منع

الرد اللا-إسلامي على رسوم Charlie Hebdo؟

لوحة جدارية لضحايا الأرهاب الإسلامي من رسامي صحيفة Charlie Hebdo

الكل يعرف ماذا حدث في مكاتب صحيفة Charlie Hebdo الأسبوعية الساخرة الساعة 11:30 صباحًا بتوقيت باريس يوم الأربعاء في السابع من كانون الثاني عام 2015:خلال الاجتماع الأسبوعي للصحيفة اقتحم ثلاثة رجال ملثمين مدججين بالأسلحة ثم أطلقوا النار على الحضور. وقد راح ضحية هذه المجزرة: اثنا عشر شخصًا - ثمانية صحفيين، بينهم أربعة رسامي كاريكاتير مشهورين. كما تم إطلاق النار على ضابط للشرطة.
ومع إطلاق النار كان الملثمون يصرخون:
"الله أكبر"!
هذا هو الرد الإسلامي على نشر رسومات، يعتقد المسلمون، بأنها مسيئة لنبيهم في القرن الحادي والعشرين!
فماذا كان الرد المسيحي واليهودي على رسوم "معادية!" للمسيحية واليهودية!
1.
في مقال تحت عنوان: " خاضت Charlie Hebdo قضايا قانونية مع المسيحيين أكثر منها مع المسلمين" يقول المؤلفان بأن Charlie Hebdo لم تكن معادية للإسلام بقدر ما هي مناهضة للدين والمؤسسات الدينية بصورة عامة. وهذا هو حقها المشروع في أن تكون لها موقف معارض للدين.
فقد رُفعت ضد المجلة 13 دعوة قضائية من قبل المنظمات الكاثوليكية بينما لم ترفع ضدها غير دعوى واحدة من قبل جهة إسلامية!
وهذا ما يكشف عن عدد المرات التي تعرضت الكنيسة الكاثوليكية للنقد من قبل الجريدة.
2.
يقول Gerard Biard ، رئيس تحرير مجلة Charlie Hebdo :
"في كل مرة وعندما نرسم فيها رسماً كاريكاتورياً لمحمد، وفي كل مرة عندما نرسم فيها رسما كاريكاتورياً لنبي؛ وفي كل مرة عندما نرسم فيها رسما كاريكاتورياً للإله، فإننا ندافع عن الحرية الدينية".
والمبدأ الذي تستند إليه الجريدة هو معارضة أن يكون "الله" شخصية سياسية! وبكلمات أخرى فإن الجريدة تناضل ضد ربط الدين بالسياسة.
ويرى Gerard Biard بأن الدين لا يجب أن يكون حجة سياسية. ففي اللحظة التي يتحول فيها الإيمان والدين إلى سياسة فإن "لدينا مشكلة". ولهذا "فإننا نشعر بالقلق ونهاجم. ثم نرد لأننا مقتنعون بأن الدين لا مكان له في الساحة السياسية. لأنه بمجرد أن يُدْخِل الدين نفسه في الجدل السياسي ، يصبح الجدل السياسي شمولياً ". [المصدرالمصدر]
ولهذا فقد قامت الجريدة بنقد الأديان ولم تكن لا المسيحية واليهودية خارج هذا النقد.
3.
إن هذه الحقائق تكشف عن كون Charlie Hebdo لا تحمل موقفاً خاصاً من الإسلام ولا تسعى إلى شن حرب ضد الإسلام. فما قامت بنشره من أعمال كاريكاتورية لا يشكل غير مواقف عامة بصدد ما يحدث في أوربا من عمليات إرهاب إسلامية. بل إن ما تنشره من رسوم معلقة فيها على الثقافة الإسلامية المعادية للآخرين هو عملياً شيء بسيط للغاية بالمقارنة بما يقوم به المسلمون من عمليات إرهابية في أوربا.
4.
وقد نشرت Charlie Hebdo الكثير من المقالات الحادة والصريحة على صفحاتها الأولى "ضد" الكنيسة الكاثوليكية والتي يمكن توصيفها من قبل المسلمين باعتبارها معادية للمسيحية وللمسيح وللبابا وكل ما يؤمن به المسيحي، فما هو موقف الكنيسة الكاثوليكية من هذه المنشورات؟
هل هاجمت مجموعات مسيحية بالقنابل مكاتب المجلة؟
هل قام متطرفون مسيحيون بإعدام رسامي المجلة في الشوارع؟
هل خرجت مظاهرات وعمليات عنف في شوارع أوربا؟
الكل يعرف أن الجواب سلبي. فالشيء الوحيد الذي قامت به الكنيسة الكاثوليكية هو استخدام الوسائل القانونية المعترف بها حضارياً في إطار الدول المتقدمة: وهي رفع دعاوي قضائية ضد المجلة وهذا هو حقها الشرعي.
5.
أما ما يتعلق باليهودية فإنه لم يتعرض كتاب "مقدس" للنقد والتشريح والتحليل في أوربا مثلما تعرض له "العهد القديم" - كتاب اليهود المقدس!
فالنقد التاريخي الذي بدأ منذ القرن الثامن عشر لم يكتف بسلب التوراة قدسيته فقط، وإنما قام بإعادة الجزء الهام من التوراة إلى أصوله السومرية والبابلية!
بل أن فرويد توصل في بحثه إلى أن"موسى" لم يكن عبرياً بل مصرياً من الطبقات الوسطى.
ولم يتوقف هذا النقد لا على المستوى الأكاديمي ولا على المستوى الشعبي.
وإن اليهودية لم تسلم من ريشة Charlie Hebdo في مناسبات مختلفة ولأسباب مختلفة. لكننا، وكما حدث مع الكنيسة، لم نشاهد عمليات إرهابية يهودية ضد جريدة Charlie Hebdo !
حول معارضة الكنيسة الكاثوليكية لزواج المثليين ، تظهر الأب والابن والروح القدس]
[القصة الحقيقية للطفل يسوع: ما لم يجرؤ قسيسك على إخبارك به تم الكشف عنه أخيرًا في هذا الإنجيل الجديد وفقًا لريس [رسام الكاريكاتير]. لأنك تعلم أن الطفل يسوع كان ابنًا للخطيئة . . .]
[بابا "مودرن": "مرحبًا ، يا إلهي ، هل لديك أي شامبو؟ ... . .]
[أساقفة بيدوفيلي: "أصنعُ أفلامًا ، مثل بولانسكي ..."]






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر