[مقدمة]:
سأل الناس شيخاً يدعي الحكمة:
- نراك لم تر الماء منذ زمان أيها الحكيم – فلماذا لا تغتسل؟
فقال من غير أدنى تفكير وتردد:
- فسوف أتسخ!
- فتغتسل!
أجاب الناس وقد كانت أجابتهم هم أيضاً من غير أدنى تفكير وتردد. فوضع الشيخ "الحكيم!" يديه فوق رأسه وقال:
- يا إلهي، هل ولدنا لكي نغتسل؟!
فطأطأ الناس رؤوسهم وغادروا المكان خجلين - فكما يبدو أن الحكيم قد أفحمهم!
ولكن لم يبق منهم غير رجل واحد. فقال له الحكيم:
وأنت، لِمَ لِمْ تغادر إلى عملك؟ هل لديك استفسار ؟
فأجابه الرجل بهدوء:
ـــ ...
[أنظر الإجابة في الخاتمة!]
1.
هكذا أجاب صاحبنا "الحكيم" فأفحم الجميع – تقريباً الجميع.
فهو ينطلق من "مسلمة" تبدو وكأنَّ "مصداقيتها" لا تقبل الشكَّ ولا الجدال ولا تهزها الريح ولا الزلزال:
- لماذا علينا أن نغتسل و"الله" لم يخلقنا لهذا الغرض؟!
[أو كما يقول المسلمون: فهو ما خلق الجن والإنس "إلا ليعبدون"!]
2.
إنها مسلمة ككل "المسلمات" والبديهيات التي لا دليل على صحتها. فعندما نقول بأن الكلَّ أكبر من الجزء وإن المستقيم أقرب مسافة ما بين نقطتين فإننا نقدم بديهيتين لا يقبلها العقلُ فقط، بل وتثبتها التجربة. ففي مقدور المرء أن يحدد نقطتين في الغرفة التي يجلس أو يعمل فيها ليكتشف، من غير مكتشف ولا عالم مختبرات ولا مهندس محترف، بأنها حقيقة واقعية؛ وإنْ يثلم من رغيف الخبز الذي أمامه قطعة ليكتشف أنها ستكون أصغير من رغيف الخبز دائماً ومهما قطع من رغيف الخبز فإن رغيف الخبز سيبقى دائماً أكبر من أجزاءه.
3.
هذا هو المنطق اللاهوتي الإسلامي المخصص للسذج:
إنه منظومة من المحاكمات المنطقية التي تستند دائماً وأبداً إلى مقدمات كاذبة ومزيفة لا يمكن البرهنة على صحتها فتكون النتائج دائماً وأبداً كاذبة مزيفة لا صدق فيها ولا مصداقية.
بل أستطيع الجزم ومن غير تردد بأنَّ المسلمين ما صاغوا قضية منطقية واحدة تتعلق بوجود خرافة "الله" من غير مقدمات باطلة.
فالمقدمات الصادقة الصحيحة لا يمكن أنْ تؤدي إلى أي نتيجة لصالح عالمهم العقائدي وتصوراتهم الغيبية سواء بصدد خرافة "الله" والأنبياء والكتب "المقدسة" أم بصدد الأئمة المعصومين والأولياء الصالحين!
4.
لا يمكن أن تكون "الخرافة" منطقية؛ مثلما لا يمكن أنْ تكون الأسطورة صادقة.
لنقرأ محاكماتهم المنطقية وأسلوب "القياس" الذي يستندون إليه ولننظر بتمعن وتفكير نقدي وسوف سنرى عالم الخرافة من غير مساحيق ولا زينة تزينه وتصنع منه ما يشبه الوقائع الصادقة والحقائق التي لا ريب فيها.
فالخرافة خرافة ولا يمكن التصديق بها إلا بالأيمان والإيمان هو عمى العقل قبل أن يكون عمى العينين!
وقد عبر توما الإكويني أسطع تعبير عن منطق الإيمان الديني:
" إنَّ نور الإيمان يجعلنا نرى ما نعتقد فيه"!
[خاتمة ]:
تكملة للمقدمة:
فأجابه الرجل بهدوء:
- لقد أردت أن أقول لك وجها لوجه وعلى انفراد بأنك تُخَرِّف!
ليس للموضوع بقية ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق