منع

فذلكات لغوية وأسالبيب قرآنية ...



[هذه هي لغة الكهنوت الإسلامي!]

1.
لم يخضع كتاب ديني “للمناورات اللغوية" و"الألعاب البهلوانية" مثلما خضع القريان! وهو لايزال يخضع لهذه المناورات حتى الآن!
إن الهدف الوحيد من هذه "المناورات" هو الدفاع عن "نص القريان" بعد أن اتضح للقراء المعاصرين لا معقوليته الدلالية من جهة، وسعياً إلى التوصل إلى معنى محدد ينقذ هذا النص ويزيل هذه اللامعقولية من جهة أخرى!
وفي الجزء الأعظم من هذه المناورات تتم هذه "العملية" بصورة مكشوفة وواعية (إذا كان ثمة وعي بذلك) حيث يتم "لوي عنق" اللغة العربية إلى حد إزهاق روحها!
لقد نشأت هذه الظاهرة منذ بداية مرحلة ما يسمى "بالتدوين" ومن ثم محاولة إعطاء "دلالات منطقية" للنصوص لا تتعارض مع الأفكار المسبقة لما ينبغي أن تكون عليه دلالات القريان أو العقائد الإسلامية المتفق عليها، مسبقاً، بالعصا السحرية التي تسمى "الإجماع"! وإن "استخدام" اللغة العربية كمنافذ للهروب بصدد تفسير نص القرآن يصح هو الآخر بالعلاقة مع "تفسير" نصوص الأحاديث أيضاً.
2.
فاذا ما أخذنا بنظر الاعتبار القاعدة الفقهية والمبدأ الأصولي بكون أحاديث محمد تمثل تفسيراً وتوضيحاً لنصوص القريان، فإن بذل جهود "جبارة" للوصول إلى تفسير معقول منطقياً لأحاديث محمد هو أمر عبثي من طراز فريد:
فالنص "المُفَسِّرُ" للنص "المُفَسَّرِ" يتحول إلى نص يحتاج إلى "تفسير"!
3.
أما من الناحية التاريخية ـ الوقائعية فإن مراكز السلطات الدينية قامت خلال مرحلة التدوين، عملياً، "بكتابة" جديدة للقريان ليس عن طريق التفسير المتحرر من أية قيود منطقية وعقلانية وعمليات "التأويل" الاعتباطية فقط بل وعن طريق "اختلاق" إطار معقول للنص القرياني بما يسمى بــ " أسباب النزول" والحديث. وهذه هي الظروف التاريخية التي أعطت الدلالات التي ورثناها!


4.
هذا هو المنطق المتغلغل (والمكشوف بالعين المجردة في نفس الوقت) في كامل التاريخ النصيِّ للقريان والحديث والإسلام. حتى أضحى من المستحيل تفسير النصوص العقائدية الإسلامية من غير هذا المنطق التبريري الساذج.
غير أن التراجيديا التاريخية هي أن مرحلة التدوين لم تقم بـ “صنع الدلالات" فقط بل وقامت بتدمير جميع الوثائق التاريخية الممكن وجودها آنذاك وتجاهلت كل الحقائق الممكن وصولها بما يتعلق بالفترات الإسلامية السابقة والحقائق المتعلقة بـ “القريان" والتاريخ الإسلامي ذاته.
وفي عصر الإنترنيت تحولت هذه "المناورات" و"الفذلكات" إلى ظاهرة شاملة في متناول الجميع: أساتذة اللغة العربية منهم وأنصاف المتعلمين ورجال الدين والمراكز الجامعية على حدٍ سواء!



وهو تكرار ممل وسخيف في ظروفنا الثقافية المعاصرة وقدرتنا على الوصول إلى حقائق ومعلومات ما كانت بمتناول السلف "المؤسسين" لهذا المنطق، بل ولم يكن يخطر على بالهم (وكأنه لم يخطر حتى على بال الخلف أيضا) بأننا بلمح البصر نستطيع مقارنة العشرات من النصوص وأن نكشف بثوان عن مختلف الجمل وعن عشرات الكلمات في أي نص نرتئي تحليله. بل لم يخطر على بالهم أن يكون في حوزتنا ليس ما كان في متناول "السلف" من كتب اللغة، بل أضعافها، وفي مقدورنا بسهولة خارقة التعرف على مضامينها والتحقق من رأي مختلف المدارس اللغوية والاتجاهات الفكرية!
5.
هذا هو مصدر الكابوس الإسلامي ولا تنفع جميع المحاولات الترقيعية والتقنيات التبريرية. بل إن هذه "الفلسفة" تزيد الطين بله وتدفع بهم إلى "مصائد" ومفارقات مضحكة وتفسيرات لا معقولة مضاعفة.
والحل بسيط جداً للخلاص من هذا الكابوس:
الاعتراف بالأخطاء اللغوية النحوية والإملائية؛ والاعتراف بعدم معرفة معنى الكثير من كلمات القريان أو الرجوع إلى أصولها الآرامية والعبرية والحبشية والفارسية وغيرها وقبول حقيقة الأصول المختلفة لنصوص القريان والتدخلات التاريخية والفوضى التي تعصف بكل سوره والتخلي عن الترتيب اللاتاريخي لسور القريان والاعتراف بأسطورية الحديث وأمور أخرى يعرفها أغلب دارسي القريان والحديث والنصوص الإسلامية الأخرى.
وإذا ما بدا هذا الحل للدوائر المتحكمة بواقع الإسلام بأنه أمر كارثي ومستحيل، فإن لحقائق الواقع قوة القوانين الطبيعية التي لا يمكن تغييرها:
فالسرطان المستفحل والمتغلغل في جسد المرء لا يمكن علاجه بأقراص الأسبرين وإن العمليات الجراحية المتطرفة لاستئصال الأورام السرطانية والتي تفرض في كثير من الأحيان استئصال عضو بكامله لا مفر منها!
6.
هذه هي الحقيقة.
وإذا شاءوا إن يضربوا رؤوسهم بجدارها بدلا من إدراكها - فهم أحرار!

 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر