منع

الأدلة الوهمية على صدق محمد [4]: أساطير الشخصية المحمدية















1.
الدليل الوهمي السادس:
أذكاره وتبتُّله وعبادته لربه

جميع الذين يؤمنون بالغيبيات يتعبدون ليل نهار خائفين من ذنوبهم ومن وسواس الشيطان. وهذا ما يفعله رجال الدين في جميع الأديان. ولا يتميز محمد (كعابد غيبيات) عن أي عابد من الذين يؤمنون بأرباب وغيبيات.
فنحن نعرف تعبد الكهنة المسيحيين في الأديرة ليل نهار وامتناعهم عن الكلام؛ وتعبد البوذيين والهندوس؛ وتعبد اليهود وغيرهم من أصحاب الأديان.
لكن:
وخلافاً لجميع هؤلاء المتعبدين فإن لمحمد تسعة نساء يعاشرهن كل ليلة ويخوض الحروب ويعاقب الكافرين!
أما "أحاديثه" عن الطعام وتفضيله لأنواع مختلفة وكثيرة من المأكولات وتفضيله للطيب وأنواع مختلفة من عطور ذاك الزمان فإنها تلغي أي ادعاء بالتبتل والعبادة والتقشف.
2.
الدليل الوهمي السابع:
التكاليف في الإسلام:
النفس البشرية بطبعها لا تحب تكاليف تُقلق راحتها، وتقف ضد شهواتها، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أتي ببعض التشريعات التي قد تستصعبها بعض النفوس؛ لأن الغرض هو تطهير هذه النفوس وتزكيتها، ووصلها بربها، واختبارها عن طريق هذه التكاليف. ففرض عليهم الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة، ولو جاء أحد من الأدعياء، فقد كان يكفيه أن يجعل الصلاة فرضًا واحدًا، أو يجعل الصلاة في صورة دعاء وابتهال بلا ركوع أو سجود، وبلا وضوءٍ، كما عند كثير من طوائف النصارى، أما أن يفرض عليهم خمس صلوات، وخاصة صلاة الفجر بما فيها من مشقة الاستيقاظ من النوم، ومغالبة سلطانه، ويفرض عليهم الوضوء بما فيه من مشقة، وخاصة أيام الشتاء، ويوجب عليهم حضور الجمعة والجماعات، فهذا ليس مسلك من يريد إرضاء الناس وإراحتهم، حتى يتبعوه

هذا من الأدب التخريفي الديني المثير للضحك - ليس عما يقولون وإنماعلى حال المسلمين في آن واحد!
إنه خلاصة لعقل ساذج لا يرى الحقائق المختفية حول الظواهر ولا يرى أية علاقة ما بين العلة والمعلول. فالحوادث والأسباب ووصف العابر وتجاهل الأساسي مخلوطة بالخلاطة الكهربائية يفقد الواقع صورته وحقيقته:
أولاً، مهما قرر محمد ومهم فكر واعتقد فإن الناس (أغلب الناس) لا يصلون – لا في الماضي ولا الآن. وقد ظهرت في الماضي الكثير من الصيحات ضد الطقوس الإسلامية الفارغة من المعنى سواء من قبل الصوفية أو من آخرين.
ثانياً، كلنا نعرف الآية التالية:
"قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ"
فمحمد يعرف "الأعراب" جيداً (وهم الغالبية الكبرى من المسلمين وهم الذي تمردوا دائماً على السلطة الإسلامية) وقد خبرهم بما يكفي لكي يقول لهم بأنهم لا يؤمنون بالإسلام. وقد كانوا ولا يزالون أبعد ما يكون عن أداء الطقوس والفروض. فكم هو عدد الأعراب؟!
ثالثاً، كل من عاش في مجتمع إسلامي يعرف جيداً كم من المسلمين يؤدون الفروض الإسلامية التي أرادها منهم نبيهم!
إن أداء الفروض من قبل المسلمين هو واحدة من الأوهام التي لا وجود لها إلا في عقول كتبة الشخابيط. فهل كتبة الشخابيط يجهلون كيف يقوم شرطة "هيئة المعروف والنهي عن المنكر" في السعودية [من أكثر المجتمعات الإسلامية تطرفاً في إيمانهم] بمطاردة الناس وقت الصلاة وإجبارهم على غلق محلاتهم والهرولة إلى الجوامع!
رابعاً، إلا يعرف الجميع التكرار الممل في الدروس والخطب في الجوامع وآلاف المقالات في الصفحات الإسلامية والمنشورات الدعائية للحديث عن: عقوبة تارك الصلاة؟!
من أبسط الحقائق المنطقية هي أن الحديث عن العقوبات في مجال ما يعني وجود ظاهرة خرق القواعد في هذه المجال. والحديث عن عقوبة تارك الصلاة لا يعني إلا أن الناس لا تقوم بهذه الفروض الفارغة من المعنى.
ولكن ما هي الأسباب التي دعت محمد إلى فرض الطقوس على المسلمين كالصلاة خمس مرات في اليوم؟!
الإسلام كعقيدة وبسبب الأصول الحربية لتأسيسها فإنها تشكل نوعاً من التنظيم الهرمي: خرافة فكرة "الله" في الأعلى والناس في القاعدة. وما بين فكرة "الله" والناس ثمة تدرجات تبدأ من محمد وتنتهي بأئمة الجوامع. وما بين الدرجتين الأخيرتين يقع رجال اللاهوت (الأئمة والخلفاء والشيوخ وغيرهم) الذين يشكلون مفاصل هامة في هذا التنظيم.
ولكل تنظيم لابد من آلية لإقرار الوفاء من الأسفل إلى الأعلى. فما هي هذه الآلية التي يتم عن طريقها إقرار الوفاء لهذا التنظيم؟
أنها الطقوس وبشكل خاص الصلاة اليومية – وبشكل خاص الخاص: صلاة الجمعة!
فالصلاة هي الوسيلة التي يضمن الإسلام بها (والأمر يتعلق بسلطة رجال الدين) ارتباط الناس بالدين. فهي الأداة التنظيمية التي تجعل الفرد على التزام يومي بتقديم فروض الطاعة والوفاء للسلطة الإسلامية التي تمثل "الله".
أما صلاة الجمعة فهي المعادل الديني الإسلامي عن مسيرات التحشيد السياسية التي قامت بها السلطة السوفيتية منذ البداية والتي قامت النازية باستعاراتها فيما بعد ووصلت بها إلى مستوى العروض الهائلة. فقد كانت مهمة هذه المسيرات التحشيد والتعبير عن فروض الوفاء للفوهرر!
ولهذا فإن السلفيون (والسلفيون بشكل خاص) قد جعلوا من صلاة الجمعة تعبيراً أسبوعياً عن التحشيد وتقديم فروض الطاعة للإسلام – أي للسلطة الإسلامية.
3.
الدليل الوهمي الثامن:
حب أصحابه له صلى الله عليه وسلم:
لن تجد في تاريخ البشرية أناسًا أحبوا رجلًا حبًّا استولى على قلوبهم، وملك عليهم نفوسَهم، مثل حب أصحاب النبي.

وهذا الأمر أيضاً من الخرافات الأدبية الإسلامية. وهي من الخرافات "العاطفية" - أي الميلودرامية حيث تروى الأساطير عن حب الصحابة لمحمد!
لماذا تم صنع هذه الأساطير؟
إن هذا النوع من الأساطير من أهم الأساطير الإسلامية التي تبرر وتدعم – بل وتصنع أسطورة النبوة.
فما قيمة النبي من غير حواريين؟!
بل هل يمكن أن تقنع الناس بوجود نبي له سلطة "إلهية" من غير أصحاب يقدسون عَرَ\َق جسمه وبوله؟
بل أي نبي هذا الذي لم يستطع أن يفرض احترام الناس في زمانه؟
ومع ذلك فإن شيئاً من هذه الأساطير لابد وأن لها نوعاً من الوجود. ولكن كيف يمكن أن نفهم السبب الذي يجعل بشراً يحلمون بتقبيل جسد رجل كهل لا أحد يعرف متى رأى الماء آخر مرة؟
إنه الجهل والأمية والتخلف المطبق!
وهذا صحيح: لن نجد في تاريخ البشرية جهلاً مستشرياً مثلما كان بين العرب في النصف الأول من القرن السابع!
4.
الدليل الوهمي التاسع:
إن حادثة الإفك من أكبر الأدلة على نبوته صلى الله عليه وسلم، ففي هذه الحادثة رمى المنافقون وعلى رأسهم ابن سلول السيدةَ عائشة رضى الله عنها، وكان وقْع هذه التهمة على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم شديدًا، حتى ظلَّ شهرًا كاملًا لا يدري ماذا يصنع، المنافقون يلغون في عرضه، وهو ليس عنده دليل قاطع على براءتها، لذلك أخذ يشاور بعض أصحابه؛ كأسامة بن زيد وعلي بن أبي طالب، وظل على هذا حتى أنزل الله براءتها من فوق سبع سماوات.

هل تمزح يا "راجل"؟!
بل هل تخرف؟
أولاً، هذه الحادثة من أكبر الأدلة على غياب النبوة!
فإنْ كان هناك "في الأعالي يستوي على عرشه رب ما" فقد كان من المنطقي أن يدافع عن نبيه حالاً ويكشف للناس حقيقة الأمر. غير أن "الله" انتظر شهراً كاملاً يؤلف جملاً تقريرية لا يعجز عن كتابتها أي كاتب عدل يجلس أمام المحاكم العربية من نوع:
"إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ والَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ"!
وماذا بعد ذلك؟
ألم تتهمه عائشة بالكذب والتلفيق بقولها هذا:
"ما أرى ربك إلا يسارع في هواك"!
ثانياً، فلماذا كان على محمد أن ينتظر شهراً؟
لأنه يبحث عن "تخريجة" فقهية (وهو أول الفقهاء في الإسلام) لحكاية واضحة لسكان يثرب إلى درجة (وهذا ما يتجاهله كاتب هذه المقالة كائن من كان) أن علي بن أبي طالب اقترح عليه تطليقها. وهذا هو منشأ الخلاف ما بين عائشة وعلي. لأنه الوحيد الذي تجرأ أن يقول الحقيقة وقد كلفته الجرأة هذه معركة الجمل!
فلماذا لم يهجر محمدٌ عائشةَ؟
إنه الحب "يا حبيبي"!
5.
الدليل الوهمي العاشر:
آيات من القرآن الكريم تدل على أنه كتاب ليس من عند البشر:

المسلمون مغرمون بحكاية الطرائف والمُزح!
فهل ثمة عاقل بين عُقَّال الأرض والمريخ يقبل دليلاً من "القرآن" على أن "القرآن" ليس كلام بشر؟
الحق أنني لا أريد أن أصرف جهداً لمناقشة هذه الفقرة. فشبكة الملحدين تتضمن مئات المقالات عن هذا النوع من أوهام الأدلة واقترح على القارئ الاطلاع عليها.
6.
هذه هي الأدلة "المُسَّكِتَة" على "صدق" محمد!
ومن يطالع المنتديات الإسلامية سوف يجد أن هذه الخزعبلات يتم تداولها بـ"قناعة" و"جهادية" عاليتين!
فقد أضحت السذجات والخرافات المحمدية من أكثر المواضيع انتحالاً في الإنترنت حيث يجد القارئ بأن ذات الموضوع يتم نشره  في منتديات إسلامية مختلفة إما بدون اسم وإما تحت أسماء مختلفة من غير أن يدرك أحدهم سخف المكتوب وانحطاطه من الناحيتين الدلالية والمنطقية.

ليس للموضوع بقية.
الحلقات السابقة:










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر