منع

هل يُعْتَبَرُ الصينيون مِنَ المبشرين بالجنة؟!

Made in China

1.
لا أشكَّ بأن موضوع تخلف المسلمين قد أصبح من المسلمات وكأنه ظاهرة طبيعية. لكنني مع ذلك كنت أعتقد بأنَّهم قادرون على إنتاج نوع من البضائع سهلة الصنع وهي أقرب إلى نفوسهم وأكثر ارتباطاً من أيِّ بضاعة أخرى بدينهم الحنيف. غير أنَّ الوقائع تُظْهِرُ ما لا يتوقعه المرء وما لم يفكر به.

2.

فبعد أنَّ أخذ التخلف الاقتصادي بالتوسع وأخذ الناس - ومن بينهم أصحاب الحرف يهربون من بلدانهم أو يضطرون بسبب ازدياد تكاليف المعيشة إلى البحث عن مصادر أخرى للعيش فقد ظلت الكثير من الحرف من غير حرفيين.
وهكذا أخذت الورش الصغيرة في مدن عربية مختلفة كثيرة كانت تصنع العمائم والمسابح (السبح) وسجاد الصلاة والخواتم وإحرامات العمرة والشالات والكوافي تتقلص والإنتاج يقل والحاجة (والحمد لله) تزداد إلى مستلزمات الطقوس وليس إلى مستلزمات العلم. بل حتى مستلزمات العلم ومنذ سنين طويلة لم تعد تصنع في أي بلد عربي إسلامي. والحمد والشكر للصين في تزويد الأمة الإسلامية باحتياجاتهم.

2.
ولهذا السبب كان على الشعب الصيني الحنيف أنْ يهبَّ كرجل واحد من أجل أن يلبي نداء الواجب الأممي ويهتف بصوت واحد:
- 不要對佛陀的憐憫感到絕望 (الترجمة الحرفية لمن لا يعرف الصينية: لا تيأسوا من رحمة بوذا!)
فقامت الصين بتصنيع النسبة الكبرى من الاحتياجات الطقسية للمسلمين مثل العمائم الأزهرية والمسابح (السبح) وسجاد الصلاة والخواتم وإحرامات العمرة والشالات النسائية والكوافي (جمع كوفية: شال الرأس الرجالي) وغيرها الكثير، بل لم ينسوا حتى ملابس السلفيين والتكفير والهجرة – القمصان الطويلة، رغم الشتائم التي يكيلها المسلمون للبوذيين الكفرة والملاحدة ليل نهار!
إلا أنَّ الصينيين لا ينتظرون من المسلمين لا شكراً ولا جزيلاً. لأنهم يعرفون (أو هذا ما ينبغي) بأنه أجرهم عند الله وبوذا معاً.

[made in China]
3.
طبعاً لم يتوقف الأمر عند هذا الحد.
فقد سعت الصين إلى تطوير المسلمين في مجال العلم والتقنية واخترعت لهم "المسبحة الإلكترونية" بدل "المسبحة" المتخلفة. يضغط المسلم على الزر ويستمع إلى "التسبيح" كما أنها تحتوي على أذكار الصباح والمساء وأحاديث عن فضل الأذكار.
باختصار:
كسل لاهوتي من الدرجة الأولى!
4.
ولكن للأسف وكالعادة وكما عودنا المسلمون أدى ظهور العمائم الأزهرية الصينية إلى أزمة لاهوتية حادَّة. إذ طالب الكثير من أئمة الجوامع في مصر مثلاً من الأزهر إصدار فتوة مستعجلة لتحريم العمائم الصينية. فهذا خرق صارخ للعقيدة.
أزهري بعمامة صينية؟!
هذا كفر!
وبغض النظر فيما إذا كان الأزهر قد أصدر مثل هذه الفتوة أم لا، فأنا لا أعرف ما هي مشكلة العمائم الصينية من الناحية الفقهية!
فهل ينبغي أن تُخاط على الطريقة الإسلامية مثل الدجاج والخرفان؟
أم أنْ تكون مثلاً مكائن الخياطة باتجاه المملكة العربية السعودية؟
أم أنْ تكون الخياطات والخياطون مسلمين؟
5.
علينا أن نعترف بأنَّ ما يقوم به الصينيون الحنفاء لهو إنجاز كبير من أجل العقيدة الإسلامية والمسلمين والناس أجمعين. فقد تحولوا إلى "عمود فقري" للطقوس والتقاليد والإكسسوارات الإسلامية وبدونهم فإن أحوال المسلمين والمسلمات سوف تتدهور إلى أسفل سافلين.
هذا العمل التقوي البوذي لا يستحق الشكر فقط، بل ويستحق الثواب من "الله" شخصياً.
وأنا آمل من كل قلبي أن يشمل "الله" الصينين برحمته وأن يبشرهم بالجنة!
آمين . . .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر