منع

محمد [20]: لولا انتصاره في بدر لخسر الله المعركة على الأرض!

مقدمة:
يحدثنا أحد أصحاب كتب الحكايات [وفي حالتنا هذه: مُسْلِم] نقلاً عن "فلتان"، عن "علتان"، بأنَّ محمداً، ولما كان يوم بدر، قد "خاطب" ربه قائلاً:
«اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ»
وهي حكاية “صحيحة”، لا شيء آخر أصَّح من “صحتها “، و"متواترة" حتى يكاد "تواترها" يقطع الأنفاس!
ولنتأمل [ولمن يرغب من القراء: ليطيل التأمل] الفكرة الكامنة وراء هذا "الطلب النبوي" الحميم التي يسعى الكهنوت الإسلامي إلى حشرها في أدمغة المسلمين.
توضيح:
استناداً إلى هذه الحكاية فإن عبادة "الله"، حسب رأي محمد، تعتمد على انتصار عصابته. وهذا يعني أنَّ انتصار قريش على عصابة محمد كان من الممكن أن يضع نهاية "عبادة الله" من قبل البشر!
1.
إنَّ "يوم بدر" [ وللتذكير: هو يوم غزو واعتداء وهجوم مسلح من أجل الاستحواذ على قافلة لقريش] حسب نص "الحكاية" بأنه يوم حاسم لنشاط "الله" على الأرض. إذ بهذا اليوم قد تحدد وجود[هُ] هو وتقررت قضية عبادتـ[هِ] هو!
2.
ولأنه لا تعنيني ولن تعنيني، لا من قريب ولا من بعيد، قضية "تقوى" المسلمين أو "عدم تقواهم" فإنَّ هذه الحكاية [وبلغة المسلمين: الحديث] تقول لنا بصريح العبارة بأنَّ المسلمين أجمعين وبمقدمتهم محمد "الصادق الأمين" كَفَرَة "ملاحدة" لا أحد أكثر منهم كفراً أو إلحاداً!
فهم يجحدون "وجود الله" و"يختصرون" إمكانية عبادته بحدث كان من الممكن أن يحدث [إن حدث إطلاقاً] أو لا يحدث [وهذا من أكثر الاحتمالات]!
3.
فــ "الله" وهو " الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم" كان من الممكن أنْ تنتهي قضيته نهائياً بتاريخ 13 من شهر آذار عام 624 [كما تقول كتب الحكايات - أو الحديث والمعنى واحد ] فيأخذه النعاس فينعس ويغرق في نوم ثقيل.
أي بالعربي الفصيح:
كاد يخرج على التقاعد ولكان قد خلصنا من شر المسلمين إلى يوم الدين!
لكنَّ "الله" [ولسوء حظنا] استمع إلى طلبات محمد مرسلاً له ألفاً من الملائكة الغلاظ فأنقذ العصابة من الهلاك مثلما أنقذ
نفسه من النسيان. . .
[الملائكة تساند قطاع الطرق]
[ملاحظة:
عندما أتحدث عن "الله" أو "الرب" فأنا كالعادة لا أتحدث إلا عن الأساطير المحمدية حول وجوده]
4.
إذن:
كان "الله" على مفترق طرق إذن:
فهو إنْ قام بإهلاك "هذه العصابة – وهي عصابة حقاً" فإنَّه يكون قد قطع الغصن الذي كان يجلس عليه بالمنشار فتنتهي قصته إلى الأبد. إذ لم يعد أحد من هو على استعداد لكي يعبده!
5.
ورغم أنَّ المرء وكما يُفهم من كتب المسلمين بأن الله مستقل بوجوده ومتعالي بإرادته ولا علاقة لوجوده بهذا الحدث أو ذاك، فإنَّ عبادته المستقبلية كانت متوقفة على انتصار هذه " العصابة" – وهذه "العصابة" بالذات!
وهذه قضية خطيرة جداً لا أعرف كيف فاتت على "الموحدين" الذين اضطهدوا على امتداد التاريخ الإسلامي الكثير من الناس لأسباب تافهة لا يمكن حتى قياسها بهذا التفكير "الإلحادي" الصريح.
6.
ولأنني طالبت القارئ أنْ يتأمل مرة – فليتأمل مرة ثانية هذا الاحتمال:
ماذا كان يمكن أن يحدث لو لم يستقبل محمد الْقِبْلَةَ، ماداً يديه، ولم يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ» وإنَّ الله/ ولأنه مستقل بإرادته، رفض هذه الطلب؟
هل يعني هذا أن لولا انتصار حملة قطاع الطرق في "بدر" لذهبت عبادته في خبر كان!
أي أنًّ "وجود الله" وعبادته وسيطرته على الكون، التي فلق المسلمون بها رؤوسنا، هي مجرد أساطير كما قلنا ونقول وسنقول؟!
بل ولماذا فلقوا رؤوسنا بـ"الموجود واجب الوجود" وهم يقولون في نفس الوقت بأنَّ عبادة هذا "الموجود" ليست "واجبة الوجوب" وإنما هي محض احتمال كان من الممكن أن يكون أو لا يكون – أي بأسلوبهم الرث ولغتهم المثيرة للسخرية:
"ممكن الوجود".
وإنَّ هذه "الإمكانية" تعتمد على نجاح مجموعة من قُطَّاع الطرق في سلب قافلة تجارية وقتل الكثير من أصحابها!
ملاحظة أخيرة:
لا أحد يشك بالطابع الأدبي الأسطوري لهذه الحكاية. لكن أساطير الأديان تتضمن دائماً مفاتيح خفية لمعرفة حقيقة العقائد العلنية:
لقد أنقذ محمد "الله" من ورطة كبيرة عندما طالبه بانتصار عصابته على قريش!

للموضوع بقية . . .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر