منع

حكاية جديدة عن ملابس الإسلام القديمة!

لوحة هزلية من كتب الأطفال عن حكاية "ملابس الأمبراطور الجدبدة"

[هل كانت ملابس الإمبراطور الجديدة جديدة؟]

1.
لابد وأن يتذكر القُرَّاء حكاية "ملابس الإمبراطور الجديدة" وهي واحدة من قصص كرستيان أندرسن الجميلة. فقد استطاع خياطان "محتالان" إقناع الإمبراطور بأنهما سيصنعان له بدلة مدهشة لا يراها إلا "العقلاء" و"الحكماء"! فقدم لهم الإمبراطور الغالي والنفيس وكل ما هُم بحاجة إليه. وفي النهاية كانت الملابس الجديدة جاهزة:
وَهْمٌ ولا شيء آخر غير الوَهْم!
2.
لكن الإمبراطور صدق الوَهْمَ، بل ما كان عليه إلا أن يصدقه، وقرر ارتداءه، فانتشرت في أنحاء البلاد أخبار الملابس العجيبة الغريبة.
وحينما ارتدى صاحبنا ملابس الوَهْمِ وخرج إلى رعيته لكي يفخر بملابسه الجديدة أخذت "الرَّعِيَّة" تصفق وتهتف بجمال ملابس الإمبراطور الجديدة كالعادة وإلا سيتضح غباءها وتخلفها!
فمن صفات الرَّعِيَّة أن ترى ما يراه الشيوخ. وحين يعتقدون بأنهم يرون شيئاً بأنفسهم يتعوذون بذاك الذي يجلس على عرشه من الشيطان الرجيم – لأن الرؤية حرام من غير دليل فقهي!
3.
لكن الحقيقة "العارية" هي أنَّ الإمبراطور كان "عارياً" تماماً كجده آدم وجدته حواء "عليهما السلام!"، حتى من غير ورقة تين ولا حفنة حمراء من الطين!
لا أحد يعرف كيف انتهت حكاية الإمبراطور العاري، لكننا نعرف نهاية حكاية أخرى و"ملابس" أخرى لا يزال مَنْ يرتديها يدعون أنها ملابس عجيبة وَمُعْجِزَة!
4.
وهؤلاء هُم المسلمون!
الحق أن ملابس الإسلام العجيبة الغريبة ليست جديدة على أية حال. فعمرها على أقل تقدير 14 قرناً. ورغم وما تعرضت له هذه الملابس من تقلبات المناخ وآفات الزمن فإنها لا تزال كما هي: وَهْمَّية كما كانت منذ البداية تكشف عن عورة الإسلام الهائلة رغم "حمدلة" الرَّعِيَّة على نعمته والتهاليل والطبول والتبجيل!
5.
فعلى امتداد 14 قرناً يَحْلِفُ شيوخ الإسلام بأغلظ الأيمان بأنهم يرتدون ملابس الإيمان والتقوى؛ فهم "خير أمة" أُخْرِجَت للناس وهم الوارثون على الأرض وإن الشاهدَ على ما يقولون هُوَ إيمان "الرَّعِيَّة" التي تَرْعَى في مزارع الإسلام راضِيَة مَرْضِيَّة وخاضِعَة لا تَنْبَسُّ ببنتِ شَفَةٍ يقيمون الصلاة ويؤدون الزكاة صاغرين وحامدين الله على رحمته التي لم يرَهَا أحدٌ، داعين من "الواحد الأحد" إنْ يُلقي بزينته على ملابس الإسلام ويجعلها رحمة للناس أجمعين!
إنه الدِّينُ الذي ما بعده دِينٌ ومن الأدلة على أن الإسلام هو دين الحق: هو إعجاز القرآن (!)، رغم أن نصف المسلمين لا يقرأون ولا يكتبون، أما النصف الآخر فكلهم يدَّعون القراءة! وكما يفخر أحدهم به لاحتوائه على أكثر من ستة آلاف آية [1]، "فإنك لا تجد في عباراته اختلافاً بين بعضها البعض، كما لا تجد معنى من معانيه يعارض معنى، ولا حكماً ينقض حكماً، قال تعالى: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا"!
هل فهمتم:
هكذا يقول بعض المصابين بالهذيان: لا تجد في عباراته اختلافاً بين بعضها البعض، كما لا تجد معنى من معانيه يعارض معنى، ولا حكماً ينقض حكماً!
لتموتوا في غيضكم أيها الملحدون!
فالإعجازُ إعجازٌ صحَّ أمْ بَطُلَ، رضيتم أمْ أبَيْتُمْ!
6.
إذا كان الأمرُ هكذا فلماذا، إذن، ينتشرُ الإلحادُ في كل مكان من مملكة الإسلام الهادئة؟!
إن ادعاءات مراكز اللاهوت الإسلامية بدور التحريض "الخارجي"، كما يسمون منتديات الإلحاد مثلاً والمئات من المنتديات والمدونات الأخرى، في تفشي الإلحاد بين أوساط الشباب في السنوات العشر الأخيرة هي محاولات يائسة للهروب من الحقائق المرة.
إن لانتشار الثقافة الإلحادية، من غير شك دوراً هاماً، في فتح الآفاق الواسعة أمام الشباب وتزويدهم بمعارف حقيقية تكشف عن زيف الإسلام. إلا أنَّه ومهما كانت قوة وفعالية الثقافة الإلحادية وتأثيرها على الشباب فإنه من غير الممكن أن "تَفْرُضَ" على الشباب قناعات لا تجد لها بذور داخل أعماقهم أنفسِهم.
إن السبب الذي تحاول وسائل إعلام سلطات اللاهوت الإسلامية ومن خلال صغار الكتبة والأميين والمصابين بالهوس الشيطاني إخفاءه هو أن عيون الشباب قد تفتحت ورأت ما لم تره من قبل حقيقة الإسلام "العارية": إنه عارٍ، وما الملابس التي يرتديها إلا وهمٌ لا غير!
فقد اكتشفوا حقائق القرآن المنافية للقيم الأخلاقية التي لم تعد تنسجم مع أبسط حقائق العصر!
واكتشفوا أنَّ في عباراته اختلافاً بين بعضها البعض، وأنَّ كلَّ معنى من معانيه يعارض المعنى الآخر، وإنَّ كلَّ حكم ينقض الأحكام الأخرى!
واكتشفوا حقيقة سيرة محمد المخزية والتي تتعارض مع القيم الإنسانية!
واكتشفوا أن "إعجاز" القرآن صناعية إسلامية لا وجود له!
واكتشفوا أكاذيب التاريخ الإسلامي ودَجَلَ الفقهاء وخواء القيم الإسلامية!
واكتشفوا بأنهم يعيشون في الماضي متخلين عن المستقبل!
ولهذا قالوا:
14 قرناً من الأوهام كفاية!
5.
وليس من الصدفة أن في حكاية "ملابس الإمبراطور الجديدة" قد صدَّق الجميعُ أخبارَ الملابس العجيبة الغريبة إلا الأطفال. فقد رأوا بعيون واسعة مفتوحة أن الإمبراطور عارٍ ولم تنطلِ عليهم الحيلة!
إن التستر على عري الإسلام قد أصبح محال:
ففي مقدورِ كلِّ صَبِيٍّ أن يختبر صدق كلام المسلمين بضغطة زر على التلفون النقال ليكتشف الحقيقة:
إنهم يكذبون!


[أشْهَدُ إنهم سيرون يوماً بأنَّ الإمبراطور عارٍ – هذا أمر لا ريبَ فيه!]


[1] أتحدى المسلمين إذا كانوا قادرين على تقديم رقم محدد لعدد آيات كتابهم "المقدس!" من غير أن أثبت بوثائق من كتبهم بأن الرقم مختلف!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر