منع

التعاسة الإسلامية تقود إلى الإرهاب [3]

[التعاسة الدينية تؤدي إلى التطرف]
لا يولد المسلم إرهابياً. هذا أمر ينبغي التأكيد عليه كمنطلق أساسي. فالإرهابي "يتكون" في إطار عملية متواصلة دينية ونفسية و"ثقافية" معقدة يخضع الفرد فيها إلى تحولات جذرية تفصله عن شروط الواقع المحيط وتتحول الحياة بالنسبة له إلى "قضية" دينية يعتمد الدفاع عنها على مواقفه العملية:
تدمير الآخرين
حتى لو كان على حساب نفسه هو شخصياً- فهم سيذهبون إلى الجحيم، أما هو فسيذهب إلى
الجنة!
1.
من غير شك تلعب الاستعدادات السيكولوجية والنرجسية والميل إلى الاكتئاب والإحباط في الحياة العملية والشعور بالتعاسة والفشل في تحقيق الأماني والظروف الحياتية الصعبة التي يمر بها المسلم دوراً حاسماً في بلورة مشاعر الكراهية إلى أفعال عنيفة موجهة ضد الآخرين. وحينما تتلاحم هذه المشاعر الشخصية مع مشاعر الكراهية الدينية التي تولدها التربية الدينية المتطرفة إزاء الآخرين "الكفار" والمزاج السوداوي الذي يخلقه التدين المتطرف فإن مثل هذا النوع من الأشخاص يكون أداة جاهزة بيد الأوهام من نوع " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" من جهة، وبيد التنظيمات الدينية المتطرفة التي تقوم بتحقيق هذه الأوهام من جهة أخرى.
2.
ولكن هل ينتمي جميع المسلمين التعساء وذوي الميل إلى الاكتئاب والمحملين بمشاعر الكراهية إزاء الآخرين (المختلفين عنهم) إلى التنظيمات المتطرفة؟
طبعاً لا.
ولكن إذا لم ينتم المسلم المُحَمَّل بمشاعر الكراهية إزاء الآخرين المختلفين عنه إلى الإرهاب الفعلي المادي المسلح فإنه لا يعني بأن هذا النوع من المشاعر سوف تخمد، ولكن يمكن التعبير عنها بطرق مختلفة قد لا يمكن رصدها بسهولة، إذ لا يتم التصريح بها علناً، وقد تبدو أيضاً بأنها "مسالمة":
إنه اللاتسامح الديني!
3.
اللاتسامح الديني من أعتى أنواع الإرهاب الثقافي العقائدي اليومي حيث يرفض هؤلاء المسلمون (والتعساء بشكل خاص) على أساسه أي نوع من المواقف المختلفة والآراء التي تتنافى مع عقيدتهم، وخصوصاً الدينية، وهم على استعداد أن يتحولوا إلى أدوات للقمع الديني العقائدي إذا ما توفرت لهم الظروف الخارجية إلى ذلك حتى ضد المسلمين الآخرين!
ومن أسطع الأمثلة على مظاهر هذه الشكل من الإرهاب الديني - اللاتسامح نجده في مواقع التواصل الاجتماعي (كالمنتديات والمدونات الشخصية والشبكات الاجتماعية وقنوات اليوتيوب وغيرها.
4.
في مواقع التواصل الإجتماعي [هي مواثع تواصل كهدف حضاري وتكنولوجي لكنها تحولت في يد المسلمين إلى وسائل انقطاع عن الآخرين والتحريض ضدهم] نجد مظاهر الكراهية الدينية والحقد الصريح أو المبطن والتعالي على المختلفين والثقافة الإقصائية تشكل نسيج الآراء الدينية ووسائل التعبير عنها. 
وإذا ما امتنع هؤلاء المسلمون عن التصريح المكشوف عن مشاعر الكراهية والأساليب الإرهابية لأسباب إجرائية [كرفض بعض المشرفين على هذه المنتديات لهذا النوع من التعامل إما لدرء الفضائح أو لعدم قبول الأعضاء الآخر] فإن هذه المشاعر قائمة ويمكن تلمسها أسلوبيا ولغوياً، وخصوصاً في النماذج الصريحة المعبر عنها في الكتب والمنشورات الدينية المعادية للإلحاد!
[آمل الاطلاع على موضوعي المنشور "النقد البناء والنقد الهدام وأوهام الدين والكلام! – كاملاً" الذي يتكون من خمسة أجزاء وفيه تفصيلات موثقة عن لغة الحق والكراهية في الكتابات الإسلامية]
4.
إلَّا أنَّ لغة اللاتسامح والتي تكتسب في بعض الأحيان سمات "الإرهاب المعنوي" يتحول عند "الكتبة عديمي المواهب" المسلمين التعساء الذين ينشرون في المنتديات تعقيباتهم وردودهم المهلهلة غالباً ما تتميز بالسوقية ولغة المقاهي الشعبية لحفنة من المتعصبين وبسبب تدني ثقافتهم اللغوية فإن وسيلتهم في التعبير هي لهجة الأسواق الشعبية وباعة السمك والبطاطا!
إن تعقيباتهم ولمن يدرسها بتأمل سوف يكتشف فيها الروح الإرهابية والتهديد المباشر أو المبطن والاستعداد لأطلاق الرصاص ضد المقابل أو الإخبار عنه في أقرب مركز للشرطة بتهمة الإلحاد!
ولكن لشديد أسفهم يعيش الملحدون بعيداً عن وجوههم التعسة [ليس جميع الملحدين للأسف مرة ثانية]!
5.
المسلمون التعساء ثلاثة أنواع:
نوعٌ سيظل تعسياً حتى لحظة دخوله القبر وتنتهي حكاية وجوده؛
ونوع يساهم في خلق هذه التعاسة وتشجيع الآخرين عليها؛
ونوع ينتظر لحظة التحرر من الإسلام وتعاسته!
لماذا أن أكتب كل هذا؟
إنه أملٌ، محفوف بالمخاطر، أن يقرأه أحد المسلمين الشباب الذين لم يدنس الدين أرواحهم ولعله يرفع رأسه فترة من الزمن لكي يرى العالم الفسيح حوله.
فالتعاسة الروحية ليس قدراً ويمكن التخلص منها: يكفي أن يرفع رأسه عالياً من سجادة الصلاة القذرة ليرى كيف يعيش الناس الأحرار في العالم، وسيكتشف منشأ التعاسة لا محالة: إنها ثقافة الإسلام القروسطية التي تتعارض مع أبسط شروط العيش المعاصرة.
الدين هو مصدر التعاسة ويمكن التخلص منها ونحن أمثلة على ذلك!
 
[التعاسة الدينية تؤدي إلى التطرف]
 
 
اقرأ أيضاً:




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر