1.
كانُ
السؤالُ يتردَّدُ كَتَعْوِيذةٍ سِحْرِيَّةْ:
" نَكُونُ أوْ لا نكونْ"!
وَلْمْ
نكنْ نَعي، أنَّ هَامْلِتَ مُغَفَّلٌ بَلِيدْ
لا
يفقهُ مِنَ التاريخِ شيئاً
لا
يُدْرِكَ جغرافيا المَسَافاتْ
كانَ
مثَالَنَا السَّخِيفْ
2.
كُنَّا
لا نُبْصِرُ الاحتمالاتْ،
ولا الفَرْقَ بين النظرياتْ
كنا
لا نُمَيَّزُ حَتَّى الفَرْقَ ما بين أصُولِ التَّفكيرِ ومَعْنَى الكلماتْ
كنا
لا نُمَيَّزُ حَتَّى الفَرْقَ ما بين بَنَاتِ الجَامِعَةِ والعَاهِرَاتْ
تَسُوقُنَا
الأيديولوجياتْ،
كأنَّنَا (ولنْ أخجَلَ) منْ صِغَار الحَمِيرْ
والآنَ
لا نَرَى إلا الاخْتيارَ الأخيرْ:
نهايةَ
الطريقِ وطعمَ الهزائمِ والخياناتْ
3.
ألَمْ
نَكُنْ نَقْرَأ وَنَبْحَثُ فِي المَكْتَباتْ!
ألَمْ نَكُنْ نَدَّعِي العِلمَ،
ونَفُكَّ ألغاز المتاهات؟
ألَمْ نَكُنْ نَدَّعِي العِلمَ،
ونَفُكَّ ألغاز المتاهات؟
فلماذا
لَمْ نبصر النَّهَايَات؟
ولّمْ
نكتشفِ الأوهامَ خَلَفَ الكَلِمَاتْ؟
ولماذا
لَمْ نرَ الفَرْقَ ما بين الحَقَائِقِ والخُرَاَفاتْ؟
كنا
نُفَكِّرُ ،
ونبحثُ،
ونتأملُ
صُوَرَ الناسِ والحيواناتْ
كنا
نتعاطى الخمرَ والتدخينَ ونرتاد المتَاحِفَ والحَاَناتْ
فلماذا
لم نكتشفْ حقيقةَ الأوهامِ والخيالاتْ؟!
4.
بحثنا
عنِ المدنِ الفاضلةِ ببوصلاتٍ "ُصنِعَتْ في الصَّينْ"
فكانتْ
تشيرُ لنا إلى بضعِ متاهاتْ:
موسكو،
صوفيا، برلينْ ..
كنا
نسألُ عَنْ موعدِ الطَّائراتِ والقِطَاراتْ
وعَنْ
تأشِيراتِ السَّفرِ
وعَنْ
أسْعارِ العملاتْ
كنا
نسألُ الكثيرَ ولَمْ نسألْ يوماً السؤالَ الوحيدْ:
هَلْ
هَذِي هيَ الطَّريقْ؟!
هَذِي
هِيَ نِهَايَةِ الأخطاءِ والحماقاتْ:
حَفْنَةٌ
من الأيَّامِ لا غيرَ وبقايا ذكرياتْ!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق