منع

ابتهالات للفيل الطائر جلَّ جلاله!

1.
سبحانك إنْ طرتَ في السحابْ؛
وسبحانك إنْ تمرَّغت في الطين والترابْ.
فأنتَ - أنتَ العَليُّ،
وأنت الحاضرُ في الغيابْ!
2.
سُبحانَك اللَّهُمَّ!
سُبحان علاك
سُبحانَك لا إله غيرك،
ولا ربَّ سواكْ
فإنْ خسرنا الدنيا - ربحنا هواكْ،
وإنْ ربحناها خسرناك
3.
أنت الفيلُ - وأنت الخليل،
وأنت الماء عند العطش - وأنت الظليل،
أنت النورُ في لجة الظلام
وأنت الشمس حين يضيع الدليل


أنظر أيضاً:







هل كان آينشتاين مؤمناً؟




مقدمة:
"يروق" للكثير من مسلمي المنتديات إن "يطقطقوا" أحناكهم بـ"تصريحات" مستلة من سياقها عثروا عليها بالصدفة من هنا أو هناك تقول أن آينشتاين كان "مؤمناً" أو "متديناً" أو لا "ينكر الله" وغيره من الهراء الذي لا صحة له. فالجمل التي عثروا عليها صدفة هي في حقيقة الأمر قد تم "تسويقها" من قبل المؤمنين الذين يتصيدون بالماء العكر بحثاً عن الأدلة على مصداقية إيمانهم التي عجزوا عن تقديمها من خلال تشويه ما يقوله العلماء البارزين.
هذا الموضوع المقتبس من كتاب [حوارات سيدني] الذي نُشرت فيها مقابلات ولقاءات مختلفة مع ريتشارد دوكينز يكشف فيها بجلاء سخف تلك الادعاءات المتعلقة بـ"آينشتاين المتدين!" وتهافتها الإسلامي - التقليدي.
المقال المنشور في الكتاب المشار إليه هو تحت عنوان [عن اقتباسات آينشتاين].


الخلاصة:
كما هو واضح من الأمثلة الكثيرة التي يوردها دوكينز فإن آينشتاين وعندما يتحدث عن"الإله" فإنه يستخدم أولاً اللغة السائدة، وهو ثانياً يتحدث عن شيء آخر تماماً لا علاقة له بـ"إله" الأديان الإبراهيمية.
فهو إذ يرفض "الإله الشخصاني" الإبراهيمي يقول بوضوح ما بعده وضوح:
"كل الأشياء التي قرأتموها عن معتقداتي الدينية هي كذب بالطبع، لكنها كذبة تم ترديدها بشكل منهجي. أنا لا أومن بإله شخصاني أبداً، ولم أنكر عدم الإيمان هذا أبداً، ولو كان هناك شيء فيَّ يمكن وصفه بأنه (ديني)، فسيكون الاحترام والتقدير اللامحدود لبنية الكون، بحسب ما أظهره الكون لنا لحد الآن".
إذن "الروح الدينية" التي يتحدث عنها المسيحيون والمسلمون بالنسبة لآينشتاين هي:
"الاحترام اللامحدود لبنية الكون".
يا له من متدين!

ملحق: "آينشتاين والدين" مقتبس من كتاب "وهم الإله" [الصفحات 18-23]



























محاولة اغتيال معلنة مسبقاً!

سلمان رشدي عند إصدار رواياته "آيات شيطانية" عام 1988
[سلمان رشدي عند إصدار رواياته "آيات شيطانية" عام 1988]

الخبر:
قام يوم أمس [أحدُ] الممسوسين المسلمين العرب المقيمين في نيويورك بتوجيه طعنات إلى الكاتب البريطاني المعروف سلمان رشدي بعد لحظات من صعوده على خشبة المسرح في مؤسسة Chautauqua في نيويورك لإلقاء محاضرة عن "حرية التعبير الفني"!
وقد تم نقل سلمان رشدي بطائرة هليكوبتر إلى المستشفى.
فمن هو الذي قام بمحاولة الاغتيال؟
وما هي دوافع الاغتيال؟
ومن هو الذي كان ضحية محاولة الاغتيال؟
هذه أسئلة تحمل طبيعة صحفية تقليدية محضة لا قيمة لها لغير الأغراض الصحفية وسوف يطويها النسيان حالما يأتي خبر جديد عن حدث جديد يحتل اهتمام الصحافة والقراء البعيدين عن الجحيم فيحل محل الحدث السابق وهكذا..
غير أن كل هذا لا يعني بالنسبة لي الشيء الكثير ...
1.
من الذي قام بمحاولة الاغتيال؟
من يعتقد (أياً كان وأينما يكون) بأن من قام بمحاولة الاغتيال هو المسلم العربي المقيم في نيويورك فإنه قراءته للخبر هي أسوء ما تكون القراءة وأنَّ الخلاصة التي وصل إليها هي من أسوء الخلاصات!
ومن يسعى إلى البحث عن دوافع محاولة الاغتيال وهوية الجهة التي تقف خلف محاولة الاغتيال على الطريقة الصحفية فإن سعيه لا يحصد غير سراب الربع الخالي!
2.
فالدافع إلى محاولة الاغتيال هو العقيدة الإسلامية كما هي من غير مكياج:
عقيدة الثقافة الشمولية التي لا تعترف بوجود الآخرين وبحقهم في الرأي والنقد والتصورات الشخصية عن التاريخ والعالم؛
عقيدة دينية تنمو وتتوسع خارج الواقع التاريخي للبشر. إنها [عقيدة "خير القرون!"] التي تعود بالناس الى الوراء 14 قرناً وتلقي بهم في أتون جحيم التخلف الديني؛
إنها ثقافة التوحش الكامنة عميقاً في العقيدة الإسلامية نفسها – وهذا ليس رأي نقاد الإسلام فقط بل والمسلمين الذين لم يفقدوا القدرة على رؤية جذور التوحش [أنظر: لِمَ اختار الوحشُ الوجهَ الإسلاميَّ بالذّات لا وجهاً آخر ؟]
ومن يعتقد من المسلمين بأنَّ ثمة جهة تقع خارجهم تقف وراء محاولة الاغتيال فإنهم ما رأوا شيئاً وما فقهوا!
لينظروا إلى أنفسهم في المرآة:
هل يرون الوحش؟
إذن هم الجهة التي تمول الاغتيالات والجهة التي تقف وراءها وتشجع القيام بها.
هم الجهة المسؤولة عن التوحش الذي استيقظ في القرن الحادي والعشرين بصمته ولا اكتراثهم بما يحدث في بلدانهم؛
هم "الحاضنة" لكل هذه الجرائم مهما ادعوا بتحضرهم وبتميزهم عن الآخرين؛
إن مهندسي ثقافة التوحش يستندون إلى دعمهم المالي والأدبي وإلى صمتهم المديد....
3.
ومن هو ضحية محاولة الاغتيال؟
من يعتقد أنه سلمان رشدي فقد أساء قراءة الخبر ولم يقرأ غير المستوى السطحي منه.
إنَّ "موضوع الاغتيال" هو جميع المخالفين لسلطة اللاهوت الإسلامي من جميع الطوائف والرافضين لعقيدة التوحش لجميع الطوائف؛
إنَّ "الضحية" التي كانت ولا تزال وسوف تبقى ما بقيت سلطة الدين قائمة في أحضان الدولة هم جميع المختلفين و"الآخرين" الذي يرفضون الخضوع لمعايير دين قرر أصحابه أن يكون هو الدين المطلق الذي لا يحل محله دين آخر أو أي نوع من العقائد الممكنة.
إنه "دين الدولة" كما تقول الدساتير الإسلامية/ العربية المهلهلة والمساس بـ"بمقدسات" هذا الدين هو المساس بأسس الدولة!
4.
إنها محاولة اغتيال معلنة مسبقاً وموجهة ضد جميع المخالفين.
هذه هي الحقيقة الفاجعة شئنا أم أبينا!

꣙ ꣙ ꣘
ملاحظة قد تكون مهمة!
لقد قرأت رواية " آيات شيطانية" لسلمان رشدي حين إصدارها ولم تعجبني واقل ما يقال عنها بأنها مملة.
فهي من أضعف أعمال رشدي فنياً وبنائياً. كما أنها مجموعة من "التوليفات" التي تصلح أن تكون أعمالاً منفصلة!
ولكن هل من المعقول في العصر الحديث أن يحق لأحد شيوخ العته أن يصدر حكماً بإعدام كاتب لأنه تطرق إلى خرافة التاريخ الإسلامي والمحمدي؟
إنَّني أستطيع الجزم كون ما عرضه سلمان رشدي في روايته لا يتعدى "القطرة" من "بحر التشهير" بمحمد في كتب الحديث الإسلامية، وخصوصاً هراء أبي هريرة، وليس كتب آخرين معادين للإسلام!
سلمان رشدي
فحتى كتب الحديث الشيعية (وشيعة الخميني بالذات) مليئة بالهراء الذي يسيء إلى نبيهم عشرات الأضعاف مقارنة بما يعتقدون بأن رواية "آيات شيطانية" قد أساءت إلى نبيهم.فهل أصدر الخميني أو أياً من شيوخ العته فتاوى بهدر دماء مؤلفي هذه الكتب أو اتهامهم بالإساءة إلى شخص محمد مثل الكليني؟!
وإن حصل هذا (وآمل أنه لم يحصل حتى اللحظة الراهنة) فإنه كم من الدماء سوف يقوم بهدرها شيوخ العته والمسلمون المهوسون بنبيهم؟!
ومن المفارقة المفجعة هي أن محاولة اغتيال سليمان رشدي في نيويورك كانت في بداية محاضرته عن "حرية التعبير الفني"!


وماذا بعد مقتل أحد رؤوس أفعى التوحش: أيمن الظواهري؟!

1.

أعلن الرئيس الأمريكي جون بايدن عن مقتل أيمن الظواهري-  ثاني رجل في "تنظيم القاعدة" الإرهابي وأحد رؤوس أفعى التوحش الإسلامي نتيجة لغارة بطائرة حربية بدون طيار "drone" تابعة لوكالة المخابرات الأمريكية.
2.
لا يوجد أي شك في الدور الإجرامي الذي لعبه أيمن الظواهري نتيجة للقرارات التي اتخذها تنظيم القاعدة بقيادة ابن لادن آنذاك والتي أدت إلى مقتل الآلاف من الأبرياء (ومن ضمنها ضحايا الحادي من سبتمبر عام 2011) ونشر الرعب والخوف والخراب في الكثير من المدن العالمية ومن ضمنها الكثير من المدن العربية. وإن مقتله هو بمثابة سقوط أحد رؤوس أفعى التوحش الإسلامي.
3.
لكن السؤال الأساسي هو: وماذا بعد؟
ما الذي سوف يؤدي إليه مقتل إرهابي مثل الظواهري؟
إنَّ مَنْ يعتقد بأنَّ هذا انتصار على تنظيمات التوحش الإسلامي فإنه كما يبدو يعيش في وهم على الطريقة الإسلامية. إنَّ تصفية هذا الجزار لا تشكل غير انتصار سياسي للإدارة الأمريكية ولا تتعدى قيمتها الحياة السياسية الأمريكية.
فثمة فارق جوهري في آلية وبنية وطبيعة تأسيس التنظيمات الإرهابية الإسلامية والتنظيمات الأخرى ذات الطابع السياسي مثل حركة بادرماينهوف والألوية الحمراء والتوباماروس وغيرها الكثير. فالأخيرة حركات سياسية ذات طابع قيادي يلعب فيها الفرد – القائد دوراً أساسياً حاسماً، وغالبا ما يكون هو العقل المدبر والمفكر.
أما منظومات الأفكار والأهداف السياسية فلا ترتبط بحركات جماهير وقاعدة شعبية رصينة ومستمرة. إنها نتيجة مباشرة لأحداث وأزمات سياسية مؤقتة لم تعد قائمة في فترة قصيرة بعد ظهور هذه الحركات. ولهذا فإن أعضاء هذه التنظيمات كانوا "يحاربون" وحدهم حتى تم القضاء عليهم الواحد تلو الآخر ولم يظهر من يعوض غيابهم.
4.
أما التنظيمات الإرهابية الإسلامية فإنها تختلف بصورة جذرية.
أولا:
القاعدة قد انتهت عملياً قبل مقتل ابن لادن والظواهري وذلك بانتهاء المنطلق الآمن في أفغانستان.
ثانياً:
إن ضرب تنظيم القاعدة في أفغانستان واختفاء ابن لادن والظواهري أدي إلى ظهور قادة إرهابيين جدد مثل الزرقاوي والبغدادي وبدلا من "القاعدة" ظهرت "الدولة الإسلامية" وهكذا.
ثالثاً:
خلافاً لجميع التنظيمات الإرهابية فإن للتنظيمات الإرهابية الإسلامية قاعدة جماهير وعقيدة دينية وتمويل مستمر تغذي التنظيمات القائمة وتستحدث التنظيمات الجديدة:
فالقاعدة الجماهيرية هي المسلمين المتطرفين في جميع أنحاء العالم وليس في الدول الإسلامية فقط؛
والعقيدة الدينية هي العقيدة الإسلامية التي تحمل جذور وآليات التوحش والإسلام في بنيتها الداخلية ومفرداتها اللاهوتية؛
أما التمويل فقد كان ولا يزال والفضل يعود إلى واردات دول البترول بشكل خاص.
5.
وإذا ما رحبت بعض الدول الإسلامية (ومن بينها بعض الدول العربية) بمقتل الظواهري فإنها لم ترحب إلا بمقتل إرهابي ليس من "إرهابيها" المفضلين وبتدمير تنظيم ليس تنظيمها المفضل!
6.
إن قادة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية وأعضاء ومشجعي وأنصار هذه التنظيمات قد ظهروا وسيظهرون من رحم العقيدة الإسلامية واندماجها بالبنية السياسية للدول ذات الأكثرية المسلمة أو بكلمة أدق تلك التي تبدأ دساتيرها المهلهلة بأن "الإسلام دين الدول" و"الشريعة الإسلامية" مصدراً للتشريع.
7.
فهذا الاندماج المصيري ما بين الدين والدول هو السبب الأول والحاسم لظهور التنظيمات الإسلامية الإرهابية والقادة الإرهابيين. ولم يمكن أن يكف هذا "الظهور" إلا بتدمير هذا الاندماج وفصل الدين عن الدولة فصلاً واضحاً جذرياً دستورياً وعملياً.
8.
فإذا تم قتل الظواهري فكم من أمثاله لا يزالون يفعلون في السر والعلن؟!
وكم من المهوسين يسيرون على درب التوحش الذي لم يعد مستتراً؟
بل وكم من أمثاله سيظهرون غداً؟!
أليس "الحاضنة" الإرهابية التي ظهر منها لا تزال قائمة وتصنع أرهابيين "من مثله"!

أنظر موضوع :






الوجه الآخر للإسلام

1.
للحقيقة وُجُوهٌ لا عَدَّ لها ولا حَصْرَ!
غير أنها غالباً ما تتبدى وتتظاهر بوجوه مزيفة مصنوعة من نسيج اللغة!
إنَّ اللغة في حدِّ ذاتها ليست كاذبة أو صادقة. هي وسيلة محايدة، لكنها حين تكون في يد سُلطة الزمان وحُرَّاس المكان ـ السلطات المدنية والدينية، فإنها تستحيل إلى آلة للقمع الشامل ليس للحاضر القائم فقط، بل وآلة قمع للتاريخ وتزييفه إلى حدود لا نتبين منه "الخيط الأبيض من الأسود"!
حينئذ تصبح اللغة كاذبة: لا معنى لها ولا تشير إلى أية وقائع ـ تستحيل إلى "خَلْطَة" لغوية وفقهية تمتزج فيها الأكاذيب الكبيرة بـ"الحقائق الصغيرة" فيبدأ وَهْمُ التاريخ بالتشكل ونشرع بالدخول إلى ملكوت الأساطير والخرافات.
الحقيقة، إذن، هناك ـ حيث لا نراها إلا حين نمزِّق الغلاف الخارجي للظواهر اليومية التي تبدو وكأنها مُحَايدَةٌ، بريئة، وخالية من الأوساخ!
2.
إنَّ عَالَم الإسلام وتاريخَه مصنوعان من الأوهام والأكاذيب: في السياسة والدين والاقتصاد والقوانين وكل ما يتعلق بوجودنا الأرضي: لا شَيءَ آخر غير " أَسَاطِيرِ الْأَوَّلِينَ "!
فقد صنعنا "تاريخاً" لا يستند إلى أيِّ تاريخ، "حقائق" لا تستند إلى أيِّة حقائق ثابتة أو حركة واقعية للحياة ـ ثقافة تاريخية مزيفة لا علاقة لها بالوجود الحقيقي!
3.
هناك سنجدُ أصناماً تُعْبَدُ أكثر عبادةً من الوثنيين لأصنامهم!
هناك سنجدُ أساطير وخرافات سيسخر مِنَّا بسببها حتى مَنْ سميناهم "جاهليين"!
هناك سنجدُ أنفسنا نعيش وسط عالم متخلف، ملتحف بالدين والأمية إلى حدِّ الاختناق!
هناك سنجدُ الملايين من البشر سعيدة في هذا الحضيض، وحين تسوء الأحوال بسبب الحروب والكوارث والفساد الاقتصادي والإداري ـ وهي عندهم لا تسوء إلا لأن "الله" قد قرر امتحانهم، وحينذٍ فقط، تراهم "يتحركون" ويوجهون أنظارهم ليس إلى "الله" الذي دفعوا حياتهم ثمناً لوجوده، بل صوب الغَرْبِ "المُسْتَعْمِر" و"الكافر" و"الظالم"، كما يقولون، بحثاً عن المأوى والحياة الكريمة!
4.
إنه هَوَسٌ مَرَضيٌّ بالدِّين في أسوء "نسخة" له!
هَوَسٌ بما يفارق العقل واكتشافات العلم وثقافة العصر!
إنَّه عصرنا الجاهلي القارِّ حيث شرعت دول بأكملها برفض العقل والتاريخ الواقعي رفضاً قاطعاً وأخذت تعبد أصنامها ـ التي سمُّوها كما يحلو لهم!
لقد نسوا واقعهم الفعلي القبيح ووجهوا أبصارهم إلى السماء، فنسوا الأرض ومن عليها!
5.
أصنام في كل مكان:
من المدرسة إلى الجامعة!
ومن الشارع إلى سرير النوم!
ومن المهد إلى اللحد!
إنهم أسوء من عَبَدَةِ الأصنام! لأن عَبَدَةِ الأصنام يعترفون بذلك، أما هم فيعيشون في وَهْمٍ شامل، مغلق، مديد، عميق، لا خلاص منه!
إنَّهُ وَهْمُ الإيمان!


هنيئاً لكم!

ألم تر...؟

نماذج من [ألم تر؟]:
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ
أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ
أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا
[ وإلى آخره ... وهكذا ودواليك ......]
لجواب على هذه التساؤلات والعشرات غيرها:
لا لم أرَ ولم ير أحدٌ غيري قطُّ. ومن يدعي بأنه قد "رأى" فهو كذَّاب منافق لعين!
هنا سيقفز من قرأ ولم يفهم ومن آمن ولم يدرك:
- أنت لا تفهم إعجاز "الوحي"، فليست الرؤية بالعين بل بالعقل (أو بالفؤاد وبالقلب أو بالطحال أو بالـ ..) !
- وهل هذا يعني أنه ليس ثمة "فيل" حقيقي له أربع قوائم وكاد يخسف بيت "الله!" في القصة إياها وإنما مجرد "فيل عقلي"؟
- أنت لا تفهم الكلام المعجز!
- وهل تفهمه أنت إطلاقاً؟
- ......!
1.
في كتابه المغلق لغةً ومعنى وتاريخاً يقوم محمد بن عبد الله بقصف القارئ (طبعاً نيابة عن شيء سماه "الله - فصاحبنا لا يعرف الكلام) بأسئلة "خطابية" لا إجابة لها تبدأ بـ" ألَمْ ترَ؟"
إن هذا النوع من الأسئلة فاسد من وجهة النظر المنطقية والوثائقية (الوقائعية) على حد سواء. ويكمن فساده في كون محمد يفترض شيئين لا وجود لهما:
أولاَ، أن ثمة أحداث ووقائع قد حدثت في الماضي؛
ثانياً، أن القارئ قد شهد هذه الاحداث ورأى تلك الوقائع وبالتالي فإن له رأياً فيها!
غير أن الفساد هذا يتخذ قيمة خطيرة عندما يتحول إلى أدلة على مصداقية القول!
أي: أنه من الممكن أن أقول لأحدهم ألم تر كيف حولتُ الماء إلى نبيذ؟
إذن: أنا حولت الماء إلى نبيذ!
[هذه من نوع القضايا المزيفة التي تفترض بأن القارئ يعرف المقدمة الثانية المهملة).
2.
طبعاً أنصاف المتعلمين يؤمنون بـ"عمق!" و"خشوع!" بأنَّ هذا سحر وبيان؛ هو أمر "معجز" لا يقوى على الإتيان بها لا الإنس ولا الجان – بل حتى لو كان سوبرمان!
بل أنهم يعتبرونه من الأدلة "المُسْكِتَة" على صدق "الوحي". فطالما بدأ محمد في كتابه بشيء من قبيل "ألم تر..؟"، فإنه ينقل حقيقة تصلح لتأمل القارئ.
وهذا استخفاف بالقُراء والعقل والمنطق والتاريخ مرة واحدة وعلى حد سواء.
فكيف مثلاً يستطيع القارئ أن يجيب على هذا السؤال:
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ"؟
والجواب المنطقي والوثائقي الصادق هو:
لا ، لم أرَ هذا ولم يره أحد غيري أيضاً – بل وحتى أنتم لم تروه!
3.
وهذه هي محنة الكهنوت الإسلامي. هنا تأتي خرافة "الاعجاز" والتأويل المعطوب لكي تنقذ الموقف:
"قوله تعالى: ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء
قوله تعالى: ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض هذه رؤية القلب؛ أي ألم تر بقلبك وعقلك"!
كما يُرَقِّع القرطبي.
أمَّا ابن كثير مثلاً فيزيد في الترقيع ترقيعاً تربيعياً وتكعيبياً:
وفي الصحيحين عن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدري أين تذهب هذه الشمس؟ " . قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها تذهب فتسجد تحت العرش، ثم تستأمر فيوشك أن يقال لها: ارجعي من حيث جئت "!!!!.
4.
إذن: كلما يسألنا محمد في كتابه (أو من الهوامش: الأحاديث!" فيما إذا رأينا شيئاً، لكننا لم نره، فهو “رؤية قلب"!
حسناً وماذا سيقول كتاب محمد أو أنصار هذا الكتاب أذ كان الجواب:
-لا، لم نره لا بالعين ولا "بالقلب!" ولن نره ابداً!
هنا وكعادة محمد وأنصاره سيطلقون الشتائم علينا مدراراً، وسيشرعون بسلسلة من أفعال الوعيد والتهديد والتخويف:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ"
"فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا الْحَدِيثِ ۖ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ"
"سَأُصْلِيهِ سَقَرَ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ"
"فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ"
"وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ"
"أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ"
"كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ"
"وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ".
"وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ".
وغيرها من الشتائم من قاموس محمد التي يعرفها القريب والبعيد.
5.
ها نحن نصطدم بجدران العقيدة الإسلامية بالإسمنت المسلح:
إما أن تكون قد رأيت ما قرر محمد أن ترى رغماً عن أنفك؛
وإما أنت كافر زنديق مرتد وسوف تصلى بنار سقر وأنت مجرم عنيد!
6.
هل هذا كلام يا أيها المسلمون؟!

ليس للموضوع بقية. أما لـ"ألم تر" فمثلها يوجد العشرات ...


ما أصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإذْنِ الله!

[هذه واحدة من مصائب الله]

1.
إذن: كل المصائب من الله؟
الكوارث الطبيعية،
الفيضانات،
أجهزة الأمن العربية والإسلامية التي تطوق حريات الناس وتمنعهم حتى من الهواء؟
والحروب،
وجرائم القتل،
وموت الأطفال،
والنهب والسرقة والاختلاس،
اغتصاب الأطفال والنساء،
الغش والخداع والاختلاس،
الزلازل الأرضية،
والأنظمة الفاسدة،
وسلطة اللاهوت المرتشية،
والأعاصير المدمرة،
الكراهية،
والبراكين،
سجون ودهاليز أنظمة القمع الإسلامية،
الأمراض والأوبئة الفتاكة – وكوفيد – 19،
انتشار التدرن الرئوي في القرى والأرياف العربية،
ظلم الأقليات،
الفقر،
العنصرية،
غياب العدالة والمساواة الاجتماعية،
الانتحار واليأس من الحياة،
كوارث المجاعات والجفاف والتصحر،
العواصف الثلجية في الشمال،
والعواصف الرملية في الجنوب،
وأنصاف المتعلمين المسلمون الذين يستحوذون على كل شيء،
وانهيارات الأرض،
والحقد
الطلاق، وغياب الأحبة،
خراب البلاد،
الأزمات الاقتصادية،
وانهيار القدرة الشرائية للناس،
البطالة والتضخم،
انتشار المخدرات،
العمليات الإرهابية،
تفجير محطات المترو والمدارس والمطاعم والمحلات التجارية باسم الله،
العنف الموجه ضد المرأة واغتصابها الإسلامي جسدياً ومعنوياً،
تسلط رجال الدين وانتشار الأمية،
انتهاك حقوق الإنسان،
انعدام الرعاية الصحية في دول الإسلام المتخلفة،
التعذيب في السجون والمعتقلات العربية،
و ...
و ...
و...
2.
كل هذه المصائب بإذن الله!!!
لماذا؟
حسناً:
ماذا تبقى أمام المسلمين وهم يحمدولون ويحوقلون ليل نهار باسم ربِّ المصائب هذا؟!
إنني أسألهم – وأنا جادٌ بتوجيه أسئلتي إليهم:
إمَّا أنْ يكون كتاب محمد كتاباً جمع فيه ما شاء من الخرافات والقيم البدوية العدائية للبشر؛
وإمَّا هذا الكلام يصدر من "ربٍ" لا شكَّ في وجوده!
3.
فإذا كان كتاب خرافات لا تقدم ولا تؤخر فما هذا الإيمان الأعمى بها؟
وكيف سمحتم لأنفسكم بأنْ تحولوا حياتكم إلى جحيم أرضي [وهي الحياة الوحيدة والأخيرة لكم] باسم خرافة تلقفها راعي أغنام قتله العطش وأودت بعقله الشمس الحارقة على ضفاف الربع الخالي؟
وإذا كان هذا الكلام يصدر من "ربٍ" لا شكَّ في وجوده – أليس من العقل البحث عن إله آخر: عاقل ورحيم؟
كيف تصدقون أن ثمة "ربٍ" خالق لا شغل له ولا عمل غير افتعال المصائب للبشر؟
4.
وما العمل الآن؟
أنْ ينتظر المسلمون المصيبة القادمة؟
أنْ يختبؤوا في جحور في الصحراء بحثاً عن ملاذ للمصائب التي سيرسلها "الله" لهم تباعاً؟
لقد بدأ هذا "اللغو" في زمن مظلم خيم الجهل فيه على الناس – فكيف يصدقون هذا الكلام في زمن العلم والمعرفة التي في متناول الجميع؟
ألا يشاهدون محطات التلفزيون الفضائية ويرون كيف تعيش الشعوب الأخرى؟
ألا ينتظرون في طوابير اللجوء من أجل الوصول إلى الأرض الموعودة – أرض "الكفار"؟
5.
إنَّ على المسلمين أن يستيقظوا من غفلتهم!
وليشكرَ المنافقون منهم ربهم على هذه المصائب ما شاء أن يشكر!
أمَّا مًنْ تَبَقَّى له من العقل بقيةً فليفكرَ إذا لم ينسَ بعدُ عادة التفكير!



أشياء عن الله: مقدمة

مقدمة:
منذ أنْ صنع محمد رباً [وهي صناعة يدوية بدوية في غاية الخشونة والتناقض] واختار له اسماً هوائياً "الله" احتار الناس به [وفي حالتنا هم المسلمون] وسعوا بكل ما امتلكوا من "قوة ورباط الخيل" إلى إشغال البشرية به. 
وهم لم يكتفوا بهذه "الصناعة" اليدوية إذ صنعوا له بدورهم "أشياء" لا عد لها ولا حصر وشرعوا يدونونها في آلاف الكتب. وفي زحمة التدوين هذا أخذوا ينسون ما كتبوه في وقت ما ليسردوا "شيئاً" متناقضاً تماماً عنه أو يرفضون ما قالوه آنذاك وأحلوا محله "شيئاً" آخر من غير أن يحذفوا ذلك "الشيء".
ولهذا فإن "أشياء" الله متناقضة متضاربة غريبة عجيبة تبدأ ولا تنتهي . . .
وهذه السلسلة هي عن "أشياء الله" الغريبة العجيبة .

الصلاة الإسلامية [3]: خرافة "الصلاة رياضة بدنية وروحية”!

[خنزير يزن 258 كيلوغراماً – أنظر الصورة التالية!]

1.
بعد أن تم القبض على مفتي "الدولة الإسلامية" في العراق – أبي عبد الله الباري! – في بداية 2020 كان على السلطات العراقية من أجل نقله إلى المعتقل استخدام شاحنة حمولة!
[سؤال: هل كانت الشاحنة مخصصة لنقل الخنازير من النوع أعلاه؟]
فهل ضيع "مفتي الدولة الإسلامية" الطريق إلى الجنة وتفرغ كما تتفرغ الخنازير لممارسة طقوس التهام كميات كبيرة من الطعام، أم أنه يحقق واحدة من "نبوءات" نبيه؟
ولكن ومهما كانت الإجابة فإن شيخ المفتين كان يرفل في واحدة الخطايا السبع المميتة (أو ما تسمى بـ"الذنوب الكاردينالية") حقاً وفعلاً:
الشراهة والجشع والنهم – والمعنى واحد!
2.
فبعد أن اتضح للقراء وظيفة العبودية والخضوع والذل للصلاة الإسلامية [أنظر: [إمَّا صلاة العبودية وإمَّا الموت!] فإنَّ على المرء أنْ يوجه وجهه صوب وجه آخر للصلاة الإسلامية أو بكلمة أدق "صوب آخر للخرافة"- كما يسعى المسلمون إلى إقناع أنفسهم: وهو الرياضة "الروحية" و"البدنية"!!!
وهنا وكالعادة يعجز القارئ المحايد الذي يقف خارج مستنقع الأوهام عن فهم حقيقة الدلالة التي يقحمها المسلمون في قضية "ما هو روحي".
فالمسلمون، وبدءاً من محمد، أبعد ما تعنيهم عن دلالة كلمة "روحي" عما هو "روحي"!
فقد شهر صاحبهم (وهو صاحبهم وحدهم من غير منافسة) السيف – وبالسيف فقط قرر أن يبشر بعقيدته الجديدة معلناً بأعلا صوته:
"بُعِثْتُ بين يَدَيِ السَّاعة بالسَّيف، حتى يُعبَدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وجُعِلَ رِزْقي تحت ظلِّ رُمْحي، وجُعِلَ الذَّلُّ والصَّغار على مَنْ خالَف أمري"!
إنَّ المرء ليقع في دوامة الحيرة والتردد:
هل يضحك بمليء فمه حتى "تظهر نواجذه!" أمْ يتملكه الفزع من عنف وشراسة هذا النوع من التفكير وخلوه من أي نوع من "القيم الروحية" التي يتحدث عنها البشر؟
[مفتي الدولة الإسلامية – داعش المكنى بأبي عبد الباري والذي تبدو عليه علامات الرياضة الروحية بعد الصلاة!]

3.
لكن تراث "الروحية!" المحمدية والتي يسير على سنتها مفتي الدولة الإسلامية وأمثاله الكثير والتي تحمل "قبساً" منها الصلاة الإسلامية خمس مرات يومياً له وجه آخر وهو:
النكاح المنفلت من عقال العقل وأخلاق التعفف والزهد التي يدعي المسلمون بأن نبيهم يتصف بها.
فإذا ما عر فنا بأن غاندي وفي لحظة من تطوره الروحي قد امتنع عن ممارسة الجنس نهائياً فإنَّ محمداً وهذا ما يعرفه الجميع قد أطلق العنان للجنس في الثلث الأخير من حياتهم وكان يقبل على الجنس بنهم وشره حتى كان يدور على نسائه في ليلة واحدة!
4.
فمن أين لجزار بشري مثل مفتي الدولة الإسلامية لا يفرق ما بين الدم وعصير الشمندر الأحمر قيم "روحية" يتباهى بها؟
هل هذا هو المثل الأعلى لأصحاب ثقافة التوحش لكي يكون حاكماً وحكماً على الوجود البشري؟
فلماذا لم تمنحه الصلاة قيماً "روحية"؛ بل لماذا لم تمنحه الصلاة وجهاً بشرياً يستحق الوجود؟
5.
غير أنَّ هذا "الخنزير" البشري الذي حلل القتل والاغتصاب والتعذيب والتهجير وتدمير الكرامة الإنسانية هو وجه آخر للعُمْلَة "الروحية" الإسلامية.
فالكراهية الشاملة للمخالف – أي مخالف شملت العالم بأكمله وحولته إلى "دار حرب". فـ"الروحية" الإسلامية ترفض أي نوع من الاختلاف والوجود المتميز، مثلما ترفض العالم المعاصر بأكمله طالما لا ينسجم مع رغائب السلطة الإسلامية [أنظر: مَنْ هُمْ أعداء السَّنْجاب والله والمسلمين؟]
إنَّ خرافة "الصلاة رياضة بدنية وروحية" قد تحولت إلى وسيلة (وهي وسيلة ناجعة) لا للإخضاع والفرض فقط بل ووسيلة لصناعة عالم من الأوهام لا يرى فيه المسلم حقيقة ما يقوم به المسلمون أنفسهم:
معاداة كل ما هو روحي وفرض نظام ديني أبعد ما يكون عن الروحية.

مَنْ هُمْ أعداء السَّنْجاب والله والمسلمين؟

دعاء السنجاب:

اللهم نجنا من شرور الآخرين،
ومن الكفار والملحدين،
والإمبريالية والرأسمالية والاستعمار والصهيونية والعلمانية والبهائية والخوارج والشيعة والمعتزلة والمستشرقين”!”... إلخ،
والناس أجمعين - إنْ أمكن.
آمين!]
1.
في أحد مواضيعي [هذا هو الدليل على وجود الخالق: جولة صباحية!] خطرت لي فكرة عابرة تماماً مفادها أنَّ ثمة شبه ما بين السنجاب وبعض المسلمين وهو "شعورهم" بأنَّ جميع مَنْ على الأرض أعداء لهم.
لكنني الآن، وبعد أنْ تأملت الفكرة بشيء من التروي اكتشفت أنها فكرة قارة تكاد تصف الكثير من المسلمين أيضاً وإن قضية "الأعداء" من الموضوعات التي يتعامل معها المسلمون (وخصوصاً مسلمو الانترنت العلنيين والمستترين) بجدية تامة.
فهل ثمة وجود للإسلام من غير "وجود" أعداء"؟!
.2
فتداعت في ذاكرتي الكثير من الكتابات الإسلامية التي تسرد لنا أعداء الله ومحمد بن عبد الله والصحابة والأئمة المعصومين وغيرها من الأصنام الإسلامية. بل ويمكن أن يلاحظ القارئ لهذا النوع من الخزعبلات بأن هؤلاء "الكتاب" يحشرون هؤلاء "الأعداء" كلما كانوا بحاجة إلى عدو /"شماعة" لكي يعلقوا عليها غسيلهم الثقافي الوسخ.
إن وجود "أعداء" ما هو إلا واحد من العوامل الضرورية لبقاء المسلمين في حالة تيقظ وانتباه وإلا استغرقوا في نومهم الطويل.
3.
إلا أن مشكلة "الأعداء" وبسبب الابتذال الذي تتسم به قد تحولت إلى نوع من الهزل اللغوي السمج.
فمشاكل المسلمين وأزماتهم وتخلفهم هي حصيلة لعقائدهم وتشبثهم بالماضي الكئيب وعدم رغبتهم في أن يكونوا جزءاً من العالم المعاصر – العالم الطبيعي.
فجميع تصوراتهم لا تعدو أن تكون غير استمرار لتعصبهم وكراهيتهم للآخر. والآخر هنا هو الجميع تماماً.
فهم بأمس الحاجة إلى شماعة لتعليق أزماتهم عليها ولا شيء آخر.
ويمكن تعريف أعداء الإسلام ببساطة:
إنهم جميع من لا يتفق معهم؛
وجميع من لا يجد سبباً لمدح الإسلام والمسلمين؛
مثلما هم أولئك الذي يختلفون معهم طائفياً وعقائدياً وطقوسياً – بل حتى من ذات الطائفة و الحركة والشلة والملة!
4.
وها هي بعض الأمثلة:
ولنبدأ الآن بالاطلاع على "الأعداء" وكيف ينظر إليهم "الكُتَّابُ!" المسلمون.
يبدأ أحدهم كتابه هكذا:
"وهنا بدأت أفكر في كتابة هذا الكتاب الذي يتناول التاريخ الإسلامي والمفتريات التي شاعت عنه عن طريق الإسرائيليين والمستشرقين والعملاء وغيرهم إلى درجة أن بعض المتخصصين في التاريخ الإسلامي لا يعرفون الحقائق كاملة – إلى جانب أن المدارس والجامعات في البلاد الإسلامية لا تدرس التاريخ الإسلامي دراسة وافية تلقي الضوء على كل جوانبه – وهذا من تحديات العصر الحديث لأن بعض المسلمين تربوا على الثقافة الغربية فكانوا جنوداً لها يقولون مثل ما يقولو الغربيون" [أضواء على افتراءات أعداء الإسلام على التاريخ الإسلامي، علي القاضي، 2003، ص 4].
5.
أعداء محمد في يثرب:
المنافقون واليهود والنصارى والأعداء الخارجيون: ويتمثلون في الفرس والروم ومن تابعهم من قبائل العرب.
فأعداء الإسلام متعددون، وإن كان هدفهم واحداً كما ذكرت آنفاً [أعداء الإسلام ووسائل التضليل، د. جابر قميحة، القاهرة 2002 الصفحات4-6]
ثم يتحدث في الفصل الثاني من الكتاب عن الأعداء "الوارثين على درب التدمير والتضليل" وهم:
الاستشراق والاستعمار والتبشير"!"، وهي "حلقات ثلاث في سلسلة واحدة "ممسك بعضها – من الكفر – بعضاً، فالارتباط التاريخي والعقدي بين هذه "الثلاثية الضارية" شديد .. شديد جداً" [على القاضي: ص 8.].
ومن ثم: العلمانية والوجودية "!" والشيوعية والماسونية وقد "كان للصهيونية الفضل الكبير عليها نشأة ووجوداً وامتداداً والتي تعيش الآن – بعد أن افتضح أمرها وساءت سمعتها – باسم جديد – أو أكثر من اسم -وأظهرها وأشيعها "الروتارية" التي اصبح لها مئات الأندية في العالم [على القاضي].
6.
نجيب الكيلاني يبدأ كتابة بما آل إليه وضع المسلمين بسبب "العدوان" ويقرر خلافاً للكثير غيره بأنَّ "الأعداء" قد استطاعوا "أن يوقعونا في بحر من الحيرة واضطراب وقلق، بما سلطوه علينا من أفكار متناقضة، وفنون مدمرة، وسياسات خبيثة، وهكذا غرقنا في طوفان من البلبلة والشك والتشويه العقائدي ... " إلخ من الآلام والمعاناة [أعداء الإسلامية، نجيب الكيلاني، بيروت 1981]
وكل هذا قد حدث بسبب أن "إمكانيات الأعداء قوية ومبهرة، لأنهم قطعوا شوطاً كبيراً في مجال التقدم والسيطرة والنفوذ"!!!!
ولكن لماذا حدثت كل هذه المآسي للمسلمين فقط؟
فيجيب الكاتب:
لأن "المسلم يفكر كما يفكر الأعداء [...] ويسلك في الحياة اليومية سلوكاً يكاد يكون صورة طبق الأصل من سلوك الأعداء، ولهذا تميعت شخصيه المسلم واندثرت أو كادت، فهو من الناحية الجغرافية والتاريخية مسلم، وهو في فكره وسلوكه غير مسلم"! [ص: 21]
إذن فقد جنت على نفسها براقش.
ومع ذلك فإن الكاتب لا يستطيع إلا أن يجد "السبب الخارجي" هو السبب الرئيسي لكي "تتميع شخصية المسلم ويفكر كالأعداء" ويستحيل المسلمون في حالة "دفاع"!
ولكن من هم هؤلاء الأعداء الذين يجد المسلمون أنفسهم في "حالة دفاع عن النفس ضد عوامل الإبادة والفناء"، كما يقول الكاتب؟
إنهم نفس "الأسطوانة" المشروخة:
الصليبيون والاستعماريون الذين وضعوا "أيديهم في أيدي اليهود" أعداء المسلمين التقليديين الذين يلعنونهم في كل صلاة!
هل هؤلاء هم فقط أعداء الإسلام؟
ألا ينقصهم عدو آخر؟
طبعاً:
إنه يخصص فصلاً كاملاً عن "الماركسية .. في مواجهة الإسلامية.. “؟!
لماذا؟
"لأن كتابات "ماركس"، وزعماء الحركة الشيوعية وكذلك كل من شارك في صنع النظرية الماركسية أو تغييرها، كل هؤلاء زعموا أن الأديان من صنع البشر، وأنها حيلة ماكرة لاستغلال الضعفاء والفقراء لمصلحة الأغنياء، وأنها أفيون الشعوب ..."
وها هم الصليبيون والاستعمار والماركسيون قد ولوا.
فهل تغير وضع المسلمين وتخلفهم؟
وهل تغيرت ظروف "الحيرة والاضطراب والقلق" الذي يعاني منه المسلمون أم أنَّ الآن هم أسوء حالاً من أي حال في أي زمان؟
7
أما في كتاب "كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها" فإن الكاتب يوجه "سهام هجومه" ضد "أعداء السنة النبوية"!
فَمَنْ هم هؤلاء الأعداء وهل ثمة ما يربط بينهم؟
إنَّ هؤلاء الأعداء (وقد خصص لكل عدو فصلاً مستقلاً) هم:
أهل الأهواء والبدع قديمً (الخوارج والشيعة والمعتزلة"!
أعداء السنة النبوية من المستشرقين!
أهل الأهواء والبدع حديثاً (العلمانية والبهائية والقاديانية)!
ولكنه بطبيعة الحال لا ينسى "الاستعمار الغربي".
أما السبب الذي دعا الكاتب من أجله إلى دراسة الفِرق في التاريخ هو "لأن هذه الفرق وإن كانت قديمة فليست العبرة بأشخاص مؤسسي تلك الفرق ولا بزمنهم، ولكن العبرة بوجود أفكار تلك الفرق في وقتنا الحاضر. فإذا نظرنا إلى بعض الفرق الماضية كالخوارج (القرآنيون) "!" نجد أن لها امتداد يسري في حاضر الأمة سريان الوباء، وكذلك المعتزلة "!" لا زالت أفكارهم حية قوية يتشدق بها بعض المغرضين من الذين استهوتهم الحضارة الغربية والشرقية، فراحوا يمجدون العقل ويحكمونه في نصوص الشرع قرآناً وسنة، فما وافق عقولهم قبلوه وإلا ردوه، أو تأولوه تأويلاً يضر بعقيدة المسلم" ...إلخ.
ولهذا وكما يقول الكاتب فإن " العبرة بوجود أفكار تلك الفرق في وقتنا الحاضر " وإن أفكار المعتزلة لا تزال "حية قوية". أي أن مرور 14 قرناً لا تزال غير كافية لكي تلغي الأفكار المناهضة "للسنة النبوية"!
لكن الطريف في حالة هذا الكاتب هو أنه قد نسي إسرائيل والصهيونية. وهذا ما يترك في الكتاب نقصاً كبيراً!!!
[كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها، عماد السيد محمد إسماعيل الشربيني، 2002]
8.
أما أعداء الإسلام في [معجم افتراءات الغرب على الإسلام، أنور محمود زناتي، بدون تاريخ ومكان الإصدار] فهم "علماء ومفكرو الغرب".
لماذا؟
"وقد وجدنا بعض الأقلام الحاقدة، من ذوي الأفكار المشوهة، وقد اهتمت بإثارة الشبهات وتدوين التشكيكات، ضمن حالة الاستنفار العام للهجوم على الإسلام وأهله"!
أما كيف ربط صاحبنا ما بين "الغرب" و"بعض الأقلام الحاقدة" فهذا أمر لا قيمة له عندما يتعلق بمنطق المسلم المقلوب رأساً على عقب.
9.
الخلاصة:
هذه بعض الأمثلة عن هوس المسلمين وأعراض الفوبيا من الآخرين – طبعاً هذه مشكلة السنجاب أيضاً. وإن تطلب الأمر سأشير ضمن التعليقات إلى كتابات أخرى [خصوصاً لمن يؤمن بخرافة "التواتر"!].
لكن عدد الأمثلة في هذه الحالة لا يغير من الأمر شيئاً لأنَّ التكرار والنموذج المسبق الذي يقتبسه هذا الكاتب من ذاك، وابن اليوم من ابن الأمس وعلى طريقة التكرار اللاهوتية المملة، هو السمة الملازمة لكل هذا النوع من الهراء.
فالعالم بأكمله عدو للمسلمين والله والسنجاب؛
والأحكام الفقهية إزاء العدو واضحة للجميع:
الحرب والقتال.
غير أنَّ كلام المسلمين بصدد الأعداء "الداخليين" و"الخارجيين" لا يجب أن يأخذ مأخذ الجد. فرغم أنه عملياً يحرِّض السذج والمغفلين وأنصاف المتعلمين من المسلمين في المنتديات ضد الآخرين، فإنَّه نوع من النباح الذي لا غرض من وراءه غير إبعاد الشبهات عن حقيقة التخلف الذي تعاني منه المجتمعات الإسلامية والغالبية العظمى من المسلمين أنفسهم. أما الصلات الوثيقة "السرية!" و"العلنية!" ما بين ممالك الظلام العربية مع ذات "الاستعمار والصهيونية والامبريالية فإنها معروفة للقريب والبعيد!
فإصرار المسلمين على وجود "الأعداء الخارجيين" والاستمرار في نفس في تخلفهم يجعل منهم مادة لاستهزاء والتهكم ليس من قبل "الاستعمار والصهيونية والإمبريالية والشيوعية والمستشرقين" فقط، بل ومن قبل "الجزء الآخر من العالم!".
إنَّ هذه الشكوى المتواصلة والنحيب الذي يمزق نياط القلم من قبل المسلمين لا جدوى من وراءه غير استمرار التخلف. فالماضي من وراءهم لا عودة له، والمستقبل أمامهم ولن يرحم تخلفهم.



أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر