1.
على الضد من هراء اللاهوت الإسلامي بأن الرجال قوَّامون على النساء، فإن فتاة عربية قررت أن تكون قوَّامة عليهم – فهي التي قررت أن تكون كما تشاء؛ ورغم أنها في قبضتهم، فقد سخرت منهم بما يكفي لكي تدفعهم إلى هاوية اتخاذ قرار سخيف.
بدون جيش من اللاهوت؛ ولا مؤسسات أو ومرتزقة الإرهاب؛ ولا أجهزة أمن وشرطة الدولة.
هي وحدها فضحت وجودهم البائس وتعاستهم اللاهوتية!
هي وحدها وبصفحة في الفيسبوك لا غير استحالت إلى خطر على دينهم!
2.
بعد إصدار قرار الحُكْم يوم الثلاثاء الماضي بتهمة "المس بالمقدسات والاعتداء على الأخلاق الحميدة والتحريض على العنف" بسبب “سورة كورنا" بالسجن لمدة ستة أشهر " كتبت آمنة الشرقي السطور التالية:
وسيلتي الوحيدة هي الفايسبوك بش نعبر بيه، بش نكمل نعبر الايامات اللي مزالتلي هاذي، أنا توا مهددة من الإرهابيين ومن الدولة زادة .. في أي لحظة نجم نموت مقتولة والا نشد الحبس. |
هل هذا تهديد ضد حياة آمنة الشرقي فقط؟
من يعتقد أن الحُكْم الصادر ضد آمنة الشرقي هو حكم قضائي فهو لا يعرف الدولة العربية ولا الإسلام!
إن قوانين تجريم حرية الرأي بكونها إساءه للمشاعر الدينية لم تكن ولن تكون قوانين مدنية. إنها أحكام فقهية خضعت لها القوانين المدنية وتواطأت معها الدولة.
فالحكم الصادر من المحكمة التونسية وعمليات التهديد بالقتل هي تقاليد اللاهوت الإسلامي بدأ بها التاريخ الإسلامي ولا تزال نافذة المفعول من المحيط الأطلسي حتى الجحيم العربي.
وإذ يبدو وكأنه قرار لأحد القضاة، فهو نوع من ذر الرماد في العيون:
فالقانون كان القرآن؛ والمدعي العام كان أحد شيوخ التخريف؛ والقاضي كان أداة تافهة بيد اللاهوت.
3.
هذا هو قرار الحُكْم.
أما الحَاكِم فلم يكن عنوانه تونس. إنها دول الإسلام أينما كانت.
ليست القضية تونسية، بل هي إسلامية -عربية شكلاً ومضموناً وأدوات. ليس ثمة ولا تفصيل واحد تتميز به الدولة التونسية في تصرفاتها الخدمية للاهوت يختلف عما تقوم به كل دولة عربية.
هذه تقاليد عربية أصيلة لا شك في عروبتها وانتماءها لعالم مغلق على نفسه لا يعرف حتى تاريخ وجوده الحاضر.
4.
وإذا ما عرفنا الحُكْم والحَاكِم، فمن هو المَحْكُومُ عليه؟
وهنا أيضاً يمكن القول:
من يعتقد أن المحكوم عليه هو آمنة الشرقي فقط فإنه لا يعرف الدولة العربية ولا الإسلام!
إن الحُكْم الصادر بحق آمنة هو حكم مكتوب منذ زمان بعيد ولم تصدر منه إلا نسخة طبق الأصل!
وإن هذا الحُكم صادر بحق الجميع المخالفين والرافضين لسلطة الإسلام.
هذا الحُكم ضد كل مخالف وهو لا يحتاج إلى جلسات محكمة ولا إجراءات قضائية.
ليس ثمة شيء جديد تحت الشمس.
إنه حُكْمٌ ضد من ينتقد الإسلام؛
وضد كل من يشكك في "كتاب!" الله؛
وضد كل من يناقش "وجود!" الله؛
وضد كل من يسخر من خرافات المسلمين وأوهامهم.
هو حُكْمٌ ضد الجميع!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق