منع

الديموقراطية والشورى [3]: أوهام البيعة – تخليف عثمان وعلي


صورة كولاج لعالم الإسلام الإرهابي بمقدمة البغدادي وعلم الدولة الإسلامية الأسود باللون الأحمر


قضية عثمان:
كانت الأحداث الدرامية التي جرت خلال خلافة عثمان نتيجةً طبيعيةً لآليات الاستحواذ على السلطة في الإسلام. كما أنها كانت تطوراً منطقياً للمُثُل والعقيدة اللاهوتية التي لا تقوم بدون استحداث عقائد "مقدسة" وأشخاص "مقدسين"، معصومين عن الخطأ ويقفون فوق الشبهات. وإلَّا فإنَّ كامل "الأبراج" الفقهية ستتهاوى وإنَّ جميع الأحكام ستنهار!
كانت عملية تخليف عثمان "لعبة" سياسية نموذجية ومثلاً كلاسيكياً على كيفية استحداث "قواعد" انتخاب (كما يقول الناس في الأسواق العربية: على الماشي) بطريقة تؤدي إلى الأهداف المرجوة من قبل الاتجاه السائد في السلطة: والهدف هو تخليف عثمان!
كما تقول لنا الكثير من مدونات التاريخ الإسلامية، مثل ابن كثير في "البداية والنهاية"، وإذا ما وضعنا "الحذلقات اللغوية والخطب الفارغة عن الشورى" جانباً، فقد اختار عمر ستة أشخاص (ستة أشخاص فقط من كامل الأمة الإسلامية!) وَهُمْ:
عثمان بن عفان وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وعلي بن أبي طالب وقد كان بينهم ابنه عبد الله ولكن من غير دور في التصويت على أن يتم اختيار خليفته في حالة موته.
والكل يعرف ماذا حدث وكيف حدثت آلية الاختيار التي لا قيمة لها مطلقاً. إذا أن مبدأ اختيار الستة - وأكرر كلمة اختيار، قد نسف فكرة "الشورى" وتم الاستناد في اختيار الخليفة الجديد من حيث الجوهر إلى أساس ولائه لابن أبي قحافة وعمر. والكلُّ يعرف أنَّ لا أحد آخر غير عثمان وعلي مرشح للتنافس على الخلافة وإنَّ عليَّاً ما كانَ له أنْ يمنح ولائه لسياسة ابن أبي قحافة وعمر. وهكذا أصبح عثمان خليفة المسلمين. والكلُّ يعرف أيضاً كيف أدى فساده المالي وتنصيب أقربائه وتقوية بني أميَّة على حساب "الأمة الإسلامية!!!" إلى تمرد الناس على سلطته وقتله وما رافقه من مشاعر الحقد والكراهية التي لا يمكن أن تتصف بها إلا المشاعر المعادية للسلطان الجائر!
إنَّ "حكايات" تولي ابن أبي قحافة وعمر وعثمان الخلافة (إنْ حدثت مثل هذه الحكايات) هي من الأمثلة النموذجية والأصيلة على كيفية تحول "الوصاية" إلى "جُور" وكيف فسدت سلطة "الصحابة المعصومين" وتحولهم إلى طغاة قد أدى بحياتهم جميعاً.
5.
خرافة البيعة:
من خرافات تاريخ السياسة العربية - الإسلامية هي فكرة "البيعة".
لا يقل "موضوع" البيعة خرافة عن خرافة "الشورى"!
لقد رأينا كيف تم افتراض "بيعة" الناس للخلفاء هكذا "بجَرَّة قلم"! وهي خرافة تَمُّتُ بصلة وثيقة تقنياً وعقائدياً إلى خرافة "الإجماع". هذا واحد من مئات "افتراضات" الإسلام عن نفسه وعن تاريخه ذاته. إنهم قد اصطنعوا بأنفسهم وهماً ولم يكن ثمة "مخرج" لهم غير الإيمان به.
إنَّ فرضية "البيعة" تقول لنا، ضاربة بعرض الحائط كل قواعد المنطق الاستقرائي والاستنباطي على حد سواء، وبكل صفاقة بأنَّ "الناس" آنذاك كانوا قد "بايعوا" ابن أبي قحافة وعمراً وعثمان! ولا أحدَ يعرف من هُمْ هؤلاء الناس (والجزء الأعظم منهم يعيش في مناطق وأمصار تقع على مسافات شاسعة من المدينة) وكيف أعلنوا عن مبايعتهم الفورية (إن هذا النوع من البيعة لا يمكن حدوثه إلا في عصر الإنترنت) وما هي مصداقية هذه "المبايعة" وقد كان سكان "المدينة" متفرقين إلى عشرات الفرق المتناحرة وقد أثبتت الحوادث هذا التفرق بقتل الثلاثة ثم بقتل علي بن أبي طالب فيما بعد؟!
وكما حدث مع الخلفاء الثلاثة الأوائل ظل الكتاب المسلمون "صامدين" وهم يقدمون على "مائدة التاريخ" المزيفة من جديد افتراضات "الشورى" و"البيعة" لعلي؟!
فكيف حدثت هذه "البيعة" يا ترى؟
التفسير الوحيد هو أنَّ الكُتَّاب المسلمين يعانون من مرض عِضَال أفقدهم القدرة على أدراك معاني الكلمات!
فَعَنْ أية "بيعة" يتحدثون في ظلَّ حروب الردة على ابن أبي قحافة؟
وعن أية "بيعة" وقد استمرت معارضة الأنصار لخلافة ابن أبي قحافة وعمر في شخص "سعد بن عبادة" الخزرجي التي لم تهدأ إلا بقتله بقرار من عمر (ناسبين مقتله إلى الجنِّ!) وقد اعترف بهذا الأمر الكثير من المؤرخين العرب؟
بل أن عمراً، وهذا من الأدلة التي لا يمكن دحضها على خرافة "الشورى"، قد منع كل "الصحابة" البارزين من مغادرة المدينة وفرض عليهم ما يشبه "الإقامة الجبرية" في المدينة حتى لا يتسنى لهم معارضته خارج حدود سلطته؟! وهو أمرٌ يحاول كُتَّاب الإسلام المعاصرين عبوره برشاقة يحسدهم القارئ عليها!
وعن أية "بيعة" لعثمان يتحدثون وقد رأينا إنَّ أنصاره لا يتعدون أفراد عائلته وقبيلته وآل سفيان وانتهى الأمر بقتله شرِّ قتلة مثلما قُتل عمر من قبله؟!
6.
خلافة علي بن أبي طالب:
وها نحن نصل إلى "بيعة" بن أبي طالب وحكم "الشورى" المفترض!
لقد كانت معارضة تولي الخلافة من قبل عليٍّ ابن أبي طالب لا تقل عنفاً عن معارضة تولي "الخلفاء السابقين، بل كانت أعنف معارضة في تاريخ الإسلام. إذ كان عليه ومنذ البداية أن يخوض حروباً علنية ضارية على ثلاث جبهات: الأمويين والخوارج وعائشة. وكلنا نعرف أيضاً المعارك التي خاضها فيما بعد ضد معارضيه (الجمل وصفين والنهروان) وكيف انتهت سنوات خلافته الأربع الدرامية بقتله من قبل ابن ملجم أثناء الصلاة في مسجد الكوفة!
ولندقق النظر في الطريقة التي أصبح علي بها خليفة على المؤمنين: الحروب على كل الجهات.
فأين هي "الشورى" و"البيعة" و"إجماع" الأمة؟
7.
والآن، هل ثمة معنى وضرورة للكلام عن فرضية "الشورى" في زمن الأمويين والعباسيين والفاطميين وكل من تولى السلطة وحَكَمَ باسم "سلطة الله على الأرض" مروراً بالفاطميين وأمراء الدويلات حتى العثمانيين؟!
هل من معنى وضرورة لسرد تاريخ الإسلام حتى اللحظة الراهنة لكي يتبين لنا خرافة ما اختلقه المسلمون عن أنفسهم وعن تاريخيهم؟!
إنَّ الحيرة لا حدود لها وإنُّ صلافة هؤلاء الكُتَّاب واستهتارهم بالحقيقة لتتعدى حدود الأدب والعقل وسلامة الضمير. لقد وقعوا ضحية لأوهامهم عن العالم فأرادوا ما حدث لهم أن يحدث لشعوبهم. وقد وجدوا ما أرادوه!

◼الديموقراطية والشورى [1]: البنية العقائدية والنظرية لادعاءات "الشُّورى"
الديموقراطية والشورى [2]: في البدء كانت المؤامرة – تخليف ابي بكر وعمر
الديموقراطية والشورى [3]: أوهام البيعة – تخليف عثمان وعلي


الديموقراطية والشورى [2]: في البدء كانت المؤامرة – تخليف ابي بكر وعمر

باب  أصفرمقفل بالسلاسل

صورة كولاج لعالم الإسلام الإرهابي بمقدمة البغدادي وعلم الدولة الإسلامية الأسود باللون الأصفر

إذا ما اتضح تهافت البنية العقائدية النظرية لادعاءات "الشُّورى"، كما توصلنا في الجزء الأول من هذا المقال، فإن الواقع التاريخي لظهور وتطور الخلافة الإسلامية يكشف بسطوع ومن غير أية صعوبات وتعقيدات تقنية الغياب المأساوي لمبدأ "الشورى" على مستوى الواقع التاريخي.
فمنذ وفاة محمد بن عبد الله عام 632م وتولي بن أبي قحافة السلطة، كما تقول لنا السيرة الأدبية الإسلامية، وعلى امتداد كامل ما يسمى بفترة "الخلفاء الراشدين!" وحتى مقتل علي بن أبي طالب عام 661م، وهي مرحلة تاريخية استغرقت ثلاثين عاماً، لم يذكر لنا التاريخ الحقيقي أيَّ حدث سياسي يستند فعلاً وحقاً إلى أُسْسِ مبدأ "الشورى" الذي يُرفع لواءه الآن. بل أنَّ هذا التاريخ الواقعي وعلى أساس مصادره الإسلامية (وليس مصادر الأعداء كما يحلو للكُتَّاب المسلمين المعاصرين القول من أجل أن يبرروا الفترات المظلمة من التاريخ الإسلامي) يخبرنا بإن "الخلفاء الراشدين!" قد بدأوا بالاستحواذ على السلطة وعلى بيت المال من غير رقابة أو "مشورة الأمَّة" والرجوع إليها فعلاً في حل القضايا المستعصية آنذاك.
ولهذا فإن حقيقة كونهم قد قُتلوا جميعاً عنوة وكُرهاً يكشف عن مدى حقد الناس في ذلك الزمان عليهم من جراء ظلمهم وتجبرهم ورفضهم لآراء الآخرين. وإذا كان المنطق الإسلامي يقول لنا بأن هذه الفترة هي المرشحة أكثر من غيرها للتطبيق العملي لمبدأ "الشورى" ورغم ذلك تم خرقه وتجاوزه بفظاظة، فماذا ننتظر، إذن، من الخلافة العائلية الوراثية التي دشنها الأمويون وانتهت بانتهاء العباسيين؟!
ومع ذلك لنبدأ منذ البداية:
2.
المؤامرة:
اجتماع السقيفة وتخليف أبي بكر:
لم يمت محمد بعد ولم تبرد جثته في يوم الاثنين 12 ربيع الأوَّل سنة11ه (المُوافق 632م) [هكذا تقول السيرة الأدبية الإسلامية]، عندما قرر الباحثون عن السلطة وهم بضعة أفراد (لا شورى بين المؤمنين ولا هم يحزنون) الاجتماع في سقيفة تعود لقبلية بني ساعدة وبدأت أولى المعارك السياسية التاريخية الفعلية على السلطة وقد كانت أجواء الاجتماع ذاك (التي نقلها لنا كتاب السيرة أنفسهم) تخلو من أيِّ أثر لفكرة الدين أو الإيمان، بل كانت معركة سياسية/قبلية/شخصية على السلطة ولم يكن محمد قد أغمض عينيه بعد.
الحق أن هذا النوع من المعارك قد بدأ قبل موت محمد من فترة طويلة ولم يفعل خبر موت محمد غير أن يجعلها مُعْلَنة وواضحة بسطوع ولم يكن الصراع إلَّا صراعاً على السلطة من غير الأخذ بنظر الاعتبار أي مبدأ يدَّعُون إنَّ الإسلام ينادي به كـ"الشورى" مثلاً. وقصة “اجتماع السقيفة" الإسلامية، سواء كانت حقيقة أم نوع من الأدب الفقهي، تكشف لنا بما لا يقبل الشك بأن الصراع كان بين معسكرين: الأنصار من جهة والمهاجرين (قريش والمقربين إليهم) من جهة أخرى. وكان الخلاف واحداً لا غير: الأنصار نادوا بـخلافة سعد بن عبادة، والمهاجرون نادوا بخلافة بن أبي قحافة. وفي نهاية الاجتماع كان على الأنصار الخضوع لقرار المهاجرين بقيادة وتحريض عمر وليس تحت تأثير سلطة النقاش بل تحت سلطة القوة القرشية والتهديد. وقد تم فيما بعد اغتيال سعد بن عبادة والادعاء بأنَّ "الجن" هم الذين قتلوه!!!
إنَّ الطبيعة الإرادوية والذاتية للاجتماع وبُعْدُها عن أيِّ مُثُلٍ دينية أو أخلاقية هي التي دعت أبي بكر القول:
"بَيْعَتي كانت فلتة وَقَّى الله شرها"!
وهكذا فإن تفاصيل "اجتماع السقيفة" وما تلته من أحداث درامية (رغم اختلاف الصيغ التي وردت عنه) تبدد بما لا يقبل الشكَّ خرافة "الشورى" و"ديمقراطية" اتخاذ القرارات في القضايا المصيرية التي تخص "الأمَّة".
3.
استخلاف أبي بكر لعمر:
إنَّ حكاية تولي الخلافة من قبل عمر من البساطة والوضوح بحيث لا تحتاج إلى أي تحليل أو دراسة:
هي مَثَلٌ نموذجيٌّ على الغياب المطلق لأي فكرة لها علاقة بـ"الشورى" أو " أَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ"! فقد حدثت من دون أية تعقيدات درامية أو محاولات تبريرية حتى أنَّ كتاب السيرة فيما بعد لم يبذلوا جهداً في تبيض صفحة تاريخ الاثنين: بن أبي قحافة وعمر. فقبل موت بن أبي قحافة استخلف الأخير عمراً وانتهت الحكاية التي سموها “الشورى"!
ومما يثير السخرية والرثاء على حد سواء هو أنَّ "كُتَّاب السيرة" لم يكلفوا أنفسهم حتى البحث عن خرافة "الشورى" كما حدثت وأن بحثوا عنها فإنه لم يكن يعنيهم كيف قام بن أبي قحافة في تلك "السقيفة" باغتصاب السلطة بفضل فظاظة عمر وخشونة تصرفاته. إنهم يسكتون سكوتاً مريباً وكأن شيئاً لم يحدث.
فإذا كان تخليف بن أبي قحافة قد حدث في خضمِّ أحداث عاصفة في لحظة موت محمد مما سمحت لكتاب السيرة أنْ تمنح "اجتماع السقيفة" شورى شكلية بسبب حدوث "اجتماع" ما (مع أنه كان أقرب إلى المؤامرة من الاجتماع) فإن تخليف عمر كان "نظام وصاية" لا يقبل التبرير ولا المماطلة. والوصاية لا علاقة لها بـ"الديموقراطية" أو كما يحلو القول: الشورى".
إذنْ نحن الآن أمام تطور جديد: فبعد اغتصاب السلطة من قبل بن أبي قحافة وصلنا إلى وصايته باستخلاف عمر بعده. فإين هي "الشورى"؟
لنرَ ما حدث فيما بعد!


الديموقراطية والشورى [1]: الأصول اللاهوتية للادعاءات الإسلامية عن "الشُّورى"

باب أخضر مقفل بالسلاسل

صورة كولاج لعالم الإسلام الإرهابي بمقدمة البغدادي وعلم الدولة الإسلامية الأسود باللون الأخضر
1.
نشيد الرغائب!
ما انْفَكَّ الكُتَّاب المسلمون العلنيون والمستترون والمتأسلمون الجدد من ترديد مقولات تتعلق بـ"ديمقراطية!" الإسلام مستلين من مشجب الأوهام فكرة "الشورى!" باعتبارها "ديموقراطية" الإسلام وغيرها من الكليشيهات الجاهزة بأطر أسلوبية وإنشائية تبدو للقارئ غير المُسَلَّح نظرياً ومعلوماتياً بأنها لا تخلو من "المنطق" والمصداقية!
غير أن التاريخ الواقعي (وليس الأدبي الإسلامي) يقول لنا إنها محض أوهام عن الماضي.
إذ أنَّ قراءة متأنية - تاريخية ولغوية لتاريخ المفاهيم الراسخة للديموقراطية من جهة و"الشورى" من جهة أخرى سيرى القارئ بأن محاولة إضفاء دلالة مفهوم الديموقراطية على "الشورى" هي محاولة عقيمة ومتهافتة لا تصمد أمام الوقائع التاريخية لكلا المفهومين وهي لا تختلف بأي حال من الأحوال عن حالة القطة التي ترى نفسها نمراً!
يمكن تمييز فريقين رئيسين من أصحاب هذه المحاولات:
فريق يفتقد لأبسط أنواع الحِسِّ النقدي والتحليلي ويجعل من التدليس والإنشاء منطلقات للكتابة بغض النظر عن "مكانتهم" الأدبية والفكرية "الشائعة" بين فئات مختلفة من القراء.
وفريق ثان، تقوده النية الحسنة لكنه يتناسى بأن "الطريق إلى جهنم مفروش بالنيات الحسنة"! إنها "رغبة" أن يكون الإسلام كما يتمنون. ولكن للأسف الواقع لا يقول ذلك.
المفهومان متناقضان ويرفض أحدهما الآخر والديموقراطية مناقضة للحكم الديني بأي شكل من أشكال التفصيلات.
ولنر الآن ماذا تعني "الشورى" وماذا تعني "الديموقراطية":
2.
الشُّورَى:
الدلالة اللغوية:
الشُّورى لغةً (كما نجده في لسان العرب) تأتي من فعل "أَشَار". وللفعل "أشَار" معان مختلفة من بينها؛ أشَارَ عليه بأمر ما، يعني: أمره به، وهيَ الشُّورَى والمَشُورَة. وكذلك المَشْوَرَة؛ ويُقال: شَاوَرْتُه في الأَمر واسْتشرته والمعنى واحد. وشاوَرَهُ مُشاوَرَةً وشِوَاراً واسْتَشاره: طَلَب منه المَشُورَة.
ونفس المعنى يرد في (القاموس المحيط): أشارَ عليه بكذا، أيْ أمَرَهُ، وهي: الشُّوْرَى والمَشُورَةَ.
كما يتضح من قواميس اللغة إنَّ العربَ يستخدمون كلمة "الشُّورى"، سواء في فترة ظهور الإسلام وعصر التدوين وظهور القواميس العربية وكذلك العصر الحالي، بمعنى واحد لم يتغير: طلب المَشُورة من أحدٍ في أمْرٍ ما. والمَشُورة التي يقدمها المرء لآخر (بصورة طوعية) لا تُشَكِّلُ أمْراً مُلزماً لابدَّ من تنفيذه. فهي "نصيحة" لا غير، سواء أخذ بها الشخص أم لم يأخذ بها.
3.
المصدر النَّصِّي:
ترد كلمة "شورى" في كتاب المسلمين مرة واحدة لا غير فيما يسمى "سورة الشورى" - الآية 38:
[وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ]
وكما هو واضح، يستطيع القارئ المحايد أنْ يلاحظ ما يأتي:
- بأنَّ مفهوم الشورى الذي سُطِّرَت من أجله آلاف الصَّفحات في مئات الكتب منذ عصر التدوين حتى الآن لم يرد عملياً في كتاب محمد غير مرة واحدة فقط!
- وهذا ما يعكس الأهمية الدلالية والشرعية له إذا ما قارناه بالصلاة والصوم والحج والزكاة مثلاً. فهذه الكلمات التي تعبر عن قيم شرعية ومطالب مفروضة "كواجبات دينية" يتردد استخدامها بما يكفي للتدليل على أهميتها: فكلمة "الصلاة" ترد 67 مرة؛ والصوم 11؛ والحجًّ 10؛ والزكاة 32 مرة.
- لقد ورد مفهوم "الشورى" في النص المُشار إليه في إطار تعداد صفات "المؤمنين" من قبيل:
"وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"
"وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ"
"إِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ"
"وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ"
"أَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ"
"وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ"
أي أنَّ ورودها كان وروداً "أدبياً" عابراً تماماً ولا تُشَكِّل فكرة "الشُّورى" الواردة في السَّورة التي تحمل نفس الاسم والتي تحتوي على 59 آية، أية قيمة دينية مركزية أو استثنائية وهي ليست مفهوماً يعبر عن مطالبة تتعلق بقيام “مؤسسة" سياسية أو اجتماعية أو دينية. وإنَّ إطْلاق اسمِ "الشُّورى" على السورة لهو أمر اعتباطي تماماً. فهي فكرة من عشرات الأفكار الواردة في السورة ولا تختلف عن أهمية كلمة "البقرة" في "سورة البقرة". وإلَّا لماذا لا يخلصون إلى ضرورة قيام "مؤسسة" ما للبقرة مثلما يحاولون مع كلمة "الشورى"؟!
- أمَّا ما يتعلق بنصوص "الحديث" فإنَّ الظروف التاريخية ومصادر المعلومات الغنية المتوفر لدينا الآن لا تقدم أية مسوغات لكي تؤخذ مأخذ الجد. فهي من "صناعة" عصر التدوين والقرون التي تلت ذلك. وهذا ما حدا بالكثير من "فقهاء الإسلام"، مثل ابن حزم في "المحلى"، بعدم الأخذ بالحديث في عملية التشريع وإصدار الأحكام. وهناك من لا يرى غير "أحاديث" معدودة يمكن الأخذ بها باعتبارها "صحيحة" مثل أبي حنيفة. بل وكما يعرف المطلعون على تاريخ اللغة العربية فإن الجزء الأعظم من النحوين قد رفضوا رفضاً صريحاً الاستشهاد بالحديث في التدليل على معاني الكلمات أو القضايا النحوية في الحديث واقتصروا أساساً على الشعر الجاهلي وكتاب محمد وحسب! ورغم حذر النحوين من إطلاق موقف ضد الحديث، فإنَّ "التبرير" الرسمي والممكن بالنسبة لهم آنذاك هو أنَّ "الأحاديث" صادقة معناً وليس نصاً وهذا يعني بوضوح أنَّ "الكلمات" و"المفاهيم" المستخدمة فيها هي من "صنع" المحدثين لا غير.
وهذا اعتراف ضمني بكون ما ورد في "الأحاديث النبوية!" عن مبدأ "الشورى" هو صناعة فقهية متأخرة جداً سواء تبريراً لأحداث سابقة أو تأسيساً وتدعيماً لمواقف تخدم سلطة الخلافة آنذاك. ولهذا لا قيمة لهذه النصوص في مناقشة مبدأ "الشورى".
4.
الشيعة يرفضون الشورى والديموقراطية معاً!
غير أن أسطورة "الشورى" باعتبارها تعبيراً عن الديموقراطية هي في جوهرها ذات طابع سني معاصر محض. فجوهر العقيدة الشيعية ينظر إلى خلافة الدولة "الإمامة" باعتبارها قضية أصولية تستند إلى كتاب محمد وهي "رئاسة في الدين والدنيا ومنصب إلهي يختاره الله بسابق علمه ويأمر النبي ص بأن يدل الأمة عليه ويأمرهم باتباعه" [عقائد الإمامية الأثني عشرية - السيد إبراهيم موسوي الزنجاني] ولهذا فإن الشيعة لا يؤمنون لا بالشورى ولا بالديمقراطية. وقد تحدثنا عن هذا الموضوع تفصيلياً في موضوعنا:

الإسلام الشيعي هو الوجه الآخر للإسلام السني [3]: الأساطير الشيعية والإمامة

5.
خلاصة:
أولاً؛
كما هو واضح لا يكشف مفهوم "الشورى"، استناداً إلى نص كتاب محمد بن عبد الله عن أي واجب عقائدي أو تشريع ديني، كما حدث في حالة "الصوم" و"الصلاة" و"الحج" و"الزكاة". فكلمة "الشُّورى" وردت بصورة عابرة كعشرات الكلمات الأخرى ولم ترتبط بتشريع محدد أو مطالبة محددة كالواجبات الأخرى. بل أن نص "القريان" يحتوي على الكثير من الأدلة على ما هو معاكس تماماً ويتلخص بمطالبة الناس الخضوع لإرادة السلاطين، وحتى الجائر منهم، خضوعاً كاملاً وبدون قيد وشرط (أنظر: لماذا الحديث عن الإسلام؟). وهو مبدأ يتناقض جَذْرِيَّاً وعلى المكشوف مع مفهوم يتعلق بإمكانية طلب المشورة والنصح من الناس، أو أي مفهوم يرتبط من قريب أو بعيد بفكرة "الديمقراطية". بل إن مطالبة الخضوع للحاكم الجائر تتناقض مع أبسط مبادئ العدل، سواء تلك "المعلنة" من قبل فقهاء الإسلام أو تلك التي تنادي بها البشرية آنذاك.
ثانياً؛ الديموقراطية:
ليست الديموقراطية "عقيدة" كما إنها ليست "وصفة" جاهزة. إذ تتعدد المعاني الخاصة والمحددة للديمقراطية بتعدد أشكال الإدارة الديمقراطية ومستوى تطور المجتمع المدني ورسوخ الثقافة الديموقراطية في البلد المعين.
إنها فلسفة وطريقة تفكير لإدارة الدولة والمجتمع المعاصر على أسس أكثر عدالة، وأكثر شرعية، وأكثر عقلانية.
غير أن المحدد الأساسي في إدارة الدولة الديموقراطية هو استنادها إلى إرادة الشعب عن طريق منظومة واسعة من القواعد الأساسية الملزمة ومن أهمها:
- مبدأ التمثيل الذي يستند إلى الانتخابات الدورية (كل أربع أو خمس سنوات).
- للقوانين الصادرة عن البرلمان سلطة حقيقية يخضع لها الجميع ومن ضمنهم أعضاء الحكومة (السلطة التنفيذية) ورئيس الجمهورية والسلطة القضائية. وتقوم "المحكمة الدستورية" بمتابعة حقيقية لتطبيق القوانين والبت بالشكاوى المتعلقة بالقوانين التي تتناقض مع فلسفة وروح الدستور.
الفصل الحاسم ما بين السلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية.
- توجد قوانين وهيئات رقابية مختلفة ذات تأثير واقعي على سياسة الحكومة في المجالات المختلفة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية.
- الحقوق المدنية: أنها واحدة من أهم المبادئ التي تستند إليها الديموقراطيات المختلفة. وهي تتضمن الحرية الشخصية: فالمواطن لا يخضع لأي سلطة مهما كانت خارج ما تقرره القوانين؛ حرية الفكر والضمير والعقيدة الدينية؛ - حرية الرأي والتعبير حتى لو كانت ضد الحكومة القائمة؛ حرية التجمع والتنظيمات السلمية.
- الشفافية في اتخاذ القرارات وحق المواطن بالحصول على وثائق القرارات المتخذة من قبل جميع وزارات ومؤسسات الحكومة استناداً إلى قانون الحصول على المعلومات ذات الطابع العام.
وهكذا فإن الديموقراطية لا علاقة لها بـ"الشورى" لا من قريب ولا من بعيد.
ثالثاً؛ إن تاريخ الحكم الإسلامي الحقيقي منذ محمد وحتى هذه اللحظة الراهنة لم يعرف لا على مستوى المعنى ولا على مستوى التطبيق فلسفة الديموقراطية. أما الشورى فهي واحدة من الخرافات اللغوية ولا شيء آخر.
وانطلاقا من اللحظة الراهنة فإننا عاجزون عن استشراف أي نزوع للدولة العربية/ الإسلامية لأي شكل من أشكال الديموقراطية في فلسفة الحكومات الإسلامية الراهنة (سنية كانت أم شيعية) وسياساتها المعلنة.
إن الدولة العربية (من المحيط إلى الجحيم - ملكية كانت أم جمهورية) هي ليست دولة غير مؤهلة لكي تكون ديموقراطية فقط، بل على العكس من ذلك نشاهد استشراء سياسة الاستحواذ الشامل على السلطة في ظل تفاقم الفساد الاقتصادي وسوء استخدام السلطة والقمع المكشوف أو المستتر لأي شكل من أشكال المعارضة والتعبير عن الرأي. وكل هذا يحدث في شروط تصاعد المد الديني المتطرف والتوحش العقائدي العلني أو المستتر وتغلغله في مكونات الدولة سواء بدعم الدولة نفسها أو بالتغاضي عنه.
الدولة العربية (جمهورية وملكية) أُسِّست لكي تكون دولة استبدادية بسبب عقيدة الإسلام التي تستند إليها.

متى سيحظى المسلمون باحترام العَالَم ؟: الشروط الثلاثة

سجون العقيدة الدينية المستترة





[سجون العقيدة الدينية المستترة]
1.
إنْ ينسحبوا إلى الوراء عن خرافة "الحق الإلهي" الذي منحوه لأنفسهم بإنهم على حق مطلق!
2.
أنْ يتخلوا عن مطالبهم بالدولة!
فالدولة، أي دولة، هي دولة الجميع: دينين كانوا أم لا دينيين؛ مؤمنين كانوا أم ملحدين.
دولة للجميع بغض النظر عن الانتماء الديني والإثني والثقافي والجنس وكل ما يجعل من البشر بشراً.
3.
أن يقبلوا (برحابة صدر) بأن رأيهم (ومهما كان موضوع الرأي) هو رأي واحد لا غير إلى جانب ملايين الآراء بالعلاقة مع الدين والسياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة والفن وحقوق البشر – وخصوصاً حقوق المرأة والأقليات الدينية والإثنية والثقافية.

هذا هو (العقد الاجتماعي) الذي قبله المسيحيون في بلدانهم المسيحية: أوربا وأمريكا وكندا وأستراليا والكثير من الدول الأخرى التي وضعت حداً للامتيازات الدينية لهذا وذاك.
فهل سيقبل المسلمون مثل هذا العقد؟



الإسلام والمسيحية نفق واحد متصل!





نهاية الطريق إلى الإسلام والمسيحية

1.
في مقال للمطران روبرت بارون يذكر فيه بأن عدد الطلاب الملحدين واللاأدريين في الفصل الجديد في جامعة هارفارد يفوق عدد المسيحيين واليهود المعلنين.
وإذ كان المطران غاضباً على الأغنياء الذين توفر لهم كل شيء ما عدا معرفة الله فإن كاتباً مسيحياً آخر وفي صفحة مسيحية يرى بأن المسيحية أصبحت شيئاً عارضاً في حياة المسيحيين الذين فشلوا في معرفة ماذا يمكن أن يعنيه المسيحي!
2.

ويمكن إيراد عشرات التصريحات على تغلغل الإلحاد أكثر فأكثر في الثقافة المعاصرة في المجتمعات المسيحية وفي أوساط الشباب المتعلم وبلسان المسيحيين أنفسهم في السنوات الأخيرة.
وعلى سبيل المثال فإن نسبة الملحدين في جامعة هارفرد قد وصلت في السنوات الأخيرة إلى 37%.
وهذه وقائع يعرفها الكثير وللمزيد من المعلومات عن الملحدين في جامعة هارفرد:
Faculty Faith
The Secular Life at Harvard
2.
والسؤال الجدير بالأهمية هو التالي:
إذا كان الأذكياء من شباب المجتمعات الغربية يكتشفون خرافة يشوع وخزعبلاته عن "أبيه" فما الذي يدفع الأغبياء ذوي الأصول الإسلامية من المجتمعات العربية الصراخ باسم يشوع والسقوط في أحضان ذات الثقافة الغيبية؟
إنه قانون التخلف!
3.
فالتخلف "الاقتصادي" مصطلح مزيف إذا كان الغرض منه التستر على شروط هذا التخلف والتي هي أبعد ما تكون عن العمليات الاقتصادية فقط:
إنها شروط الثقافة الدينية الإسلامية التي صنعت ثقافة غيبية قميئة يعجز من لا يمتلك تفكيراً نقدياً عن إدراكها والتغلب عليها والخلاص منها.
فحين يغادر الأذكياء نفق الإسلام فإنهم يخرجون إلى ضوء العقل ومملكة الحرية والإدراك العقلاني لحياتهم ومستقبلهم الحقيقيين.
ولكن حين يغادر ضعاف العقول نفق الإسلام فإنهم يواصلون رحلتهم الغبية في نفق آخر: وهو نفق المسيحية. ومن المثير للاهتمام (وهي في تصوري قضية من اختصاص علماء النفس) فإن سلفي الإسلام عادة ما يكونون "سلفي!" المسيحية.
وسلفيو الإسلام بالذات الذين قرروا الانتقال من الجامع إلى الكنيسة هم من أكثر المسيحيين الجدد صراخاً وتطرفاً وعويلاً على يشوع الابن ناذرين الجزء المتبقي من حياتهم لخرافات هذا "اليشوع"!
4.
إذن لا خلاص من النفق المظلم لمن لا يحظى بنعمة التفكير النقدي.
فنفق الثقافة الغيبية يكاد يكون واحداً ولا يمكن التمييز أين ينتهي جزؤه الإسلامي وأين يبدأ جزؤه المسيحي!
إنه كالأواني المستطرقة يستطيع المسلمون والمسيحيون على حد سواء السباحة فيه من غير عناء.


ملاحظة:

لا أعتقد أن الأمر مختلف عن اليهودية وخصوصاً وسط المجتمعات اليهودية خارج إسرائيل. بل أن الثقافة الإلحادية ورغم القيود ونشاط المتطرفين تنتشر في أوساط الشباب في إسرائيل.

فالأديان "الإبراهيمية" في نفق واحد مستديم . . .


المرأة التي لا وجود لها كما "الله" لا وجود له!



[ليس لهذه الفتاة أي وجود على الأرض لكنها أكثر حضوراً من "الله:!]

1.
لنتأمل بتأنٍ واهتمام ملامح المرأة في الصورة أعلاه:
لا أشكُّ أنَّ لا أحد "يشكُّ" في وجودها. فهي أمامنا تنضح بالوجود والحيوية والحياة.
2.
لكنَّها مع ذلك لا وجود لها في أي بقعة من الكرة الأرضية!
لا وجود لها في أي دائرة نفوس أو أي وكالة للأحوال الشخصية – إنها خارج أي نوع من الإحصاءات الرسمية واللارسمية واسمها لا وجود له في أي نوع من السجلات، وإن صورتها هذه هي الصورة الوحيدة التي يمكن العثور عليها في الكون والتي لا يمكن أن تنطبق على أي امرأة مولودة أو قد ستولد في المستقبل!
أنها باختصار كما "الله" تماماً لا وجود لها ولا يمكن أن يكون لها وجود في يوم ما !
وإذا كان "الله" حصيلة لتصورات البشر المزيفة فإن هذه "المرأة" هي حصيلة لعقول بشرية- لكنهم بشر يحملون معارف حقيقية ومؤهلات علمية وتقنيات عالية.
3.
إنها باختصار من خلق التكنولوجيا ولا يمكن العثور عليها في وجودنا الأرضي.
إنها من انتاج الذكاء الاصطناعي الذي تم تطويره بواسطة باحثين من NVIDIA وهي تقنيات قادرة على استعارة أنماط من صورتين حقيقيتين لشخصين حقيقيين وإنتاج عدد لا حصر له من الصور المزيفة ولكنها صوراً بشرية واقعية الملامح والتعابير.
للمزيد من المعلومات: >>>>>>>
4.
ولهذا فإن من يؤمن بوجود "الله!" فإن عليه أن يؤمن بـ"وجود" هذه الفتاة التي لا وجود لها.
ومع ذلك فإن ما صنعه العقل الواعي (وليس الوعي المزيف) لهو أجمل وأكثر انفعالاً ودهشة من أي صانع آخر.
لكن الفرق ما بين أوهام الدين ومنتجات العلم مسافة شاسعة يستطيع العلم أن يسيطر عليها وأن يوظفها لخدمة البشر.
أما أوهام الدين فإن لا هدف لها غير عبودية البشر وتخلفهم.
فيديو عن آلية تقنية صنع الوجوه المختلفة من مزج ملامح وجوه حقيقية: >>>>>>>>




أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر