والاستعمار والماركسيون قد ولوا.
فهل تغير وضع المسلمين وتخلفهم؟
وهل تغيرت ظروف "الحيرة والاضطراب والقلق" الذي يعاني منه المسلمون أم أنَّ الآن هم أسوء حالاً من أي حال في أي زمان؟
7
أما في كتاب "كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها" فإن الكاتب يوجه "سهام هجومه" ضد "أعداء السنة النبوية"!
فَمَنْ هم هؤلاء الأعداء وهل ثمة ما يربط بينهم؟
إنَّ هؤلاء الأعداء (وقد خصص لكل عدو فصلاً مستقلاً) هم:
أهل الأهواء والبدع قديمً (الخوارج والشيعة والمعتزلة"!
أعداء السنة النبوية من المستشرقين!
أهل الأهواء والبدع حديثاً (العلمانية والبهائية والقاديانية)!
ولكنه بطبيعة الحال لا ينسى "الاستعمار الغربي".
أما السبب الذي دعا الكاتب من أجله إلى دراسة الفِرق في التاريخ هو "لأن هذه الفرق وإن كانت قديمة فليست العبرة بأشخاص مؤسسي تلك الفرق ولا بزمنهم، ولكن العبرة بوجود أفكار تلك الفرق في وقتنا الحاضر. فإذا نظرنا إلى بعض الفرق الماضية كالخوارج (القرآنيون) "!" نجد أن لها امتداد يسري في حاضر الأمة سريان الوباء، وكذلك المعتزلة "!" لا زالت أفكارهم حية قوية يتشدق بها بعض المغرضين من الذين استهوتهم الحضارة الغربية والشرقية، فراحوا يمجدون العقل ويحكمونه في نصوص الشرع قرآناً وسنة، فما وافق عقولهم قبلوه وإلا ردوه، أو تأولوه تأويلاً يضر بعقيدة المسلم" ...إلخ.
ولهذا وكما يقول الكاتب فإن " العبرة بوجود أفكار تلك الفرق في وقتنا الحاضر " وإن أفكار المعتزلة لا تزال "حية قوية". أي أن مرور 14 قرناً لا تزال غير كافية لكي تلغي الأفكار المناهضة "للسنة النبوية"!
لكن الطريف في حالة هذا الكاتب هو أنه قد نسي إسرائيل والصهيونية. وهذا ما يترك في الكتاب نقصاً كبيراً!!!
[كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها، عماد السيد محمد إسماعيل الشربيني، 2002]
8.
أما أعداء الإسلام في [معجم افتراءات الغرب على الإسلام، أنور محمود زناتي، بدون تاريخ ومكان الإصدار] فهم "علماء ومفكرو الغرب".
لماذا؟
"وقد وجدنا بعض الأقلام الحاقدة، من ذوي الأفكار المشوهة، وقد اهتمت بإثارة الشبهات وتدوين التشكيكات، ضمن حالة الاستنفار العام للهجوم على الإسلام وأهله"!
أما كيف ربط صاحبنا ما بين "الغرب" و"بعض الأقلام الحاقدة" فهذا أمر لا قيمة له عندما يتعلق بمنطق المسلم المقلوب رأساً على عقب.
9.
الخلاصة:
هذه بعض الأمثلة عن هوس المسلمين وأعراض الفوبيا من الآخرين – طبعاً هذه مشكلة السنجاب أيضاً. وإن تطلب الأمر سأشير ضمن التعليقات إلى كتابات أخرى [خصوصاً لمن يؤمن بخرافة "التواتر"!].
لكن عدد الأمثلة في هذه الحالة لا يغير من الأمر شيئاً لأنَّ التكرار والنموذج المسبق الذي يقتبسه هذا الكاتب من ذاك، وابن اليوم من ابن الأمس وعلى طريقة التكرار اللاهوتية المملة، هو السمة الملازمة لكل هذا النوع من الهراء.
فالعالم بأكمله عدو للمسلمين والله والسنجاب؛
والأحكام الفقهية إزاء العدو واضحة للجميع:
الحرب والقتال.
غير أنَّ كلام المسلمين بصدد الأعداء "الداخليين" و"الخارجيين" لا يجب أن يأخذ مأخذ الجد. فرغم أنه عملياً يحرِّض السذج والمغفلين وأنصاف المتعلمين من المسلمين في المنتديات ضد الآخرين، فإنَّه نوع من النباح الذي لا غرض من وراءه غير إبعاد الشبهات عن حقيقة التخلف الذي تعاني منه المجتمعات الإسلامية والغالبية العظمى من المسلمين أنفسهم. أما الصلات الوثيقة "السرية!" و"العلنية!" ما بين ممالك الظلام العربية مع ذات "الاستعمار والصهيونية والامبريالية فإنها معروفة للقريب والبعيد!
فإصرار المسلمين على وجود "الأعداء الخارجيين" والاستمرار في نفس في تخلفهم يجعل منهم مادة لاستهزاء والتهكم ليس من قبل "الاستعمار والصهيونية والإمبريالية والشيوعية والمستشرقين" فقط، بل ومن قبل "الجزء الآخر من العالم!".
إنَّ هذه الشكوى المتواصلة والنحيب الذي يمزق نياط القلم من قبل المسلمين لا جدوى من وراءه غير استمرار التخلف. فالماضي من وراءهم لا عودة له، والمستقبل أمامهم ولن يرحم تخلفهم.



الفاشية والإسلام

موسوليني



في مقالة "الفاشية الأبدية" [*] يسعى أُمبرتو إيكو إلى توصيف العناصر المميزة للأيديولوجيا الفاشية باعتبارها أيديولوجيًا متجددة خارج سياق الفاشية الإيطالية.
إنَّ ما هو جدير بالأهمية في هذا السعي هو الكشف عن العناصر المميزة لا لهذه "الفاشية" أو تلك، بل العناصر العامة التي تجعل الأيديولوجيا التوتاليتارية (أياً كانت) أيديولوجيا فاشية. بكلمات أخرى، الكشف عن العناصر "الدائمة" في الثقافة الاستبدادية سواء تلك التي كشفت عنها تاريخياً الفاشية الإيطالية، أو الأحزاب اليمينية الفاشية التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، أو تلك الأنظمة التي ظهرت أو لا تزال في أماكن مختلفة من العالم بغض النظر عن الأيديولوجيا المعلنة أو العقيدة الدينية المعتنقة.
فالفاشية، كما يقول إيكو، لا تشكل أيديولوجيا موحدة، بل هي خليط من الأفكار ذات الطابع السياسي والفلسفي المليئة بالمتناقضات.
2.
فقد تحولت الفاشية "إلى مفهوم قابل للتكيف مع كل الوضعيات. فحتى في الحالة التي نحذف من النظام الفاشي هذا العنصر أو ذاك فسيكون من الممكن دائماً التعرف عليه باعتباره كذلك".
ومع ذلك وبالرغم من هذا الخليط، كما يرى إيكو، فإنه يمكن تمييز مجموعة من الخصائص النوعية التي تصاحب الفاشية الأصلية "= الفاشية البدائية الأبدية". بل أنَّ القضية الجوهرية في منطلقات إيكو هي أنَّه ورغم استحالة "تجميع هذا الخصائص في نظام واحد" لأنها خليط من المبادئ التي يمكن أن تتضارب فيما بينها أو أنها تذكرنا بأشكال أخرى للتعصب والاستبداد "ولكن يكفي أن تتحقق خاصية واحدة لكي نكون أمام سديم فاشي"!
3.
لكن المدهش للمراقب الذي لا ينحدر بعينيه وفكره إلى سطح الظاهرة الثقافية الإسلامية ويتغلغل في نسيج البنية اللاهوتية للعقيدة الإسلامية فإنه سوف يصطدم بما لا يقبل الشكَّ بواقع كون الأيديولوجيا الإسلامية (وهذا ما رأيناه بصورة جلية في الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وفي إيديولوجيا الكثير من الحركات الإسلامية) تتضمن عدداً كبيراً من هذه الخصائص حتى ليبدو"السديم الفاشي"، الذي يتحدث عنه إيكو، للثقافة الإسلامية ظاهرة واقعية ويومية من غير أي تكلف.
إنَّ من أهم خصائص الخطاب الإسلامي المعاصر هو أنه يخفي أكثر مما يعلن ويتستر على تاريخه أكثر مما يتحدث عن أوهامه.
4.
فما هي أهم هذه الخصائص التي يوردها إيكو والتي يمكن العثور على آثارها في الثقافة الاستبدادية الإسلامية؟
هذا تلخيص شديد للنص (الصفحات ما بين 70-80) الذي يسرد فيه إيكو هذه الخصائص محاولاً تبين الصورة الإسلامية من خلاله:




 1.

أولاً:
عبادة التراث
إنَّ النزعة التقليدية أقدم من الفاشية.
إن هذه الثقافة الجديدة (التي تستند إلى التراث) ذات طابع تلفيقي.
وهي تسعى إلى خلاصة مزيفة:
لا يمكن أن يكون هناك تقدم في المعرفة. لقد قيلت المعرفة منذ زمن قديم دفعة واحدة؛ ولا يمكننا سوى أن نستمر في تأويل رسالتها الغامضة [تذكروا مثلاً الشيعة الإثني عشرية والباطنية الإسماعيلية].
ويكفي أن نراقب السجل الخاص بكل فاشية لكي نجد أنفسنا أمام المكانة الممنوحة للمفكرين التقليديين الأساسيين.
ثانياً:
رفض العالم الحديث
إن النزعة التقليدية تقتضي رفض العالم الحديث.
لقد كان الفاشيون، مثلهم مثل النازيين، يعشقون التكنولوجيا، في حين أن ذوي النزعة التقليدية يرفضونها عامة. فهي في تصورهم نقيض القيم الروحية التقليدية. ومع ذلك، ورغم أن النازية فخورة بإنجازاتها الصناعية، فإن مدحها للحداثة لم يكن سوى مظهر سطحي لأيديولوجيا مبنية على الدم والأرض.. لقد كان رفض العالم الحديث مستترا في إدانة نمط الحياة الرأسمالية. كما أنه كان يظهر في رفض روح الثورة الفرنسية ورفض روح حرب الاستقلال [1775-1788] الأمريكية ضد الإنجليز.
بل أنَّ رفض العالم الحديث قد امتد إلى حدود أوسع وتمثل في النظر إلى عصر الأنوار وعصر العقل باعتبارهما بداية الانحراف الحديث.
وبهذا المعنى فإنه يمكن تحديد الفاشية باعتبارها لا عقلانية.
ثالثاً:
إن اللاعقلانية مرتبطة أيضاً بعبادة الفعل من أجل الفعل [أو اختلاق القضايا "المصيرية بالنسبة للحركات الإسلامية"!.
يجب أن نقوم بـ"الفعل" قبل التفكير أو حتى بدونه. فالتفكير بالنسبة للفاشية نوع من التهجين. ولهذا فإن الثقافة مشكوك فيها دائماً لأنها ترتبط بالموقف النقدي. وهذا ما دعا غوبلز [وزير الاعلام النازي] إلى التصريح: "عندما أسمع كلمة ثقافة أتحسس مسدسي!".
رابعاً:
لا يمكن لأي شكل من أشكال التلفيق أن يقبل النقد. فالعقل النقدي يقيم تمايزات – والتمييز علامة تدل على الحداثة. فالاختلاف "التمايز" في الثقافة الحديثة أداة من أدوات المعرفة. أما بالنسبة للفاشية الأصلية فهو خيانة.
[ولهذا فإنَّ أول ضحية هي: التعددية]
مقتضى الصدر


خامساً:
رفض الاختلاف:
إن الاختلاف في نفس الوقت هو تعبير عن التنوع.
أما الفاشية الأصلية فتؤمن بالإجماع وتبحث عن استغلال واستثمار الخوف من الاختلاف.
أول بيان أعلنته الحركة الفاشية كان ضد الأغراب: الفاشية الأصلية هي إذن أيديولوجيًا عنصرية.
سادساً:
المؤامرة!
تتوجه الفاشية نحو الذين لا يمتلكون أية هوية اجتماعية (المهمشين) وتعدهم بامتياز يشترك فيه الجميع: تعلن لهم بأنهم ولدوا في بلد واحد.
غير أن الهوية القومية ولكي تكتمل فإنها بحاجة إلى الأعداء. فإن مصدرا لسيكولوجيا الفاشية هو هوس المؤامرة، وكلما كانت دولية كلما كان من الأفضل.
إنهم محاصرون بالأعداء. والوسيلة البسيطة من أجل الكشف عن المؤامرة تكمن في الدعوة إلى كراهية الآخر.
ولكن هذا لا يكفي: إذ يجب أن يكون مصدر المؤامرة في الداخل أيضاً. ولهذا فإن اليهود هم عادة الأهداف المفضلة لأنهم يمتلكون امتياز وجودهم في الداخل والخارج في الوقت ذاته.
سابعاً:
يجب أن يشعر المريدون (الأنصار) بالمهانة بسبب غنى العدو وقوته.
ولكن ومن خلال تحول لا متناهي لسجل بلاغي (خطابي) فإن الأعداء هم أقوياء جداً ولكن ضعفاء جداً أيضاً.
ولهذا فإنه محكوم على الفاشيين أن يخسروا حربهم، لأنهم غير قادرين، من الناحية المؤسساتية، على تقويم موضوعي لقوة العدو[أنظروا ماذا فعلت إسرائيل بالدول العربية والإسلامية!]
ثامناً:
لا وجود في التصورات الفاشية الأصلية لصراع من أجل الحياة!
فالحياة ذاتها هي صراع. وإن النزعة السلمية هي بمثابة تواطئ مع العدو. الحياة هي حرب دائمة. وهذا ما يمنح هذه الحرب مركب أرامجادون Armageddon : طالما كان من المقدر هزيمة الأعداء فيجب أن تكون هناك معركة نهائية حيث تستولي بعدها الحركة الفاشية على العالم.
حسن نصر الله


تاسعاً:
النخبوية:
النخبوية هي مظهر من مظاهر الإيديولوجيا الرجعية. وقد ارتبطت النزعة النخبوية الأرستقراطية وذات النزعة العسكرية باحتقار الضعفاء.
لا يمكن للفاشية الأصلية تجنب الدعوة إلى النخبوية الشعبية:
كل مواطن ينتمي إلى أفضل شعب في العالم، وأعضاء الحزب هم أفضل المواطنين. وإن الزعيم الذي يعرف أن سلطته لم تكن انتخاباً، بل انتزعها بالقوة، يعرف أن القوة مبنية على ضعف الجماهير – إن الجماهير ضعيفة جداً لدرجة تستحق رجلاً مهيمناً أو هي في حاجة إليه – والأمر سواء.
عاشراً:
ووفق هذا المنظور فإن كل مواطن يربى لكي يصبح بطلاً. فإذا كان البطل في الأساطير هو كائن استثنائي، فإنه يشكل المعيار في الإيديولوجيا الفاشية. إن تمجيد البطولة وثيق الارتباط بتمجيد الموت، [أو الشهادة].
جادي عشر:
وبما أن الحرب الدائمة والبطولة لعبتان من الصعب ممارستهما على الدوام، فإن الفاشي يحول إرادة القوة عنده إلى قضية جنسية. وهنا مصدر الفحولة (التي تستدعي احتقار النساء والإدانة اللامتسامحة للأخلاق الجنسية اللاامتثالية من العفاف إلى المثلية). وبما أن الجنس هو لعبة صعبة، فإن الفاشي يلعب بالأسلحة، وهي بديل حقيقي للقضيب: إن مصدر هذه الألعاب الحربية فحولة دائمة.
5.
ليعود القارئ المطلع بذاكرته إلى تصريحات الحركات الإسلامية (التي يطلق عليها: المتطرفة. وهو تعبير مزيف. لأنَّ أيديولوجيًا هذه الحركات هي أيديولوجيا مقتبسة بحرفية بالغة من العقيدة الإسلامية بحد ذاتها) وليتأمل كتاب: "إدارة التوحش"، فما الذي سوف يجده؟
لا توجد فقرة واحدة من برامج الحركات السلفية "المتطرفة" من خارج سياق المبادئ المبثوثة في كتاب محمد وفي تصوراته عن الآخر – المخالف عقائدياً.
لنتأمل موقف المسلمين من المخالفين لهم عن العالم الآخر الذي لا يزال يسموه "دار حرب؛
لنتبصر في/ولنحلل تصوراتهم عن رفض التطور والتقدم والعودة إلى الماضي – القرون الثلاثة الأولى التي "تُختزن" فيها المعارف الكاملة والنهائية!
فليس بالإمكان، بالنسبة لهم، أحسن مما كان، وليس بالإمكان أنْ يُقال أحسن مما كان يُقال فقد رفعت الأقلام وجف الصحف؛
ولنتفحص موقفهم المعادي من الثقافة العالمية والعلم والنقد الذي لا يتفق مع أساطيرهم وخرافاتهم عن أنفسهم وعن العالم؛
هل نسينا كيف قام مرتزقة حركة طالباني ومرتزقة الدول الإسلامية بتدمير التراث الثقافي للحضارات القديمة العريقة؟!
لننظر إلى روح الثقافة الاستبدادية ورفض التعددية التي تتغلغل عميقا في تفكير المسلمين:
فهل نجد في كل هذا ما يتعارض مع العناصر "الدائمة" في الثقافة الاستبدادية سواء تلك التي كشفت عنها تاريخياً الفاشية الإيطالية أو تلك الأنظمة التي ظهرت أو لا تزال في أماكن مختلفة من العالم بغض النظر عن الأيديولوجيا المعلنة أو العقيدة الدينية المعتنقة؟
أين الاختلاف ما بين العقيدة الاستبدادية الإسلامية والعناصر الدائمة المكونة للفاشية؟
بل هل ثمة خلاف إطلاقاً؟
شيخ الأزهر/أحمد "الطيب"
وأخيراً علينا إلا ننسى تحذير أمبرتو إيكو :
إن الفاشية الأصلية قابلة لأن تعود من خلال أشكال بالغة البراءة وواجبنا أن نفضحها!
فهل ثمة شكل أيديولوجي "بالغ البراءة" أكثر من العقيدة الإسلامية؟

[*] من "دروس في الأخلاق، الدار البيضاء 2010".



النقد البناء والنقد الهدام وأوهام الدين والكلام! : الخلاصات [5]

1.
المتابع للأجزاء الأربعة من هذا المقال يتذكر المقدمة التالية:
"من المفارقات المضحكة والمبكية، في آن واحد، هي أن يحلو للمسلمين الكلام عن النقد البناء والنقد الهدام!
ولكي أكون صادقاً معكم، فأنا لَمْ أضحكْ وَلَمْ أبكِ، فالأمر بالنسبة لي أقربُ إلى قلة الأدب منه إلى الضحك والبكاء!
فهذه الخزعبلات أعرفها، مثلما يعرفها الجميع، وهي تكاد تكون قديمة قِدَمُ عقيدتهم. لأنها تستند إلى قاعدة "الوعي المزيف" و"أوهام الحق" لا غير. أما الواقع فيقول لنا حقائق أخرى.
إنَّ إساءة الدين الإسلامي إلى اللغة العربية وصلت إلى حدٍ تحولت الأخيرة فيه إلى رهينة بيد اللاهوت الإسلامي.
ولماذا قلة أدب؟
لأنَّ الكلام عن "النقد البناء والهدام"، وإذا ما قرأناه وسمعناه بتأمل وإمعان سنجد أنه في جوهره شتائم سوقية مبطنة موجهة مباشرة (وحتى من غير ورقة التين للتستر) ضد الملحدين!
الأدلة؟
اصبروا فالحقيقة مع الصابرين!"
وكما يلاحظ القارئ من الحلقات الأربع ما هو موقف المسلمين (جميع المسلمين من غير استثناء) من الملحدين والإلحاد. وإن مثل هذا الموقف، وهذا الكلام للْعُقَّال فقط، لا يمكن أن يحتمل افتراضاً بأن يقدم الملحد نقداً بناء من وجهة نظرهم.
وها هي الخلاصات:
2.
قبل البدء في الخلاصات لابد من تثبيت حقيقة جوهرية:
الإسلام السلفي هو الإسلام الوحيد المنسجم مع مضامين نصوص "القرآن" من غير لف ودوران! وأية قراءة أخرى للقرآن خارج القراءة السلفية هي قراءة مفتعلة ومصطنعة ومحاولة للهروب من المشاكل السياسية والاجتماعية والأخلاقية والثقافية التي تتضمنها هذه النصوص وتخلقها في كل عصر من العصور والتي لا يمكن تذليلها إلا بصناعة تأويلية مكشوفة وتنازلات محضة عن مبادئ "القرآن"!
الفكر السلفي (وتطبيقاته الصادقة في الوهابية والدولة الداعشية) هو الفكر الأكثر انسجاماً مع نصوص "القرآن" ولا يمكن العثور على أية تناقضات ما بين الاثنين. وإن أي فكر إسلامي يرفض الفكر السلفي هو فكر يرفض "القرآن"!
إن ما يردده الكثير من أنصار التيارات المختلفة عن "جوهر الإسلام الحنيف الوسطى المعتدل" هو خرافة يُحمدون عليها ويُشْكَرون بسببها لكنها خرافة تجعلهم يصنعون قرآناً جديداً (وأنا سعيد بذلك).
إذن، المسلم الحقيقي سلفي "بطبعه". ولهذا فإن أعداء "الفكر الهدام والنقد الهدام" هم سلفيون ويعنون الفكر الإلحادي والنقد الإلحادي.
والقرآن كان ولا يزال وسيبقى المصدر النقي للسلفية.
أما "أحاديث محمد" فهي التطبيقات الثقافية والسيكولوجية لهذا "القرآن"!
3.
الخلاصة الأولى:
كما يقرر الكتاب المسلمون فإن صفات الإلحاد والملحدون (في شبكة الملحدين مثلاً) هي كالتالي:
"حب الشهوات والرغبة الجامحة في الانفلات، والحرية اللاأخلاقية ولا حلال ولا حرام في ظل مملكة الإلحاد ولا رقيب ولا حساب ولا جزاء ولا “تأنيب الضمير" ويكذبون بدين الله ويرفضون الاستماع إلى الحق ويقلدون أئمة الضلال ويتصفون بالزيغ. كما أن الملحدون ضحية لخداع وهم يتصفون بالغرور بالنفس والأجر اليسير والفحش الكثير والخمر والحشيش والمواعيد الكاذبة، والأوهام الخادعة"!
"والإلحاد: هو الميل عن الحق، والانحراف عنه بشتى الاعتقادات، والتأويل الفاسد، والمنحرف عن صراط الله والمعاكس لحكمه يسمى ملحداً"
"الملحدون ضحية لخداع وهم يتصفون بالغرور بالنفس والأجر اليسير والفحش الكثير والخمر والحشيش والمواعيد الكاذبة، والأوهام الخادعة"!
"فيه غريزة فسق بهيمية متصلة بطور الحيوان الإنساني الأول وهي متغلغلة في أعصابه!".
وأعتقد أن هذه التصورات كافية لكي توضح الموقف الخفي للمسلمين من الإلحاد والملحدين.
هذا هو موقف المسلمين من غير هوادة ومن غير مكياج ولا تسامح والمُضاد للفكر الإلحادي.
الخلاصة الثانية:
الملحد كافر وزنديق وحكم الكافر القتل.
في الفتوى المسجلة على الفيديو (قناة fatwaksa) يقول صالح الفوزان (عضو هيئة كبار العلماء في السعودية عام 2009) رداً على سائل حول حرية الاعتقاد في الإسلام وآية " لا إكراه في الدين" في فيديو تحت عنوان (في حكم قتل الكفار والمشركين واستباحة دمائهم إذا رفضوا الدخول الى الإسلام ومنع حرية الفكر والاعتقاد):
"هذا كذب على الله عز وجل. الإسلام لم يأت بحرية الاعتقاد. الإسلام جاء بمنع الشرك والكفر وقتال المشركين. فلو كان جاء بحرية الاعتقاد لما احتاج الناس إلى مجيء الرسل ونزول الكتب ولا احتاج الناس إلى جهاد والقتال في سبيل الله [...] الدين كله لله والذي يأبى أن يعبد الله يُقَاتَل ولا يُترك حتى يرجع إلى الدين أو يُقتل ...." إلخ
ملاحظة هامة: هذا الكلام في عام 2009 ميلادية!
الخلاصة الثالثة:
ظهر بأن آية لا إكراه في الدين هي " كذب على الله عز وجل. الإسلام لم يأت بحرية الاعتقاد "
وإن حكم الكفار والمشركين (والملحد أشد كفراً) هو القتل واستباحة دمائهم إذا رفضوا الدخول الى الإسلام.
ولهذا فإن الموت يهدد حياة جميع الملحدين!
الخلاصة الرابعة:
فإذا كان الملحد هو ما تقوله الخلاصة الأولى وحكمه ما تقوله الخلاصة الثانية والثالثة:
فما هو الموقف من آراءه ونقده للإسلام؟
هل يَحُقُّ أن تكون له أراء بناءة؟
بلْ هل يَحُقُّ أن تكون له آراء؟
الجواب: واضح لا!
وبالتالي:
منْ هُم أصحاب النقد الهدام إذا لم يكونوا الملحدين؟
وما حُكْم أصحاب النقد الهدام؟
الجواب: القتل!
4.
فهل اتضح موقفي بأن الكلام عن "النقد البناء والهدام" في جوهره شتائم سوقية مبطنة موجهة مباشرة ضد الملحدين؟
وهل يمكن استخلاص نتائج أخرى مما سردنا جزءاً ضئيلاً منه حول موقف المسلمين (جميع المسلمين من غير استثناء) من الملحدين والإلحاد؟
وهل ثمة ضرورة للمزيد من الأدلة لأدراك معنى النقد البناء والنقد الهدام من وجهة نظر المسلمين؟!
نهاية مؤقتة!

متى سيحظى المسلمون باحترام العَالَم ؟: الشروط الثلاثة

سجون العقيدة الدينية المستترة





[سجون العقيدة الدينية المستترة]
1.
إنْ ينسحبوا إلى الوراء عن خرافة "الحق الإلهي" الذي منحوه لأنفسهم بإنهم على حق مطلق!
2.
أنْ يتخلوا عن مطالبهم بالدولة!
فالدولة، أي دولة، هي دولة الجميع: دينين كانوا أم لا دينيين؛ مؤمنين كانوا أم ملحدين.
دولة للجميع بغض النظر عن الانتماء الديني والإثني والثقافي والجنس وكل ما يجعل من البشر بشراً.
3.
أن يقبلوا (برحابة صدر) بأن رأيهم (ومهما كان موضوع الرأي) هو رأي واحد لا غير إلى جانب ملايين الآراء بالعلاقة مع الدين والسياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة والفن وحقوق البشر – وخصوصاً حقوق المرأة والأقليات الدينية والإثنية والثقافية.

هذا هو (العقد الاجتماعي) الذي قبله المسيحيون في بلدانهم المسيحية: أوربا وأمريكا وكندا وأستراليا والكثير من الدول الأخرى التي وضعت حداً للامتيازات الدينية لهذا وذاك.
فهل سيقبل المسلمون مثل هذا العقد؟



أشهدُ أنني أعودُ إلى طريق الصواب!


إحدى مراحل تدوير كتب التاريخ والسيرة والحديث الإسلامية!]
1.
لابد وأن يعود المرء يوماً إلى صوابه!
لقد كنت (ولم أزل إلى حد ما – فللعادة أحكام) أرحب بنشاط الدول والمؤسسات الإسلامية بنشر وإعادة نشر ما تبقى من كتب التاريخ الإسلامي وللكتاب المسلمين بالذات.
فبعد أن تم إتلاف كتب المعارضين للفكر الإسلامي (وبعد أن تم ذبحهم وتقطيع أوصالهم – وسنتحدث عن هذا الموضوع في مناسبة قادمة) ومنذ فترة مبكرة من تاريخ الإسلام فإنه لم يتبق لنا طريقة أخرى لمعرفة هذا "التاريخ" غير ما كتبه المنتصرون أنفسهم. فوسائلنا البحثية وطريقتنا في تشريح ما كتبه المسلمون أنفسهم وفرت لنا التغلغل في نصوصهم والتوصل إلى معرفة المسكوت عنه وما لا ينبغي أن يعرفه الآخرون – وخصوصاً المسلمون أنفسهم.
2.
وقد كنت أفترض، كما يفترض الكثير، بأن طبع وإعادة طبع ما يسمى بـ "التراث الإسلامي" من قبل وزارات الثقافة للدول الإسلامية والجامعات العربية وأكثر المؤسسات الإسلامية تطرفاً هو ضمانة أكيدة بأن ما تتضمنه هذه الكتب يستجيب لإرادة المسلمين ويدعم أهدافهم الدينية من وراء صرف أموال طائلة لإعداد مئات الطبعات الأنيقة والغالية من كتب "التراث" هذه.
3.
ولكن للأسف اكتشفتُ (بل صُعِقْتُ) بأن كتب المسلمين التي يدافع عنها المسلمون هي معادية للإسلام أكثر من كتب الملحدين؛ وإن الكُتَّاب المسلمين المبجلين (وخصوصاً ابن هشام ابن إسحاق والواقدي وابن سعد وغيرهم من المنافقين) هم أكثر عداء للإسلام حتى من الملحدين!
وهذه قضية لا يجب التساهل والتسامح معها!
يجب أن نضع حداً لمثل هذه التسيب وعلى المسلمين أن يقوموا بقراءة كتبهم قبل طبعها وتوزيعها حتى لا يحملوننا مغبة السخف الذي تتضمنه هذا الكتب.
أين هي إدارات رقابة الكتب التي تتحمل مسؤولية "غربلة" الكتب المعادية من الكتب الصديقة؟
أين هي المؤسسات "الأكاديمية" و"العلمية" التي "تبلع" ملايين الدولارات من أجل تحقيق "كتب التراث" الإسلامي (التي يضعها المسلمون في مكتباتهم كديكور ثقافي معاصر فقط) ودراستها وإعدادها بطريقة تدعم قضية الإسلام ونشره في جميع أنحاء المعمورة؟
أين دور النشر الإسلامية التي تستلم مبالغ خرافية من أجل نشر كتب السنة والجماعة بأغلفة جميلة وأنيقة وغالية من غير حتى أن يكلفوا أنفسهم قراء هذا الكتب مسبقاً؟
أين هذا الجيش من المحققين الذي يعيشون برغد وبحوحة من وراء عملهم ولكنهم لم ينتبهوا إلى المؤلفين المسلمين المدسوسين والمشبوهين ولم يقوموا بحذف ما يجب حذفه من كتب التراث وتنقيتها من الحقائق والحفاظ على الأكاذيب فقط؟
4.
إن الجامعات والمؤسسات "الأكاديمية" و"العلمية" العربية والإسلامية، والمؤسسات الإسلامية، ودور النشر العربية، والمحققين المسلمين والمطابع والقراء جميعاً يشتركون في مؤامرة ضد الإسلام بإصدار كتب "إسلامية" معادية للإسلام ويسمحون للآخرين الاطلاع على الحقائق.
ولهذا ولأنني أعود إلى صوابي ورشدي،
فإنني أطالب وأضم صوتي إلى أصوات جميع المسلمين:
بإعداد قائمة جديدة لمنع طبع وإصدار “كتب التراث الإسلامي"!
بمصادرة جميع كتب التاريخ والسيرة والحديث من المكتبات والمخازن والمكتبات الشخصية وإرسالها إلى مصانع تدوير الورق أو تهيئة محارق عصرية لإتلاف هذه الكتب.
تقديم جميع محققي كتاب التراث إلى القضاء بتهمة "عدم حماية الإسلام من الحقائق" والسماح بصدور كتب منافية لأهداف الإسلام بأن يكون له تاريخ نظيف لا غبار عليه!
غلق جميع دور النشر والمطابع الإسلامية القديمة واستحداث دور نشر إسلامية جديدة بأشراف أجهزة الأمن وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمراكز الإسلامية المتطرفة!
معاقبة كل من يقتني في بيته أو يقرأ كتب التاريخ والسيرة. وعلي جميع المخبرين الإسلاميين إبلاغ هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن المخالفين!
تخصيص أماكن في الساحات العامة والمنتزهات لبناء محارق للكتب وتخصيص يوم وطني إسلامي لحرق الكتب المعادية!
تخصيص جائزة (يتم الاتفاق على اسمها ومبلغها فيما بعد) للكتب المزيفة والمشوهة للحقائق من أجل إعلاء شأن الإسلام بين الأمم!
ملاحظة1:
مثل هذا النوع من التصريحات تنتهي عادة بعبارة: "وبالله التوفيق والهداية"!
ملاحظة2:
جميع مقترحات القرارات المشار إليها أعلاه هي جزء من التقاليد الإسلامية والعربية ولا تتعارض لا مع القوانين العربية الفاسدة ولا مع قيم المسلمين المتخلفة. بل هي لا تتعارض مع نشاط الحكومات والسلطات الإسلامية العلنية والمتخفية الفعلي. ولهذا فلا توجد مشاكل أمام تطبيق هذه المقترحات. إذ يوجد جيش من المخبرين في كل مكان يقومون بالسهر على تنفيذ هذه القرارت.

متلازمة النَّعَّامَة والإسلام!







1.
كان عصر الحداثة بالنسبة للمسلمين محنة عجزوا عن الخروج منها ولم يخرجوا منها حتى اللحظة الراهنة. فقد طرحت الحداثة عليهم أسئلة لم يجدوا الإجابة عليها وتحديات عجزوا عن تخطيها.
فقد لعبت الوراثة دورها (ولا تزال!) في أن تجعلهم يجرجرون أذيال التخلف وراءهم من غير حول ولا قوة:
فالمسلمون عاجزون عن مواجهة العالم الذي حولهم بدون "السيف"!
2.
ولهذا فقد قرروا، مستلهمين استراتيجية النَّعَّامَة، أن يدفنوا رؤوسهم في الرمال العربية أو في "تربهم" المقدسة [1]!
فعندما ينظر المرء إليهم من بعيد فإنه لا يعرف بالتأكيد فيما إذا كانوا يُصلُّون أمْ يقلدون في سلوكهم من الناحية السيكولوجية ما يسمى بـ"متلازمة النَّعَّامة" التي تدفن رأسها في الرمال هروباً من المخاطر [2]!
فعندما "يدَّعون" بأنَّ الإسلام "حرر العبيد!"، و "منح المرأة حقوقها!"، وهو "دين التسامح!" وغيرها من أحلام اليقظة التي تحولت إلى تعاويذ يهربون إليها للتخلص من حقائق الدين المُرَّة فإنهم يفعلون كما تفعل النَّعَّامة في المتلازمة الشهيرة!

3.
فمنطق الكتابات العربية – الإسلامية في منذ بداية القرن العشرين هو إمَّا تكرار مُمِلٌ خَالٍ من الموهبة والجِدَّة وإمَّا دفاع قبلي ببغائي عن إشكاليات العقيدة الإسلامية التي كشفت عنها الحداثة.
إلا أن اللاهوت الدفاعي الإسلامي بمرور السنين استحال إلى لاهوت للأكاذيب:
مرة على الآخرين!
ومرة على النفس!
وعندما اختلط نوعا الأكاذيب عليهم فَقَدْ فَقَدُوا تبين الحدود الفاصلة ما بين الكذب والحقيقة وهذه من أعراض "الذهان" الديني!
4.
هنا دخل المسلمون في الطور الثاني من المِحْنَة:
احتقار الحقائق والوقائع الملموسة!
إذن أن تخلف مضامين نصوصهم الدينية خلق أزمة دينية وأخلاقية وسط الشباب من جهة وفضحت الوجود الإسلامي بين الأمم من جهة أخرى. وكالعادة وبدلاً من تصحيح مسار عقيدتهم وإصلاحها يتبعون استراتيجية النَّعَّامة في المتلازمة المشار إليها ويقومون بصناعة عصرية تأويلية شاملة للنصوص التي أثبت التاريخ فشلها وتناقضها مع المنطق والأخلاق السوية حتى بالنسبة للكثير من المسلمين كمواطنين في مجتمعات معاصرة. فقد أصبح من الصعب على الناس العودة إلى عصور محمد والصحابة والتابعين المتخلفة.
5.
وها نحن في هذا الطور الإسلامي الذي تكلمت عنه في "ما الفرق ما بين الكذب النازي والإسلامي؟" هو الكذب الشامل على الذات هروباً من محن العصر وتحديات التطور البشري.
فعمليات الكذب على النفس لها مفعول المخدرات تدفع حيناً إلى النسيان وحيناً أخر إلى الهلوسة!
إن هذا الوهم الذي يعيش فيه المسلمون له في بعض الأحيان تأثيرات علاجية يعيد إليهم نوعاً من التوازن المفقود والشعور بالدونية. لكنه في نفس الوقت يحولهم إلى شيء مضحك لم يعد بالإمكان التستر عليه.


ملاحظات:
[1] "التُّربة" هي قطعة من الطين المجفف التي يدعي الشيعة بأنها مأخوذة من أرض مقدسة "كربلاء" يضعون عليها جباهم في السجود!
[2] إن تفسير الناس لدفن النعامة لرأسها في التراب لا يستجيب للتفسيرات العلمية. فللنعامة أسباب مختلفة في القيام بهذا السلوك، من ضمنها هو أنها تتأكد من بيوضها المدفونة في الأرض؛ كما أنها عن طريق الذبذبات المارة عبر الأرض تتعرف على صوت خطوات الحيوانات المفترسة.
لكن التصور الشائع لدفن النعامة رأسها في التراب تحول إلى "متلازمة" تعبر عن امتناع الناس عن مواجهة الحقائق والمشكلات التي تواجههم. وهم بدلاً من البحث عن الحلول الواقعية تراهم يفعلون كمن يدفع رأسه في التراب هروباً من المشاكل!
يقولون إن الشخص الذي يرفض مواجهة مشكلاته، أو يرفض أن ينظر للأمور بصورة واقعية، هو كمن يدفن رأسه في الرمال مثلما تفعل النعامة.
للمعلومات:
النعامة لها دماغ لا يتعدى حجم "حبة الفاصوليا"، وليس لهذا "الدماغ" إلا ثلاث وظائف:
1.الجنس والتكاثر.
2.البحث عن الغذاء.
3.والهروب من المخاطر.
قارن هذا مع عقلية المسلمين وسوف تجد أن في مقارنة المسلمين بالنعامة فيها ما يبررها!


أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر