منع

هكذا تكلم الله : عندما يغيب الشهود - ملاحظات إضافية



1.

في موضوع [محمد [7]: الشاهد الوحيد] واستناداً إلى مرويات المسلمين فقط توصلنا إلى أن تاريخ أحداث "نبوة" محمد هو تاريخ ادعاءات محمد وأصحابه من غير أي دليل أو شاهد:

فأول ما بدء به محمد من "الوحي"، كما تقول عائشة التي لم تكن قد ولدت آنذاك [أي أنها ليست شاهداً]، "الرؤيا الصادقة في النوم" [لا يوجد شاهد]؛ ثم "فَجِئَه" الحقُّ وهو في غار حراء [لا يوجد شاهد] فقال له: "اقرأ" – إلى آخر الأسطورة فطار صوابه ولم يحط وكاد يفقد عقله فَرَجَعَ محمد وفؤاده يرتجف، فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال: زملوني ..."؛ ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل فقال ورقة: "هذا الناموس كان قد نزل على موسى" ... إلخ - ثم توفيت خديجة، وتوفي ورقة [ولم يعد ثمة شاهد غير محمد!].

وهنا يقول الراوي "!": 

"حتى حزن محمد "فيما بلغنا" [لا أحد يعرف كيف تم البلاغ] حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال [أيضاً لا يوجد شاهد]!

فكلما أوفي بذروة جبل لكي يلقي نفسه [أي ينتحر] تبدى له جبريل، فقال: "يا محمد، إنك رسول الله حقاً. فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ... إلخ"! [لا يوجد شاهد]

وكما يقول ابن كثير: " هكذا وقع مطولاً في باب التعبير من "البخاري".

وكل هذا "بدون شاهد"

2.

وعلينا التوقف هنا قليلاً:

لا أحد يعرف من روى هذا الحدث "الشخصي" الذي حصل ما بين "صاحبنا" جبريل و"صاحبنا" محمد. فالشاهد الوحيد هو محمد – رغم أننا لا نعرف لمن رواه وكيف وصل إلى ابن كثير.

ثم تظهر شخوص غريبة عجيبة لكي تروي ما لم تشهده أو تدعي أن من قاله هو "رسول الله"!.

فقال فلان عن فلتان عن أبي خزعبلان أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال – وهو يحدث عن فترة الوحي: "بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء، فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه، فرجعت، فقلت: "زملوني، زملوني" [هذه المرة لا توجد خديجة] فأنزل الله [لا أحد يعرف كيف!] "أيها المدثر" فحمى الوحي وتتابع! [وهنا لا يوجد شاهد غير محمد أو من اعتقد بأنه يعرف القصة].

إن غياب الشهود كانت ولا تزال التقنية الوحيدة التي منحت ما يرويه محمد من "وقائع" نوعاً من "المصداقية" لا يملك المرء إلا تكذيبها ولكن من غير أدلة!

لكن كنهوت صناعة الخرافات عاجز عن إدراك الحقيقة التالية:

إن الأكاذيب لا تحتاج إلى أدلة إلى تكذيبها!


[لا أحد رأى، ولا أحد سمع]

3.

وهذه هي الخلفية التي يجب أن ننطلق منها في محاكمة كل ما يقوله محمد [نحن لا نحتاج إلى هذه المحاكمة. فأسطورة النبوة لم تعد موضوعاً للمحاكمات بالنسبة لنا - فهي لعبة مكشوفة. 

هدف هذه المحاكمات هم المسلمون الذين لم يودعوا عقولهم].

4.

إنه باختصار كلام اعتباطيٌّ مرتجلٌ تدعي التقاليد والسيرة الأدبية الإسلاميتين أنه لمحمد شخصياً.

وعندما نحاكم هذا الكلام الارتجالي استناداً إلى منطق العقل النقدي فإنه تتراءى لنا من بعيد طبيعة السذاجة البشرية التي كانت تسم أصحابه.

5.

ولكن ويجب أن يقال الحقُّ أنَّ ثمة الكثير من الناس لم تصدق ولا كلمة واحدة مما كان يقوله محمد ووصفوه بأكثر الأوصاف استهجاناً. ولم يكن يتعلق الأمر ببني سفيان واليهود فقط بل والكثير من أذكياء القبائل.

ولم يدخل مثقفو عصرهم هؤلاء إلَّا بحد السيف. والكل يعرف كيف حدث ذلك فالسيرة الرسمية الأدبية الإسلامية لم تبخل علينا بذلك.

6.

وقد استمر هذا الرفض والاستهجان لخرافة "نبوة" محمد قروناً عديدة وقد تم القضاء عليها كالعادة بأبشع أنواع الإرهاب على مستوى الحكم والشارع.

فالسيرة الأدبية الإسلامية بالذات قدمت لنا أمثلة مدهشة عن مثقفين مثيرين من أمثال ابن الراوندي [(827–911 ] الذين رفضوا جملة وتفصيلاً "النبوة" واثبتوا بالمنطق العقلاني بأن معرفة الحقيقة لا تحتاج إلى أنبياء.

7.

ولهذا فإن محمد الراوي للأساطير والخرافات والاختلاقات لم يتحول إلى "نبي" مقدس بغير سلطة الإرهاب وقد بدأت منذ أبي بكر وما يسمى بـ"حروب الردة" ولا تزال حتى الآن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر