منع

عندما يكون طرح الأسئلة بديلاً عن غياب المعرفة

شاب يبحث عن الأسئلة الملائمة - كاريكاتير

[المسكين نفدت أسئلته الرخيصة]

1.

يمتهن مسلمو المنتديات "تجارة" كاسدة [الحق أن التجارة الكاسدة ليست تجارة] وهي طرح الاسئلة على الملحدين.
وليس الهدف من وراء هذه "الاسئلة المسكتة!" هو البحث عن أجوبة - وأقل ما يكون البحث عن الحقيقة بل "افتراض" أجوبة مسبقة فرحين بها أشد الفرح ثم "ينخرطون" في شتم واتهام الملحدين بغياب معرفة "حقائق الإسلام العميقة"!
2.
إنَّ ثقافة "تكرار" و"اجترار" و"انتحال" الأسئلة لهو دليل على غياب الأجوبة المتعلقة بالعقيدة الإسلامية. فالدفاع اللاهوتي الساذج والمبتذل والركيك لغوياً هو نعمة كبرى لنا لكنها نعمة تجلب الوبال على المسلمين أنفسهم.
إن "تسأل" يعني أنك "تريد أن تعرف" لا أن تشتم!
إن "تسأل" يعني أنك تنطلق من "معرفة" واقعية وإلا فإن الأسئلة تتحول إلى نكات وطرائف كما هو الحال مع أسئلة مسلمي المنتديات.
وأن تسأل يعني أيضاً ألا تعيد وتكرر الأسئلة التي سبق وأن تم الإجابة عليها والسخرية منها.
3.
إن العجز والفقر يكمن حتى في صياغة السؤال – بل لا أحد منهم قد صاغ بنفسه السؤال. فهم يعثرون عليه كما يعثرون على أحجار الطريق مرمية على ضفاف مستنقع المنتديات الإسلامية.
4.
إن على المسلم أنْ يطرح معارف حقيقية جديدة وأصيلة (لا علاقة لها بالنجاسة والحيض والوضوء والتكفير وسخافة الله وتهديد الآخرين بالقتل أو بخرافة جهنم والتواتر والإيمان المغلق والإعجاز الذي لا وجود له إلا في رؤوسهم والنبوة التي لا يؤمن بها أحد غيرهم) من غير إغراق الموضوع بـ"قال الله!" و"قال محمد" وقال جعفر الصادق. فهذا ما لا قيمة له عند القارئ الملحد.
عبروا عن آرائكم لا عن آراء الموتى!
فإذا كنتم ذوات (كما يدعي شيخ المنافقين الداعشي) فعبروا عن ذواتكم.
5.
كما أن على المسلم أنْ يمتحن نفسه أولاً وقبل كل شيء ويجيب على الأسئلة الهامة والمصيرية التي تتعلق بوجوده المتخلف والأوهام التي تتحكم بهذا الوجود والتعاسة الثقافية والروحية التي يغرق فيها إلى الأذنين اقبل أنْ يسعى إلى امتحان الآخرين.
عليه أن يجيب على الأسئلة المتعلقة بأسباب شكوكه نفسه وغياب الإيمان الذي يعاني منه ويتغلغل في أعماقه ويسعى إلى تغطيته والهروب منه عن طريق شتم الآخرين وتكفيرهم!
عليه أن يجيب على سبب هذا الزعيق والترديد العصابي وهو يردد من الصباح حتى المساء اسم خرافة "الله" ويجاهد بالكلمة والسلاح إلى فرض هذا الإيمان على الآخرين.
6.
وإنْ أراد أن يسأل فإن عليه طرح الأسئلة التي تستحق التفكير والإجابة من قبله هو نفسه أولاً، ومن ثم من قبل الآخرين، لا أن يسعى إلى التستر على عجزه الثقافي والمعرفي عن طريق طرح أسئلة سخيفة لا هدف من ورائها غير التضليل والظهور بمظهر "المُفَكِّر".
إنَّ الأسئلة هي امتداد للمعرفة. وحين تكون فاقدة لأية قاعدة معرفية أو تفكير نقدي من جهة، ولا تسعى إلى الشك في هذه المعرفة من جهة أخرى، فإنها عملياً محاولة ساذجة للتغطية على الجهل وثقافة الخضوع والعبودية - بل تتحول إلى تقنية هروب من الشك ورفضاً للوقائع.
7.
نحن قد امتحنا أنفسنا. والمحنة كانت هي عقائدكم الدينية الخرافية وقد اجتزنا الامتحان بنجاح.
آن الأوان لكي تمتحنوا أنفسكم بأنفسكم حتى تعبروا إلى الصفوف المتقدمة من الوجود البشري.
التطور قانون الحياة!

للموضوع بقية:
ملحق أسئلة صريحة عن أزمة الوجود الإسلامي المستترة:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر