منع

صوت الفلسطينية التي قالت كل شيء في ثلاث جمل! [11/حول أحداث 10/7]



1.
وأخيراً أسمع صوتاً فلسطينياً يصرخ بالحقيقة المُرَّة التي طالما سعيت إلى التعبير عنها ولم تولول بـ "حسبي الله ونعم الوكيل"!
إنه صوت السيدة الفلسطينية التي تصرخ وهي تتحدث مع مراسل [BBC] في البث الحي مشيرة إلى ما تبقى من  البناية التي كانت تسكن فيها بعد إحدى الغارات الإسرائيلية:
- فرجيني ... هذا هو وطن؟ هل هذا هو وطن اللي ندافع عنه؟ بندافع عن الحجار؟ عليش بِنْدافع ؟ عليش؟ فهموني .. عن أيشي؟ وين هُم اللي بيحمونا .. وين هُم؟ العرب حمونا؟ اللي بدوا الحرب حمونا؟ اليهود مهتمين لْحَد؟ أمريكا مهتمة لْحَد؟ وين هم اللي بيحكوا عن الإنسانية؟
الحقيقة:
 لا أحد!
2.
فمن هو الذي بدأ الحرب؟
ومن هو الذي فتح أبواب الجحيم أمام المواطنيين الفلسطينيين؟
هذه السيدة هي الوحيدة [من بين مئات اللقاءات مع الفلسطينيين الذين لم يقولوا شيئاً غير "حسبي الله ونعم الوكيل" في لقاءات البث المباشر للكثير من القنوات التلفزيونيةٍ ] التي تميز بما يكفي من الوضوح ما بين شرور "حماس" وشرور الاحتلال؛
ما بين أن تكون المدن الفلسطينية تحت الاحتلال من جهة، و"حماس" التي بدأت المغامرة التي جلبت الوبال على المدنيين الآمنين من جهة أخرى.
3.
هذا هو الصوت الوحيد الذي لخص مأساة الفلسطيني:
في لحظة تعيسة من الزمن، وكأنه كابوس ثقيل، تجد نفسها في الشارع بين الأنقاض وحيدة – وحيدة تماماً وقد ضاع عالمها تماماَ. أمَّا المشاركون في مسيرات الاحتجاج العربي وخطابات الرؤساء والملوك الرنانة ومشاعر الاستنكار الفتانة في الإذاعات والتلفزيونات ومنظمو المؤتمرات وبيانات التعاطف والتضامن وحاملو  الشعارات والصارخون والصارخات والكذابون والكذابات من أجل "القضية الفلسطينية العزيزة" و"تحرير فلسطين حتى آخر شبر" والمجاهدون لتحرير فلسطين والكذابون وشيوخ الفتنة وملالي الأوهام الذين يتباكون على "الشعب العربي الفلسطيني" في الإذاعات ومحطات التلفزيون وقنوات اليوتيوب والمسلمون العلنيون والمستترون وبعد أنْ تنتهي هتافاتهم يستلقون أما التلفزيون لمشاهدة آخلا مسلسل عربي سخيف ...
4.
أما هي فإنها ستبقى في الشارع حتى آخر حياتها بعد أن  ناضلت الجزء الأكبر من وجودها على هذه الأرض لكي تصنع حياة كريمة مع عائلتها - وفي أحسن الأحوال سوف تحصل على خيمة مجاناَ!
هي الآن مجرد "مهجرة"، مجرد رقم في سجلات "الأنوروا" و المنظمات العالمية وقد انسدت أمامها جميع الطرق.
لكنها الصوت الوحيد الذي قال بأنَّ كوارثنا أرضية الصنع .. ولهذا فقد كفرت بجميع "الوكلاء" وفي مقدمتهم: " رب العالمين!".
فهي لم تردد ولا عبارة واحدة من سخافات الإيمان من قبيل "حسبي الله ونعم الوكيل
وهي الصوت الوحيد الذي لم يستعين بخرافة "الله" لأنها تعرف – وتعرف جيداً ومن التجربة المُرَّة أن لا وجود له وما كان له وجود في يوم ما . . .



ما رأي الفلسطينيين في حماس؟ استطلاع للرأي أنجز بتاريخ 6/10/2023 [10/حول أحداث 10/7]


1.
من المثير للاهتمام الاستطلاع الذي أنجزته "foreign affairs  " بالتعاون مع "البارومتر العربي" و" المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية" في الفترة الزمنية ما بين 28 سبتمبر و8 أكتوبر. وقد تم الانتهاء من المقابلات بتاريخ 6 أكتوبر في غزة – أي قبل أيام فقط من اندلاع الحرب.
وقد شارك في الاستطلاع 790 شخصاً من الضفة الغربية و399 شخصاً من قطاع غزة.
شمل الاستطلاع قضايا مختلفة يمكن الاطلاع عليها في المقال المخصص للاستطلاع " مارأي الفلسطينيين في حماس" الذي نشر على صفحات foreign affairs  " بتاريخ 25 أكتوبر.
2.
إنَّ قراءة متأنية للإحصائيات الواردة في الاستطلاع واستناداً إلى الفترة الزمنية التي أجريت فيها المقابلات والأخذ بنظر الاعتبار "الرقابة الذاتية" للفلسطينيين في ظروف استحواذ "حماس" على السلطة الشاملة في قطاع غزة وتأثيراتها النفسية على الفلسطينيين في الضفة الغربية فإن الموقف الرافض لـ"حماس" ولسلطة "حماس" يرسم صورة في غاية البلاغة ويدعم التقديرات والتحليلات السياسية للوضع في غزة والضفة الغربية والمعروفة جيداً لكل من يطالع ما يحدث هناك.
3.
هنا تأتي الأرقام لتدعم الفكرة الأساسية وهي أنَّ حركة دينية متطرفة لا يمكن إلا أن تعبر عن أهدف وتطلعات دينية متطرفة لا علاقة لها بحياة الناس اليومية.
فالإحصائيات تقول بوضوح شديد إن قادة غزة لم يكونوا يتمتعون بشعبية كبيرة. وإن الدعم الحقيقي لــ"حماس" لا يأتي إلا من 29% من الفلسطينيين في غزة زائداً فوهات البنادق!
فقد كان سكان غزة  مصابين بالإحباط بسبب الإدارة  غير الفعالة للجماعة المسلحة في الوقت الذي كانوا فيه يعانون فيه من صعوبات اقتصادية شديدة. كما أن أغلب سكان غزة لا يؤيدون أيديولوجية "حماس". وعلى عكس "حماس"، التي هدفها "تدمير" دولة إسرائيل، فضَّل غالبية المشاركين في الاستطلاع حل الدولتين مع وجود فلسطين المستقلة وإسرائيل جنباً إلى جنب.

4.
تكشف نتائج الإحصائيات الواردة في المقال المشار إليه بأن سكان غزة ليس لديهم ثقة كبيرة في الحكومة التي تقودها "حماس". فقد قال 44% من المشاركين في الاستطلاع بأنهم "لا يثقون على الإطلاق" بـ"حماس"؛ وكان رأي 23% من المشاركين بأنه "ليس هناك الكثير من الثقة"؛ وقد أعرب 29% فقط من الفلسطينيين عن ثقتهم الكبيرة إلى حدما بـ"حماس".
5.
أما نسبة الآراء المتعلقة بالفساد المستشري في بنية إدارة "حماس" فقد جاءت مطابقة للوقائع المعروفة بين أوساط الكثير من المراقبين منذ انقلاب "حماس" منذ 17 عاماً والاستحواذ الكامل على قطاع غزة سياسياً وعسكرياً وإدارياً وانفصاله عن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
فقد صرح 72% من المشاركين بوجود الفساد:  من بينهم 34% يعتقد بوجود "قدراً كبيراً" من الفساد، 38% "قدراً متوسطاً من الفساد في المؤسسات الحكومية. وإن نسبة الذين يعتقدون بأن الحكومة تتخذ خطوات لمعالجة الفساد لا يشكلون غير نسبة ضئيلة جداً.
أما ما يتعلق بموقف سكان غزة بشأن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية فإنه ليس أفضل من موقفهم من سلطة حماس. فنسبة كبيرة من المشاركين (52%) تعتقد أن السلطة الفلسطينية تشكل عبئاً على الشعب الفلسطيني؛ و67% يطالبون باستقالة محمود عباس.
إن الإحصائيات الواردة في الاستطلاع لا تكشف عن خيبة أمل سكان غزة  من قيادة "حماس" فقط، بل ومن القيادة الفلسطينية بصورة عامة.
6.
إن خيبة أمل السكان من القيادات الفلسطينية نجد لها انعكاساً واضحاً يتعلق بالتصويت فيما إذا تم إجراء انتخابات رئاسية. فالنتائج تدعم خيبة أمل السكان المشار إليها وعدم وجود ممثل حقيقي للفلسطينيين يستطيعون منحه الثقة.
فعندما سئلوا كيف سيصوتون إذا أجريت انتخابات رئاسية في غزة وقد تضمنت قائمة المرشحين: إسماعيل هنية [زعيم حماس] ومحمود عباس [رئيس السلطة الفلسطينية الحالي] ومروان البرغوثي، [القيادي في منظمة فتح والمسجون الآن في إسرائيل] فقد كانت النتائج كالتالي:
إسماعيل هنية 24%
مروان البرغوثي 32%
محمود عباس 12%
وإنَّ أعلى نسبة مئوية وهي [32] وفي إطار الانتخابات الرئاسية تعبر عن أزمة ثقة عميقة بين الفلسطينيين بالقيادة الفلسطينية وعدم وجود بدائل حقيقية يمكن أن يدعمها المواطن الفلسطيني.
7.
ليست هذه الخلاصة ذات طابع مؤقت أو استثنائي. فهي تعبر عن حجم المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها غزة مثلاً. فوفقاً لبيانات البنك الدولي فقد ارتفع معدل الفقر في غزة من 39% في عام 2011 إلى 59% في عام 2021. وقد صرح 78% من المشاركين في الاستطلاع بأن توفير الغذاء اصبح مشكلة "متوسطة" أو "حادة" في غزة. ولم يصرح غير 5% فقط بأنها لا تشكل مشكلة على الإطلاق [لا يوجد شك في الهوية السياسية لهؤلاء]!
8.
من المعروف أن استطلاعات الرأي هي عبارة عن "صورة فوتوغرافية" تعبر عن الميول والآراء والمشاعر في إطار الفترة الزمنية التي أجري الاستطلاع في إطارها.
ولهذا فإن الأحداث المأساوية منذ السابع من أكتوبر، والدمار الشامل لمدن وبلدات وأحياء غزة، وأعداد القتلى والجرحى المتزايدة، ونزوح الغالبية الكبرى من السكان من ديارهم، ودخول المواطن الفلسطيني في نفق مظلم جديد لا أحد يعرف نهايته، قد تغير بصورة عميقة طبيعة "الصورة الفوتوغرافية" التي التقطها استطلاع الرأي الحالي – خصوصاً بما يتعلق بالمواقف السياسية.
وليس من المستبعد أن يكون هذا التغير لصالح "حماس" سياسياً. لكن المواطنين الفلسطينيين في قرارة أنفسهم قد عرفوا بدليل الكارثة التي يعيشون فيها بأن "حماس" لا يمكن أن تؤدي بهم إلى نهاية غير هذه النهاية المأساوية.
9.
ولكن ما هو واضح ويشكل حقيقة ملموسة لن تتغير هو أن "حماس" قد فشلت، وما كان لها إلا أن تفشل، في الدفاع عن المواطنين الفلسطينيين اقتصادياً وسياسياً وأمنياً. وهي لم تفعل شيئاً غير أن تقود غزة إلى كارثة  شاملة بالمعنى الحرفي للكلمة.
لكن الكارثة الأكبر هي غياب قيادة فلسطينية لا أن تعبر عن طموحات وتطلعات الفلسطينيين فقط، بل وقادرة على قيادة الأحداث والوقائع السياسية الملموس لتحقيق هذه الطموحات والتطلعات إلى الأمن والسلام الحقيقي استناداً إلى حل الدولتين الذي أصبح ملحاً أكثر من أي وقت آخر.
10.
فهل ثمة ضوء في نهاية النفق؟




 


زعيم حماس في غزة: سنحرق الأخضر واليابس بدعم إيران! [9/حول أحداث 10/7]



يحيى السنوار في فيديو قبل سنتين:
- " فالشكر كل الشكر للجمهورية الإسلامية في إيران التي لم تبخل علينا طيلة السنوات الماضية ولا على فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى بالمال والسلاح والخبرات"
- "قاسم سليماني تواصل مع قيادة "القسام" وتواصل مع قيادة "السرايا" أيضاً"
[رابط الفيديو: >>>]
 
ملاحظة:
يحيى السنوار هو قائد حركة حماس في قطاع غزة.1.
هذا الكلام كان قبل سنتين. وقبل سنتين، كما تقول الكثير من الأخبار، قد بدأ التخطيط لهجوم الثامن من أكتوبر. وآنذاك وفي اللقاءات التي عقدها السنوار أعلن بصورة عصبية متشنجة إلى حد الزعيق:
- سوف نحرق الأخضر واليابس"!
وها هي الأحداث تثبت ذلك.
2.
فكما هو واضح قد فكرت حماس في غزة بقيادة يحيى السنوار بكل شيء – إلا بشيء بسيط واضح واحد:
الدفاع عن المدنيين في مدينة غزة!
فحرق بالمعني الحرفي للكلمة "الأخضر" و"اليابس" فاتحاً على سكان غزة أبواب الجحيم.
هذه ليست نبوءة.
هذا قرار إرهابي موجه بالدرجة الرئيسية ضد المدنيين في غزة.
لقد كان تهديداً بشعاً وقد تم تنفيذه - وها هو:



 

أذرع الأخطبوط: الوكلاء الرسميون لإيران [8/حول أحداث 10/7]




1.
ليس ثمة شك في دور إيران [مالياً وتدريباً وتسليحاً] في عمليات "حماس" وحركة "الجهاد" [بشكل خاص]. وإنَّ هجوم "حماس" وحركة "الجهاد" في السابع من أكتوبر الحالي يصبُّ مباشرة في الخطط الإيرانية لـ"إدارة الفوضى" على الطريقة ملالي إيران [وهم لا يختلفون من حيث الأدوات عن سلفيي السنة] في الشرق الأوسط عن طريق الفصائل الشيعية أو السنية التي تلتقي في برامجها مع إيران.
2.
إنَّ أهداف إيران الأساسية في الشرق الأوسط هو الحصول على أكبر قدر ممكن من أدوات المساومة مع أمريكا وأروبا للتخلص من العقوبات الدولية الاقتصادية والتجارية والعلمية والتقنية المفروضة عليها. ولم تأت هذه العقوبات الدولية إلا تعبيراً عن موقف الرفض الدولي لسياسة الملالي القمعية في الداخل، وعمليات الاغتيال والإرهاب في الخارج عن طريق أذرعها وتعاونها ودعمها للجماعات الإرهابية [الشيعية والسنية على حد سواء]المحظورة في أمريكا وأوربا وغيرها الكثير.
مثلما يسعى نظام الملالي إلى ترحيل الأزمات السياسية الداخلية إلى الخارج. ولهذا فهي بأمس الحاجة إلى نقاط توتر في الشرق الأوسط كأوراق ضغط مثلما هي بحاجة إلى أدوات وأجندات تقوم بتنفيذ مشاريعها المشار إليها.
وهذه الأدوات "أذرع الاخطبوط" هي الفصائل الدينية/السياسية المرتبطة بها عقائدياً كـ"حزب الله" في لبنان و"منظمة  بدر" في العراق مثلاً، أو سياسياً كالحوثيين الزيدية و"حماس".
3.
أما تنسيق إيران السياسي مع روسيا ودعمها لها سياسياً وعسكرياً في حربها الغاشمة ضد أوكرانيا ودعمها لنظام الأسد اقتصادياً وعسكرياً وعملياتياً فهي أمثلة فقط على سياسة نظام ولاية الفقيه التي تشكل مخاطر جدية على الأمن في الشرق الأوسط.
4.
إذا كانت حماس مجرد عامل سياسي إيراني فإن الفصائل العقائدية الشيعية الموالية لها إلى حد الاندماج بالدولة الإيرانية منفذة مخططات الحرس الثوري الإيراني كـ"حزب الله" اللبناني و"كتائب سيد الشهداء" و"قوات الحشد" وكتائب "حزب الله" العراقي و"عصائب أهل الحق" و"سرايا الخرساني" و"منظمة بدر" العراقية هي اذرع إيرانية بالمعنى الحرفي للكلمة.
وينبغي إضافة أذرع إيرانية إضافية:
الحوثيين في اليمن [رغم الاختلاف العقائدي] ونظام الاسد والتجمعات الشيعية في مصر وتونس والمغرب والسعودية ودول الخليج والكثير من التجمعات الشيعية في أوربا التي لا تخفي ولاءها العقائدي والسياسي المباشر لإيران بالذات.
5.
وهذا ما يفسر سلوك الكثير من المنظمات والفصائل المسلحة الشيعية إلى الشروع ليس بالتضامن مع حماس وإنما التلويح بالاشتراك بالحرب [دفاعاً عن القدس والأقصى!!!].
ولهذا  قامت فصائل عراقية شيعية موالية لإيران بمهاجمة قواعد أمريكية في بلدة "عين الأسد" وفكتوريا" و"حرير".
كما قامت" الجماعات المسلحة" السورية التي هاجمت بالمسيرات القاعدتين الأمريكيتين "كونيكو" و"التنف" قرب الحدود العراقية في سوريا.
وقام الحوثيون [وهم زيديون متحالفون سياسياً مع إيران] بإطلاق صواريخ ومسيرات أسقطتها إحدى المدمرات الأمريكية المتواجدة في البحر الأحمر.
[لكن مخاطر الحوثيون الحقيقية في حالة اتساع رقعة الحرب الجارية الآن ما بين إسرائيل من جهة و"حماس" وحركة "الجهاد" من جهة أخرى تأتي من جانب آخر تماماً: وهي السيطرة على باب المندب].
6.
بعد انهيار الدولة الإسلامية [أو تشتت فصائلها] فقد حلت محلها نشاطات إيران ولهذا فإنه يجب حساب الدور الخطر للسياسة الإيرانية دائماً.
إن هزيمة "حماس" والفصائل المرتبطة بها عسكرياً سوف يمهد الطريق إلى تحرير القضية الفلسطينية من التأثير المباشر لإيران من جهة، وفتح الطريق أمام الحلول السلمية من جهة أخرى.




الضحايا البشرية المستترون بعد "النصر الساحق" لـ"حماس!!!"[6/حول أحداث 10/7]

من صور دمار غزة

1.
تتداول وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة إحصائيات القتلى الفلسطينيين في غزة وعادة ما يتم ذكر إحصائيات تقريبية وغير دقيقة استناداً إلى مسؤولين في المؤسسات الصحية الفلسطينية في غزة.
ورغم أنَّ عدم دقة هذه الإحصائيات يعود إلى أسباب موضوعية تعود إلى كون الغارات الإسرائيلية المتواصلة لنقاط مختلفة من غزة على مدار الساعة والتي تحدث خسائر جديدة في الأرواح فإن ثمة عدداً كبيراً جداً من ضحايا الغارات والقصف المدفعي الإسرائيلي يكاد يكون غائباً عن هذه الإحصائيات.
2.
في مقدمة قضية عدد ضحايا الغارات الجوية على غزة هم الأعداد الكبيرة من ضحايا الغارات من السكان الفلسطينيين الذين لا يزالون تحت الأنقاض.
فجميع عمليات الإنقاذ للمواطنين المطمورين تحت الأنقاض ذات طابع مرتجل جداً بسبب قلة طواقم الإنقاذ وضعف الإمكانيات التقنية وفي ظل استمرار القصف والغارات الجوية. ولهذا فإن عمليات الإنقاذ تشترطها الإمكانيات التقنية وعدم توفر الوسائل التقنية، كما تغيب للأسف الكلاب المدربة على استشعار الأحياء تحت الإنقاض والتي تستخدم في الكثير من الدول في الوقت الحاضر وخصوصاً في حال الزلازل للتأكد من وجود أشخاص لا يزالون على قيد الحياة.
من صور دمار غزة

3.
ولا توجد أية إحصائيات عن حالة الجرحى وتطور وضعهم الصحي وإلى أي مدى قد حصلوا على العناية الطبية في ظل الظروف الصعبة على مختلف الأصعدة التي تعاني منها جميع المراكز والمؤسسات الصحية والمستشفيات الفلسطينية وطواقم الإسعاف التي قدمت الكثير من الضحايا البشرية وبالتالي تدهور الرعاية الصحية والمعالجة الطبية لأعداد الجرحى المتزايدة التي لابد وأنه قد تعدى 12 ألفاً.
فرق الإنقاذ في محاولة لإخراج الضحايا من تحت الأنقاض


4.
استناداً إلى معلومات إحصائية تقريبية من مسؤولين في الإدارات الصحية الفلسطينية وجود ما يقارب 4000 مريض في المستشفيات الفلسطينية قبل بداية الأحداث الأخيرة. وبسبب الأزمات التي تعاني منها هذه المستشفيات مثل نقص الأدوية وعدم أو نقص الطاقة الكهربائية والوقود وانقطاع المياه وتزايد الجرحى واضطراب الحالة النفسية للمرضى في ظروف الحرب وعدم كفاية طاقم المستشفيات من أطباء وممرضات للعناية بجميع المرضى، ناهيك عن القصف المستمر الذي طال المستشفيات وأوقع ضحايا جسيمة كما حصل مع المستشفى الأهلي المعمداني [لا يقل عدد القتلى عن 500] فإن حالة الكثير من المرضى لابد وأن تكون مأساوية.
من صور دمار غزة


5.
بالإضافة إلى عدد الضحايا [القتلى والجرحى] في قطاع غزة بدأت أعداد القتلى تزداد في الضفة الشرقية. لحد الآن يتم الإخبار عن وقوع ضحايا وإصابات منفردة بالعلاقة مع الأحداث المنفردة فقط. ولكن لم تتوفر إحصائيات عامة عن الضحايا منذ السابع من أكتوبر حتى الآن.
كما لا توجد أية إحصائيات [من خارج المعلومات التي ينشرها الجيش الإسرائيلي] عن قتلى وجرحى منظمة "حماس" وحركة "الجهاد" سواء أولئك الذين قتلوا داخل المستوطنات الإسرائيلية أو أولئك الذين لابد وإن سقطوا في غزة من جراء الغارات الجوي والقصف الإسرائيلي.



"حماس" و"حركة الجهاد" منظمتان إسلاميتان إرهابيتان شئتم أم أبيتم! [5/حول أحداث 10/7]

1.
يتجنب “العرب" أنْ يتفوهوا بالحقيقة البسيطة التالية:
"حماس" وحركة "الجهاد" منظمتان إسلاميتان إرهابيتان. بل وتراهم يقومون بمختلف الألعاب البهلوانية لكي يعتذروا عن الأعمال الإرهابية التي قامتا بها في الثامن من أكتوبر [والتي راح ضحيتها 1300 قتيلاً و3300 جريحاً من الإسرائيليين والأجانب ولا يشكل العسكريون غير نسبة ضئيلة جداً من هذه الأرقام] من خلال الحديث عن الشعب الفلسطيني المظلوم من قبل إسرائيل المحتلة!
2.
نعم:
إسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية منذ عام 1948 لكنكم عجزتم عن تحرير حتى شبراً واحداً من هذه الأرض؛ وأقمتم علاقات دبلوماسية وتجارية وأخرى سرية مشبوهة مع "العدو الصهيوني!" وقمتم بعمليات تطبيع سرية [من غير الرجوع إلى شعوبكم] وتبادلتم السفراء [بالسر أو بالعلن] وفتحتم السفارات "علناً" وكل شيء على ما يرام و"جميل جداً" وجميعكم عشتم "بتبات ونبات وخلفتم صبيان وبنات"!
والفلسطينيون يتعرضون يومياً للإرهاب: الإسرائيلي والإسلامي[ حماس والفضائل الإسلامية المتطرفة] على حد سواء. فماذا فعلتم غير "الشجب" و"الاستنكار" و"التحذير"؟!
وهكذا نعود إلى حيث بدأنا:
في الثامن من أكتوبر قامت "حماس" وحركة "الجهاد" الإسلاميتان الساعيتان إلى إقامة دولة إسلامية في فلسطين بأسوأ العمليات الإرهابية في تاريخ فلسطين المعاصر. فقد فتحتا بـ"انتصارهما الكاسح!” الذي لم يدم غير ساعات معدودة بفتح أبواب الجحيم على مصاريعها على مواطني غزة.
فالخراب والضحايا البشرية بين المدنيين الفلسطينيين الأبرياء [القتلى في غزة فقط من جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي: 2750؛ والجرحى: 700 9 آلاف فلسطيني ومن بينهم الكثير من الأطفال حتى تاريخ أمس ناهيك عن 4000 مريض في المستشفيات من مراحل ما قبل الحرب حيث أن حياة أغلبهم في خطر بسبب انهيار الخدمات الصحية في غزة] والمآسي الإنسانية التي أغرقت الفلسطينيين لم يسبق له مثل حتى في إطار الحروب الماضية بين الجيوش؛ وإن "حماس" وفرت لـ"إسرائيل المحتلة!" و"الصهيونية!" كافة الذرائع والشروط الملائمة والفرصة السانحة لكي تحتل أراضي جديدة وأن تقصف بالطائرات والمدفعية والبوارج الحربية المستوطنات والمخيمات الفلسطينية في غزة على مدار الساعة آلاف الأطنان [وصل حتى يوم أول أمس إلى 4000 طناً] من الصواريخ والمتفجرات حتى قامت بدك الأحياء الفلسطينية و البنية التحتية والناس والحجارة والمدارس والمستشفيات والمنازل وكل ما بنته أيديهم خلال عشرات السنين!
3.
ورغم كل هذا لا تزالون غير قادرين على رؤية اللوحة اللعينة:
أن هذا كله قد حدث ليس لأن الأرضي الفلسطينية محتلة [فهي محتلة منذ عام 1948] من قبل إسرائيل بل لأن منظمات إسلامية إرهابية استحوذت على مقدرات الشعب الفلسطيني وقامت بعمليات مدمرة على حياة الشعب من غير أن تأخذ رأيه أو حتى أن تفكر بمصيره وبالنتائج المترتبة على هذا النوع من العمليات وهو من أبسط قواعد فنون الحرب.
وها أنتم عاجزون عن التفوه بالحقيقة البسيطة:
"حماس" وحركة "الجهاد" منظمتان إسلاميتان إرهابيتان!
[ملاحظة: حسب المعلومات المعلنة فإن 30% من المساعدات المالية [وخصوصاً الأوربية] تذهب إلى غزة – أي تذهب إلى جيوب [فهي كثيرة] حماس. وإن النسبة الكبرى من هذه المبالغ قد ذهبت إلى بناء الأنفاق والمخابئ لأفراد "حماس" وليس في خدمة فقراء الشعب الفلسطيني في غزة – انتهى]
4.
وإنْ كنم عاجزون عن قول الحقيقة البسيطة هذه فأنتم أكثر عجزاً عن قول حقيقة أكثر بساطة:
وراء كل هذا الخراب تقف إيران – وأهداف إيران ومصالحها التي لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالأهداف والمصالح الفلسطينية.

خامنئي وهنية
إيران هذه – ويعرفها القريب والبعيد – لا مصالح لها في الشرق الأوسط غير إيجاد الشروط السياسية الملائمة لنظام الملالي "ولاية الفقيه" الدكتاتوري والذي يحكم استناداً إلى خرافة "الأئمة المعصومين" وأساطير "الشرعية الربوبية" لخلافة آل البيت!
وبغض النظر عن "سنية" منظمة حماس وحركة الجهاد فإن لعبة الدفاع عن "القدس" و"المسجد الأقصى" الذي "أسرى" إليه محمد ليلاً وهو على بغلته الطائرة "البراق"، فإن أية نقطة توتر في الشرق الأوسط وأشغال العالم بحروب وحرائق واضطرابات، كما تفعل روسيا، فإنه يخدم أهداف الملالي السياسية وتحويل الاضطرابات والتدخل فيها، كما هو الحال مع "حزب الله في لبنان والتدخل في سوريا، إلى أوراق سياسية لا غير – أكرر: أوراق سياسية لا غير، لدعم وجود سلطة "ولاية الفقيه" القمعية من جهة، والاستحواذ على أوراق سياسية للمساومة على وجودها
5.
ولأنَّ صوتي لا قيمة له – مثلما لا قيمة لأصوات الملايين من الناس الآخرين- فإنني واستناداً إلى المعارف التاريخية لا أجرؤ على المطالبة وإنما أقدم لهم النصيحة الطبية الجربة التالية من غير منَّة – مجاناً لوجه الله الأغبر:
رددوا ثلاث مرات في اليوم بعد الأكل ومرة رابعة قبل النوم بأن منظمة "حماس" وحركة "الجهاد" هما منظمتان إسلاميتان متطرفتان ولا تمثلان مصالح الشعب الفلسطيني وإن من يقف وراءهما هما إيران [وتوجد الكثير من الآثار لروسيا]؛ وإن الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني منذ الثامن من أكتوبر هي نتيجة للفكر الديني المتخلف لهاتين المنظمتين الإرهابيتين.
بعد ذلك، وكما تعتقدون بالقدرة الشفائية لآية الكرسي، سوف تتحسن صحتكم ويقوى بصركم وتنقشع الغمامة عن بصيرتكم فترون العالم كما هو لا كما تعتقدون.
آمين ...



ماذا كان يجب على العرب القيام به دفاعاً عن الفلسطينيين في غزة؟ [4/حول أحداث 10/7]

1.
حتى اللحظة الراهنة، وكما أشرت في موضوع  "هذا ما جنته حماس على الفلسطينيين : إما النزوح عن غزة وإما الموت! [3 حول أحداث 7/10]" فإن العرب لم تكن في جعبتهم السياسية غير "التحذير"!
وحين بدأت المأساة الفلسطينية مع الغارات الجوية المدمرة والنزوح من شمال "غزة" إلى الجنوب بدأ العرب أغنية جديدة، نعرفها جيداً، هي "الاستنكار"!
2.
فهل هذا هو كل ما يمكن أن يقوم به العرب من أجل وقف نزيف الدم الفلسطيني والدمار الشامل لحياتهم المدمرة من حيث المبدأ؟
هل يوجد في جعبة العرب وسائل أخرى كان عليهم استخدامها غير الحرب؟
نعم.
وهي وسائل هامة كان من الممكن إيقاف التدمير الإسرائيلي لحياة الأبرياء من الفلسطينيين.
3.
أولاً:
كان عليهم إدانة "حماس" والمنظمات الإرهابية التي تساندها علناً وبوضوح من غير لف ودوران حتى يعبرون للعالم عن مصداقية مواقفهم  السياسية والتأكيد على "حماس" ليس هي قضية الفلسطينيين. وهذا ما يمكن منح إمكانية التدخل والتأثير في السياسة العالمية.
ثانياً:
إغلاق مكاتب "حماس" في "الكثير" من الدول العربية ووقف الدعم المادي والسياسي والعملياتي لها.
ثالثاً:
وقف التمثيل الدبلوماسي العربي مع إسرائيل وغلق السفارات والمكاتب القنصلية  الإسرائيلية في حالة عدم توقف إسرائيل عن التدمير الهمجي والعقاب الجماعي الذي تقوم به ضد سكان "غزة".
كان يجب على العرب ولا يزال ممارسة الضغط السياسي بالوسائل المتاحة لهم وغلق السفارات والقنصليات الإسرائيلية من الوسائل التقليدية السياسية العالمية في مثل هذه الحالات.
4.
هل كان بإمكانية مثل هذه الإجراءات السياسية العربية أن تسهم في تجنب المواطنين الفلسطينيين الكارثة التي يتفرج عليها الجميع؟
لا أعرف بالضبط.
لكنني متأكد تماماً بأن مثل هذه الإجراءات كان من شأنها أن تجعل العرب ولو لمرة واحدة في تاريخهم المعاصر يستحقون الاحترام!


طوفان الأقصى" طوفان المنطق الديني المتخلف والتدمير الذاتي [1/حول أحداث 10/7]

1.
حسناً: وماذا بعد؟
لقد قامت قوات "حماس" بعمليات عسكرية داخل المستوطنات الإسرائيلية. وقد راح ضحية لهذه العمليات لا يقل عن 200 قتيلاً [أرقام القتلى الإسرائيليين متباينة في كل ساعة ومع مرور الوقت] ومئات الجرحى، والكثير من الأسرى الإسرائيليين [لحد الآن لا توجد معلو مات دقيقة من قبل الطرفين].
هل ثمة شيء آخر لم أشر إليه؟
2.
وقد كان الرد الإسرائيلي كما هو متوقع:
عمليات انتقام واسعة لم يسبق لها مثيل. فالطائرات الإسرائيلية والصواريخ التي تطلقها البوارج الحربية الإسرائيلية قامت منذ صباح اليوم الماضي بدك المناطق المختلفة من غزة ولا تزال مستمرة من غير أي انقطاع. واستناداً إلى شهادات الكثير من الصحفيين فإن القصف الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ليلة أمس لم يكن له مثيل في تاريخ الصراع ما بين الجهتين.
والنتيجة:
مئات الضحايا [حتى الآن لا تقل عن 300 قتيلاً فلسطينياً ومن ضمنهم الكثير من الأطفال] وآلاف الجرحى الفلسطينيين [حيث ستؤدى جراح الكثير منهم بسبب قلة المراكز والعناية الطبية إلى الموت] وتدمير واسع وشامل للبنى التحتية الفلسطينية [تدمير محطات توليد الطاقة الكهربائية ومصادر الماء والغاز ومراكز تمويل السلع الغذائية وغيرها]، وتدمير شامل لحياة الآلاف من الفلسطينيين – وإنَّ هذا التدمير غير حلقة جديدة من سلسلة عمليات التدمير المستمرة التي يتعرض لها المواطن الفلسطيني. وهذا ما دفع آلاف الفلسطينيين إلى النزوح باتجاهات مختلفة تحت وايل الصواريخ منذ نهار أمس.




إن الكارثة الإنسانية التي يمر بها الفلسطينيون منذ يوم أمس لا يمكن مقارنتها إلا بنتائج حرب عام 1948!
وبالإضافة إلى هذا كله:
فإن نسبة البطالة بين الفلسطينيين لا تقل عن 54%؛
والغالبية الكبرى من الفلسطينيين تحت خط الفقر؛
وها هي حرب مدمرة جديدة تقضى على ما تبقى . . .


3.
وقائع:
إسرائيل دولة قوية قادرة على استمرار الحرب والقصف المكثف بمختلف الوسائل [الطائرات والبوارج الحربية والقصف المدفعي وغيرها]؛
لديها موارد تفوق عشرات المرات الموارد الفلسطينية؛
باستطاعتها زج الآلاف من الجنود الاحتياط في الحرب – وهذا ما تعجز عنه حماس [إذا ما استثنيا سخافات الناطق الرسمي باسم قوات حماس بأن الملائكة سوف تحارب إلى جانبهم!]؛
وباستطاعة اسرائيل الحصول على الدعم العسكري المستمر من الخارج وهذا ما ليس متوفراً بالنسبة لحماس.
وهذا لا يعني غير شيء واحد:
تحويل غزة إلى مقبرة حقيقة وخراب شامل وتدمير كامل للممتلكات والمساكن سوف يعجز فقراء الفلسطينيون عن تعويضها.
وفي إطار هذا الخراب فإن الذي اتخذ قرار الهجوم من حماس يعيش في أمان!
4.
والآن إلى أين؟
بعد أن طَبَّل المطبلون؛ وعزف المحلولون السياسيون ألحانهم النشاز؛، وكَبَّر المكبرون على وقوف الملائكة إلى جنب مقاتلي "حماس" والمشاركة في الحرب على اليهود؛ وبعد أن ملأت بيانات حماس والابتهاج بالنصر "الساحق" وتدمير إسرائيل؛ وبعد أن عاد مقاتلي حماس بـ"الغنائم" كما يقولون هم شخصياً – بعد كل هذا الصخب والعويل والصراخ بالنصر المباغت والتدبير الحربي المعجزة نسي الجميع: الجميع ما عدا الشعب الفلسطيني بأن هذا النصر لم يدم غير ساعات ومن الآن فصاعداً تبدأ محن ومآسي الناس؛
منذ لحظة إعلان بيان انتصار عملية "طوفان الأقصى" فإن مآسي جديدة شاملة وواسعة وعميقة سوف تطحن الشعب الفلسطيني المنهك إلى درجة الموت!
ها هم مئات الضحايا [حيث الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء من كلا الطرفين] تسقط في حرب تبد وكأنها لن تنتهي حيث يكون الخاسر الوحيد هم الناس الأبرياء الذي قرر حظهم التعس على العيش في هذه البقعة.
5.
غير أن الجميع لم ينسوا بداية الكارثة الفلسطينية الجديدة فقط، ولم ينسوا أن "الانتصار الساحق" لم يدم غير ساعات فقط؛
بل ونسوا دروس ووقائع الحرب الفلسطينية – الإسرائيلية بأن خلاص الجميع :
ما كان ولن يكون بغير الحلول السلمية.
 


 
 
 
 
 

محمد [22]: الشيطان يطارد المسلمين في كل مكان! [2]


 مقدمة:
[1] كما أصبح واضحاً [لمن يعرف معنى الوضوح] فإنَّ "نبيَّ" المسلمين يخبرهم [أو يبث في نفوسهم الرعب] بأن الشيطان في كل مكان؛
يترصدهم؛
ويتبعهم
ويحيك لهم حبائل المكر والخديعة حتى وصلت الأمور إلى حد حيث يستيقظ المسلم والشيطان نائم على خياشيمه!
فإي حياة تعسة يعيشها المسلمون؟!
وبغض النظر عن الجواب فإن الملحدين [وإذا ما استثنيا متاعب الدنيا] فهم بعيدون عن شر متاعب "الآخرة" فقد حباهم "الله" نوماً هادئاً [كل حسب قدرته كما أشرت في الحلقة الماضية] لا شياطين فيه ولا سعالي. فهم وخلافاً للمسلمين، وهذا جلي من أخبار محمد، محصنون من الجان والشيطان ومن شر "الله" و"الأنبياء" و"الأئمة المعصومين" [هذي حلوة: أئمة معصومون].
وعلى المسلم، إنْ أراد، أن يتفكر!
[2] لكننا وخلف السرد القصص لنشاطات الشطان وحبائله المضادة للمسلمين، نرى بأن "ربــَّ"هم قد خذلهم وتركهم لقمة سائغة للشياطين. بل هو هناك حيث هو [يستوي على عرشه فوق الماء وقد بانت خصيتاه] يتفرج عليهم ويضحك على عقولهم. والشيء الوحيد الذي اقترحه عليهم "نبيــُّ"هم هو أن يرددوا أسماءه!
1.
والآن لنواصل أعمال الشيطان الترفيهية . .
إن مسلسل الشياطين التي تلاحق المسلمين في كل مكان وزمان من حياتهم اليومية لم ينتهِ.
فالشياطين تشتاط غضباً إذا ما نسي أحد أن يترك "باب الحمام" مفتوحاً [هنا ثلاث علامات تعجب!!!].
ومن جديد يسيء هذا العبث إلى معارفنا:
عن أي نوع من "الأبواب" المفتوحة وعن أي نوع من "الحمامات" في القرن السابع يتحدثون؟!
ألم يحدثنا البخاري [والبخاري أصدق الصادقين بعد القريان] عن فلان عن علتان عن عائشة بأن أزواج محمد كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع – وهو صعيد أفيح [أرض مستوية واسعة]؟!
وأمَّا الاستحمام فقد كان يحدث في طشت بقليل من الماء في أي مكان من "الدار"؟!
والسؤال البسيط هو:
هل كانت "المراحيض" أو "الكنيف" في العصر المفترض لحياة محمد جزءاً من دار السكن [يغض النظر عن شكلها وطبيعتها] ؟
ألم تكن في مكان بعيد عن السكن خارج الأحياء ولهذا تسمى "الخلاء"؟ والاسم واضح بما يكفي ليقول لنا بأن هذه الخزعبلات الحديثية قد صيغت في فترة ظهور المراحيض داخل الدار [على الأقل بداية القرن العاشر]!
وهذا هو مصدر العبث فيما يقوله البخاري بأن محمداً إذا أراد أن "يدخل الخلاء" يقول " اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث".
فأي باب للخلاء هذا وقد كان محمد يقضي حاجاته، كما يقض جميع الخلق في ذلك الزمان، في الصحراء المفتوحة من الجهات الأربع؟
2.
وإذا ما رفض بعض الشيوخ مثل هذه الأحكام العبثية لا لسبب إلا لأنهم لم يجدوا لها "مخرجاً أو "تخريجاً" فضعفوها  فإنهم لا يرفضون، على سبيل المثال، حديثاً عبثياً آخر وهو:
"الشيطان يجلس إلى مواقدكم"!
ومن جديد نصطدم بهذا "الشيطان" حتى عند الجلوس حول الموقد!
لكنهم، وكالعادة ينسون ما قالوه في الصفحة السابقة من كتبهم الصفراء بكون الشيطان يسكن في المناطق النجسة ومكان الموقد مكان نظيف و"معقم" بالنار. فماذا يفعل الشيطان هناك؟!
هل يشعر بالبرد وهو من نار؟!
أين ذهبت عقولكم؟
3.
لقد سميت هذه الخزعبلات حتى الآن عبثاً.
والحق أنني الآن عاجز عن وصف "المعرفة الرصينة" التالية:
يوصي "مدينة العلم" كل واحد من أنصاره إذا أراد أن يأتيَ أهلَهُ بأن يقول ": بسمِ اللهِ، اللَّهمَّ جنِّبْنا الشَّيطانَ، وجنِّبِ الشَّيطانَ ما رزَقْتَنا"!
هنا يقف المسلمون [إن صدقوا هذا الكلام] على حافة الهاوية:
فنوايا الشيطان، كما هي واضحة من النصيحة المحمدية، تتعدى "الحبائل" إلى حيث "لا تحمد عقباه" وهو أنَّه "يأتي" الشيطان  أهل المسلم [أي واحدة من زوجاته] ويحصد نتائج هذا "الإتيان" ولداً كان أم بنتاً!
فكم من الشياطين المسلمين يعيشون الآن بيننا لأن آباءهم نسوا أن يقولوا " بسمِ اللهِ، اللَّهمَّ جنِّبْنا الشَّيطانَ، وجنِّبِ الشَّيطانَ ما رزَقْتَنا"؟!
[ملاحظة:
لا ضرورة أنْ يقلق المسلم نفسه. فأبناءه وبناته هم أبناءه وبناته. أما ما يقوله لهم نبيهم فهي خرافات عجائز]
4.
وانسجاماً مع الفكر المحمدي فإن لعمر بن الخطاب [وهو الذي وافق ربه في ثلاث آيات] عبثيات من اللؤلؤ والمرجان!
فصاحبنا يحذر النساء من الاستلقاء على ظهورهن حتى لا يتعرض لهن سفهاء الشياطين والجن!
[ملاحظة: هناك من يدعي بأنَّ مصدر هذه اللؤلؤة  هو عمر بن عبد العزيز أو ابن سيرين وليس عمر بن الخطاب والأمر سيان].
هل هذا يعني بأنَّ على النساء أن يستلقن على بطونهن وجوانبهن فقط؟!
ولكن [وعلى المسلمين أن ينتبهوا من هذه الـ"لكن"]:
ألَا ستكون النساء أكثر عرضة لـ"سفهاء الشياطين والجن" إذا استلقن على بطونهن؟
بل أنَّ استلقاءهن على بطونهن لهو دعوة صريحة للشياطين الربانية وكأنهن يقولن:
ألا فهلموا يا شياطين!



5.
ولنواصل العبث المشار إليه في النقطة السابقة:
يقول المصطفى وهو العالم العليم في أمور النساء والحريم: ما من فراش يكون في بيت مفروشاً لا ينام عليه أحد إلا نام عليه الشيطان!
طبعاً ثمة صياغة أخرى تقول:
بأن ثمة "فراش للرجل وفراش لأهله والثالث للضيف والرابع للشيطان"!
وقد فسر عباقرة التفسير هذا الحديث بمعنى يتطابق مع الصياغة السابقة: كل فراش مفروش من غير أن ينام عليه أحد فإن الشيطان يتمطرح عليه [كلمة يتمطرح من عندي].
ولأصحاب العقول الضعيفة فإنَّ الشيطان، شاءوا أمْ أبوا،  يتمطرح  طوال اليوم في غرف نومهم خلال النهار طالما لا ينام عليه أحد!
فلينتبهوا!
6.
فهل تنتهي تحديات الشيطان عند هذا الحد؟ وهل سوف تتقي المرأة شره إذا ما نامت على بطنها؟
للأسف – لا!
يقول المصطفى:
‏"إياكم والحمرة فإنها أحب الزينة إلى الشيطان‏"‏‏!
 ولكن عائشة تقول [وهي تقول ما رأته شخصياً من الرسول!]:
رأيت جبريل عليه السلام عليه عمامة حمراء مرخيها بين كتفيه‏"!!!
فإيهما نصدق: محمداً أم سيدة نساء الجنة عائشة؟!
 
 
للموضوع بقية ... ...



أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر