منع

للمسلمين مشكلة واحدة لا غير: هي أن إيمانهم تحول إلى عاهة!

[يقود عميان العقل بعضهم البعض الآخر]

1.
الإنسان الذي يعاني من عاهة العمى (سواء بالولادة أو لأسباب مرضية لاحقة) يعترف بعجزه هذا ولا توجد مدعاة للخجل. ولهذا فهو يستعين بالمبصرين لكي يرى الطريق. وبتطور المجتمعات والمعارف والتقنية شرع فاقدوا البصر يستخدمون أدوات وتقنيات مختلفة تساعدهم على قراءة النصوص (لغة بريل مثلاً) والتعرف على العالم الخارجي عن طريق أنظمة متقدمة واستخدام الكمبيوتر والحصول على التعليم العالي بصورة أكثر سهولة من السابق وتمكنوا من المشاركة بفعالية في الحياة الاجتماعية والمهنية والثقافية في مجتمعاتهم.
2.
والإنسان الذي يعاني من عاهة الصم والبكم يعترف بعجزه هذا ولا توجد مدعاة للخجل. ولهذا فإنه يستعين بوسائل إضافية، كاللغة الإشارية وسماعة الأذن بالنسبة للصمم الجزئي، من أجل سماع ومعرفة ما يقوله الآخرون والاتصال بهم والتعبير عما يريدون قوله ويفكرون به. كما اتسعت أمامهم إمكانيات التحصيل العلمي في مجالات علمية مختلفة.
3.
والإنسان الذي فقد القدرة على تحريك أطرافه السفلى بسبب الشلل الولادي أو بسبب حوادث الطريق فهو الآخر يعترف بعجزه هذا ولا توجد مدعاة للخجل. ولهذا فقد اسُتحدثت وتم تطوير الكثير من أنواع الكراسي المتحركة والسيارات الأتوماتيكية التي توفر إمكانيات كبيرة للمعاقين من أجل الذهاب إلى المدارس والجامعات وأماكن عملهم بسهولة.
4.
ونحن نعرف بما لا حاجة به للأمثلة الكثير من العلماء والكتاب والفلاسفة الذين يعانون أنواعاً مختلفة من الإعاقة الجسدية من غير أن تؤثر على قدراتهم العقلية والثقافية والمهنية. حيث نرى حسب الأزمان والثقافات أدوات مساعدة وتقنيات مختلفة التطور من أجل تذليل هذه الإعاقات.
5.
لكننا ورغم التاريخ الطويل ومنذ أن ظهر الدين حتى الآن نصطدم بعاهة حقيقية لا يمكن تذليلها ولا العثور على علاج لها:
وهي الإيمان!
إنَّ عاهة المؤمن عاهة مزمنة لا شفاء منها وذلك لأنه عجز يكمن في داخله وجزء من تكوينه لا يمكن الخلاص منه إلا بالتخلص من مادة الإيمان نفسها.
ولهذا فهو مثلاً ليس كما يقول البعض بأنه كالأعمى. فقد لاحظنا بأن الأعمى لم يعد أعمى. ولهذا فإن التعبير الصحيح هو: أنه أعمى!!!
6.
فهو أولاً لا يبصر الطريق؛
وهو ثانياً لا يعترف بعجزه بأنه أعمى لا يبصر الطريق؛
وهو ثالثاً يرفض مساعدة الآخرين أو الاعتماد على "وسائل وأدوات" توفر له إمكانية الرؤية السليمة.
الإيمان مشكلة سيكولوجية معقدة وهي تفعل فعلها بغض النظر عن الثقافة والتحصيل العلمي والمهنة.
إنها عاهة تسد أمام الفرد منافذ الطريق وتحجب عنه النور. فنراه مكتف بعالمه الداخلي الضيق؛ مصاب بالهوس اليومي لتلبية "فروض" الدين والتي من النادر أن يدرك أهدافها وجدواها.
7.
وإن نتائج هذا العمى المزمن نراه بالعين المجردة في التخلف الشامل للمجتمعات الإسلامية عن ركب الحضارة المعاصرة وتتفاقم بازدياد المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وعدم إمكانية تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين: الصحية والتعليمية والمعاشية وغيرها.
إن تحول الإيمان إلى عاهة جعلت من الدين عالة على المجتمع والدولة، ومن ثم تحولت إلى حواجز منيعة أمام التطور الطبيعي للمجتمعات الإسلامية.
إن تحول الإيمان إلى ممارسة يومية لا يلبي إلا حاجات رجال الدين الذين بدون هذا "الإيمان" فإنهم عليهم الاصطفاف في طوابير البطالة.
فالهوس اليومي بالدين هو المداد والطاقة الحيوية التي تبعث الحياة بالسلطات الدينية – هذا الجيش من الطفيليات الذي يعيش على حساب موارد البلدان الفقيرة.
8.
إنَّ فصل الدين عن الدولة هو الدواء الشافي الممكن لعاهة الإيمان.
لأنه يعني ببساطة فصل الدين عن الحياة العامة للناس وتحريرهم من قيود الإيمان المفتعلة والدائمة.
فصل الدين عن الدولة يجعل من الدين قضية شخصية تفرض على المرء أن يفكر لا باعتباره عضواً في طائفة دينية، بل باعتباره مواطناً له حقوق وعليه واجبات أمام المجتمع الذي يعيش فيه.
فصل الدين عن الدولة سوف يوجه اهتمام الناس نحو متطلبات الحياة اليومية التي تستند إلى قواعد وقوانين عامة يخضع لها الجميع بغض النظر عن انتماءهم الديني والاثيني والطائفي.
فصل الدين عن الدولة يعني إعادة الناس إلى حياتهم الحقيقية هنا على الأرض والآن!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر