منع

طوفان الأقصى" قد أقصى "حلَّ الدولتين" إلى الأدنى متحولا إلى مستنقع!

طوفان الأقصى أم مستنقع الأقصى؟
[هذا هو طوفان الأقصى]

1.
أزمة المسلمين العقلية تكمن في عقيدتهم الإيمانية المتهافتة بأنَّ التفكير من وظيفة القلب!
ورغم جميع الاكتشافات العلمية الطبية، والاختراعات التكنولوجية المتعلقة بالقلب الصناعي، وزراعة القلب ونقل القلب من إنسان في حالة موت سريري إلى إنسان آخر في حاجة إلى قلب-  بل والقيام بعملية ناجحة [على حد علمي قد أجريت عمليتين ناجحتين حتى الآن ] لنقل قلب من خنزير إلى إنسان . . .
ورغم كل هذا فإنَّ الجدار العقلي لمخ الكهنوت الإسلامي يرفض هذه الحقيقة البسيطة ويواصل عملية "التفكير" عن طريق "القلب"!
2.
ولأنَّ "القلب" مفهوم مجازي للنشاط العاطفي، فإنَّ المسلم عاجز عن رؤية الحدود الفاصلة ما بين العقل والعاطفة، ما بين الحقيقة والرغائب، ما بين الوقائع والأماني، ما بين حقه وحق الآخرين في الوجود، ما بين الماضي والحاضر، ما بين الحق والادعاء، ما بين حقيقته الوجودية وقيمته البشرية. فاختلط الدماغ مع القلب والعقل مع العاطفة.
فأخذ يقفز على العقل والتاريخ والوقائع والعلم والإدراك الواعي للوجود.
وهذه هي النتيجة الساطعة:
أزمات شاملة في جميع مرافق الحياة:
الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والنفسية - ولهذا أخذ المسلمون القادرون على الفرار يفرون من بلادهم من غير رجعة].
3.
لقد كشفت أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي بما لا يقبل الشك عن كل هذه الأزمات واحدةً واحدة، مثلما كشفت عن الإفلاس التام للتفكير اللاهوتي وسذاجة ممثليه وناشريه والمصفقين له في آن واحد.
وليست قضية الفلسطينيين – إلا واحدة من القضايا التي يرفض المسلمون إدراك الحقيقة البسيطة المتعلقة بها وهي أنها ليست قضية دينية بل هي قضية سياسية - قضية شعب يعيش هنا على الأرض والآن وأن سخافات التطرف الديني لم تجلبْ ولن تجلبَ لهذا الشعب غير الكوارث والشرور.
الفلسطينيون بحاجة إلى أرض للعيش الآمن لا لسماء للأوهام.
4.
ولهذا فإنَّ الانطلاق من أساطير "قبة الصخرة" في التعامل مع القضية الفلسطينية هو الطريق الأكيد الذي كان ولا يزال يؤدي إلى عرقلة وإرجاء الحلول السلمية [وهي الحلول الوحيدة الممكنة الآن وفي المستقبل المرأي].
وهذا ما ينبغي أن يفهمه الفلسطينيون أنفسهم أولاً وقبل كل شيء.
فالفلسطينيون والعالم يرون بأم أعينهم نتائج مهزلة "طوفان الأقصى" الذي تحول إلى مستنقع يبتلع شيئاً فشيئاً القائمين به. لكن الكارثة، وهي كارثة تاريخية جديدة، أنَّ هذا الطوفان المزيف قد  دمر غزة وسكانها تدميراً شاملاً وحوَّل أكثر من مليوني فلسطيني إلى نازحين من جديد ومن غير أية آفاق للمستقبل.
مستنقع الأقصى
[الطوفان يتوسع]

5.
لم يتحقق أيُّ انتصار للقضية الفلسطينية من جراء "سخافة الأقصى" فحسب، وإنما قادت حماقات المنظمات المتطرفة إلى تدمير شامل بالمعنى الحرفي للكلمة لقطاع غزة من الشمال إلى الجنوب، حيث تجاوز عدد القتلى حتى الآن أكثر من عشرين ألفاً وعدد الجرحى عشرات الآلاف؛ وتهجير أكثر من 80% من السكان بصورة نهائية [فلم تعد لهم حتى منازل يعودون إليها]؛ ويجري الآن تدمير القوة العسكرية لحماس شيئاً قشيئاً وملاحقة قادتها وتدمير القاعدة المادية والبشرية والعملياتية لتحرك قواتها؛ وإذ لا توجد إحصائيات عن عدد قتلى حماس وحركة الجهاد الإسلامي فإنَّه لا  يمكن إلا أن يكون بعشرات الآلاف. فالموتى باقون في الأنفاق إلى الأبد.
6.
وكل هذا يمكن أن يراه الجميع ، ما عدا أولئك  المعتوهون الذين ودَّعوا عقولهم أو ولدوا من غير نعمة العقل والسذج وعديمي المواهب والجهلة وأصحاب الشخابيط في المنتديات المختلفة وأولئك الذين يبحثون عن الشهرة بين العرب.
فهم الوحيدون الذي لا يزالوا يزعقون ويهتفون بـ"الانتصار الساحق" على اليهود من غير أن يروا الخراب الشامل. بل لم يعن لكل هؤلاء عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين وانهيار عالم الأحياء تماماً!
غير أن ما يستتر خلف مظاهر الخراب الشاملة هو أنَّ المنظمات المتطرفة في غزة قد انتهى وجودها سياسياً ولم يعد
7.
ها هي نتائج مغامرة "طوفان الأقصى" الطفولية المضحكة:
الجيش الإسرائيلي يمتلك الآن السيطرة على كافة مناطق غزة حيث ترفرف الأعلام الإسرائيلية على أنقاض المدينة التي كانت في يوم ما في قبضة حماس تسرح وتمرح فيها– أما صناديد "مستنقع الأقصى" فهم كالجرذان في الأنفاق.
وهذه هي نهايتهم الأكيدة.
إنها لصورة محزنة.
ولكن ما يحزنني ليس مصير جماعات التطرف [فلهم الجنة كما كانوا يحلمون]، وإنما انهيار عالم الفلسطينيين الذين لم يأخذ أحدٌ رأيهم في هذا الخراب.
[الأعلام الإسرائيلية في كل مكان على انقاض مدينة غزة]

8.
هذا هو منطق التفكير الديني الأهوج:
إما كل شيء أو لا شيء!
وقد كانت النتيجة المتوقعة منذ السابع من أكتوبر الماضي هي: لا شيء!
[أنظر موضوع: "الهدية"]
وإذ لم يعد العالم يحتمل وجود المنظمات الإسلامية المتطرفة السنية والشيعية على حد سواء، فقد أصبحت نهاية هذه المنظمات ضرورة ماسة ليس للعالم فحسب وإنما وقبل كل شيء حتى بالنسبة للغالبية العظمى من الدول العربية.
وعلى الفلسطينيين إدراك الحقيقة البسيطة:
القضية الفلسطينية هي قضية فلسطينية ولا تعني أحداً من العرب - والمسلمين بشكل خاص. فهم بالذات مصدر خراب هذه القضية وضياعها.
وليس ثمة حل لهذا القضية غير الطرق السياسية السلمية والمتمثلة بـ"حل الدولتين".
السياسة هي فن الممكن وإنَّ عصفوراً في اليد أفضل من آلاف الطيور في شجرة أوهام حُمى الإسلام المَرَضِيَّة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر