منع

الإسلام يتحدى NASA!

أول سفينة فضاء مأهولة Crew Dragon لشركة SpaceX
بعد حوالي تسع سنوات من التوقف تم إطلاق أول سفينة فضاء مأهولة Crew Dragon من قبل شركة SpaceX التابعة لشركة رجال الأعمال Elon Musk بالتعاون مع (NASA) بقيادة رائدي الفضاء Robert Behnken و Douglas Hurley .
وقد تم تركيب السفينة على مركبة إطلاق(Falcon 9). فمن المؤمل أن تصل اليوم إلى محطة الفضاء الدولية التي ستمر فوق الأرض بسرعة 27000 كم/ساعة.
والشيء الجديد في مركبة الإطلاق (فالكون 9) هو إمكانية استخدامها مرة أخرى وهو من الابتكارات الجديدة التي ستوفر موارد مالية كبيرة.
التحدي:
سخافات إسلامية: لائحة حول طريقة التيمم

يواصل المسلمون بكل ثقة وثبات وبأشراف الجامعات الإسلامية المتقدمة تقنياً ومنهجياً مسيرة البحث العلمي والدراسات الأكاديمية المعمقة التي تتحدى أكبر الجامعات العالمية. واستلاهماً لقيم حب المعرفة والغور في أعماق العلم يواصل طلبة العلم النجابة والغيورون بالدفاع عن أطروحاتهم العلمية في مجال أنواع النجاسة ومشاكل الحيض و"الحدث الأكبر" وغيرها من الموضوعات لنيل شهادات الماجستير والدكتوراه من الجامعات العربية والإسلامية التي علمتنا على كلّما هو جديد من ابتكارات العلم والعقل المبدع. وتسعى الجامعات الإسلامية إلى حماية هذه الأطروحات من سرقتها واستخدامها من قبل المعاهد والمؤسسات البحثية العلمية في أوربا وأمريكا!
وهذه بعض النماذج:



نعمة الغباء

صور توضيحية: كلما قل الدماغ اتسعت الابتسامة


1.
يسمي كريستوفر هيتشينز التخلي عن حُرِّية طرح الأسئلة بــ "نعمة الغباء"!
وحينما أنظر إلى المسلمين وكيف يعيشون دون أن تقلقهم آلاف حالات الغموض، آلاف الوقائع التي لا يدركون أي شيء عن حقيقتها . . حينما أراهم منهمكين في صلاتهم " ساهdن" وكأن لا شيء يحدث خارج عوالمهم، حينما أراهم هكذا، أتذكر "نعمة الغباء"!
2.
حينما أرى اللاجئين المسلمين يسارعون إلى صلاة الجمعة في المدن الأوربية، وما خطر على بالهم أن يسألوا لماذا هُجِّرُوا من بلدانهم، ولماذا تحولوا إلى لاجئين، أتذكر "نعمة الغباء"!
3.
حينما أشاهد على اليوتوب كيف يقاتل المسلمون عن "محمدهم" و"إلههم" بحماس غامض ومثير للشكوك ولكنهم لا يدافعون عن حرياتهم وعيشهم، أتذكر "نعمة الغباء"!
4.
حينما أقرأ إحصائيات المنظمات غير الحكومية والبنك الدولي (إحصائيات الأمم المتحدة تعتمد على ما يتم تقديمه من معلومات من قبل الدول الإسلامية الأعضاء وهي معلومات مشكوك فيها) وأرى حجم التخلف وانخفاض القدرة الشرائية وتدني الإنتاج المحلي حتى مقارنة بأفقر الدول الأوربية، أتذكر "نعمة الغباء"!
5.
حينما أرى الوثائق الفلمية والفوتوغرافية عن مملكة الطغيان العربية وأتبين مدى درجة التخلف والبؤس ورمادية المنظر العربي والخراب الشامل في المدن والقرى خارج العاصمة، أتذكر "نعمة الغباء"!
6.
حينما اطلع على عشرات الكتب التي تبدو وكأنها نسخة طبق الأصل من بعضها البعض وهي تتحدث عن الطب النبوي وعن النجاسة ومبطلات الصلاة والعلاج بآيات القرآن، أتذكر "نعمة الغباء"!
7.
حينما شاهدت الربورتاج التلفزيوني عن أحد اللاجئين العرب وقد كان يرطن بلهجة عصبية عربية بدائية وسخيفة (كان يردد عشر كلمات فقط) مع المترجم معترضاً على موقف الحكومة الأوربية المعنية بعدم الموافقة على تسجيل "زوجته الثانية" رسمياً ويرفص أن يفهم بأن هذا الأمر يخالف القوانين المحلية ( بل هو يخالف جميـــع القوانين الأوربية)، تذكرت "نعمة الغباء"!
8.
حينما كنت أترجم لأحد أعضاء وفد عربي وقد كان يتحدث عن المنجزات الديموقراطية والتطور الاقتصادي في بلاده وبعد أن أنهى مداخلته، كما تتطلبها التقاليد الدبلوماسية عبر عن شكره وامتنانه للدولة المضيفة على استقبالهم وعلى العناية باللاجئين من بلده، تذكرت "نعمة الغباء".
خروف يتراقص وسط شارع للسيارات
9.
عندما أرى حجم المطبوعات الدينية وأناقة الطبع والتجليد في دول الخليج وأقوم بحسابات بسيطة لكلفتها المالية والوقت والجهود المبذولة وحجم الخسائر المترتبة من عدم أصدار الكتب والمصادر العلمية الرصينة في المجالات الطبية والتكنولوجية والزراعية وفي مجال الثقافة والفنون أتذكر "نعمة الغباء"!
10.
عندما يصرَّ المسلمون في زمن انتشار الكورونا فيروس على الذهاب إلى الجوامع من أجل صلاة الجمعة تذكرت "نعمة الغباء"!
11. 
عندما قرأت دعاء الاستعاذةُ مِنَ الأوبئةِ والكورونا فيروس الذي نشرته الصفحة الرسمية للأزهر، تذكرت "نعمة الغباء"!
12. 
عندما قرأت ما قاله الشيخ الدكتور أسامة خياط (إمام وخطيب المسجد الحرام) بأن على المسلم في هذه الظروف الصعبة "أن يستَيقِن بأنَّ الله سبحانه وتعالى هو المُنجِّي من كلِّ كربٍ، الكاشفُ كلَّ ضُرٍّ، المُغيثُ لكلّ ملهوف" تذكرت "نعمة الغباء"!
13.
عندما يدعي المسلمون بأن العلم لا يستغني عن "الوحي" أتذكر "نعمة الغباء"!
14. 
حينما أقرأ هراء المسلمين وكيف يصدقون أوهامهم بأنهم أصحاب قيم ومبادئ وأخلاق أتذكر "نعمة الغباء"!
15. 
حينما يكذب المسلمون على الآخرين - فهذه واحدة من صفاتهم. ولكن حين يكذبون على أنفسهم ليل نهار، فإنني أتذكر "نعمة الغباء"!
16.
عندما يصرُّ المسلمون على أنَّ يكون وجود فكرة وهمية خرقاء سمهوها "الله" أكثر أهمية من وجودهم؛ وأنَّ وجود خرافات وأساطير عن الصحابة والأئمة المعصومين والتابعين وتابعي التابعين أكثر أهمية من وجود عوائلهم؛ وأنَّ قرون الجهل الثلاثة الأولى أكثر أهمية وقيمة من زمن الحضارة التي يعيشون فيه:
فأنني أتذكر "نعمة الغباء"!
17.
عندما يتحدث الجاهل عن العلم؛ والجلاد عن الحرية؛ وشيخ الجامع عن حقوق الإنسان؛ ومادحو القمع والقتل عن القانون؛ وخريج مدارس الأزهر الابتدائية عن العلاقات الدولية:
فإنني أتذكر "نعمة الغباء"!
18.
عندما "يعتقد" المسلمون بأن "اعتقاداتهم" تكفي لكي يفهموا أنفسهم والعالم الذي حولهم؛ وعندما يقررون بأنَّ كتاباً لاهوتياً "يحتوي على أساطير الأولين" يمتلك حقائق عن الماضي والحاضر والمستقبل، فأنني أتذكر "نعمة الغباء"!
19.
عندما يناضل المسلم ضد حريته الشخصية، ويطمح إلى أكبر قدر من العبودية ففي العبودية سعادته - فإنني أتذكر "نعمة الغباء"!

حالات "نعمة الغباء" مستمرة . . .


ما الفرق ما بين قانوني الكذب النازي والإسلامي؟

[هايل هتلر!]

1.
هل ثمة فرق ما بين قانون"الكذب النازي" وقانون"الكذب الإسلامي
إذا انطلقنا من المبدأ الأساسي وهو أنَّ كلَّ أنواع الكذب هي كذبٌ مهما تعددت الأساليب والغايات، فإنَّ لا فرق ما بين قانوني الكذب النازي والإسلامي. فكلاهما يسعيان إلى الخداع والتضليل:
الأولُ خدمة للنازية؛
والثاني خدمة للسلطة الدينية الإسلامية والدول الإسلامية.
وفي الحالتين يدفع الناس ثمناً باهضاً من جراء الخراب والتدمير والإبادة الجماعية التي أحدثتها وقامت بها الحرب النازية والغزو الإسلامي.
2.
إن الغازي لا ذاكرة له؛
والدَّمُ بالنسبة له "لونٌ" أحمرُ قانٍ لا غير؛ واحتلال الشعوب الأخرى وإلغاء تاريخها الشخصي بقوة السلاح ونشر الموت يسمى "تحرير" أو"فتح"؛ والاستحواذ على ثروات هذه الشعوب واغتصاب نسائها وتحويلها إلى إماء حيث ستخضع فيما بعد إلى مبدأ ملك اليمين يستحيل إلى "حقٌ" إلهي مقدس تبرره أهداف القائد – الفوهرر "Führer" بالنسبة للنازية، والرسالة المحمدية بالنسبة للإسلام.
3.
إن كوارث الكذب كوراث لا يمكن المفاضلة فيما بينها.
ولكن مع ذلك فثمة فرق بنيوي ما بين قانوني الكذب النازي والإسلامي وإن لهذا الفرق نتائج تاريخية مختلفة.
حينما أطلق وزير الدعاية الهتلري بول جوزيف غوبلز قانون: "اكذب .. اكذب حتى يصدقك الناس" فإنه موجه بالدرجة الرئيسية إلى التأثير على الآخرين ونشر العقيدة النازية باعتبارها عقيدة تحرير للفرد "الآري" وإعلاء شأنه.
ولأن "الدعاية" منظومة من الأفكار السياسية والأساليب والوسائل التي تسعى إلى إقناع الآخرين بهذه الأفكار فإن منظم الدعاية يدرك جيداً مكونات المادة الدعائية. وبدون هذا الإدراك فإنه من الصعب أن يتوصل إلى نتائج إيجابية.
4.
النازية كانت تكذب 24 ساعة (لقد استمر هتلر بالكذب رغم أن الجيش السوفياتي وجيش الحلفاء كانا على مشارف مدينة برلين) بما يتعلق بجميع الغايات المبطنة وبما يتعلق بالآخرين حتى يتحول الكذب إلى مادة وحيدة ومصدر أساسي للمعلومات، فَيَكُفُّ الواقع عن الوجود ويحل محله عالم مصنوع من نسيج الدعاية الكاذبة: كل شيء تحول إلى مادة دعائية: الفن والرياضة والإنتاج والإذاعة والصحف، بل وحتى الزواج وإنجاب الأطفال. وعلى هامش القمع اليومي المنظم التي بدأته كتائب القمصان البنية بدأت بمحارق الكتب.
محارق الكتب "المعادية!":
إنه المعيار الذي لا يخطأ لقيام الأنظمة الشمولية. وينبغي ألا تُفهم عبارة "محارق كتب" بصورة حرفية دائماً وفي أي مكان. فهناك أشكال أخرى لها وهي إذابة الكتب "المعادية!" بمحاليل كيميائية وتحويلها إلى عجينة تستخدم كمادة خام لصناعة الورق من جديد، وهناك من يرمي هذه الكتب إلى مقبرة النفايات. غير أن الهدف واحد لا غير:
"قتل" الفكر المخالف إذا لم تتوفر الإمكانية لقتل المخالف نفسه!
وقد تسنت لي الفرصة شخصياً لرؤية الكتب والمجلات الدورية في مخازن "هيئة المطبوعات" والمهيئة للتدمير في مراكز تدوير النفايات في دولتين عربيتين.
5.
الكذب الإسلامي:
إما الكذب الإسلامي فهو نوع مختلف في طبيعته وآلية عمله وتاريخه. فإذا كان اتجاه الكذب النازي من الداخل إلى الخارج، إذا صح التعبير، وذلك لأنه وحينما تردد النازية الأكاذيب تسعى إلى خداع الآخرين، فإن اتجاه الكذب الإسلامي من الداخل إلى الخارج مرة ومن الخارج إلى الداخل مرة أخرى:
اكذب . . اكذب حتى تصدقَ نفسك!
إنه ما يشبه التعاويذ الدينية الممتزجة بخليط الصلوات والأدعية و"أحلام اليقظة" و"الإيمان الديني" و"المعارف المتدنية" حيث لم يعد لها هدف آخر إلا السعي إلى إقناع النفس.
غير أنه ثمة فرق آخر أكثر مدعاة للرعب والهلع:
لقد بعثت البشرية بالنازية إلى سلة مهملات التاريخ. أما الإسلام فلا يزال يطوف كالشبح في عالمنا.
أمين الحسيني مفتى فلسطين ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي عام 1941: هايل هتلر!
6.
بدأ الكذب الإسلامي منذ حوالي 14 قرناً، ولم يزل لحد الآن!
وهو إذ بدأ بصناعة نبي وكتاب وحواريين "صحابة" فقد ترافقت عمليات الكذب بالعنف الشامل عن طريق جحافل الغزو والفرض القسري مستلهمين نداء محمد:
"أُمرتُ أنْ أقاتلَ الناسَ حتى يشهدوا أنَّ لا إله إلا الله وإنَّ محمداً رسول الله"!
وليس أمام الآخرين إلا واحد من اثنين:
إذا لم يكونوا من "أهل الكتاب": فإما قبول القتل والتعذيب البشع والاستحواذ على النساء والأطفال كغنائم حرب، وإمَّا دخول الإسلام!
وأما إذا كانوا "كتابيين": فإما القتل وإما دخول الإسلام وإما دفع الجزية والخضوع والذل:
"قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ"!
فهل اشترى أهل الكتاب حياتهم بدفع الجزية؟
تقريباً.
ولكن هل اشتروا حريتهم؟
لا!
وهل انتهت محنتهم؟
لا!
7.
إنْ كان التاريخ يكتبه المنتصرون فهذه حقيقة ساطعة في كتب المسلمين ولا تحتاج إلى براهين. إلا أن ثمة خاصية متميزة للغاية هي أنَّ هؤلاء المنتصرين المسلمين قد مارسوا خلال قرون الغزو وفيما بعد رقابة شاملة على كل ما يكتب: تدمير ما لا يروق لهم من كتب المعارضة السياسية أو الفقهية أو التاريخية. والكارثة هي أنه لا توجد بدائل تدوين لما كان يحدث.
فبالرغم مِنْ أن هناك مَمَّنْ هُمْ مِنْ أهل الكتاب قد تعرضوا للقتل والتعذيب أيضاً، لأنهم رفضوا دفع الجزية فإن سياسة القهر الإسلامي له وجه مستتر وهو دخول مواطني سوريا وفلسطين والعراق وفارس ومصر إلى الإسلام بأكثر من طريقة. وقد كان حد السيف أكثرها بادياً للعيان والتاريخ.
فهل كان دخول المسيحيين واليهود وأصحاب العقائد الأخرى إلى الإسلام نتيجة لقناعة شخصية دينية؟
إن قراءة وثائق الإسلام بتأمل تكشف عن حقائق مثيرة للاهتمام يمتنع المسلمون عن قبولها أو حتى التفكير فيها.
8.
بعد أراقة الدماء ودمار المدن واستعباد النساء وتحويلهن إلى جوارٍ فإنه يأتي دور القمع المنظم وآليات الجبر "المستتر":
أولاً: إن استحواذ العرب المسلمون على السلطة وعلى جميع مقدرات الحياة فإن حياة السكان الأصليين كانت مهددة بالخطر دائماً وأصبح الانتماء إلى القبائل العربية وتحولهم إلى "موالي" وسيلة لحماية النفس. والانتماء إلى القبائل العربية يعني الانتماء إلى الإسلام. إلا أن "للموالي" مكانة هي أقرب إلى العبودية منها إلى ابن القبيلة المسلم. وإن هذه المكانة الدونية للموالي، وخصوصاً في زمن الأمويين، هي التي استدعت ما يسمى بـ"الشعوبية" التي لم تكن إلا ردة فعل على المعاملة المجحفة وغير العادلة ومظاهر الظلم والقسوة التي كان يتعرض لها الموالي.
ثانياً: بعد هيمنة العرب المسلمين على الأجهزة الإدارية ومرافق الدولة آنذاك سواء في عصر الأمويين أو العباسيين فإن إتقان اللغة العربية والظهور بمظهر العربي أصبح ضرورة لابد منها للحصول على الوظائف في إدارة الخلافة. وقد قاد هذا الأمر وببطء إلى انسلاخ السكان الأصليين عن طوائفهم وأصولهم المختلفة والظهور بمظهر المسلمين. وقد كان الكثير من هؤلاء متعلمين يتقنون لغات أخرى غير العربية ساهموا بفعالية في إغناء الثقافة العربية عن طريق الترجمة والتأليف.
ثالثاً: لقد ساهمت "الجزية"، وبكلمة أدق عدم القدرة على دفعها إلى دخول الكثير من غير المسلمين إلى الإسلام. إذ أن "التفاوت الضريبي الذي دشنه القرآن بين المسلمين وغير المسلمين الحافز الرئيسي إلى التحول إلى اعتناق الإسلام"[المسيحيون واليهود في التاريخ الإسلامي العربي والتركي، فيليب فارج ويوسف كرباج، القاهرة 1994]. وبسبب تضخم الضريبة بالنسبة لغير المسلمين (الخراج زائداً الجزية) في العراق مثلاً كان من العوامل الحاسمة إلى تسارع وتيرة اعتناق الإسلام سريعاً بحيث أن الوالي سعياً منه إلى صون موارد الخزانة، يضطر إلى فرض ضريبة الرأس حتى على المتحولين إلى اعتناق الإسلام [المصدر السابق].
ويشير مؤلفا " المسيحيون واليهود في التاريخ الإسلامي العربي والتركي" إلى حقائق تبطل الانتماء الطوعي إلى الإسلام.
فقد ترتبت على النظام الضريبي نتيجة أخرى وصفاها عن بأنها "أكثر خبثاً". إذ أن هبوط "عدد الدافعين الخاضعين للجزية يستتبع زيادة مبلغها الواجب الأداء عن كل فرد. ويمكن للضرائب أن تصبح غير محتملة بالنسبة لأولئك الذين يكابدون في آن واحد الجزية والخراج، إلى درجة أنهم يضطرون إلى هجر الأولى أو الثاني. فسعياً إلى تجنب ضريبة الأرض، يهجر كثيرون من المسيحيين الثابتين على ديانتهم الريف عندئذ. وإلى هذا الزمن البعيد يرجع على الأرجح الانغراس الحضري لجزء هام من المسيحيين".[المصدر السابق]
9.
ولكن ماذا يهم كل هذا؟
فعمليات الكذب على النفس لها مفعول المخدرات تدفع حيناً إلى النسيان وحيناً أخر إلى الهلوسة!
إن هذا الوهم الذي يعيش فيه المسلمون له في بعض الأحيان تأثيرات علاجية يعيد إليهم نوعاً من التوازن المفقود والشعور بالدونية. فهم قد صدقوا أكاذيبهم بـ"دخول الناس أفواجاً" وجعلوا من تصديقهم لأكاذيبهم عقيدة دينية لا يمكن زحزتها أو الشك بها ومناقشتها.


















الخبر الذي لا صح له [ملحق]: اليوتوبيا الإسلامية

شخص مكمم الفهم بالكثير من الأيدي


1.
في "دار الإسلام" تستطيع أن تتنفس بحرية - ولكنك ممنوع من التفكير!
وإن استطعت في "دار الإسلام" أن تفكر بحرية- فإنك لا تستطيع أنْ تتكلم!
وإن استطعت في "دار الإسلام" أنْ تتكلم - فإنك لا تستطيع غير أن تمدح الله والدولة والحكام!
اقتباس:
يقول أحدهم [وهم مئات الآلاف] عن شروط الحرية:
"أن يكون المقصود منها هو النصيحة الله ولرسوله ولأئمة المسلمين، كما صحت بذلك السنة [...] أما أن يكون الرأي لمجرد التشهير بالحكام والإساءة إليهم والانتقام منهم وحمل الناس على التجرؤ عليهم ونحو ذلك من الأغراض غير المشروعة التي لا يراد بها وجه الله ... فذلك ليس من الدين في شيء"
[حرية الرأي في الفقه الإسلامي، د. شهاب سليمان عبد الله، بدون تاريخ ومكان إصدار، ص 3]
2.
في "دار الإسلام" تستطيع أن تختار - ولكن اختياراتك مدونة في سجل مسبقاً:
وإنْ اخترتَ - لنْ تختارْ غير الإسلام!
يقول عن الشيوخ الهرمين [ابن باز]:
"وليس له أن يعتنق الشيوعية أو النصرانية أو اليهودية أو الوثنية أو المجوسية ليس له ذلك، بل متى اعتنق اليهودية أو النصرانية أو المجوسية أو الشيوعية صار كافرًا حلال الدم والمال"!
3.
إذن:
"للحرية" حدود وهي الإيمان بعقيدة المسلمين - فلا دين غير الإسلام!
وأنْ تمدح الحكَّام وتطيع سفالتهم وأن تخضع لأهدافهم؛
إنَّ قدرَك محسوبٌ ومقَدَّرٌ ومخططاً له مسبقاً حتى الموت - وكما عبر ابن باز (عليه أفضل الصلوات والسلام!) عن مشاعر المسلمين.
فالحرية الوحيدة أمام السملم ليس "حرية الرأي والأختيار" بل: طبخ الملوخية باللحم أو بدون لحم!

ملاحظة هامة جداً:
بعد أن قرأت الجملة الأخيرة من التعليق السابق مرة أخرى قررت أن أعيد النظر بصحتها:
إذ أرى أن الكثير من المسلمين ليس أحراراً حتى بـ"طبخ الملوخية باللحم أو بدون لحم" - فالكثير من المسلمين عاجزون عن شراء اللحم.
ولهذا فأمامهم اختيار واحد: ملوخية بدون لحم!

اقرأ الموضوع الأساسي:

كلنا له فيلْ

صورة فيل مظللة


1.
كلنا له فيلْ:
أنت وأنا والصبيُّ النحيل.
له خرطوم طويل وجناحان
يسير مرةً ومرةَ يستحيل؛
أو يصيرُ فجأة طائراً جميل . .
2.
هو فيل ليس أيَّ فيلْ،
يدرك قوانين السماء ويشرب الزنجبيلْ.
يدرك الحقائق لا الأقاويلْ
3.
كان يوماً فكرة،
طائرة،
محلقة في الأرجاء
 من غير دليل:
وها هو الآن يحط: أليفٌ خليلْ 
لا يكذبُ - لا يدلس
لا يعرف المستحيلْ!
4.
كلنا له فيلْ،
قد يكون أزرقُ، أو أحمرُ، ليس له مثيلْ،
هو قائم لا ريب فيه لا يعرف الأباطيل.
فيلنا فيلٌ ليس أيَّ فيل!

أنظر أيضاً:


الخبر الذي لا صح له

فيل يمشي على حبل معلق في السماء


1.
قد يصح الافتراض بأنَّ الأرض مكعبة؛ وأنَّ السماء منحنية عند القطب الشمالي (أو الجنوبي، أو في مركز برلين أو باريس، الأمر سواء)؛ وإن فيلاً يسير على حبل بين بنايتين؛ وأنَّ على نخيل التمر تُربى الأسماك والروبيان؛ بل قد يصح حتى الافتراض بأنَّ سكان الأمريكيين قد قرروا تبني الإسلام أفواجاً وولايات؛ وأن سويسرا قد قدمت طلباً للحصول على عضوية الانتماء إلى الجامعة العربية!
يمكن للناس الافتراض ما شاءوا أن يفترضوا، فأحلام اليقظة توزع مجاناً على الجميع وخصوصاً على المسلمين!
ولكنْ أن تكون "للإسلام علاقة بالحرية" فإنَّ أشراط الساعة لابد وأن تكون قد اكتملت!
2.
لماذا؟
لأنَّ المتناقضات لا تجتمع:
فإمَّا أن تكون هنا، وإمَّا أن تكون هناك؛
إمَّا أن تكون مسلماً وإما أن تكون حراً.
أمَّا أن يجتمع هذا وذاك " وعاشوا في تبات ونبات.. وخلفوا صبيان وبنات" فهذا افتراض لا تحتمله حتى السماء ولا يمكن أن يكون إلا حلماً جميلاً من أحلام اليقظة الإسلامية.
فمبدأ الثالث المرفوع لا يمكن أن يحتمل مثل هذا اللامعقول.
3.
لماذا؟
وها أنا أطرح السؤال مجدداً. فكأنني قد هربت منه بعض الشيء.
الحق أنني لم أهرب فليس ثمة اتجاه أهرب إليه من شدة وطأة هذا الخبر. فقد كنت أظن (وللظن مساوئ مستترة) أن المسلمين أكثر تواضعاً وأقلَّ طموحاً في اجتراح المعجزات التي من شأنها أن تغطي على معجزات كتابهم ونبيهم المختار!
ولكن:
ها هو ظني ليس في محله، بل لا محل له مطلقاً.
فعلى غفلة من الزمن قرر أحد المسلمين أن يحلم بالمستحيل بصوت عالٍ وكأنَّ الناس لن تسمعه واللغة لا تحتج عليه:
الإسلام دين بالحرية!
هل سمعتم خبراً أكثر تشويشاً من هذا الخبر؟
لماذا؟
4.
الإجابة في غاية البساطة والمرارة:
فالإسلام: لغةً وعقيدةً هو دين الخضوع والاستسلام؛ وعبادة هذا الـ"الله" لا تعني غير شيء واحد: 
العبودية
والعبودية "واجبة" في حق الله والإنسان "مسير"سبقاً منذ ولادته بقضاء الله وقدره المحتوم. وهذا كان من أكبر الخلافات بين المذاهب السنية ومنذ اللحظة الأولى لنشأتها مع المعتزلة على سبيل المثال، لا لسبب إلا لأن المعتزلة (المسلمين) قرروا بعقولهم أهمية حرية الرأي والإرادة.
أما الحرية:
فهي باختصار: الحق الذي يولد مع المرء ولا يموت معه في أن يختار ويفعل بوحي إرادته الشخصية من غير ضغوط أو جبر. بل أن الحرية تعني حق المرء في الشكِّ والسؤال والرفض والقبول والتعبير عن هذه الاختيارات علناً من خير خوف أو رقابة. ومن نتائج هذه الحرية مثلما حقه في الانتماء إلى الأديان مثلما يكون له الحق في تركها ونقدها إن شاء دون خوف على أمنه الشخصي وحياته.
الحرية هي أنْ تؤمن بالخرفات وإلا تؤمن بها علناً!
فهل يستقيم الجمع ما بين الإسلام والحرية؟
لابدَّ أن هؤلاء المسلمين قد جُنَّوا!

اقرأ أيضاً:


هل "آيات التحدي" دليل على صدق القرآن "!"

I challenge
1.
خلافاً للمسلمين "الصادقين" و "المتقين" و"الخائفين" من أي ظل للشكِّ أو محاولة للتفكير وإعادة التفكير بصدق وحقيقة الأشياء فإنني أريد أن أفترض بكل ما يفترضه المسلمون وأن آخذ فرضياتهم المتعلقة بـ"إعجاز" كتابهم مأخذ الجد[ على الرغم من أن الجدُّ قضية نسبية تماماً].
فالتفكير عموماً لا يضرُّ بالصِّحة والافتراضات لا تغير الوقائع!
2.
تقول آياتا التحدي (ولا اعتراض لي إذا كانت أكثر من ذلك: فأنا في مزاج افتراضي رائق!) ما يلي:
- "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" [سورة يونس/38].
- "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" [سورة هود/13].
إذن نحن أمام جُمْلتي أمرٍ (ورب المسلمين مغرم بالأوامر) للتحدي يَدَّعِي المسلمون بأنهما تمثلان "دليلاً" على صدق القريان، وَهُمَا:
- فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ!
- فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ!
3.
وها أنا أصطدم بأوَّل مشكلة من شأنها أن تعيقني، للأسف، من قبول ما كنت على استعداد لقبوله:
أولاً:
إن "تحدي الله" عبَّرَ عنه بكلامه هو "شخصياً" وإن كلام الله، كما يقول المسلمون، لا يحتمل الشك ولا التردد أو التغير والتراجع:
-"وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" [الأنعام/59]!
-" اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ. عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ. سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ. لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ"[الرعد/8-11]!
وإذا كان الأمر هكذا، وسأقبله على علَّاته جدلاً، فلماذا وهو الذي" عِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ " متردد ما بين "سورة مِثْلِهِ" "وعشر سور مِثْلِهِ"؟!
إنَّ للأرقام قيمة، وللقيم دلالة كمية ونوعية: فإذا ما كان التحدي " بِسُورَةٍ مِثْلِهِ" هو أمرٌ، فإن التحدي " بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ" أمر مختلف تماماً. ولهذا كان على الله أن يحسم أمره ويقرر: سورة واحدة مِثْلِهِ أمْ عَشْرٍ؟!
فالقدرة على خَرْقِ إعجاز عشر سور يعادل عشر مرات القدرة على خَرْقِ إعجاز سورة واحدة لا غير! وهذا أمر يعرفه الجميع وحتى أطفال المدارس.
وبالإضافة إلى ذلك فإننا [العقال من البشر] لا نتحدى شخصاً بقولنا له بأنه لا يستطيع أن يقطع مسافة كيلومتر واحد أو عشرة كيلومترات بخمس دقائق على سبيل المثال!
هذا تَحَدي مضحك وأقل ما يقالل عنه بأن "غريب". لأنه خال من شروط منسجمة!
4.
ثانياً:
ثمة مشكلة أخرى، لا تقل إزعاجاً، تعيقني من قبول افتراضات المسلمين [رغم استعدادي المسبق الصادق لقبولها)، ومن جديد اعتمد على ما يقولونه هُمْ عن "ربهم":
- "اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ اَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيم"[البقرة: 255]!
والسؤال المُقْلِقُ هو التالي:
كيف يحق لكائن مثل هذا الكائن "الهائل العظمة!" والذي لا "حدود لوجوده وعلمه وجبروته!"و"حجمه المكاني والزماني!" أن يتحدى أبناء (أو أحفاد) آدم الذي خلقه من طين لازب؟!
فإمَّا أن يكون "هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ... إلخ" وهذا يعني أنه ليس من العدل أن يتحدى أحفاد آدم بما هم عاجزون عن القيام به من حيث المبدأ " by default". فهو "الخالق" وهم "المخلوقون"؛ وإمَّا إنَّ الأمرَ يتعلق بـ"متحدٍ" باعتباره "شخصية طبيعية" ولهذا لا يحق له أن يختفي خلف قِناع " اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ "!
هذه قضية مبدأية لمن يولي أهمية للمبادئ وهي في ذات الوقت قضية منطقية سليمة لمن يحترم المنطق السليم.
5.
لكن الإشكاليات لم يتوقف ظهورها عند هذا الحد.
فالتاريخ بدون أدلة [ليست عقلية بل مادية] سيكون هراء لا غير.
إذ أنَّ على مَنْ يَدَّعِي بأنه تحدى الناس بعدم قدرتهم على الإتيان بـ"سورة مثله" أو بـ"عشرة مثله" أن يقدم لنا البرهان على شيئين:
أولا: بأنه قد تحداهم فعلاً وقد كانوا هُمْ على عِلْمٍ بهذا التحدي؛
وثانيا: بأنهم قَدْ عجزوا فعلاً عن الإتيان بـ"سورة مثله" أو بـ"عشرة مثله".
6.
للأسف تروي السيرة الأدبية للإسلام لنا قصةً "كأساطير الأولين" عن "متحدٍ" ما و"موضوع تحدٍ ما"، لكنه لم يقدم لنا أية أدلة:
- على شخصية المُتحدًّى: مَنْ هو؟ فمثلما شَتَمَ أبا لهب وزوجته بالاسم كان عليه أن يقول لنا من هو المتحدَّى؛
- وعلى حقيقة فيما إذا استطاع المتحدَّى أن يأتي بـ"سورة مثله" أو بـ"عشرة مثله" أمْ لا.
نحن لدينا صيغة واحدة للقصة من وجهة نظر المُتَحَدِّي لا غير. وإن مثل هذه القصة لا يمكن قبولها أمام أية هيئة للتحكيم.
7.
لكن الأمر الأكثر أهمية من كل هراء التحدي هذا هو أننا لا نثق بمصادر الإسلام عندما تتحدث عن المخالفين له. فهم على استعداد لتشويه صورتهم حتى لو كان أقرب الناس إليهم. نحن نعرف ولا تزال نصوصهم أمامنا ونقرأ كيف يشوه أصحاب كل مذهب إسلامي صورة أصحاب المذاهب الإسلامية الأخرى، فما بالك والأمر يتعلق بمخالف للإسلام جملة وتفصيلا!
إنَّ الإسلام قد دمَّر بصورة واعية وهمجية كل "الملفات" [كما فعلت أغلبية الدول الأشتراكية السابقة عندما دمرت أرشيف الأمن السري] المتعلقة بتاريخ المعارضين والمخالفين لمحمد بن عبد الله ومن ثم حدث ذات الشيء فيما بعد في بداية وخلال فترة متأخرة من تاريخ الدولة العربية/الأسلامية.
أمَّا ما وصل إلينا من نتاج ونشاط المعارضين، فهو لم يكن إلا بفضل سذاجة وبدائية تفكير الكتاب المسلمين الذين لم يكن بإمكانهم تنقيح كتبهم بصورة جذرية من الثرثرة والسرد الذي لا طائل من وراءه فخلفوا كماً هائلاً من التناقضات والأكاذيب والخرافات (رغماً عنهم) والتي ساعدتنا على التعرف على بعض الحقائق ومظاهر الحياة الدينية المعارضة آنذاك. فالطب الجنائي يقول لنا بأن مرتكب الجريمة يترك دائما بصماته وآثاره في موقع الجريمة، وكلما تطورت العلوم والتقنيات كلما أصبح من السهل اكتشاف هذه البصمات والآثار.
لكننا للأسف الشديد فقدنا إلى الأبد مئات الكتب القيمة للمعارضين الدينيين سواء في عصر التدوين أو فيما بعد. فهي قد دُمرت مادياً ولم يعد بالإمكان معرفة ما كانت تتضمنه. بل أن المسلمين (والعهدة على روايتهم) قد دمروا حرقاً أو تغطيسها بالحوامض حتى المصادر المكونة للقريان، بدءاً من عثمان وانتهاء بالخلفاء الأمويين.
ما هذا النزوع نحو تدمير التاريخ؟!
للتخلص من الأدلة على أكاذيب هذا التاريخ بالذات.
8.
زبدة الكلام:
ثمة مَنْ تحدى و"انتصر" مكتفياً بإعلان “تحديه" من غير أن نعرف موقف ورد فعل المتحدى!
وها نحن نطرح السؤال الذي لابد منه:
هل كان من الممكن (ونحن نتحدث عن عصر محمد بن عبد الله) أن يأتي أحدٌ من القبائل العربية "بسورةٍ مِثْلِهِ"؟
هذا سؤال نطالب أنفسنا به قبل أن يسرع المسلمون بالمطالبة به.
الجواب: نعم
9.
نحن نعرف واستناداً إلى نص "القريان"الحالي (الذي دام تحريره أكثر من ثلاثة قرون) أن الثقافة اللغوية لمثقفي قريش والقبائل الأخرى كانت كافية لكي يأتوا "بسورة مثله ".
فرغم الأمثلة القليلة (غير المزورة) التي سَلَمْت من يد الرقيب الإسلامي فإنها تكشف لنا عن خصائص لغوية وأدبية لا تقل قيمة عن نص القرآن. وأنا لا أتحدث عن الشعر فقط بل وعن النثر.
ولنقرأ بعض الأمثلة على قدرة الناس آنذاك أن يأتوا "بسورة مثله":
قُسِّ بن ساعدة الإيادي:
"أيها الناس: اسمعوا وَعُوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آتٍ آت، ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مُرساة، وأرض مدحاة، وأنهار مجراة، إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون، أرَضُوا فأقامُوا أمْ تركوا فناموا؟"
أو خطبة كعب بن لؤيّ:
" اسمعوا وَعُوا، وتعلَّمُوا تَعْلَمُوا، وَتَفَهَمَّوُا تفهموا، ليل ساج، ونهار ضاح، والأرض مهاد، والسماء بناء، والجبال أوتاد، والأولون كالآخرين، كل ذلك إلى بلاء، فصلوا أرحامكم، وأصلحوا أحوالكم، فهل رأيتم من هلك رَجع، أو ميتاً نُشر، الدار أمامكم، والظن خلاف ما تقولون"
أو خطبة أكثم بن صيفي:
"إن أفضل الأشياء أعاليها، وأعلى الجبال كلوكها، وأفضل الملوك أعمها نفعاً، وخير الأزمنة أخصبها، وأفضل الخطباء أصدقها، والصدق مَنْجَاة، والكذب مَهْوَاة، والشر لجاجة، والحزم مركب صعب، والعجز مركب وطئ، آفة الرأي الهوى، والعجز مفتاح الفقر، وخير الأمور الصبر، حسن الظنِّ ورطة، وسوء الظن عصمة، إصلاح فساد الرعية خير من إصلاح فساد الراعي، من فسدت بِطانّتُهُ كان كالغاصِّ بالماء، شرد البلاد لا أمير بها، شر الملوك من خافه البريء".
هذه النماذج مختارة من:
[جمهرة خطب العرب، ج1: العصر الجاهلي، أحمد زكي صفوت، مصر 1923]
10.
أليس أصحابُ هذه النصوص والعشرات الآخرون قادرين على أن يأتوا "مِثْلَهُ"؟!
سؤال للتأمل!



موضوعات قصيرة [9]: الحمد للفيل على ما أعطى والحمد له على ما أخذ

الحَمْدُ ِلْلِفيلِ عِلِى مِا أعْطَى وَالْحَمْدُ لَهُ عَلَى مَا أخَذَ!
[الحَمْدُ ِلْلِفيلِ عِلِى مِا أعْطَى وَالْحَمْدُ لَهُ عَلَى مَا أخَذَ!]

1.
يردد المسلمون من الصباح حتى المساء عبارات "الحمد" لله والشكر على نعمته!
-الحمد لله والشكر!
وهم في كل لحظة من يومهم يعتقدون "بإيمان عميق" بأنَّ حياتهم وصحتهم وعملهم هو "هبة" من رب جالس على عرشه ويوزع الأرزاق والفرص في الحياة والنجاح بالامتحانات والانتصار في الحروب فيما بينهم ويقصف عمر هذا وينقذ حياة ذاك فيلغون بإرادتهم كل الجهد الذي قضوه في الحقل، مثلاً، وزرع المحصول وحصاده من طلوع الفجر حتى غياب الشمس؛ بل يتناسون بأنهم حين يمرضون يتقاطرون زرافات على عيادات الأطباء من أجل الفحص وأخذ العلاج.
وعندما تسأله كيف حاله بعد أن فحصه الطبيب واشترى العلاج من الصيدلية:
-الحمد لله!
2.
في موضوع سابق لي [جدلية الأوهام الدينية] كتبت ما يلي:
"العقائدُ" كلُّها (من أي نوع كانت وفي أي زمان ظهرت) هي "عقائدُ" لا فرق بينها إن تعلقت بوجود رب متعالٍ مُفارِق أو مجتمع آري نقي، أو مجتمع شيوعي، وهي تعني بدورها:
افتراضَ وجودِ شيءٍ؛ افتراضَ حدوثِ شيءٍ؛ افتراض وجود ربٍ!
وهو محض افتراض لا دليل عليه ولا برهان يدعمه. والافتراضات الدينية (التي تُسمى عقائد) تفتقر تاريخياً إلى الدليل على ما تدعيه [الحق أنَّ هذا الافتقار من الوقائع المطلقة].
وحالما آمن "المؤمن" بصحة "افتراضات" عقيدته فإنه يصبح ضحية لديالكتيك الوهم الديني ويكتسب وهمَهُ الشخصي: بأنه على حق!
3.
ولكن حين يفترض المرء بأن الفيلُ الصغيرُ الذي يستوي أمامي على المكتب يتكلم ويحتسي القهوة ويقوم بإيراد الأدلة على ذلك فإنني لا أعتقد بأن هذا الافتراض بذاته يمكن أن يؤثر على وجوده وحياته اليومية وصحته.
فالبشر (الأغبياء منهم والأذكياء) وعلى امتداد قرون اعتقدوا وافترضوا بأن الأرض مركز الكون ومسطحة تدور حولها الشمس. لكن هذا "الاعتقاد" بحد ذاته لم يؤثر على حياة البشر بصورة مباشرة: فالأرض كروية وكانت تدور ولا تزال حول نفسها وحول الشمس!
والأمر لا يختلف عن قضية الفيل الأبيض الذي يقف مطمئناً على مكتبي.
فحالما ينتهي "الجدل العقيم" بكون الفيل الأبيض الصغير هذا يحتسي القهوة فإن "صاحبنا"، لا شك، سيعود من جديد إلى حياته اليومية الواقعية التي لا وجود للفيل فيها.
وكما يقول المثل العربي: تعود المياه إلى مجاريها:
فهو لن يعتمد على الفيل في عمله. إذ عليه أن يجتهد وأن يبدع حتى يتقنه ويتمكن منه؛ وهو لن ينتظر من الفيل الصحة والعافية وطول العمر (لا أعرف ما أهمية طول العمر بالنسبة للمسلمين وهم يعيشون في الفاقة والعوز طول هذا العمر الطويل!) وعليه أن يهتم بصحته ويلتزم بشروط النظافة والتغذية والراحة (إن توفرت هذه الشروط!).
بكلمات أخرى: 
سواء كان للفيل وجود حقيقي على المنضدة ويحتسي من قدح القهوة أم لا، فإن الأمر سواء.
4.
الكارثة البشرية (وكارثة المسلمين من هذا النوع) تبدأ عندما يربط صاحبنا (ومثله الملايين من الصحابة والأصحاب) حياته الفعلية (وهي معطاة لمرة واحدة لا غير one-way ticket) وصحته بوجود الفيل الصغير الذي يستوي أمامي على المكتب من غير أن يعبأ بأفكار الآخرين.
وهذا ما يدعو طوابير الناس تجلس على قارعة الطريق أمام بيتي (في هذه الحالة سوف يتحول بيتي إلى مزار) راجين أن يقدموا الحمد والشكر للفيل الأبيض الصغير.
وعندما يخرج من بيتي مَنْ استطاع الدخول بعد آلاف عبارات الرجاء ويسأله آلاف المنتظرين:
- والآن كيف حالك هل تحسنت بواسيرك؟!
سيقول "الحاج":
- الحمد للفيل!
5.
هذا هو "الله" الذي لا يكف المؤمنون من حمده وتقديم الشكر له.
إن فيلي الصغير لهو أكثر وجوداً من وجود "الله" وأكثر تأثيراً على الآخرين من حقيقة "الله"!
والسبب باد للعيان:
إنه حقيقة وجودية يمكن البرهنة عليها في حين لم تتمكن [ولن تتمكن] البشرية في البرهنة على وجود شيء اسمه "الله".
وإذ ليس في مقدور فيلي الأبيض الصغير على علاج البشر فهذا أمر لا يزعجني لأن قدرته العلاجية وَهْمٌ و"الحمد
لله"!


الإسلام دين عبودية [2]: ثقافة العبودية



1.
إن الهدف من هذا الموضوع يتعدى تقرير واقع "أن الإسلام لم يلغ العبودية". فهذا واقع لا جدال فيه (وإن جادل فيه المسلمون). إذ أن حصر "العبودية" في إطار "عدم إلغاء الرق" فقط ابتسار واختصار للقضية. وهذا ما يرحب به المسلمون دائماً حتى يتسنى لهم توظيف أسلحة اللغة العربية الفضفاضة والاستشهاد بنصوص أكثر "فضفاضية" (أو نصوص تروق لهم)، وهي نصوص مختلقة "حسب الطلب " تأتي مرة على لسان هذا ومرة على لسان ذاك.
فرغم أهمية النصوص (سواء كانت كاذبة أم لا، مختلقة أم لا) فإنها لا تستوعب فكر ة العبودية في الإسلام. إن "قبول العبودية أو "رفضها" هو ثقافة متجذرة سواء داخل المجتمعات المحلية أم داخل المجتمعات الافتراضية. ولهذا فإن السبيل إلى كشف "العبودية" هو الكشف عن انعكاساتها المختلفة في داخل الثقافة الإسلامية: نصوصاً وفقهاً وسلوكاً ولغة من جهة، والبحث عن تجلياتها في الموقف من الإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص وأسرى الحروب وسوق الرق والعبيد والجواري وثقافة اغتصابهن وغيرها من تجليات العبودية والرق.
وكالعادة ومن أجل التدليل على فرضيتي فإنني سأبحث الحقائق التي لا لبس فيها لكي أفضح ادعاءات المسلمين عن طريق فضح منطق وآلية تفكير "الكَتَبَة" من نوع كاتب قطعة الورق الذي يظنُّ بأنه سوف يخدع النمل ببساطة حينما يسمي "السُّكَّرِيَّة" مملحة!
هذا هو الهدف الأساسي: الحديث عن أوهام الكُتَّاب المسلمين وأحلامهم في أن يكون لهم تاريخ مختلف عما هو في الحقيقة عن طريق "الاختلاقات اللغوية" وذلك بالكشف عما هو مخف في ثقافتهم الواقعية التي تتجلى في مختلف مجالات الحياة.
2.
إن أحلام اليقظة الإسلامية تجعلهم عاجزين حتى عن رؤية أنفسهم وتقدير إلى أي درجة يستجيب ما يقولونه إلى الواقع التاريخي.
إنَّ هوية الإنسان ليس ما يعتقده هو عن نفسه بل ما يراه الآخرون.
فالسكران "يعتقد" صادقاً بأنه يمشي بصورة طبيعية بدون أن يترنح مطوحاً بجسده يميناً ويساراً؛ وهو "يعتقد" صادقاً بأنه لم يحتس إلا الشيء القليل من الكحول مع بعض الأصدقاء احتفالاً بعيد ميلاد هذا أو بالترقية الوظيفية لذاك وربما قد احتسى قدحاً أو قدحين (وربما ثلاثة أو أربعة أقداح) من الفودكا وقنينتين من البيرة و"ربما" احتسى بعد ذلك قدحاً أو قدحين (لا يتذكر بالضبط فقد أفرغوا أكثر من ثلاث قان) من النبيذ. ثم يضيف "صادقاً" بأنه في الآونة الأخيرة يبتعد عن "المبالغة" في الشرب!
إنها حقيقة السكير عن نفسه: فهو لا يسكر أبداً ولا يبالغ في الشرب مطلقاً!
3.
وعلى هذا المنوال يعتقد السذج من المسلمين (سواء كانوا "صادقين" في اعتقادهم هذا كالسكير أم لا) بأن الإسلام قد ألغى العبودية والرق "!"، وكما تقول الخرافات فإن الإسلام قد حرر الناس من العبودية والظلم وأصبحوا بقدرة "قادر" كأسنان المشط، لا فرق بين العبد والسيد إلا بالتقوى!
الحق أنه لا يستوجب العتب على هؤلاء "الغلابة" والمساكين. فهم لا يقرأون ولا يكتبون ولا علم لهم لا بحقائق الحاضر ولا بحقائق التاريخ.
إنهم مُسَيَّرون بقانون الجهل وجبروت الموروث الديني الذي ينشره رجال الدين وحكم التقاليد وما لا عد له من الإلزاميات والالتزامات الداخلية والخارجية على حد سواء.
أمَّا ما يتعلق بأنصاف المتعلمين وأنصاف الخريجين وأنصاف الأميين وأنصاف المهوسين وأنصاف المأجورين وحملة الماجستير والدكتوراه بقواعد الوضوء وآليات التيمم ومبادئ النكاح وقوانين الطهارة وذوي العمائم البيضاء والسوداء والطرابيش الحمراء الأزهرية فإن قضيتهم من نوع آخر تماماً.
فهؤلاء قد وقعوا في الفخ ولا حياة لهم خارج الإسلام. لأنهم من غير أية مؤهلات واقعية (لا مهنية ولا حسية) وما عليهم إلا الدفاع "بأسنانهم وأظافرهم" عن الوهم الغارقين فيه والذي هو مصدر "رزقهم" وما ملكوا أو ما سيمتلكون.
4.
هناك من "الظرفاء" المسلمين الذين يحلوا لهم أن يستخدموا (مثنى وثلاث ورباع) كلمات من نوع: العلمية والموضوعية والتاريخية وهلم جراً يجابهون بها من يتحدث عن العبودية في الإسلام بأنه ليس من الجائز أن نسحب الحاضر على الماضي. لكنهم بعد جملة أو جملتين تراهم برشاقة وخفة يسحبون الماضي على الحاضر حينما يصرون على القول بأن الإسلام: دين ودولة!
بكلمات بسيطة: هم يسعون إلى إقامة دولة إسلامية تخضع لقوانين القرآن وعلم الحديث!!!!!
5.
مثلما هم قد قرروا العيش في مملكة الوهم فأنا قد قررت ألا أقبل وجود هذه المملكة. فهي وَهْمٌ وسأستخدم هذه الكلمة "وَهْمٌ" عشرات المرات إن تطلب الأمر: إن مملكتهم هي مملكة وهم. ولهذا فإن:
الحرية فيها وهم!
العدالة فيها وهم!
احترام حقوق الإنسان فيها وهم!
أما الحقائق الواقعية، سواء في النصوص أو في الثقافة اليومية" فهي كالتالي:
-"وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"!
-" إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ"!
-"أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله عز وجل".
وإن الإسلام لم يلغ العبودية بل قننها!
وإن اغتصاب الأسيرات واستعبادهن جزء من العقيدة القرآنية!
وإن الإنسان عبد وخاضع جوهر العقيدة الإسلامية!
وإن الحرية الإنسانية وهمٌ في ظل عقيدة "القضاء والقدر"!

حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً [1]: Prelude

[1]
لكل كارثة بدايةٌ؛
ولكل نتيجة سببٌ!
هذا ما يقوله لنا قانون العِليِّة وما يقدمه لنا التاريخ الحقيقي للبشرية من أدلة.
فما نعتقد بأنه محض مصادفة أو قَدَرٌ سقط على رؤوسنا من السماء [حيث يتمطرح "ربُّ" العرش العظيم وقد بانتْ خصيتاه وهو محاط بالملائكة (1)] فإنَّ له جذوراً في الزمان والمكان. ولكن ليس من الضروري أنْ نبحث عن هذا السبب [البداية] في مكان قريب وزمان قريب من مسرح الكارثة نفسها. فهو في الكثير من الأحيان مستتر، غامض، بعيد عن الإدراك ويستقر في زمان غابر ومكان أكثر غبرة وعتمة.
وإذا كان بمقدور رفرفة جناحي الفراشة في لحظة ما وفي نقطة جغرافية ما أنْ تسبب إعصاراً في مكان ما وزمان ما آخرين بعيدين، فإنه من المنطقي تماماً أنَّ حدثاً جللاً، مثل ظهور عقيدة شمولية متعصبة متطرفة كالعقيدة المحمدية، أنْ يكون سبباً في الماضي والحاضر لكوارث لا يمكن أنْ تُقارن إلَّا بعشرات الأعاصير!
وأعاصير العقيدة المحمدية قد فاقت إعصار "كاترينا".
إنها أعاصيرُ عاتية جرفت في طريقها مدناً وثقافات شعوب متقدمة وقامت بتدميرها والاستحواذ على خيراتها مستعبدة رجالها ومغتصبة نسائها ومن ثم تذويبها بقانون السيف والنار والفرض والإجبار.
ليس هذا وصفاً مبتسراً أو تعميماً سريعاً وأقل ما يكون "إجحافاً" بحق الإسلام كما يدعي دعاة المسلمين ومؤسسات تنظيف التاريخ الإسلامي والمؤمنون بالسعالي والجن والملائكة والطناطل وإنما هو سلسلة من الأحداث التاريخية التي نمتلك من الأدلة الوثائقية على مصداقيتها ما لا يمتلك المسلمون ذرة واحدة منها للبرهنة على مصداقية ما يدعون.
[2]
التاريخ بئر عميقة.
بئر لا قرار لها. . .
وبداية هذا التاريخ في مكان ما من قعر البئر الذي ما عاد بإمكان أحد رؤيته والتأكد من وجوده. فهو هناك قابعاً في الروايات الكاذبة "المتواترة" التي لا دليل على صحتها ولا وثيقة تستحق القبول تدعم مصداقيتها.
إن تاريخ العقيدة المحمدية هو من بين تواريخ جميع العقائد الدينية [بسبب حجم الأساطير الهائل] التي تفتقر افتقاراً مهولاً للوثائق من أي نوع.
بل أنَّ "تاريخ" هذه العقيدة قد "كُتِبَ!" [ والتعبير الأصح هو: قد فُبْرِك] استناداً إلى ذاكرة العجائز بعد قرون من تاريخ نشأتها المفترض.
إنه تاريخ مصنوع من الادعاءات والأوهام والأماني والخرافات ومصالح الخلفاء والقبائل والأمراء والأساطير دُوِّن في مئات المجلدات وأُعيد تدوينه مئات المرات، ولكن لم يقرأه إلا القليل منهم. ولأنه تاريخ فضائح فقد صمت هذا القليل عليها.
ولهذا تركوا لنا، مشكورين "تراثاً" مدهشاً مليئاً بالتناقضات والترقيعات والنصوص المنتحلة والأكاذيب والأساطير الأدبية والمحالات . . والقائمة تبدأ ولا تنتهي.
[3]
في هذا التاريخ المزيف بصورة مثالية ونموذجية وقد عمل عليه مئات الرجال [من بخارى وخرسان ومباركفور وبلخ وطوس ونيسابور وطبرستان وتركستان وفاراب وفارس وزمخشر وجُرجان . . .] تم تزييف البدايات وأُضفيت عليها هالات القدسية حتى تحولت إلى ما يشبه "الحقيقة" التي تمتلك "مصداقية" يمكن الشك بحقيقة دوران الأرض حول الشمس (2) ولكن ليس بـ"حقيقتها"!
إنه "تاريخ" الشيوخ والكهنوت والرواة والأفاقين والكذابين وأنصاف المتعلمين وأدباء السلاطين.
تاريخ مُصْطَنَع مُنْتَحَل مُفَبْرك بـ"التواتر" منذ أكثر من 12 قرناً.
إنَّه صناعة إيمانية لاهوتية لا يمت للتاريخ الحقيقي بصلة.
إنه دخان أفيون(3).
[4]
وبداية كارثة مطيع الغائب [حمار القرية المُسالم]، وجميع سكان قرية "المجلجلة"(4) تقبع هناك في قعر هذه البئر التي لا قرار لها.
ولهذا فإنَّ أفْضَل معارف المحمدين هي الخرافات؛
وأفضل معارفنا لها قيمة الفرضيات.
غير أنَّ هذه الفرضيات تستند إلى "تاريخ" المسلمين بالذات. ولأنهم دمروا جميع الأدلة التي تفضح هذا "التاريخ" فإن التاريخ الذي لا دليل عليها لا يحتاج نقضه إلى دليل!
[5]
إذن كارثة الحمار مطيع الغائب لم تبدأ منه، ولم تكن من نتائج جغرافية الزمان والمكان للقرية التي لا وجود لها على الخارطة وقد لقى حتفه فيها [والتي سوف تختفي بقدرة قادر هي الأخرى مثلما اختفت الكثير من القرى الأخرى].
ومع ذلك فإن الجميع [تقريباً الجميع] ومن بينهم زوجته يحملونه تبعات ما وجد نفسه فيه من الكارثة التي يدعون بأنه قد أوقع نفسه في براثنها بإرادته.
ولا تتعدى هذه الاتهامات غير تصورات ضيقة لضيق أفق مواطني مملكة الظلام وقُراها التي ضاقت فيها الحياة للمختلف عنهم والمخالف لتصوراتهم الضيقة حتى أصبحت الحياة أضيق من خرم الإبرة.
- "أمشِ الحيط الحيط وقُلْ يا ربي الستر"!
هذا هو الشعار القومي الغالي على قلوب الملايين:
من بائع السمك حتى "أستاذ!" الجامعة وإنَّ معاينة الوقائع مِنْ قبل أيٍّ كان هي كفر وإلحاد وزندقة.
[6]
إذن البدايات هناك في ذلك الجحيم الصحراوي(5) من عالم منسي مجهول صنعته الهلاوس والخرافات؛
صحراء ينهرس تحت لهيب شمسها الناس والحجارة والحيوان وخلايا الدماغ. ولهذا قرروا هجرها أفواجاً [بل هربوا منها] إلى بلدان الوفرة محملين بالجوع والفاقة والعصبية والسيوف والرماح [ألَمْ يقل نبيهم بـأن رزقه تحت ظلال الرماح؟!]



[عالم البدايات . . .]

إنه هناك في قعر بئر التاريخ المظلم ولا نرى الآن غير نتيجة واحدة– واحدة فقط من ملايين النتائج العشوائية التي حُددت مسبقاً وقررت مصير الملايين:
كارثة واحدة من سلسلة الكوارث التي بدأت ولن تنتهي.
[7]
ومع ذلك فإن الشخصيات والأحداث في هذه الحكاية قد تكون من وحي الخيال وقد لا يكون لها علاقة بالوضع في الشرق الأوسط إلا باعتباره مكاناً ملهماً لا نمتلك غيره مكاناً لتاريخ البدايات؛ وإنَّ أي شبهٍ مع شخصيات أو حيوانات وأحداث فعلية فإنه قد يكون محض صدفة!
ولكن:
من هو الأحمق الذي يستطيع أن يدعي بثقة عالية بأنَّ ما حدث في هذه الحكاية لم يحدث قطُّ أو لن يحدث أبداً؟
ومن هو الأحمق الذي يجزم من غير تردد أو شكٍّ بأنَّ قرية "المجلجلة" لا وجود لها إطلاقاً أو أنها كانت في يوم ما في مكان ما من الشرق الأوسط وقد كفت عن الوجود؟!
إنَّ حقيقة وجود قرية "المجلجلة" ليس أقل احتمالاً من وجود "مكة" المحمدية التي لا آثار لها غير الأخبار المختلقة "المتواترة!"؛ كما أنها ليس أكبر احتمالاً من مئات الشخصيات المزيفة والأحداث الأسطورية والمعجزات الربانية التي رافقت "تاريخ" الإسلام أو صُنعت منها.
إنَّ الأمكنة والشخصيات والأحداث وسراب الصحراء العربية قد صُنِعَت من مادة روائية واحدة. فأصبح من الصعب فصلها عن بعض وإذا ما قرر المرء رفض عنصر واحد فإن عليه رفضها جميعاً.
لكن الواقعة" الوحيدة التي يمكن البرهنة عليها عيانياً هو السراب.
وهو سراب مديد . . .
وقد تحول هذا السراب الى "الماء" الوحيد الذي يغتسلون به، إن اغتسلوا؛ ويصنعون منه الشاي المطبوخ إلى درجة ترشح السموم، وهو نفس "الماء" الذي يتوضؤون به على طريقة القِطَطِ؛ وهو نفس "ماء" زمزم الخرافي؛ ونفس "الماء" الممزوج بماء الورد الذي يرشونه على أنفسهم طلباً للثواب في قبور الموتى "المعصومين"؛ وهو "ماء الوجه" الذي لم يعد أحد منهم يخجل من غيابه . .
إنَّه السراب المقدس:
سبات العقل وتحجر التفكير وعبادة الأوهام والوعي المزيف للذات والعالم.
مرحباً بكم في دار الإسلام!


هوامش:
(1) يقول المخرفون المغرمون بالمسافات والحجوم الخرافية: إنَّ بين "الملائكة" حملة العرش ثمة "ملاك" تُقَدَّرُ المسافة الفاصلة ما بينَ شَحْمةِ أُذُنِه إلى عاتِقِه" [وشَحْمَةُ الأُذُنِ هي الطَّرَفُ اللَّيِّنُ في نهايةِ الأُذُنِ، والعاتِقُ ظَهْرُ الكَتِفِ مِن أوَّلِه معَ أَسْفَلِ العُنُقِ إلى آخِرِه معَ مُلْتَقى الذِّراعِ] "مَسيرةُ" – والمسيرة هي مسافةُ 700 عامٍ![ [وهو حديث صحيح!]
فهمتوا؟!
(2) لا يزال الكثير من "فقاء" المسلمين يرفضون كروية الأرض، مثلما يرفضون حقيقة كونها تدور حول الشمس حتى اضطرت بعض المؤسسات الحكومية العربية أكثر من مرة إلى التدخل وإسكاتهم والتصريح بإن هؤلاء "الفقهاء" قد "أسيء فهمهم"! ولم يكن هذا "الاضطرار" حباً واحتراماً للعلم وإنما لدرء الفضائح العالمية!
(3) للمعلومات: النسبة الكبرى من كميات الأفيون المستهلك في العالم هو صناعة إسلامية – وبشكل خاص أفغانية ومغربية.
(4) لا أحد يعرف بالضبط لماذا تحمل القرية اسم "المجلجلة". وكما اعتاد المفسرون المسلمون عندما يتعلق الأمر بمعاني أسماء الأشخاص والمواقع الجغرافية أن يهرع كل واحد منهم إلى أقرب ما يخطر على باله من معاني اللغة وقد اختلفوا كالعادة. فمنهم من يدعي أنها من [جلجل] وتعني صوت الرعد؛ ومنهم من يقول أنها من "الجَلاجِل" وهي الأجراس الصغيرة التي توضع في رقاب الماعز والأطفال والمضحكين؛ ومنهم من قسم اليمين بأنها من [الجَلَل] وهو الأمر العظيم.
ولكن مطيع الغائب يعتقد أنها من [الجِلال] وهو سرَجْ الحمار. فسبب عدد الحمير الهائل في القرية فإن المار في أزقة القرية سوف يرى أمام كل بيت "جلالاً". وهذا المعنى هو الأقرب إلى المنطق والدقة والوقائع. فهو العارف بأمور القرية والحمير والناس وتاريخهم.
(5) من المعاني الأصلية لكلمة [جحيم] هو المكان الشديد الحر.

الفهرس <الحلقة الأولى >  الحلقة الثانية





أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر