[الجنة مغلقة إلى إشْعَار آخر!]
1.
تبدو "الجنة" في بعض الأحيان وكأنها نادٍ محدود العضوية!
فثمة عدد محدد من الأعضاء يقبل النادي الانتماءَ إليه ثم يُغلق بعدها باب الطلبات.
ولهذا لم يعد يعرف أحد شروط القبول في هذا النادي "السِّري" غير رئيس مجلس الإدارة صاحب الفخامة "جبريل" ونائبه محمد الذي يدعي بأنه "رجلٌ منهم".
وهذا أمر مناف لفكرة الدخول إلى "الجنة" التي طالما بَشَّرَ بها محمد شخصياً وكررها عشرات المرات في تعاويذه وتهديداته للبشرية ومحاولات شرائهم وإغرائهم بها في كتابه.
2.
فـ"حق" الدخول إلى "الوَهْمِ/الجنة" يتضمن، كما يقول محمد في كتابه، تَوَفُّرَ عددٍ من "الشروط" التي لابد مراعاتها عند تقديم الطلب ومن أهمها: السمع والطاعة والخضوع للأوامر ولِمَا جاء به من تعاليم هو شخصياً.
ولكن رغم ذلك فإن محمداً نفسه لم يكف عن صنع الاستثناءات ومنح الامتيازات الفردوسية لهذا أو ذاك – لهذه أو تلك خارقاً بنفسه القواعد التي أعلنها والشروط التي نادى بها فأفرغ وعوده من معناها (التي لا معنى لها غير أنها وُعُود).
بل هو غالباً ما يصل إلى حدود اللامعقول الديني (رغم أنَّ الدين نفسه أمرٌ لا معقول) عندما يتم تحديد عدد محدود ومحدد لمن سيدخل إلى هذه "الجنة" اللعينة.
3.
وهذا لا يعني إلا شيئاً واحداً:
أنَّ أحلام المسلمين الوحيدة والتي يعيشون من أجلها وتخلوا عن حياتهم الأرضية بسببها - دخول الجنة [أنظر موضوع: بم يحلم المسلمون] تُصْبِحُ موضوعاً لـ"يانصيب" رباني يقوم "جبريل" شخصياً، بمساعدة محمد طبعاً، بسحب القرعة!
غير أنَّ ما هو مثير للجدل في هذا "اليانصيب" الاعتباطي هو أنَّ سحب أسماء الفائزين لا يتم بصورة عشوائية بل عن طريق التعيين: عن طريق الغش!
4.
ينقل لنا ابن عباس (الذي لم يتجاوز السنة التاسعة أو العاشرة عندما مات محمد وقد قام مرة أو مرتين بصب الماء على يديه) حديثاً لابن عمه يتلخص بالتالي:
يقول محمد: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الأُمَّةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ النَّفَرُ ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ العَشَرَةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الخَمْسَةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ وَحْدَهُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِير، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، هَؤُلاَءِ أُمَّتي؟ قال: لا، ولكن انْظُرْ إِلَى الأُفُق، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ، قَالَ: هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ، وَهَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا قُدَّامَهُمْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلا عذابَ، قُلْتُ : وَلِمَ ؟ قال: كَانُوا لاَ يَكْتَوُونَ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. فَقَامَ إِلَيْهِ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَن، فَقَالَ: ادْعُ اللَّه أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُم. ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ فقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ] [فتح الباري بشرح صحيح البخاري - ج /المكتبة السلفية11، ص: 406]
5.
ولأنني غير مهتم بقضية "الوهم/الجنة" فلن أناقش الموضوع من وجهة النظر الذاتية (فهذه مشكلة المسلمين وكارثتهم) وإنما اسعى إلى النظر إلى الموضوع بصورة متجردة عن المصالح الشخصية، ناظراً إلى القضية نظرة حيادية نقدية كمراقب للخرافات: إلى أي مدى يلتزم محمد بالقواعد التي اصطنعها في خرافته/الجنة؟
وهل "الجنة" هي "جائزة" للمؤمنين والخاضعين لعقيدته الذين فضلوا العبودية على الحرية أم هي امتياز يمنحه محمد لمن يشاء – أو لمن يكون الأول في تقديم طلب "الانتماء" إلى نادي "الجنة"؟
6.
فكما هو واضح من شهادة ابن عباس هذا ألَّا أحد من الحاضرين غير عُكَّاشَةُ سيكون واحداً من " السَّبْعِين أَلْفًا" المقترحين من قبل جبريل، حتى أنَّ طلب "الرَّجُل الآخر" المسكين قد تم رفضه حالاً بدون عرضه على جبريل مثلاً (أليس أمرهم شو رى بينهم؟) مثلما رفض محمد حتى أن "يدعو الله أنْ يجعله معهم"!
ماذا يعني هذا بالعربي الفصيح – وهي لغة القريان؟
7.
المعنى الجَلِّي والمنقوع بـ"البيان والتبيين" هو أنَّ أحلام المسلمين بدخول الجنة هي محض: أحلام!
والحلم "بالعربي الفصيح" (واذا ما استثنيا معناه بما يراه النائم في نومه) هو "الرغائب" التي يأمل الإنسان تحققها بالمستقبل ولا يملك أية وسيلة أو دليل على إمكانية تحققها الأكيد. بل أنَّ أغلب الأحلام تظل إلى الأبد "رغائب" غير متحققة تموت مع موت الإنسان "الراغب" كما قرر محمد شخصياً.
8.
إننا أمام صفاقة دينية من الطراز الرفيع يميز شروط الدخول إلى “الجنة وعدد الداخلين فيها":
فعدد الداخلين محدد مسبقاً؛
وهو امتياز محدد لرقم محدد من الناس وبدون حساب؛
ومحمد شخصياً يُحدد من يدخل في هذا الرقم؛
عكاشة آخر المنضمين؛
نقطة. سطر جديد:
لا أمل لكم أيها المسلمون في دخول جنة محمد فقد جئتم متأخرين!
[سوف تظل الجنة مغلقة إلى الأبد]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق