منع

محاولة اغتيال معلنة مسبقاً!

سلمان رشدي عند إصدار رواياته "آيات شيطانية" عام 1988
[سلمان رشدي عند إصدار رواياته "آيات شيطانية" عام 1988]

الخبر:
قام يوم أمس [أحدُ] الممسوسين المسلمين العرب المقيمين في نيويورك بتوجيه طعنات إلى الكاتب البريطاني المعروف سلمان رشدي بعد لحظات من صعوده على خشبة المسرح في مؤسسة Chautauqua في نيويورك لإلقاء محاضرة عن "حرية التعبير الفني"!
وقد تم نقل سلمان رشدي بطائرة هليكوبتر إلى المستشفى.
فمن هو الذي قام بمحاولة الاغتيال؟
وما هي دوافع الاغتيال؟
ومن هو الذي كان ضحية محاولة الاغتيال؟
هذه أسئلة تحمل طبيعة صحفية تقليدية محضة لا قيمة لها لغير الأغراض الصحفية وسوف يطويها النسيان حالما يأتي خبر جديد عن حدث جديد يحتل اهتمام الصحافة والقراء البعيدين عن الجحيم فيحل محل الحدث السابق وهكذا..
غير أن كل هذا لا يعني بالنسبة لي الشيء الكثير ...
1.
من الذي قام بمحاولة الاغتيال؟
من يعتقد (أياً كان وأينما يكون) بأن من قام بمحاولة الاغتيال هو المسلم العربي المقيم في نيويورك فإنه قراءته للخبر هي أسوء ما تكون القراءة وأنَّ الخلاصة التي وصل إليها هي من أسوء الخلاصات!
ومن يسعى إلى البحث عن دوافع محاولة الاغتيال وهوية الجهة التي تقف خلف محاولة الاغتيال على الطريقة الصحفية فإن سعيه لا يحصد غير سراب الربع الخالي!
2.
فالدافع إلى محاولة الاغتيال هو العقيدة الإسلامية كما هي من غير مكياج:
عقيدة الثقافة الشمولية التي لا تعترف بوجود الآخرين وبحقهم في الرأي والنقد والتصورات الشخصية عن التاريخ والعالم؛
عقيدة دينية تنمو وتتوسع خارج الواقع التاريخي للبشر. إنها [عقيدة "خير القرون!"] التي تعود بالناس الى الوراء 14 قرناً وتلقي بهم في أتون جحيم التخلف الديني؛
إنها ثقافة التوحش الكامنة عميقاً في العقيدة الإسلامية نفسها – وهذا ليس رأي نقاد الإسلام فقط بل والمسلمين الذين لم يفقدوا القدرة على رؤية جذور التوحش [أنظر: لِمَ اختار الوحشُ الوجهَ الإسلاميَّ بالذّات لا وجهاً آخر ؟]
ومن يعتقد من المسلمين بأنَّ ثمة جهة تقع خارجهم تقف وراء محاولة الاغتيال فإنهم ما رأوا شيئاً وما فقهوا!
لينظروا إلى أنفسهم في المرآة:
هل يرون الوحش؟
إذن هم الجهة التي تمول الاغتيالات والجهة التي تقف وراءها وتشجع القيام بها.
هم الجهة المسؤولة عن التوحش الذي استيقظ في القرن الحادي والعشرين بصمته ولا اكتراثهم بما يحدث في بلدانهم؛
هم "الحاضنة" لكل هذه الجرائم مهما ادعوا بتحضرهم وبتميزهم عن الآخرين؛
إن مهندسي ثقافة التوحش يستندون إلى دعمهم المالي والأدبي وإلى صمتهم المديد....
3.
ومن هو ضحية محاولة الاغتيال؟
من يعتقد أنه سلمان رشدي فقد أساء قراءة الخبر ولم يقرأ غير المستوى السطحي منه.
إنَّ "موضوع الاغتيال" هو جميع المخالفين لسلطة اللاهوت الإسلامي من جميع الطوائف والرافضين لعقيدة التوحش لجميع الطوائف؛
إنَّ "الضحية" التي كانت ولا تزال وسوف تبقى ما بقيت سلطة الدين قائمة في أحضان الدولة هم جميع المختلفين و"الآخرين" الذي يرفضون الخضوع لمعايير دين قرر أصحابه أن يكون هو الدين المطلق الذي لا يحل محله دين آخر أو أي نوع من العقائد الممكنة.
إنه "دين الدولة" كما تقول الدساتير الإسلامية/ العربية المهلهلة والمساس بـ"بمقدسات" هذا الدين هو المساس بأسس الدولة!
4.
إنها محاولة اغتيال معلنة مسبقاً وموجهة ضد جميع المخالفين.
هذه هي الحقيقة الفاجعة شئنا أم أبينا!

꣙ ꣙ ꣘
ملاحظة قد تكون مهمة!
لقد قرأت رواية " آيات شيطانية" لسلمان رشدي حين إصدارها ولم تعجبني واقل ما يقال عنها بأنها مملة.
فهي من أضعف أعمال رشدي فنياً وبنائياً. كما أنها مجموعة من "التوليفات" التي تصلح أن تكون أعمالاً منفصلة!
ولكن هل من المعقول في العصر الحديث أن يحق لأحد شيوخ العته أن يصدر حكماً بإعدام كاتب لأنه تطرق إلى خرافة التاريخ الإسلامي والمحمدي؟
إنَّني أستطيع الجزم كون ما عرضه سلمان رشدي في روايته لا يتعدى "القطرة" من "بحر التشهير" بمحمد في كتب الحديث الإسلامية، وخصوصاً هراء أبي هريرة، وليس كتب آخرين معادين للإسلام!
سلمان رشدي
فحتى كتب الحديث الشيعية (وشيعة الخميني بالذات) مليئة بالهراء الذي يسيء إلى نبيهم عشرات الأضعاف مقارنة بما يعتقدون بأن رواية "آيات شيطانية" قد أساءت إلى نبيهم.فهل أصدر الخميني أو أياً من شيوخ العته فتاوى بهدر دماء مؤلفي هذه الكتب أو اتهامهم بالإساءة إلى شخص محمد مثل الكليني؟!
وإن حصل هذا (وآمل أنه لم يحصل حتى اللحظة الراهنة) فإنه كم من الدماء سوف يقوم بهدرها شيوخ العته والمسلمون المهوسون بنبيهم؟!
ومن المفارقة المفجعة هي أن محاولة اغتيال سليمان رشدي في نيويورك كانت في بداية محاضرته عن "حرية التعبير الفني"!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر