1.
महात्मा "المهاتما" بالسنسكريتية تعني "الروح العظيمة" كما سماه شاعر الهند طاغور (ولم يسمِ نَفْسَهُ بنَفْسِهِ كما فعل محمد)
كيف تحوَّل هذا الرجل النحيل الذي يكاد يتضاءل من الجوع والألم على مصير بلاده الغارقة بالحرب الطائفية إلى "روح عظيمة" بدون حروب شنها على الآخرين وبدون جيوش تحميه [حتى حين أرداه قتيلاً الهندوسي المتعصب]؟!
2.
لم يتحول غاندي إلى الروح "العظيمة" بالنسبة لشعبه بالكراهية، ولا بالغزوات، ولا بامتلاك الإماء وملك اليمين واغتصاب الأطفال ولا بعشرات النساء [في المرحلة الأخيرة من حياته لم تعد بينه وبين زوجته أية علاقة جسدية وتحولت زوجته إلى رفيقة درب لا غير]؛ ولم يتحول إلى رمز عالمي ولمختلف الانتماءات الدينية والأثنية والسياسية في العالم بفرض عقيدته بحدِّ السيف، ولم يشهر سلاحاً، ولم يقتل، ولم يهدد؛
لقد فعل كل هذا بشعار "اللاعنف" الذي يتناقض جذرياً وعلى امتداد خط الأفق مع عقيدة محمد!
3.
في "مسيرة المِلْحِ " لم يقل غاندي لأنصاره “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ” بل علَّمَهم نساء ورجالاً على عدم الردِّ على الجنود الإنجليز الذين كانوا يستخدمون الهراوات والأسلحة النارية.
ساروا بقوة الإيمان الروحي بعدالة قضيتهم، بعدالة حرية الهند وقد كان غاندي أمامهم.
4.
لم يَدَّعِ بأنه مُرْسَلٌ من السماء، ولم يفبرك كتاباً مملاً استله "من اللوح المحفوظ"!
ألهم أنصاره في الهند وخارج الهند بفلسفة احترام الإنسان والشعوب فربح احترام أعداءه ومنافسيه.
5.
إن فلسفة العصيان المدني السَّلمي تحول إلى تراِث عالمي وألْهَمَ ملايين الناس على الدفاع عن حقوقهم من غير أن يحرضهم على أن يفجروا أنفسهم في محطاِت المترو، وإزهاق أرواح الأبرياء أطفالاً ونساء، وتفجير القطارات، واغتيال الرسامين!
ولم يعتبر نفسه عندما كان حياً أفضل من الآخرين؛ ورفض أن يتحول إلى شيء مقدس؛ ولم يحتل مركزاً حكومياً بعد استقلال الهند؛ ولم يحصل على قصور ولا أموال!
بل إن أنصاره بعد مماته لم يكفوا عن احترامه كما كان حياً: رجلاً بسيطاً لا يضع على جسده النحيل إلا إزار بسيط رخيص!
6.
وإذا لم يكن بمقدور محمد أن يتعلم من غاندي [لأسباب تاريخية]، فإن على المسلمين أن يتعلموا منه لعلهم يحوزون على احترام الآخرين!
ملاحظة منطقية خاصة لمن يتصيد بالماء العكر:
غاندي إنسان؛
والإنسان مثلما هو آيل إلى الفناء فهو يخطأ ويرتكب الذنوب؛
إذن: غاندي آيل إلى الفناء يخطأ ويرتكب الذنوب.
لكنه لم يتحول غاندي إلى الروح "العظيمة" بالنسبة لشعبه بالكراهية، ولا بالغزوات، ولا بامتلاك الإماء وملك اليمين واغتصاب الأطفال ولا بعشرات النساء.
هذه حقيقة تاريخية يعرفها الملايين من معاصرين غاندي والملايين بعد موته.
وهذا ما لا يمكن قوله عن ىمحمد.
ِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق