منع

جذور الإرهاب الإسلامي

مرتزقة الدولة الإسلامية
[على الأغبياء أن يستغبوا – أما الأذكياء فليعلموا: أن التوحش لا يزال هنا!]

1.
من أهَمِّ مصادر المعرفة هي الوقائع التاريخية. وعندما تكون الوقائع التاريخية ماثلة للعيان فإنها تحمل في نفسها الفرضية والدليل على وجودها والأغبياء فقط سيكونون عاجزين عن رؤيتها.
فمنطق "الكأس" المملوء حتى المصف في زمن الكوارث والمآسي هو منطق الثَّمِلَ الذي لا يفرق ما بين الدَّمِ وعصير الطماطم!
والوقائع التاريخية تقول لنا:
إنَّ جذور الإرهاب الإسلامي ومنطق الفكر الشمولي قائمة في العقيدة الإسلامية ذاتها وليس شكلاً من أشكال التفسير والتأويل للكتب الدينية.
وعدم رؤية هذه الحقيقة هو مصدر الكارثة في الثقافة العربية الرسمية السائدة وسط العامَّة من المسلمين وأنصاف المتعلمين وأنصاف المثقفين.
أمَّا مَا يتعلق بمثقفي السلطان الرسميين العلنيين والمستترين فإنهم لا يجهلون هذه الحقيقة. غير أنَّ في "جهلهم" لها تكمن مصالحهم.
فهم حين يُزَوِّرون الحقائق فإنهم يقومون بعملية مزدوجة:
فكل عملية تزوير للحقائق تخفي دائماً حقائق مستترة يتضمن استتارها خدمة للمؤسسات الدينية والدولة على حد سواء.
2.
في "رسالة مفتوحة إلى العالم العربي" يقول المفكر الإسلامي عبد النور بيدار:
"مشكلة جذور الشرّ. من أين تنبع جرائم ما يسمّى “الدولة الإسلاميّة”؟ سأجيبك يا صديقي، ولن يسرّك ذلك، ولكن واجبي كفيلسوف يقتضي إجابتك. إنّ جذور هذا الشرّ الذي يسرق وجهك اليوم تكمن فيك، فالوحش خرج من رحمك، والسرطان يسكن جسمك ذاته. ومن رحمك المريضة ستخرج في المستقبل وحوش جديدة – أسوأ منه بكثير – ما دمت ترفض مواجهة هذه الحقيقة، وطالما تباطأت في الاعتراف بها ولم تعزم على اقتلاع هذا الشرّ من جذوره!"
وهذه هي الحقيقة التي يعرفها الجميع ما عدا أنصاف المتعلمين:
إن جذور الإرهاب الإسلامي كامنة في العقيدة الإسلامية ذاتها وفي "رحم" المسلمين المريضة التي تمتلك كل إمكانيات توليد الإرهاب؛
إنها كامنة في تصورات المسلمين الخرافية عن أنفسهم وعن العالم؛
إن جذور الشر كامنة في موقف المسلمين من الوجود البشري والعيش المشترك مع الآخرين.
وإنَّ جذور الشر، أخيراً وليس آخراً، كامنة في المنطلقات اللاهوتية الشمولية التي يسعى المسلمون إلى فرضها على الوجود البشري.
فما هي هذه المنطلقات؟
3.
لقد سبق وأنْ أشرت في الكثير من كتاباتي إلى هذه المنطلقات. والآن عليَّ أن أعيد الإشارة إليها لأنني وكلما أسعى إلى البحث عن جذور الشر في العقيدة الإسلامية، وكلما حاولت أن غير زاوية الرؤية ومنطق التناول، فإنني أصطدم بذات المنطلقات اللاهوتية التي تشكل الإطار الحديدي للعقيدة الإسلامية:
أولاً:
أولى هذه المنطلقات، وهي مفارقة مضحكة مبكية، رفض المسلمين لأيَّ دين آخر:
فالدين عند الله الإسلام والإسلام فقط!
"نحن فقط، على حق!" - يقول المسلمون، ولديهم "الأدلة!" على ذلك:
فقريان محمد "يقول!"":
- " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85]
- "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ [آل عمران:19-20]
- "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران: 110]
- وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِيِنَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً" [النور:55]
4.
ثانياً:
الإسلام دين الدولة!
إن هذه الحماقة الصريحة والمفضوحة هي حجر أساس الدولة الإسلامية. وإن من نتائج هذه الحماقة هي أن "الشريعة الإسلامية" مصدر أساسي للتشريع – أو الأساسي. وهذا ما نراه في جميع الدساتير العربية وأشباه الدساتير الإسلامية حيث تتصدر هذه المواضعات البنود الأولى منها.
وهكذا نصل إلى خلاصة هذه المنطق:
الإسلام هو دستور الدولة!
فالدولة إسلامية - ومادامت إسلامية فإن القانون الإسلامي هو الحُكْمُ والحَكَمُ والحَاكِم!
5.
ثالثاً:
لم يتخل المسلمون عبر تاريخهم الطويل حقاً وحتى اللحظة الراهنة من أسوء معايير الدولة السياسية منذ تأسيسها حتى الآن:
تمجيد الطاغية والخضوع لإرادته. ولهذا فإن المسلمين لا يتحدثون عن الحرية، ولا يناديون بها إلا إذا كان الأمر يتعلق بـ"حرية الإسلام" وحسب وليس البشر. بل يرفض المسلمون حقوق البشر التي حصروها في حق الخضوع والعبودية.
فإطاعة الحاكم فرض ديني قام محمد بتشريعه حتى ساوى ما بين الحاكم والنبي:
"يأيها الذين آمنو أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم"
وهذه شروط "ذهبية" لظهور الطاغية!
بل أن "الطاغية" هو التعبير الناصع والنقي للعقيدة الإسلامية.
6.
ما هي الفكرة الرئيسية والشاملة لمثل هذه الخزعبلات؟
- نحن على حق شامل عقيدةً وفكراً وأخلاقاً!
- نحن خير البشر وخير الأديان وخير الأفكار!
- فكرنا هو فكر البناء وفكر الآخرين هو فكر الهدم!
- نقدنا بناء ونقد الآخرين هدام!
- كل نقد سلبي للإسلام والمسلمين هو نقد هدام وكل نقد إيجابي ومديح للإسلام والمسلمين هو نقد بناء!
إن منظومة الأفكار هذه ذات طابع متماسك ومتداخل سواء أدركها المسلم أم لم يدركها. فهي متجذرة في سيكولوجيته وفي طريقة تفكيره وهو لا يدرك الفرق ما بين الوهم والحقيقة. وعدم أدراك الحدود ما بين الوهم والحقيقة هو مرض سيكولوجي.
وإنَّ كل هذا الهوس بالنفس يجد دعماً بتصورات محمد الشمولية الواضحة:
- " أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ"!!!
وهذه هي الوصية المقدسة:
إن يقاتل حتى يجبر الآخرين على أن "شْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ" ومهما كان الثمن، ومهما كتنت الفظائع والجرائم المرتكبة.
إذن الإرهاب وصية دينية وواجب مقدس!
7.
هذه هي باختصار جذور الشر الإسلامي التي بدونها لا وجود للإسلام.
فهل ثمة مخرج من هذا الكابوس؟
بل هل يمكن أن ننتظر (كما ينتظر الأغبياء) إن يُصلح المسلمون أنفسهم و"يكتشفوا" أنهم يعيشون خارج التاريخ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر