1.
من المحتمل أنْ يتجاوز عدد ضحايا الزلزال الأخير في تركيا وسوريا 21 ألفاً. أما عدد الجرحى والمواطنين الذين سيبقون من غير مأوى فلا توجد لحد الآن إحصائيات. غير أنَّ هذا العدد لن يقل عن مئات الآلاف.
ومن بين ضحايا الزلزال مئات الأطفال الصغار والرضع وعشرات النساء الحوامل وآلاف الأبرياء الذين يعتقدون[وأشك بأنهم سوف يكفون هذا الاعتقاد] أنَّ لهم رباً يحميهم!
لكنَّ هذا "الرب" وكما رأوا بـ"أم أعينهم" لم يكن ولن يكون له وجود. وإنَّ اعتقادهم هذا كان سبباً في مأساتهم.
2.
ولهذا أريد الآن أن أتحدث عن صفاقة الإيمان:
من المَشاهد التي نقلتها وكالات الأنباء مساء أمس كيف تم العثور على صبي على قيد الحياة بين الأنقاض فأخذ الكثير من الناس المحيطين يهللون ويكبرِّون بأعلى أصواتهم وهم يرددون:
- "الله أكبر!" .. ""الله أكبر!" ...
3.
لقد كان انقاذ صبي من بين أنقاض الأبنية التي تهاوت وكأنها مصنوعة من الخزف الصيني أمراً مفرحاً ومدهشاً - وهذا أمر لا شك فيه.
لكن في تهليل الناس وتكبيرهم كارثة حقيقية:
هي انحطاط وعي المسلمين الذين هللوا وكبروا [وهو نفس التكبير باسم "الله" الكبير جداً عندما يقومون بتفجير أنفسهم في محطات المترو في العواصم الأوربية أو عندما قاموا بتقطيع الرؤوس هناك وهناك – سنة وشيعة] لعملية انقاذ قامت بها فرق الإنقاذ الأوربية [الكفرة] التي وصلت خلال الساعات الأربع والعشرين بعد الزلزال!
4.
ومع ذلك فإنَّ هذا ليس الأمر المهم.
لقد كان "الله أكبر!" لخروج طفل حي من بين الأنقاض – ولنقبل جدلاً أن هذا الـ "الله" هو السبب "الخفي" وراء انقاذ الطفل؛
ولكن ماذا عن الآلاف من الأبرياء الآخرين [ومن بينهم مئات الأطفال] الذين لقوا مصرعهم بعد أنْ دفنتهم أنقاض الأبنية رخيصة الصنع والمخالفة لقوانين وقواعد واجراءات البناء؟!
أينَ كان هذا الـ"الله" الأغبر؟
ألم يكن هناك؟
أم أن انقاذ طفل واحد قد شغله عن إنقاذ المئات من الأطفال؟!
وكيف يمكن أن يكون العقل البشري إلى هذه الدرجة من الانحطاط بحيث يكون عاجزاُ عن أن يقوم بأبسط عمليات المقارنة بين الظواهر والحقائق والأحداث؟
فإذا كان "الله" الأغبر هذا هو المسؤول عن إنقاذ صبي في العاشرة من العمر، فمن هو المسؤول عن آلاف الضحايا؟
5.
والآن لنقوم بجرد الحساب:
"الله أكبر!" لأنَّ فرق الإنقاذ "الكفرة" قد قامت بإنقاذ صبي من بين الأنقاض؛
فماذا عن هذا الـ"الله" الذي قام بتدمير عالم كامل من حياة البشر – ناهيك عن القتلى والجرحى والمشردين؟
أليس هو " أصغر" من أية قوة تافهة رعناء؟
هل من المعقول أن يكون العقل صغيراً حتى لا يرى بأنَّ هذا الـ"الله" أصغر من أي واحد من أصحاب هذه العقول؟
6.
وماذا بعد؟
سيقول الناجون بأنَّ "الله!" قد أنقذهم من الموت؛
فماذا سيقول الموتى؟
وهل هناك من أحد يسألهم؟!
هذه أسئلة ليس من اختصاص الذين ودعةا عقةلهم إلى الأبد . . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق