منع

أشهدُ أنني أعودُ إلى طريق الصواب!


إحدى مراحل تدوير كتب التاريخ والسيرة والحديث الإسلامية!]
1.
لابد وأن يعود المرء يوماً إلى صوابه!
لقد كنت (ولم أزل إلى حد ما – فللعادة أحكام) أرحب بنشاط الدول والمؤسسات الإسلامية بنشر وإعادة نشر ما تبقى من كتب التاريخ الإسلامي وللكتاب المسلمين بالذات.
فبعد أن تم إتلاف كتب المعارضين للفكر الإسلامي (وبعد أن تم ذبحهم وتقطيع أوصالهم – وسنتحدث عن هذا الموضوع في مناسبة قادمة) ومنذ فترة مبكرة من تاريخ الإسلام فإنه لم يتبق لنا طريقة أخرى لمعرفة هذا "التاريخ" غير ما كتبه المنتصرون أنفسهم. فوسائلنا البحثية وطريقتنا في تشريح ما كتبه المسلمون أنفسهم وفرت لنا التغلغل في نصوصهم والتوصل إلى معرفة المسكوت عنه وما لا ينبغي أن يعرفه الآخرون – وخصوصاً المسلمون أنفسهم.
2.
وقد كنت أفترض، كما يفترض الكثير، بأن طبع وإعادة طبع ما يسمى بـ "التراث الإسلامي" من قبل وزارات الثقافة للدول الإسلامية والجامعات العربية وأكثر المؤسسات الإسلامية تطرفاً هو ضمانة أكيدة بأن ما تتضمنه هذه الكتب يستجيب لإرادة المسلمين ويدعم أهدافهم الدينية من وراء صرف أموال طائلة لإعداد مئات الطبعات الأنيقة والغالية من كتب "التراث" هذه.
3.
ولكن للأسف اكتشفتُ (بل صُعِقْتُ) بأن كتب المسلمين التي يدافع عنها المسلمون هي معادية للإسلام أكثر من كتب الملحدين؛ وإن الكُتَّاب المسلمين المبجلين (وخصوصاً ابن هشام ابن إسحاق والواقدي وابن سعد وغيرهم من المنافقين) هم أكثر عداء للإسلام حتى من الملحدين!
وهذه قضية لا يجب التساهل والتسامح معها!
يجب أن نضع حداً لمثل هذه التسيب وعلى المسلمين أن يقوموا بقراءة كتبهم قبل طبعها وتوزيعها حتى لا يحملوننا مغبة السخف الذي تتضمنه هذا الكتب.
أين هي إدارات رقابة الكتب التي تتحمل مسؤولية "غربلة" الكتب المعادية من الكتب الصديقة؟
أين هي المؤسسات "الأكاديمية" و"العلمية" التي "تبلع" ملايين الدولارات من أجل تحقيق "كتب التراث" الإسلامي (التي يضعها المسلمون في مكتباتهم كديكور ثقافي معاصر فقط) ودراستها وإعدادها بطريقة تدعم قضية الإسلام ونشره في جميع أنحاء المعمورة؟
أين دور النشر الإسلامية التي تستلم مبالغ خرافية من أجل نشر كتب السنة والجماعة بأغلفة جميلة وأنيقة وغالية من غير حتى أن يكلفوا أنفسهم قراء هذا الكتب مسبقاً؟
أين هذا الجيش من المحققين الذي يعيشون برغد وبحوحة من وراء عملهم ولكنهم لم ينتبهوا إلى المؤلفين المسلمين المدسوسين والمشبوهين ولم يقوموا بحذف ما يجب حذفه من كتب التراث وتنقيتها من الحقائق والحفاظ على الأكاذيب فقط؟
4.
إن الجامعات والمؤسسات "الأكاديمية" و"العلمية" العربية والإسلامية، والمؤسسات الإسلامية، ودور النشر العربية، والمحققين المسلمين والمطابع والقراء جميعاً يشتركون في مؤامرة ضد الإسلام بإصدار كتب "إسلامية" معادية للإسلام ويسمحون للآخرين الاطلاع على الحقائق.
ولهذا ولأنني أعود إلى صوابي ورشدي،
فإنني أطالب وأضم صوتي إلى أصوات جميع المسلمين:
بإعداد قائمة جديدة لمنع طبع وإصدار “كتب التراث الإسلامي"!
بمصادرة جميع كتب التاريخ والسيرة والحديث من المكتبات والمخازن والمكتبات الشخصية وإرسالها إلى مصانع تدوير الورق أو تهيئة محارق عصرية لإتلاف هذه الكتب.
تقديم جميع محققي كتاب التراث إلى القضاء بتهمة "عدم حماية الإسلام من الحقائق" والسماح بصدور كتب منافية لأهداف الإسلام بأن يكون له تاريخ نظيف لا غبار عليه!
غلق جميع دور النشر والمطابع الإسلامية القديمة واستحداث دور نشر إسلامية جديدة بأشراف أجهزة الأمن وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمراكز الإسلامية المتطرفة!
معاقبة كل من يقتني في بيته أو يقرأ كتب التاريخ والسيرة. وعلي جميع المخبرين الإسلاميين إبلاغ هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن المخالفين!
تخصيص أماكن في الساحات العامة والمنتزهات لبناء محارق للكتب وتخصيص يوم وطني إسلامي لحرق الكتب المعادية!
تخصيص جائزة (يتم الاتفاق على اسمها ومبلغها فيما بعد) للكتب المزيفة والمشوهة للحقائق من أجل إعلاء شأن الإسلام بين الأمم!
ملاحظة1:
مثل هذا النوع من التصريحات تنتهي عادة بعبارة: "وبالله التوفيق والهداية"!
ملاحظة2:
جميع مقترحات القرارات المشار إليها أعلاه هي جزء من التقاليد الإسلامية والعربية ولا تتعارض لا مع القوانين العربية الفاسدة ولا مع قيم المسلمين المتخلفة. بل هي لا تتعارض مع نشاط الحكومات والسلطات الإسلامية العلنية والمتخفية الفعلي. ولهذا فلا توجد مشاكل أمام تطبيق هذه المقترحات. إذ يوجد جيش من المخبرين في كل مكان يقومون بالسهر على تنفيذ هذه القرارت.

محمد [14]: وآية "فآتوا بسورة من مثله"!



[أول لقاء لماكبث بالساحرات الثلاث: لوحة زيتية، 1855، تيودور تشاسريو متحف أورسيه في باريس]

حُرِّرَت آلاف الصفحات على عجز البشرية جمعاء في الماضي والحاضر والمستقبل بالإتيان "بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ" وقام المسلمون بتعبئة كل من يمتلك قلماً (أيام زمان) وكل من يمتلك لوحة مفاتيح (الآن - ولا أحد يعرف كيف سنكتب غداً) في الرد على القائلين بركاكة نص القرآن والبرهنة على إعجاز القرآن الذي خرج عن حدود كل القوانين الكونية والأرضية على حد سواء!

وقد تحول المنطق المتهالك والركيك الذي شرع به المسلمون منذ عصر التدوين والذي يتمثل في عجز المعاصرين لمحمد عن كتابة سورة من سور القرآن إلى حجر أساس في خرافة المصدر الإلهي له.
2.
وهذا يعني أنَّ لا بشر مولود من امرأة قادر على اختراق المعجزة!
ومن قرأ شكسبير فإنه لابد وقد أدرك بأنني ألمح إلى واحدة من نبوءات الساحرات الثلاث في بداية مسرحية "ماكبث" عندما أخْبَرْنَ ماكبث بأنه لا رجل وُلِدَ من امرأة قادر على قتله!
وإذ اعْتَبرَ ماكبث نفسه محصناً من أن يكون ضحية لحَمَّام الدَّم الذي بدأه هو بنفسه فإنه في نهاية المسرحية يتم قتله بسيف رجل لم يلد من امرأة: فقد أُخْرِج من بطن أمه بولادة قيصرية!
3.
والآن يتبادر إلى ذهني (رغم ما أتوقعه من ردود فعل من قبل "جنود الله الميامين" على الجبهات "الإنترنتية") سؤال (ربما!) لم يطرحه أحدٌ لحد الآن. ومع ذلك فثمة احتمال أن يقدم جنود الله الميامين لنا إجابات قد تكون مفاجأة وخيالية على عادتهم. ولكن مَنْ يعرفُ المسلمين جيداً سوف يحزر مقدماً المنطق الذي يغلف الإجابة.
إذن، لا بشر مولود من امرأة قادر على اختراق المعجزة الإلهية وأن يكررها حتى ولا "بآية واحدة من مثله"!
3.
ولكن هل أَبُو القَاسِم مُحَمَّد بنِ عَبد الله بنِ عَبدِ المُطَّلِب (إذا صح أن هذا اسمه) رجلٌ كأي رجلٍ آخرَ، وبشرٌ كأيِّ بشرٍ آخرَ؟
لنقرأ ما يقوله أصحابه المعاصرون:
وقد أعطاه الله في الدنيا شرف النسب وكمال الخلقة، وجمال الصورة وقوة العقل، وصحة الفهم وفصاحة اللسان وقوة الحواس والأعضاء، والأخلاق العلية والآداب الشرعية من: الدين، والعلم، والحلم والصبر والزهد والشكر والعدل والتواضع والعفو والعفة والجود والشجاعة والحياء والمروءة والسكينة والتؤدة والوقار والهيبة والرحمة وحسن المعاشرة ما لا يستطاع وصفه وحصره.
كما أن الله أخذ العهد والميثاق على جميع الرسل والأنبياء أن يؤمنوا به ويتبعوه إذا ظهر في عهدهم؛
أنَّه أوْلَى بالأنبياء؛
إمامته بالأنبياء في بيت المقدس؛
أن الله غفر له ما تقدم من ذبيه وما تأخر؛
عموم رسالته للناس كافة؛
عموم رسالته للثقلَيْن (الإنس والجن)؛
خاتم النبيين والمرسلين؛
بقاء معجزته (القرآن) ليوم الدين؛
أن الله أقسم بحياته:" لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ"!
أن الله ناداه في القرآن الكريم بصفته بخلاف غيره من الأنبياء؛
أوتي جوامع الكلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ)؛
أُوتي مفاتيحَ خزائنِ الأرضِ؛
أُوتي خواتيم سورة البقرة؛
أُوتي فاتحة الكتاب؛
جعلت له ولأمته الأرض مسجدًا وطهورًا؛
أن ما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة؛
وهناك من قال بأنه ظهر على يدي محمد ألف معجزة. وقيل: ثلاثة آلاف. وقد اعتنى بجمعها جماعة من الأئمَّة؛
وهو مدينة العلم (وحتى لا يزعل الشيعة: وعلي بابها!)؛
بل هو عالم بالفلك والطب والجغرافية والتاريخ والحيض والنجاسات وأسرار الكون والنجوم؛
ويمكن القول أضعاف هذا الكلام - فلا ضرورة لتأكيد ما لا حاجة للمسلمين في التأكيد عليه.
4.
وها هو سؤالي اليتيم الذي(ربما!) يُطرح لأول مرة:
إذا لم يكن بمقدور بشرٍ مولودٍ من امرأة أن يخترق المعجزة القرآنية؛ وإذا لم يكن القرآن من تأليفِ محمدِ نفسه:
فهل كان بإمكان محمد أنْ يأتي " بِسُورَةٍ مِنْ مِّثْلِهِ
[لنفكر جيداً قبل الإجابة ....]



ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله!

[هذه واحدة من مصائب الله!]

1.

إذن: كل المصائب من الله؟
الكوارث الطبيعية،
الفيضانات،
أجهزة الأمن العربية والإسلامية التي تطوق حريات الناس وتمنعهم حتى من الهواء؟
والحروب،
وجرائم القتل،
وموت الأطفال،
والنهب والسرقة والاختلاس،
اغتصاب الأطفال والنساء،
الغش والخداع والاختلاس،
الزلازل الأرضية،
والأنظمة الفاسدة،
وسلطة اللاهوت المرتشية،
والأعاصير المدمرة،
الكراهية،
والبراكين،
سجون ودهاليز أنظمة القمع الإسلامية،
الأمراض والأوبئة الفتاكة – وكوفيد – 19،
انتشار التدرن الرئوي في القرى والأرياف العربية،
ظلم الأقليات،
الفقر،
العنصرية،
غياب العدالة والمساواة الاجتماعية،
الانتحار واليأس من الحياة،
كوارث المجاعات والجفاف والتصحر،
العواصف الثلجية في الشمال،
والعواصف الرملية في الجنوب،
وأنصاف المتعلمين المسلمون الذين يستحوذون على كل شيء،
وانهيارات الأرض،
والحقد
الطلاق، وغياب الأحبة،
خراب البلاد،
الأزمات الاقتصادية،
وانهيار القدرة الشرائية للناس،
البطالة والتضخم،
انتشار المخدرات،
العمليات الإرهابية،
تفجير محطات المترو والمدارس والمطاعم والمحلات التجارية باسم الله،
العنف الموجه ضد المرأة واغتصابها الإسلامي جسدياً ومعنوياً،
تسلط رجال الدين وانتشار الأمية،
انتهاك حقوق الإنسان،
انعدام الرعاية الصحية في دول الإسلام المتخلفة،
التعذيب في السجون والمعتقلات العربية،
و ...
و ...
و...
2.
كل هذه المصائب بإذن الله!!!
لماذا؟
حسناً:
ماذا تبقى أمام المسلمين وهم يحمدولون ويحوقلون ليل نهار باسم ربِّ المصائب هذا؟!
إنني أسألهم – وأنا جادٌ بتوجيه أسئلتي إليهم:
إمَّا أنْ يكون كتاب محمد كتاباً جمع فيه ما شاء من الخرافات والقيم البدوية العدائية للبشر؛
وإمَّا هذا الكلام يصدر من "ربٍ" لا شكَّ في وجوده!
3.
فإذا كان كتاب خرافات لا تقدم ولا تؤخر فما هذا الإيمان الأعمى بها؟
وكيف سمحتم لأنفسكم بأنْ تحولوا حياتكم إلى جحيم أرضي [وهي الحياة الوحيدة والأخيرة لكم] باسم خرافة تلقفها راعي أغنام قتله العطش وأودت بعقله الشمس الحارقة على ضفاف الربع الخالي؟
وإذا كان هذا الكلام يصدر من "ربٍ" لا شكَّ في وجوده – أليس من العقل البحث عن إله آخر: عاقل ورحيم؟
كيف تصدقون أن ثمة "ربٍ" خالق لا شغل له ولا عمل غير افتعال المصائب للبشر؟
4.
وما العمل الآن؟
أنْ ينتظر المسلمون المصيبة القادمة؟
أنْ يختبؤوا في جحور في الصحراء بحثاً عن ملاذ للمصائب التي سيرسلها "الله" لهم تباعاً؟
لقد بدأ هذا "اللغو" في زمن مظلم خيم الجهل فيه على الناس – فكيف يصدقون هذا الكلام في زمن العلم والمعرفة التي في متناول الجميع؟
ألا يشاهدون محطات التلفزيون الفضائية ويرون كيف تعيش الشعوب الأخرى؟
ألا ينتظرون في طوابير اللجوء من أجل الوصول إلى الأرض الموعودة – أرض "الكفار"؟
5.
إنَّ على المسلمين أن يستيقظوا من غفلتهم!
وليشكرَ المنافقون منهم ربهم على هذه المصائب ما شاء أن يشكر!
أمَّا مًنْ تَبَقَّى له من العقل بقيةً فليفكرَ إذا لم ينسَ بعدُ عادة التفكير!

التعاسة الإسلامية تقود إلى الإرهاب [3]

[التعاسة الدينية تؤدي إلى التطرف]
لا يولد المسلم إرهابياً. هذا أمر ينبغي التأكيد عليه كمنطلق أساسي. فالإرهابي "يتكون" في إطار عملية متواصلة دينية ونفسية و"ثقافية" معقدة يخضع الفرد فيها إلى تحولات جذرية تفصله عن شروط الواقع المحيط وتتحول الحياة بالنسبة له إلى "قضية" دينية يعتمد الدفاع عنها على مواقفه العملية:
تدمير الآخرين
حتى لو كان على حساب نفسه هو شخصياً- فهم سيذهبون إلى الجحيم، أما هو فسيذهب إلى
الجنة!
1.
من غير شك تلعب الاستعدادات السيكولوجية والنرجسية والميل إلى الاكتئاب والإحباط في الحياة العملية والشعور بالتعاسة والفشل في تحقيق الأماني والظروف الحياتية الصعبة التي يمر بها المسلم دوراً حاسماً في بلورة مشاعر الكراهية إلى أفعال عنيفة موجهة ضد الآخرين. وحينما تتلاحم هذه المشاعر الشخصية مع مشاعر الكراهية الدينية التي تولدها التربية الدينية المتطرفة إزاء الآخرين "الكفار" والمزاج السوداوي الذي يخلقه التدين المتطرف فإن مثل هذا النوع من الأشخاص يكون أداة جاهزة بيد الأوهام من نوع " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" من جهة، وبيد التنظيمات الدينية المتطرفة التي تقوم بتحقيق هذه الأوهام من جهة أخرى.
2.
ولكن هل ينتمي جميع المسلمين التعساء وذوي الميل إلى الاكتئاب والمحملين بمشاعر الكراهية إزاء الآخرين (المختلفين عنهم) إلى التنظيمات المتطرفة؟
طبعاً لا.
ولكن إذا لم ينتم المسلم المُحَمَّل بمشاعر الكراهية إزاء الآخرين المختلفين عنه إلى الإرهاب الفعلي المادي المسلح فإنه لا يعني بأن هذا النوع من المشاعر سوف تخمد، ولكن يمكن التعبير عنها بطرق مختلفة قد لا يمكن رصدها بسهولة، إذ لا يتم التصريح بها علناً، وقد تبدو أيضاً بأنها "مسالمة":
إنه اللاتسامح الديني!
3.
اللاتسامح الديني من أعتى أنواع الإرهاب الثقافي العقائدي اليومي حيث يرفض هؤلاء المسلمون (والتعساء بشكل خاص) على أساسه أي نوع من المواقف المختلفة والآراء التي تتنافى مع عقيدتهم، وخصوصاً الدينية، وهم على استعداد أن يتحولوا إلى أدوات للقمع الديني العقائدي إذا ما توفرت لهم الظروف الخارجية إلى ذلك حتى ضد المسلمين الآخرين!
ومن أسطع الأمثلة على مظاهر هذه الشكل من الإرهاب الديني - اللاتسامح نجده في مواقع التواصل الاجتماعي (كالمنتديات والمدونات الشخصية والشبكات الاجتماعية وقنوات اليوتيوب وغيرها.
4.
في مواقع التواصل الإجتماعي [هي مواثع تواصل كهدف حضاري وتكنولوجي لكنها تحولت في يد المسلمين إلى وسائل انقطاع عن الآخرين والتحريض ضدهم] نجد مظاهر الكراهية الدينية والحقد الصريح أو المبطن والتعالي على المختلفين والثقافة الإقصائية تشكل نسيج الآراء الدينية ووسائل التعبير عنها. 
وإذا ما امتنع هؤلاء المسلمون عن التصريح المكشوف عن مشاعر الكراهية والأساليب الإرهابية لأسباب إجرائية [كرفض بعض المشرفين على هذه المنتديات لهذا النوع من التعامل إما لدرء الفضائح أو لعدم قبول الأعضاء الآخر] فإن هذه المشاعر قائمة ويمكن تلمسها أسلوبيا ولغوياً، وخصوصاً في النماذج الصريحة المعبر عنها في الكتب والمنشورات الدينية المعادية للإلحاد!
[آمل الاطلاع على موضوعي المنشور "النقد البناء والنقد الهدام وأوهام الدين والكلام! – كاملاً" الذي يتكون من خمسة أجزاء وفيه تفصيلات موثقة عن لغة الحق والكراهية في الكتابات الإسلامية]
4.
إلَّا أنَّ لغة اللاتسامح والتي تكتسب في بعض الأحيان سمات "الإرهاب المعنوي" يتحول عند "الكتبة عديمي المواهب" المسلمين التعساء الذين ينشرون في المنتديات تعقيباتهم وردودهم المهلهلة غالباً ما تتميز بالسوقية ولغة المقاهي الشعبية لحفنة من المتعصبين وبسبب تدني ثقافتهم اللغوية فإن وسيلتهم في التعبير هي لهجة الأسواق الشعبية وباعة السمك والبطاطا!
إن تعقيباتهم ولمن يدرسها بتأمل سوف يكتشف فيها الروح الإرهابية والتهديد المباشر أو المبطن والاستعداد لأطلاق الرصاص ضد المقابل أو الإخبار عنه في أقرب مركز للشرطة بتهمة الإلحاد!
ولكن لشديد أسفهم يعيش الملحدون بعيداً عن وجوههم التعسة [ليس جميع الملحدين للأسف مرة ثانية]!
5.
المسلمون التعساء ثلاثة أنواع:
نوعٌ سيظل تعسياً حتى لحظة دخوله القبر وتنتهي حكاية وجوده؛
ونوع يساهم في خلق هذه التعاسة وتشجيع الآخرين عليها؛
ونوع ينتظر لحظة التحرر من الإسلام وتعاسته!
لماذا أن أكتب كل هذا؟
إنه أملٌ، محفوف بالمخاطر، أن يقرأه أحد المسلمين الشباب الذين لم يدنس الدين أرواحهم ولعله يرفع رأسه فترة من الزمن لكي يرى العالم الفسيح حوله.
فالتعاسة الروحية ليس قدراً ويمكن التخلص منها: يكفي أن يرفع رأسه عالياً من سجادة الصلاة القذرة ليرى كيف يعيش الناس الأحرار في العالم، وسيكتشف منشأ التعاسة لا محالة: إنها ثقافة الإسلام القروسطية التي تتعارض مع أبسط شروط العيش المعاصرة.
الدين هو مصدر التعاسة ويمكن التخلص منها ونحن أمثلة على ذلك!
 
[التعاسة الدينية تؤدي إلى التطرف]
 
 
اقرأ أيضاً:




وجه الاستدلال في أن الله قد سمع أغنية الأطلال!



1.
الكل قد "سمع"، شاء أم أبى (فصوتها يلعلع في كل بقعة من المدن العربية: في المقاهي والبارات وسيارات الأجرة والمؤسسات الحكومية والمحلات التجارية وكأن صاحب الزمان قد ظهر) أغنية "الأطلال" للمغنية العجوز
وربما الكل قد "رأى"، شاء أم أبي (فصورتها تتراءى حتى في الثلاجات والمبردات وفي كل جهاز يشبه التلفزيون العربي) كيف تتلوى وتعصر منديلها وتذوب عجوزتنا من أَلَمِ الفراق على الحبيب ساعات طوال [أغنية واحدة للعجوز تعادل أوبرا كاملة من حيث الزمن!] أمام الحشاشين ببدلات سوداء وأربطة عنق وهم يتلوون معها رغم أنهم يشتمون الحب والغرام ليل نهار:
يا فؤادي لا تسل أين الهوى
كان صرحاً من خيالٍ فهوى
اسقني واشرب على أطلاله
واروِ عني طالما الدمع روى
2.
إن السؤال الكبير الذي يعجز عن إدراكه الناس البسطاء هو التالي:
هل سمع "الله" أغنية الأطلال؟!
إنني لا أسأل فيما إذا كانت قد عجبته أمْ لا – ولهذا لم اسأل فيما إذا "استمع"، فهذا أمر لا يمكن البت به وطريق الاستدلال عليه مسدود. فربُّ المسلمين ليس من النوع الذي يكشف عما يدور في خلده في ساعات الخلوة والاسترخاء.
ولكن عندما يتعلق الأمر بالسماع والرؤية مثلاً فإن الأمور تختلف بعض الشيء.
3.
فكيف نستطيع أن نقرر بأن الله قد سمع العجوز؟ 
الحق أنني لا أعرف مَنْ هو أطول عمراً: الله أم العجوز! فهو يستوي على عرشه في حيز من الفضاء الفاصل ما بين السماوات السبع والأرض – لا أحد يعرف في أي سماء يوجد العرش؟
فمشاغل الله تبدأ ولا تنتهي: فهو من صلاة الفجر حتى صلاة العشاء يستمع لأنصاره وهم يرفعون كفوفهم متوسلين إليه أن ينفذ طلباتهم وكأنه أحد البرامج الإذاعية العربية من نوع "طلبات المستمعين"!
فسجل الطلبات طويل ووقت الله قصير:
سيارة جديدة؛
زوجة جميلة؛
النجاح في الامتحانات؛
مبلغ من النقود لشراء بيت جديد؛
طول العمر كآدم؛
أو أن يقصف حياة العدو – العدو أيضاً مسلم وأيضاً يتوسل إلى الله لكي يقصف عمر الأول؛
وفي مباريات كرة القدم للفوز بكأس الجمهورية أو المملكة كل فريق يطالب بحقه بالفوز من الله ضد الفريق الآخر؛
والسياسيون جميعهم يطلبون الفوز في الانتخابات – كل واحد منهم على الآخر؛
والكنة تدعو على زوجة ابنها؛
والجار يدعو على جاره الظالم ويطلب من الله نهاية حياته وإبادة نسله إلى يوم الدين؛
ونائب رئيس الإدارة يدعو من الله أن يغص رئيس الإدارة بعظم من السمك حتى يحل مكانه؛
هل أستمر؟
فمن أين لله الوقت الفائض حتى "يستمع" لـأغنية العجوز "الأطلال"؟
وفوق كل هذا فهي تطلب بلسانها تعاطي الخمر " اسقني واشرب على أطلاله" والله لا يحب الخمر - ولكن لا أحد يعرف فيما إذا حرمه أم لا فعلاً!
4.
وعندما أعياني البحث قررت العودة إلى كتاب المسلمين. ففيه جواب على كل سؤال يخطر ببال بشر من بدء الخليقة إلى يوم الحشر!
وحالما تصفحت هذا السِّفر الحكيم حتى وجدت 15 مرة يكرر الله بأنه:
"السميع العليم"!
إذن هو "يسمع" غناء العجوز – هذا أمر لا ريب فيه [أما أنه "يستمع" فهذا ما لا يعرفه غير الراسخين في العلم]
وهذا برهان – بل هو أبو البراهين بأن الله لم يسمع العجوز وهي تغني فقط، بل قد سمع طلبات البشرية جمعاء.
وإذا لم نزل نجهل رأيه بغناء العجوز فإننا على ثقة كاملة ولدينا ما يكفي من الأدلة (المادية والعقلية) بأنه قد أرسل جميع الطلبات إلى الجحيم!


قبيلة الذئاب

1.
كما أشرت في أحد المقالات بأن  غلاف كتاب حكايات البشر كان ممزقاً وقد سقطت منه صفحات كثيرة. وما تبقى من حكاية "قبيلة الذئاب" لا يوضح كيف حدث أن تحولت قبيلة بشرية إلى قطيع من الذئاب!
إن قانون التطور الطبيعي يكاد يمتنع عن مساعدتنا في حل هذا اللغز. فثمة فراغ رهيب في المعلومات ما بين زمن انحلال القبيلة وظهور منطق القطيع "الذئبي" لنجد أنفسنا أمام كائنات كانت تسعى على السراط الرهيب الفاصل ما بين الذئب والإنسان لتتحول في لحظة ما إلى هيئة: قبيلة ذئاب!
2.
فهل هذا خلل في نظرية الانتقاء الطبيعي؟
إن مثل هذا الشك سابق للوقت. إذا علينا أن نميز ما بين منطق الواقع الطبيعي ومنطق الحكايات.
وهذا التمييز هو الذي يجعل تطور القبيلة البشرية إلى "قبيلة ذئاب" تطوراً مقبولاً من الناحية المنطقية. فمنطق الحكايات لا يخضع لقوانين الطبيعة بالمعنى الذي يخضع له التاريخ الواقعي.
فتاريخ الحكايات هو تاريخ للخرافات:
إنه المبدأ المقدس: كنْ فيكون!
شيء شبيه بالخلق "الآدمي" والجبال والأنهار والحيوانات – إنها إرادة مقدسة من الخالق "سبحانه" لا تخضع للنقاش ولا الشك!
3.
لا أحد يعرف كيف حصل الأمر.
أخذت قبيلة الذئاب تتوسع، أكلة الأخضر واليابس؛ ازدردت كل الكائنات بشهية وحشية لا حدود لها.
ولم تكتف قبيلة الذئاب بافتراس لحوم الكائنات الأخرى بل أخذت تنهش بعضها لحوم البعض الآخر!




شرعت حربٌ؛ كانت تسمى بمختلف الأسماء – كما يروق لحكماء الذئاب وكلما خطرت على بالهم فكرة ما. كان الهدف الوحيد الذي لا تناقض فيه: هو افتراس جميع الأشياء والناس والحيوانات والكائنات المرئية وغير المرئية، بل وافتراس التاريخ وتقيئه من جديد على شكل "علوم ذئبية" لا بديل عنها ولا خيار.
4.
إنه زمن "التوحش"!
هكذا سموه: الزمن الذي خلطوا فيه الماضي بالحاضر وقرروا اغتيال المستقبل!
فالتاريخ المزيف لا يمكن أن يؤدي إلى نهاية أخرى غير الجحيم.
ولأنهم يكرهون الحياة فقد اكتفوا بحلم الجنة!
كانت ذئاب كجميع الذئاب لا فرق فيما بينهم وبينها. لكنهم كانوا بين حين وآخر يحلمون بجلد الخرفان. تراهم ينظرون بوداعة ولكن حالم تكشف زيف وداعتهم ينقضون عليك ويقومون بافتراسك في لحظة من الزمن تعجز حتى مقايس الوقت المتطورة عن قياسها!
5.
إنهم في كل مكان.
يتناسلون كالأرانب (مع أنهم ألد أعداء الأرانب!).
لا يعرفون الحق؛
ولا يحترمون الوقائع؛
ولا يقدرون قيمة البشر؛
ولا يحترمون المعارف؛
إنهم قطعان ذئاب تبحث عن ضحاياها في كل مكان.
6.
لكن تاريخ هذه القطعان الذئبية قد انهار. وأخذ الداني والقاصي يدرك وجودهم المزيف – بل حتى الأطفال اكتشفوا بأنهم ذئاب وإن ملابسهم مزيفة.
أخذت شمس الحقيقة تشتعل في أوهامهم وأخذ الدخان يتصاعد من كل مكان.
كانت مدنهم تشتعل.
والأرض تحتهم تميد: فقد قرر الكثير من فتيانهم مغادرة القطيع والبحث عن عالم أفضل.
قد يكون باستطاعتهم صنع ماضياً مزيفاً ولكنهم عاجزون عن صناعة المستقبل.
إنهم في نفق مظلم وهن يتساءلون دوماً: والآن إلى أين؟
لقد انهار التاريخ المزيف والآن آن أوان الحقائق المُرَّة!


للموضوع بقية إن تطلب الأمر . . . .

اقرأ أيضاً:


قضية آمنة الشرقي: الحُكْمُ والحَاكِمُ والمَحْكُومُ عليه

1.
على الضد من هراء اللاهوت الإسلامي بأن الرجال قوَّامون على النساء، فإن فتاة عربية قررت أن تكون قوَّامة عليهم – فهي التي قررت أن تكون كما تشاء؛ ورغم أنها في قبضتهم، فقد سخرت منهم بما يكفي لكي تدفعهم إلى هاوية اتخاذ قرار سخيف.
بدون جيش من اللاهوت؛ ولا مؤسسات أو ومرتزقة الإرهاب؛ ولا أجهزة أمن وشرطة الدولة.
هي وحدها فضحت وجودهم البائس وتعاستهم اللاهوتية!
هي وحدها وبصفحة في الفيسبوك لا غير استحالت إلى خطر على دينهم!
2.
بعد إصدار قرار الحُكْم يوم الثلاثاء الماضي بتهمة "المس بالمقدسات والاعتداء على الأخلاق الحميدة والتحريض على العنف" بسبب “سورة كورنا" بالسجن لمدة ستة أشهر " كتبت آمنة الشرقي السطور التالية:
وسيلتي الوحيدة هي الفايسبوك بش نعبر بيه، بش نكمل نعبر الايامات اللي مزالتلي هاذي، أنا توا مهددة من الإرهابيين ومن الدولة زادة .. في أي لحظة نجم نموت مقتولة والا نشد الحبس.
هل هذا تهديد ضد حياة آمنة الشرقي فقط؟
من يعتقد أن الحُكْم الصادر ضد آمنة الشرقي هو حكم قضائي فهو لا يعرف الدولة العربية ولا الإسلام!
إن قوانين تجريم حرية الرأي بكونها إساءه للمشاعر الدينية لم تكن ولن تكون قوانين مدنية. إنها أحكام فقهية خضعت لها القوانين المدنية وتواطأت معها الدولة.
فالحكم الصادر من المحكمة التونسية وعمليات التهديد بالقتل هي تقاليد اللاهوت الإسلامي بدأ بها التاريخ الإسلامي ولا تزال نافذة المفعول من المحيط الأطلسي حتى الجحيم العربي.
وإذ يبدو وكأنه قرار لأحد القضاة، فهو نوع من ذر الرماد في العيون:
فالقانون كان القرآن؛ والمدعي العام كان أحد شيوخ التخريف؛ والقاضي كان أداة تافهة بيد اللاهوت.
3.
هذا هو قرار الحُكْم.
أما الحَاكِم فلم يكن عنوانه تونس. إنها دول الإسلام أينما كانت.
ليست القضية تونسية، بل هي إسلامية -عربية شكلاً ومضموناً وأدوات. ليس ثمة ولا تفصيل واحد تتميز به الدولة التونسية في تصرفاتها الخدمية للاهوت يختلف عما تقوم به كل دولة عربية.
هذه تقاليد عربية أصيلة لا شك في عروبتها وانتماءها لعالم مغلق على نفسه لا يعرف حتى تاريخ وجوده الحاضر.
4.
وإذا ما عرفنا الحُكْم والحَاكِم، فمن هو المَحْكُومُ عليه؟
وهنا أيضاً يمكن القول: 
من يعتقد أن المحكوم عليه هو آمنة الشرقي فقط فإنه لا يعرف الدولة العربية ولا الإسلام!
إن الحُكْم الصادر بحق آمنة هو حكم مكتوب منذ زمان بعيد ولم تصدر منه إلا نسخة طبق الأصل!
وإن هذا الحُكم صادر بحق الجميع المخالفين والرافضين لسلطة الإسلام.
هذا الحُكم ضد كل مخالف وهو لا يحتاج إلى جلسات محكمة ولا إجراءات قضائية.
ليس ثمة شيء جديد تحت الشمس.
إنه حُكْمٌ ضد من ينتقد الإسلام؛
وضد كل من يشكك في "كتاب!" الله؛
وضد كل من يناقش "وجود!" الله؛
وضد كل من يسخر من خرافات المسلمين وأوهامهم.
هو حُكْمٌ ضد الجميع!





التعاسة الإسلامية: فقدان الأمل يؤدي إلى الحقد [2]







مقدمة:
إن التعس، بطبيعته السيكولوجية، فاقد للأمل!
وإن فقدان الأمل يطيح بالقيم الروحية للإنسان: إذ يَفْقِدُ العلمُ قيمته بالنسبة له؛ يكره الفن وأية ممارسات جمالية؛ يعجز عن تذوق الموسيقى ويكتفي بعبد الباسط عبد الصمت [أو: الصمد!]؛ يكره الآخرين، وخصوصاً أولئك الذين يختلفون عنه ومعه؛ يفقد الثقة بقدراته العقلية و"يُسَلِّم" نفسه للشيوخ والملالي والدراويش لعلهم يحلون مشاكله؛ يقرأ من الكتب العلمية ما يعتقد أنه يدعم عقيدته المربكة فقط، لكنه يقرأ بشغف كتب من نوع: " وصفات مُجربة لعلاج السحر والعين والمس" و" منهاج المتقين في علاج المس والسحر والعين" و"العلاج بأسماء الله الحسنى حقيقة علمية" وغيرها من منتجات الهراء الرباني.
1.
وإذا ما توفرت لهذا التعس التخرج من الجامعة [والتخرج من الجامعات العربية والإسلامية أسهل من دخول الجامعات الأوربية] فإنه يقرر أن يبذل وقته للدين. فالحياة على الأرض فقدت بالنسبة له معناها وجمالها ولهذا يقرر استبدالها بالآخرة.
2.
من هنا تبدأ آخر مرحلة للسقوط:
يأخذ مقولات الدين ووعوده مأخذ الجد؛ ويبدأ بشهر السلاح ضد المخالفين ويبدأ بإقناع نفسه بأنه صاحب قضية مقدسة وعليه الدفاع عنها.
هنا عليَّ أن أفتح قوساً كبيراً:
[التعساء المسلمون لا يعرفون التضامن مع قضايا الآخرين. فهل عرفتم أو سمعتم عن مسلمين يتضامون مع حقوق الإنسان بالنسبة لأشخاص آخرين وشعوب أخرى؟ هل سمعتم عن مظاهرات في الدول العربية والإسلامية للدفاع عن المضطهدين من شعوب وعقائد دينية أخرى؟ لقد أخذ المسلمون في بداية انتشار الكورونا فيروس بالتشفي من الصينين على اعتبار أن "الله" قد أرسل الفيروس عقاباً على الملحدين. وعندما وصل الفيروس إلى جوامعهم وقبور شيوخهم وأئمتهم الموتى، وعندما أغُلقت "الكعبة" إلى إشعار آخر، حينئذ، وحينئذ فقط ألقموا أفواههم شخصياً بالأحجار].
3.
التعس لا يتقن القراءة!
لأن فعل "القراءة" يعني أن تفهم ما يكتبه الآخر. ولكي تفهم ما يكتبه الآخر (وخصوصاً المختلف عنك) عليك أن تبذل جهداً للتوصل إلى ما يقول.
لكن التعس – المسلم يقرأ بطريقة أخرى:
فهو يبحث في ثنايا ما يكتبه الآخرون عما ينسجم مع ما في رأسه من "حدوتات" محمد. وحالما يفشل في العثور عما ينسجم مع هراء نبيه فإنه يقفز غاضباً ويبدأ بترتيب بضع جمل "مهلهلة"؛ وإذا ما كان قد اكتشف بأنه قادر على نشرها في شبكة ما فإنه يسارع إلى نشر جمله المهلهلة باعتبارها قرآناً!
وعندما يخبرونه بأن جمله المبعثرة مجرد هراء، فأنه يروح يسب ويشتم ويولول ويبسمل ويحوقل مستعيناً بالرسول والأولياء الصالحين والأئمة الأخيار المصطفين والصحابة والتابعين بأن يرسلوا إلى هذا أو ذاك طيراً أبابيل ترميه بحجر من سجيل وهكذا دواليك . . .
4.
إن التعاسة الدينية ليست فكرة يمكن التخلص منها، بل هي حالة مزمنة ملازمة لمن يقرؤون القرآن والأدعية [الشيعة متفننون في تأليف الأدعية السوداوية] المأثورة والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار والصلاة على النبي باستمرار. فهم يكتسبون مزاجاً سوداوياً وعادات غريبة ومتطرفة في اتخاذ المواقف ضد المختلفين معهم على أبسط الأمور. ومن حسن حظ هؤلاء المختلفين أن هؤلاء التعساء المؤمنون لا يحملون "قنابل يدوية"، من جهة، وإنهم بعيدون عنهم من جهة أخرى!
وإلا فأن النتائج ستكون مأساوية!
5.
وفي لحظة ما وفي إطار ظروف مؤاتية تتحول تعاسة المؤمن إلى حقد.
ونتيجة لتراكمات الحقد والسوداوية الدينية فإنه يقعون في براثن مزاج عصابي وتوتر لا يمكن تحمله.
وأول ما يخطر على باله من أعدائه التقليدين هم “الملحدون" [وهو حتى هذه اللحظة لا يفهم ماذا يعني ملحد. الشيء الوحيد الذي يفهمه هو أنهم مذمومون من قبل الشيوخ والملالي].
وأول ما يقوم به هو الدعاء إلى فنائهم. فهو يكتشف بأنهم سبب التعاسة التي يمر بها، وبعد ذلك يكتشف بأنهم لا يحبون "الله" ولا محمد، ولا الأئمة. ولهذا فإنه يقرر أن يجند نفسه كمجاهد عن العقيدة.
وشيئاً فشيئاً يقع في مصيدة مرض "الذهان". ولأنَّ المسلمين يُرجعون جميع الأمراض النفسية إلى وساوس الشيطان فإن صاحبنا يبدأ بقراءة سورة الكرسي بالمقلوب. فهذه الطريقة ناجعة (كما قالوا له) في تحقيق المآرب والأهداف وتُحبط مشاريع أعداء العقيدة [هم المسلمون من الطوائف الإسلامية أيضاً]والملحدين [بشكل خاص] أينما كانوا.
6.
إن صاحبنا التعس والذي هو الآن في قبضة حالات ذهان عميقة يفقد كل ما تعلمه في المدرسة ويبدأ من جديد بحفظ أحاديث محمد - فقد اقتنع، من جملة ما اقتنع من الخرافات، بأن محمداً " أفضل الخلق طراً ، فلا بدّ أن يكون أعلمهم بجميع العلوم والمعارف والفنون .
وهكذا يقع في الفخ ويصدق. ولهذا راح يدرس "الطب النبوي" و"الأحاديث القدسية" والتي يخالط فيها محمد شخصياً الذات الإلهية و"يدرخ" درخاً كل هراءات أبي هريرة و"الشيخين" والبخاري والكركي والكُليني والعاملي وغيرهم الكثير (حسب الانتماء الطائفي).
وفي النهاية يفقد الماضي والحاضر تماماً. أما المستقبل فسيظل بالنسبة له عالقاً بإرادة "الله". فإن عاش ليلته فهو سيبدأ يومه من جديد وإلا فهو في "الجنة" وبأس والمصير!


توضيح:
الذُّهان هو مصطلح في الطب النفسي للحالات العقلية التي يحدث فيها خلل ضمن إحدى مكونات عملية التفكير المنطقي والإدراك الحسي. الأشخاص الذين يعانون من الذهان قد يتعرضون لنوبات هلوسة، وتعلُّق بمعتقدات توهمية (مثلا توهمات ارتيابية)، وقد يتمثلون حالات من تغيير الشخصية مع مظاهر تفكير مفكك. تترافق مع هذه الحالات غالباً انعدام رؤية الطبيعة الاعتيادية لهذه التصرفات وصعوبات في التفاعل الاجتماعي مع الأشخاص الآخرين وخلل في أداء المهام اليومية. لذلك كثيراً ما توصف هذه الحالات بأنها تدخل في نطاق " فقدان الاتصال مع الواقع ". - ويكيبيديا


x

كيف تخلى كبير الأنبياء عن زوجته حرصاً على حياته!

إبراهيم وسارة العجوز الطفل إسحاق!
[إبراهيم وسارة والطفل إسحاق: السعادة العائلية وكما هو الحال في الأفلام الأمريكية فقد تناسى إبراهيم ما فعله وانتهى الفيلم بالنهاية التقليديه: Happy End. ولكن للأسف فإن هذه النهاية سخيفة]
1.
ثمة عشرات الأحاديث والخرافات والأساطير التي لا يكف المسلمون عن روايتها وترديدها رغم أنها سخيفة ومبتذلة ولا تقدم لهم إلا الفضائح!
وإن حيرتي تتزايد باستمرار عندما أرى هذه الخرافات المسيئة لهم يرددونها بألسنتهم في مئات الكتب والمقالات والمواضيع المختلفة وفي المنتديات الإسلامية ومدوناتهم السَّمجة وكأنهم يقولون أشياء معجزة وسيراً بطولية يفخرون بها ويعتزون بروايتها.
ومن هذه الموضوعات قضية صاحبنا إبراهيم – كبير الأنبياء الذي فشل في هداية قومه ففر إلى فلسطين مع زوجته (التي قارب عمرها 65 عاما) ومن هناك إلى مصر التي كان يحكمها آنذاك الملوك الهكسوس.
وهذه "الحدوتة" يعرفها الجميع.
وإن ما يعرفه الجميع أيضاً ولكي ينجو بجلده قام إبراهيم بما لا يفعله الرجل: التخلي عن زوجته والادعاء بأنها أخته خشية أن يقتله الملك ويتخذ من سارة زوجة له!
وإن موضوعي هو هذه "الشهامة" النبوية التي غالباً ما يقوم الأعراب بالتغني بها.
هذه "الشهامة" قام بها أيضاً وبعد مئات السنين (كما تقول لنا خرافات المسلمين) أحد أنصاره ومريديه: محمد، عندما سرق من ابنه زوجته!
وعن هذه الحادثة تحدثت بنوع من التفصيل في:
2.
ليس في أسطورة صاحبنا المُؤسس للأديان الإبراهيمية وهو يتخلى عن زوجته ذرة من المنطق، ناهيك عن الحكمة، حتى تستحق كل هذا الاعتزاز من المسلمين!
فهي لا توضح إلا أفكاراً مثيرة للاهتمام والتأمل:
أولاً، أن كبير الأنبياء هذا والأبُ ذو المقام الرفيع [وهذا هو معناه بالآرامية] يتخلى عن زوجته جبناً وطمعاً في الحياة!
ثانياً، لا معجزات، ولا تدخل رباني (فوق العادة) و"لا هُمْ يحزنون". كل ما هناك: شيخ كئيب أناني مغلق على مصالحه الضيقة وعلى استعداد أن يبيع زوجته!
ثالثاً، إنَّ هذا الموقف المبتذل إزاء المرأة، كما يبدو، خصلة في الأديان الإبراهيمية: فهي "أَمَةٌ" والأمة تُطْلَق على كل امرأة – فكما يخبرنا شيخ المضيرة عن نبيه إذ قال: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله . . . إلخ"- والإماء هنا النساء. والأِمة عند محمد وأنصاره "سلعة": تُباع وتُهدى وتغتصب ويتم التخلي عنها إن ثَقُلتْ عليهم ويمكن تقديمها كتعويض في الخلافات ما بين القبائل!
بل هي "نعجة" كما يقول كتاب محمد [أنظر: قرآن محمد: المرأة نعجة!]
رابعاً، استناداً إلى العهد القديم كان عمر إبراهيم 100 عام ورغم ذلك فهو عاجز عن التضحية بحياته من أجل شرف زوجته!
خامساً، واستناد إلى العهد القديم أيضاً: تكوين 17:17 " فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ، وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: «هَلْ يُولَدُ لابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟" فإن عمر سارة في القصة 90 عاماً. فما الذي دفعهم لاختلاق هذه القصة؟ من هذا الملك الذي في حوزته عشرات النساء حتى تخلب عقله امرأة في التسعين من العمر؟ بل أنَّ أخبارها قد وصلته حالما وصل إبراهيم مشارف مصر؟ [طبعاَ فيما بعد ورغم الحبكة السيئة للقصة كان عليها أن تلد!].
وإذا حذفنا هذا الجزء من الأسطورة من العهد القديم فما الذي سيحدث في أسطورة إبراهيم؟ ما هو الشيء الذي سوف تخسره غير السخف؟!
خامساً، إذا كان لليهود فيها مآرب وغايات فلماذا يورط المسلمون أنفسهم في هذه الخرافة؟!
لا أحد يعرف!
ولكن هناك تبرير منطقي وهو حبهم في "البربرة" الكلامية وإلا كيف وصلت أحاديث نبيهم إلى مئات الآلاف!
3.
ولأن المسلمين كما يبدو قد أحسوا بالفضيحة [ومع ذلك لا يكفون عن ترديدها وهذه مازوخية إبراهيمية] فإنهم أخذوا "يلخبطون" ويتخبطون على عادتهم بصناعة التفسيرات والتأويلات والأسباب التي لا يربط فيما بينها رابط.
وكعادتهم "يزوقون" هذا التخبط في البحث عن السبب بالفعل المبني للمجهول "قِيلَ".
ومن أبرز مَنْ حَلَّل "تحليلاً علمياً" وتخبط ولخبط - أيضا بصورة "علمية" هو ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري بشرح صحيح البخاري" فهو يقول:
"واختلف في السبب الذي حمل إبراهيم على هذه الوصية مع أن ذلك الظالم يريد اغتصابها على نفسها أختا كانت أو زوجة فقيل كان من دين ذلك الملك أن لا يتعرض إلا لذوات الأزواج كذا قيل ويحتاج إلى تتمة وهو أن إبراهيم أراد دفع أعظم الضررين بارتكاب أخفهما وذلك أن اغتصاب الملك إياها واقع لا محالة لكن إن علم أن لها زوجا في الحياة حملته الغيرة على قتله وإعدامه أو حبسه وإضراره بخلاف ما إذا علم أن لها أخا فإن الغيرة حينئذ تكون من قبل الأخ خاصة لا من قبل الملك فلا يبالي به وقيل أراد إن علم أنك امرأتي ألزمني بالطلاق والتقرير الذي قررته جاء صريحا عن وهب بن منبه فيما أخرجه عبد بن حميد في تفسيره من طريقه وقيل كان من دين الملك أن الأخ أحق بأن تكون أخته زوجته من غيره فلذلك قال هي أختي اعتمادا على ما يعتقده الجبار فلا ينازعه فيها وتعقب بأنه لو كان كذلك لقال هي أختي وأنا زوجها فلم اقتصر على قوله هي أختي وأيضا فالجواب إنما يفيد لو كان الجبار يريد أن يتزوجها لا أن يغتصبها نفسها وذكر المنذري في حاشية السنن عن بعض أهل الكتاب أنه كان من رأى الجبار المذكور أن من كانت متزوجة لا يقربها حتى يقتل زوجها فلذلك قال إبراهيم هي أختي لأنه إن كان عادلا خطبها منه ثم يرجو مدافعته عنها وإن كان ظالما خلص من القتل وليس هذا ببعيد مما قررته".
اقرأوا هذه الكلام مرة أخرى رجاء!
4.
والخلاصة هي: أن إبراهيم أراد دفع أعظم الضررين بارتكاب أخفهما وذلك لأن اغتصاب الملك لسارة واقع لا محالة لكن إنْ علم أن لها زوجا في الحياة حملته الغيرة على قتله وإعدامه أو حبسه وإضراره!
وهذا يعني (شئنا أم أبينا) أن "نبيهم" إبراهيم قد كذب – وهو كذب صريح (ولن نتحدث عن كونه مشيناً).
فماذا يفعلون هؤلاء الطرفاء يا تُرى؟
لنر كيف تخلص المسلمون من المأزق [الحق أنني لا أعرف موقف اليهود المعاصرين من هذه القصة].
5.
إذن إبراهيم لم يكتف بالتخلي عن زوجته جبناً فقط بل وكذب وهو أبو الأنبياء والمثال المُصَفَّى!
فما العمل؟
ينبغي شحذ الهمم الفقهية وإيجاد تبريرات لاهوتية لهذا الكذب، واعترف من غير مماحكة ولا سخرية: هم خبراء في فبركة الأسباب والعلل والحكم والمقاصد الشرعية والغايات الإلهية وغيرها من أدوات الفقه الإسلامي.
ولهذا قالوا بأن "أرجح" (وهناك مستويات للراجح والأرجح وغيرها) الأسباب "لفعلة" أبي الأنبياء هو ما ذكره صاحبنا العسقلاني مِنْ أن إبراهيم أراد دفع أعظم الضررين بارتكاب أخفهما وذلك لأن اغتصاب الملك لسارة واقع لا محالة لكن إنْ علم أن لها زوجا في الحياة حملته الغيرة على قتله وإعدامه أو حبسه وإضراره!
ولهذا فأن ما قاله إبراهيم ليس كذباً، بل من باب التورية أو المعاريض التي تحتمل أكثر من وجه، فهي أخته في الإسلام، كما صرح بذلك في إحدى صيغ حديث رواه شيخ المضيرة المتعلق بهذه الحادثة:
"لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات ، اثنتين منهن في ذات الله عز وجل ، قوله : { إني سقيم } ، وقوله : { بل فعله كبيرهم هذا } ، وبينما هاجر إبراهيم عليه السلام بسارة ، دخل بها قرية فيها ملك من الملوك أو جبّار من الجبابرة ، فقيل : دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النساء ، فأرسل إليه أن يا إبراهيم ، من هذه التي معك ؟ ، قال: أختي ، ثم رجع إليها فقال : لا تُكذّبي حديثي ؛ فإني أخبرتهم أنك أختي ، والله ما على الأرض مؤمن غيري وغيرك ".
ولهذا فإن الكذب المحض هنا ليس بمذموم "شرعاً" ولا "طبعاً"، بل هو واجب لأنه إنقاذ لنفس (وأي نفس!) فهذه النفس هي نفس نبي!!!
6.
وهكذا انتهت "المهزلة الإبراهيمية" ولم أستطع ولا أدري إن كنت يوماً سأستطيع أن أفهم الحكمة من رواية هذه القصة المخزية!
ما هو الدرس؟
ما هي العبرة النبوية غير الخيانة؟
من يدري فالمعنى، كما "يُقال" في قلب الشاعر (وسأغض الطرف عن كلمة قلب فهو قطعة من اللحم لا غير")!


المسلمون - التعساء يحلمون بالحياة مرتين! [1]

1.

إن فقر حياتهم الروحية وصحراء وجودهم الكالح وافتقارهم للخيال وعدم قدرتهم على اكتشاف جمال الحياة الأرضية (بل وحتى حزنها الشفاف) يدفع المسلمين إلى الأحلام الكسولة: 

حياة أخرى "تجري من تحتها الأنهار وعسل وwhisky johnnie walker" وعدد لا يحصى من "حُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ" يطفأ هوسهم الجنسي تحت شجرة السَّدر، إن أمْكَن، في مدن الفردوس الوهمية!

2.

ولتحقيق هذا الحلم الرَّبَانِي أمامهم طريقان:

أحدهما بطيء: "يقرفصون" على قارعة طريق وجودهم الأرضي القصير بانتظار صاحب جلال ملك الموت "عزرائيل" ليخطف أرواحهم، كما يقول محمد:

"قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ "!

والآخر سريع خاطف: يفجرون أنفسهم وسط الناس الأبرياء من غير حتى انتظار عزرائيل ليأخذ بهم إلى الرفيق الأعلى!

3.

ألا يثير حال هؤلاء البشر الرثاء؟

كيف يحدث السقوط؟

لا شك أنه يبدأ ببطء، حيث تكون الخطوة الأولى بالإيمان.

وماذا بعد الأيمان؟

السقوط الحرُّ البطيءُ في أحضان الوهم: إنه أرخص أنواع المخدرات، بل إنها المخدرات الحلال!

[للمعلومات: المسلمون ينتجون نسبة كبيرة من المخدرات المستخدمة في العالم – المكان: أفغانستان، لبنان، إيران، المغرب وغيرها!]

4.

لقد عاش المسلمون على امتداد تاريخ الإسلام حياة الفقر والعوز [أتحدث عن الغالبية العظمى: الناس خارج دوائر السلطة].

قاتلوا، وتقشفوا، وامتنعوا عن الطعام [أولئك الذين يمتلكون شيئاً منه]، وتحملوا مصاعب السفر لزيارة الصنم (أو الحجر، لا فرق) الأسود، ودفعوا الزكاة [البعض يدفع جزءاً من رواتب تكاد لا تسد حتى رمق أطفالهم، والبعض الآخر من السرقة والهبات الحكومية ورواتب أجهزة الأمن ونفقات الأوقاف وغيرها]، وتوضؤا من النجاسات التي ظلت عالقة بهم، وصَلُّوا آلاف المرات برؤوس فارغة، وبسملوا سنين طويلة مليئة بالحاجة والذل، وأجَّلُوا الفرح، وتخلوا عن كل أنواع السعادة؛ قاموا بكل هذا من أجل شيء واحد مشتهى لا غير: 

وَهْم حياةٍ خالدةٍ وراء القبر!

5.

إنه لأمر محزن وكئيب.

كيف يمكن أن يحدث هذا والآن؟!



أقرأ أيضاً:

مرة أ رى عن التعاسة الإسلامية: فقدان الأمل يؤدي إلى الحقد [2]

التعاسة الإسلامية تقود إلى الإرهاب [3]


كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر