منع

الصَّلاة[1]: وقود لبقاء الله على قيد الحياة

صلاة جماعة بالأسود والأبيض


1.
الحق، ومن غير مواربة، أنَّ الصلاة "ابتكار" عبقري.
بل لا يوجد، من بين جميع الطقوس التي يسعى اللاهوت الإسلامي إلى تجذيرها في الوعي الباطني للناس الخاضعين للعقيدة الإسلامية، طقس آخر بهذه القوة والقدرة والنجاعة والجبروت على إخضاع المؤمن و"ربطه" بالسلطة الدينية ربطاً محكماً لا انفكاك منه.
2.
الصلاة الإسلامية هي السلاسل المستترة التي تكبل وعي المرء وتحط من قدرته العقلية على التفكير الحر وتقيد إرادته وتجعل منه أداة طيعة بـ"يد" السلطة الكهنوتية.
3.
وخلافاً للصلاة المسيحية مثلاً – وهي صلاة فردية لا ترتبط بمكان أو وقت أو "إمام" ولهذا فإنَّ المؤمن، وحتى الكاثوليكي المتعصب، متحرر لا من قيود شروط الصلاة، بل ومن الصلاة نفسها. فهي "حاجة" سيكولوجية وليس واجب قدري يؤدي تركها إلى الجحيم مباشرة – فإن الصلاة الإسلامية واجب لا يقوم الإيمان بـ"الوحي" بدونه. ولهذا فإن له، كالعادة، قواعد "شكلية" صارمة تحمل في داخلها شروط إبطال مصداقيتها الدينية وإنها محض أداة سياسية للخضوع.
فإذا كانت الصلاة كما يدعون هي "مناجاة للرب" فلماذا تحولت إلى "مؤسسة" عسكرية يسهر عليها رجال اللاهوت؟!
4.
الصلاة الإسلامية، إذن، شرط الإيمان بالرب.
إنه يطلبها ويتطلبها لكي يثبت ألوهيته.
فإي رب هذا؟
إنَّ رباً يعتمد في وجوده ويسعى إلى حالة "الرضى" والسعادة" معتمداً في ذلك على تأدية الصلاة وإنْ يكون موضوعاً للتذكر والفخر والمديح لهو رب بائس ويثير الأسى!
5.
لكن للصلاة وجهاً آخر:
فصاحبنا "رب العالمين!" لا يعمل الخير مجاناً. وكما يقول تشرتشل فإنه "لا يوجد غداء مجاني" فإنَّ هذا الرب لا يطالب زبائنه بالدفع فحسب بل والدفع مقدماً أيضاً!
وهذا مخالف، على أية حال، لشروط التعاقد في البيع والشراء (حتى على الطريقة الإسلامية).
إنَّ هذه المطالبة الملحة بالمديح، من قبل الرب المُفْتَرَض أو المُتَخَيَّل، وكأنه كافور الإخشيدي تكشف بما لا يقبل الشك بأنَّنا أمام كيان ساذج وذي متطلبات لا تقل سذاجة.
6.
خلف الصلاة تستتر ظلال الخوف وليس الإيمان.
وهذه هي المفارقة في علاقة المسلم بربه المُفْتَرَض أو المُتَخَيَّل وهي علاقة غير سوية ومَرَضِيَّة.
فالقوة العاقلة (وأتجرد مؤقتاً من أية تداعيات للعلاقة الديموقراطية) لا يمكن أنْ تستهويها فكرة المديح من أي كان. فالمديح بحد ذاته هو هجاء. إذ لا يمكن أنْ يمدح الشاعر أحداً إلا على حساب آخر بصورة مباشرة أو ضمنية، مستترة أو مكشوفة.
بل أنَّ القوة العاقلة هي قوة مناقضة للتقديس ولا تحتاج إلى مشجعين [fans] يصفقون لها.
7.
ليس ثمة كيان غير السلاطين والاباطرة العتاة [والملوك الأغبياء] يفرضون على رعاياهم السجود أمامهم والزحف على ركبهم ومكالمتهم بالهمس والتبجيل والمديح!
إنه تعبير عن مركب نقص أنْ يطلب "كيان" ما مديحه لكي يرميه لمن يمدحه فتات بركاته.
وهذا ما يجعل فكرة الإله نكتة سقيمة.
إنه صورة وثائقية عن الطبيعة البشرية وليس في الأمر أية غرابة:


فهو صناعة بشرية لم تعد تثير غير الاشمئزاز. وفي اللحظة التي يكف فيها المرء عن ممارسة هذا الخبل فإن "الله" يكف عن الوجود. وهذا ما يوضح الحقيقة الصريحة التي يعرفها الكثير من المسلمين:
"ترك الصلاة" هو من المقدمات الضرورية للخروج من الإسلام - وفي بعض الأحيان هو أقرب الطرق إلى الهروب من مملكة الظلام!





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر