منع

محمد [4]: لقد ارتقيت مرتق صعباً يا رُوَيْعِي الغنم!

 

1.
"لقد ارتقيت مرتقاً صعباً يا رُوَيْعِي الغنم" – هذا ما تَسَرَّب (أو ما تمَّ تَسْرِيبُه!) في سير "الصحابة" ضد ابن مسعود. والقول هو لعمرو بن هشام بن المغيرة عمرو بن هشام بن المغيرة القرشي [572 - 624 م] الملقب بأبي الحكم (الذي "قرر" محمد، وكعادته في علاقته مع المخالفين والكارهين له، أن يسميه أبا جهل) وقد كان جريحاً في غزوة النهب "بدر" يخاطب فيه عبد الله ابن مسعود.
2.
رُعاة الغنم يثأرون من أبي الحكم:
ففي نهاية مجازر "بدر" أمَرَ محمدٌ شخصياً أصحابَه معرفة مصير أبي الحكم قائلاً:
"انظروا – إن خفي عليكم في القتلى – إلى أثر جرح في ركبته، فأني ازدحمت يوماً أنا وهو على مأدبة لعبد الله بن جدعان، ونحن غلامان، وكنتُ أشفَّ منه بيسير، فدفعته فوقع على ركبتيه، فجحش في احداهما جَحْشَاً لم يزل أثره به". [سيرة ابن هشام، ج2]
ها هو محمد ورغم مرور عقود من السنين لم ينس حتى عداوات الطفولة!
فيهرع ابن مسعود لتنفيذ أوامر سيده. فوجد أبا الحكم بآخر رمق فوضع رجله على عنقه وحين لفظ أبو الحكم النفس الأخيرة قام ابن مسعود (التقي والرحيم تلميذ نبي الرحمة) بجَزِّ رأسه وقدَّمَهُ هدية لمحمد بن عبد الله الذي يدعي بأنه قد نهى عن "المِثْلْة"!
[ملاحظة [1]: سوف أتطرق بالتفصيل إلى التمثيل بالجثث وتعذيب وقتل الجرحى في حلقات مسلسلة تحت عنوان: خرافة "إنه لعلى خلق عظيم"!]
3.
والكل يعرف (ما عدا المسلمون) بأن تقطيع أوصال جثة خامدة هي سادِيَّة من وجهة النظر المعاصرة وعملية "تمثيل" لا غبار عليها ولا مثيل لها إلا عند المتوحشين على حد سواء حتى من وجهة نظر العرب آنذاك.
فـ"المثلة" جريمة بحق الجسد الإنساني (ويرفضها البشر حتى بحق الحيوان) لأنه لم يعد غير (جثة) لا تشكل أيَّ خطر على أحد وتستحق الاحترام.
[ملاحظة [2]: هذا ما سوف يفعله الأمويون أيضاً بأحفاد محمد. فدائرة العنف والثأر الإسلاميين مُغْلَقة على نفسها ولابد أن تعود لمؤسس العنف نفسه في يوم ما]
هذا عن التاريخ من غير تزويق - ولكن ماذا عن العبرة؟
4.
"لقد ارتقيت مرتقاً صعباً يا رويعي الغنم" قول يلخص تاريخاً كاملاً سموه: تاريخ الإسلام.
وهو قول مثلما ينطبق على بن مسعود فإنه ينطبق وبذات القوة على سيده: الذي على غفلة من التاريخ وقطيع الأغنام [وسوف أتحدث عن هذا الموضوع في حلقة منفصلة] تحول إلى نبي يخاطب قوى عُلْوِيَّة ويمتلك الحكمة السماوية!
يا له من "تاريخ" غريب وعجيب!
غير أن في غرابته رثاثة وفي عجائبيته إسفاف.
إنه "تاريخ" منتقى ومغسول ومجفف تحت حرارة الصحراء المحرقة ولم يبق منه غير قطع "مُقَدَّدَة" تفوح منها رائحة الغنم والماعز.
ففي غزوة قُطاع الطرق هذه(بدر)، يقول التاريخ المُقَدَّد بأن محمداً قد أخذ كفاً من حصى فرمى به في وجوه قريش وقال: شاهت الوجوه!
فسمعه ربه (الذي كان نائماً يشخر طوال المعركة بسبب سهرة الليلة الماضية) فبعث رياحاً تضرب في وجوه قريش فكانت الهزيمة!
يا للتاريخ السمج؟
إنهم عاجزون حتى عن الكذب!
5.
هذا "التاريخ" المُقَدَّد والمجفف تحت شمس الصحراء تحول إلى ضريبة تاريخية على شعوب بأكملها تَوَجَّبَ عليها أن تدفع ثمنه الباهظ وهو:
غياب التطور!
ها قد مرت أكثر من 14 قرناً ولا يزال "رُوَيْعِي الغنم" يرتقي مرتقياته الصعبة وكأنَّ الزمن قد وقف والتاريخ لم يتحرك قيد أنملة!
فــ "رويعي الغنم" هذا لم يتغير:
إذ إنه هُوَ هُوَ كما كان في الماضي فإنه لم يتغير في الحاضر وكأنَّ أبا الحكم قد أطلق حكماً ووسم به التاريخ بكامله.
الفرق الوحيد هو أننا الآن أمام رعاة غنم قرروا الثأر من الجميع - أكرر: من الجميع!
6.
ولكن كيف كان الزمن نائماً فارتقى "رُوَيْعِي الغنم" هذا المرتقى الصعب؟
هذا ما لا يقوله لنا التاريخ الأخرس!

[ملاحظة: منذ أنْ أدركتُ معنى "التاريخ" اكتشفت أنَّ عبارة [يقول التاريخ ...] سخيفة جداً وخالية من المعنى. فالتاريخ ولد أخرسُ وإنَّ الذي [يقول ...] هم البشر. أليس "المنتصرون" هم الذين يكتبون التاريخ؟]

للموضوع بقية . .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر