منع

طائر البطريق الملكي

1.

طَائِرُ البِطْرِيقِ المَلَكِيِّ يَسْتَوِي عَلَى عَرْشٍ مِنَ الثَّلجِ،
وَحِيداً يَسْتَوِى، 
صَامتاً، 
يُحَدِّقُ في الأفقْ،
غير آبهٍ بالأعاصِيرِ،
تَدْفَعُ بِهِ مَرَّةً إلى الخلفِ، وَمَرَّةً أُخْرَى إلى الأمَامْ،
يُحَدِّقُ عَمِيقاً في الأفقِ الضبابيِّ وكأنَّهُ يَراهُ للمرِّةِ الأخِيرَةْ!
فَهَلْ هَذَا أفُقُهُ الأخِيرْ؟
وَهَلْ هَذِهِ نَهَايةُ المَسِيرْ؟
2.
طَائِرُ البِطْرِيقِ لا يَعْرِفُ الطيرانْ!
لا يَعْرِفُ القّفْزَ عَلَى الوَقَائِعِ،
هُوَ لا يَعْرِفُ الخِيَانَةْ،
لا يَعْرِفُ عُرُوضَ الإيمَانِ المُزَيَفَةِ، وِلا طُقُوسَ التَّتْوِيجْ!
هُوَ وَحْدُهُ المَلِكُ!
لا يُبَدِّلُ شَرِيكَتَهُ،
وَلا يُغَيِّرُ عَقِيدَتَهُ  بِتَغِيِّرِ فُصًولِ السَّنَةِ،
أوْ بِتَغِيِّرِ أسْعَارِ العُمُلَاتْ،
وَتَقَلُّبَاتِ السُّوقْ!
 3.
طَائِرُ البِطْرِيقِ لا تُغْرِيهُ فِكْرًةُ القِيَامَةْ،
وَلَا يُومُ الحَشْرِ،
وَلَا مَغْفِرَةُ الذُّنُوبْ!
هُوَ لَمْ يَزْنِ!
وَلَمْ يَتَطَفَّلُ عَلَى أرْضِ الآخَرِينْ!
لَمْ يَبْحَثْ عَنْ مُحْضِياتْ!
وَلَا يَعْرِفُ زَوَاجَ المُتْعَةِ،
وَلَا زَوَاجَ المِسْيَارِ،
وَلَا تَعَدُّدَ الزَّوْجَاتْ!
وَلَا اغْتِصَابَ البَنَاتْ!
4.
طَائِرُ البِطْرِيقِ مَازَالَ وَفِيَّاً لِلْبِدَايَاتْ...

كَانَ هُنَاكَ، دَائِمَاً، حَيْثُ كَانْ
يَسْتَوي عَلَى عَرْشٍ مِنَ الثَّلْجِ،
وَحِيدَاً، مُكْتَفِيَاً بِآلَامِهِ وِقَسَاوَةِ المُنَاخْ،
يُحَدِّقُ فِي الأفُقِ بَحْثَاً عِنْ إشَارَاتْ،
بَحْثَاً عَنْ سِّرِ الكَلِمِاتْ،
أوْ شَيْئَاً يَدُّلُهُ عَلَى مَدْخَلِ النَّهَايَاتْ!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر