منع

الله محنة المسلمين . . .



1.
ربما من سبق له أن قرأ مقالاتي بصورة سطحية سوف يندهش للعنوان. أما من قرأها بتمعن فإنه لن يرى في هذا العنوان غير مجاز يكشف عن لعبة "الصانع" و"المصنوع" الإسلامية.
إنَّ نفيي المطلق لوجود "الله" [وهذا ما يعجز عن فهمه المسلم ولا يتحمله] يجعلني عاجز عن توصيفه بأيَّ نوع من التوصيف – لا بالسلب ولا بالإيجاب.
فـ"الله" ليس غائباً بل "لاموجوداً"؛ واللاموجود لا يمكن أنْ يُوصف – بل هو لا يستحق حتى الوصف.
إنه العدم بذاته ولا توصيف للعدم.
2.
ولهذا فإن "الله" في كتاب محمد هو تصور محمد [أو أياً كان مؤلف الكتاب أو ساهم في كتابته – وهم كثيرون].
وهذا يعني أنَّ [محمداً – كائناً من كان] هو الصانع المُوجِدُ لفكرة لا توجد خارج رأسه. لكنَّ الفكرة هذه تحولت إلى عقيدة وتسللت إلى عقول آخرين. فقرروا واستناداً إلى "منطق الكَثْرَة" ومادامت تؤمن به كل هذه الجموع فإنَّه "موجود" ولا شَكَّ – وإلا كيف آمن به الآخرون قبلنا؟!
وهنا تأتي إلى المقدمة "تجربة القرود".
3.
التجربة:
وضعوا خمسة قرود في غرفة مغلقة حيث يوجد على أحد الرفوف صحن مملوء بالموز. ولكن حالما يتوجه أحد القردة إلى الصحن ليلتقط موزة وحالما يلمس الصحن يُوجه المراقب للتجربة تياراً قوياً من الماء البارد باتجاه الجميع. 
وهكذا تكررت التجربة كلما حاول قرد أن يقوم بنفس الفعل فيُوْجه ضد الجميع تيار قوي من الماء البارد. فأدركت القردة بأن أية محاولة من أي قرد لأخذ الموز تُسبب مشكلة للجميع.
ولهذا وحالما يهمُّ أحد القردة للقيام بهذا الفعل يهجم عليه الجميع وينهالون عليه بالضرب خوفاً منهم من رشاش الماء البارد.
وهكذا امتنع الجميع عن فكرة الموز.
بعد ذلك أُخْرج أحد القرد من الغرفة وأُدْخلَ بدلاً منه قردٌ آخر جديد إلى الغرفة. وحالما انتبه القرد الجديد إلى صحن الموز وحاول التقاط موزة هجم الجميع عليه كالعادة وانهالوا عليه بالضرب. 
وبعد محاولات عدة فهم القرد الجديد بأن الموز مصدر للمتاعب رغم أنه لم "يفهم" الأسباب.
ثم قام القائمين بالتجربة وبصورة تدريجية بإخراج أحد القردة القدامى وإدخال قرد جديد بدلاً منه حيث يتكرر نفس المشهد:


كلما ينوي القرد الجديد التقاط موزة تنهال الضربات عليه من قبل القردة الموجودين قبله.
وقد استمر الحال حتى حلَّت محل جميع القردة القديمة خمسة قردة جديدة لم تعاصر سبب تصرف القردة السابقين من المجموعة المتجددة، كما لم يعرف كل قرد منهم سبب هجوم القردة الأخرى عليه.
لقد "آمنت" القردة الجديدة من غير أن تعرف السبب بأنَّ الاقتراب من الموز محظور عليهم ويشكل خطراً على حياتهم.
هذه ليست حكمة. فأنا أكره الحكم.
هذه واقعة!
4.
وحين نتحدث عن محنة "الله" فإننا نتحدث عن محنة المسلمين الذين آمنوا بعقيدة لا يدركون لماذا آمنوا بها غير أنَّ آخرين سبقوهم بالإيمان بها.
إن القردة لم تفكر – بل لم تحاول التفكير:
فالأمر "بَيِّنٌ" لا ريب فيه: إنَّ عليهم قبول ما قبله السابقون وسوف يُنقل هذا الخوف من الاقتراب من صحن الموز إلى اللاحقين.
5.
إن عدم "التَّفَكُّر" بأسباب الخوف من الاقتراب من صحن الموز من قبل القردة قضية هي خارج إرادة القردة أنفسهم. فهي عاجزة من حيث الطبيعة في أن "تفكر" خارج مجموعة من الاشتراطات والأفعال الغريزية أو استناداً إلى المحاكاة وفي أمور مباشرة تخص الحصول على الغذاء والتكاثر ودرء الأخطار بالهروب إذا لم تكن مضطرة للقتال.
6.
لكن البشر – ولهذا هم يحملون صفة البشر – يمتلكون أداة فعالة من حيث المبدأ في التغلغل في نسيج الوقائع وربط الأحداث ببعضها والتوصل إلى الأسباب والتحقق منها واستخلاص النتائج.
إنَّ البشر سوف يتساءلون (وإلا لن يستحقوا لقب البشر):
لماذا لا تقترب القردة من صحب الموز؟
- لأنه خطرٌ – سيقول الآخرون.
- وما هو مصدر الخطر؟
- لا ندري "الله أعلم" – يردون عليه.
- إذن لا معنى للخوف طالما لا تعرفون الأسباب. لنقترب من صحن الموز ولنرى ماذا يحدث؟
- لا شيء!
7.
إذن ليس "الله" إلا "لا شيء"؛ فكرة طرأت على محمد [محمد "شخصية" أقرب ما يكون إلى المفهوم الديني منه إلى الحقيقة التاريخية]؛ وما محمد إلا تاريخ من الاعتقادات البشرية المتناقضة والمتراكمة عبر تاريخ طويل آمن بها آخرون من غير أن يعرفوا السبب؛
فآمن الناس [أصبح اسمهم مسلمين] في هذه الاعتقادات وهم لا يعرفون لماذا – والدين هو اصطناع واختلاق "الإجابة" على "لماذا"؛
وإنَّ الوجه الآخر لمحنة المسلمين تتبدى في سعيهم لحل إشكالات كثيرة وتذليلها. لكنهم كلما ذللوا إشكالاً ظهرت لهم حزمة من الإشكالات الجيدة التي توجب عليهم حلها. لأن "الإجابة" مصطنعة.
حتى وصلوا إلى نهاية من اليأس والملل فقرروا التمسك بما كان والعودة إلى غابر الزمان – فليس بالإمكان أحسن مما كان كما يقولون.
8.
لكن محنتهم لا تزال قائمة: 
فهم لا يزالون لا يعرفون "الإجابة" على سبب إيمانهم غير أنَّ مَنْ سبقهم كان يؤمن!
أما من يرفض هذه الاعتقادات فإن عليه:
إما الصمت وإما تغيير المكان [وهذه محنة الذين يعرفون الإجابة]!

مهزلة "تبادل الرهائن": اللعبة الخاسرة

 ملاحظة:
مهما ربح اللاعبون فإن الكازينوهات لا تخسر – قد تربح أقل لكنها تربح دائماً.
وإسرائيل هي صاحبة الكازينو!
أما الخاسر الوحيد - وهي خسارة عظمى ومأساوية فهم الفلسطينيون العزل.
فهل ثمة عبقري يصحح هذه الوقائع؟!
1.
بعد أنْ اتضح وَهْمُ "الانتصار الساحق" لعملية "طوفان الأقصى" الإرهابية التي لم تحقق غير إرهاب إسرائيلي معاكس راح ضحيته الآلاف من الأبرياء الفلسطينيين من بينهم الآلاف من الأطفال والنساء والآلاف من الجرحى والآلاف ممن لا يزالون تحت الأنقاض [لن أحسب حساب إرهابيي المنظمات الإرهابية]؛ وبعد أنْ رأى العالم كيف شنت "حماس" حرباً من غير أن تفكر بالمدنيين ولا بتوفير ملجأ لهم مثلما وفرت ملاجئ لقواتها؛ وبعد أن اتضح بأنَّ "الطوفان" لم يكن إلا "مستنقع آسن" وقد أعاد "القضية الفلسطينية" 70 عاماً إلى الوراء؛ وبعد أن ظهر بأن "حماس" عاجزة عن "تقديم" شيء للفلسطينيين غير خيام لا تقيهم حرارة الصيف ولا برد الشتاء بدل "التحرير"؛ وبعد أنْ لم يتبق أمام "حماس" و"حركة الجهاد" مكاناً فوق الأرض؛
بعد كل هذا – وهذا كارثة فلسطينية تاريخية، قررت "حماس" أنْ تلعب "لعبة" تبادل الرهائن، فلعلها تربح شيئاً من ورائهم!
أما من مظاهر انتصارها هو زيارة نتنياهو لمواقع القوات الإسرائيلية في وسط غزة!
وأما ما يتعلق بـ"الخيام" والطعام فهي من المساعدات الدولية!
2.
والسخافة العربية/الإسلامية الكبرى الآن [فكل موسم ثمة سخافة كبرى] هو الافتخار بأن تبادل الرهائن انتصار وكأن الآلاف الذين قتلوا وجرحوا وهجروا [حوالي مليون و200 ألف مواطن!]و الآلاف الذين ما يزالون تحت الأنقاض مجرد "أرقام" لا قيمة لها في حساب أبطال القومية وصمود "المقاومة" الإسلامية!
لقد كان "الصمود الفلسطيني" الذي يتحدث عنه المهوسين بالصمود هو تدمير 70% من غزة وتهجير حوالي 80% من سكان الشمال إلى غد مجهول بالمعنى الحرفي للكلمة.
إن الخاسر الوحيد[وسيكون لعقود عديدة] هم الفلسطينيون!
هذه هي الحقيقة الملموسة الوحيدة الني "الجماهير الهادرة " إدراكها.
3.
قتلت "حماس" و"حركة الجهاد الإسلامي" 1200 شخصاً في إسرائيل بدءاً من المشاركين في المهرجان الموسيقي وأغلبهم من الأطفال والشباب وينتمون إلى دول مختلفة. ولا يشكل العسكريون الإسرائيليون غير جزء من هذا العدد [لحد الآن لا توجد أية إحصائيات عن عدد العسكرين الإسرائيليين القتلى نتيجة هجوم 7 أكتوبر].
وقامت باختطاف حوالي 240 شخصاً – من بينهم [33] طفلاُ ورضيعاً والكثير من الشباب المشاركين في المهرجان الموسيقي وعمال تايلنديين وجنود إسرائيليين لم يتم التصريح بعددهم حتى الآن [من بين المخطوفين يوجد عدد كبير من الأشخاص من جنسيات مختلفة كثيرة].
فهل كان هذا انتصاراً للقضية الفلسطينية وتخفيفاً لآلام الشعب الفلسطيني وحلاً لمآسيه؟
فهل تم تحرير متراً واحداً من الأرض المحتلة؟
وهل ساهم هذا الهجوم بتأمين الأمن والاستقرار لمواطني غزة والضفة الغربية وهذا هو المطلب المصيري لكل شعب؟
وهل تم تحرير الآلاف من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية؟
4.
ولأن المسلمين ميالون إلى "تلقف" الأوهام كما تتلقف الأسماك "الطُعْم" فسوف تلعب "حماس" لعبة "محرر الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية" حيث سيعم الفرح والابتهاد في أرجاء فلسطين!
ولأنني لم أكتب يوماً حرفاً واحداً لمن "ودَّع عقله"، فإنَّ الذين لم يودعوا عقولهم لابد وأنهم سوف يعقلون الحقائق المُرَّة التالية:
استناداً إلى إحصائيات صادرة عن "جمعية نادي الأسير الفلسطيني" الرسمية "يبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية كانون الثاني 2023 نحو [4780] من بينهم [29] أسيرة و[160] طفلاً و[915] معتقلاً إدارياً".
وخلال شهر أكتوبر الحالي [2023] فقط وبعد "طوفان السخف" تم تسجيل 2070 حالة اعتقال في الضفة والقدس من بينهم [55] امرأة و[145] طفلاً [لأسباب عملية وبسبب الوضع الحربي وانقطاع الاتصالات وصعوبة العمل الميداني فإنه من الصعب إقرار دقة هذه الإحصائيات. وهذا لا يعني بأنها كاذبة وإنما غير محدثة ومحققة 100%].
5.
فماذا حررت حماس من آلاف المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية؟
وما هو ثمن تحرير 100 أو 200 شخص أو لنقل 300؟
هل الثمن هو الكارثة التاريخية التي حلت بأكثر من مليوني فلسطيني وآلاف القتلى وآلاف الجرحى وآلاف الضحايا الأبرياء الذين ما يزالون تحت الأنقاض ومليوني فلسطيني مشرد؟
هل فقد العرب عقولهم وضمائرهم إلى هذه الدرجة ولم يعودوا يفرقون ما بين الأسود والأبيض، وما بين الليل والنهار، وما بين الاندحار والانهيار الشامل والخراب الواسع والانتصار؟


لا تناقش الحمقى والبلهاء مطلقاً!

 


ملاحظة: الفيلم يستغرق دقيقة واحدة فقط.
1.
من حقائق الطبيعة الثابتة علمياً هي أنَّه لا يمكن الانتصار على الحمقى فرادى أو جماعات في أي نوع من النقاشات. إذ أنَّ قدرتهم على الثبات وعدم التغير تكاد تكون أكثر "صلابة" و"صلادة" من أي نوع من الحجر الصلب والصلد!
2.
لكن "الصلابة" و"الصلادة" هذه لا تعود إلى قناعات مدروسة وتصورات عقلانية يمكن البرهنة على صحتها، وإنما هي "صلابة" و"صلادة" إيمانٍ خرافيٍّ بالبغل الطائر والحصان وحيد القرن والحجر الأسود والشياطين والجن والسعالي وبول البعير وما شابه من مكونات ثقافة العجائز.
3.
وهذه هي المشكلة:
إنَّ المنطق والعقل عاجزان تماماً ولا حول لهما ولا قوة أمام قوة الخرافة وجبروت الأساطير.
إنَّ الحمقى هم المنتصرون!


الهدية [16/حول أحداث 10/7]

1.سوف أكرر دائماً الفكرة الأساسية: 
الكذب واختلاق "الحقائق" لا علاقة لها بحرية الرأي. إذ ليس للمرء أنْ يدعي "حقيقة" ما لا يمتلك الدليل على وجودها.
2.
و"الحقيقة" التي لا أحتاج جهداً  كبيراً للبرهنة عليها هي التالية:
في يوم 7 أكتوبر 2023 رأى العالم أنَّ "حماس " وحركة "الجهاد" قدمتا هديَّةً ثمينة ذات أبعاد ثلاثة[ولا أحد يعرف الخلفية لهذا الحب] لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس حزب "الليكود" اليميني.
وهكذا قامت "حماس " وحركة "الجهاد" بإنقاذ نتنياهو من أزمات داخلية قاتلة من بينها عدم الثقة بإدارته ووفرت له المبررات العملية لإنقاذ نفسه من الهاوية السياسية التي كانت تنتظره.
وهذا هو البعد الأول للهديَّة.
3.
أما البعد الثاني من الهديَّة التي قدمتها "حماس " وحركة "الجهاد" لنتنياهو فله وجه مأساوي:
تدمير شامل لمدن وبلدات غزة تدمير لا يمكن إصلاحه لجيل كامل من الفلسطينيين؛ وسحق الفلسطينيين في غزة وفي سحقاً بالمعنى الحرفي للكلمة!
4.
غير أنَّ البعد الثالث للهديَّة الحمساوية المستتر هو أنها قدمت لإسرائيل الشروط الموضوعية للكشف عن منظومة من الأزمات  في المجال الأمني ودفعت إسرائيل إلى إعادة النظر بصورة جذرية في التقنيات والوسائل والمنظومات الدفاعية.
بل أنَّ هجوم السابع من أكتوبر ساهم بتدمير الاتجاه السلمي في المجتمع الإسرائيلي وخصوصاً اتجاه حزب العمل وحركة "السلام الآن" والكثير من الأصوات المنادية إلى سياسة سلمية مع الفلسطينيين من جهة، وإعطاء "التبريرات" للاتجاه الديني المتطرف لكي يحتل مكانة متميزة في السياسة الإسرائيلية والرافض للحلول السلمية.
5.
ما كان يمرُّ، وحتى في الأحلام، في رأس نتنياهو والليكود أن تتوفر لهم هذه الفرصة الذهبية التي لا يمكن تكررها بسهولة لتنفيذ عدد من المشاريع السياسية لحزب الليكود والتيارات المتطرفة السياسية والدينية في المجتمع الإسرائيلي من جهة؛ وامتلاك التبريرات السياسية أمام العالم لكي يقوم بتدمير البنية التحتية والسكنية والخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والمراكز التجارية والخدمية لقطاع غزة التي على مساحة تقدر بـــ 365 كيلومتراً مربعاً من جهة ثانية؛ والتدمير السكاني الجسدي والنفسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي لحوالي مليونين من المواطنين الفلسطينيين في بلدات ومدن غزة وإعادة حياتهم سبعين سنة إلى الوراء إلى ما كانت عليه حياة آبائهم وأجدادهم عام 1948 من جهة ثالثة.
فعدد القتلى الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية [هذا ما جنته "حماس" على الفلسطينيين : إما النزوح عن غزة وإما الموت! [3/حول أحداث 10/7] و[الضحايا البشرية المستترون بعد "النصر الساحق" لـ"حماس!!!"[6/حول أحداث 10/7] أصبح من الصعب إحصاءه الآن بسبب توالي موجات القصف الليلي الزلزالي في ظل انقطاع الكهرباء والاتصالات والانترنت، والأحياء منهم قد فقدوا مساكنهم ومصادر عيشهم ووجودهم نهائياً وهم الآن محصورون في بقعة من الأرض ما بين الدمار الشامل لعدد كبير من المدن والأحياء الغزَّاوية والحدود المصرية التي "اتفق" الجميع على عدم اجتيازها!
6.
إنَّ الحلم الليكودي قد تحقق كهبة من السماء بفضل "حماس " وحركة "الجهاد"- و"حماس " وحركة "الجهاد" فقط!
ولا يشكل بالنسبة لي أية قيمة فيما إذا كانت هذه الهدية قد قُدمت بصورة واعية [ولا تهمني حتى الأسباب] أم نتيجة للوعي والتفكير الإسلامي المنغلق والمتخلف والمتطرف لـ"حماس" ومن يتبعها من المنظمات الإرهابية المتطرفة التي لا يولي أية أهمية لحقائق الواقع والنتائج المترتبة على ما تقوم به – طالما كان الهدف القريب هو المزيد من "الشهداء"، أما الهدف البعيد فهو "الجنة"!
أما الفلسطينيين [وليس فلسطين فالوطن ليس أرضاً بل بشراً] فإننا نراهم الآن:
في المحرقة!
7.
وإذا ما كانت "حماس " وحركة "الجهاد" قد قامتا بهجوم 7 أكتوبر بصورة واعية للنتائج أم لا فإنهما في الحالتين قد ارتكبتا جريمة فظيعة بحق الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تغتفر.
من صور دمار غزة




من يمول حماس بالسلاح وكيف يصل إلى غزة؟ [15/حول أحداث 10/7]


يتضمن هذا الفيديو "بالتفاصيل: "من يمول سلاح حماسوكيف يصل إلى كتائب القسام في غزة؟ 7 طرق رئيسية" معلومات كثيرة عن مختلف الجوانب المتعلقة بعملية تسليح حماس.
وخلال الدقائق [9:37] تقدم صاحبة القناة، وبدون ثرثرة كعادة أغلبية أصحاب القنوات، للمشاهد الكثير من التفاصيل المجمعة من مصادر مختلفة تتعلق بالطرق والقنوات التي يتم عن طريقها استلام الأسلحة والمعدات العسكرية والمواد الأولية المستخدمة في صناعة الصواريخ والمتفجرات المختلفة - وخصوصاً ما يتعلق بالتمويل الإيراني.
وحسب اطلاعي على هذا الموضوع ومن مصادر إعلامية مختلفة فإن صاحبة الفيديو [سالي حسام] تلتزم بما هو منشور من قبل أغلب المصادر الإعلامية المطلعة بدون معلومات "ارتجالية".
ولهذا فإن الفيديو يستحق المشاهدة.




مهزلة [تعقيب] [14/حول أحداث 10/7]

[الاعتصام على الحدود العراقية والأردنية]

1.
كما هو متوقع وبعد أن عجزت الدولة العراقية بجيشها وشرطتها من السيطرة على "الموقف!" الداخلي الذي تحدثنا عنها في الموضوع، وبعد أن قام قادة "قوات الحشد الشعبي" [التي تأتمر مباشرة لأوامر الحرس الثوري الإيراني] ومقتدى الصدر بتحريض أنصارهم للتوجه إلى الحدود العراقية الأردنية ومحاولة اجتياز الحدود وتنظيم "اعتصامات سلمية!" عند منفذ «طريبيل» مع الأردن لتسهيل وصولهم إلى الحدود الأردنية – الإسرائيلية!
وبعد أن قامت "الجماهير الهادرة "الشيعية المحرض من الفصائل التي تنتمي إليها و"دفاعاً عن الأشقاء العرب الفلسطينيين!" بمنع صهاريج محملة بالنفط المتوجهة إلى "الأشقاء العرب الأردنيين “من العبور إلى الأردن مما اضطر هذه الصهاريج إلى العودة؛
وكما سبق ذلك قبل أسبوعين دعوة  الفصائل الشيعية "العراقية "و مقتضى الصدر لأنصارهم إلى الخروج في مظاهرات مناهضة لإسرائيل والتجمع في ساحة التحرير في مركز العاصمة بغداد تحت "نصب الحرية"!
بعد كل هذه المهازل فقد اضطر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أخيراً "التوجه" صوب إيران "الشقيقة" في زيارة خاطفة وقد التقى بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
2.
ولم تنقل لنا الأخبار المصورة في أثناء التصريحات الصحفية للسوداني ورئيسي غير الكلمات الطقوس الدبلوماسية بـ"الأسلوب الإيراني" والمتضمن إدانة إسرائيل والصهيونية وشتيمة من هنا وشتيمة من هناك وانتهى الموضوع!
3.
غير أن الناس تعرف – وتعرف جيداً، أن هدف زيارة رئيس الوزراء العراقي ليس إدانة إسرائيل [فهذا ما يمكن القيام به من العراق من غير أن يحمل نفسه أهباء السفر ] وإنما تقديم "عريضة" وشكوى أخوية شيعية إلى الحكومة الإيرانية بالتدخل فيما يحدث في العراق. وإنَّ مثل هذه "الطلبات" الأخوية لا تعني غير شيء واحد:
عجز العراق عن أن تكون "دولة"!
 
ملاحظات:
- إن ما تقوم به الفصائل المسلحة الشيعية الموالية لإيران وبشكل خاص "حزب الله" العراقي و"الحشد الشعبي" الأداة المباشرة للحرس الثوري الإيراني ومقتضى الصدر بؤرة التطرف الشعبي في العراق هو جرائم جنائية وخرق للدستور والقوانين العراقية.
- إن محاولة اجتياز الحدود العراقية الأردنية من غير موافقة الأجهزة المعنية في العراق والأردن جرائم جنائية ؛
- إجبار الصهاريج المحملة بالبترول إلى الأردن جريمة جنائية. وبالإضافة إلى ذلك فهي جريمة أخلاقية لأنها تحرم المواطن الأردني من الوقود.
وكل هذه الجرائم تخضع للمحاسبة القانونية إلى جانب الجرائم السياسية المتعلقة بالعمل السياسي المضاد للدولة العراقية
الهدف:
كل ما تقوم به وأكررها من جديد الفصائل المسلحة الشيعية الموالية لإيران وبشكل خاص "حزب الله" العراقي و"الحشد الشعبي" الأداة المباشرة للحرس الثوري الإيراني ومقتضى الصدر بؤرة التطرف الشعبي في العراق هو جزء من المخطط الإيراني لـ"إدارة الفوضى في العراق"!

مهزلة [13/حول أحداث 10/7]


مظاهرات احتجاج  تحت نصب الحرية

1
.
يثير نصب الحرية في مركز بغداد بالنسبة للعراقيين مشاعر مزدوجة:
التاريخ العريق والروح التي لم تهدأ، رغم التاريخ الدموي للحكام منذ المتوكل، نحو الحرية. غير أنَّ الواقع السياسي، الذي يتعالى فيه نصب الحرية الآن لا يمكن تسميته بغير المهزلة.
الحق أنني بحثت عن عنوان مناسب وجربت عنوانين أخرى مختلفة. ولكن كان علي إلغاءها وفي كل مرة كانت تبقى كلمة "مهزلة" فقط.
ولهذا فالعنوان "مهزلة" فقط.
2.
ليس ثمة مفاجآت.
فـ"القانون" الذي طالما سعيت إلى قوله يصح بكامل القوة على العراق:
لا يمكن إدارة الحياة بالتفكير الديني – علناً كان أو تستر بكل ما لذ وطاب من واجهات الحياة المعاصرة.
الحكومات العراقية الشيعية منذ الإطاحة بنظام البعث شاءت أم أبت كانت وستبقى رهينة لمنطق المنظمات الدينية ومراجع اللاهوت الموتى والأحياء/الموتى.
3.
لا يمكن إقامة "دولة حديثة" قبل إقامة "الدولة" أولاً.
ولا يمكن إقامة "دولة" ثانياً باستشارة "مرجع!" كهنوتي إيراني لا يعرف حتى العربية – أما أصله وتاريخه الشخصي فهو أكثر غموضاً من لغته العربية المفككة.
فقد اخترع الشيعة بعد عام 2003 قاعدة جديدة في الحكم لم تكن قائمة حتى في العهد الصفوي:
إنْ تحظى الحكومة الجديدة المشكلة برضى ومصادقة " آية الله/مرجع" لا أحد يعرف من أين جاء إلى العراق وهو مضطجع على مخدة يقرأ في كتاب أصفر باللغة الفارسية في دار في النجف ومحاط بالحماية والمستشارين والمصفقين والمكبرين وأنواع مختلفة من النماذج البشرية التي تعتقد بأنها تمتلك حقاً سماوياً بأن تحكم وتقرر مصير البلاد.
4.
والآن ثمة خبران أحدهما سار [لا علاقة له ببشارة يشوع] والآخر [لا تتوقعوا مني كلمة سيئ] مهزلة:
الخبر السار [ولا أحد يعرف بالضبط درجة السرور] هو أن في العراق جيشاً يُحتفل بتأسيسه؛
لكن الخبر المهزلة – ومن لا تعجبه الكلمة فلنعود إلى كلمة: السيء، هو أنَّ بالتوازي مع هذا الجيش يوجد جيش من الفصائل المسلحة التي لا تأتمر لأي سلطة عراقية في البلاد – وبشكل خاص رئيس الوزراء الحالي.
فغرفة العمليات التي تأتمر لها هذه الفصائل "المسلحة" هي في بناية "الحرس الثوري الإيراني" في طهران!
5.
والمهزلة [هذه المرة لا أستطيع تغيير الكلمة] أن تقوم هذه الفصائل الشيعية المسلحة [أنظر للمعلومات: أذرع الأخطبوط: الوكلاء الرسميون لإيران لـ"إدرارة الفوضى"]بقصف مواقع أمريكية في العراق وسوريا مستخدمة مختلف الأسلحة والصواريخ والمسيرات من داخل الأراضي العراقية تظاهراً بدعمها لـ"فلسطين" ومع "حماس" وتنفيذاً لتعليمات من "الحرس الثوري الإيراني" مباشرة.
لكن المهزلة هذه هي من نوع "أضعف المهازل". إذ توجد "مهزلة" مختلفة وأكثر هزلاً.
فرداً على هذه الأحداث صرح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني [طبعاً هو عراقي وليس سوداني] بأن الحكومة العراقية سوف تقوم بالتحري والكشف عن هوية الفصائل المنفذة لهذه العمليات!!!
6.
ولكن "المهزلة" لم تنته عند هذا الحد.
فما تقوم به الفصائل الشيعية [العراقية اسماً والإيرانية انتماء] مخالف للدستور والقوانين المكتوبة والمصادقة عليها من قبل برلمانات ما بعد عام 2003.
لكن "المهزلة" [الني لم تنته عند هذا الحد]، تبدأً من جديد وتواصل عملها:
فحسب الأخبار الواردة من العراق تسود الآن حالة من التوتر إلى حد [كما يقول المراسلون الصحفيون] أن الدولة العراقية تقوم بتغيير مواقع مراكز تواجد الأسلحة الهامة والطائرات خوفاً من تستحوذ عليها "الفصائل المسلحة" فيما إذا تم تصعيد في العمليات! 
كما أن الجيش العراقي يقوم بحماية وحراسة المنشآت العسكرية العراقية. بل أن الأسوأ من هذا تم تغيير مقرات قادة الجيش وطبيعة الاتصالات حتى لا يتم التدخل فيه من قبل الفصائل.
ولحد الآن يسمون العراق: دولة!
7.
ولكي يستطيع القارئ أن يدخل بصرياً ومعلوماتياً في إطار اللوحة العراقية وإن يدرك حجم "المهزلة" التي طالما كررتها كما هي من غير مبالغة فعليه أن يعرف بأنَّ أي مواطن عراقي يلتقيه عند الحدود [أي نقطة حدود]  يستطيع أن يخبره باسم الفصائل التي قامت بتنفيذ العمليات المشار إليها ومواقعها الرسمية الإدارية العلنية في بغداد والمعسكرات التي يتواجدون فيها في أماكن مختلفة من العراق وأسماء قادة هذه الفصائل وأرقام السيارات التي تقلهم وأرقام التلفونات .. و .. و ....و ....و .....و ...
8.
لكن الحكومة العراقية والمؤسسات الأمنية ووزارة الداخلية ومديريات الشرطة ودائرة الضرائب ودائرة النفوس ومصلحة السكك الحديدية وشركة التنظيف ومراكز التدوير ومحطات الإذاعة والفضائيات العراقية والفريق الوطني لكرة القدم ومنظمة الرفق بالحيوان [هل توجد منظمة للرفق بالحيوان في العراق؟] ومصنع الغزل والنسيج وشركة تبليط الشوارع لا تزال [وحتى كتابة هذه السطور] مستمرة في البحث الجاد عن منفذي العمليات العسكرية ضد المواقع العسكرية [العراق رسمياً يسميها استشارية] الأمريكية وبصواريخ ومسيرات إيرانية، ومن الأراضي العراقية حيث يرفع العلم العراقي وليس الإيراني!
وإذا كانت القوات الأمريكية قد اكتفت مرحلياً بقصف مواقع في سوريا رداً على تنفيذ عمليات مشابهة من قبل "فصائل مسلحة سورية" وامتنعت عن الرد على العمليات المنفذة من الأراض العراقية، فإن مثل هذا التكتيك قد يتغير والسياسة الأمريكية إزاء العراق قد تنحى منحى آخر يؤدي إلى اضرار اقتصادية جدية في إطار وضع اقتصادي سيء من حيث المبدأ.
ولكن الأضرار القائمة الآن: هو أن العالم سياسياً واقتصادياً سيفقد الثقة بالحكومة العراقية والدولة العراقية على حد سواء. فالدولة التي لا تستطيع السيطرة على فصائل مسلحة التي تتحرك وتنشط بحرية، ليست دولة.
9.
 والآن بعد كل هذه المهازل يبدو "نصب الحرية" ،الذي يتراءى من بعيد في مركز بغداد وهو يروي تاريخ العراق الدامي من أجل الحرية، مفارقة محزنة. فالحرية هذه والتي دفع العراقيون من أجلها ثمناً باهضاً تبدو أقرب إلى الوهم في ظل النفوذ الإيراني في العراق الذي يتعدى مرات كثيرة نفوذها في لبنان عن طريق حزب الله.
إن الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران والتي تقوم بتنفيذ مشاريع إيرانية في العراق هي جزء من القوى السياسية الشيعية المؤثرة في إدارة الدولة من حيث المبدأ وهي مدعومة ومسنودة من قبل ما يسمى "المراجع الدينية".
ألم أقل لكم:
مهزلة!
حَمَامٌ تحت نصب الحرية




 








بروتوكول "هانيبال" [12/حول أحداث 10/7]

1.
"برتوكول هانيبال" هو إجراء تم اقتراحه وقبوله من قبل الجيش الإسرائيلي عام 1986.
ويتضمن الإجراء عدم السماح بوقوع جنود أسرى إسرائيليين لدى العدو أو مواطنين إسرائيليين يتعرضون للاختطاف. غير أن هذا التعبير "عدم السماح بوقوع جنود أسرى أو مخطوفين لدى العدو" يثير الجدل الحاد الذي يتراوح ما بين رفضه بصورة قاطعة من جهة، واعتباره إجراء يمنع العدو من المساومة أو استخدام الأسرى من قبل العدو كأوراق ضغط على السياسة الإسرائيلية الرسمية من جهة أخرى.
2.
إن المعنى الصريح لـ"برتوكول هانيبال" هو منع وجود جنود أسرى حتى لو تطلب الأمر بقصف مواقع العدو والجنود الأسرى والرهائن في آن  واحد!
وبالتالي فإن ما يسعى إليه البرتوكول، من وجهة نظر الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، هو إبطال الجدوى أن يقوم العدو باختطاف أو احتجاز الرهائن الإسرائيليين.
3.
والآن يُطرح "برتوكول هانيبال" على ساحة النقاش أكثر من أي وقت مضى لسببين اثنين:
أولاً: عدد المخطوفين الكبير [لحد الآن لا يوجد رقم ثابت. ولكن الرقم المتداول يتراوح حوالي الرقم 220] من قبل "حماس" في أثناء هجوم السابع من أكتوبر الماضي.
ثانياً: إنَّ من بين المخطوفين يوجد عدد كبير من الأجانب الذين ينتمون إلى جنسيات أخرى غير الإسرائيلية [من المعروف حتى الآن مواطنون أمريكان وفرنسيون وألمان].
4.
وقد تصاعد الحديث عن موضوع الرهائن الآن مع خطط الجيش الإسرائيلي المتعلقة بالهجوم البري على غزة – خصوصاً بالتزامن مع "المعلومات" الصادرة من "حماس" بأن ما لا يقل عن 50 شخصاً من الرهائن قد قتلوا بسبب الغارات الإسرائيلية المكثفة على مناطق مختلفة من غزة.
5.
غير أنَّ مشكلة نتنياهو تكمن في كون واحدة من أدواته الإعلامية لتبرير القرارات العسكرية التي اتخذها ومن ضمنها إمكانيات الاجتياح البري ودخول غزة خارج إسرائيل [وحتى داخلها] هو تحرير الرهائن. ألا أن القصف المكثف منذ اليوم الثامن من أكتوبر على مناطق واسعة من مدن وضواحي غزة وإمكانية الشروع بالحرب البرية قبل نجاح أية عمليات إطلاق سراح الرهائن تعرض حياة الرهائن عملياً إلى مخاطر جسيمة – إذا ما لم تكن هذه المخاطر قد حدثت فعلاً حسب ادعاءات "حماس" المشار إليها أعلاه؟
6.
إن توسيع العمليات الحربية [القصف الجوي المستمر ومشاريع الاجتياح البري] تثير قلق الكثير من عوائل الرهائن التي لا ترى أمل في إطلاق سراح اقاربهم إذا ما تواصلت العمليات الحربية وتصاعدت حدتها. ولهذا فإن موقف عوائل الرهائن تحولت إلى وسائل الضغط على نتنياهو إلى تأجيل أو إعادة النظر في طبيعة ومكونات ما يسمى بـ"الاجتياح البري" داخل قطاع غزو.
وقد استندت عوائل الرهائن في مطالبها التي وجهتها إلى نتنياهو إلى مطلبين:
- التفكير بالرهائن في أي مسعى عسكري يقوم به الجيش؛
- وعبر عوائل الرهائن عن قبولها لأي مقترح يتعلق بأطلاق سراح جميع الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية مقابل تحرير الرهائن والأجانب الموجودين لدى "حماس".
وقد حملت عوائل المختطفين والرهائن نتنياهو مسؤولية أي خطر يتعرض له المخطوفين بسبب توسع العمليات الحربية وتصاعد وتيرة الغارات الجوية وقطع الاتصالات اللاسلكية وخدمات الإنترنت في غزة التي جعلت من الصعب معرفة ما يحدث هناك.
7.
فهل سيقوم الجيش الإسرائيلي حقاً بتنفيذ قرار تدمير "حماس" بأي ثمن كان حتى لو كان بتطبيق "برتوكول هانيبال" مُطْلقاً العنان لعمليات القصف المدمرة وإعطاء الضوء الأخطر لاجتياح بري داخل حدود غزة معرضاً حياة الرهائن للموت – فيكون قد عرض نفسه هو أيضاً للموت السياسي النهائي؟
وهل سوف يرضخ لمطالب عوائل المخطوفين والرهائن ويفشل في تنفيذ هدف تدمير "حماس" نهائياً، تعويضاً عما حدث في السابع من أكتوبر، فيكتب بنفسه أيضاً حكم نهايته السياسية؟
لا أعتقد أن الأيديولوجيا اليمينية تعرف الحيرة والتردد أمام تنفيذ مشاريعها السياسية حتى ولو كان الثمن باهظ وعلى حساب ضحاياها أو الضحايا الفلسطينيين مادام الذي سيدفع الثمن هم الآخرون!
لكنَّ عدد الرهائن الكبير وانتمائهم إلى دول مختلفة لها تأثير على إسرائيل من جهة، ويتطلب من هذه الدول إنقاذ مواطنيها من جهة ثانية، تجعل نتنياهو  وعن طريق عمليات عسكرية من نوع مختلف تضمن له نوعاُ من النصر على "حماس" الابتعاد بقدر الإمكان عن مخاطر "برتوكول هانيبال".



كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر