1.
في إحدى حلقات "البحث عن الله" في ناشيونال جيوغرافيك يقول أحد الناجين من البنايتين التؤأم بعد أحداث 11 أيلول 2001، بأنه قد نجا من الكارثة بفضل الرب يسوع!
فهو حين كان تحت الانقاض انخرط يصلي ويبتهل إلى يسوع الرب الذي سمعه وانقذه. وقد كان هذا الأمر بالنسبة له معجزة و"آية" تخبره بأن يجند نفسه لخدمة الرب يسوع!
2.
إنني سعيد جداً لأن "الرب يسوع" قد استجاب لصلاته!
لكنني لا أستطيع أن أمنع نفسي عن طرح السؤال التالي [كما أظن أن الكثير من الناس لديهم رغبة عارمة في طرحه]:
ــ ولماذا امتنع هذا "الرب يسوع" عن انقاذ الثلاثة آلاف من النساء والرجال الأبرياء الذين بقوا تحت ركام البنايتين أو أولئك الذين رموا أنفسهم من نوافذ الطوابق العالية؟
وما هو فضل هذا "الواحد" على "الثلاثة آلاف"؟
[أما لماذا لم ينقذ يشوع نفسه بنفسه أو لماذا لم ينقذه أبوه فهذا موضوع لا يستحق حتى التعليق]
3.
والأمر نفسه ينطبق على حوادث المرور والفيضانات والأعاصير المدمرة والزلازل الأرضية والتسرب النووي والأمراص الفتاكة وانتشار الفيروسات المدمرة ومرض السرطان والأيديز وغيرها من الكوارث التي تودي بحياة الآلاف أو مئات الآلاف من الأطفال والنساء والرجال الأبرياء!
لماذا ينقذ "الله" أو "الرب يسوع" أو "يهوه"، أو أي إله آخر، حياة بعضهم، أما الآخرون فيبعثهم إلى مثواهم الأخير؟!
ما هي "المعايير الربانية العلمية!" والدقيقة التي يستند إليها "الله" وابنه واخته وأي قريب آخر له فينقذ على أساسها حياة هذا ويترك الآخر في محنته؟
وعلى أي حسابات يستند هذا الرب "المنقذ" عندما يولد الأطفال مشوهين أو يحملون أمراضاً وعاهات يعانون منها حتى آخر حياتهم؟!
4.
لا يمكنني من أمنع نفسي أيضا القول بأن هذا الإله، إنْ وجدَ [وهو لم يوجد يوماً]، فإن مكانه المناسب الوحيد هو أحدى المصحات العقلية!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق