منع

وودي ألن: إذا كان الله موجوداً، فإنني آمل أن تكون لديه حجة جيدة!

Woody Allen
1.
السؤال الجيد يتعلق بقضية "حقيقية" لا يكتفي وجودها لكي تكون "حقيقة"!
و"وجود الله" – أو عدم وجوده قضية حقيقية [لا علاقة لها بوجوده من حيث المبدا].
وتصريح وودي ألن: إذا كان الله موجوداً، فإنني آمل أن يكون لديه تبرير جيد" يتضمن سؤالاً مستتراً وهو:
فيما إذا كان الله موجوداً!.
2.
لكننا حالما نستعد للإجابة نصطدم بمشكلة تختفي خلف مفهوم "الله". وسيكون هذا السؤال "الجيد" سيئاً للغاية إذا ما افترضنا أنَّ مصدر الإجابة سيكون "الله" نفسه!
ففي السؤال "مصيدة" لم تكن تعني وودي ألن – ما كان يهدف إليه من وراء السؤال القول: بإن الله لا تبرير لديه لكل ما يحدث من مآسي في هذا العالم. إنه سؤال لا يبحث عن إجابة بل هو يقرر غياب الله.
وإذا أردنا أن نجيب على السؤال فإن المجيب، في كل الأحوال، ليس "الله"!
3.
و"المصيدة" التي أتحدث عنها هي أن "الله" فكرة – والفكرة لا تجيب عن نفسها.
إذن، السؤال موجه إلى صاحب الفكرة:
البشر!
نحن الذين "خلقنا" الله بأنفسنا، ومن ثم ادعينا أنه "خالقنا"!
ولهذا علينا الإجابة على السؤال المتعلق باحتمالية توفر تبرير جيد.
4.
هذه قضية لا مثيل لها في تاريخ البشر الحافل بالقضايا:
إنها شيزوفرنيا وجودية تعاني منها البشرية وستظل تعاني منها حتى تكتشف أن فكرة "الله" صناعة قامت بها "الذات" الأخرى المنقسمة.
فتَرَسُّب أحداث الماضي في قعر الذاكرة وموت تفاصيلها يجعل البشر لا يصدقون خرافاتهم فحسب، بل ويضفون عليها قدسية وخصائص تفصلها عنهم – هم الذين خلقوها في لحظة غابرة من التاريخ.
والآن أي "الذاتين" صنعت الخرافة وأيهما آمنت بها؟
5.
إذن هو تساؤلاً بلاغياً rhetorical يحمل الإجابة في داخله:
لا وجود "لله" ولهذا لا وجود لأي حجة على وجود آلام البشر من خارج حياة البشر نفسها.
هنا الإجابة: 
على الأرض ولا شيء في السماء غير الطائرات والأقمار الصناعية وأحجار النيازك وبقايا المركبات الفضائية المتهشمة . . .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر