منع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات نقد الإيمان الديني. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نقد الإيمان الديني. إظهار كافة الرسائل

ليس الله شخصية سياسية – بل إيمانية!: ملاحظات إضافية

امرأة معصوبة العينين
[عمى الإيمان]

1.
من ملامح تحول فكرة "الله" و"الدين"  هو ربط الموقف من "الله" و"الدين" بالموقف من المجتمع والدولة.
فالإساءة إلى "ذات!" الله [فللخرافة ذات مقدسة!] هي إساءة إلى المجتمع و"محاولة!" لتقويض أسس الدولة المجتمع!
وإذا ما استثنينا الفكرة الهشة للدولة والمجتمع، فإنَّ انتفاء الإيمان الديني هو انتفاء للمواطنة.
هنا يصل العبث الإسلامي إلى الحدود القصوى.
2.
ولهذا فإن "الإساءة" إلى "ذات الله" يخضع للعقوبات الجنائية الشديدة "العلنية" أو "المستترة": أي القتل إنْ تمكن أحدهم من ذلك.
3.
أما تجريم "الإلحاد" والملحد" (وغالباً ما يكون التجريم بأغطية تبريرية مختلفة) فهو التعبير العلني والرسمي في الكثير من الدول الإسلامية عن تحول "الإيمان" إلى قضية سياسية تهدد الدولة وبالتالي فإن معاقبة الملحد وبأقصى العقوبات [وليس آخرها الإعدام[ إذا ما كان قتل الملحد غيلة غير ممكن لسبب أو آخر!
4.
وهذ لا يعني غير شيء واحد:
استحالة الدين إلى قضية سياسية تخرج عن إطار الإيمان وتفند فكرة الإيمان ذاتها. وهي نكوص إلى آلاف السنين إلى الوراء حيث كانت عقيدة الإمبراطور الصيني مثلاً شرطاً للولاء وضمانة للوجود. بل يمكن الرجوع إلى الوراء كثيراً حتى المدن السومرية التي كانت تتميز بعبادة إله محدد استناداً إلى عبادة الملك نفسه. وعندما يموت الملك أو يتم احتلال المدينة من قبل حاكم آخر فإنه عادة يفرض عبادته لإلهه الخاص على المدينة.
5.
ولأننا نتحدث عن القرن الحادي والعشرين فإنَّ المسلمين يبدون أكثر همجية من أي همجي من العصور المنقرضة.
إذ فرض عقيدة دينية ما على الناس والدول هو حقاً نكوص عقلي وثقافي وسيكولوجي من طراز فريد.

ليس الله شخصية سياسية – بل إيمانية!


هل يرتكب الله الأخطاء [3]: ملاحظات إضافية


1.

في الحلقة الماضية خلصت إلى ما يأتي:

- هل يخطأ "الله"؟

فأجبت على السؤال بصراحة ووضوح:

- لا، "الله" لا يخطأ!

وأنا والمسلمون على طرفي نقيض!

2.

لماذا لا يخطأ "الله" من وجهة نظري؟

لأنَّ الخطأ من صفات الكائنات الواقعية التي تتصف بالوجود والتي تحتكم إلى العقل (أو نوع من العقل)، والتي تمتلك ملكة المقارنة ما بين الوقائع والأشياء من جهة وتصوراتنا عنها من جهة أخرى، وتميز ما بين الخطأ والصحيح، والسيئ والجيد، حتى تكتشف الفروق فيما بينها وتميز ما يستند إلى الوقائع وما يتناقض معها.

و"الله" هذا: وَهْمٌ ؛

والأوْهَام لا تخطأ مثلما لا تميز ما بين الخطأ والصحيح.

إنَّه [ما يسمى "الله"] عقيدة تنافي العقل وتسير ضد حركة التاريخ ومعارضة المنطق البشري السوي؛ إنها مجموعة من "الصفات" المختارة قرر المسلمون الاتصاف بها حتى لا يودعون أسلافهم، وهي حالة مرضية على أية حال.

3.

هل يتعلم الله من تجاربه؟

الجواب: لا!

لأن الوَهْم لا يخطأ ولا يتعلم من تجاربه.

فالتعلم من التجارِب هي من خصائص البشر.

والمسلمون بشر.

فهل سيتعلم المسلمون من تجاربهم بصورة بناءة ويتخلون عن أوهامهم وثقافتهم المتوحشة؟

الجواب: لا!

لأن المسلمين قرروا أن يكونوا قبل كل شيء مؤمنين.

والمؤمن لا يتغير (طالمَا يفكر بصفته مؤمن)!

وإذا فكر المؤمن كإنسان، فإنه سوف يغادر مملكة الأوهام: الإسلام.



عندما يكون طرح الأسئلة بديلاً عن غياب المعرفة

شاب يبحث عن الأسئلة الملائمة - كاريكاتير

[المسكين نفدت أسئلته الرخيصة]

1.

يمتهن مسلمو المنتديات "تجارة" كاسدة [الحق أن التجارة الكاسدة ليست تجارة] وهي طرح الاسئلة على الملحدين.
وليس الهدف من وراء هذه "الاسئلة المسكتة!" هو البحث عن أجوبة - وأقل ما يكون البحث عن الحقيقة بل "افتراض" أجوبة مسبقة فرحين بها أشد الفرح ثم "ينخرطون" في شتم واتهام الملحدين بغياب معرفة "حقائق الإسلام العميقة"!
2.
إنَّ ثقافة "تكرار" و"اجترار" و"انتحال" الأسئلة لهو دليل على غياب الأجوبة المتعلقة بالعقيدة الإسلامية. فالدفاع اللاهوتي الساذج والمبتذل والركيك لغوياً هو نعمة كبرى لنا لكنها نعمة تجلب الوبال على المسلمين أنفسهم.
إن "تسأل" يعني أنك "تريد أن تعرف" لا أن تشتم!
إن "تسأل" يعني أنك تنطلق من "معرفة" واقعية وإلا فإن الأسئلة تتحول إلى نكات وطرائف كما هو الحال مع أسئلة مسلمي المنتديات.
وأن تسأل يعني أيضاً ألا تعيد وتكرر الأسئلة التي سبق وأن تم الإجابة عليها والسخرية منها.
3.
إن العجز والفقر يكمن حتى في صياغة السؤال – بل لا أحد منهم قد صاغ بنفسه السؤال. فهم يعثرون عليه كما يعثرون على أحجار الطريق مرمية على ضفاف مستنقع المنتديات الإسلامية.
4.
إن على المسلم أنْ يطرح معارف حقيقية جديدة وأصيلة (لا علاقة لها بالنجاسة والحيض والوضوء والتكفير وسخافة الله وتهديد الآخرين بالقتل أو بخرافة جهنم والتواتر والإيمان المغلق والإعجاز الذي لا وجود له إلا في رؤوسهم والنبوة التي لا يؤمن بها أحد غيرهم) من غير إغراق الموضوع بـ"قال الله!" و"قال محمد" وقال جعفر الصادق. فهذا ما لا قيمة له عند القارئ الملحد.
عبروا عن آرائكم لا عن آراء الموتى!
فإذا كنتم ذوات (كما يدعي شيخ المنافقين الداعشي) فعبروا عن ذواتكم.
5.
كما أن على المسلم أنْ يمتحن نفسه أولاً وقبل كل شيء ويجيب على الأسئلة الهامة والمصيرية التي تتعلق بوجوده المتخلف والأوهام التي تتحكم بهذا الوجود والتعاسة الثقافية والروحية التي يغرق فيها إلى الأذنين اقبل أنْ يسعى إلى امتحان الآخرين.
عليه أن يجيب على الأسئلة المتعلقة بأسباب شكوكه نفسه وغياب الإيمان الذي يعاني منه ويتغلغل في أعماقه ويسعى إلى تغطيته والهروب منه عن طريق شتم الآخرين وتكفيرهم!
عليه أن يجيب على سبب هذا الزعيق والترديد العصابي وهو يردد من الصباح حتى المساء اسم خرافة "الله" ويجاهد بالكلمة والسلاح إلى فرض هذا الإيمان على الآخرين.
6.
وإنْ أراد أن يسأل فإن عليه طرح الأسئلة التي تستحق التفكير والإجابة من قبله هو نفسه أولاً، ومن ثم من قبل الآخرين، لا أن يسعى إلى التستر على عجزه الثقافي والمعرفي عن طريق طرح أسئلة سخيفة لا هدف من ورائها غير التضليل والظهور بمظهر "المُفَكِّر".
إنَّ الأسئلة هي امتداد للمعرفة. وحين تكون فاقدة لأية قاعدة معرفية أو تفكير نقدي من جهة، ولا تسعى إلى الشك في هذه المعرفة من جهة أخرى، فإنها عملياً محاولة ساذجة للتغطية على الجهل وثقافة الخضوع والعبودية - بل تتحول إلى تقنية هروب من الشك ورفضاً للوقائع.
7.
نحن قد امتحنا أنفسنا. والمحنة كانت هي عقائدكم الدينية الخرافية وقد اجتزنا الامتحان بنجاح.
آن الأوان لكي تمتحنوا أنفسكم بأنفسكم حتى تعبروا إلى الصفوف المتقدمة من الوجود البشري.
التطور قانون الحياة!

للموضوع بقية:
ملحق أسئلة صريحة عن أزمة الوجود الإسلامي المستترة:


"الله" أكبر تكبيرا مادام العقل صغيرا!

1.
من المحتمل أنْ يتجاوز عدد ضحايا الزلزال الأخير في تركيا وسوريا 21 ألفاً. أما عدد الجرحى والمواطنين الذين سيبقون من غير مأوى فلا توجد لحد الآن إحصائيات. غير أنَّ هذا العدد لن يقل عن مئات الآلاف.
ومن بين ضحايا الزلزال مئات الأطفال الصغار والرضع وعشرات النساء الحوامل وآلاف الأبرياء الذين يعتقدون[وأشك بأنهم سوف يكفون هذا الاعتقاد] أنَّ لهم رباً يحميهم!
لكنَّ هذا "الرب" وكما رأوا بـ"أم أعينهم" لم يكن ولن يكون له وجود. وإنَّ اعتقادهم هذا كان سبباً في مأساتهم.
2.
ولهذا أريد الآن أن أتحدث عن صفاقة الإيمان:
من المَشاهد التي نقلتها وكالات الأنباء مساء أمس كيف تم العثور على صبي على قيد الحياة بين الأنقاض فأخذ الكثير من الناس المحيطين يهللون ويكبرِّون بأعلى أصواتهم وهم يرددون:
- "الله أكبر!" .. ""الله أكبر!" ...
3.
لقد كان انقاذ صبي من بين أنقاض الأبنية التي تهاوت وكأنها مصنوعة من الخزف الصيني أمراً مفرحاً ومدهشاً - وهذا أمر لا شك فيه.
لكن في تهليل الناس وتكبيرهم كارثة حقيقية:
هي انحطاط وعي المسلمين الذين هللوا وكبروا [وهو نفس التكبير باسم "الله" الكبير جداً عندما يقومون بتفجير أنفسهم في محطات المترو في العواصم الأوربية أو عندما قاموا بتقطيع الرؤوس هناك وهناك – سنة وشيعة] لعملية انقاذ قامت بها فرق الإنقاذ الأوربية [الكفرة] التي وصلت خلال الساعات الأربع والعشرين بعد الزلزال!
4.
ومع ذلك فإنَّ هذا ليس الأمر المهم.
لقد كان "الله أكبر!" لخروج طفل حي من بين الأنقاض – ولنقبل جدلاً أن هذا الـ "الله" هو السبب "الخفي" وراء انقاذ الطفل؛
ولكن ماذا عن الآلاف من الأبرياء الآخرين [ومن بينهم مئات الأطفال] الذين لقوا مصرعهم بعد أنْ دفنتهم أنقاض الأبنية رخيصة الصنع والمخالفة لقوانين وقواعد واجراءات البناء؟!
أينَ كان هذا الـ"الله" الأغبر؟
ألم يكن هناك؟
أم أن انقاذ طفل واحد قد شغله عن إنقاذ المئات من الأطفال؟!
وكيف يمكن أن يكون العقل البشري إلى هذه الدرجة من الانحطاط بحيث يكون عاجزاُ عن أن يقوم بأبسط عمليات المقارنة بين الظواهر والحقائق والأحداث؟
فإذا كان "الله" الأغبر هذا هو المسؤول عن إنقاذ صبي في العاشرة من العمر، فمن هو المسؤول عن آلاف الضحايا؟
5.
والآن لنقوم بجرد الحساب:
"الله أكبر!" لأنَّ فرق الإنقاذ "الكفرة" قد قامت بإنقاذ صبي من بين الأنقاض؛
فماذا عن هذا الـ"الله" الذي قام بتدمير عالم كامل من حياة البشر – ناهيك عن القتلى والجرحى والمشردين؟




أليس هو " أصغر" من أية قوة تافهة رعناء؟
هل من المعقول أن يكون العقل صغيراً حتى لا يرى بأنَّ هذا الـ"الله" أصغر من أي واحد من أصحاب هذه العقول؟
6.
وماذا بعد؟
سيقول الناجون بأنَّ "الله!" قد أنقذهم من الموت؛
فماذا سيقول الموتى؟
وهل هناك من أحد يسألهم؟!
هذه أسئلة ليس من اختصاص الذين ودعةا عقةلهم إلى الأبد . . .



محاولة اغتيال معلنة مسبقاً!

سلمان رشدي عند إصدار رواياته "آيات شيطانية" عام 1988
[سلمان رشدي عند إصدار رواياته "آيات شيطانية" عام 1988]

الخبر:
قام يوم أمس [أحدُ] الممسوسين المسلمين العرب المقيمين في نيويورك بتوجيه طعنات إلى الكاتب البريطاني المعروف سلمان رشدي بعد لحظات من صعوده على خشبة المسرح في مؤسسة Chautauqua في نيويورك لإلقاء محاضرة عن "حرية التعبير الفني"!
وقد تم نقل سلمان رشدي بطائرة هليكوبتر إلى المستشفى.
فمن هو الذي قام بمحاولة الاغتيال؟
وما هي دوافع الاغتيال؟
ومن هو الذي كان ضحية محاولة الاغتيال؟
هذه أسئلة تحمل طبيعة صحفية تقليدية محضة لا قيمة لها لغير الأغراض الصحفية وسوف يطويها النسيان حالما يأتي خبر جديد عن حدث جديد يحتل اهتمام الصحافة والقراء البعيدين عن الجحيم فيحل محل الحدث السابق وهكذا..
غير أن كل هذا لا يعني بالنسبة لي الشيء الكثير ...
1.
من الذي قام بمحاولة الاغتيال؟
من يعتقد (أياً كان وأينما يكون) بأن من قام بمحاولة الاغتيال هو المسلم العربي المقيم في نيويورك فإنه قراءته للخبر هي أسوء ما تكون القراءة وأنَّ الخلاصة التي وصل إليها هي من أسوء الخلاصات!
ومن يسعى إلى البحث عن دوافع محاولة الاغتيال وهوية الجهة التي تقف خلف محاولة الاغتيال على الطريقة الصحفية فإن سعيه لا يحصد غير سراب الربع الخالي!
2.
فالدافع إلى محاولة الاغتيال هو العقيدة الإسلامية كما هي من غير مكياج:
عقيدة الثقافة الشمولية التي لا تعترف بوجود الآخرين وبحقهم في الرأي والنقد والتصورات الشخصية عن التاريخ والعالم؛
عقيدة دينية تنمو وتتوسع خارج الواقع التاريخي للبشر. إنها [عقيدة "خير القرون!"] التي تعود بالناس الى الوراء 14 قرناً وتلقي بهم في أتون جحيم التخلف الديني؛
إنها ثقافة التوحش الكامنة عميقاً في العقيدة الإسلامية نفسها – وهذا ليس رأي نقاد الإسلام فقط بل والمسلمين الذين لم يفقدوا القدرة على رؤية جذور التوحش [أنظر: لِمَ اختار الوحشُ الوجهَ الإسلاميَّ بالذّات لا وجهاً آخر ؟]
ومن يعتقد من المسلمين بأنَّ ثمة جهة تقع خارجهم تقف وراء محاولة الاغتيال فإنهم ما رأوا شيئاً وما فقهوا!
لينظروا إلى أنفسهم في المرآة:
هل يرون الوحش؟
إذن هم الجهة التي تمول الاغتيالات والجهة التي تقف وراءها وتشجع القيام بها.
هم الجهة المسؤولة عن التوحش الذي استيقظ في القرن الحادي والعشرين بصمته ولا اكتراثهم بما يحدث في بلدانهم؛
هم "الحاضنة" لكل هذه الجرائم مهما ادعوا بتحضرهم وبتميزهم عن الآخرين؛
إن مهندسي ثقافة التوحش يستندون إلى دعمهم المالي والأدبي وإلى صمتهم المديد....
3.
ومن هو ضحية محاولة الاغتيال؟
من يعتقد أنه سلمان رشدي فقد أساء قراءة الخبر ولم يقرأ غير المستوى السطحي منه.
إنَّ "موضوع الاغتيال" هو جميع المخالفين لسلطة اللاهوت الإسلامي من جميع الطوائف والرافضين لعقيدة التوحش لجميع الطوائف؛
إنَّ "الضحية" التي كانت ولا تزال وسوف تبقى ما بقيت سلطة الدين قائمة في أحضان الدولة هم جميع المختلفين و"الآخرين" الذي يرفضون الخضوع لمعايير دين قرر أصحابه أن يكون هو الدين المطلق الذي لا يحل محله دين آخر أو أي نوع من العقائد الممكنة.
إنه "دين الدولة" كما تقول الدساتير الإسلامية/ العربية المهلهلة والمساس بـ"بمقدسات" هذا الدين هو المساس بأسس الدولة!
4.
إنها محاولة اغتيال معلنة مسبقاً وموجهة ضد جميع المخالفين.
هذه هي الحقيقة الفاجعة شئنا أم أبينا!

꣙ ꣙ ꣘
ملاحظة قد تكون مهمة!
لقد قرأت رواية " آيات شيطانية" لسلمان رشدي حين إصدارها ولم تعجبني واقل ما يقال عنها بأنها مملة.
فهي من أضعف أعمال رشدي فنياً وبنائياً. كما أنها مجموعة من "التوليفات" التي تصلح أن تكون أعمالاً منفصلة!
ولكن هل من المعقول في العصر الحديث أن يحق لأحد شيوخ العته أن يصدر حكماً بإعدام كاتب لأنه تطرق إلى خرافة التاريخ الإسلامي والمحمدي؟
إنَّني أستطيع الجزم كون ما عرضه سلمان رشدي في روايته لا يتعدى "القطرة" من "بحر التشهير" بمحمد في كتب الحديث الإسلامية، وخصوصاً هراء أبي هريرة، وليس كتب آخرين معادين للإسلام!
سلمان رشدي
فحتى كتب الحديث الشيعية (وشيعة الخميني بالذات) مليئة بالهراء الذي يسيء إلى نبيهم عشرات الأضعاف مقارنة بما يعتقدون بأن رواية "آيات شيطانية" قد أساءت إلى نبيهم.فهل أصدر الخميني أو أياً من شيوخ العته فتاوى بهدر دماء مؤلفي هذه الكتب أو اتهامهم بالإساءة إلى شخص محمد مثل الكليني؟!
وإن حصل هذا (وآمل أنه لم يحصل حتى اللحظة الراهنة) فإنه كم من الدماء سوف يقوم بهدرها شيوخ العته والمسلمون المهوسون بنبيهم؟!
ومن المفارقة المفجعة هي أن محاولة اغتيال سليمان رشدي في نيويورك كانت في بداية محاضرته عن "حرية التعبير الفني"!


الشَّرْخُ [4-4]: الخاتمة – موت الله وبداية الطريق!

[النهاية الحتمية]

1.
ليس ثمة خاتمة احتفالية بمناسبة انهيار الجسور غير خبر موت فكرة الله كما أشرت في الحلقة السابقة!
2.
فعندما صرخ نيتشه بأنَّ الله قد مات فإنه في حقيقة الأمر قد أعلن خبراً عن حدث قديم جداً. غير أنَّ قدم الأحداث لا تلغي صحتها – بَلْهَ قيمتها. وإنَّ تكرار هذا الخبر القديم يعني أنَّ تجربة اكتشاف هذه الحقيقة تتكرر باستمرار.
وقد تحول إعلان هذا الموت القديم جداً إلى تقليد ثقافي وفكري عند خاتمة كل تاريخ شخصي مع الإسلام.
3.
ليس هذا الإعلان مجرد إعلان رمزي عن حدث سابق، بل هو إعلان عن موقف معاصر لحياة الأشخاص وهو مضاد للعقيدة الإسلامية ورؤية مستقبلية للحياة.
إنه إعلان للمستقبل.
4.
"موت الله" هو المعادل الموضوعي لانهيار الأوهام.
5.
ولهذا فإن هذه "الخاتمة" هي بداية طريق طويل حتى يكاد المرء لا يرى نهايته.
إذ ليس ثمة خاتمة إلا بالمعنى المجازي. فكل خاتمة هي بداية جديدة لتاريخ جديد.
6.
قد يشعر المرء بالغربة بعد انهيار الأوهام.
إلا أنَّ التجربة البشرية تقول بأنك لن تجد نفسك إلا حين تتغرب. وهذه هي أول لحظة في تاريخ الوعي البشري:
انفصال الإنسان عن الوسط المحيط:
فهو لم يعد جزءاً أعمى صلداً في هذا الوسط، بل أخذ يدرك ذاته ويشرع في امتلاك الوسائل الضرورية للسيطرة عليه والتحرر منه في آن واحد.
7
إنَّ كامل منظومة التعاليم اللاهوتية والطقوس والأعراف والمواضعات الدينية الإسلامية لها هدف واحد لا غير:
إنْ يكون المسلم "جُزْءاً " تافهاً من كيان صلد أعمى لا كيان منفصل حر. فالحرية والتفكير المستقل تؤديان بالمرء إلى ذاته – والإسلام لا يكره "الذات" الإنسانية فقط بل ويتعارض معها تعارضاً لا يمكن تذليله.
المسلم مكلف. والتكليف تفريغ لاستقلالية الذات الإنسانية.
8.
والآن هو خارج هذا الكيان الصلد الأعمى.
وهذا هو مصدر الغربة ولكنه مصدر الشعور بالحرية من أجل أنْ يكتشف طريقه – طريقه الشخصي.
هنا تتحول الغربة إلى نوع من الألفة:
فالآن يرى العالم كما هو؛
يرى أنَّ الحرية ليست وحدة مع النفس بل هي أداة للانتماء إلى العالم الحقيقي – بل وحتى الصعوبات والأزمات التي يتصف بها هذا الطريق هي صعوبات وأزمات العالم الحقيقي وليس عالم الأوهام.
9.
ليس الطريق سهلة لكنها طريق مفتوحة على أفاق لم يكن يفكر بها أو يتوقع وجودها:
الحياة هنا والآن بكل أزماتها وشرورها وجمالها وتحدياتها اليومية.
هذه هي الحياة الوحيدة للوجود البشري - أما ما عدا ذلك فهو مجرد أوهام.

[ها هو الطريق سالك – والوصول إلى النهاية يعتمد عليك]


[نهاية هذا الموضوع وبداية موضوع جديد]


المواضيع:
الشَّرْخُ [1-4]: لماذا لا يَشُكُّ المسلمُ بما يقول ومصداقية ما يؤمن؟
الشَّرْخُ [2-4]: هل حقاً لا يشكَّ المسلمُ بصحة ما يقول ومصداقية ما يؤمن؟!
الشَّرْخُ [3-4]: انهيار الجسور!
الشَّرْخُ [4-4]: الخاتمة – موت الله وبداية الطريق!


الشرخ [3-4]: انهيار الجسور!

إهداء:
إلى المسلمين والمسلمات الشباب الذين لم يودعوا عقولهم ويرفضون تسليمها لمعمل تدوير المواد البلاستيكية التابع لهيئات الفقه الإسلامية!

1.
الشَّكُّوك في الواقع القائم تقود إلى الأسئلة، والتي بدورها، تقود إلى واقع آخر: إنه واقع لا علاقة له بواقع مملكة الظلام؛
أنه واقع شخصي، يحمل في طياته رؤية مختلفة وتصورات مختلفة عن الماضي والحاضر والمستقبل.
وعندما يصطدم المرء برفض الآخرين لأسئلته أو بالعكس: الحصول على أجوبة سخيفة خالية من المنطق ويعجز عن قبولها فإنَّ الجسور تأخذ بالتصدع والانهيار تدريجياً.
وحين يبدأ التصدع فإنَّ العد التنازلي قد بدأ!
2.
الدروس:
و يكتشفه "المسلم!" الذي لم يودع عقله هو أنَّ الجسور التي تربطه بالدين هَشَّة تماماً. بل أنَّه سرعان ما يكتشف مصعوقاً أنَّ لا جسر يربطه غير وَهْم الانتماء العائلي والاجتماعي.
فالعقل اليقظ عاجز عن قبول وهم اليقين الذي يلتف حول رؤوس الناس كضباب الشتاء.
إنهم يؤمنون بطريقة يعجزون عن تقديم أي نوع من الأجوبة المعقولة حتى لأنفسهم:
هكذا وجدوا أنفسهم ولا شيء آخر . . .
إنَّ صاحب التفكير النقدي لا يبحث عن أجوبة تبريرية للإيمان. فمثل هذه الأجوبة يمكن أن يغرف منها المرء ما يشاء من مستنقعات اللاهوت السني والشيعي.
إنَّ ما تشغله هي الأجوبة الحقيقية على أسئلة حقيقية لا يحق للمسلم طرحها:
فهو لا يستطيع السؤال عن وجود "الله" فهذا تجديف – لكنه يستطيع أنْ يسأل لماذا خلقه الله؟
وهو لا يستطيع أنْ يسأل "لماذا لا يراه أو يحس بوجوده"؟ - لكنه يستطيع أن يسأل "أين الله" (رغم اختلاف أجوبة المدارس الفقهية والاتجاهات الطائفية على هذا السؤال فإنها سخيفة جميعاً – هناك من يقول بأنه في كل مكان. وعندما اكتشفوا أن ثمة أماكن لا يجب أن يكون فيها، قرروا أنه في السماء وإلى آخره وهلم جرة وهكذا دواليك .....)!
كما أنه لا يستطيع أن يسأل "هل خلقنا الله حقاً"؟ - لكنه يستطيع أن يسأل "لماذا علينا أن نطيع "الله""؟
الأسئلة ذات الأجوبة الممكنة والسهلة تحمل خداعاً للمسلم على مصداقية الأجوبة من جهة، وهي تبعده عن الأسئلة الحقيقية من جهة أخرى.
3.
الإسلام يبيح – بل ويشجع الأسئلة المزيفة.
ولهذا فإن كل طائفة إسلامية لها وسائلها وأدواتها لقبول الأسئلة المزيفة من مريديها تتعلق بالوضوء والحيض والسهو في الصلاة والنجاسة والفروض والأطعمة المحرمة واللحوم المحللة وطريقة الذبح على الطريقة الإسلامية ورؤية هلال رمضان والمئات من الموضوعات التي اخذت استفتاءات الانترنت لمختلف الطوائف تقوم بنشرها.
ولكن ولا سؤال واحد يتعلق بمصداقية العقيدة!
ولا سؤال يتعلق بأكاذيب السيرة المحمدية!
ولا سؤال عن ملفقات الكلام الذي سموه "أحاديث"!
ولا سؤال واحد عن حقيقة عصمة "الائمة!" وأساطير الغياب والظهور الشيعية!
ولا سؤال عن الإرهاب الإسلامي عبر طول التاريخ الإسلامي الحقيقي!
ولا سؤال عن العقيدة الدينية التي تؤسس للإرهاب وتسوغه!
4.
وهذا هو الدرس الثاني الذي يتعلمه المسلم الذي حَبَتْهُ الطبيعة بنعمة التفكير النقدي:
أنَّ ثمة أسئلة ممنوعة؛
وأنَّ الأسئلة الممنوعة هي الأسئلة المعقولة الوحيدة!
وهكذا يزداد تصدع الجسور أكثر فأكثر، والأسئلة تتكاثر، والأجوبة المنطقية تتلاشى. وفي ذات صباح يستيقظ من نومه وحيداً تماماً في جزيرة اسمها: الواقع المزيف.
كيف يمكن أن يتحول الواقع إلى جزيرة وكيف تتحول الوقائع إلى منفى؟
لا أستطع الجزم بالمعرفة إلا بما يتعلق بتجربتي.
فأنا لا أنسى تجاربي ولا أنسى الدروس التي تعلمتها – وأتعلمها كل يوم!
أما ما يتعلق بالآخرين فهذا أمر ملتبس تماماً بالنسبة لي. لكنني أفترض – والافتراض ترجيح يقبل الصح والخطأ، أننا عشنا شروطاً عامة واحدة في مملكة الظلام: من المحيط إلى الجحيم.
ولهذا آلامنا واحدة سواء آمنا بالخرف الديني أمْ لم نؤمن.
5.
المؤمن لا يرى الوقائع إلا من خلال إيمانه.
وبالتالي فإن الواقع الإيماني – أيْ: الطريقة التي يفسر بها العالم، هو واقع مصنوع من الأوهام والعقائد والإيديولوجيات اللاهوتية والطائفية والسياسية حتى يمكن القول إن الدين يغتال الواقع الحقيقي [يقول فويرباخ: في الدين ينفي الإنسان عقله، لا يعرف شيئاً عن الإله عن طريق عقله الخاص] ولا يبقى غير واقع مصطنع: هي جزيرة "الله" الوهمية: وهذا هو الدرس الثالث.
فالكفار أعداء؛
والأخلاق منحلة؛
والقيم منهارة؛
والشرور في كل مكان؛
والحضارة تنهار. . .
وإن خلاص المسلمين فقط بالعودة إلى "النبع الصافي!" – قرون التخلف الأولى؛
6.
كتب سيد قطب في حوالي عام 1965 "معالم في الطريق" وقد بدأ "معالمه الوهمية" هكذا:
["تقف البشرية اليوم على حافة الهاوية . .لا بسبب التهديد بالفناء المعلق على رأسها . . فهذا عرض للمرض وليس المرض . . ولكن بسبب إفلاسها في عالم "القيم" [...] وهذا واضح كل الوضوح في العالم الغربي، الذي لم يعد لديه ما يعطيه من "القيم"]
ومن يمتلك الحد الأدنى من كفاءة القراءة والفهم (أي: يقرأ بعيني التاريخ) سيرى بالعين المجردة بأنَّ "نبوءة!" قطب في الحقيقة تتعلق بـ"دار الإسلام" حصرياً وأبعد ما يتكون عن "دار الحرب". فقد ظهر أن الإسلام هو الذي يقف على "حافة الهاوية" (إذا لم يكن قد وقع فيها) وأصبح لقب "مجتمعات التخلف الإسلامية" اسم لتدليع الإسلام في كل مكان!
يقول البروفسور مهدي مظفري (كاتب إيراني غادر إيران عام 1979) بصدد تعليقه على أن (الولايات المتحدة، أوربا، كندا، أستراليا، اليابان ...إلخ) هي قيد "الانهيار":
"نجد أنَّ ليس هنالك أعراض جدية تدل على انهيار وشيك؛ بل بالعكس هو الصحيح، فالسهم يتحرك في الاتجاه المضاد. يمكن للحضارة الغربية الراهنة، شأنها شأن أية حضارة أخرى، أن تكون، بالطبع، عرضة للانهيار أيضاً، لكن هذا ما لم يحدث بعد، وربما لن يحدث أبداً، وذلك أساساً لأن ما يميز هذه الحضارة، ويجعلها مختلفة عن الحضارات السالفة الأخرى إنما يكمن في أن الحضارة الغربية تمثل نموذجاً فريداً لا سابق له في تاريخ الجنس البشري. وهي أنها حضار ة ديموقراطية [...] فإنها تمتلك صفات الضبط – الذاتي حاسمة الأهمية" [الآداب العالمية العدد 142/2010، ص: 18].
7.
هنا تبدأ الغربة الحقيقية!
فالرؤية النقدية تكشف أوهام الواقع جميعها:
وَهْمَ التاريخ المزيف؛
ووَهْمَ الإيمان؛
ووَهْمَ مصداقية العقائد؛
ووَهْمَ إيمانه بالذات الذي أخذ ينهار كما ينهار الثلج تحت حرارة الشمس الربيعية؛
إنها وحدة الولادة . . .
8.
إنه يقف الآن وجهاً لوجه أمام عالم جديد يراه للمرة الأولى:
كل شيء فيه مختلف عما كان يعتقد؛ حتى لون الأشياء وطعم الأغذية مختلف؛ إنه يكاد يكون من غير ثقل ولا يخضع للجاذبية؛
يشعر بخفة جسده وكأنه ينفصل عن الأرض حتى أخذ يعتقد بأنه يحلم . . .
لكنه لم يكن يحلم:
هو استيقظ لتوه من كابوس ثقيل!
لقد انهارت الجسور المؤدية إلى الأوهام ولم يعد أمامه غير الطريق الواقعي المؤدي إلى الحياة البشرية السوية ...


المواضيع:

الشرخ [2-4]: هل حقاً لا يشكَّ المسلمُ بصحة ما يقول ومصداقية ما يؤمن؟!



إهداء:
إلى المسلمين والمسلمات الشباب الذين لم يودعوا عقولهم ويرفضون تسليمها لمعمل تدوير المواد البلاستيكية التابعة لهيئات الفقه الإسلامية!

1.
ينبغي في البدء التمييز ما بين “الثقافة الإسلامية!" ذات الطابع الرسمي (في سماء الكتب) من جهة، وثقافة "المسلم" الفعلية (على الأرض).
فمن المفترض أنْ يتطابقا أو يشكلا نوعاً من الوحدة دائماً. لكن الواقع يقول لنا أن "الثقافة الإسلامية!" هي "ثقافة" فوقية (تنزل بقرار فوقي) يسعى الكهنوت التيوس إلى "تلفيقها" ومن ثم نشرها وتجذيرها في عقول الناس من خلال المدرسة ووسائل الإعلام والقمع والاستبداد المتمثلة بالقوانين المجحفة والمجافية لفلسفة الحق والمنطق والحضارة المعاصرة واستنادا إلى القرارات الاستثنائية، التي تتحرك في مجال لا أحد يعرف فيما إذا كانت قرارات حكومية رسمية أم توصيات لاهوتية، والفتاوى التي تحدد وتسيطر وتشرف على كل جزئية من حياة الناس.
أي أنَّ "الثقافة الإسلامية" مشروع قانون للتطبيق يعتمد على نشاط مراكز السلطة الإسلامية ودرجة تغلغلها في السلطة السياسية للدولة وفي المجتمع.
2.
لكن "المشاريع" وواقع تطبيقها قضيتان مختلفتان تماماً.
أمَّا إذا تحدثنا عن ثقافة "المسلم" الفعلية والتي هي نتاج التربية العائلية فإن تأثيرها على أفراد العائلة يتسم بواقعية أكبر ووضوح يمكن تلمسه وتتبعه.
ولأننا نتحدث عن "ثقافة عائلية" يكتسبها المرء من العائلة فإن حجم "الثقافة الإسلامية!" التي يمكن أن تتغلغل داخل الفرد يعتمد على مضمون هذه التربية واتجاهاتها من جهة، والمستوى الأكاديمي والثقافة للأبوين من جهة أخرى، ومدى عمق العنصر الديني فيها من جهة ثالثة، بل ويمكن أنْ نضيف طبيعة الوسط الاجتماعي رابعاً.
هنا نجد أن "فتحة المقص" واسعة جداً إلى حد يمكن أن نعثر إما على تربية أبعد ما تكون عن الثقافة الإسلامية وإما على الطرف النقيض: ثقافة دينية متطرفة سقيمة سوداوية مظلمة!
وما بين هذين التطرفين ثمة مستويات رمادية مختلفة.
3.
من الناحية التاريخية فقد تم فرض الإسلام بطرق مختلفة من أهمها:
أولاً، عن طريق القوة المسلحة والإجبار: الغزو الذي قامت بها الجيوش الإسلامية (والتي كانت تتكون أساساً من الأعراب الذين "أسلموا ولم يؤمنوا!") وسحقت أمامها ثقافات عريقة وعقائد شعوب مختلفة ومنجزات حضارية مدهشة؛
ثانياً، وفي إطار الإجبار يمكن أن نصنف انتماء الكثير من سكان المدن المحتلة من قبل جيوش الإسلام الغازية بهدف إما الهروب من الضرائب المجحفة على الأراضي الزراعية (فهم إضافة إلى ضريبة "الخراج" يدفعون الجزية)؛ وإما من أجل التمكن من العثور على وظائف مناسبة في إدارات الخلافة.
ثالثاً، عن طريق الفرض الثقافي اليومي وغسيل الدماغ منذ الطفولة: خلال وسائل الإعلام والقمع والاستبداد المتمثلة بالقوانين المجحفة والمجافية لفلسفة الحق والمنطق والقرارات والفتاوى في المدرسة والشارع والبيت والعمل وشروط العمل والتوظيف، بل وحتى في الشارع. فسكان المدن المحتلة قد فرض عليهم في الكثير من المراحل التاريخية ارتداء ملابس تميزهم عن المسلمين.
4.
غير أنَّ الناس كالأرض:
لا تصلح لزراعة جميع المحاصيل الزراعية مهما شئنا ومهما بذلنا من جهود وموارد [ما الذي سيحدث إن تم فرض زراعة النخيل في سيبير مثلاً؟].
إن "القبول الطوعي!" للإسلام سواء من قبل القبائل الخاضعة أو المدن لجيوش الغزو الإسلامي كان "طوعياً!" مثلما كان قبول النصرانية "طوعياً" في أمريكا اللاتينية في فترة الاحتلال الإسباني مثلاً!
بل ومنذ البدايات الأولى لنشر العقيدة الإسلامية كانت "القوة" و"الفرض" من وسائل نشر الإسلا م البينة.
أنَّ خرافة "دَخَلُوا في دين الله أفواجاً" خرافة لاهوتية لا تختلف عن الخرافات الأخرى من نوع: “والذي أسرى بعبده.. إلخ".
لقد كان سكان المدن المحتلة (ذوي الثقافة الآرامية والفارسية واليونانية وغيرها الكثير) ينتمون إلى عقائد وأديان وثقافات مختلفة. وحين فُرض عليهم الإسلام (وإلا الويل لهم!) فإنَّ لا أحد بوسعه أن يجتث منهم ثقافة وعقائد الآباء والأجداد. بل نحن نعرف من كتاب محمد إنَّ جلَّ الأعراب لم يكن يجتذبها غير غنائم الغزوات ولهذا فإنَّ محمداً لم يكن يثق بهم. أليس هم الذين قال عنهم بأنهم "أسلموا ولم يؤمنوا"؟ وهذا لا يعني غير أنهم "خضعوا" لكن عقائدهم وآلهتهم القديمة لا تزال تشدهم إليها.
وماذا عن مكة وقادة قريش؟ هل آمنوا بمحض إرادتهم أم خضعوا للإسلام (وأسلموا!) بحكم الواقع: بقوة السيف واحتلال مكة؟
3.
خرافة دين الفطرة:
لقد أثبتت تجارب الحياة الواقعية للبشر خرافة فرضية: "الدين الإسلامي دين الفطرة" [هذا الموضوع سأحاول مناقشته في موضوع منفصل].
بل أن "الفطرة" ذاتها هي خرافة ساذجة لا يصدق بها إلا الجهلة والسذج من البشر. فالمرء يولد ويشب على دين أبيه وأمه حتى تأتي لحظة الاصطدام بالواقع الغريب:
إنه يؤمن!
وهو عادة أمام خيارين أساسين:
إما أن يكون قد اعتاد على هذا الإيمان فينحدر في حضيضه أكثر فأكثر حتى تأتي لحظة الانتحار: موت نعمة التفكير والشك؛
وإما أنْ يقرر أنْ يرى!
والرؤية هي مصدر التفكير والشك:
ما الذي يرى حقاً؟
ما هذا الدين وكيف يفعل فعله بالناس؟
وهل ثمة معنى منه؟
ما الذي سيحدث لو لَمْ يؤمن؟
ما هي مصداقية كتاب محمد؟
وما هي مصداقية كتب الأحاديث التي "فُصلت" على "طول" و"عرض" عقائد الطوائف الإسلامية وخرافتها وإرضاء لحكام بني أمية وبني العباس؟
بل هل كان يؤمن حقاً أم أنه وجد نفسه بين ناس يؤمنون ففعل مثلما يفعلون؟
إنَّ الأسئلة تنهار على رأسه كالصواعق وهو عاجز عجزاً مريراً عن الإجابة. فيقرر تأجيل الإجابات وليرَ ماذا يحدث!
منذ هذه اللحظة لن يكون كما كان؛ ولن تكون الحياة كما كانت. فقد حدث الشَّرْخ!
4.
إذن: إنَّ مِن المسلمين مَنْ يشك بصحة ما يقول ومصداقية ما يؤمن. وأستطيع الجزم بأن الشكوك لا تطول من يمتلك تفكيراً نقدياً فقط، بل وحتى أولئك الذين يكشفون عن يقين خرافي بعقيدتهم. وهو يقين خرافي لسبب بسيط مكشوف أمام الجميع:
إنهم 24 ساعة في اليوم يحاربون الشيطان!
والحرب مع الشيطان لا تعني غير الشكوك وغياب اليقين.
5.
ثمة حقيقة تقنية:
عندما يحدث الشَّرْخُ في القواعد الحاملة للهيكل العام للبناء فإن الترميم قضية لا جدوى من ورائها!
سوف ينهار البناء – آجلاً أم عاجلاً . . .



الشرخ [1-4]: لماذا لا يَشُكُّ المسلمُ بما يقول ومصداقية ما يؤمن؟



إهداء:
إلى المسلمين والمسلمات الشباب الذين لم يودعوا عقولهم ويرفضون تسليمها لمعامل تدوير المواد البلاستيكية التابعة لهيئات الفقه الإسلامية!
1.
من أولى انطباعاتي عن المسلمين "الممارسين/المحترفين" للعقيدة الدينية (وكأنها وظيفة في إحدى الدوائر الحكومية السرية)، هو ثقتهم العالية والمطلقة بصحة ما يقولون ومصداقية ما يؤمنون.
إنهم ينظرون إليك نظرات خالية من المعنى وكأنهم ينظرون من خلالك وفي نظرتهم ترى الكراهية فقط.
وكما يقول المثل: لا يمكن أن تهزهم المدافع!
وهم يكتسبون بذلك شخصية تشبه حيوان الكركدن الذي يعتقد بأنه قادر على دحر الجميع لا لسبب إلا لأنه يملك قرناً واحداً!
2.
وقد شغلتني بهذا الصدد ومنذ ذلك الحين مجموعة من الأسئلة الصعبة كانت ولا تزال تشغلني.
إلا أنه ومع الزمن والتجربة أخذت بعض الأجوبة تتكشف شيئاً فشيئاً وأبعاد هذه "الثقة" تتوضح ولم تعد "صلابة" الأسئلة بتلك الصلابة ولا هي بعيدة عن الإدراك كما كانت تبدو للوهلة الأولى.
3.
من بين هذه الأسئلة ثمة سؤالان يستويان في المقدمة ويناقض أحدهما الآخر:
لماذا لا يشكَّ المسلمُ (ولَوْ لـ"نانو" من الثانية!) بصحة ما يقول ومصداقية ما يؤمن؟
وفي نفس اللحظة التي يطرح بها المرء على نفسه هذا السؤال المحير يتداعى إلى ذهنه عنوة سؤال آخر لا يقل حيرة:
وهل حقاً لا يشكُّ المسلمُ بصحة ما يقول ومصداقية ما يؤمن؟!
هذان سؤالان مترابطان بوشائج منطقية قوية ويؤدي أحدهما إلى الآخر. وأعتقد أنهما من أكثر "المواد" التي يجب أن يعمل عليها الملحدون ويتأملوا مضامينها ويبحثوا عن أجوبة لألغازها.
وقد قادتني تأملاتي الشخصية إلى هذه النتيجة:
4.
لكي يشكَّ المرءُ بنفسه وبتصوراته فإنَّ عليه أنْ يكُونَ قد كوَّنَ لنفسه تصوراته الخاصة عن نفسه والكون والأحداث التي تجري خارج وجوده الزمني وأن يكون قد تأمل تاريخ الأفكار والتصورات الدينية بنفسه بصورة حرة وأنْ يكون قد انطلق مما قاده إليه عقله.
وهذا شرط "واجب الوجوب!".
وإلا بأيِّ شيء سوف يشكُّ؟!
فحتى لو شكَّ المرء بتصورات الآخرين فإنه لابد وأنْ يكون قد كوَّن بنفسه (حتى لو كانت بصورة أولية) تصورات حول موضوع الشك.
أي لا مناص من الموقف الذاتي الشخصي للتصورات التي يشكُّ المرء بصحتها ومصداقيتها أولاً، ومن ثم يأتي الشَّكُّ.
5.
والمسلم – وبشكل خاص المسلم "الممارس/المحترف" لا يحمل أية تصورات ذاتية عن العقيدة الإسلامية – وأقل ما يحمل تصورات شخصية عن الحياة والكون؛ إنه يؤمن لا غير بمنظومة من التصورات الجاهزة المطبوخة على امتداد قرون في قدور على نار هادئة والمنقحة بين فترة وأخرى من قبل شيوخ العته السنة والشيعة.
أما "تصريحات" هذا المسلم الناريَّة عن "العقل" و"التفكير" و"تأمل قدرة الله" فهي أكاذيب للتغطية على/ والتملص من تهمة الإيمان التسليمي. إنه نوع من "حفظ ماء الوجه" ودرء الشبهات!
وإنْ حاول المسلم أن "يفكر" وأن "يفلسف" عقيدته فإنه ينطلق من إيمان مسبق ويصل إلى نتائج لا يمكن إلا أن تصب في مستنقع الإيمان ذاته وفي منطقهم يُسمى: دَوْر – الذي يدورون حوله وحول أنفسهم كالدراويش صارخين بأنَّ "الله حيٌّ"!
هذا هو منشأ "القَدَرِ" إنْ كان ثمة قَدَر يدفع المسلم ثمنه!
6.
ولهذا فإن إيمان المسلم التسليمي وآراءه المسبقة وسيكولوجيته المغلقة لا تسمح له - لا تقنياً ولا إجرائياً أن يشكَّ.
باختصار:
لا توجد لديه أية شروط موضوعية للشَّكِّ.
إنَّه يعيش وفق إرادة هي خارجة عن إرادته حيث يقوم الكهنوت بتغذية ثقافة الخضوع والتسليم ومغادرة العقل.
7.
ولكنَّ دواعي ثبات الإيمان هذه – للأسف – هي دواعي انهياره وهذه هي المفارقة الكبرى!
وإلا كيف يمكن أنْ نفسر خروج الكثير من المسلمين من الإسلام ورفضهم للعقائد الإسلامية جملة وتفصيلاً؟
ولهذا فإنَّ سؤالاً من نوع "هل حقاً لا يشكَّ المسلمُ بصحة ما يقول ومصداقية ما يؤمن؟!" له ما يسوغه ويمنحه المنطق والمصداقية.
فكيف يحدث هذا الشَّرْخ: الشَّك؟!


[المسلم الحركي المحترف لا يعرف الشَّك فهو قد ودع التفكير النقدي. ولكن إنْ شكَّ صدفةً فإنَّه سيقوم بمسح الشك بطرف رداءه!]


أحاديث شروط أهل الذمة وإيجاب عدم مساواتهم بالمسلمين

هتافات مسلمون مهوسون: لا دين غير الإسلام

1.

طالما سعى مجاهدو الانترنت إلى إنكار الموقف العدائي من المختلفين معهم سواء كانوا، على حد تعبيرهم، من أهل الذمة"، أم "المشركين" الذين لا يتفقون معهم.
غير أن تعبير "الموقف العدائي" يلفه الكثير من الضباب حتى كأننا في صباح شتائي من دول الشمال.
لأنَّ هذا "الموقف العدائي" هو في الحق موقف رافض لوجود المخالفين حيث يصل هذا الرفض إلى حد القتل.
2.
فعدد "أحاديث محمد!" المتعلقة بـ"أهل الذمة" والمشركين والمخالفين يصل إلى 900 (والعهدة عليهم)!
غير أنَّ الأمر الخطير لا يتعلق بالعدد بل بالاهتمام بهذه "الأحاديث" وإعادة طبعها واستعادة استذكارها عبر القرون حتى اللحظة الراهنة باعتبارها "قضية راهنة".
وهذا لا يعني غير شيء واحد:
إنهم لا يزالون ملتزمين بها ومشاعر الكراهية إزاء الآخرين لا تزال حية.
وليس من الصدفة مطلقاً ما حدث في بداية هذا الشهر حيث قام عشرات الطلاب من مدرسة Shehu Shagari الإسلامية في مدينة سوكوتو النيجيرية بقتل الطالبة Deborah Samuel برجمها بالحجارة ومن ثم حرقها وسط المدينة بتهمة "التجديف"!
3.
يبدو وكأنهم من غير تاريخ.
إنهم لا يعرفون حتى معنى "التاريخ". أما مفهوم "التطور" فإنه سيظل دائماً باعتباره "بدعة" والبدعة ضلال، سواء قالوا هذا بصوت مسموع أم استتروا عليه.
ولهذا فإن مجاهدي الإنترنت لا يزالون يجمعون "الأحاديث" التي تشجع على القتل ومعاداة الآخر المختلف ويحتفلون بها ويهللون لها أينما حلوا.
4.
وها هي مجاميع "الأحاديث" كما يبشر بها مجاهدو الإنترنت:


بمَ يحلم المسلمون؟

بوابة واسعة في السماء بين الغيوممقدمة:
كنت قد كتبت موضوعاً مطولاً للإجابة على هذا السؤال. ولكنني حالما قرأته مساء أمس، وكما يحدث دائماً، أجريت عليه "بعض" التعديلات؛ وأخضعت الصفحات (A4) الثلاث لـ"بعض" الصياغة، فلم يتبق منه غير العبارة التالية:
- بالجنة فقط!





خاتمة:
تعليق من خارج الموضوع:
يا له من حلم بائس!


هل للموضوع بقية؟
لا أعرف.. ..




هل يُعْتَبَرُ الصينيون مِنَ المبشرين بالجنة؟!

Made in China

1.
لا أشكَّ بأن موضوع تخلف المسلمين قد أصبح من المسلمات وكأنه ظاهرة طبيعية. لكنني مع ذلك كنت أعتقد بأنَّهم قادرون على إنتاج نوع من البضائع سهلة الصنع وهي أقرب إلى نفوسهم وأكثر ارتباطاً من أيِّ بضاعة أخرى بدينهم الحنيف. غير أنَّ الوقائع تُظْهِرُ ما لا يتوقعه المرء وما لم يفكر به.

2.

فبعد أنَّ أخذ التخلف الاقتصادي بالتوسع وأخذ الناس - ومن بينهم أصحاب الحرف يهربون من بلدانهم أو يضطرون بسبب ازدياد تكاليف المعيشة إلى البحث عن مصادر أخرى للعيش فقد ظلت الكثير من الحرف من غير حرفيين.
وهكذا أخذت الورش الصغيرة في مدن عربية مختلفة كثيرة كانت تصنع العمائم والمسابح (السبح) وسجاد الصلاة والخواتم وإحرامات العمرة والشالات والكوافي تتقلص والإنتاج يقل والحاجة (والحمد لله) تزداد إلى مستلزمات الطقوس وليس إلى مستلزمات العلم. بل حتى مستلزمات العلم ومنذ سنين طويلة لم تعد تصنع في أي بلد عربي إسلامي. والحمد والشكر للصين في تزويد الأمة الإسلامية باحتياجاتهم.

2.
ولهذا السبب كان على الشعب الصيني الحنيف أنْ يهبَّ كرجل واحد من أجل أن يلبي نداء الواجب الأممي ويهتف بصوت واحد:
- 不要對佛陀的憐憫感到絕望 (الترجمة الحرفية لمن لا يعرف الصينية: لا تيأسوا من رحمة بوذا!)
فقامت الصين بتصنيع النسبة الكبرى من الاحتياجات الطقسية للمسلمين مثل العمائم الأزهرية والمسابح (السبح) وسجاد الصلاة والخواتم وإحرامات العمرة والشالات النسائية والكوافي (جمع كوفية: شال الرأس الرجالي) وغيرها الكثير، بل لم ينسوا حتى ملابس السلفيين والتكفير والهجرة – القمصان الطويلة، رغم الشتائم التي يكيلها المسلمون للبوذيين الكفرة والملاحدة ليل نهار!
إلا أنَّ الصينيين لا ينتظرون من المسلمين لا شكراً ولا جزيلاً. لأنهم يعرفون (أو هذا ما ينبغي) بأنه أجرهم عند الله وبوذا معاً.

[made in China]
3.
طبعاً لم يتوقف الأمر عند هذا الحد.
فقد سعت الصين إلى تطوير المسلمين في مجال العلم والتقنية واخترعت لهم "المسبحة الإلكترونية" بدل "المسبحة" المتخلفة. يضغط المسلم على الزر ويستمع إلى "التسبيح" كما أنها تحتوي على أذكار الصباح والمساء وأحاديث عن فضل الأذكار.
باختصار:
كسل لاهوتي من الدرجة الأولى!
4.
ولكن للأسف وكالعادة وكما عودنا المسلمون أدى ظهور العمائم الأزهرية الصينية إلى أزمة لاهوتية حادَّة. إذ طالب الكثير من أئمة الجوامع في مصر مثلاً من الأزهر إصدار فتوة مستعجلة لتحريم العمائم الصينية. فهذا خرق صارخ للعقيدة.
أزهري بعمامة صينية؟!
هذا كفر!
وبغض النظر فيما إذا كان الأزهر قد أصدر مثل هذه الفتوة أم لا، فأنا لا أعرف ما هي مشكلة العمائم الصينية من الناحية الفقهية!
فهل ينبغي أن تُخاط على الطريقة الإسلامية مثل الدجاج والخرفان؟
أم أنْ تكون مثلاً مكائن الخياطة باتجاه المملكة العربية السعودية؟
أم أنْ تكون الخياطات والخياطون مسلمين؟
5.
علينا أن نعترف بأنَّ ما يقوم به الصينيون الحنفاء لهو إنجاز كبير من أجل العقيدة الإسلامية والمسلمين والناس أجمعين. فقد تحولوا إلى "عمود فقري" للطقوس والتقاليد والإكسسوارات الإسلامية وبدونهم فإن أحوال المسلمين والمسلمات سوف تتدهور إلى أسفل سافلين.
هذا العمل التقوي البوذي لا يستحق الشكر فقط، بل ويستحق الثواب من "الله" شخصياً.
وأنا آمل من كل قلبي أن يشمل "الله" الصينين برحمته وأن يبشرهم بالجنة!
آمين . . .



أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر