منع

هل يرتكب الله الأخطاء [3]: ملاحظات إضافية


1.

في الحلقة الماضية خلصت إلى ما يأتي:

- هل يخطأ "الله"؟

فأجبت على السؤال بصراحة ووضوح:

- لا، "الله" لا يخطأ!

وأنا والمسلمون على طرفي نقيض!

2.

لماذا لا يخطأ "الله" من وجهة نظري؟

لأنَّ الخطأ من صفات الكائنات الواقعية التي تتصف بالوجود والتي تحتكم إلى العقل (أو نوع من العقل)، والتي تمتلك ملكة المقارنة ما بين الوقائع والأشياء من جهة وتصوراتنا عنها من جهة أخرى، وتميز ما بين الخطأ والصحيح، والسيئ والجيد، حتى تكتشف الفروق فيما بينها وتميز ما يستند إلى الوقائع وما يتناقض معها.

و"الله" هذا: وَهْمٌ ؛

والأوْهَام لا تخطأ مثلما لا تميز ما بين الخطأ والصحيح.

إنَّه [ما يسمى "الله"] عقيدة تنافي العقل وتسير ضد حركة التاريخ ومعارضة المنطق البشري السوي؛ إنها مجموعة من "الصفات" المختارة قرر المسلمون الاتصاف بها حتى لا يودعون أسلافهم، وهي حالة مرضية على أية حال.

3.

هل يتعلم الله من تجاربه؟

الجواب: لا!

لأن الوَهْم لا يخطأ ولا يتعلم من تجاربه.

فالتعلم من التجارِب هي من خصائص البشر.

والمسلمون بشر.

فهل سيتعلم المسلمون من تجاربهم بصورة بناءة ويتخلون عن أوهامهم وثقافتهم المتوحشة؟

الجواب: لا!

لأن المسلمين قرروا أن يكونوا قبل كل شيء مؤمنين.

والمؤمن لا يتغير (طالمَا يفكر بصفته مؤمن)!

وإذا فكر المؤمن كإنسان، فإنه سوف يغادر مملكة الأوهام: الإسلام.



مغالطات منطقية [3]: هل يؤمن الملحد؟

1.
من مساعي مسلمي المنتديات وقنوات اليوتيوب الدعوية هو صناعة تصورات مزيفة عن الإلحاد. ومن بين أكثر هذه التصورات المزيفة انتشاراً هو أنَّ الإلحاد "عقيدة" لا تختلف عن بقية الأديان.
بل أنَّ هذا التصور المزيف يمكن العثور عليه في الكثير من المؤلفات لكتاب غربيين.
2.
فالإلحاد ما كان ولن يكون في يوم ما عقيدة دينية. وحين يتحول الإلحاد إلى "عقيدة" فإنه لم يعد إلحاداً بل كلاماً فارغاً.
لا يوجد في الإلحاد مراجع، ولا كتب مقدسة، ولا خطوط حمراء في التفكير.
الإلحاد أولاً قضية شخصية محضة. ولهذا لا يمكن أن تتحول إلى "دين".
والإلحاد ليست قضية تبشرية ثانياً. فنحن لا ندعو إلى تحول المسلمين إلى الإلحاد - كما يسعى المسلمون إلى فرض الإيمان الديني على الآخرين.
الملحدون يعبرون عن تصوراتهم المتعلقة بالحياة والكون والبشر والجنس والحب والحروب ومناهضتهم للكراهية والفاشية الدينية وقمع الحريات ومصادرات حقوق البشر والإرهاب الديني الأسود وكل ما يتعلق بحق الحياة والتفكير والرأي.
وهذا هو المنطق العلماني للمنطلقات الإلحادية:
كن ما تشاء ولكن ليكن لنفسك فقط أولاً؛ واحترام القوانين المدنية التي يتم قبولها من قبل البرلمانات من غير وصاية دينية أو تدخل لاهوتي أو ألعاب كهنوتية.
لمعلوماتك الفقيرة:
العَلمانية ليست ضد الأديان بل ضد تدخل الأديان في الحياة العامة. والملحدون الحقيقيون [وليس المزيفين] علمانيون من حيث المبدأ.
2.
فكما هو واضح أنت لا تميز ما بين التصورات الفكرية والإيمان الديني.
فخلافاً للعقيدة الدينية التي يغرق فيها المؤمن إلى أذنيه، وتجعله مستعداً لقتل الآخرين إن اختلفوا معه أو خالفوه، الإلحاد موقف رافض لوجود الطناطل والآلهة والسعالي والأنبياء والملائكة والجن وكل ما يدخل في إطار هذه الخرافات.
وموقف الرفض هذا يستند إلى التفكير النقدي والتصورات العلمية:
منذ أن ظهرت الأديان التي تسمى "إبراهيمية" إلى الآن لم يقدم مسلم أدلة تستحق الاحترام ولا تقبل الشك والجدال حول وجود خرافة "الله".
أما ما يسمى بـ"الأدلة العقلية" فهي في جوهرها "خزعبلات عقلية".
3.
إن تقديم "دليل" على وجود الطناطل والآلهة والسعالي والأنبياء والملائكة والجن قضية تسمى oxymoron - أي تناقض لا يمكن تذليله.
فالدين إيمان ولا علاقة ما بين الإيمان والموقف العقلاني النقدي الذي يستند إليه منطق الدليل.
4.
الإيمان: هو القبول التسليمي والخضوع الساذج للخرافات والأساطير.
أما الإلحاد فهو موقف نقدي عقلاني يستند إلى منطق العلم لرفض الخرافات والأساطير لكي تتحول إلى عقيدة دينية فاشية مضادة للحريات الشخصية.
وهذا هو الدليل:
مهما كذَّب المسلم ودلس وزيف وخلط الأوراق فإنه لا يمكن للملحد أن يعبر بصورة واضحة جلية مكشوفة لا لبس فيها عن مواقفه الرافضة للدين في منتدى إسلامي.
أما المسلم فإنه يستطيع التعبير عن عقيدته الدينية بصورة واضحة جلية مكشوفة لا لبس فيها في منتدى للملحدين ولكن من غير شتائم وسباب وتجريح وتهجم على طريقة الجوامع والقنوات الإسلامية المبتذلة!

الخلاصة البسيطة:
الملحد لا يؤمن بـ"اللاشيء". فهذه أمنية كهنوتية وحلم إسلامي لا مكان لهما على أرض الواقع مطلقاً.
فلتحلمْ كما تشاء. فأحلام النوم واليقظة ليست ممنوعة في منتدى الملحدين - كما يحدث عادة في مملكة الإسلام المظلمة!





عندما يكون طرح الأسئلة بديلاً عن غياب المعرفة

شاب يبحث عن الأسئلة الملائمة - كاريكاتير

[المسكين نفدت أسئلته الرخيصة]

1.

يمتهن مسلمو المنتديات "تجارة" كاسدة [الحق أن التجارة الكاسدة ليست تجارة] وهي طرح الاسئلة على الملحدين.
وليس الهدف من وراء هذه "الاسئلة المسكتة!" هو البحث عن أجوبة - وأقل ما يكون البحث عن الحقيقة بل "افتراض" أجوبة مسبقة فرحين بها أشد الفرح ثم "ينخرطون" في شتم واتهام الملحدين بغياب معرفة "حقائق الإسلام العميقة"!
2.
إنَّ ثقافة "تكرار" و"اجترار" و"انتحال" الأسئلة لهو دليل على غياب الأجوبة المتعلقة بالعقيدة الإسلامية. فالدفاع اللاهوتي الساذج والمبتذل والركيك لغوياً هو نعمة كبرى لنا لكنها نعمة تجلب الوبال على المسلمين أنفسهم.
إن "تسأل" يعني أنك "تريد أن تعرف" لا أن تشتم!
إن "تسأل" يعني أنك تنطلق من "معرفة" واقعية وإلا فإن الأسئلة تتحول إلى نكات وطرائف كما هو الحال مع أسئلة مسلمي المنتديات.
وأن تسأل يعني أيضاً ألا تعيد وتكرر الأسئلة التي سبق وأن تم الإجابة عليها والسخرية منها.
3.
إن العجز والفقر يكمن حتى في صياغة السؤال – بل لا أحد منهم قد صاغ بنفسه السؤال. فهم يعثرون عليه كما يعثرون على أحجار الطريق مرمية على ضفاف مستنقع المنتديات الإسلامية.
4.
إن على المسلم أنْ يطرح معارف حقيقية جديدة وأصيلة (لا علاقة لها بالنجاسة والحيض والوضوء والتكفير وسخافة الله وتهديد الآخرين بالقتل أو بخرافة جهنم والتواتر والإيمان المغلق والإعجاز الذي لا وجود له إلا في رؤوسهم والنبوة التي لا يؤمن بها أحد غيرهم) من غير إغراق الموضوع بـ"قال الله!" و"قال محمد" وقال جعفر الصادق. فهذا ما لا قيمة له عند القارئ الملحد.
عبروا عن آرائكم لا عن آراء الموتى!
فإذا كنتم ذوات (كما يدعي شيخ المنافقين الداعشي) فعبروا عن ذواتكم.
5.
كما أن على المسلم أنْ يمتحن نفسه أولاً وقبل كل شيء ويجيب على الأسئلة الهامة والمصيرية التي تتعلق بوجوده المتخلف والأوهام التي تتحكم بهذا الوجود والتعاسة الثقافية والروحية التي يغرق فيها إلى الأذنين اقبل أنْ يسعى إلى امتحان الآخرين.
عليه أن يجيب على الأسئلة المتعلقة بأسباب شكوكه نفسه وغياب الإيمان الذي يعاني منه ويتغلغل في أعماقه ويسعى إلى تغطيته والهروب منه عن طريق شتم الآخرين وتكفيرهم!
عليه أن يجيب على سبب هذا الزعيق والترديد العصابي وهو يردد من الصباح حتى المساء اسم خرافة "الله" ويجاهد بالكلمة والسلاح إلى فرض هذا الإيمان على الآخرين.
6.
وإنْ أراد أن يسأل فإن عليه طرح الأسئلة التي تستحق التفكير والإجابة من قبله هو نفسه أولاً، ومن ثم من قبل الآخرين، لا أن يسعى إلى التستر على عجزه الثقافي والمعرفي عن طريق طرح أسئلة سخيفة لا هدف من ورائها غير التضليل والظهور بمظهر "المُفَكِّر".
إنَّ الأسئلة هي امتداد للمعرفة. وحين تكون فاقدة لأية قاعدة معرفية أو تفكير نقدي من جهة، ولا تسعى إلى الشك في هذه المعرفة من جهة أخرى، فإنها عملياً محاولة ساذجة للتغطية على الجهل وثقافة الخضوع والعبودية - بل تتحول إلى تقنية هروب من الشك ورفضاً للوقائع.
7.
نحن قد امتحنا أنفسنا. والمحنة كانت هي عقائدكم الدينية الخرافية وقد اجتزنا الامتحان بنجاح.
آن الأوان لكي تمتحنوا أنفسكم بأنفسكم حتى تعبروا إلى الصفوف المتقدمة من الوجود البشري.
التطور قانون الحياة!

للموضوع بقية:
ملحق أسئلة صريحة عن أزمة الوجود الإسلامي المستترة:


من الأسئلة المسكوت عنها حول أزمة الوجود الإسلامي المستترة [3]

مسلم مهوس يصرخ


1. لماذا تقتلون الكلاب وهي من الحيوانات التي بجلها ربكم حيث كانت مع "الفتية الصالحين" في سورة الكهف؟
2. تقول الآية 22 من سورة الكهف:" سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي "أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا": فهل يعرف الله عددهم أم لا؟
3. وإذا كان يعرف عددهم حقاً فلماذا لا يذكره و"يخلصنا" ويخلص عباده من حيرتهم؟
4.وهل عدد أهل الكهف سر إلهي؟
5. لماذا تكرهون أنفسكم محتقرين نعمة الحرية ومحاربين الحقوق المدنية للناس؟
6. هل يجوز لمسُ وضمُ وتفخيذُ الرضيعة؟
7.لماذا ينبغي قتل من لم يعد يؤمن بخرفاتكم ومحاربته والتضييق عليه؟
8.هل هذا تعبير عن عدم الثقة بربكم أم أن هذه عينة من أحكامه؟
9.لماذا ينبغي رجم المرأة التي تمارس الجنس مع آخر وأنتم تمارسون الجنس مثنى وثلاث ورباع وما ملكت أيمانكم – هل فكرتم في هذا السخف؟
10. هل يجوز أن تحلموا بالإماء والجواري حتى تاريخ اليوم؟
11. هل محاربة المخالفين والمختلفين معكم يمكن اعتبارهاً أخلاقاً حسنة؟
12. هل يجوز قتل المعارضين والملحدين والحلاقين والمثليين؟
13. وهل يجوز أن تفرضوا الدين على الآخرين ولا أحد يفرض عليكم دينه؟
14. وهل يجوز أن تستحوذوا على مقدرات الدولة؟
15. وهل يجوز أن تحرضوا الأجهزة الأمنية على ملاحقة من لا يعترف بكم ولا يؤمن بما تؤمنون؟
16. وهل يجوز لكم نشر الخرافات والترهات والخزعبلات الربانية وتحرمون الناس جنة المعرفة والحقائق والعلم؟
17. لماذا تخلفتم وتقدم الآخرون؟
18. لماذا تنظرون إلى الماضي وتتجاهلون الحاضر وتحتقرون المستقبل ؟
19. لماذا قررتم بأنَّ ربكم أحسن الأرباب وعقيدتكم أكثر العقائد مصداقية وخرافاتكم أكثر "علمية" من جميع خرافات الآخرين؟
20. لماذا تعادي كل طائفة من طوائفكم الطوائف الأخرى ويكره بعضكم البعض الآخر رغم أنكم تقولون بأن "ربكم" واحد و"نبيكم" واحد و"كتابكم" واحد؟!
21. تختلفون فيما بينكم بالطقوس والكثير من العقائد وتختلفون في تفسير كتاب محمد حتى يصل الاختلاف إلى حد التكفير وإخراج بعضكم للبعض الآخر من "حظيرة" الإسلام؟
22. كيف يمكن، بل وكيف تقبلون أن يقول نبيكم بأنكم 73 فرقة ضالة – وما هي الفرق "الناجية" يا ترى؟
23. لماذا لا تعلمون أبناءكم على التسامح والانفتاح إلى الآخرين واحترام عقائدهم وثقافتهم؟
24. لماذا تدعمون وتبجلون وتدافعون عن دولكم المستبدة [من المحيط إلى الجحيم]؟



ملاحظة:
سوف أرحب بأي أسئلة إضافية.


النازيون الصغار وسارقة الكتب

لقطة من فيلم "سارقة الكتب The Book Thief " 2013



1.
يتحدث فيلم "سارقة الكتب The Book Thief " 2013 (إنتاج مشترك أمريكي ألماني من إخراج Brian Percival) عن فتاة صغيرة " Liesel " فقدت أخيها الصغير واعْتُقلت أمُّها من قبل الغستابو لأسباب سياسية خلال الحرب العالمية الثانية في ألمانيا فتبنتها عائلة ألمانية بسيطة.
رغم الخوف والقلق الذي كان يعتمل في أعماق الفتاة الصغيرة فقد استطاعت وبطريقة غير تقليدية أن تتكيف مع أوضاع الحرب وأن تتغلب روحياً على الواقع القاسي عن طريق قراءة الكتب. فرغم المخاطر الهائلة التي يمكن أن تتعرض لها بدأت تسرق الكتب من محارق الكتب التي تقوم بها منظمات الشباب النازية.
في إحدى "المهرجانات" النازية لحرق الكتب وقد كان على تلاميذ المدرسة في المدينة الصغيرة حضور هذه "الطقوس" كانت ليزيل تنظر إلى الكتب وهي تحترق بألم ولوعة. فثمة قوة لا تقاوم كانت تدفعها من الداخل لكي تقوم بإنقاذ الكتب المحروقة. مما أثار هذا السلوك انتباه أحد صبيان منظمة الشباب النازية.
فقام بإصدار الأوامر إلى الفتاة بأن ترمي الكتاب بيدها إلى المحرقة عقاباً على تعاطفها!
كان يلعب دور النازي الحقيقي وكأنه صورة طبق الأصل من النازيين الكبار: وإذا ما طالت الحرب فإن هذا الصبي الصغير (المغيب وممسوخ التفكير) كان من الممكن أن يكون نازياً من الدرجة الأولى.
فكم من القتلى سوف يسقطون صرعى لأنهم لا يخضعون لقائده: هتلر؟
2.
إن هؤلاء النازيون الصغار لهم صور شتى وصيغ مختلفة في جميع الشعوب: وقد صنع المسلمون "نازييهم" الصغار وكأنهم صورة طبق الأصل من أولئك النازيين الصغار!
هذه ليست مبالغة. فهي مقارنة تستجيب لوقائع وأحداث وحقائق يومية كشف عنها تاريخ الدولة الإسلامية الأسْوَد في العراق وسوريا وهم لا يزالون في أماكن مختلفة بالسر أو بالعلن!
وها هم النازيون الصغار الجدد:
الداعشيون الصغار



إنها جريمة في أن تمسخ عقول الأطفال وتحولهم إلى "كيانات" حاقدة على البشر جميعاً وحقنهم بـ"بعقيدة"، فَتُغْسل أدمغتهم وتمسخ طفولتهم وتحويلهم إلى مشروع للقتل.
3.
لا أستطيع نسيان ما عانيناه في اختيار الحصول على الكتب "الصالحة للقراءة" من مكتبة المدرسة والمكتبة المحلية القريبة.
كانت موظفة المكتبة، وعندما لم تكن قادرة على "معرفة" الكتاب من العنوان واسم المؤلف، تسألنا عن مضمون الكتاب وفكرته "ونحن لم نقرأه بعد!" حتى تتأكد من "سلامة" الكتب التي ستقع في أيدينا!
هل كانت تنفذ سياسة ما؟
وهل كان هذا جزء من عملها؟
أشك في ذلك.
إنها الثقافة الدينية المغلقة والمعادية لأي تصورات أخرى لا تنسجم مع تصوراتها التي تربت عليها والمبادئ الأخلاقية التي رافقت دراستها المضادة "للكتب المنحرفة"!
4.
هل توجد في الدول الإسلامية إلى جانب النازيين الصغار محارق للكتب؟
الإجابة القاطعة: نعم.
من له علاقة بالكتب والكُتَّاب ودور النشر لابد وأن تكون في حوزته الكثير من المعلومات عن مصير أطنان "المنشورات الممنوعة" كتباً ومجلات وإصدارات مختلفة تدخل البلدان العربية.
إن اعتبار إصدار ما "ممنوعاً" يعني مصادرته من هيئة الرقابة على المطبوعات. هذا حق منحته الدولة لنفسها وهي التي تدعي بأنها تحترم حقوق الملكية.
5.
محارق الكتب "المعادية!":
إنه المعيار الذي لا يخطأ لقيام الأنظمة الشمولية. وينبغي ألا تُفهم عبارة "محارق كتب" بصورة حرفية دائماً وفي أي مكان. فهناك أشكال أخرى لها وهي إذابة الكتب "المعادية!" بمحاليل كيميائية وتحويلها إلى عجينة تستخدم كمادة خام لصناعة الورق من جديد، وهناك من يرمي هذه الكتب إلى مقبرة النفايات. غير أن الهدف واحد لا غير:
"قتل" الفكر المخالف إذا لم تتوفر الإمكانية لقتل المخالف نفسه!
وقد تسنت لي الفرصة شخصياً لرؤية الكتب والمجلات الدورية في مخازن "هيئة المطبوعات" والمهيئة للتدمير في مراكز تدوير النفايات.
وعندما عبرت عن استغرابي أمام معارفي الذي كان يعمل هناك:
- هذه كميات هائلة من الكتب!
فأجابني مستغرباً من "استغرابي":
- أنت لم تر شيئاً، هذا حصاد الشهر فقط!
6.
إننا أنقذنا ما كان باستطاعتنا من الكتب الممنوعة عندما قرأناها.
وجاء دور تلاميذ المدارس الآن بإنقاذ ما يستطيعون من الكتب الممنوعة والمحرمة وذلك بقراءتها.
ابحثوا عن الكتب الممنوعة حتى لا تُغَيَّب في مملكة الطغيان!


الله: محنة المسلمين . . . [ملاحظات إضافية 3]

مفترق طرق

 1.
لكن هذه "المحنة" قد تحولت عن الكثير من المسلمين [والكثير هنا ملايين] إلى هوس مرضي يُطبق على حياتهم اليومية 24 ساعة.

2.
لقد تحول دينهم إلى "حياة". ولم يعد يجدون الفرق ما بين الطقوس الدينية والحياة نفسها - إنْ كان من الممكن أن نسمي "حياتـ"ـهم حياةً.
3.
فهل يجدون متعة في هذا الهوس؟
لا أعتقد.
إنهم مغلوبون على أمرهم . . وجدوا أنفسهم، رغماً عن أنوفهم، خاضعين لعقيدة لا تكتفي بالإيمان بالخرافات فقط وإنما تحويل الخرافات إلى طقوس يومية أيضاً.
هكذا وجدوا آباءهم وهم على طريقهم سائرون.
- إلى أين؟
- لا أحد يعرف!

الله: محنة المسلمين . . . [ملاحظات إضافية 2]

مفترق طرق:
1.بالإضافة إلى الوجهين السابقين ثمة وجه ثالث لا يقل أهمية:
المسلم عاجز أو "غير مستعد" للتمييز ما بين "إيمانه" بالخرافات والأساطير [من قبيل "الله" والأنبياء و"الوحي" وغيرها الكثير] و"مصداقية" ما يؤمن به.
2.
وكلما تدنت ثقافته وتعليمه كلما تدنت عملية التمييز وانحطت حتى يصل في لحظة ما إلى وضع تحتل فيه الأوهام محل الوقائع ويصبح نقد الآخرين للأوهام التي يؤمن بها وكأنها إهانة له. بل يتحول إيمانه التسليمي بالخرافات إلى كراهية للعلم والحقائق - بل وحتى الوقائع المرئية التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
3.
ومن الأمثلة النموذجية التي أصبحت واضحة حتى للأطفال هو أن العمليات العسكرية المغامرة والغبية للمنظمات الإسلامية الإرهابية مثل "حماس" في السابع من أكتوبر الماضي العام الماضي تقدم درساً للجميع كيف قامت بتقديم التبريرات السياسية لإسرائيل لتدمير غزة كاملة مثلما أدت إلى تدمير غزة وسكان غزة بالمعنى الحرفي للكلمة وأدت إلى وقوع آلاف الضحايا والجرحى والمفقودين مثلما أدت إلى خسائر مادية هائلة بالبنية التحتية والمنشآت والممتلكات الشخصية لا يمكن تعويضها إلا بعد جيل من الآن!
وكل هذا من أجل "إنتصار" مزيف تماماً.
4.
إنها ثقافة رواد المقاهي.
إنَّ مشكلة "رواد المقاهي"، وهم عادة ليس لديهم آراء تستند إلى معارف، بغض النظر عن مستواهم التأهيلي والتعليمي المنخفض [لكنهم يستطيعون بصورة ركيكة قراءة الصحف فأغلب "معارفهم" من الجوامع] هي كونهم ينطلقون من خطب إمام الجامع عديم المواهب الذي يشحن سامعيه بنوع من الإيمان المَرَضي السخيف بصحة معارفهم. لكن هذه الصحة لا تستند ولا حتى للحظة واحدة إلى معارف واقعية لا للذات ولا للعالم ولهذا فإنهم يكتفون بجمل مفككة من النادر أن يدركوا عدم صحتها أولاً، وعدم قدرتهم على فهم آراء المقابل - بل هم لا يحتاجون حتى قراءتها ثانياً:
فإذا كان صاحب الرأي ليس منهم فآراءه لابد وأن تكون "سيئة"، أما إذا كانوا يعتقدون بأن صحب الرأي معهم، فلابد أن تكون آراءه صحيحة.
وهذه "صبينة" لا تستحق الرد.
5.
فأغلب أفراد هذه الشرائح الإسلامية ينطبق عليها ما يسمى تأثير Dunning-Kruger:
يشير "تأثير Dunning-Kruger" باختصار إلى "تحيز معرفي" حيث يبالغ الأشخاص ذوو المعرفة أو الكفاءة المحدودة بشكل كبير في تقدير معرفتهم الشخصية أو كفاءتهم الذاتية في المجالات المختلفة بالنسبة للمعايير الموضوعية.
فوفقًا للباحثين وعالِمَي النفس اللذين سميت باسمهم David Dunning و Justin Kruger ، فإن هؤلاء الأشخاص ونظرًا لأنهم لا يدركون أوجه القصور المعرفي لديهم ، فإنهم يفترضون عمومًا بأنهم ليسوا ناقصين ، تمشيا مع ميل معظم الناس إلى "اختيار ما يعتقدون أنه الخيار الأكثر منطقية والأمثل.
وهذا ما دعى تشارلز داروين إلى القول:
"الجهل كثيرًا ما يولد الثقة بالنفس أكثر من المعرفة".
6.
وهذه هي المصيبة [لانها لم تعد مشكلة فقط].


الله: محنة المسلمين . . . [ملاحظات إضافية 1 ]

مفترق طرق

1.

ماذا تعني "المحنة" في حالة المسلم؟
للقضية ثلاثة وجوه:
الوجه الأول يكمن في إيمانه في شيء لم يؤد، ويبدو له جيداً بإنه لن يؤدي إلى شيء ملموس.
وهذه محنة بدلاً من أنْ تدفعه للتخلي، تؤدي به إلى الاستغراق بالإيمان إلى حدود تدفع به إلى اليأس. وهذا ما يسموه "لعب في عبه الشيطان".
والحق أن لا علاقة للشيطان بالموضوع. لا لأنَّ لا وجود له فقط بل ولأن الشكوك والحيرة نابعة من داخل المسلم بالذات.
2.
ولكي "يثبت" المسلم إيمانه فإن شكوكه تتحول إلى رد فعل ضد الآخرين - وسيكون طبيعة رد الفعل حسب طبيعة الشخص: من الكراهية إلى القتل!
3.
الوجه الآخر هو الشعورى بالتعاسة [أنظر: "ثلاثية: عندما يتحول الإيمان الديني إلى تعاسة"].
ويتميز عند المسلم الشاب بأبعاده النفسية المؤلمة.
فهو حائر ما بين شيئين: بين ما يراه ويدركه من عدم جدوى الإيمان من جهة، وتغلغل الشعور الديني المكتسب منذ الطفولة في عقله الذي غالباً ما يكون مشوباً بالخوف من خرافة "الله" من جهة أخرى.
4.
هنا تبدأ مرحلة القلق واليأس والحيرة. وليس ثمة مخرج منها غير مغادرة الإسلام.
لكن مغادرة الإسلام هو قرار واحد فقط من بين القرارات المصيرية ذات الطابع السيكولوجي أكثر مما هو أمر يتعلق بالحياة. فالحياة، كحياة، لا قيمة فيها للدين.
ولكن حالما يقرر المسلم مغادرة الدين فإن الحياة سوف تتغير تماماً.
5.
ليس اللادينية جنة تجري من تحتها الإنهار وإنما هي حياة طبيعية تماماً - ولن أبالغ القول إن قلت بأن المسلم السابق سوف يشعر لأول مرة بالحرية في عالم طبيعي.
فقد ولد مع الدين وفي الدين ومن ثم عاش في الدين. وحتى يعرف حقيقة الحياة الطبيعية كما هي فإن عليه الخروج من هذا الدين - وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بدين شمولي سلطوي مثل الإسلام.
وهذه هديتي للمسلم الذي لم يودع عقله:




إنَّا أمَّة أميَّة [إن صمت أمتي رحمة]

إن صمت أمتي لرحمة!


1.
أخرج البخاري ومسلم [عليهما أفضل الصلاة والسلام] عن فلان، عن فلتان، عن علَّان، أنَّ نبيهم قال:
 -  إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا. يعني مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين!
2.
وقد حار المفسرون والمحدثون وفقهاء الأمه، كما احتاروا دائماً، في معنى هذا "الكلام" النبوي.
قال ابن الملقن: أي: لم نكلف في تعريف مواقيت صومنا ولا عبادتنا ما نحتاج فيه إلى معرفة حساب ولا كتاب، إنما ربطت عبادتنا بأعلام واضحة وأمور ظاهرة، يستوي في معرفة ذلك الحُسَّاب وغيرهم .
وقال ابن تيمية: كما في الصحيح عن ابن عمر ـ رضي الله تعالى عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب الشهر هكذا وهكذا ـ فلم يقل إنا لا نقرأ كتابا ولا نحفظ، بل قال: لا نكتب ولا نحسب ـ فديننا لا يحتاج أن يكتب ويحسب كما عليه أهل الكتاب من أنهم يعلمون مواقيت صومهم وفطرهم بكتاب وحساب، ودينهم معلق بالكتب لو عدمت لم يعرفوا دينهم] عن إسلام ويب.
وقال آخرون الكثير الكثير لكن "زبدة الكلام" لا قيمة لها أكثر من قيمة الأثير!
3.
آخذين بنظر الاعتبار هذا الكلام "الكثير الكثير" فإنَّه ليس أمام العاقل غير هذا السؤال الخطابي:
أليس هذا الكلام جديراً بِقْردٍ تَعَلَّم لتوه قدرة التفكير والكلام؟!
4.
"ربما" قد رَوى أبو هريرة [كما اختلق كل ما قاله] عن محمد [ويا ليته قد روى]، إنه قال: 
- إن صمت أمتي رحمة!
5.
لكنه لسوء الحظ لم يقل!

من كتاب البشر [1]: نهاية مسلم رفض التوكل على عقله!

صورة أسد
[الأسد: لا تحملوني تبعات إيمانكم – اسألوا صاحبكم! واتركوني وشأني]

ما يشبه المقدمة:
قرأت في كتاب ممزق الغلاف يحكي عن البشر – الحق أنه يحكي عن حماقات البشر، حكايات غريبة تروي كيف أن الإنسان لا يتعظ بأحداث الزمان. فيرتكب الأخطاء تلو الأخطاء وكأنَّ الإيمانَ بأنه يمتلك حرز الأمان سيخلصه من مخاطر الأُسُود وآفات الزمان.
والمأساة عادة تبدأ من خطأ لا يدركه "البطل". والخطأ هذا نتيجة انعدام المعرفة. وحالما يدرك البطل – أو يتعرف على هذا الخطأ فإننا ندخل في رحاب المأساة ونهاية البطل.
إذن، اللامعرفة هي مصدر كوارث الإنسان!

حكاية الأرانب والأسد والإنسان
1.
كان الشهر رمضان – من أشهر الحرم في ذلك الزمان: لا يقتل فيه الأنسانُ الإنسان ولا الحيوان [هكذا يدعي الكثير من المسلمين]، قام صديقان برحلة لصيد الأران[*] في غابة تقع على حافة بركان.
وبعد أنْ صَادا ما صَادا وعَادَا وكأنهما فخوران بقتل الثعالب والأران وبينما كانا يسيران قرب منعطف على قاب قوسين أو أدنى من حدود الأمان وفي لحظة ما تبادر إليهما بأنهما قد سمعا زئير أسد جوعان [كلمة جوعان زائدة لغرض الفاصلة!].
فقال أحدهما للآخر:
- "يا رحمن يا رحيم أنتَ الكفيل العليم"، هل سمعتَ ما سمعتُ أنا؟
- إنه زئير أسدٍ لا ريبَ في ذلك!
- هل تجزم في الأمر؟
- هذا ما أظن؟
- ألا تعرف بأنَّ بعض الظنَ إثم؟ علينا أن نتأكد من ذلك؟ فالعزيز الكريم يقول: "وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ"!
- وأنا أعرف أن في البعض الآخر الأمان. فالتهلكة سوف تحلُّ بنا إذا واصَلْنا الكلام وسَيُلقي الجميع علينا السلام! لقد اقتربنا من مفترق الطرق المؤدي إلى القرية وما علينا إلَّا أنْ نطلق سيقاننا للريح!
- لا تفقدْ الأملَ في رحمة الله يا رجل! توكل على الله ففي التوكل أمان!
- لكننا لا نعرف من أين يأتي الصوت؟ لنأخذ أقصر الطرق وأفضل الاحتمالات وأقرب القرارات إلى العقل!
- الحل هو الاستخارة بالقرآن!
- أنت استخر بالقرآن، أما أنا فاخترت أقصر الطرق إلى الأمان!
2.
وانطلق في الطريق القصير المؤدي إلى القرية حتى غاب عن الأنظار عند المنعطف. أما الصديق الآخر فقد تسمر في مكانه وهو يستخير بالقرآن:
- "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ فأَرني من كتابك ما هو مكتومٌ من سرِّك المكْنُونِ في غيبكَ ... اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ فأَرني من كتابك ما هو مكتومٌ من سرِّك المكْنُونِ في غيبكَ ... اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ فأَرني من كتابك ما هو مكتومٌ من . . . . .".
وقبل أن يكمل المرة الثالثة (وهي عادة المرة الحاسمة في علم الاستخارة – ولكل شيء علم في الإسلام) ظهر الأسد من خلفه وهو يحدق به مستغرباً من حماقات الإنسان – لا أعرفُ إنْ كان الأسدُ يعرف أن الرجلَ مسلمٌ، ولكن حين يتعلق الأمرُ بالجوع فلا فرق ما بين الأديان!
فأخذ صاحبنا يرتجف وهو يردد:
-"اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ وتوكّلتُ عليكَ فأَرني من كتابك ما هو مكتومٌ من سرِّك المكْنُونِ في غيبكَ"!
ولكن ثمة مشكلة "تقنية" بسيطة هي أن اللهَ، وكالعادة، لم يكشف في "كتابه" ولا في أي مكان ما هو مكتوم من أسراره المكنونة كما أنه كان مقتضباً اقتضاباً شديداً من غير أية تفاصيل وهذا يعني أنَّ صاحبنا اشترى كتاباً من غير أهم شيء: Help!
[هذه واحدة من أهم مشكلات الكتب "المقدسة" – ليس ثمة ملحق خاص بطريقة الاستخدام!]
3.
وبعد نصف ساعة أو أكثر بقليل عاد الصديق الأول ومعه بضعة رجال من أهل القرية ممسكين بالعصي والخناجر والسيوف الصدأة. لكنهم للأسف قد تأخروا "بعض الشيء". فلم يجدوا من الرجل غير بقاياه على أرض الغابة ورائحة البخور والموت.
فرتل الجميع بصوت واحد سورة الفاتحة وختموها بـــ :
- "رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته"!
- آمين ....
ثم ذهب كل واحد منهم للقيام بصلاة الصبح وكأنَّ شيئاً لم يحدث!

ملاحظة:
كانت الصفحة الأخير من القصة ممزقة. وعلى عادة هذا النوع من الكتب ثمة عبرة ما تنتهي بها كل حكاية. غير أن العبرة سقطت مع الورقة الساقطة. ولهذا سأكون راضياً كل الرضى إن استلمت مقترحاً بصدد عبرة هذه الحكاية.

[*] الأران لغة في الأرانب.

القضاء الإسلامي مناقض لفلسفة القانون العادل

القضاء الإسلامي مناقض لفلسفة القانون العادل
1.
من بين المبادئ الأساسية الشهيرة في القوانين الدولية منذ اليونان – وقد تم بلورتها في القانون الروماني – وقبلت بها جميع المجتمعات (ومن ضمنها الإسلامية رغم أطنان الخروقات) هي: 
- الدليل على من ادعى؛
- لا مجرم من غير جريمة؛
أما مفهوم الجريمة فإنه لا يمكن أن يعني تصوراً ذاتياً واعتباطياً للمشرِّع. فالتفكير مثلاً ليس جريمة ولا يمكن أن يكون جريمة. ولهذا فإن التفكير بصوت عال هو الآخر حق وليس جريمة[أمام المحاكم النزيهة]؛
- المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محكمة نزيهة؛
- ليس الاعتراف بالجريمة دليل على ارتكاب الجريمة من غير دليل يثبت مصداقية هذا الاعتراف أو أن هذا الاعتراف قد تم الحصول عليه عن طريق الإجبار [في المحاكم النزيهة]؛
- لا يمكن الحكم على مرتكب جريمة مرتين على ذات الجريمة [أمام المحاكم النزيهة]؛
- للمتهم حق الدفاع عن نفسه بنفسه أو عن طريق محام [أمام المحاكم النزيهة]؛
- المحاكم النزيهة ترفض خضوع المتهمين لعمليات تعذيب جسدية أو نفسية. فالتعذيب مهما كانت أشكاله ووسائله جريمة وعلى المحكمة أن تعاقب مرتكب الجريمة ومهما كان.
2.
هل المحاكم الإسلامية نزيهة؟
غير أنَّ ثمة مبدأ غائب لا يقلُّ أهمية وخطورة عن المبادئ المشار إليها في النقطة السابقة – بل هو الأساسٌ والقاعدة التي تستند إليها مبادئ العدل والإنصاف: 
- بطلان الأحكام القضائية جملة وتفصيلاً إذا كانت مصلحة القاضي تتطابق مع مصلحة المدعي [وخصوصاً عندما يكون المدعي هو الدولة]!
إذ لا يمكن في هذه الحالة أن يقوم [القاضي] بمقاضاة [المدعي عليه] أو البت في قضية هو طرف فيها.
وهذا هو ما يحدث في "القضاء" الإسلامي: 
فالقاضي الإسلامي استناداً إلى أحكام الشريعة متحيز وله مصلحة تتطابق مع مصلحة الدولة الإسلامية -وإلا فهو خارج الإسلام!
3.
تتكون كل قضية من ثلاثة أطراف: 
[القاضي] و[المدعي] و[المدعي عليه].
أما ممثل الادعاء العام في المحاكم الحديثة فهو عادة ممثل للدفاع عن مصالح المجتمع (الدولة) في حالة القضايا العامة [القضايا التي يكون فيها المجتمع/الدولة طرفاً والتي تتضمن جرائم يتم فيها خرق قانون العقوبات الساري] ولهذا فهو يلعب دور "المدعي" الممثل للدولة.
وإنَّ عدالة الأحكام التي يصدرها القاضي تستند إلى قاعدتين هامتين:
القاعدة الأولى: 
الاستناد إلى مبادئ قانونية ثابتة قامت بتشريعها هيئة تشريعية مستقلة لا تعبر عن مصالح القاضي [ولا المدعي العام] ومهمة القاضي هو التطبيق العقلاني وبضمير مستقل لبنود وفقرات هذه المبادئ.
والقاعدة الثانية: 
هي استقلالية المحكمة فيما يتعلق بقضية الخلاف سواء ما بين مدع ومدع عليه أو ما بين ممثل الادعاء العام ومدع عليه – بل وحتى ما بين الفرد والدولة.
بل أنَّ في المجتمعات الديموقراطية حقاً [وليس جمهورية صوماليا الديموقراطية] توجد محاكم إدارية تنظر في القضايا المتعلقة بالخلافات ما بين المواطن والدولة – وحتى لو كانت ضد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وأي شخص آخر في الدولة.
4.
ومثل هذه المبادئ لا يمكن توفرها في حالة التشريعات التي تستند إلى الدين "الشريعة".
فالشريعة منظومة من الأحكام الدينية/ اللاهوتية [الاعتباطية]حتى لو تعلق الأمر بقضايا مدنية. إنها تنطلق من "كتاب محمد" و"أحاديثه" وتستند إلى المواضعات القانونية المتضمنة في العقيدة الإسلامية التي تم فبركتها من قبل فيما يسمى "الفقهاء".
والقاضي في هذه الحالة سيكون طرفاً.
5.
ولكي تتضح الصورة بصورة أكثر:
القاضي في إطار المحاكم التي تستند إلى القوانين المدنية لا يمثل هذه القوانين ولا يشكل طرفاً فيها ولا تعبر عن رأيه – بل يمكن أن تكون حتى مخالفة لآرائه القانونية والدينية. فهي صادرة من السلطة الأولى: البرلمان - السلطة التشريعية الوحيدة في البلاد.
والقاضي في هذه الحالة يقوم بتطبيق مقتضيات هذه القوانين سواء قبل بها أم لم يقبل.
وهذا هو مبدأ استقلال السلطات الذي لا يمكن توفرها "موضوعياً" في المحاكم التي تستند إلى "الشريعة" – أي القوانين والمواضعات والقواعد الدينية.
6.
ولنخضع هذا النوع من المحاكم والقضاة لمقتضيات العدل والأنصاف: 


ما هو قرار هذه المحكمة لرفض الزوجة أن تمارس الجنس مع زوجها؟
وما هو قرارها لمطالب الزوجة بالطلاق من زوجها؟
وما هو قرار هذا القاضي المتعلق بالتهمة الموجهة ضد مواطن  قرر ألا يؤمن بالعقيدة الإسلامية؟
وما هو قرار هذا القاضي المتعلق بالتهمة الموجهة ضد مواطن  قرر أن يترك الإسلام؟
وما هو قرار هذا القاضي في القضايا المتعلقة بالميراث: 
هل سيحكم كما تتطلب العدالة والأنصاف أم سيحكم استناداً إلى ترهات "آيات" المواريث من "سورة" النساء؟
وما هو قرار القاضي بتجاوزات السلطات الدينية على الأفراد؟
وما هو موقف القاضي من التفسيرات الفقهية المتضادة للمذاهب الفقهية المتضادة؟
وغيرها الكثير جداً من الأسئلة والشكوك في مصداقية عدالة المحاكم الإسلامية.
7.
سيقول المسلم السلفي العلني والمستتر [والملحد المزيف]: بأنَّ القاضي سوف يقرر استناداً إلى أحكام القانون – متناسياً أنَّ هذا "القانون" هو  "الشريعة"!!!
ومن الممكن أن يضيف: "وهذا ما يضمن استقلالية قرارات القاضي"!!!
وهذا هو عين السخف:
أولاً، لأن "القانون" لا يمكن أن يكون تعبيراً عن الأيدولوجيا الدينية؛
ثانياً، منظومات القواعد الدينية منافية للقانون الدولي والمعاهدات الدولية؛
ثالثاً، ولأنَّ القاضي في هذه الحالة سوف يحكم استناداً إلى كون "المتهم" "مكلفاً" دينياً رغماً عن أنفه [أنف المتهم والقاضي على حد سواء]. 
ولهذا فإن هذا "المتهم" يتحمل تبعات إيمان القاضي بالدين رغماً عن أنفه – آمن أم لم يؤمن!
ولكن ماذا لو رفض "المتهم" فكرة "التكليف" والإيمان بالدين الإسلامي فهل سوف يحق للقاضي أن يخضعه لمواضعات العقيدة الإسلامية؟!

بل هل سيعترف القاضي بحق المواطن أن يفكر بحرية؟
كاريكاتير: لا حياة للإنسان بدون الإسلام!


وهل سيضمن حريته بالتعبير عن رأيه؟
إنَّ تاريخ الوقائع منذ العشرينات من القرن الماضي لا تقول غير شيء واحد:
تحيز "القاضي!" المسلم ضد المواطن وضد حقه بالعدالة والإنصاف. وإذا صدر "حكماً" مخففاً أو نوعاً من التبرئة من قبل هذا القاضي أو ذاك في مثل هذه القضايا فإن الشرط الوحيد كان وسيكون هو تدخل الدولة لدرء الفضيحة الدولية!
8.
إنَّ من يعتقد بأنَّ "الإسلام" يصلح لكي يكون ديناً للدولة وإن تكون منظومات القوانين الحاكمة في البلاد تعبيراً عن هذا الدين فإنه عليه التصريح بأنَّه يؤمن بأنَّ "كتاب محمد" صالح لكل زمان ومكان؛ وإنَّ مصادر التشريع القانوني يجب أن تستند إلى سخافات أبي هريرة وابن عباس و"الصحابة" ومن لمَّ لمَّهم!
بل وعليه التصريح بأنْ يكون شعار الدولة القادمة:
"فإما يأتينكم مني هُدى فمن اتبع هُداي فلا يضلُّ ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإنَّ له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى"!!!
آمين!


التفكير والوعي وظيفتان من وظائف الدماغ

خرافة: أرواح الموتى تغادر أجساد الموتى وتسافر في الفضاء!



















[أرواح الموتى تسافر في الفضاء!]

1.
المعارف - جميع أنواع المعارف المتعلقة بالإنسان والكون، ذات طابع تاريخي دائماً وأبداً [ومناقشة هذا الموضوع لا يعني غير أنَّ المُنَاقِش غارق في الإيمان التسليمي الغيبي إلى ما فوق شعر رأسه - أي لا أمل فيه]
ملاحظة هامة: 
ولكن هذا لا يعني أنَّ جميع المعارف خاضعة للتغير في كل زمان ومكان. فهناك الكثير من المعارف العلمية لها خاصية الثبات والإستمرار دائماً.
2.
فالمعارف المتعلقة بمكان وعدد كبير من وظائف العقل هي معارف راسخة. ولن يظهر غداً، وبعد أن رأينا (بالعين) كيف يعمل الدماغ بصورة مزامنة وفي نفس اللحظة، بإنه في مكان آخر خارح القحف في الرأس - وأسوء ما يمكن التفكير فيه أن يكون في القلب على الطريقة الإسلامية كما أشرنا في الحلقات السابقة.
فوظيفة القلب باعتباره مضخة للدم تبرهن عليها حقيقة إمكانية إزالته نهائياً ووضع جهاز بدلاً عنه ويظل المريض على قيد الحياة يفكر كما كان يفكر ويشعر كما كان يشعر.
ولكن وليس ثمة شك بأنه قد تظهر معارف جديدة تتعلق بوظائف الدماغ الحالية أو التوصل إلى معرفة وظائف أخرى.
3.
ولأنَّ المعارف تاريخية أولاً، ولأنَّ كتاب محمد يعكس طبيعة معارف مؤلف (أو مؤلفي) النصوص الموجودة فيه [علينا أن ننسى مرة وإلى الأبد وجود الله وأن له كلاماً!] فإنه من الطبيعى والبساطة أن تكون جميع المعارف الموجودة في هذا الكتاب هي معارف محمد والآخرين الذين ساهموا في صياغتة.
وقد ظهرت لنا أن 99% من المعلومات المتعلقة بالإنسان والطبيعة في هذا الكتاب هي معلومات خاطئة جملة وتفصيلاً. أما المعلومات الفقيرة المتواجدة في هذا "الكشكول" فيعرفها الجميع في ذلك العصر - بل ويعرفها الكثير من الشعةب الأخرى بأكثر عمق ودقة.
4.
ومع ذلك علينا أن نسامح مؤلفي هذا الكتاب على معارفهم المتخلفة.
لكن أن المشكلة [وهي من نوع المصائب] هي أن أنصار هذا الكتِاَب المعاصرين والذين يعيشون في عصر المعارف الثورية عن الإنسان والكون لا يزالون يصرون على معارف أعراب من صحراء القرن السابع ويرفضون رؤية الحقائق التي [تقلع العيون من محاجرها]!
هذا هو الجهل الحقيقي الشامل المستشري في أوصال النسبة الغالبة من المسلمين.
وهو جهل لا حاجة لهم به، بل يجعلهم مضحكة أمام الناس.
5.
هم الذين جلبوا تهمة الجهل إلى كتابهم [أو كشكولهم] عندما جعلوا منه كتاباً جامعاً في مجال الطب والفلك والفيزياء والكيمياء والجغرافيا والنحو وكل ما لذ وطاب!
وهم الذين جلبوا على أنفسهم الشرور والكوارث.
وهم الذين جلبوا على أنفسهم وعلى كتاب محمد "الشبهات!".
وهم أخيراً وليس آخراً الذين ورطوا ولا يزالون يورطون أنفسهم بمظاهر الجهل والتخلف.
فهل كان من الممكن أن يتجنبوا كل هذه المصائب؟
- لا!
6.
والسبب دائماً بسيط:
لأنهم بنطلقون من ذات المعارف المتخلفة في كتاب محمد ولهذا سوف ينظرون إلى الإنسان والكون بصورة متخلفة.
وكما يقولون هم أنفسهم: ليس بالإمكان أحسن مما كان [رغم أنهم لو فتحوا عيونهم على العالم لاكتشفوا أن بالإمكان أحسن مما كان]
لقد أثبت العلم - مثلما أثبت التجارب الطبية والعمليات الجراجية والتشريح الطبي الشامل للدماغ والقلب، بأنَّ القلب لا يشكل غير مضخة يمكن الاستغناء عنها بقلب خنزير طيب وإنَّ الدماغ - والدماغ فقط هو المسؤول عن وظيفة الوعي والتفكير والتصورات - بل وحتى الإيمان.
كما أثبت علم النفس وعلم السلوك بأنَّ الأشخاص الذين خضعوا لعملية زرع قلب من شخص آخر لا تتغير تصوراتهم وانطباعاتهم ومشاعرهم ومعارفهم  وتفكيرهم إلأ بقدر ما يمكن أن يتغير أي شخص آخر قد مرة بوضع صحي صعب وخطير. ولا يبقى من الشخص المانح [الذي توفي] أيَّ أثر معنوي أو فكري أو عقلي.
وقد تم تصوير كل ما يمكن أن يجري داخل القلب  بأدق الكاميرات وأصيح من الممكن رؤينه والتأكد من مكوناته.
7.
وكما حدث مع القلب فقد تم دراسة الدماغ ووظائف الأجزاء المختلفة منه وتمت البرهنة التجريبية على أن أي عطل أو قصور في عمل جزء معين من الدماغ يؤثر هلى وظائفه المتميزة.
إلا أن جسد الإنسان ورغم عطل وقصور وظائف الدماغ فإنه يبقى حياً من الناحية السريرية. ولكن عطل أو قصور عمل وظائف القلب يؤدي إلى نهاية حياة الإنسان الحتمية. وهذا ما شاهده وتأكد منه كل طبيب مسلم تخرَّج من جامعة طبية مُعْتَرَفٌ بها.
8.
ليس ثمة "روح" ولا "نَفْس". فهذه خزعبلات دينية. 
وإذا ما أردنا قبولها من الناحية الدلالية فإنها لا تعني غير مجاز عن وظيفة الدماغ: العقل والوعي. 
فموت الدماغ يعني موت الوعي [أي "الروح" أو "النفس" بل وموت الشخص من الناحية القانونية] نهائياً ولا يبقى أي شيء غير جثة الإنسان. 
التفكير والوعي وظيفتان من وظائف الدماغ

[جلسات تحضير الأرواح من خرافات القرون الوسطى]

أما "الروح" التي "تفارق" الجسد عند موت الإنسان فهي ليست شيئاً آخر غير خرافة لاهوتية يشكل "وجودها" ضرورة لـ"وجود" خرافة "الله".
9.
فهل هذا يكفي لكي يدرك المسلم بأن "القلب هو مركز التفكير" ليس أكثر أو أقل من خرافة عجائز؟
- أشك في ذلك!








أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر