[ها هو وحده ولا شاهد عليه فحدثنا عما يدعي أنه رآه ولم يره أحد غيره!]
1.
بغض النظر عن الطبيعة الأسطورية الواحدة لما يسمى بـ"الأديان الإبراهيمية" إلا أنَّه مع ذلك ثمة اختلافات تميز طبيعة "الشخصيات الرئيسية" فيها والأحداث المروية عنهم، وهي اختلافات ذات طابع ثقافي محض.
فاليهودية تقدم ما يكفي من "الأمثلة!" على شهادة الشعب اليهودي على "معجزات" موسى – وليس أقلها أهمية من الناحية الأدبية والتبشيرية شق البحر وعبوره.
والمسيحية هي الأخرى تقترح عدداً لا بأس به من "معجزات!" الخيال "العلمي" اليوناني التي "يشهد" فيها أنصار يشوع معجزاته، كما أشرنا في الحلقة: محمد [2]: نبي بلا معجزة! ، مثل "المشي على الماء!" و"تحويل الماء إلى نبيذ!" و"إحياء الموتى!" وغيرها.
وقد حدثت جميع هذه المعجزات، استناداً إلى الأدب المسيحي – كما تقول لنا الأناجيل – أمام الجميع [طبعاً لا أحد يعرف من هم هؤلاء الجميع]!
[أكرر: أنا أتحدث عن لغة وأساليب الأدب الإبراهيمي]
1.
بغض النظر عن الطبيعة الأسطورية الواحدة لما يسمى بـ"الأديان الإبراهيمية" إلا أنَّه مع ذلك ثمة اختلافات تميز طبيعة "الشخصيات الرئيسية" فيها والأحداث المروية عنهم، وهي اختلافات ذات طابع ثقافي محض.
فاليهودية تقدم ما يكفي من "الأمثلة!" على شهادة الشعب اليهودي على "معجزات" موسى – وليس أقلها أهمية من الناحية الأدبية والتبشيرية شق البحر وعبوره.
والمسيحية هي الأخرى تقترح عدداً لا بأس به من "معجزات!" الخيال "العلمي" اليوناني التي "يشهد" فيها أنصار يشوع معجزاته، كما أشرنا في الحلقة: محمد [2]: نبي بلا معجزة! ، مثل "المشي على الماء!" و"تحويل الماء إلى نبيذ!" و"إحياء الموتى!" وغيرها.
وقد حدثت جميع هذه المعجزات، استناداً إلى الأدب المسيحي – كما تقول لنا الأناجيل – أمام الجميع [طبعاً لا أحد يعرف من هم هؤلاء الجميع]!
[أكرر: أنا أتحدث عن لغة وأساليب الأدب الإبراهيمي]
2.
إلا محمدٌ – ومحمدٌ وحده ظل من غير معجزات، وحتى حين فبركوا له بعضاً منها، فإنها ظلت من غير شهود!
هذه هي المشكلة الكبرى التي جننت رجال اللاهوت الإسلامي في العصور التي لحقت فترة التدوين. فهم لم يعثروا على معجزات [أنظر: محمد [3]: حديث "شق الصدر" أكذوبة أمْ تخيليات؟] فأخذوا يفبركون ما لذ وطاب منها. ولكنها جميعاً تعاني من مشكلة أساسية:
من غير شهود!
لكنَّ القضية التي لا يمكن التغافي والتغافل عنها هي نزول "الوحي" الذي لم يشهده أحد غير محمد:
فهو الشاهد الوحيد!
فهل يكفي شاهد واحد في مثل هذا النوع من القضيايا الربانية الهامة؟؟
[ملاحظة: في القضايا الشرعية أمام المحاكم مثلاً يشترط الفقه الإسلامية شاهدان؛ وعلى الزنى أربعة شهود؛ وعلى عقد الزواج شاهدين، وعند تدوين كتاب محمد اشترط عثمان شاهدين على كل آية]
4.
فأول ما بدء به محمد من "الوحي"، كما تقول عائشة التي لم تكن قد ولدت آنذاك [أي أنها ليست شاهداً]، "الرؤيا الصادقة في النوم" [لا يوجد شاهد]؛ ثم "فَجِئَه" الحقُّ وهو في غار حراء [لا يوجد شاهد] فقال له: "اقرأ" – إلى آخر الأسطورة فطار صوابه ولم يحط وكاد يفقد عقله فَرَجَعَ محمد وفؤاده يرتجف، فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال: زملوني ..."؛ ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل فقال ورقة: "هذا الناموس كان قد نزل على موسى" ... إلخ - ثم توفيت خديجة، وتوفي ورقة [ولم يعد ثمة شاهد غير محمد!].
وهنا يقول الراوي "!": حتى حزن محمد "فيما بلغنا" [لا أحد يعرف كيف تم البلاغ] حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال [أيضاً لا يوجد شاهد]!
فكلما أوفي بذروة جبل لكي يلقي نفسه [أي ينتحر] تبدى له جبريل، فقال: "يا محمد، إنك رسول الله حقاً. فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ... إلخ"! [لا يوجد شاهد]
وكما يقول ابن كثير: " هكذا وقع مطولاً في باب التعبير من "البخاري".
وكل هذا "بدون شاهد"
5.
وعلينا التوقف هنا قليلاً:
لا أحد يعرف من روى هذا الحدث "الشخصي" الذي حصل ما بين "صاحبنا" جبريل و"صاحبنا" محمد. فالشاهد الوحيد هو محمد – رغم أننا لا نعرف لمن رواه وكيف وصل إلى ابن كثير.
ثم تظهر شخوص غريبة عجيبة لكي تروي ما لم تشهده أو تدعي أنه "رسول الله!" قاله.
فقال فلان عن فلتان عن أبي خزعبلان أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال – وهو يحدث عن فترة الوحي: "بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء، فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه، فرجعت، فقلت: "زملوني، زملوني" [هذه المرة لا توجد خديجة] فأنزل الله [لا أحد يعرف كيف!] "أيها المدثر" فحمى الوحي وتتابع! [وهنا لا يوجد شاهد غير محمد].
[البداية والنهاية ج4/باب كيف بدأ الوحي و ""البخاري" ج1/باب كيف كان بدء الوحي]
6.
ويمكن متابعة الروايات الأدبية الإسلامية التي تبدأ ولا تنتهي، لكن الأمر واحدٌ لا غير:
لم يشهد أحد ما رواه محمد. بل حتى "الأحاديث" التي تروي ظهور جبريل في هيئة "رجل" كدحية الكلبي أو الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة بخصوص "رَجُلٌ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيابِ، شَدِيدُ سَوادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عليه أثَرُ السَّفَرِ، ولا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَدٌ، حتَّى جَلَسَ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ" وبعد أن غادر الرجل قال محمد: يا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّه جِبْرِيلُ أتاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ" [صحيح مسلم الرياض 2006، ص 25] فإنه لا يتعدى قطعة أدبية لا بأس بها وإن أردنا أن نأخذها مأخذ الجد فإننا لسنا أمام شيء غير "ادعاء" "ومدعٍ" وهو محمد ومجموعة لا بأس بها من السامعين السذج والعُبَطَاء.
بل أن واحدة من أهم الأحداث الغيبية الدينية "الإسراء والمعراج" ظلت كما هي أسطورة اختلف عليها الملأ: هل هي في الصحو أم النوم [أما عائشة فقد قالت كلمتها الجازمة: في النوم!].
7.
وثمة فرق كبير وشاسع ما بين "الشاهد" و"المدعي" لا أشك أنه قائم في جميع لغات البشر. فمن يشهد حادثة غير من يدعي أنه كان جزءاً من الحادثة. فالشاهدَ طرف محايد "تقريباً"[إذا لم يكذب باسم العقيدة] إزاء الحادثة. ولكي تكتسب الشهادة قوة الدليل فإنه لابد من وجود وثيقة تقوم بتأييدها.
وهذا يعني أنَّ توفر شاهدين غير متحيزين – على الأقل – ضرورة لابد منها لكي يتم توثيق الحادثة.
8.
هنا نحن نعود من كُتُبِ المسلمين "بخفي حنين" ليس ثمة شهود على "النبوة!" وأقل ما يكون عن" الوحي!" - بل ليس ثمة شهود أو دليل على كل ما قاله وادعاه.
فقد رأينا أنَّ محمداً "يروي" قصصاً "ويدعي" حدوث أحداث وحضور كائنات سماوية وأرضية وإن على الجميع تصديقه – وإلا الويل له!
وهذه واحدة من أكبر مشكلات محمد على الإطلاق: لا شاهد على ما يقول ولا دليل على ما ادعى غير أساطير أنصاره.
لكنها تحولت إلى مشكلة "عويصة" على المسلمين ولم يعد أمامهم غير "الاساطير والخرافات" من أجل حل تناقضات "الأساطير والخرافات" – قبل الله أعمالهم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق