1.
أتَاهُ رَبُّهُ مُتَسَائِلاً عَنِ الْمَلَإ الأعْلَى ـ
حِينَئِذٍ قَدْ رآهْ!
أوْ كَأنَّهُ شيءٌ مِنْ خِدَاعِ البَصَرْ
أوْ رُبَّمَا!
أوْ حَسِبَهُ أَنَّهَ قَدْ رَآهْ!
أوْ أبْصَرَ قَفَاهْ!
كَانَ "اللهُ" فِي أَحْسَنَ صُورْةْ
هُوَ من كانَ ـ لا أحَدَ غَيرَهُ
قَدْ رَأى رَبَهُ:
جَالِسَاً عَلَى العّرْشِ،
يَسَائِلَهُ عَنِ المَلائِكَةِ
هُوَ الَّذِي رَأى فِي لَحْظَةِ الخَدَرْ
مَا يُعْجِزُ عَنْهُ،
هُوَ الَّذِي أحَسَّ " أَنَامِلَهُ "،
هُوَ أمْرٌ "يَعْتَزُ" بِهِ البَشَرْ
2.
فالمَلَائِكُةُ، كَمَا يَبْدُو، يَتَخَاصَمُونْ!
هَذا خَبَرٌ أسْنَدُهُ ثِقَاةُ عَالِمُونْ:
مَرَّةً فِي الكَفَّارَاتْ[1]
وَمَرَّةً أُخْرَى فِي شُؤُونِ اللهِ[2] ـ خَالِقِ آدَمَ وَالسَّمَاوَاتْ
وًمَرَّةً ثَالِثَةً فِي مَعْنَى الحَيَاةْ،
وَمَنْ يَدْرِي، رُبَّمَا، فِي تَركِيبِ النَّوَاةْ!
فَهُمْ مَا بَرِحُوا يَتَخَاصَمُونْ!
مُنْذُّ خُلِقُوا يَتَخَاصَمُونْ
وَكَأنَّ لا عَمَلَ لَهُمْ،
غَيْرَ الاعْتِرَاضِ عِلَى رَبِّهِمْ وَاخْتِلَاقِ المُحَاجَجَاتْ!
3.
أهَؤُلاءِ هُمُ المَلائِكَةُ حَامِلُو أنْبَلَ الصِّفَاتْ؟
[1] عن ابن عباس عن محمد أنه قال : ( أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة ، فقال: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت : لا ، فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي فعلمت ما في السموات وما في الأرض، فقال: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت: نعم في الكفارات والدرجات ، والكفارات: المكث في المساجد بعد الصلوات ، والمشي على الأقدام إلى الجماعات ..." الخ! (رواه أحمد ، والترمذي وغيرهما)
[2] عن ابن عباس ـ قوله:من سورة ص/69: " مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلأِ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ" قال: الملأ الأعلى هم الملائكة حين شُووروا في خلق آدم، فاختصموا فيه وقالوا: لا تجعل في الأرض خليفة!".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق