[أشباح التاريخ الإسلامي]
1.
الدليل الوهمي الثاني:
لو أن محمدًا صلى الله عليه وسلم كان غير صادق في دعوته - وحاشاه - فما الذي يجعله يتحمل كل هذه الآلام التي واجهها، والمشاق التي لاقاها؟ إنه من المعروف أن صاحب المبدأ هو الذي يتحمل الصعاب والعنت في سبيل مبدئه أيًّا كان، أما طالب الجاه والدنيا، فلا يستطيع أن يتحمل الألم والعذاب، ولو تحمَّله سنة فلن يتحمله أخرى؟
أولاً، لا توجد أية علاقة ما بين تحمل الآلام و"عظمة" المبادئ.
إذ أن تحمل الآلام قضية جسدية تعتمد على القدرات الشخصية (النفسية والجسدية). وإن النضال من أجل مبادئ قد تساعد على تحمل الآلام ولكن إلى حدود معينة.
ثانياً، هناك الكثير من أعضاء عصابات المافيا الذين يصمدون حتى النهاية أمام عمليات الاستجواب البوليسية العنيفة والسجن لسنوات طويلة ورغم ذلك يرفضون خيانة رئيسهم والاعتراف بجرائمه. وإذا ما اعترض أحد بأن سبب صمود أعضاء المافيا وعدم الاعتراف على رؤسائهم هو الخوف فهذا يعني أن الخوف من عوامل الصمود على التعذيب!
كما أن الكثير من المناضلين في أحزاب ثورية لم يستطيعوا الصمود أمام التعذيب البوليسي وفي نهاية الاستجوابات يعترفون على زملائهم رغم "قوة مبادئهم" والإيمان بعدالة قضيتهم.
ثالثاً، تاريخ الإسلام حوادث مختلطة بالقصص والأساطير مروية عبر الأجيال وهي لا تختلف عن المسيحية التي تبتعد عنها كثيراً. ولهذا فإن المسيحية هي الأخرى تروي لنا قصة "المسيح" الذي سار على طريق الجلجلة حتى صلبه متحملاً الآلام ولم يتنازل عن مبادئه. بل الألم الجسدي والروحي الذي تعرض لها "المسيح"[كما ترويه لنا الأساطير المسيحية] لهو آلاف المرات أكبر مما تعرض له محمد على حد زعم القصة الإسلامية نفسها.
رابعاً، إن مبدأ "التقية" يبرر تخلي المسلمين (شفوياً) عن عقيدتهم أمام السلطات لأنه من المعروف ليس كل شخص قادر على الصمود أمام عمليات التعذيب.
خامساَ، لقد تحمل "هتلر" رغم بشاعة عقيدته مختلف الظروف الشاقة والصعوبات منذ انقلابه الفاشل عام 1923 ودخوله السجن حتى صعود الحزب الفاشي إلى الحكم في عام 1928.
2.
الدليل الوهمي الثالث:
إن من يطالع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنه كان أزهد الناس في الدنيا، وأبعدهم عن بهرجها الزائف، ومتاعها الفاني، فلقد كان ينام على الحصير حتى يؤثر في جنبه، وكان يبيت طاويًا من الجوع، حتى إنه لا يجد الدَّقَل، وهو أردأ التمر لكي يأكله، وكان يربط على بطنه الحجر من الجوع، وكان يمر عليه ثلاثة شهور ولا يوقد في بيته نار يطبخ عليه طعامًا، وكان يعيش في هذه الفترة على التمر والماء، وما كان يشبع من خبز الشعير حتى مات، وكان يفرِّق كل مال يأتي إليه، ولا يستبقي له في كثير من الأحيان شيئًا، حتى إنه فزع وتغير وجهُه؛ لأنه نسي أن يوزع سبعة دراهم كانت في بيته، ومات ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعًا من شعير، ولم يترك ميراثًا إلا بغلته التي كان يحارب عليها وسلاحه، وأرضًا تركها لابن السبيل صدقة.
إنه من المثير للضحك والهزل عندما يتم الحديث عن زهد محمد!
إن محمداً يمكن أن يسمه المسلمون بأي سمة أخرى ولكن ليس الزهد!!! فالزاهد لا يمكن أن يخوض الحروب؛ والزاهد لا يمكن أن يطالب بالخمس من الغنائم؛ والزاهد لا يضاجع زوجته وهي في حالة الحيض [روى البخاري ومسلم عن عائشة: "كانت إحدانا إذا كانت حائضاً، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها، أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها"!]؛
والزاهد لا يمكن أن تكون له عشرات النساء – وتسع نساء على الأقل يضاجعهن كل ليلة الواحدة تلو الأخرى!
3.
من "حظيرة" الفتاوى الإسلامية:
المسلم يسألم والشيخ المسلم يجيب:
السؤال:
يشكك بعض الملاحدة والنصارى والشيعة في هذا الحديث وللأسف بعض المسلمين ، يدعون ويفترون على أشرف الخلق . مضمون الشبهة يطعن بعض منكري السنة في صحة الأحاديث الواردة في منح الأنبیاء قوة خاصة في الجماع ، من ذلك حديث أنس بن مالك قال: " كان النبي صلى الله علیه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من اللیل والنهار، وهن إحدى عشرة " قال: قلت لأنس: أوكان يطیقه ؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثین "، ويزعمون أن هذا الحديث يعارض القرآن الكريم الذي يبین أنه صلى الله علیه وسلم كان يقضي لیله في القیام والعبادة ، ويقضي نهاره في الجهاد ونشر الدعوة ، ومن ذلك قوله تعالى: (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي اللیل ونصفه وثلثه) . أرجو تفسير الحديث بشكل دقيق ، وهل من تشكيك فيه ؟
الجواب:
أولا : الحديث الذي أشار إليه السائل الكريم ، حديث صحيح ، أخرجه البخاري في "صحيحه" (268) .
ثانيا : في الحديث دلالة على أن وقوع ذلك الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم كان في ساعة واحدة من الليل أو من النهار، وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم قد أوتي قوة ثلاثين من الرجال في هذا الباب ، فأين الخلل إذا ؟!\
3.
الدليل الوهمي الرابع:
"إعلانه بعالمية رسالته في وقت ضَعفه:
من أول يوم بلغ فيه الرسول صلى الله عليه وسلم رسالة ربِّه، أعلن أنه رسول للناس كافة، وأن الله عز وجل أرسله رحمة للعالمين، وهنا نتساءل: هل يمكن لرجل أضعف ما يكون وسط قومه يلاقي العذاب منهم، وأصحابه ضعاف لا يستطيعون دفع الضر عن أنفسهم؟ هل يمكن أن يأتي في مُخيلته أو يسبح في خياله أن يقول بذلك، لو أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن صادقًا في دعوته، لكان من المنطق أن يحصر دعوته في قومه، أو على الأقل في شبه جزيرة العرب؟"
أولاً، هذه من طرائف الإسلام. وهي ولعهم بتوصيف الماضي بطريقة يخدم الحاضر.
فكتاب محمد نفسه يقول:
- رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(النساء: 165)
- وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ(فاطر: 24)
- وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ(النحل: 36).
فـ"الله" في القرآن يرسل نبياً لكل أمة ولم يقل نبياً لكل الأمم. والعبرة في كلام محمد هو رغبته في توجيه الأنظار إلى نفسه باعتباره نبياً لقريش ومن ثم لقبائل العرب. أما الآية التي يستند إليها المتقولون بعالمية الإسلام":
- وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28)
فلا علاقة لها بالعالمية. فمؤلف القرآن غالباً ما يبدأ آياته بـ "يا أيها الناس" ويوجه كلامه إلى "الناس". والناس هنا جميع من يخاطبهم سواء في مكة أو في يثرب.
ثانياً، من أين "لـلناس" – جميع الناس على الأرض أن يفهموا ما يقوله القرآن؟ ألم يتحدث هذا "القرآن" عن النبي العربي والقرآن العربي بلسان عربي مبين؟
فهل هو مبين لجميع الناس؟
وهل كان آنذاك " google translate" يترجم لمختلف "الناس" كتاب محمد؟!
إن العرب أنفسهم – وحتى اللحظة الراهنة لا يفهم أغلبهم هذا "القرآن" فكيف صدَّق المسلمون خرافة صنعوها بأنفسهم أن يكون محمد نبياً لجميع الناس على الأرض؟!
4.
الدليل الوهمي الخامس:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أُميًّا لا يقرأ ولا يكتب، والأدلة على أُميَّته كثير جدًّا، والمقام لا يتسع لذكرها.
لا توجد أية أدلة على أمية محمد نعتد بها غير خزعبلات الحديث وروايات البخاري وأمثاله التي حولت أمية محمد إلى عقيدة دينية وقد تحدثت عنه في موضوعي:
للموضوع بقية:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق