منع

الله: محنة المسلمين . . . [ملاحظات إضافية 2]

مفترق طرق:
1.بالإضافة إلى الوجهين السابقين ثمة وجه ثالث لا يقل أهمية:
المسلم عاجز أو "غير مستعد" للتمييز ما بين "إيمانه" بالخرافات والأساطير [من قبيل "الله" والأنبياء و"الوحي" وغيرها الكثير] و"مصداقية" ما يؤمن به.
2.
وكلما تدنت ثقافته وتعليمه كلما تدنت عملية التمييز وانحطت حتى يصل في لحظة ما إلى وضع تحتل فيه الأوهام محل الوقائع ويصبح نقد الآخرين للأوهام التي يؤمن بها وكأنها إهانة له. بل يتحول إيمانه التسليمي بالخرافات إلى كراهية للعلم والحقائق - بل وحتى الوقائع المرئية التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
3.
ومن الأمثلة النموذجية التي أصبحت واضحة حتى للأطفال هو أن العمليات العسكرية المغامرة والغبية للمنظمات الإسلامية الإرهابية مثل "حماس" في السابع من أكتوبر الماضي العام الماضي تقدم درساً للجميع كيف قامت بتقديم التبريرات السياسية لإسرائيل لتدمير غزة كاملة مثلما أدت إلى تدمير غزة وسكان غزة بالمعنى الحرفي للكلمة وأدت إلى وقوع آلاف الضحايا والجرحى والمفقودين مثلما أدت إلى خسائر مادية هائلة بالبنية التحتية والمنشآت والممتلكات الشخصية لا يمكن تعويضها إلا بعد جيل من الآن!
وكل هذا من أجل "إنتصار" مزيف تماماً.
4.
إنها ثقافة رواد المقاهي.
إنَّ مشكلة "رواد المقاهي"، وهم عادة ليس لديهم آراء تستند إلى معارف، بغض النظر عن مستواهم التأهيلي والتعليمي المنخفض [لكنهم يستطيعون بصورة ركيكة قراءة الصحف فأغلب "معارفهم" من الجوامع] هي كونهم ينطلقون من خطب إمام الجامع عديم المواهب الذي يشحن سامعيه بنوع من الإيمان المَرَضي السخيف بصحة معارفهم. لكن هذه الصحة لا تستند ولا حتى للحظة واحدة إلى معارف واقعية لا للذات ولا للعالم ولهذا فإنهم يكتفون بجمل مفككة من النادر أن يدركوا عدم صحتها أولاً، وعدم قدرتهم على فهم آراء المقابل - بل هم لا يحتاجون حتى قراءتها ثانياً:
فإذا كان صاحب الرأي ليس منهم فآراءه لابد وأن تكون "سيئة"، أما إذا كانوا يعتقدون بأن صحب الرأي معهم، فلابد أن تكون آراءه صحيحة.
وهذه "صبينة" لا تستحق الرد.
5.
فأغلب أفراد هذه الشرائح الإسلامية ينطبق عليها ما يسمى تأثير Dunning-Kruger:
يشير "تأثير Dunning-Kruger" باختصار إلى "تحيز معرفي" حيث يبالغ الأشخاص ذوو المعرفة أو الكفاءة المحدودة بشكل كبير في تقدير معرفتهم الشخصية أو كفاءتهم الذاتية في المجالات المختلفة بالنسبة للمعايير الموضوعية.
فوفقًا للباحثين وعالِمَي النفس اللذين سميت باسمهم David Dunning و Justin Kruger ، فإن هؤلاء الأشخاص ونظرًا لأنهم لا يدركون أوجه القصور المعرفي لديهم ، فإنهم يفترضون عمومًا بأنهم ليسوا ناقصين ، تمشيا مع ميل معظم الناس إلى "اختيار ما يعتقدون أنه الخيار الأكثر منطقية والأمثل.
وهذا ما دعى تشارلز داروين إلى القول:
"الجهل كثيرًا ما يولد الثقة بالنفس أكثر من المعرفة".
6.
وهذه هي المصيبة [لانها لم تعد مشكلة فقط].


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر