ليس الله شخصية سياسية – بل إيمانية!
ليس الله شخصية سياسية – بل إيمانية!: ملاحظات إضافية
هل يرتكب الله الأخطاء [3]: ملاحظات إضافية
1.
في الحلقة الماضية خلصت إلى ما يأتي:
- هل يخطأ "الله"؟
فأجبت على السؤال بصراحة ووضوح:
- لا، "الله" لا يخطأ!
وأنا والمسلمون على طرفي نقيض!
2.
لماذا لا يخطأ "الله" من وجهة نظري؟
لأنَّ الخطأ من صفات الكائنات الواقعية التي تتصف بالوجود والتي تحتكم إلى العقل (أو نوع من العقل)، والتي تمتلك ملكة المقارنة ما بين الوقائع والأشياء من جهة وتصوراتنا عنها من جهة أخرى، وتميز ما بين الخطأ والصحيح، والسيئ والجيد، حتى تكتشف الفروق فيما بينها وتميز ما يستند إلى الوقائع وما يتناقض معها.
و"الله" هذا: وَهْمٌ ؛
والأوْهَام لا تخطأ مثلما لا تميز ما بين الخطأ والصحيح.
إنَّه [ما يسمى "الله"] عقيدة تنافي العقل وتسير ضد حركة التاريخ ومعارضة المنطق البشري السوي؛ إنها مجموعة من "الصفات" المختارة قرر المسلمون الاتصاف بها حتى لا يودعون أسلافهم، وهي حالة مرضية على أية حال.
3.
هل يتعلم الله من تجاربه؟
الجواب: لا!
لأن الوَهْم لا يخطأ ولا يتعلم من تجاربه.
فالتعلم من التجارِب هي من خصائص البشر.
والمسلمون بشر.
فهل سيتعلم المسلمون من تجاربهم بصورة بناءة ويتخلون عن أوهامهم وثقافتهم المتوحشة؟
الجواب: لا!
لأن المسلمين قرروا أن يكونوا قبل كل شيء مؤمنين.
والمؤمن لا يتغير (طالمَا يفكر بصفته مؤمن)!
وإذا فكر المؤمن كإنسان، فإنه سوف يغادر مملكة الأوهام: الإسلام.
عندما يكون طرح الأسئلة بديلاً عن غياب المعرفة
1.
"الله" أكبر تكبيرا مادام العقل صغيرا!
أليس هو " أصغر" من أية قوة تافهة رعناء؟
محاولة اغتيال معلنة مسبقاً!


الشَّرْخُ [4-4]: الخاتمة – موت الله وبداية الطريق!
ليس ثمة خاتمة احتفالية بمناسبة انهيار الجسور غير خبر موت فكرة الله كما أشرت في الحلقة السابقة!
2.
فعندما صرخ نيتشه بأنَّ الله قد مات فإنه في حقيقة الأمر قد أعلن خبراً عن حدث قديم جداً. غير أنَّ قدم الأحداث لا تلغي صحتها – بَلْهَ قيمتها. وإنَّ تكرار هذا الخبر القديم يعني أنَّ تجربة اكتشاف هذه الحقيقة تتكرر باستمرار.
وقد تحول إعلان هذا الموت القديم جداً إلى تقليد ثقافي وفكري عند خاتمة كل تاريخ شخصي مع الإسلام.
3.
ليس هذا الإعلان مجرد إعلان رمزي عن حدث سابق، بل هو إعلان عن موقف معاصر لحياة الأشخاص وهو مضاد للعقيدة الإسلامية ورؤية مستقبلية للحياة.
إنه إعلان للمستقبل.
4.
"موت الله" هو المعادل الموضوعي لانهيار الأوهام.
5.
ولهذا فإن هذه "الخاتمة" هي بداية طريق طويل حتى يكاد المرء لا يرى نهايته.
إذ ليس ثمة خاتمة إلا بالمعنى المجازي. فكل خاتمة هي بداية جديدة لتاريخ جديد.
6.
قد يشعر المرء بالغربة بعد انهيار الأوهام.
إلا أنَّ التجربة البشرية تقول بأنك لن تجد نفسك إلا حين تتغرب. وهذه هي أول لحظة في تاريخ الوعي البشري:
انفصال الإنسان عن الوسط المحيط:
فهو لم يعد جزءاً أعمى صلداً في هذا الوسط، بل أخذ يدرك ذاته ويشرع في امتلاك الوسائل الضرورية للسيطرة عليه والتحرر منه في آن واحد.
7
إنَّ كامل منظومة التعاليم اللاهوتية والطقوس والأعراف والمواضعات الدينية الإسلامية لها هدف واحد لا غير:
إنْ يكون المسلم "جُزْءاً " تافهاً من كيان صلد أعمى لا كيان منفصل حر. فالحرية والتفكير المستقل تؤديان بالمرء إلى ذاته – والإسلام لا يكره "الذات" الإنسانية فقط بل ويتعارض معها تعارضاً لا يمكن تذليله.
المسلم مكلف. والتكليف تفريغ لاستقلالية الذات الإنسانية.
8.
والآن هو خارج هذا الكيان الصلد الأعمى.
وهذا هو مصدر الغربة ولكنه مصدر الشعور بالحرية من أجل أنْ يكتشف طريقه – طريقه الشخصي.
هنا تتحول الغربة إلى نوع من الألفة:
فالآن يرى العالم كما هو؛
يرى أنَّ الحرية ليست وحدة مع النفس بل هي أداة للانتماء إلى العالم الحقيقي – بل وحتى الصعوبات والأزمات التي يتصف بها هذا الطريق هي صعوبات وأزمات العالم الحقيقي وليس عالم الأوهام.
9.
ليس الطريق سهلة لكنها طريق مفتوحة على أفاق لم يكن يفكر بها أو يتوقع وجودها:
الحياة هنا والآن بكل أزماتها وشرورها وجمالها وتحدياتها اليومية.
هذه هي الحياة الوحيدة للوجود البشري - أما ما عدا ذلك فهو مجرد أوهام.
[ها هو الطريق سالك – والوصول إلى النهاية يعتمد عليك]
[نهاية هذا الموضوع وبداية موضوع جديد]
المواضيع:
الشَّرْخُ [1-4]: لماذا لا يَشُكُّ المسلمُ بما يقول ومصداقية ما يؤمن؟
الشَّرْخُ [2-4]: هل حقاً لا يشكَّ المسلمُ بصحة ما يقول ومصداقية ما يؤمن؟!
الشَّرْخُ [3-4]: انهيار الجسور!
الشَّرْخُ [4-4]: الخاتمة – موت الله وبداية الطريق!
الشرخ [3-4]: انهيار الجسور!
الشرخ [2-4]: هل حقاً لا يشكَّ المسلمُ بصحة ما يقول ومصداقية ما يؤمن؟!
5.
الشَّرْخُ [1-4]: لماذا لا يَشُكُّ المسلمُ بما يقول ومصداقية ما يؤمن؟
الشَّرْخُ [2-4]: هل حقاً لا يشكَّ المسلمُ بصحة ما يقول ومصداقية ما يؤمن؟!
الشَّرْخُ [3-4]: انهيار الجسور!
الشَّرْخُ [4-4]: الخاتمة – موت الله وبداية الطريق!
الشرخ [1-4]: لماذا لا يَشُكُّ المسلمُ بما يقول ومصداقية ما يؤمن؟
الشَّرْخُ [1-4]: لماذا لا يَشُكُّ المسلمُ بما يقول ومصداقية ما يؤمن؟
الشَّرْخُ [2-4]: هل حقاً لا يشكَّ المسلمُ بصحة ما يقول ومصداقية ما يؤمن؟!
الشَّرْخُ [3-4]: انهيار الجسور!
الشَّرْخُ [4-4]: الخاتمة – موت الله وبداية الطريق!
أحاديث شروط أهل الذمة وإيجاب عدم مساواتهم بالمسلمين
1.
بمَ يحلم المسلمون؟
هل يُعْتَبَرُ الصينيون مِنَ المبشرين بالجنة؟!
2.
فبعد أنَّ أخذ التخلف الاقتصادي بالتوسع وأخذ الناس - ومن بينهم أصحاب الحرف يهربون من بلدانهم أو يضطرون بسبب ازدياد تكاليف المعيشة إلى البحث عن مصادر أخرى للعيش فقد ظلت الكثير من الحرف من غير حرفيين.
وهكذا أخذت الورش الصغيرة في مدن عربية مختلفة كثيرة كانت تصنع العمائم والمسابح (السبح) وسجاد الصلاة والخواتم وإحرامات العمرة والشالات والكوافي تتقلص والإنتاج يقل والحاجة (والحمد لله) تزداد إلى مستلزمات الطقوس وليس إلى مستلزمات العلم. بل حتى مستلزمات العلم ومنذ سنين طويلة لم تعد تصنع في أي بلد عربي إسلامي. والحمد والشكر للصين في تزويد الأمة الإسلامية باحتياجاتهم.
2.
ولهذا السبب كان على الشعب الصيني الحنيف أنْ يهبَّ كرجل واحد من أجل أن يلبي نداء الواجب الأممي ويهتف بصوت واحد:
- 不要對佛陀的憐憫感到絕望 (الترجمة الحرفية لمن لا يعرف الصينية: لا تيأسوا من رحمة بوذا!)
فقامت الصين بتصنيع النسبة الكبرى من الاحتياجات الطقسية للمسلمين مثل العمائم الأزهرية والمسابح (السبح) وسجاد الصلاة والخواتم وإحرامات العمرة والشالات النسائية والكوافي (جمع كوفية: شال الرأس الرجالي) وغيرها الكثير، بل لم ينسوا حتى ملابس السلفيين والتكفير والهجرة – القمصان الطويلة، رغم الشتائم التي يكيلها المسلمون للبوذيين الكفرة والملاحدة ليل نهار!
إلا أنَّ الصينيين لا ينتظرون من المسلمين لا شكراً ولا جزيلاً. لأنهم يعرفون (أو هذا ما ينبغي) بأنه أجرهم عند الله وبوذا معاً.
3.
طبعاً لم يتوقف الأمر عند هذا الحد.
فقد سعت الصين إلى تطوير المسلمين في مجال العلم والتقنية واخترعت لهم "المسبحة الإلكترونية" بدل "المسبحة" المتخلفة. يضغط المسلم على الزر ويستمع إلى "التسبيح" كما أنها تحتوي على أذكار الصباح والمساء وأحاديث عن فضل الأذكار.
باختصار:
كسل لاهوتي من الدرجة الأولى!
4.
أحدث المقالات:
أقسام المدونة:
المواضيع الأكثر قراءة:
-
[ صخرة الإيمان الديني: النهاية المستحيلة ] 1. قد يبدو السؤال غريباً بعض الشيء. فالإلحاد، مقارنة بالعقائد الدينية الإبراهيمية مثلاً، أكثر و...
-
عبد النور بيدار: مفكر فرنسي مسلم، أستاذ فلسفة بجامعة صوفيا أنتيبوليس في نيس بفرنسا، له عدّة كتب أهمّها «نحو إسلام يليق بعصرنا» (2004). «إسلا...
-
[عمى الإيمان] 1. من ملامح تحول فكرة "الله" و"الدين" هو ربط الموقف من "الله" و"الدين" بالموقف من الم...
-
1. إنَّه لأمر محزن أنْ يتبضع المحمدون طوال حياتهم القصيرة على الأرض [وهي الحياة الوحيدة للبشر والسعالي والأنبياء المزيفون والطناطل الحقيقية]...
-
[الحرية المُبَكِّرة من مملكة الظلام] 1. لقد تعقدت الأمور في السنتين الأخيريتين من مرحلة الإعدادية وازداد حجم التحديات. فقد شهدت هذه المرحل...
-
1 . عندما يولد المرء لا دينياً: ولدت لادينياً. وكان هذا الأمرُ، من غير نقاش ولا مقدمات، على غفلة مني ومن الأهل والناس و"الله" وج...
-
[أرواح الموتى تسافر في الفضاء!] 1. المعارف - جميع أنواع المعارف المتعلقة بالإنسان والكون، ذات طابع تاريخي دائماً وأبداً [ومناقشة هذا الموضوع...
أسئلة في مقالات [؟]
- ألم ترً كيف ...؟
- بمَ يحلم المسلمون؟
- على أية صورة خلق اللهُ الإنسانَ؟
- كيف ابتذل إبراهيم ولوط ومحمد النساء؟
- لِمَ اختار الوحشُ الوجهَ الإسلاميَّ بالذّات لا وجهاً آخر ؟
- لماذا الحديث عن الإسلام فقط؟
- لماذا يتدخل المسلمون في حياة الآخرين؟ أسئلة ليست محيرة . . .
- ما الفرق ما بين قانون الكذب النازي والإسلامي؟
- ما هو الإلحاد؟
- مرة أخرى (لماذا الحديث عن الإسلام) . . .
- مَنْ هُمْ أعداء السَّنْجاب والله والمسلمين؟
- هل الله هو مؤلف القرآن؟
- هل المجتمعات الإسلامية متخلفة [1]
- هل المجتمعات الإسلامية متخلفة [2]: غياب العقلانية وحرية الإرادة
- هل كان آينشتاين مؤمناً؟
- وماذا بعد مقتل أحد رؤوس أفعى التوحش: أيمن الظواهري؟!