منع

كيم جونغ أون: " I Want to Break Free"

 

1.
الرفيق يغني!
ليشير لي القراء الذين لا يقدرون حق القائد الملهم كيم جونغ أون الخفيف الظل دكتاتوراً عربياً واحدا بكل هذه البهجة وتمجيد الحرية كما هو الرفيق كيم جونغ أون!
ليقدموا لي مثلاً واحداً يمكن أن يكون في مصاف الروح المنطلقة والفرح الغامر الذي يتصف به القائد الملهم كيم جونغ أون!
لا يوجد!
وهذا ما يعرفه الجميع.
2.

" I Want to Break Free"
- أريد أن أتحرر!
هذا ما يتغنى به الجيش والشرطة وقوات الاحتياط وهيئة أركان الجيش وقوات المدفعية والقوات الجوية وحرس السواحل وفرق المظليين والأمن والمخابرات و"الفتيات الحسناوات" - الفرقة الموسيقية الخاصة للرفيق القائد وفي مقدمة الجميع: القائد الملهم كيم جونغ أون الخفيف الظل!
3.
تعالوا إلى بلاد الحرية!
بلاد القائد الملهم كيم جونغ أون الخفيف الظل!















عندما يؤمن المسلم بـ"اللاشيء"! [الله في دماغ المسلم فقط]

الوجود الوحيد لـ"رب العالمين!" هو في مخ المسلك!
[هذا هو الإله والكل يعرف ذلك!]

1.
لا أرغب ولا أسعى إلى إقناع أحد بأنَّ "رب العالمين" لا وجود له إلا في عقول المؤمنين به.
فقد أصبح هذا الموضوع مملاً ومثيراً للقرف. إذ كيف يمكن أن تقنع أحداً يؤمن باللاشيء بأن اللاشيء لا يعني شيئاً غير العدم والعدم لا يستحق الإيمان؟!
بل أنَّ الأصنام أكثر حضوراً من فكرة "رب العالمين"!
بكلمات أخرى: أنك تستطيع أن تؤمن باللاشيء – والدليل على ذلك هو أنك تؤمن به فعلياً. غير أن القضية الأكثر أهمية هي فيما إذا كان ثمة جدوى من أنْ تخسر سنين حياتك على الأرض (وهي الحياة الوحيدة التي تمتلكها) في السير على طريق لا تؤدي في أحسن الأحوال إلى شيء غير الهاوية.
فإذا كنت تعي هذا وتفهمه، فأنت حرٌّ:
لتؤمن باللاشيء!
2.
إن ما أريد قوله هنا هو أنك الشخص الوحيد المقتنع بجدوى الإيمان باللاشيء.
لماذا؟
لأن الإيمان كالتفكير والتنفس والعطش: فعل فردي ذاتي شخصي لا يستطيع أحدٌ آخر أن يقوم به بدلاً عنك. وإذا ما كان إيمانك قائماً لأنَّ ثمة آخرين يؤمنون باللاشيء فإن هذا يعني أن الإيمان باللاشيء هو أيديولوجيا حزبية دينية وليس عقيدة دينية.
أنْ تؤمن يعني أنْ تعتقد بالشيء وحدك فقط ولنفسك فقط.
وحالما يتجاوز إيمانك ذات نفسك فإنه يكُّف من أن يكون أيماناً.
إذن أنت عملياً لا تؤمن باللاشيء، لكنك تعتقد بأنَّ هذا "اللاشيء" يستحق الإيمان بسبب إيمان الآخرين. وبالتالي فإنَّ الأغلبية العظمى من المسلمين، وكل على انفراد، لا يؤمن إلا لأنَّ "الآخرين" يومنون!
3.
فإنْ لم أرد أن أقنعك بعدم جدوى الإيمان باللاشيء فإنني أريد أن أسألك:
هل تعتقد بأنَّ ربك (أو اللاشيء) الذي تؤمن به بهوس هو أكثر واقعية وأفضل من رب الآخر (أي: لاشيئه)؟
هل تعتقد أنَّك بإيمانك باللاشيء ستحقق "شيئاً" أكثر جدارة من "اللاشيء"؟
وهل تعتقد بأنَّ حياتك بدون هذا اللاشيء يمكن أن تكون أسوا مما هي الآن؟
مساحة سوداء ورمز لبطارية فارغة
4.
أنت فرح وفخور بأنك تؤمن.
وهذا أمر غريب. فحياتك تتسرب من بين يديك وأيامك تتبخر أمامك بالمعنى الحرفي للكلمة.فـ" اللاشيء" يحل محل وجودك – بل هو وجودك بالذات.
- أنت خائف مما يقوله "نبيٌّ" لا دليل على نبوته، قد اختاره "رب" لا دليل علة وجوده!
فهل تعتقد بأنَّ محمداً لو كان يؤمن حقاً بوجود "جهنم" سوف يوافق على أن يكون مثوى والديه؟
فإذا كنت تعتقد هذا حقاً فإنك مغفل!
هو على يقين بأنَّ لا جنة ولا نار أولاً؛ أما إذا كان يعتقد حقاً بوجود جهنم فإنه على يقين أيضاً بأن مثواك الأخير هو الجحيم مهما فعلتَ ومهما صليتَ وصمتَ ثانياً. أليس هو القائل:
"لن يُنْجى أحداً منكم عملُه، قالوا: ولا أنت يا رسول الله! قال: ولا أنا، إلا أن يَتَغّمَّدَنِي الله برحمة ... إلخ"!
فهل تعتقد بأن "اللاشيء" سوف يتغمَّدك على الرغْم أنَّ "نبيك" بالذات لا ثقة له بهذا "التغمد"؟!
5.
حسناً:
أنت تصرُّ، لأسباب تجهلها لكنها تضغط عليك، بأنَّ عليك الإيمان بـ"اللاشيء". فأنت لا تعرف السبب – لقد أعطوك أسباباً منذ الطفولة وما عدت قادراً على التملص منها.
ولهذا لماذا لا تستكين وأخيراً وتعيش حياتك الشخصية على الأرض – وهي الحياة الوحيدة؟!
لماذا أراك، أيها المسلم، مُسْتَنْفَراً، مُسْتَفَزَّاً، مهوساً ليل نهار بهذا "اللاشيء"؟ هل لأنك تشكُّ به وعاجز عن التخلص منه فيدفعك الشكُّ إلى المبالغة بالإيمان؟
تأمل نفسك لعلك تأمن شرُّ الإيمان بـ"لا شيء" لا يجلب لك أيَّ شيء غير الخذلان قبل فوات الأوان!



ليس للموضوع بقية . . .


الإنجازات التاريخية لجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية في عهد الرفيق القائد البارز كيم جونغ أون

رأس السلطة كيم جونغ أون
1.
إنَّ قلمي ليعجز عن التعبير، والكلمات قاصرة عن وصف منجزات الرفيق والقائد الملهم والعبقري كيم جونغ أون.
الذي أخذ بيد الشعب الكوري إلى قمة المجد وحقق انتصارات ساحقة لم يسبق لها مثيل ما استطاع أحد غيره تحقيقها.
2.
ليس الشعب الكوري الشمالي، كما يعتقد البعض، شعباً متبطراً كباقي الشعوب؛ وليس شعباً أنانياً لا يرى غير مصالحه الذاتية الضيقة؛
الشعب الكوري الشمالي شعبٌ أصيلٌ وفخور بأصالته وهو يناضل من أجل السلطة الشاملة القوية الجميلة ولكن ليس لنفسه، كما تفعل الشعوب الأخرى المدللة، وإنما لرأس السلطة للقائد الملهم والابن الحنون للشعب الكوري الشمالي كيم جونغ أون الجميل والخفيف.
فلكي يستطيع الشعب أن يتمتع بالخيرات الوفيرة والحرية الواسعة الآسرة والبهجة الغامرة فإنه لابد من وجود عدالة. ولا يمكن للعدالة أن تقوم بدون قائد عادل حكيم مُلهم وجميل لا يسعى إلى السلطة من أجل السلطة، ولا يريد السلطة لنفسه وإنما لكي يذود بها عن حمى جمهوريتنا الديموقراطية الشعبية المظفرة ضد مؤامرات الإمبريالين والرأسمالين المقيتة.
جماهير كورية فرحة بالقائد
إنَّ هدف القائد الشاب المُلهم كيم جونغ أون هي سعادة الشعب – وسعادة الشعب وبهجته فقط من جميع الفئات، لا لهذا أو ذاك فقط، كما يسعى الرأسماليين المقيتين.
3.
لقد قطعت جمهورية كوريا الشمالية أشواطاً مهمة في إرساء البناء الاشتراكي الحكيم وإقامة المشاريع التنموية العملاقة والخلاقة استلهاماً للبرنامج البعيد المدى الذي صممته عبقرية المؤسس الملهم كيم إل سونغ والقائد العزيز كيم جونغ إل وأخيراً أصبحت الثورة والتطور الاشتراكي الناجح في يد كيم جونغ أون الشاب الخفيف والجميل والعبقري.
4.
لا يمكن أنْ يكف القلم عن الكتابة والقلب عن التعبير بالجميل للقادة العظام الذين استطاعوا أنْ يعيدوا ثروات البلاد إلى يد الشعب ومن أجل خير وازدهار الأمة الكورية الشمالية العظيمة بقيادة حزب العمال الكوري وبرئاسة القائد الملهم كيم جونغ أون الشاب الخفيف والجميل والعبقري.
كيم جونغ أون وسط الجماهير
4.
إنه قائدنا المحبوب الخفيف والجميل كيم جونغ أون الذي يتفانى الشعب في حبه واحترامه وتبجيله وبذل كل غال ونفيس من أجله ومن أجل الاقتراب منه.
5.
ولهذا فإن الإمبرياليين والرأسماليين المقيتين مغتاظون من ذلك. فهم لا يفهمون بأنَّ من مصلحة وأهداف الشعب هي الحياة وتوفر البضائع "!" وغياب البطالة "!" وانعدام الفقر "!"في كوريا الشمالية الديموقراطية الشعبية لا أوهام الحرية والديموقراطية أو ممارسة السلطة أو العمل على تفرقة الصفوف وإحداث القلاقل. فكل مواطن في مكانه الملائم والصحيح لا أنْ يلتهي بأمور لا يفهمها ولا يعرف إدارتها.
6.
ولهذا فإنَّ الجيش والشرطة الشعبيتين جداً في قبضة قائد الشعب القوية والحازمة وليس في يد أعدائه من الرأسماليين واللامباليين المقيتين.
كيم جونغ أون وسط قوات الجيش وجندية باكية تحضنهفالجيش والشرطة وجميع الأجهزة الدفاعية عن الثورة والشعب تقف معه وإلى جانبه صفاً واحداً وتتمنى لمسه ولو قليلاً والاقتراب من جسده الخفيف والجميل.
وكما تشاهدون الجندية المقدامة الجميلة آن يونغ مي التي تركت طفليها وزوجها المريض وجاءت تسعى إلى معانقة القائد الملهم كيم جونغ أون الشاب الجميل والعبقري حتى تستلهم منه القوة والدروس والحكمة ومثال القدوة والفخر المتعالي.
7.
في كوريا الشمالية الديموقراطية الشعبية من حق المواطن أن يحب القائد، ومن حقه أن يمدحه كثيراً وأن يمنحه التقديس والتبجيل، ومن حقه أن يسمع كلامه؛ ومن حق الشعب أن يدافع عن القائد حتى الموت، ومن حق المواطن أن يطيع القائد الملهم ويمشى على خطاه.
فهذه هي الحرية اللامحدودة التي تحلم بها البشرية استناداً إلى التراث الديموقراطي للشعب الكوري الأبي.
وقد منح الدستور الكوري جميع المواطنين حق السير في الشوارع جنباً إلى جنب القائد الملهم.
كيم جونغ أون وحده في شوارع أحد الأحياء الفارغة من الناس
فها هي الشوارع مكتظة بالناس والحياة والسعادة. فالمواطن الكوري الشمالي يولد حراً ويموت حراً في جمهورية كوريا الشمالية الديموقراطية ولا يغادرها ولن يغادرها إلا تنفيذاً لرغبة القائد الملهم المحترم جداً من قبل جميع المواطنين.
كيم جونغ أون وحده في شوارع أحد الأحياء الفارغة من الناس
فنحن نولد على أرض كوريا الشمالية الديموقراطية الشعبية بفضل قيادة الحزب والقائد لا من أجل أهداف عشوائية لا معنى لها، وأغراض شخصية ضيقة، ورغائب ذاتية مقيتة من أجل عوائلنا وأطفالنا وإنما فقط وفقط من أجل قائد الدولة الملهم كيم جونغ أون الشاب الخفيف والجميل والعبقري الذي بفضله وبحكمته نعيش ونحصل على غذائنا وشربنا ومساكننا ونمتلك القوة والتحدي الكبير.
ماذا كنا قد فعلنا لولا القائد الملهم كيم جونغ أون الشاب الجميل والعبقري؟!
وكيف كان بإمكاننا أن نواجه تحديات الحياة بدون القائد الملهم كيم جونغ أون الشاب الخفيف والجميل والعبقري؟!
8.
نحن نؤمن من الأعماق بأنَّ وجود القائد الملهم كيم جونغ أون الشاب الجميل والعبقري هو ضرورة تاريخية لوجود الشعب الكوري الشمالي البطل، وحتمية تاريخية لمواصلة الدرب الذي بدأه الأب القائد المؤسس كيم إل سونغ ومن ثم القائد العزيز كيم جونغ إل.
سوف نواصل الطريق مضحين بمصالحنا وحياتنا ورفاهيتنا من أجل شيء واحد واضح ومحدد: وهو قوة وحياة قادة الشعب الأبطال ومن أجلهم فقط.
تحيا كوريا الشمالية الديموقراطية الشعبية!
المجد والخلود لقادتنا العظام الأب القائد المؤسس كيم إل سونغ ومن ثم القائد العزيز كيم جونغ إل!
الحب الكبير والتثمين العالي والطاعة المختارة التي لا حدود لها لابن الشعب البار والغالي القائد الملهم كيم جونغ أون الشاب الخفيف و الجميل والعبقري!
وثورة حتى النصر!


انظر واستمع:
مارشات كورية بهيجة ومسيرات عسكرية متفائلة بمناسبة الذكرى الـ 70 لتأسيس جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية حيث يتحول الجنس البشري إلى "أشياء" متحركة مدهشة خلابة:

تنبيهات هامة:
1. إنَّ أيَّ تشابه في ألقاب قادة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية الجميلة مع ألقاب الحكام العرب الجميلين التي سبق وأن أشرت إليها في مواضيعي مثل [ "القائد" و"الرئيس القائد" و"الأب الحنون" و"حامي الحرمين" [طبعاً سوف أغض النظر عن التحوير السياسي الحقود "حرامي الحرمين"] و"الزعيم المقدام " و"قائد الإنسانية" و"صاحب القلب الكبير" و"الحامي" و"الراعي" و"القائد الحاني" و"المعلم" و"قائد العمل الإنساني"] مثلما يتعلق الأمر بالأحداث والمنجزات الكبيرة للأنظمة العربية هي محض صدفة.
2. ربما سوف يتساءل أحد القراء الظرفاء [الذي يعرف ما يجري في دولته من خلال محطات الإذاعة والتلفزيون الرسمية] لماذا أتحدث عن الإنجازات التاريخية لجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية الجميلة ولم أتحدث عن إنجازات الحكام العرب؟
فجوابي بسيط جداً. فقادة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية الجميلة مجرد مثال ملهم، قد يكون فيه بعض الاختلاف عن الحكام العرب الذين لا يقلون جمالاً لكنهم مصنوعون من نفس الطينة. فـ"رب العالمين" رب الأكوان والأرضين والصوماليين "يخلق من الشبه أربعين".
فلا تحزن أيها القارئ!

وأخيراً:
هل أدركت أيها القارئ مغزى هذا الموضوع السريالي؟




سؤال من "رب العالمين" عن إسرائيل وفلسطين: لماذا تخالفون كلامي أيها المسلمون؟

[رب العالمين غاضباً: من أنتم حتى تأوِّلون كلامي أيها ...... - توصيف جارح]


1.
استناداً إلى "سيد المرسلين" [وهذا ما يعرفه الكثير  الملحدين والمسلمين] بأنَّ ربَّ العالمين" قد قال بلسان موسى [الشخصية المحورية في كتاب المسلمين]:
"يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين"!
فــ" قالوا يا موسى إنَّ فيها قوماً جبارين وإنَّا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنَّا داخلون" - ولهم الحق في ذلك فهم خائفون. فالناس لا يريدون المجازفة بحياتهم وهناك " قوم جبارون".
فغضبَ "رب العالمين" فأزبد وأرعد وتَعَصَّبَ وقال نقلاً عن موسى طبعاً:
"فإنَّها محرمة عليهم أربعين سنةً، يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين".
2.
وهذا كلام غريب عجيب من "ربٍ" كـ"رب العالمين".
فما هو وجه "الفسق" في خشية الناس من "القوم الجبارين"؟ ولماذا يعاقبهم لأنَّهم خائفون؟!
أليس من المنطقي [والله يعرف ما في السماء والأرض] أن "يبيد" "القوم الجبارين" على عادته المعروفة مرسلاً لهم طيراً أبابيل أو"طوفاناً" من هنا وبضع "صواعق" من هناك ويمهد الطريق لبني إسرائيل الذين "اختارهم" هو شخصياً وعلى علم من لدنه وفضلهم على العالمين أجمعين؟!

ولماذا يأخذ بيده اليمنى ما أعطى باليد اليسرى [أو بالعكس]؟

3.

ومع ذلك فلننس هذه المَخْرَقَة.
وهكذا وبعد أنْ انقضت الأربعون سنةً، وبعد أنْ قضى منهم من قضى نحبه، وحسب الكهنوت التفسيري، وبقيادة يوشع بن نون [وقد اختلفوا هنا أيضاً إن كان هو أم موسى] عاد من تبقى من بني إسرائيل إلى "الأرض المقدسة" التي وعدهم بها "رب العالمين" ولا أحد يعرف "العبرة" و"الحكمة" من هذا غير أنَّ له "علم".
4.
ولأنني أعرف "ملاعيب" و"شقاليب" المسلمين فقد "بحثتُ" وبقدر ما تسمح لي "سنين عمري" في كتب التفسير لعلني أجد ثمة "تخريج" كالعادة و"تأويل" فيه مزيج من الفرادة والتخييل للرقم "40 عاماً" يقلب الأمور ويحبط السرور على بني إسرائيل.
ولكن، لا أعرف هل هو "لسوء الحظ" أم " لحسن الحظ"، لم أجد غير شيء واحد لا غير:
الـ 40 سنة الواردة في "كلام رب العالمين" هي 40 سنةً بالكمال والتمام لا تأويل فيها ولا ألعاب حسابية وأرقام انقلابية – 40 سنة كاملات من غير تورية ولا مجاز. فـ" ربُّ العالمين" يعرف علم الحساب والمعادلات.
5.
وهكذا واستناداً إلى كتاب المسلمين بالذات وهو " قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ!"، ولم أضف منى ولا كلمة واحدة، يظهرُ بأنَّ "رب العالمين" قد وهب بني إسرائيل أرض فلسطين هبة لا رجعة فيها لهم ولأحفادهم وأحفادِ أحفادِ أحفادِ أحفادِهم إلى يوم الدين . . .
6.
وهذا هو عين السخف الديني، أيها القارئ الذي لم يودع عقله!
بل إنه مصيدة وقد عجز الكهنوت الإسلامي عن الخروج منها من غير ذَنَبٍ مقطوع:
فـ"رب العالمين" وحسب كلام "سيد المرسلين" قد فضَّل بني إسرائيل على العالمين ووهبهم فلسطين حتى يوم الدين وانتهى الموضوع!
فهل يساوي هذا "الكلام" شروى نقير؟
 
تنبيه [وغالباً ما لا ينفع التنبيه]
الكل يعرف بأنني لا أشتري "كلام الله" بفلس واحد [أو شيكل واحد – حسب وجهة نظر المدعي وليس المدعي عليه]؛
ولا أشتري كلام "أنبياءه" و"أئمته" بذات الثمن. فهو [أيْ الكلام] وهُمْ على حد سواء خرافةٌ من أكثر الخرافات قدماً في التاريخ وأبعد ما يكون عن العقل والمنطق السوي؛
ولا أشتري كلام الكهنوت الإسلامي ولا مريدي العقائد الدينية جميعها وأياً كانت حتى بأقل من فلس واحد فهو تخريف ومَخْرَقَةٌ.
فليست "الأرض" ملكاً لخرافة "قرروا" أنَّها "قررت" أنْ تهب لهذا أو ذاك وما شاءت أنْ تهب.
فالأرضُ في فجر التاريخ البشري ما كانت لأحد وسكنها البشر من غير أنْ يأخذوا موافقة أحد. ولأن الحضارات تقوم وتنهار وتحل إحداها محل الأخرى، والبشر يهاجرون من مكان إلى مكان طلباً للماء ووفرة الغذاء ومناطق صالحة للرعي والعيش؛ وحدثت آلاف الكوارث الطبيعية، مثلما اندلعت آلاف الحروب والحرائق فبدلت الكثير من بقاع الأرض سكانها، مثلما بدل الكثير من البشر سُكْنَاهم ومواقع استقرارهم، حتى لم يعد يُعرف من كان هنا، وأين هاجر، ومتى جاءت هذه الأقوام إلى هذا أو ذاك المكان حتى ظهور الدول والحُكَّام وأصحاب المقاطعات فقاموا بترسيم الحدود واقتطاع الأرضي والسيطرة عليها إما استناداً إلى مبدأ الأسبقية أو بالقوة والاستحواذ.
و"فلسطين" التي يموت من أجل السكن فيها الآلاف من الأبرياء سكنتها أقوام كثيرة واحتلتها أقوام كثيرة بالسلم مرة وبالغزو وحدِّ السيف ومبدأ الاستحواذ مرات كثيرة من الآراميين واليهود والروم، وسبقتهم أقوام أكثر قدماً، حتى وصل أعراب الصحراء ، ثم سكنها يهود ومسيحيون ومسلمون؛ فتخالطوا واختلطوا فاختلطت الأصول مثلما اختلطت الفصول وها نحن أمام كوارث التاريخ ومآسيها وحسب الأصول!
هل اتضح الأمر؟
واستناداً إلى حكم التاريخ [وأحكام التاريخ ليست عادلة دائماً] ووقائع السياسة و"موازين القوى" وافق الفلسطينيون أنفسهم والغالبية العظمى من البشرية دولاً وحكومات ومؤسسات ومنظمات [والحكومات العربية من بينهم] على أنْ تقوم دولتان: إسرائيلية وفلسطينية كاملتا الحقوق والشرعية لكي يتنفس الشعب الفلسطيني الصعداء والعيش بسلام.
هل اتضح الأمر؟
 
إشارة أخيرة:
هذا النص، الذي يسميه المسلمون "سورة المائدة"، هو واحد من أكثر الأدلة قوة وعمقاً على الأصول التوراتية لكتاب المسلمين – بل يكشف عن الميل العاطفي العميق لمؤلف [أو مؤلفي] القريان إزاء بني إسرائيل وشغفهم بهم. فهذا الكتاب "القريان" كتاب يروي قصة موسى [يرد اسمه 136 مرة بينما اسم محمد قد تم حشره لاحقاً 4 مرات] وبني إسرائيل [40 مرة] أكثر من أي شيء آخر. ولكن لا ترد ولا مرة واحدة كلمة "عرب، وإنما وردت كلمة "الأعراب".
و"الأعراب" هم البدو الرحل. أما صفة "عربي" التي وردت 5 مرات فهي تتعلق بـ"اللغة" فقط. ولا علاقة ما بين "اللغة العربية" و"العرب والأعراب". وهذا موضوع آخر آمل أنْ أصل إليه.
 
 


في أوقات الحرب الموتى فقط لا يكذبون!

[أما صور الدمار الشامل وطوابير المهجرين من ديارهم عنوة وفي عام 2023 فلا تكذب]


1.
في أوقات الحرب الموتى فقط لا يكذبون!
هذه قاعدة تكاد تكون من طبيعة الأشياء [هناك من الموتى الكذابون لما تركوه من كتب كاذبةٍ].
ولكن أكاذيب حروب المسلمين أكثر خطورة من أي نوع آخر من الأكاذيب. ومنشأ هذه الخطورة هو أنَّ المسلمين وحتى في زمن السلم يبيحون الكذب عندما يكون في خانة "الدفاع عن العقيدة". ولهذا فإن الكذب في زمن الحروب لم يعد "كذباً" بل هو من باب "وأعدوا لهم ما استطعتم ..." إلى آخره من الترهات.
2.
ولكن إذا كان "الكذب" مبرراً في زمن الحروب ضد الأعداء، كجزء من عمليات الخداع، فإنَّ ثمة نوع من الكذب يشكل مخاطر جسيمة على "القضية" التي يدعي المسلمون بأنهم يحاربون من أجلها أولاً، ويقوم بخداع الناس بـ" نتائج" لا وجود لها و"انتصارات" مزيفة لا تسندها الوقائع ثانياً.
إنه كذب يغطي على فشلهم في الحروب ويموه على الأخطاء الشنيعة المرتكبة، ويزيف الأهداف التي افتعلوا الحرب من أجلها ويتسترون على حجم الخسائر وعدد الضحايا التي لا تبرر الحرب نفسها.
3.
وهكذا يصبح المسلم العادي الذي "لا ناقة له ولا جمل" ضحية لسلسة من الأكاذيب ويصبح عاجزاً عن:
إدراك أهداف الحرب؛
وأسباب هذه الحرب؛
وحقيقة الانتصار والفشل.
4.
تقوم الأديان بالكذب من غير رقيب - فـ"الله" هو الرقيب الوحيد؛
ويقوم به السياسيون – الأغبياء منهم الذين لا يحسبون حساب المستقبل؛ أما الأذكياء فالأكاذيب آخر نافذة للنجاة؛
ويقوم به العسكريون، وهم يلتقون مع الكهنوت الإسلامي، من غير رقيب.
وأستطيع الاستمرار في القائمة:
أنصاف الصحفيين ذوي الخزين المتكون من ثلاث جمل بالفصحى؛ والكتبة المجاهدون الذين يتحول الكذب بالنسبة لهم إلى فريضة يأملون من وراءها الثواب من جهة، وعجزهم عن البحث عن المعلومات الصادقة من جهة أخرى؛
وأصحاب الشخابيط و"النقَّاشون" و"النقَّاشات" يكذبون لأنهم في حرب دائمة مع عدو تم برمجته منذ الطفولة في عقولهم الصغيرة؛
ورؤساء الحكومات والدول يكذبون للتستر على سياساتهم الخاطئة وعلى مشاريعهم السياسية المشبوهة أو المزيفة؛
وممثلو الدول في المنظمات العالمية يكذبون اضطراراً دفاعاً عن سياسة دولهم وإلا فسوف يتم فصلهم،وهكذا ...
5.
في أوقات الحروب عندما تسمع خبراً، فإن هذا الخبر يجب التأكد منه عن طريق الخبر التالي. وإذا ما كان الخبر التالي كاذباً فإن الخبر الأول قد لا يكون كاذباً. لكن الوقت قد فات لكي يأخذه الناس مأخذ الجد، وبالتالي هو الآخر كاذباً!
بل أن الكذب يستخدم حتى من قبل المراسلين في المناطق التي تجري فيها الحروب [وقد رأينا أمثلة في غزة]. فهناك من يرسل صوراً وفيديوهات تصور "أحداثاً" يفترض أنها قد حدثت ويدعي أنه رآها بـ"أم عينه"، لكن الأيام تكشف فيما بعد بأنها لم تحدث أو قد حدثت فعلاً ولكن ليس في الوقت والمكان المعلن عنه. ومن المراسلين من يدعي دخول قوات العدو في منطقة ما، لكنه في حقيقة الأمر لم ير شيئاً أو أن ما حدث فعلاً لكنه لم يره إطلاقاً فقد كان في مكان آخر!
6.
وبعد السابع من أكتوبر الماضي ظهرت قنوات عربية على منصة اليوتيوب وهي تستضيف "خبراء عسكريين عرب!" يتحدثون عن "العقل العسكري المفكر لحماس!"، و"انتصاراتها!" المذهلة لكن المرتزقة لم يتحدثوا عن الخسائر الكارثية البشرية والمادية وعدد الضحايا الكبير بين الفلسطينيين المدنيين وإن "حماس" لم تهتم بحماية المدنيين وإن النتائج العملية الواضحة هي انهيار كامل لحياة حوالي مليونين و300 ألف فلسطيني وإن الجيش الإسرائيلي يتنزه فوق أكثر من 60% من غزة!،
أما أرقام الضحايا فتتحول إلى شيء ما يشبه أرقام اليانصيب. فكل مراسل يقرر الرقم الذين يعجبه، أو الرقم الذي سمعه من هذا وهذاك من غير أن يتحقق منه.
7.
الكذب كارثة اجتماعية وثقافية. 
لكن الكارثة الأكبر هو إصرار وسائل الإعلام العربية على الأخبار والمعلومات والنتائج الكاذبة للحرب و"الانتصار!" المزيف وعلى تسويقها ونشرها من خلال مختلف القنوات الفضائية العربية والإنترنت حتى يتم صنع عالم مواز يصبح مواطن الدولة العربية ضحية له ولا يعرف "الخيط الأبيض من الخيط الأسود" على حد تعبير "نبيهم" الذي حلل الكذب بـ"المعاريض"!
وهذا ما حدث ويحدث الآن في غزة:
- فقد تحول نشاط فصائل دينية متطرفة إلى مقاومة!
- وتحول تهجير أكثر من 800 ألف مواطن فلسطيني من ديارهم وزجهم في مخيمات لا تتوفر فيها حتى الحد الأدنى من شروط الحياة إلى صمود!
- وتحولت الخسائر من آلاف الضحايا وعشرات الآلاف من الجرحى وآلاف المطمورين تحت الأنقاض إلى انتصار إلى مقاومة وامتحان!
- وتحول تدمير ما لا يقل عن 60% من البنية التحتية والمساكن والمؤسسات التعليمية والورش والمستشفيات والمحلات التجارية والمراكز الإدارية بسبب القصف الإسرائيلي إلى خطة محكمة قامت بها "حماس"!
- وتحولت تبادل 1% من المعتقلين الفلسطينيين والذين يتجاوز عددهم 8000 إلى عملية تحرير!
- وتحولت العمليات البرية للجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة بعد تسوية مناطق الشمال بالأرض إلى "استراتيجية" لإجبار الجيش الإسرائيلي للدخول في حرب برية!
8.
تمتلئ الأخبار التي تبثها وسائل الإعلام العربية بالكذب عندما يتعلق الأمر بحقيقة ما قامت به حماس!
إما القتلى الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين فقد دفعوا حياتهم ثمناً لمغامرات سياسية وعسكرية لفصائل متطرفة لم تدافع عنهم فقط بل ولم تهتم حتى في الدفاع عنهم أو أن توفر لهم أبسط شروط الحماية [وهذا موضوع مهيأ للنشر].
لقد كان موتهم حقيقة، للأسف، لا ريب فيها.
9.
سوف يقرر مجاهدو الإنترنت الصلاعمة و"المسلمون المستترون" [يا لهم من مستترين!] أنني أتحدث عن أكاذيب المسلمين ولكنني لا أتحدث عن أكاذيب إسرائيل [وهذه من والوسائل السخيفة في الدفاع والهجوم الصلعمي] فجوابي بسيط للغاية:
حسناً:
إسرائيل تكذب وهذه حقيقة.
وماذا بعد؟
هل أكاذيب إسرائيل "التي ريب فيها" تبرر أكاذيبكم؟!
يا لكم من ظرفاء!



الله محنة المسلمين . . .



1.
ربما من سبق له أن قرأ مقالاتي بصورة سطحية سوف يندهش للعنوان. أما من قرأها بتمعن فإنه لن يرى في هذا العنوان غير مجاز يكشف عن لعبة "الصانع" و"المصنوع" الإسلامية.
إنَّ نفيي المطلق لوجود "الله" [وهذا ما يعجز عن فهمه المسلم ولا يتحمله] يجعلني عاجز عن توصيفه بأيَّ نوع من التوصيف – لا بالسلب ولا بالإيجاب.
فـ"الله" ليس غائباً بل "لاموجوداً"؛ واللاموجود لا يمكن أنْ يُوصف – بل هو لا يستحق حتى الوصف.
إنه العدم بذاته ولا توصيف للعدم.
2.
ولهذا فإن "الله" في كتاب محمد هو تصور محمد [أو أياً كان مؤلف الكتاب أو ساهم في كتابته – وهم كثيرون].
وهذا يعني أنَّ [محمداً – كائناً من كان] هو الصانع المُوجِدُ لفكرة لا توجد خارج رأسه. لكنَّ الفكرة هذه تحولت إلى عقيدة وتسللت إلى عقول آخرين. فقرروا واستناداً إلى "منطق الكَثْرَة" ومادامت تؤمن به كل هذه الجموع فإنَّه "موجود" ولا شَكَّ – وإلا كيف آمن به الآخرون قبلنا؟!
وهنا تأتي إلى المقدمة "تجربة القرود".
3.
التجربة:
وضعوا خمسة قرود في غرفة مغلقة حيث يوجد على أحد الرفوف صحن مملوء بالموز. ولكن حالما يتوجه أحد القردة إلى الصحن ليلتقط موزة وحالما يلمس الصحن يُوجه المراقب للتجربة تياراً قوياً من الماء البارد باتجاه الجميع. 
وهكذا تكررت التجربة كلما حاول قرد أن يقوم بنفس الفعل فيُوْجه ضد الجميع تيار قوي من الماء البارد. فأدركت القردة بأن أية محاولة من أي قرد لأخذ الموز تُسبب مشكلة للجميع.
ولهذا وحالما يهمُّ أحد القردة للقيام بهذا الفعل يهجم عليه الجميع وينهالون عليه بالضرب خوفاً منهم من رشاش الماء البارد.
وهكذا امتنع الجميع عن فكرة الموز.
بعد ذلك أُخْرج أحد القرد من الغرفة وأُدْخلَ بدلاً منه قردٌ آخر جديد إلى الغرفة. وحالما انتبه القرد الجديد إلى صحن الموز وحاول التقاط موزة هجم الجميع عليه كالعادة وانهالوا عليه بالضرب. 
وبعد محاولات عدة فهم القرد الجديد بأن الموز مصدر للمتاعب رغم أنه لم "يفهم" الأسباب.
ثم قام القائمين بالتجربة وبصورة تدريجية بإخراج أحد القردة القدامى وإدخال قرد جديد بدلاً منه حيث يتكرر نفس المشهد:


كلما ينوي القرد الجديد التقاط موزة تنهال الضربات عليه من قبل القردة الموجودين قبله.
وقد استمر الحال حتى حلَّت محل جميع القردة القديمة خمسة قردة جديدة لم تعاصر سبب تصرف القردة السابقين من المجموعة المتجددة، كما لم يعرف كل قرد منهم سبب هجوم القردة الأخرى عليه.
لقد "آمنت" القردة الجديدة من غير أن تعرف السبب بأنَّ الاقتراب من الموز محظور عليهم ويشكل خطراً على حياتهم.
هذه ليست حكمة. فأنا أكره الحكم.
هذه واقعة!
4.
وحين نتحدث عن محنة "الله" فإننا نتحدث عن محنة المسلمين الذين آمنوا بعقيدة لا يدركون لماذا آمنوا بها غير أنَّ آخرين سبقوهم بالإيمان بها.
إن القردة لم تفكر – بل لم تحاول التفكير:
فالأمر "بَيِّنٌ" لا ريب فيه: إنَّ عليهم قبول ما قبله السابقون وسوف يُنقل هذا الخوف من الاقتراب من صحن الموز إلى اللاحقين.
5.
إن عدم "التَّفَكُّر" بأسباب الخوف من الاقتراب من صحن الموز من قبل القردة قضية هي خارج إرادة القردة أنفسهم. فهي عاجزة من حيث الطبيعة في أن "تفكر" خارج مجموعة من الاشتراطات والأفعال الغريزية أو استناداً إلى المحاكاة وفي أمور مباشرة تخص الحصول على الغذاء والتكاثر ودرء الأخطار بالهروب إذا لم تكن مضطرة للقتال.
6.
لكن البشر – ولهذا هم يحملون صفة البشر – يمتلكون أداة فعالة من حيث المبدأ في التغلغل في نسيج الوقائع وربط الأحداث ببعضها والتوصل إلى الأسباب والتحقق منها واستخلاص النتائج.
إنَّ البشر سوف يتساءلون (وإلا لن يستحقوا لقب البشر):
لماذا لا تقترب القردة من صحب الموز؟
- لأنه خطرٌ – سيقول الآخرون.
- وما هو مصدر الخطر؟
- لا ندري "الله أعلم" – يردون عليه.
- إذن لا معنى للخوف طالما لا تعرفون الأسباب. لنقترب من صحن الموز ولنرى ماذا يحدث؟
- لا شيء!
7.
إذن ليس "الله" إلا "لا شيء"؛ فكرة طرأت على محمد [محمد "شخصية" أقرب ما يكون إلى المفهوم الديني منه إلى الحقيقة التاريخية]؛ وما محمد إلا تاريخ من الاعتقادات البشرية المتناقضة والمتراكمة عبر تاريخ طويل آمن بها آخرون من غير أن يعرفوا السبب؛
فآمن الناس [أصبح اسمهم مسلمين] في هذه الاعتقادات وهم لا يعرفون لماذا – والدين هو اصطناع واختلاق "الإجابة" على "لماذا"؛
وإنَّ الوجه الآخر لمحنة المسلمين تتبدى في سعيهم لحل إشكالات كثيرة وتذليلها. لكنهم كلما ذللوا إشكالاً ظهرت لهم حزمة من الإشكالات الجيدة التي توجب عليهم حلها. لأن "الإجابة" مصطنعة.
حتى وصلوا إلى نهاية من اليأس والملل فقرروا التمسك بما كان والعودة إلى غابر الزمان – فليس بالإمكان أحسن مما كان كما يقولون.
8.
لكن محنتهم لا تزال قائمة: 
فهم لا يزالون لا يعرفون "الإجابة" على سبب إيمانهم غير أنَّ مَنْ سبقهم كان يؤمن!
أما من يرفض هذه الاعتقادات فإن عليه:
إما الصمت وإما تغيير المكان [وهذه محنة الذين يعرفون الإجابة]!

مهزلة "تبادل الرهائن": اللعبة الخاسرة

 ملاحظة:
مهما ربح اللاعبون فإن الكازينوهات لا تخسر – قد تربح أقل لكنها تربح دائماً.
وإسرائيل هي صاحبة الكازينو!
أما الخاسر الوحيد - وهي خسارة عظمى ومأساوية فهم الفلسطينيون العزل.
فهل ثمة عبقري يصحح هذه الوقائع؟!
1.
بعد أنْ اتضح وَهْمُ "الانتصار الساحق" لعملية "طوفان الأقصى" الإرهابية التي لم تحقق غير إرهاب إسرائيلي معاكس راح ضحيته الآلاف من الأبرياء الفلسطينيين من بينهم الآلاف من الأطفال والنساء والآلاف من الجرحى والآلاف ممن لا يزالون تحت الأنقاض [لن أحسب حساب إرهابيي المنظمات الإرهابية]؛ وبعد أنْ رأى العالم كيف شنت "حماس" حرباً من غير أن تفكر بالمدنيين ولا بتوفير ملجأ لهم مثلما وفرت ملاجئ لقواتها؛ وبعد أن اتضح بأنَّ "الطوفان" لم يكن إلا "مستنقع آسن" وقد أعاد "القضية الفلسطينية" 70 عاماً إلى الوراء؛ وبعد أن ظهر بأن "حماس" عاجزة عن "تقديم" شيء للفلسطينيين غير خيام لا تقيهم حرارة الصيف ولا برد الشتاء بدل "التحرير"؛ وبعد أنْ لم يتبق أمام "حماس" و"حركة الجهاد" مكاناً فوق الأرض؛
بعد كل هذا – وهذا كارثة فلسطينية تاريخية، قررت "حماس" أنْ تلعب "لعبة" تبادل الرهائن، فلعلها تربح شيئاً من ورائهم!
أما من مظاهر انتصارها هو زيارة نتنياهو لمواقع القوات الإسرائيلية في وسط غزة!
وأما ما يتعلق بـ"الخيام" والطعام فهي من المساعدات الدولية!
2.
والسخافة العربية/الإسلامية الكبرى الآن [فكل موسم ثمة سخافة كبرى] هو الافتخار بأن تبادل الرهائن انتصار وكأن الآلاف الذين قتلوا وجرحوا وهجروا [حوالي مليون و200 ألف مواطن!]و الآلاف الذين ما يزالون تحت الأنقاض مجرد "أرقام" لا قيمة لها في حساب أبطال القومية وصمود "المقاومة" الإسلامية!
لقد كان "الصمود الفلسطيني" الذي يتحدث عنه المهوسين بالصمود هو تدمير 70% من غزة وتهجير حوالي 80% من سكان الشمال إلى غد مجهول بالمعنى الحرفي للكلمة.
إن الخاسر الوحيد[وسيكون لعقود عديدة] هم الفلسطينيون!
هذه هي الحقيقة الملموسة الوحيدة الني "الجماهير الهادرة " إدراكها.
3.
قتلت "حماس" و"حركة الجهاد الإسلامي" 1200 شخصاً في إسرائيل بدءاً من المشاركين في المهرجان الموسيقي وأغلبهم من الأطفال والشباب وينتمون إلى دول مختلفة. ولا يشكل العسكريون الإسرائيليون غير جزء من هذا العدد [لحد الآن لا توجد أية إحصائيات عن عدد العسكرين الإسرائيليين القتلى نتيجة هجوم 7 أكتوبر].
وقامت باختطاف حوالي 240 شخصاً – من بينهم [33] طفلاُ ورضيعاً والكثير من الشباب المشاركين في المهرجان الموسيقي وعمال تايلنديين وجنود إسرائيليين لم يتم التصريح بعددهم حتى الآن [من بين المخطوفين يوجد عدد كبير من الأشخاص من جنسيات مختلفة كثيرة].
فهل كان هذا انتصاراً للقضية الفلسطينية وتخفيفاً لآلام الشعب الفلسطيني وحلاً لمآسيه؟
فهل تم تحرير متراً واحداً من الأرض المحتلة؟
وهل ساهم هذا الهجوم بتأمين الأمن والاستقرار لمواطني غزة والضفة الغربية وهذا هو المطلب المصيري لكل شعب؟
وهل تم تحرير الآلاف من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية؟
4.
ولأن المسلمين ميالون إلى "تلقف" الأوهام كما تتلقف الأسماك "الطُعْم" فسوف تلعب "حماس" لعبة "محرر الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية" حيث سيعم الفرح والابتهاد في أرجاء فلسطين!
ولأنني لم أكتب يوماً حرفاً واحداً لمن "ودَّع عقله"، فإنَّ الذين لم يودعوا عقولهم لابد وأنهم سوف يعقلون الحقائق المُرَّة التالية:
استناداً إلى إحصائيات صادرة عن "جمعية نادي الأسير الفلسطيني" الرسمية "يبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية كانون الثاني 2023 نحو [4780] من بينهم [29] أسيرة و[160] طفلاً و[915] معتقلاً إدارياً".
وخلال شهر أكتوبر الحالي [2023] فقط وبعد "طوفان السخف" تم تسجيل 2070 حالة اعتقال في الضفة والقدس من بينهم [55] امرأة و[145] طفلاً [لأسباب عملية وبسبب الوضع الحربي وانقطاع الاتصالات وصعوبة العمل الميداني فإنه من الصعب إقرار دقة هذه الإحصائيات. وهذا لا يعني بأنها كاذبة وإنما غير محدثة ومحققة 100%].
5.
فماذا حررت حماس من آلاف المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية؟
وما هو ثمن تحرير 100 أو 200 شخص أو لنقل 300؟
هل الثمن هو الكارثة التاريخية التي حلت بأكثر من مليوني فلسطيني وآلاف القتلى وآلاف الجرحى وآلاف الضحايا الأبرياء الذين ما يزالون تحت الأنقاض ومليوني فلسطيني مشرد؟
هل فقد العرب عقولهم وضمائرهم إلى هذه الدرجة ولم يعودوا يفرقون ما بين الأسود والأبيض، وما بين الليل والنهار، وما بين الاندحار والانهيار الشامل والخراب الواسع والانتصار؟


لا تناقش الحمقى والبلهاء مطلقاً!

 


ملاحظة: الفيلم يستغرق دقيقة واحدة فقط.
1.
من حقائق الطبيعة الثابتة علمياً هي أنَّه لا يمكن الانتصار على الحمقى فرادى أو جماعات في أي نوع من النقاشات. إذ أنَّ قدرتهم على الثبات وعدم التغير تكاد تكون أكثر "صلابة" و"صلادة" من أي نوع من الحجر الصلب والصلد!
2.
لكن "الصلابة" و"الصلادة" هذه لا تعود إلى قناعات مدروسة وتصورات عقلانية يمكن البرهنة على صحتها، وإنما هي "صلابة" و"صلادة" إيمانٍ خرافيٍّ بالبغل الطائر والحصان وحيد القرن والحجر الأسود والشياطين والجن والسعالي وبول البعير وما شابه من مكونات ثقافة العجائز.
3.
وهذه هي المشكلة:
إنَّ المنطق والعقل عاجزان تماماً ولا حول لهما ولا قوة أمام قوة الخرافة وجبروت الأساطير.
إنَّ الحمقى هم المنتصرون!


الهدية [16/حول أحداث 10/7]

1.سوف أكرر دائماً الفكرة الأساسية: 
الكذب واختلاق "الحقائق" لا علاقة لها بحرية الرأي. إذ ليس للمرء أنْ يدعي "حقيقة" ما لا يمتلك الدليل على وجودها.
2.
و"الحقيقة" التي لا أحتاج جهداً  كبيراً للبرهنة عليها هي التالية:
في يوم 7 أكتوبر 2023 رأى العالم أنَّ "حماس " وحركة "الجهاد" قدمتا هديَّةً ثمينة ذات أبعاد ثلاثة[ولا أحد يعرف الخلفية لهذا الحب] لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس حزب "الليكود" اليميني.
وهكذا قامت "حماس " وحركة "الجهاد" بإنقاذ نتنياهو من أزمات داخلية قاتلة من بينها عدم الثقة بإدارته ووفرت له المبررات العملية لإنقاذ نفسه من الهاوية السياسية التي كانت تنتظره.
وهذا هو البعد الأول للهديَّة.
3.
أما البعد الثاني من الهديَّة التي قدمتها "حماس " وحركة "الجهاد" لنتنياهو فله وجه مأساوي:
تدمير شامل لمدن وبلدات غزة تدمير لا يمكن إصلاحه لجيل كامل من الفلسطينيين؛ وسحق الفلسطينيين في غزة وفي سحقاً بالمعنى الحرفي للكلمة!
4.
غير أنَّ البعد الثالث للهديَّة الحمساوية المستتر هو أنها قدمت لإسرائيل الشروط الموضوعية للكشف عن منظومة من الأزمات  في المجال الأمني ودفعت إسرائيل إلى إعادة النظر بصورة جذرية في التقنيات والوسائل والمنظومات الدفاعية.
بل أنَّ هجوم السابع من أكتوبر ساهم بتدمير الاتجاه السلمي في المجتمع الإسرائيلي وخصوصاً اتجاه حزب العمل وحركة "السلام الآن" والكثير من الأصوات المنادية إلى سياسة سلمية مع الفلسطينيين من جهة، وإعطاء "التبريرات" للاتجاه الديني المتطرف لكي يحتل مكانة متميزة في السياسة الإسرائيلية والرافض للحلول السلمية.
5.
ما كان يمرُّ، وحتى في الأحلام، في رأس نتنياهو والليكود أن تتوفر لهم هذه الفرصة الذهبية التي لا يمكن تكررها بسهولة لتنفيذ عدد من المشاريع السياسية لحزب الليكود والتيارات المتطرفة السياسية والدينية في المجتمع الإسرائيلي من جهة؛ وامتلاك التبريرات السياسية أمام العالم لكي يقوم بتدمير البنية التحتية والسكنية والخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والمراكز التجارية والخدمية لقطاع غزة التي على مساحة تقدر بـــ 365 كيلومتراً مربعاً من جهة ثانية؛ والتدمير السكاني الجسدي والنفسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي لحوالي مليونين من المواطنين الفلسطينيين في بلدات ومدن غزة وإعادة حياتهم سبعين سنة إلى الوراء إلى ما كانت عليه حياة آبائهم وأجدادهم عام 1948 من جهة ثالثة.
فعدد القتلى الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية [هذا ما جنته "حماس" على الفلسطينيين : إما النزوح عن غزة وإما الموت! [3/حول أحداث 10/7] و[الضحايا البشرية المستترون بعد "النصر الساحق" لـ"حماس!!!"[6/حول أحداث 10/7] أصبح من الصعب إحصاءه الآن بسبب توالي موجات القصف الليلي الزلزالي في ظل انقطاع الكهرباء والاتصالات والانترنت، والأحياء منهم قد فقدوا مساكنهم ومصادر عيشهم ووجودهم نهائياً وهم الآن محصورون في بقعة من الأرض ما بين الدمار الشامل لعدد كبير من المدن والأحياء الغزَّاوية والحدود المصرية التي "اتفق" الجميع على عدم اجتيازها!
6.
إنَّ الحلم الليكودي قد تحقق كهبة من السماء بفضل "حماس " وحركة "الجهاد"- و"حماس " وحركة "الجهاد" فقط!
ولا يشكل بالنسبة لي أية قيمة فيما إذا كانت هذه الهدية قد قُدمت بصورة واعية [ولا تهمني حتى الأسباب] أم نتيجة للوعي والتفكير الإسلامي المنغلق والمتخلف والمتطرف لـ"حماس" ومن يتبعها من المنظمات الإرهابية المتطرفة التي لا يولي أية أهمية لحقائق الواقع والنتائج المترتبة على ما تقوم به – طالما كان الهدف القريب هو المزيد من "الشهداء"، أما الهدف البعيد فهو "الجنة"!
أما الفلسطينيين [وليس فلسطين فالوطن ليس أرضاً بل بشراً] فإننا نراهم الآن:
في المحرقة!
7.
وإذا ما كانت "حماس " وحركة "الجهاد" قد قامتا بهجوم 7 أكتوبر بصورة واعية للنتائج أم لا فإنهما في الحالتين قد ارتكبتا جريمة فظيعة بحق الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تغتفر.
من صور دمار غزة




من يمول حماس بالسلاح وكيف يصل إلى غزة؟ [15/حول أحداث 10/7]


يتضمن هذا الفيديو "بالتفاصيل: "من يمول سلاح حماسوكيف يصل إلى كتائب القسام في غزة؟ 7 طرق رئيسية" معلومات كثيرة عن مختلف الجوانب المتعلقة بعملية تسليح حماس.
وخلال الدقائق [9:37] تقدم صاحبة القناة، وبدون ثرثرة كعادة أغلبية أصحاب القنوات، للمشاهد الكثير من التفاصيل المجمعة من مصادر مختلفة تتعلق بالطرق والقنوات التي يتم عن طريقها استلام الأسلحة والمعدات العسكرية والمواد الأولية المستخدمة في صناعة الصواريخ والمتفجرات المختلفة - وخصوصاً ما يتعلق بالتمويل الإيراني.
وحسب اطلاعي على هذا الموضوع ومن مصادر إعلامية مختلفة فإن صاحبة الفيديو [سالي حسام] تلتزم بما هو منشور من قبل أغلب المصادر الإعلامية المطلعة بدون معلومات "ارتجالية".
ولهذا فإن الفيديو يستحق المشاهدة.




مهزلة [تعقيب] [14/حول أحداث 10/7]

[الاعتصام على الحدود العراقية والأردنية]

1.
كما هو متوقع وبعد أن عجزت الدولة العراقية بجيشها وشرطتها من السيطرة على "الموقف!" الداخلي الذي تحدثنا عنها في الموضوع، وبعد أن قام قادة "قوات الحشد الشعبي" [التي تأتمر مباشرة لأوامر الحرس الثوري الإيراني] ومقتدى الصدر بتحريض أنصارهم للتوجه إلى الحدود العراقية الأردنية ومحاولة اجتياز الحدود وتنظيم "اعتصامات سلمية!" عند منفذ «طريبيل» مع الأردن لتسهيل وصولهم إلى الحدود الأردنية – الإسرائيلية!
وبعد أن قامت "الجماهير الهادرة "الشيعية المحرض من الفصائل التي تنتمي إليها و"دفاعاً عن الأشقاء العرب الفلسطينيين!" بمنع صهاريج محملة بالنفط المتوجهة إلى "الأشقاء العرب الأردنيين “من العبور إلى الأردن مما اضطر هذه الصهاريج إلى العودة؛
وكما سبق ذلك قبل أسبوعين دعوة  الفصائل الشيعية "العراقية "و مقتضى الصدر لأنصارهم إلى الخروج في مظاهرات مناهضة لإسرائيل والتجمع في ساحة التحرير في مركز العاصمة بغداد تحت "نصب الحرية"!
بعد كل هذه المهازل فقد اضطر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أخيراً "التوجه" صوب إيران "الشقيقة" في زيارة خاطفة وقد التقى بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
2.
ولم تنقل لنا الأخبار المصورة في أثناء التصريحات الصحفية للسوداني ورئيسي غير الكلمات الطقوس الدبلوماسية بـ"الأسلوب الإيراني" والمتضمن إدانة إسرائيل والصهيونية وشتيمة من هنا وشتيمة من هناك وانتهى الموضوع!
3.
غير أن الناس تعرف – وتعرف جيداً، أن هدف زيارة رئيس الوزراء العراقي ليس إدانة إسرائيل [فهذا ما يمكن القيام به من العراق من غير أن يحمل نفسه أهباء السفر ] وإنما تقديم "عريضة" وشكوى أخوية شيعية إلى الحكومة الإيرانية بالتدخل فيما يحدث في العراق. وإنَّ مثل هذه "الطلبات" الأخوية لا تعني غير شيء واحد:
عجز العراق عن أن تكون "دولة"!
 
ملاحظات:
- إن ما تقوم به الفصائل المسلحة الشيعية الموالية لإيران وبشكل خاص "حزب الله" العراقي و"الحشد الشعبي" الأداة المباشرة للحرس الثوري الإيراني ومقتضى الصدر بؤرة التطرف الشعبي في العراق هو جرائم جنائية وخرق للدستور والقوانين العراقية.
- إن محاولة اجتياز الحدود العراقية الأردنية من غير موافقة الأجهزة المعنية في العراق والأردن جرائم جنائية ؛
- إجبار الصهاريج المحملة بالبترول إلى الأردن جريمة جنائية. وبالإضافة إلى ذلك فهي جريمة أخلاقية لأنها تحرم المواطن الأردني من الوقود.
وكل هذه الجرائم تخضع للمحاسبة القانونية إلى جانب الجرائم السياسية المتعلقة بالعمل السياسي المضاد للدولة العراقية
الهدف:
كل ما تقوم به وأكررها من جديد الفصائل المسلحة الشيعية الموالية لإيران وبشكل خاص "حزب الله" العراقي و"الحشد الشعبي" الأداة المباشرة للحرس الثوري الإيراني ومقتضى الصدر بؤرة التطرف الشعبي في العراق هو جزء من المخطط الإيراني لـ"إدارة الفوضى في العراق"!

مهزلة [13/حول أحداث 10/7]


مظاهرات احتجاج  تحت نصب الحرية

1
.
يثير نصب الحرية في مركز بغداد بالنسبة للعراقيين مشاعر مزدوجة:
التاريخ العريق والروح التي لم تهدأ، رغم التاريخ الدموي للحكام منذ المتوكل، نحو الحرية. غير أنَّ الواقع السياسي، الذي يتعالى فيه نصب الحرية الآن لا يمكن تسميته بغير المهزلة.
الحق أنني بحثت عن عنوان مناسب وجربت عنوانين أخرى مختلفة. ولكن كان علي إلغاءها وفي كل مرة كانت تبقى كلمة "مهزلة" فقط.
ولهذا فالعنوان "مهزلة" فقط.
2.
ليس ثمة مفاجآت.
فـ"القانون" الذي طالما سعيت إلى قوله يصح بكامل القوة على العراق:
لا يمكن إدارة الحياة بالتفكير الديني – علناً كان أو تستر بكل ما لذ وطاب من واجهات الحياة المعاصرة.
الحكومات العراقية الشيعية منذ الإطاحة بنظام البعث شاءت أم أبت كانت وستبقى رهينة لمنطق المنظمات الدينية ومراجع اللاهوت الموتى والأحياء/الموتى.
3.
لا يمكن إقامة "دولة حديثة" قبل إقامة "الدولة" أولاً.
ولا يمكن إقامة "دولة" ثانياً باستشارة "مرجع!" كهنوتي إيراني لا يعرف حتى العربية – أما أصله وتاريخه الشخصي فهو أكثر غموضاً من لغته العربية المفككة.
فقد اخترع الشيعة بعد عام 2003 قاعدة جديدة في الحكم لم تكن قائمة حتى في العهد الصفوي:
إنْ تحظى الحكومة الجديدة المشكلة برضى ومصادقة " آية الله/مرجع" لا أحد يعرف من أين جاء إلى العراق وهو مضطجع على مخدة يقرأ في كتاب أصفر باللغة الفارسية في دار في النجف ومحاط بالحماية والمستشارين والمصفقين والمكبرين وأنواع مختلفة من النماذج البشرية التي تعتقد بأنها تمتلك حقاً سماوياً بأن تحكم وتقرر مصير البلاد.
4.
والآن ثمة خبران أحدهما سار [لا علاقة له ببشارة يشوع] والآخر [لا تتوقعوا مني كلمة سيئ] مهزلة:
الخبر السار [ولا أحد يعرف بالضبط درجة السرور] هو أن في العراق جيشاً يُحتفل بتأسيسه؛
لكن الخبر المهزلة – ومن لا تعجبه الكلمة فلنعود إلى كلمة: السيء، هو أنَّ بالتوازي مع هذا الجيش يوجد جيش من الفصائل المسلحة التي لا تأتمر لأي سلطة عراقية في البلاد – وبشكل خاص رئيس الوزراء الحالي.
فغرفة العمليات التي تأتمر لها هذه الفصائل "المسلحة" هي في بناية "الحرس الثوري الإيراني" في طهران!
5.
والمهزلة [هذه المرة لا أستطيع تغيير الكلمة] أن تقوم هذه الفصائل الشيعية المسلحة [أنظر للمعلومات: أذرع الأخطبوط: الوكلاء الرسميون لإيران لـ"إدرارة الفوضى"]بقصف مواقع أمريكية في العراق وسوريا مستخدمة مختلف الأسلحة والصواريخ والمسيرات من داخل الأراضي العراقية تظاهراً بدعمها لـ"فلسطين" ومع "حماس" وتنفيذاً لتعليمات من "الحرس الثوري الإيراني" مباشرة.
لكن المهزلة هذه هي من نوع "أضعف المهازل". إذ توجد "مهزلة" مختلفة وأكثر هزلاً.
فرداً على هذه الأحداث صرح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني [طبعاً هو عراقي وليس سوداني] بأن الحكومة العراقية سوف تقوم بالتحري والكشف عن هوية الفصائل المنفذة لهذه العمليات!!!
6.
ولكن "المهزلة" لم تنته عند هذا الحد.
فما تقوم به الفصائل الشيعية [العراقية اسماً والإيرانية انتماء] مخالف للدستور والقوانين المكتوبة والمصادقة عليها من قبل برلمانات ما بعد عام 2003.
لكن "المهزلة" [الني لم تنته عند هذا الحد]، تبدأً من جديد وتواصل عملها:
فحسب الأخبار الواردة من العراق تسود الآن حالة من التوتر إلى حد [كما يقول المراسلون الصحفيون] أن الدولة العراقية تقوم بتغيير مواقع مراكز تواجد الأسلحة الهامة والطائرات خوفاً من تستحوذ عليها "الفصائل المسلحة" فيما إذا تم تصعيد في العمليات! 
كما أن الجيش العراقي يقوم بحماية وحراسة المنشآت العسكرية العراقية. بل أن الأسوأ من هذا تم تغيير مقرات قادة الجيش وطبيعة الاتصالات حتى لا يتم التدخل فيه من قبل الفصائل.
ولحد الآن يسمون العراق: دولة!
7.
ولكي يستطيع القارئ أن يدخل بصرياً ومعلوماتياً في إطار اللوحة العراقية وإن يدرك حجم "المهزلة" التي طالما كررتها كما هي من غير مبالغة فعليه أن يعرف بأنَّ أي مواطن عراقي يلتقيه عند الحدود [أي نقطة حدود]  يستطيع أن يخبره باسم الفصائل التي قامت بتنفيذ العمليات المشار إليها ومواقعها الرسمية الإدارية العلنية في بغداد والمعسكرات التي يتواجدون فيها في أماكن مختلفة من العراق وأسماء قادة هذه الفصائل وأرقام السيارات التي تقلهم وأرقام التلفونات .. و .. و ....و ....و .....و ...
8.
لكن الحكومة العراقية والمؤسسات الأمنية ووزارة الداخلية ومديريات الشرطة ودائرة الضرائب ودائرة النفوس ومصلحة السكك الحديدية وشركة التنظيف ومراكز التدوير ومحطات الإذاعة والفضائيات العراقية والفريق الوطني لكرة القدم ومنظمة الرفق بالحيوان [هل توجد منظمة للرفق بالحيوان في العراق؟] ومصنع الغزل والنسيج وشركة تبليط الشوارع لا تزال [وحتى كتابة هذه السطور] مستمرة في البحث الجاد عن منفذي العمليات العسكرية ضد المواقع العسكرية [العراق رسمياً يسميها استشارية] الأمريكية وبصواريخ ومسيرات إيرانية، ومن الأراضي العراقية حيث يرفع العلم العراقي وليس الإيراني!
وإذا كانت القوات الأمريكية قد اكتفت مرحلياً بقصف مواقع في سوريا رداً على تنفيذ عمليات مشابهة من قبل "فصائل مسلحة سورية" وامتنعت عن الرد على العمليات المنفذة من الأراض العراقية، فإن مثل هذا التكتيك قد يتغير والسياسة الأمريكية إزاء العراق قد تنحى منحى آخر يؤدي إلى اضرار اقتصادية جدية في إطار وضع اقتصادي سيء من حيث المبدأ.
ولكن الأضرار القائمة الآن: هو أن العالم سياسياً واقتصادياً سيفقد الثقة بالحكومة العراقية والدولة العراقية على حد سواء. فالدولة التي لا تستطيع السيطرة على فصائل مسلحة التي تتحرك وتنشط بحرية، ليست دولة.
9.
 والآن بعد كل هذه المهازل يبدو "نصب الحرية" ،الذي يتراءى من بعيد في مركز بغداد وهو يروي تاريخ العراق الدامي من أجل الحرية، مفارقة محزنة. فالحرية هذه والتي دفع العراقيون من أجلها ثمناً باهضاً تبدو أقرب إلى الوهم في ظل النفوذ الإيراني في العراق الذي يتعدى مرات كثيرة نفوذها في لبنان عن طريق حزب الله.
إن الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران والتي تقوم بتنفيذ مشاريع إيرانية في العراق هي جزء من القوى السياسية الشيعية المؤثرة في إدارة الدولة من حيث المبدأ وهي مدعومة ومسنودة من قبل ما يسمى "المراجع الدينية".
ألم أقل لكم:
مهزلة!
حَمَامٌ تحت نصب الحرية




 








كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر